الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الامام ابو بكر محمد بن الحسين الاجري رحمه الله تعالى في كتاب الشريعة باب الايمان بان الله تعالى لا قدر على ادم المعصية قبل ان يخلقه. قال حدثنا ابو العباس عبد الله بن الصقر السكري قال حدثنا ابراهيم ابن المنذر الحزامي قال حدثنا عبد الله بن وهب قال حدثنا هشام بن سعد عن زيد ابن اسلم عن ابيه عن عمر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان موسى عليه السلام قال يا رب ارنا ابانا ادم الذي اخرجنا ونفسه من الجنة فاراه الله تعالى ادم فقال له انت ادم؟ فقال نعم فقال انت الذي نفخ الله فيك من روحه وعلمك الاسماء لها ثم امر ملائكته فسجدوا لك؟ قال نعم. قال فما حملك على ان اخرجتنا ونفسك من الجنة؟ قال له ومن انت؟ قال انا موسى. قال نبي بني اسرائيل؟ قال نعم. قال انت الذي كلمك الله من من وراء حجاب يجعل بينك وبينه رسولا من خلقه؟ قال نعم. قال فهل وجدت في كتاب الله ان ذلك كائن قبل ان اخلق؟ قال نعم قال فلما تلومني في شيء قد سبق من علم الله فيه قبل ان اخلق. قال النبي صلى الله عليه وسلم فحج ادم موسى عليه السلام قال حدثنا ابو بكر عبد الله ابن ابي داود قال حدثنا احمد بن صالح المصري وابو الطاهر واحمد بن عمرو قال حدثنا عبد الله بن وهب قال اخبرني هشام بن سعد عن زيد بن اسلم عن ابيه ان عمر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان موسى عليه السلام قال يا رب ارنا ادم الذي اخرجنا من الجنة فاراه الله تعالى فقال انت ابونا ادم فقال ادم نعم قال انت الذي نفخ الله فيك من روحه وعلمك الاسماء كلها وامر ملائكته فسجدوا لك؟ قال نعم. قال فما حملك على ان اخرجتنا ونفسك من الجنة؟ قال له ادم ومن انت؟ قال انا موسى؟ قال انت نبي بني اسرائيل الذي كلمك الله ومن وراء حجاب ولم يجعل بينك وبينه رسولا من خلقه؟ قال نعم. قال فما وجدت في كتاب الله تعالى ان ذلك كان في كتاب بالله قبل ان اخلق؟ قال نعم. قال فلم تلومني في شيء قد سبق من الله فيه القضاء قبلي؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم فحج ادم موسى. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما. واصلح لنا الهنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين. اما بعد هذه الترجمة قول المصنف الامام الاجري رحمه الله تعالى باب الايمان بان الله تعالى قدر على ادم المعصية قبل ان يخلقه. هذه من جملة الابواب التي نوعها الاجري رحمه الله تعالى في اثبات القدر وتقريره وانه اصل ثابت واساس من اسس هذا الدين وانه مقرر في جميع الكتب السماوية الكتب المنزلة على انبياء الله اهو رسله الكرام عليهم صلوات الله وسلامه. ولهذا يأتي معنا في هذا الحديث ان ادم عليه السلام قال لموسى عليه السلام فهل وجدت في كتاب بالله ان ذلك كائن قبل ان يخلق. ومثله ايضا في الرواية الاخرى للحديث. فهذا من والدلائل على ان هذا الاصل مكرر في الكتب المنزلة كتب الله عز وجل التي انزلها ان في علاه على انبيائه ورسله الكرام عليهم صلوات الله وسلامه. الحاصل ان هذا الباب من جملة الابواب التي نوعها الاجرني رحمه الله في تقرير هذا الاصل. فمن الدلائل انا الايمان بالقدر وانه اصل من من اصول الايمان ان الله عز وجل قدر على ادم المعصية قبل ان يخلقه قدر على ادم المعصية قبل ان يخلقه وساق رحمه الله الدليل على ذلك. فهذا يدل على ان افعال عباد من خير او شر من طاعة او معصية من اه كفر او ايمان كل ذلك اه بقدر كل ذلك بقدر. والله سبحانه وتعالى قدر مقادير