الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الامام ابو بكر محمد بن الحسين الاجري رحمه الله تعالى واخبرنا الفيريابي قال حدثنا عثمان بن ابي شيبة قال حدثنا جرير يعني ابن عبد الحميد عن منصور عن سعد ابن عبيدة عن ابي عبد الرحمن السلمي عن علي رضي الله عنه قال كنا في جنازة في بقيع الغرقد قال فاتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقعد وقعدنا حوله ومعه مخصرة فنكس رأسه وجعل ينكت بمخصرته ثم قال ما منكم من نفس منفوسة الا وقد كتب مكانها من الجنة والنار والا قد كتبت شقية او سعيدة فقال رجل يا رسول الله افلا نتكل على كتابنا وندع العمل؟ فمن كان منا من اهل السعادة سيصير الى عمل اهل السعادة ومن كان منا من اهل الشقاء فسيصير الى عمل اهل الشقاوة واهل الشقاوة فقال اعملوا فكل ميسر. اما اهل السعادة فييسرون لعمل اهل السعادة واما اهل الشقاوة فيسرون لعمل اهل الشقاوة ثم قرأ فاما من اعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره يسرا واما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى قال واخبرنا الفيريابي قال حدثنا من جاب ابن الحارث وابو بكر بن ابي شيبة قال من جاب اخبرنا وقال ابو بكر حدثنا ابو الاحوص عن منصور عن سعد ابن عبيدة عن ابي عبد الرحمن عن علي ابن ابي طالب رضي الله عنه قال خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في جنازة فلما انتهينا الى بقيع الغرقد قعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وقعدنا حوله فاخذ عودا فنكت به الارض ثم رفع رأسه فقال ما منكم من احد من نفس منفوسة الا قد علم مكانها من الجنة والنار ام سعيدة فقال رجل من القوم افلا ندع العمل يا رسول الله؟ ونقبل على كتابنا فمن كان منا من اهل السعادة صار الى السعادة ومن كان منا من اهل الشقوة صار الى الشقوة فقال صلى الله عليه وسلم اعملوا فكل ميسر فمن كان من اهل الشقوة فمن كان من اهل الشقوة يسر لعملها ومن كان من اهل السعادة يسر لعملها ثم قرأ النبي صلى الله عليه وسلم فاما من اعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى واما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى قال واخبرنا الفيريابي قال حدثنا من جاب ابن الحارث قال حدثنا ابن مسهر عن الاعمش عن سعد ابن عبيدة عن ابي عبد الرحمن عن علي ابن ابي طالب رضي الله عنه قال بينا نحن عند النبي صلى الله عليه وسلم فذكر الحديث نحوا منه ولحديث علي رضي الله عنه طرق جماعة اكتفينا منها بما ذكرناه بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد فلا نزال في باب ذكر السنن والاثار المبينة بان الله تعالى خلق خلقه من شاء خلقه للجنة ومن شاء خلقه للنار في علم قد سبق وقد ساق المصنف الامام الاجري رحمه الله تعالى جملة من الاحاديث في هذه الترجمة ووصلنا الى هذا الحديث حديث حديث امير المؤمنين علي ابن ابي طالب رضي الله عنه وارضاه وهو من الاحاديث العظيمة في هذا الباب من باب اثبات القدر وان الله سبحانه وتعالى قدر مقادير العباد ومن هو من اهل الجنة؟ ومن هو من اهل النار من هم اه اهل السعادة ومن هم اهل الشقاء وكل صائر الى ما قدر له وكتب والمصنف رحمه الله تعالى ساق احاديث عديدة في فهذا الباب منها هذا الحديث حديث علي ابن ابي طالب رضي الله عنه قال كنا في جنازة في بقيع الغرقد وبقيع الغرقد هو معروف الى جواري او مقربة من المسجد النبوي وقد جاء في صحيح مسلم ان نبينا عليه الصلاة والسلام قال اللهم اغفر لاهل بقيع الغرقد وهذه الدعوة تحتمل انها تختص من كانوا في زمانه عليه الصلاة والسلام وتحتمل ان ان تكون شاملة ممن يدفن فيه الى قيام الساعة وهي متناولة على الاحتمال الثاني كل من كان آآ له حظ ونصيب من الرحمة والمغفرة من اهل الايمان والتقوى وهذا يدل على فضل هذا البقيع وسمي بهذا الاسم بقيع الغرقد شجر كان يكثر فيه يسمى الغرقد ولهذا سمي بهذا الاسم. قال فاتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقعد وقعدن حوله وهذا القعود لان القبر لم يلحد فجلس عليه الصلاة والسلام لاتمام هذا الامر في في اللحد والتهيئة للقبر وقعد الصحابة من حوله صلوات الله وسلامه عليه ومعه مخصرة في يده عليه الصلاة والسلام فنكس رأسه وجعل ينكت بمخصرته اي الارض ومعنى ينكت بمخصرته ان يحرك التراب الذي في الارض بيده وهذا الفعل عادة يكون للانسان المتفكر المهتم بامر آآ قد شغل باله واعمل فيه ذهنه وفكره كمثل هذا التفكر والاهتمام يحصل ما منه مثل هذه الحركة باليد فكان عليه الصلاة والسلام منكس رأسه اي الى الارظ ينكث ان يحرك بها صلوات الله وسلامه عليه التراب ثم قال ما منكم من نفس منفوسة الا وقد كتب كتب مكانها من الجنة والنار منفوسة اي مولودة يقال نفست اه المرأة نفست المرأة او ويقال ايضا نفست المرأة اي ولدت فما منكم من نفس منفوسة اي مولودة الا وقد كتب مكانها من الجنة والنار الى اخر ما ذكر وهذي موعظة فهذه موعظة وقعت من النبي عليه الصلاة والسلام عند القبر وقعت من النبي عليه الصلاة والسلام