نعم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الامام ابو بكر ومحمد بن الحسين الاجري رحمه الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين قال محمد ابن الحسين رحمه الله تعالى ويقال لمن خالف هذا المذهب الذي بيناه في اثبات القدر من كتاب الله على اعلم يا شقي انا لسنا اصحاب كلام والكلام على غير اصل لا تثبت به حجة وحجتنا كتاب الله تعالى وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد ذكرنا ما حضرنا ذكره من كتاب الله تعالى وقد قال الله وقد قال لنبيه عليه السلام لتبين للناس ما نزل اليهم ولعلهم يتفكرون. فقد بين صلى الله عليه سلم لامته ما فرضه الله تعالى عليهم من اداء فرائضه واجتناب محارمه. ولم يدعهم سدى لا بل بين لهم شرائع دينهم فكان مما بينه لهم اثبات القدر على نحو ممن تقدم ذكرنا له وهي سنن كثيرة سنذكرها ابوابا لا تخفى عند العلماء قديما ولا حديثا ولا ينكرها عالم. بل اذا نظر فيها العالم زادته ان شاء الله ايمانا وتصديقا. واذا نظر فيها الجاهل بالعلم او بعض من قد سمع من قد من قدري جاهل بكتاب الله وسنن رسوله الله صلى الله عليه وسلم وسنن اصحابه ومن تبعهم باحسان وسائر علماء المسلمين فان اراد الله به خيرا كان سماعه لها سببا لرجوعه عن باطله. وان تكن الاخرى فابعده الله واسحر بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه. وعلى اله واصحابه اجمعين. اللهم لا علم لنا الا ما علمتنا اللهم علمنا ما ينفعنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى طرفة عين اما بعد فلا يزال الامام الاجري محمد ابن الحسين رحمه الله تعالى ينوع الادلة والحجج والبراهين من كتاب الله عز وجل وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم لن في هذا الباب العظيم اثبات القدر. وان الامور كلها بمشيئة الله. وان ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن. وتنويعه رحمه الله تعالى لهذه الادلة فيه من جهة تقرير للحق وتبيان لبراهينه وحججه اعتمادا على كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم. ولهذا قال رحمه الله تعالى اعلم ان لسنا اصحاب كلام اعلم انا لسنا اصحاب كلام والكلام على غير اصل لا تثبت به حجة وحجتنا كتاب الله. وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. وهذه الطريقة التي كان عليها ائمة السلف رحمهم الله تعالى فتحقت نجاتهم في امور الديانة بخلاف من سواهم ممن اعمل العقول واخذوا في الخوض في امور الدين بالكلام الذي لا اساس له من دين الله وانما هو تخرصات وظنون واوهام. وبنوا عليها اه امور الديانة عندهم. فظلوا عن سواء السبيل. ولا نجاة الاستمرار امساك بوحي الله فان من فارق الدليل ظل السبيل ولا نجاة فان من فارق الدليل ظل السبيل ولا دليل الا بما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم. هذا هو الدليل الدليل قال الله قال رسوله ومن جهة ثانية في تنويع المصنف رحمه الله تعالى لهذه الحجج والبراهين الرد على المبطنة وبخاصة قدرية النفاة نفاة القدر. فان في تنويع هذه الدلائل اقامة آآ الحجة عليهم وردا ودحظا لشبهاتهم واباطيلهم. وهي شبهات ليست قائمة الا على التخرصات والظنون وليس لها اه مستند مستمسك من كتاب الله سبحانه وتعالى ولا من سنة نبيه صلوات الله وسلامه وبركاته عليه وايضا كما نبه رحمه الله تعالى امور القدر والتفاصيل المتعلقة به مما يطلب من المسلم الايمان به واعتقاده كل جاءت مبينة في كتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام فان الله اتم لعباده الدين اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا اكملت لكم دينكم اي اتم الله الدين عقيدة وعبادة اصولا وفروعا. نعم. قال رحمه الله تعالى باب ذكر السنن والاثار المبينة بان الله تعالى خلق خلقه من شاء خلقه للجنة ومن شاء خلقه للنار في علم قد سبق. قال ابو بكر جعفر بن محمد الفريابي قال حدثنا قتيبة بن سعيد عن مالك بن انس عن زيد بن ابي انيسة ان عبدالحميد بن ان عبد الحميد بن عبدالرحمن بن زيد بن الخطاب اخبره عن مسلم بن يسار الجهني ان عمر رضي الله عنه سئل عن هذه الاية اذ اخذ ربك من بني ادم من ظهورهم ذريتهم واشهدهم على انفسهم الست بربكم؟ قالوا بلى شهدنا ان تقولوا يوم القيامة انا كنا عن هذا غافلين. فقال عمر رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عنها فقال ان الله تعالى لما خلق ادم فمسح ظهره بيمينه فاستخرج منه ذرية فقال خلقت هؤلاء للجنة وبعمل لاهل الجنة يعملون ثم مسح ظهره فاستخرج منه ذرية فقال هؤلاء للنار وبعمل اهل النار يعملون فقام رجل فقال يا رسول الله ففيما العمل؟ فقال صلى الله عليه وسلم ان الله تعالى اذا خلق العبد للجنة استعمله بعمله لاهل الجنة حتى يموت على عمل اهل الجنة واذا خلق العبد للنار استعمله بعمل اهل النار حتى يموت وهو على عمل اهل للنار فيدخله به النار. عقد رحمه الله تعالى هذه الترجمة. قال باب السنن والاثار المبينة بان الله تعالى خلق خلقه من شاء خلقه للجنة ومن شاء خلقه نار في علم قد سبق. هذا من انواع الادلة التي اه يسوقها رحمه الله تعالى مستدلا بها على اثبات الايمان بالقدر وان الله قدر مقادير الخلائق وما هو كائن من ايمان او كفر هداية او ضلال صلاح او فساد للجنة من اهل النار كل ذلك مضت به المقادير وسبق به العلم علم وعلم الله سبحانه وتعالى. كما قال الامام الشافعي رحمة الله عليه في ابيات له ما شئت انا وان لم اشأ وما شئت ان لم تشأ لم يكن خلقت العباد على ما علمت. وفي العلم يجري الفتى والمسن على ذا مننت وهذا خذلت وذا اعنت وهذا اعنت وذا لم تعن. فمنهم شقي ومنهم سعيد ومنهم قبيح ومنهم حسن فالامور اه ماظية بما قدره الله سبحانه وتعالى وقظاه وما سبق به علمه سبحانه وتعالى. وفي هذه الترجمة يسوق رحمة الله عليه اه ما يشهد لهذا المعنى الذي ترجم له وهو ان الله سبحانه وتعالى خلق الخلق من شاء خلقه للجنة ومن شاء خلقه للنار في علم قد سبق. في علم قد سبق وهذا المعنى العظيم الذي سيسوق عليه انواع من او جملة من الاحاديث عن الكريم صلى الله عليه وسلم وواجب بل اصل من اصول الديانة لابد من الايمان به. يتولد من معرفة هذا الاصل والايمان به سؤال ملح يطرح نفسه كما كما يقال. واذا كانت الامور بهذه الصفة مقدرة ومكتوبة ومن هو من اهل الجنة ومن هو من اهل النار من هو من اهل السعادة ومن هو من اهل الشقاء اذا فيم العمل؟ لماذا يجهد الانسان نفسه في العمل والعبادة والامر مقدر ومكتوب فهذا كما قلت سؤال يطرح نفسه وسيأتي جوابه جوابه المسدد من النبي الكريم عليه الصلاة والسلام حيث سأله الصحابة رضي الله عنهم غير مرة اي في غير عن هذا السؤال العظيم السؤال الملح فاجاب عليه الصلاة والسلام بجواب مختصر لكن فيه الوفاء كفاية ما تتحقق به السعادة سعادة العبد في دنياه واخراه كل ذلك سيأتي عند المصنف رحمه الله تعالى في هذه الترجمة. بدأ فهذا الخبر عن عمر في معنى قوله سبحانه وتعالى واذ اخذ ربك من بني ادم من ظهور بهم ذريتهم واشهدهم على انفسهم الست بربكم؟ قالوا بلى شهدنا ان تقولوا يوم القيامة انا كنا عن هذا غافلين. قال عمر رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عنها اي عن هذه الاية الكريمة فقال ان الله تعالى لما خلق ادم فمسح ظهره بيمينه فاستخرج ذرية فقال خلقت هؤلاء للجنة. وبعمل اهل الجنة يعملون. ثم مسح ظهره فاستخرج منه ذرية فقال هؤلاء النار وبعمل اهل النار يعملون. فقام رجل فقال يا رسول الله ففيما العمل؟ ففيما العمل بل اذا كان اه قدر من هم اه اهل الجنة ومن هم اهل النار؟ وكل الى ما قدر له وكتب عليه ففيما العمل؟ قال ان الله تعالى اذا خلق العبد للجنة استعمله بعمل اهل الجنة حتى يموت على عمل اهل الجنة. واذا خلق العبد للنار استعمله بعمل اهل النار حتى يموت وهو على عمل اهل للنار فيدخل به النار. اي بالعمل هذا الحديث فيه ما اشار اليه المصنف رحمه الله تعالى في الترجمة ان الله سبحانه وتعالى خلق جل في علاه الخلق من شاء خلقه للجنة ومن شاء خلقه للنار. استخرجهم من ظهر ابيهم ادم في عالم سبق وجعلهم فريقين سبحانه وتعالى فريق في الجنة هو فريق في السعير. وهذا مما ينبه اه او مما يشهد لما سبق ان سر الله سبحانه وتعالى في خلقه. وان الواجب على العبد ان يؤمن بمقادير مقادير الله وما قدر الله سبحانه وتعالى وقضاه. وان الامور اه كائنة وواقعة كما قدر عز جل ولكن هذا المقدر على العبد وينبغي ان يتنبه لهذا الامر امر مغيب عن العبد امر مغيب عن العبد. القدر سر الله وغيب استأثر به سبحانه وتعالى عن عباده واوجب عليهم الايمان به بل جعله اصلا من اصول الايمان الذي لا يقوم الدين الا عليه. فهو امر مغيب عن العبد فيتطلب هذا الايمان بالقدر مجاهدة من العبد لنفسه لان آآ الله سبحانه وتعالى جعل لهذا العبد مشيئة وارادة. وتمييزا بين الخير والشر بعث له الرسل اه مبشرين ومنذرين دعاة الى الحق والهدى تقوم بهم الحجة ويبينا السبيل وتزول المعذرة فآآ هذا يتطلب من العبد مجاهدة للنفس على اصلاح نفسه بالايمان وطاعة الرحمن سبحانه وتعالى وفي الوقت نفسه يتطلب منه اللجوء الى الله سبحانه وتعالى بان يهديه وان يثبته وان يعيذه من الضلال وان لا يكله الى نفسه وان يجعل كل قضاء قضاه له خيرا وان يعيذه من زيغ القلوب يلجأ الى الله سبحانه وتعالى فيجمع لنفسه بين المجاهدة للنفس على صلاح العمل وعظم الاستعانة بالله وتمام التوكل عليه لان الامر بيده تدبيره وتسخيره سبحانه وتعالى. في الاسناد هنا مسلم ابن يسار لم يسمع من عمر لكن الحديث في الجملة له ما يشهد له نعم. قال رحمه الله تعالى واخبرنا الفريابي قال حدثنا هشام ابن عمار الدمشقي. قال حدثنا انس ابن ابن عياض قال حدثنا الاوزاعي عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب انه سمع ابا هريرة رضي الله عنه يقول قال عمر رضي الله عنه يا رسول الله انعمل في شيء نأتنفه او في شيء قد فرغ منه نأتنفه اي لم يقدر علينا قال بل في شيء قد فرغ منه قال ففيما العمل؟ قال يا عمر لا يدرك لا يدرك ذلك الا بالعمل. قال اذا نجتهد يا رسول الله. نعم هذا فيه المعنى السابق من ان الامور كلها مقدرة بما في ذلك من هم اهل الجنة ومن هم اهل النار هذا السؤال الملح كما ذكرت وقد طرحه الصحابة الله عنهم على النبي عليه الصلاة والسلام في غير مرة هنا عمر قال ففيما العمل اذا كان الامر مقدر وكل صائر الى ما قدر آآ قدر له اذا ففيم العمل قال يا عمر لا يدرى ذلك الا بالعمل. لا يدرك ذلك الا بالعمل. قال اذا نجتهد يا رسول الله. انظر فقه الصحابة وسرعة ايضا استجابتهم رضي الله عنهم وارضاهم. قال ففيما العمل؟ قال لا يدرك ذلك الا بالعمل. يعني لا الا بالمجاهدة للنفس على العمل ولهذا سيأتي معنا في حديث لاحق في الجواب على السؤال نفسه قال اعملوا كل ميسر لما خلق له فهو لا يدرك الا بالعمل. قال اعملوا فكل ميسر لما خلق له. وانظر هذا المعنى في قول الله سبحانه فاما من اعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى. فالعبد نفسه ويسأل ربه احرص على ما ينفعك واستعن بالله اعبده وتوكل عليه. اياك نعبد واياك نستعين يجمع لعبده اه يجمع العبد لنفسه بين هذين الاصلين العظيمين نعم قال رحمه الله تعالى واخبرنا الفيريابي قال اخبرنا ابو بكر بن ابي شيبة قال حدثنا شبابة ابن سوار قال حدثنا ايضا تأمل مرة اخرى آآ حال الصحابة رضي الله عنهم وكيف ان الله عز وجل حباهم بهذه طمأنينة وهذه العبادة وهذه القوة في الايمان والاقبال على طاعة الله سبحانه وتعالى وسلمهم الله واعاذهم من الجدل الذي هو فساد القلوب وضياع الايمان. تجد كثير من الناس يجادل في ايات الله ويجادل في احاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم يفهم من الحديث ما دل عليه فهما واضحا لا لبس فيه لكنه يجادل في الحديث تجده يقرأ عليه الحديث ويقول كيف كذا؟ ويعترض وينتقد ويحاجج ويخاصم حتى انه في بعض المجالس يكون حديث الرسول عليه الصلاة والسلام مثله مثل اي حديث من احاديث الناس لا يعظم ولا يرعى له حرمة ولا تعرف مكانته ويكون مثل احاديث الناس عموم احاديث الناس التي عرضة النقد والقبول والرد ليس له حرمة في في القلوب هذا كله من اه اسباب تعلق القلوب بالجدل والخصومات وعدم التعظيم للسنن وكلام الله وكلام رسوله عليه الصلاة والسلام. فعمر رضي الله عنه تولد عنده هذا السؤال فيما العمل؟ قال لا يدرك الا بالعمل لا يدرك الا بالعمل فهم عمر رضي الله عنه فهم هذا الاصل العظيم المرتبط بالايمان بالقدر المرتبط بالايمان بالقدر الا وهو ان العبد مع ايمانه بالقدر مطلوب منه ان يجاهد نفسه على اه العمل ويأطر نفسه على ذلك ويستعين بالله سبحانه وتعالى. فلهذا قال عمر رضي الله عنه اذا نجتهد يا رسول الله. اذا نجتهد يا رسول الله. اي نجتهد في اه الاعمال مستعينين بالله سبحانه. نعم قال رحمه الله تعالى واخبرنا الفريابي قال اخبرنا ابو بكر ابن ابي شيبة قال حدثنا ابن سوار قال حدثنا شعبة عن عاصم ابن عبيد الله عن سالم ابن عبد الله عن ابيه ان عمر رضي الله عنه قال يا رسول الله ارأيت ما نعمل فيه امر قد فرغ منه او في امر مبتدع او مبتدع؟ قال بل في امر قد فرغ منه فقال عمر رضي الله عنه افلا نتكل؟ فقال اعمل يا ابن الخطاب فكل ميسر. اما من كان من اهل السعادة فانه يعمل للسعادة واما من كان من اهل الشقاء فانه يعمل للشقاء. ولحديث عمر طرق كثيرة اكتفينا منها بهذه. ثم اورد رحمه الله هذا الحديث عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال يا رسول الله ارأيت ما نعمل فيه؟ ارأيت ما فيه اي من اعمال وعبادات وغير ذلك. قد فرغ منه او في امر مبتدع او مبتدع قد فرغ منه اي قدر وقضي وقوله او في امر مبتدع او مبتدع كلاهما بمعنى واحد اي لم يقدر وانما هو آآ مستأنف ليس فيه قضاء سابق ولا قدر قد فرغ منه او في امر مبتدع او مبتدع قال بل في امر قد فرغ منه. قد فرغ منه قدره الله سبحانه وتعالى وقظائه وكتب في اللوح المحفوظ قبل خلق السماوات والارض بخمسين الف سنة قال افلا افلا نتكل؟ افلا نتكل اي على الكتاب؟ افلا نتكل اي على الكتاب يعني نترك العمل ونتكل على الكتاب بمعنى ان نقول في انفسنا آآ لا نعمل والمكتوب هو الذي سيقع ونترك العمل. افلا نتكل؟ قال اعمل يا ابن الخطاب كل ميسر اعمل يا ابن الخطاب فكل ميسر وسيأتي نحوه في الاحاديث القادمة اعملوا فكل ميسر لما خلق له. هذا جواب فيصل وجامع في هذه المسألة العظيمة التي اه اه تأتي في هذا الموضع باب الايمان قدر اقدار الله سبحانه وتعالى ولهذا تكرر هذا السؤال من الصحابة رضي الله عنهم ارظاهم فيما العمل؟ الا نتكل؟ ونحو ذلك من الالفاظ في كل ذلكم يجيب عليه الصلاة والسلام بهذا الجواب اعملوا فكل ميسر لما خلق له. والجواب هذا الجواب الوافي ينبني على اصلين لا نجاة في هذا الباب الا بهما. الاصل الاول مستفاد من قول النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث لعمر اعمل يا ابن خطاب وفي الاحاديث الاتية اعملوا فالامر بالعمل امر العبد بالعمل فيه دلالة على ان هذا المأمور بالعمل عنده مشيئة. واختياره. ولهذا يؤمر اما الذي لا مشيئة له ولا اختيار لا يمر بالعمل. وهذا معنى متقرر ومعروف. من لا مشيئة له ولا اختيار لا اعمل ولا يؤمر لا بتفاصيل الاعمال لكن العبد لما كانت له مشيئة وله اختيار امر بالاعمال الصالحة باقام الصلاة وايتاء الزكاة والبر والصلة والاحسان وغير ذلك. ونهي ونهي ايضا عن المحرمات وانواع فهذا العبد المأمور بانواع من الاوامر والمنهي عن جملة من النواهي هذه الاوامر والنواهي تدل على ان هذا العبد له مشيئة وله اختيار. فاذا الاصل الاول في في هذا الباب اعملوا او اعمل ابن الخطاب. بمعنى ان العبد مطلوب منه في هذا المقام ان يجاهد نفسه. مثل ما قال عمر قبل قليل في الحديث المتقدم اذا نجتهد يا رسول الله نعم هذا هذا من من فقهه رضي الله عنه وارضاه اذا نجتهد في الاعمال هذا مطلوب من الاب. مطلوب ان يجتهد في الاعمال وان يجاهد نفسه في الطاعات والعبادات. وآآ تجنب المحرمات هذا كله يندرج تحت قوله اعملوا او اعمل يا ابن الخطاب. الاصل الثاني مستفاد من قوله فكل ميسر في الحديث الاتي فكل ميسر لما خلق له. فمن كان من اهل السعادة يسره الله اهل السعادة ومن كان من اهل الشقاوة اعاذنا الله عز وجل اجمعين يسره الله لعمل اهل الشقاوة فكل ميسر لما خلق له وهذا الاصل الثاني. وهذا الاصل يستوجب من العامل اعملوا يستوجب من ان يستعين بالرب سبحانه وتعالى لان التيسير بيده اللهم لا سهل الا ما جعلته سهلا رب اشرح لي صدري اغفر لي امري التيسير بيد الله يسر لليسرى من شاء من عباده ويشرح صدر من شاء من عباده طاعته وعبادته فمطلوب من العبد في هذا المقام ان يلجأ الى الله سبحانه وتعالى ان ييسره لليسرى وان يجنبه العسر وان اهدي قلبه وان يثبت على الحق والهدى ونعيده من الزيغ والضلال فيمضي حياته جامعا بين هذين الاصلين العظيمين. مجاهدة النفس على العمل والطاعة وحسن التقرب الى الله سبحانه وتعالى. وفي نفسه الاستعانة بالله وطلب التوفيق منه وحسن اللجوء اليه وتمام الاعتماد عليه الامور كلها اليه سبحانه وتعالى اعملوا فكل ميسر لما خلق له. قال اعمل يا ابن الخطاب فكل ميسر طب اما من كان من اهل السعادة فانه يعمل للسعادة. واما من كان من اهل الشقاء فانه يعمل للشقاء من كان من اهل السعادة ومن كان من اهل الشقاء. هذا امر كما قدمت سابقا مغيب عن مغيب عن اه العبد ولهذا العبد لا يدري عن حاله عن مآله وبما يختم له وعما سبق له في علم الله ان يكون عليه وان يختم له به ولهذا يستوجب هذا المقام من العبد تحقيق هذين الاصليين مجاهدة النفس الدائمة على العمل والطاعة والعبادة والتقرب الى الله سبحانه وتعالى والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وان الله لمع المحسنين. وايضا في الوقت نفسه يكون مستعينا بالله معتمدا عليه مفوضا اموره كلها اليه سبحانه نعم. قال رحمه الله الله تعالى واخبرنا الفريابي قال حدثنا عثمان بن ابي شيبة قال حدثنا جرير يعني ابن عبد الحميد عن منصور عن سعد ابن عبيدة عن ابي عبد الرحمن السلمي عن علي رضي الله عنه قال كنا في جنازة في بقيع الغرقد فقال فاتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقعد وقعدنا حوله ومعه مخصرة فنكس رأسه وجعل ينكت بمخصرته. ثم قال ما منكم من نفس منفوسة الا وقد كتب مكانها من الجنة والنار والا قد كتبت شقية او سعيدة فقال رجل يا رسول الله افلا على كتابنا وندع العمل فمن كان منا من اهل السعادة فسيصير الى عمل اهل السعادة ومن كان منا من اهل الشقاء فسيصير الى اهل الشقاوة فقال اعملوا فكل ميسر. اما اهل السعادة فيسرون لعمل اهل السعادة. واما اهل الشقاوة وكيف ييسرون لعمل اهل الشقاوة ثم قرأ فاما من اعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى اما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى. قال واخبرنا الفيريابي قال حدثنا من جاب ابن الحارث وابو ابو بكر بن ابي شيبة قال من جاب اخبرنا وقال ابو بكر حدثنا ابو الاحوص عن منصور عن سعد ابن عبيدة عن ابي عبد عن علي ابن ابي طالب رضي الله عنه قال خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في جنازة فلما انتهينا الى بقيع الغرقد قعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وقعدنا حوله فاخذ عودا فنكت به الارظ ثم رفع رأسه فقال ما منكم من احد من نفس منفوسة الا قد علم مكانها من الجنة والنار شقية ام سعيدة؟ فقال رجل من القوم افلا ندع العمل يا رسول الله الله ونقبل على كتابنا فمن كان منا من اهل السعادة صار الى الى السعادة ومن كان منا من اهل الشقوة صار الى الشقوة ومن كان منا من اهل الشقوة صار الى الشقوة فقال صلى الله عليه وسلم اعملوا فكل ميسر فمن كان من اهل الشقوة لعملها ومن كان من اهل السعادة يسر لعملها ثم قرأ النبي صلى الله عليه وسلم فاما من اعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى. واما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى قال واخبرنا الفيريابي قال حدثنا من جاب ابن الحارث قال حدثنا ابن مسهر عن الاعمش عن سعد ابن عبيدة عن ابي عبد الرحمن عن علي ابن ابي طالب طالب رضي الله عنه قال بينا نحن عند النبي صلى الله عليه وسلم فذكر الحديث نحو منه ولحديث علي رضي الله عنه طرق وجماعة اكتفينا منها بما ذكرناه. نعم اه هذا الحديث يؤجل الكلام عليه الى لقاء الغد واه الدرس غدا سيكون في المكان نفسه ولكن بعد المغرب باذن الله سبحانه وتعالى نسأل الله الكريم رب العرش العظيم ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين وان يغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا ولولاة امرنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات. اللهم ات نفوسنا تقواها وزكها. انت خير من زكاها انت وليها. ومولاها. اللهم نسألك الهدى والتقى والعفة والغنى. اللهم اهدنا فيمن هديت وعافنا فيمن عافيت وتولنا فيمن توليت اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا وجع ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا. ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا. سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه. جزاكم الله خيرا