عند القبر موعظة مؤثرة اه قالها لمن حوله عليه الصلاة والسلام فيؤخذ من ذلك يؤخذ من ذلك انه لا بأس بمثل هذه الموعظة اذا كانت في هذا الحدود اما ان يقف الانسان خطيبا وواعظا يخاطب الناس عموما يستغل التجمع الذي يكون عند القبور ويخطب بالناس هذا لم يرد اه ما يدل عليه من سنة النبي عليه الصلاة والسلام وانما النبي صلى الله عليه وسلم لما جلس وقعد الصحابة من حوله تكلم بهذه الموعظة التي يسمعها من من حوله لكن لم يأتي انه او ايظا آآ اصحابه يقف الواحد خطيبا يعظ الناس ويتخذ هذا المكان مكانا خطابة الوعظ ومخاطبة الجميع جميع الحاضرين بالمواعظ والتذكير والخطابة هذا لم يرد وانما في مثل هذا الصنيع الذي جاء عن النبي عليه الصلاة والسلام اذا فعل في بعض المرات ولا سيما اذا حصل آآ ما يقتضي ذلك فهذا لا بأس به لدلالة هذا الحديث عن نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم عليه قال الا وقد كتب مكانها من الجنة والنار والا قد كتبت شقية او سعيدة وهذا فيه اثبات القدر في اثبات القدر وان الله سبحانه وتعالى قدر مقادير الخلائق اهل السعادة من اهل الشقاء اهل الجنة من اهل النار قدر ذلك وهو مكتوب في اه اللوح المحفوظ من قبل ان يخلق الله سبحانه وتعالى السماوات والارض بخمسين الف سنة كما سيأتي بذلكم الحديث لاحقا عند المصنف رحمه الله تعالى فقال رجل يا رسول الله افلا نتكل على كتابنا وندع العمل لطالما ان الامور مقدرة وقد علم اهل الجنة من اهل النار وفرغ من الكتاب وكل صائر الى ما كتب وقدر الا نتكل على الكتاب نتكل على الكتاب اي نعتمد عليه نتكل على الكتاب اي نعتمد على اه الكتاب وندع العمل لا نعمل اي اتكالا على الكتاب اتكالا على ما كتب فان كان المكتوب ان المرء من اهل الجنة سيعمل بعمله بعملها وان كان من اهل النار سيعمل بعملها قالوا الا نتكل على الكتاب وندع العمل هنا ينبغي ان يلاحظ اه ان يلاحظ امر مهم في في هذا الباب ان الكتاب الذي كتب على كل على كل مرء مجهول لا يدري لا يدري اي انسان ما كتب عليه. وما قدر لا يدري بذلك بل لا يدرى بالمقدر الا اذا وقع الا اذا اذا وقع في علم انه وقع لان الامور التي تقع انما تقع وفق المقدر ولهذا اذا صليت تحمد الله عز وجل اذا صليت جلست في مجلس علم ذكرت الله سبحت حمدت هذا من نعمة الله عليك والله عز وجل قضى لك خيرا من عليك بالخير يسر لك الخير لكن المقدر لا يدري لا يدري ما ما يكون ولا يدري العبد ما يختم له ولا يدري الى ماذا تكون اعماله ولهذا المؤمن الصادق دائما يلجأ الى الله يسأله الثبات يسأله التوفيق يسأله المعونة والسداد وصلاح القلب وفي الوقت نفسه يجاهد نفسه على العمل بطاعة الله سبحانه وتعالى وحسن التقرب اليه جل وعلا بما يرضيه فقالوا يا رسول الله افلا نتكل على كتابنا وندع العمل يعني نترك الاعمال اتكالا على ما كتب الذي كتب كما قدمت لا يدرى ما هو وكل لا يدري ما الذي كتب قال النبي عليه الصلاة والسلام نعم قالوا افلا نتكل على كتابنا وندع العمل؟ فمن كان منا من اهل السعادة فسيصير الى عمل اهل السعادة ومن كان منا من اهل الشقاء فسيصير الى عمل اهل الشقاء لان كل لان كلا صائرا الى ما قدر وهذا حق كل صائر الى ما قدر لكن لا يدري احد ما المقدر هذا المقدر مجهول مغيب عن عن الانسان لا يدري ما هو لا يدري ما هو ولهذا قال النبي اعملوا فكل ميسر لما فكل ميسر اي لما خلق له فكل ميسر اينما خلق له ان كان من اهل السعادة يسره الله سبحانه وتعالى لعمل اهل السعادة وان كان من اهل الشقاء اعاذنا الله اجمعين. يسر يسره الله لعمل اهل الشقاء فكل ميسر لما خلق له انظر هذا الجواب العظيم لهذه المسألة ايضا العظيمة الكبيرة وهي مسألة كما يقال تطرح نفسها في هذا المقام. هذا السؤال يطرح نفسه فيما العمل الا نتكل على الكتاب؟ لماذا نعمل؟ والامور مقدرة هذا السؤال يطرح نفسه وتتفاوت الافهام والاراء والعقول في الجواب على هذا السؤال ومهما ذهب المرء هنا وهناك بحثا عن جواب لهذا السؤال لن يجد آآ اوفى ولا اسلم ولا اسد ولا اجمع من هذا الجواب الذي اجاب اجاب به النبي عليه الصلاة والسلام في هذه الكلمة المختصرة اعملوا فكل ميسر وتنتظم هذه الكلمة العظيمة اصلين عظيمين ينبني عليهما الصلاح والفلاح في هذا الباب باب الايمان القضاء والقدر الاصل الاول في قوله يؤخذ من قوله اعملوا اعملوا ولا يؤمر بالعمل الا من كانت عنده مشيئة وعنده اختيار اما من لا مشيئة له ولا اختيار فانه لا يؤمر بالعمل وانما الذي يؤمر بالعمل من عنده مشيئة واختيار فيقال له اعمل يؤمر بالصلاة ويؤمر بالصيام يؤمر بالبر والصلة والاحسان ينهى عن المحرمات فقوله اعملوا هذا دليل على ان العبد عند مشيئة عنده مشيئة وهذه المشيئة التي عنده بها يختار بها يختار طريق الخير من طريق الشر بها يختار ما يحب مما يكره ما اه يرغب فيه مما لا يرغب فيه. عنده مشيئة. وكل انسان يجد ذلك من نفسه ومن يقال عنهم الجبرية من يقال عنهم الجبرية وهم الذين ينفون المشيئة. يقول العبد ما عنده مشيئة يقول العبد ما عنده مشيئة وانما هو مجبور على فعل نفسه هم انفسهم لا يطردون هذا المذهب لا يطردون هذا المدى في كل شيء وانما في الطاعة في الطاعة يعني بباب الطاعة ترك العبادة ترك الاوامر اذا اه انتقد في ذلك قال انا مجبور ما قدر الله لذلك لكن لا يطرد ذلك في كل شيء اذا جاءت مسألة الطعام يتخير من الطعام ما مالت اليه نفسه وما احبته وما تشتهيه في ترك هذا ويأخذ هذا لان لان هذا ارغب اليه. واحب الى نفسه لكن في باب الطاعات يطبق مذهبه ولو ان شخصا مثلا جاء واخذ ماله او اعتدى عليه بان دفعه على ظهره حتى سقط على قفاه يقال لا تؤاخذني انا مجبور على فعل نفسي ما يقبل يلغي المذهب في مثل هذا لو سرق ما له وقال الذي سرق المال لا تؤاخذني انا مجبور ما يقبل منه ولا يطبق المذهب في مثل هذه الحال ابدا ولهذا من دليل فساد المذهب التناقض تجده في موضع يطبقه في موضع لا يطبقه حسب هواه يكون مذهبه حسب هواه وحسب ما يريد كقوله اعملوا اعملوا هذا دليل على ان الانسان عنده ارادة عنده آآ مشيئة مثل ما قال الله سبحانه وتعالى لمن شاء منكم ان يستقيم وما تشاؤون الا ان يشاء الله رب العالمين فاذا الاصل الاول في هذا الباب ان المسلم يجاهد نفسه في العمل والطاعة والتقرب الى الله سبحانه وتعالى بيجاهد نفسه على الصلاة والصيام آآ الزكاة وتجنب الحرام كما قال الله عز وجل والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا. وفي الحديث قال عليه الصلاة والسلام المجاهد من جاهد نفسه في طاعة الله والاصل الثاني يستفاد من قوله فكل ميسر فكل ميسر وقوله كل ميسر هذا مثل ما جاء في الاية وما تشاؤون الا من يشاء الله فكل ميسر اي لما خلقه الله له وهذا فيه ان مشيئة العبد تحت مشيئة الله وهذا المقام يتطلب من العبد ان يلجأ الى الله ان يعينه ان يهدي قلبه ان يشرح صدره ان يعيذه من الزيغ والضلال ان يجنبه سبل الردى والهلاك يفزع الى الله لان التيسير بيده والامر بيده سبحانه وتعالى فيجاهد نفسه على العمل وفي الوقت نفسه يسأل الله المعونة والتوفيق والسداد والاعادة من الزيغ والضلال قال اعملوا فكل ميسر اعملوا اعملوا فكل ميسر اي اعملوا اعمال اهل الجنة اعملوا بالاعمال التي تقرب الى الجنة. لان اعمال الناس على نوعين اعمال تقرب الى الجنة واعمال والعياذ بالله تقرب الى النار ولهذا جاء في الدعاء الذي هو من الكوامل كوامل الدعاء اللهم اني اسألك الجنة اكملوا وما قرب اليها من قول او عمل واعوذ بك من النار وما قرب اليها من قول او عمل فهناك اقوال واعمال تقرب العبد من الجنة وهناك اقوال واعمال تقرب العبد اه من النار ولهذا من اراد لنفسه الجنة لابد ان يعمل لابد ان يعمل الجنة امرها كما قال الله ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون لا بد ان يعمل اما ان يترك العمل يترك طاعة الله يعمل ما يبعده من الجنة ويتمنى على الله الاماني الله يقول في القرآن ليس بامانيكم ولا اماني اهل الكتاب من يعمل سوءا يجزى به الذي يريد الجنة ويريد الفوز والنجاة يوم القيامة يعمل بعمل اهل الجنة يعمل بالاعمال والاقوال التي تقرب الى الجنة. اللهم اني اسألك الجنة وما قرب اليها من قول نعمة واعوذ بك من النار وما قرب اليها من قول او عمل هناك اعمال تقرب من النار يبتعد عنها فاذا قوله اعملوا اي بالاعمال التي آآ تقرب من الجنة وهذا يتضمن ايضا البعد عن الاعمال التي تقرب من النار لان العمل بطاعة الله الامر بالعمل بطاعة الله ينتظم فعل الاوامر وترك النواهي. كل هذا عمل طاعة الله سبحانه وتعالى اعملوا فكل ميسر اما اهل السعادة فيسرون لعمل اهل السعادة واما اهل الشقاوة فيسرون لعمل اهل الشقاوة. كل ميسر هذا شرح لقوله كل ميسر شرح ذلك وبينه بقوله اما اهل السعادة فيسرون لعمل اهل السعادة واما اهل الشقاوة فييسرون لعملي اهل الشقاوة ثم قرأ عليه الصلاة والسلام فاما من اعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى. جعلنا الله بمنه وكرمه منهم وثبتنا ذلك الى ان نلقاه قال فاما من اعطى معنى اعطى اي اعطى من نفسه العمل الذي يقرب الى الله سبحانه وتعالى اعطى اهم من اعطى اعم من اعطاء النفقة اعطى فهي اعطى من نفسه العمل يدخل تحت قوله اعطى ان يصلي ويصوم ويتصدق يحج ويعمل الطاعات اعطى ومثل مثله في المعنى ما جاء في الحديث قال من احب لله وابغض لله واعطى لله ومنع لله قال فاما من اعطى هذا يتناول العطاء يتناول العبادات البدنية والعبادات المالية والعبادات المتكونة منهما فيشمل الصلاة والصيام والزكاة والحج وغير ذلك من آآ الطاعات تماما اعطى واتقى وهذا يدخل تحت تجنب المعاصي والمحرمات وما نهى الله سبحانه وتعالى عنه فيتقي الله عز وجل باتقاء كل عمل يسخط الله ويغضبه سبحانه وتعالى. فاما من اعطى واتقى وصدق بالحسنى صدق بالحسنى صدق بالحسنى اي بلا اله الا الله ما تقتضيه هذه الكلمة من عقائد الدين واعماله وعباداته وهذا التصديق الذي يعمر به القلب يثمر العمل الصالح وحسن التقرب الى الله عز وجل تحقيقا لتقواه وبعدا عن ما يسخطه تبارك وتعالى قال فاما من اعطى واتقى وصدق بالحسنى. فسنيسره لليسرى انظر الى قوله اعطى واتقى وصدق هذا كله مثل ما تقدم في الحديث اعملوا مجاهدة النفس على هذه الاعمال مجاهدة النفس على هذه الاعمال ثم قال في تمام ذلك فسنيسره لليسرى فكل ميسر اذا لابد ان يحقق هذا المعنى العبد يجاهد النفس ويستعين بالرب سبحانه وتعالى الذي اه التيسير والتوفيق بيده. فاما من اعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى واما من بخل اي بخل من نفسه بالعمل والطاعة والتقرب والضراعة الى الله سبحانه وتعالى بالدعاء وحسن الالتجاء الى الله عز وجل بخل واستغنى اي عن ربه باعراضه عن طاعة ربه وعدم اقباله على عبادته سبحانه وتعالى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى فسنيسره للعسرى وهذا فيه ان الجزاء من جنس العمل وهي من القواعد الشريعة العظيمة قال فاما من اعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى واما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى ثم اورد رحمه الله تعالى آآ طريقا ثانية للحديث والفاظها مقاربة اه لهذا الطريق الذي عندنا وايضا اورد طريقا ثالثة ولم يذكر لفظها وانما قال هو نحو من هذا وايضا اشار الى ان الحديث له طرق عديدة. نعم قال رحمه الله تعالى واخبرنا الفريابي قال حدثنا عمرو بن عثمان بن كثير بن دينار الحمصي قال حدثنا بقية يعني ابن الوليد لحدثنا الزبيدي قال حدثنا راشد بن سعد عن عبد الرحمن بن قتادة البصري عن هشام ابن حكيم ان رجلا اتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله اتبتدأ الاعمال ام قضي القضاء؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم ان الله تعالى اخذ ذرية ادم عليه السلام من ظهورهم واشهدهم على انفسهم ثم افاض بهم في كفه فقال هؤلاء للجنة وهؤلاء للنار فاهل الجنة ميسرون لعمل اهل الجنة. واهل النار ميسرون لعمل اهل النار عن هشام اعد عن هشام ابن حكيم ان رجلا اتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله اتبتدأ الاعمال؟ اتبتدا فقال يا رسول الله احسن الله اليكم فقال يا رسول الله اتبتدأ الاعمال ام قضي القضاء؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم ان الله تعالى اخذ ذرية ادم عليه السلام ام من ظهورهم واشهدهم على انفسهم ثم افاض بهم في كفه فقال هؤلاء للجنة وهؤلاء للنار فاهل الجنة ميسرون لعمل اهل الجنة واهل النار ميسرون لعمل اهل النار. ولهذا الحديث طرق ثم اورد رحمه الله تعالى هذا الحديث عن هشام اه ابن حكيم اه رضي الله عنه ان رجلا اتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله اتبتدأ الاعمال ام قظي القظاء اتبتدأ الاعمال ام قضي القضاء؟ اعمالنا هذه التي نقوم بها على انواعها عموم الناس يعني من طاعات او غيرها اتبتدى يعني العمل الذي يعمله العامل يبتدئه دون ان يكون قد قدر وقضي عليه او ان اعمال العباد مقدرة ومقضية على العباد هذا العمل الذي نعمله يسأل السائل النبي عليه الصلاة والسلام اتبتدأ؟ اي نبتدأ؟ يبتدأ كل عامل عمله بحيث لا يكون قد قدر عليه وقضي او ان الاعمال مقدرة ومقضية على العباد اتبتدأ الاعمال؟ معنى اتبتدأ الاعمال ان يبتدأ يبتدأ كل عامل تعامله دون ان يكون قد قدر عليه وقضي ام قظي القظاء معنى ان قضي القضاء اي ام ان اعمال العباد مقضية عليهم ومقدرة قضاها الله وقدرها فقال النبي عليه الصلاة والسلام ان الله تعالى اخذ ذرية ادم عليه السلام من ظهورهم واشهدهم على انفسهم هذا المعنى اه جاء في الاية الكريمة قول الله عز وجل واذ اخذ ربك من بني ادم من ظهورهم ذريتهم واشهدهم على انفسهم الست بربكم ثم افاض بهم في كفه سبحانه وتعالى وجاء في بعض الاحاديث الاخرى نثرهم بين يديه ذرية ادم كلهم من اولهم الى اخرهم ثم افاض بهم في في كفه فقال هؤلاء للجنة وهؤلاء للنار وهذا واظح في جواب سؤال السائل ان الامور مقدرة لان لانهم قسموا الى قسمين قسم في الجنة وقسم وقسم في النار. قال هؤلاء للجنة وهؤلاء للنار فاهل الجنة ميسرون لعمل اهل الجنة واهل النار ميسرون لعمل اهل النار اهل الجنة ميسرون لعمل اهل الجنة وهذا يستفاد من تحقيق المعنى السابق الذي مر معنا في حديث علي رضي الله عنه ان الواجب على العبد ان يجاهد نفسه على العمل آآ العمل بعمل اهل الجنة يجاهد نفسه على ذلك ويستعين بربه وايضا يستفاد من ملاحظة النعمة والمنة منة الله على عبده قال اعملوا قال فاهل الجنة ميسرون لعمل اهل الجنة اعمال اهل الجنة معروفة الصلاة الصيام الصدقة البر الصلة الاحسان هذي كلها اعمال للجنة فاذا وجد العبد من نفسه انشراح الصدر واقبال القلب على هذه العبادات والوظائف الدينية ويجد نفسه اذا نودي للصلاة صدره منشرح لهذه الصلاة واذا جاء وقت الصيام الصدر منشرح والنفس مقبلة على الصيام وهكذا عموم الطاعات يجد نفسه مقبلة وهذا الذي يجده من نفسه هذا هو التيسير تيسير الله ومنته سبحانه وتعالى على لان التيسير بيده سبحانه وتعالى هذا هو شرح الصدر بالطاعة بالعبادة الصيام الصلاة الى غير ذلك قال فاهل الجنة ميسرون لعمل اهل الجنة وميسرون ان ييسر الله لهم عمل اهل الجنة فسنيسره لليسرى واذا وجد العباءة واذا وجد الانسان نفسه والعياذ بالله آآ نفسه منقبضة عن الطاعات والعبادات ومقبلة على آآ المعاصي فهذا ليس من علامات الخير ولا من علامات التوفيق من علامة الخير اقبال العبد على الخير وانشراح صدره به واقبال على الطاعة والعبادة ولهذا قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين ارادة ارادة الله الخير بالعبد لها علامات يجدها العذ من نفسه لاقباله على الطاعة وانشراح صدره بها وحرصه عليها ولهذا يحمد العبد ربه على التوفيق ويسأله المعونة والمزيد من اه من الطاعة والعبادة نعم قال رحمه الله تعالى واخبرنا الفريابي قال حدثنا محمد بن مصفى قال حدثنا بقية ابن الوليد قال حدثني مبشر ابن عبيد عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما خلق الله ادم عليه السلام ضرب بيده على شق ادم الايمن فاخرج منه حرية كالذر فقال يا ادم هؤلاء ذريتك من اهل الجنة قال ثم ضرب بيده على شق ادم الايسر فاخرج منه ذرية كالحمم ثم قالها بضم الحاء على وزن سرد احسن الله اليكم ثم ضرب بيده على شق ادم الايسر فاخرج منه ذرية كالحمم ثم قال هؤلاء ذريتك من اهل النار نعم ثم اورد رحمه الله تعالى هذا الحديث عن ابي هريرة رضي الله عنه آآ ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لما خلق الله ادم عليه السلام ظرب بيده على شق ادم الايمن فاخرج منه ذرية تنكدر فقال يا ادم هؤلاء ذريتك من اهل الجنة قال ثم ظرب بيده على شق ادم الايسر فقال فاخرج منه ذرية كالحمم الحمم الفحم كالحمم اي كالفحم آآ قال فاخرج منه ذرية كالحمم ثم قال هؤلاء ذرياتك من اهل النار وهذا بمعنى الحديث الذي قبله والاسناد هنا في هذا الحديث فيه مبشر هو متروك فالاسناد هنا ضعيف والحديث رواه بنحوه الامام احمد من حديث ابي ذر من حديث ابي الدرداء رضي الله عنه نعم قال رحمه الله تعالى واخبرنا قال حدثنا عبد الاعلى بن حماد قال حدثنا روح ابن المسيب ابو رجاء الكلبي قال سمعت يزيد الرقاشي كي يزيد الرقاشية قال سمعت غنيم بن قيس قال كان ابو موسى يعلمنا القرآن في هذا المسجد وهو قائم على رجليه يعلمنا اية اية. فقال ابو موسى قال النبي رضي الله عنه قال النبي صلى الله عليه وسلم يوم خلق قدم عليه يوم خلق ادم عليه السلام قبض من صلبه قبضتين فرفع كل طيب بيمينه وكل خبيث بشماله فقال هؤلاء اصحاب اليمين ولا ابالي هؤلاء اصحاب الجنة وهؤلاء اصحاب الشمال ولا ابالي اولئك اصحاب النار قال ثم اعادهم في صلب ادم فهم يتناسلون على ذلك الى الان ثم اورد رحمه الله هذا الحديث عن ابي موسى الاشعري رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم يوم خلق ادم عليه السلام يوم خلق ادم عليه السلام قبض من صلبه قبضتين عندكم في آآ نسخة اخرى قبض الله يوم خلق الله ها؟ ان الله اي نعم لا ما يستقيم الا اقرأ منها فقال ابو موسى رضي الله عنه قال النبي صلى الله عليه وسلم ان الله تعالى يوم خلق ادم عليه السلام قبض من صلبه قبضتين فرفع كل طيب بيمينه وكل خبيث بشماله فقال هؤلاء اصحاب اليمين ولا ابالي هؤلاء اصحاب الجنة وهؤلاء اصحاب الشمال ولا ابالي هؤلاء اصحاب النار قال ثم اعادهم في صلب ادم عليه السلام فهم يتناسلون على ذلك الى الان. نعم يعني في هذه النسخة سقط قال فقال ابو موسى قال صلى الله عليه وسلم ان الله تعالى يوم خلق ادم قبض من صلبه قبضتين فرفع كل طيب بيمينه وكل خبيث بشماله. فقال هؤلاء اصحاب اليمين ولا ابالي هؤلاء اصحاب وهؤلاء اصحاب الشمال ولا ابالي هؤلاء اصحاب النار. قال ثم اعادهم في صلب ادم فهم يتناسلون على ذلك فقوله فهم يتناسلون على ذلك اي كل صائر الى ما قدر كل صائر الى ما قدر في اه في هاتين القبظتين قبظة اه اه هم اهل الجنة وهم آآ آآ من كانوا في قبضة يمين الرحمن وقبضة اخرى بشماله وقال هم اصحاب اصحاب النار واصحاب الشمال ولا ابالي قال هؤلاء اصحاب النار فقال هم يتناسلون على ذلك الى الان اي كل صائر الى الى ما قدر والحديث هو بمعنى آآ حديث المتقدمة وهي تشهد له في الجملة لكن الاسناد اه ضعيف اه لان روح اه اه ظعف قال فيه بن عدي احاديث غير محفوظة وتكلم في غير واحد يزيد الرقاشي ضعيف فالاسناد اسناد هذا الحديث ظعيف لكن من حيث الجملة في المعنى المذكور في هذا الحديث تشهد له الاحاديث التي ساقها المصنف رحمه الله تعالى في هذا الباب نعم قال رحمه الله تعالى اخبرنا الفيريابي قال حدثنا قتيبة ابن سعيد قال حدثنا الليث ابن سعد عن ابي قبيل عن شفي بن ماتع عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما ومثل هذه الاحاديث لما تذكر بثنايا غيرها من الاحاديث في الباب لا لا تذكر اعتمادا وانما لا تذكر ليعتمد عليها لان لا يعتمد في الاعتقاد على اه مثل هذه الاحاديث الضعيفة الغير الثابتة عن النبي عليه الصلاة والسلام ولكن تذكر الاستئناس ولا للاعتراض يعني حتى تكون شاهد الاحاديث الاخرى نعم قال رحمه الله تعالى اخبرنا في ريابي قال حدثنا قتيبة بن سعيد قال حدثنا الليث ابن سعد عن ابي قبيل عن شفي ابن ماتع عن عبد الله ابن عمرو ابن العاص رضي الله عنهما قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي يده كتابان فقال اتدرون ما هذان الكتابان قالوا لا يا رسول الله الا ان تخبرنا فقال للذي في يده اليمنى هذا كتاب من رب العالمين فيه اسماء اهل الجنة واسماء ابائهم وقبائلهم ثم اجمل على اخرهم مم فلا يزاد فيهم ولا ينقص منهم. وقال للذي في شماله هذا كتاب اهل النار باسمائهم واسماء ابائهم وقبائلهم ثم اجمل على اخرهم فلا يزاد فيهم ولا ينقص فلا يزاد فيهم ولا ينقص منهم ابدا. فقال اصحابه ففيم العمل يا رسول الله ان كان قد فرغ منه فقال سددوا وقاربوا فان صاحب الجنة يختم له بعمل اهل الجنة. وان وان عمل اي عمل وان صاحب النار يختم له بعمل اهل النار وان عمل اي عمل ثم قال بيده فنبذها ثم قال قد فرغ ربكم من فريق في الجنة وفريق في السعير قال واخبرنا الفيريابي قال حدثنا قتيبة بن سعيد قال حدثنا بكر بن مضر عن ابي قبيل عن شفي عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال هذا كتاب كتبه رب العالمين فيه تسمية اهل الجنة وتسمية فيه تسمية اهل الجنة وتسمية ابائهم ثم اجمل على اخرهم فلا يزاد فيهم ولا ينقص منهم. وهذا كتاب كتبه رب العالمين فيه تسمية اهل النار وتسمية ابائهم ثم اجمل على اخرهم فلا يزاد فيهم ولا ينقص قالوا ففيم العمل يا رسول الله قال ان عامل الجنة يختم له بعمل اهل الجنة وان عمل اي عمل وان عامل اهل النار يختم له بعمل اهل النار وان عمل اي عمل فرغ الله تعالى من خلقه ثم قرأ فريق في الجنة وفريق في السعير ثم اورد الامام الاجري رحمه الله تعالى هذا الحديث عن عبد الله ابن عمرو ابن العاص رضي الله عنهما قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي يده كتابان فقال اتدرون ما هذان الكتابان؟ قالوا لا يا رسول الله الا ان تخبرنا فقال للذي في يده اليمنى وهذا يفيد ان الكتابين الذين في يده عليه الصلاة والسلام احدهما كان يحمله بيمينه والاخر كان يحمله عليه الصلاة والسلام بشماله وخرج عليه وبيده هذين الكتابين احدهما باليمنى والاخر الشمال قال اتدرون ما هذان الكتابان؟ قالوا لا يا رسول الله الا ان تخبرنا فقال للذي في يده اليمنى هذا كتاب من رب العالمين فيه اسماء اهل الجنة واسماء ابائهم وقبائلهم ثم ثم اجمل على اخرهم فلا يزاد فيهم ولا ينقص منهم اجمل على اخرهم اي كمل على اخرهم آآ بمعنى ان الكتاب مستوفي للجميع الاسماء اسماء اهل الجنة اجمل على اخرهم اي كمل على اخرهم ويوضح ذلك قوله فلا يزاد فيهم ولا ينقص منهم لانه اجمل على اخرهم بمعنى ان احصي وجمع فيه كل الاسماء لا ينقص اثم ولا يزيد اثم اسماء اهل الجنة وقال الذي في شماله هذا كتاب اهل النار باسمائهم واسماء ابائهم وقبائلهم ثم اجمل على اخرهم ايضا اسماء للنار في هذا الكتاب مستوفاه لا ينقص اثم ولا يزيد اسم فلا يزاد فيهم ولا ينقص منهم ابدا فقال اصحابه ففيم العمل يا رسول الله؟ اذا كان قد فرغ منه وهذا السؤال كما قدمت يطرح نفسه في هذا الباب باب الايمان بالقدر وفي كل مرة يسأل يجيب بالجواب نفسه وان اختلفت العبارة وهنا قال عليه الصلاة والسلام سددوا وقاربوا. فان اصحاب الجنة يختم لهم بعمل اهل الجنة سددوا وقاربوا هذا فيه المجاهدة على العمل سددوا وقاربوا وفي الحديث الاخر قال سددوا وقاربوا وابشروا اي ما دمتم من اهل السداد او اهل المقاربة للسداد فانتم من اهل البشارة السداد هو اصابة السنة والهدي والمقاربة ان يكون الانسان قريبا من ذلك ان يكون قريبا من ذلك مقاربا من آآ من ذلك مقبلا على العمل ولكنه لم يستوفي مثل استيفاء اهل السداد فسددوا وقاربوا فان اصحاب الجنة يختم لهم يختم فان صاحب الجنة يختم له بعمل اهل الجنة وان عمل اي عمل وان صاحب النار يختم له بعمل اهل النار وان عمل اي عمل ولهذا جاء في الحديث قال ان احدكم ليعمل بعمل اهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها الا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل اهل النار فيدخلها وجاء ايضا في حديث اخر ما يفسر ذلك قال ان احدكم ليعمل بعمل اهل الجنة فيما يبدو للناس لان الباطن وهو القلب قلب العبد اذا صلح واستقام بالايمان والطاعة والعقيدة الصحيحة وحسن الاقبال على الله لا يخذله الله بل يثبته كما قال الله سبحانه وتعالى يثبت الله يثبت الله الذين امنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الاخرة ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء قال ثم قال بيده فنبذها ثم قال قد فرغ ربكم من العباد. فريق في الجنة وفريق في السعير فالحاصل ان هذا الحديث من الاحاديث المثبتة القدر وان هذا الايمان بالقدر لا يعني الاتكال على المقدر والمكتوب بل ان هذا المقدر والمكتوب امر مغيب ولا يدري العبد الى ما يصير وان عليهم في هذا المقام ان يجاهد نفسه بالطاعة والعبادة وحسن التقرب الى الله سبحانه وتعالى مع ايضا آآ الاستعانة بالله وحسن التوكل عليه جل في علاه نعم قال رحمه الله تعالى واخبرنا الفيريابي قال حدثنا ابو بكر ابن ابي شيبة قال حدثنا علي ابن هشام عن ابن ابي ليلى عن ابي عن ابي الزبير عن جابر قال قام سراقة ابن جعشم رضي الله عنه الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله اخبرنا عن اعمالنا كأن خلقنا الساعة شيء ثبت به الكتاب وجرت به المقادير ام شيء نستأنفه فقال لا بل شيء ثبت به الكتاب وجرت به المقادير. قال يا رسول الله ففيما العمل؟ قال اعملوا فكل ميسر لعمله ثم اورد رحمه الله تعالى فهذا الحديث عن جابر رضي الله عنه قال قام سراقة ابن جعثم الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله اخبرنا عن اعمالنا كانا خلقنا الساعة اشيئ ثبت به الكتاب وجرت به المقادير ام شيء نستأنفه هل اعمالنا اه نبتدئها دون ان تكون مقدرة ومقضية او ان اعمالنا آآ اعمال قد قدرها الله سبحانه وتعالى وقظاها على العباد فقال عليه الصلاة والسلام لا بل شيء ثبت به الكتاب وجرت به المقادير بل شيء ثبت به الكتاب وجرت به المقادير اي امر مقدر وكتب على كل عامل في اللوح المحفوظ كما قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الاخر ان الله كتب مقادير الخلائق قبل ان يخلق السماوات والارض بخمسين الف سنة قال لا بل شيء ثبت به الكتاب وجرت به المقادير يعني امر مقدر ومكتوب قدره الله سبحانه وتعالى ومكتوب في اه في اللوح المحفوظ قال يا رسول الله ففيما العمل وكما كررت هذا سؤال يطرح نفسه في هذا المقام فقال عليه الصلاة والسلام اعملوا فكل ميسر لعمله اعملوا فكل ميسر لعمله فارشد عليه الصلاة والسلام الى هذين الاصلين العظيمين اللذين لا يستقيم امر العبد في هذا الباب العظيم باب الايمان بالقدر الا بهما بل لا تتحقق سعادة للعبد في دنياه واخراه الا بهما اعملوا فكل ميسر لعمله اعملوا هذا امر بالعمل ولا يؤمر بالعمل الا من عنده مشيئة واختيار واقون فكل ميسر هذا فيه الاستعانة بالله والتوكل عليه سبحانه وتعالى نعم قال رحمه الله تعالى اخبرنا الفيريابي قال حدثنا اسحاق بن راهوية قال حدثنا اسماعيل ابن ابراهيم قال حدثنا يزيد الرشك عن مطرف بن عبدالله بن الشخير عن عمران بن الحسين رضي الله عنه ان رجلا قال يا رسول الله اعلم اهل الجنة من اهل النار؟ قال نعم قال ففيما يعمل العاملون؟ فقال اعملوا فكل ميسر لعمله او كما قال له. نعم ثم اورد رحمه الله تعالى هذا الحديث عن عمران ابن الحسين رضي الله عنه وبمعنى الحديث الذي قبله نعم قال رحمه الله تعالى واخبرنا في ريابي قال حدثنا عبدالرحمن بن ابراهيم الدمشقي قال حدثنا الوليد بن مسلم قال حدثنا الاوزاعي قال حدثنا ربيعة بن يزيد عن عبدالله بن الديلمي عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله تعالى خلق خلقه في ظلمة والقى عليهم من نوره. فمن اصابه من ذلك النور اهتدى به. ومن اخطأه ضل قال عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما فلذلك اقول جف القلم بما هو كائن قال واخبرنا الفيريابي قال حدثنا عثمان بن ابي شيبة قال حدثنا اسماعيل ابن عياش عن يحيى ابن ابي عمر السيباني عن عبد الله ابن الديلمي قال سمعت عبد الله عبد الله بن عمرو بن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان الله خلق خلقه في ظلمة فالقى عليهم من نوره فمن اصابه من ذلك النور اهتدى ومن اخطأه ضل فلذلك اقول جف القلم على علم الله تعالى ثم اورد رحمه الله تعالى هذا الحديث عن عبد الله ابن عمرو ابن العاص رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله تعالى خلق خلقه في ظلمة والقى عليهم من نوره خلق خلقه في ظلمة هذا نحو قول الله عز وجل في الحديث القدسي يا عبادي كلكم ظال الا من هديته كلكم ضال الا من هديته ان الله تعالى خلق خلقه في ظلمه خلق خلقه في ظلمه والقى عليهم من نوره ولا ولا يعارض هذا قول النبي عليه الصلاة والسلام كل مولود يولد على الفطرة كل مولود يولد على الفطرة لان الكلام هنا على ما بعد الفطرة هذا الدين والهداية اليه والى تفاصيله وما يريده الرب سبحانه وتعالى من عباده انما يعرف من طريق الرسل ومن طريقهم يكون الخروج من هذه الظلمات الى نور الحق والهدى الذي يريده الله سبحانه وتعالى من عباده كما قال الله عز وجل وكذلك اوحينا اليك روحا من امرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا وانك لتهدي الى صراط مستقيم ولهذا فان مبعث الرسل عليهم صلوات الله وسلامه من اجل اخراج الناس من هذه الظلمة مبعث الرسل عليهم صلوات الله وسلامه من اجل اخراج الناس من هذه الظلمة بل هي ظلمات وهنا في الحديث قال في ظلمة والمفرد اذا اضيف يفيد العموم قال ان الله تعالى خلق خلقه في ظلمة هي ظلمات عديدة ظلمة الهوى وظلمة الجهل وظلمة الغفلة و ظلمة الاعراض ظلمات آآ آآ متعددة ولا ينجو العبد من هذه الظلمات الا اذا القي عليه من نور من قال والقى عليهم من نوره اي الا اذا القي عليه من نور الوحي لان المراد من نوره اي نور الوحي الذي به حياة القلوب كما قال الله عز وجل في الاية المتقدم ذكرها وكذلك اوحينا اليك روحا من امرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان ولكن جعلناه نورا. فالوحي نور وهو المعني هنا بقوله والقى عليهم من نوره وبهذا النور الذي هو نور الوحي تحيا القلوب. لا يمكن ان تحيا القلوب الا بنور الوحي والحياة حياتان حياة الابدان وحياتها بالارواح وجود الارواح فيها وحياة القلوب بوجود النور نور الوحي لا يمكن ان تحيا القلوب الا بهذا النور قالوا القى عليهم من نوره ولهذا فان الله سبحانه وتعالى بعث المرسلين لاخراج الناس من هذه الظلمات الى النور اي النور الذي جاءوا اه جاء به وحي الله سبحانه وتعالى والقى عليهم من نوره فمن اصابه من ذلك النور اهتدى ولهذا لا هداية الا بلزوم الوحي والاستمساك به ومن اخطأه ظل قال فلذلك اقول جف القلم بما هو كائن نعم قال رحمه الله تعالى اخبرنا ابو محمد عبد الله بن صالح البخاري قال حدثنا الحسن بن علي الحلواني قال حدثنا ابو توبة الربيع ابن نافع بقية ابن الوليد قال حدثنا ارطأة بن المنذر عن مجاهد عن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال النبي صلى الله عليه وسلم اول شيء خلقه الله القلم فاخذه بيمينه وكلتا يديه يمين فكتب الدنيا وما يكون فيها من عمل معمول. بر او فجور رطب او يابس وهو عنده في الذكر ثم قال اقرأوا ان شئتم هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق انا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون فهل تكون النسخة الا من شيء قد فرغ منه قال واخبرنا في ريابه قال حدثنا ابو انس ما لك بن سليمان الالهاني الحمصي قال حدثنا بقية ابن الوليد عن ارطأة بن المنذر عن مجاهد بن جبر انه بلغه عن عن ابن عمر رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان اول شيء خلقه الله تعالى القلم فاخذه بيمينه وكلتا يديه يمين قال فكتب الدنيا وما يكون فيها من عمل معمول بر او فجور رطب او يابس واحصاه عنده في الذكر ثم قال اقرأوا ان شئتم هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق انا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون. فهل تكون نسخة الا من امر قد فرغ منه. ثم ختم رحمه الله تعالى بهذا الحديث عن ابن عمر رضي الله عنهما قال اه قال النبي صلى الله عليه وسلم اول شيء خلقه الله القلم فاخذه بيمينه وكلتا يديه يمين كتب الدنيا وما يكون فيها من عمل معمول بر او فجور رطب او يابس فامضاه عنده في الذكر ثم قال اقرأوا ان شئتم هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق امضاه عنده في الذكر اي في اللوح المحفوظ فالذي كتب فيه ما هو كائن الى يوم القيامة ثم قال اقرأوا ان شئتم هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق انا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون هذا كتابنا قول كتابنا آآ ليتناول جميع الكتب التي احصيت فيها الاعمال. يتناول جميع الكتب التي فيها احصيت جميع الاعمال كل عاملا اه وما احصي فيه كتابه من عمله قال هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق انا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون. اكثر المفسرين على ان هذا الاستنساخ من اللوح المحفوظ ان هذا الاستنساخ نستنسخ اي تستنسخ الملائكة ما كنتم تعملون آآ ان يستنسخون من اللوح المحفوظ تستنسخ ذلك الملائكة اي ما يكون من اعمال بني ادم قبل ان يعملوها ثم يجدون العباد يعملون وفق هذا المستنسخ الذي استنسخته الملائكة من اه اللوح المحفوظ انا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون. فهل تكون النسخة الا من شيء قد فرغ منه هذا تحقيق للمعنى ان امر مقدر وكتب فهل تكون النسخة يعني الاستنساخ الا من شيء فرغ منه اي في اللوح المحفوظ وكتب فيه وقدر على آآ العباد فهذا الاستنساخ الذي يكون من الملائكة هو استنساخ مما في اللوح المحفوظ مما هو مقدر ومقضي على العباد ثم تقع الاعمال من العباد وفق المكتوب في اللوح المحفوظ والمستنسخ من بعد ذلك من الملائكة اه الكرام اه آآ كما هو كما يدل عليه هذا الحديث وما قرره ايضا اهل العلم في معنى هذه الاية الكريمة وبهذا ختم رحمه الله تعالى اه هذا الباب والاحاديث التي مرت اه كلها او جلها تتظمن آآ الاصل العظيم الذي لا بد من العناية به في في هذا الباب باب الايمان بالقدر الا وهو وجوب عناية العبد بالعمل اه حسن استعانته بالله وتمام توكله عليه جل في علاه فان التوفيق بيد الله والهداية بيده والثبات بيده يوفق من يشاء ويهدي من يشاء سبحانه وتعالى نسأله جل في علاه باسمائه الحسنى وصفاته العليا ان يوفقنا اجمعين لكل خير وان ييسرنا لليسرى وان يجنبنا العسر وان يهدينا اليه صراطا مستقيما وان يجعل كل قضاء قضاه لنا خيرا وان يصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا وان يصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا وان يصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا وان يجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وولاة امرنا والمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا. جزاكم الله خيرا