الخلائق قبل ان يخلق السماوات والارض بخمسين الف سنة كما مر معنا بذلك الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ساق رحمه الله تعالى تحت هذه الترجمة حديث الخليفة الراشد ابن عمر ابن الخطاب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان موسى عليه السلام قال يا رب ارنا ابانا ادم الذي اخرجنا ونفسه من الجنة. فاراه الله تعالى ادم فقال له انت ادم فقال نعم فقال انت الذي نفخ الله فيك من روحه وعلمك الاسماء كلها ثم امر ملائكته فسجدوا لك؟ قال نعم. قال فما حملك على ان اخرجتنا ونفسك من الجنة؟ قد بين الملامة والعتم رضي الله عليه السلام ذكر هذه المناقب والخصال الدالة على عظيم شرف ادم وعلي مكانته عليه السلام فقدم بذكر هذه المناقب ثم قال اخرجتنا ونفسك من الجنة تأمل هذه الكلمة قال اخرجتنا ونفسك من الجنة. وايضا تقدم قبل قليل قال ارنا ادم الذي اخرجنا نفسه من الجنة. وتعلم ان الاخراج من الجنة مصيبة. ان الاخراج من الجنة مصيبة. والملامة التي توجه بها موسى الى ادم عليه السلام هي في الاخراج. قال اخرجتنا ونفسك من الجنة. وهذا الاخراج مصيبة آآ حصلت لادم وذريته تبع له. فلامه على ذلك. والمصيبة مترتبة على الذنب والذنب هو اه ارتكاب ما نهاه الله تبارك وتعالى عنه. وهو الاكل من الشجرة نهاه الله تبارك وتعالى عن ذلك فزين له الشيطان ووسوس الا ادل على شجرة الخلد وملك لا يبلى. وسوس اليه وزين له. فاكل هو وزوجه منها فبدت لهما سوءاتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة وعصى ادم ربه فغوى هذا العصيان هو بالاكل من هذه الشجرة التي آآ نهاه الله تبارك وتعالى عن الاكل منه والعصيان لله تبارك وتعالى يكون اه فعل ما نهى عنه وترك فيما امر به والثاني اعظم من الاول والثاني اعظم من الاول الثاني هو ومعصية ابليس امره بالسجود فامتنع امتنع من فعل ما امره الله تبارك وتعالى به. ومعصية ادم ارتكاب المنهي نهاه الله تبارك وتعالى عن ان يأكل من الشجرة فزين له الشيطان فاكل منها ثم ندم على ذلك ندامة شديدة وتاب قبل الله سبحانه وتعالى توبته واجتباه وقبل منه توبته وانتهى امر الذنب لانه بالتوبة من الذنب التوبة الصادقة من الذنب يكون المرء كمن لا ذنب له ومن تاب تاب الله سبحانه وتعالى عليه. ولهذا في سورة طه قال وعصى ادم ربه وثم اجتباه ربه فتاب عليه وهداه. انتهى امر الذنب تاب منه ولا يلام من تاب من الذنب التوبة الصادقة ولهذا لم يكن اه لم يكن عتب موسى علامة موسى عليه السلام لادم على الذنب وانما الملامة على الاخراج. ولهذا قال اخرجتنا ما قال له عصيت اذنبت؟ قال اخرجتنا. وهذا الاخراج قد ترتب على ذنب ادم عليه السلام تاب من ذلك الذنب وتاب الله عليه قبل الله توبته فلم يكن فلم تكن ملامة موسى لادم على الذنب نفسه لان لان موسى عليه السلام لا يلوم ادم على ذنب تاب منه. وقبل الله توبته. فمقام موسى اعظم من ذلك ان يلومه على ذنب من تاب تاب منه وقبل الله توبته واصطفاه واجتباه بعد التوبة من ذلك الذنب ثم اجتباه ربه اه فتاب عليه وهدى. فقبل الله منه التوبة واجتباه سبحانه وتعالى فاذا المنامة انما كانت على الاخراج ولهذا قال هنا اخرجتنا ونفسك من الجنة فقال له ادم ومن انت؟ قال انا موسى قال نبي بني اسرائيل؟ قال نعم. قال الذي كلمك الله انت الذي كلمك الله من وراء حجاب ولم يجعل بينك وبينه رسولا من خلقه يعني كلمك بدون واسطة رسولا من خلقه اي يراد بالرسول هنا رسول الملكي لان الوحي يتنزل على الانبياء بواسطة الرسل بواسطة آآ الرسل او يرسل رسولا فيوحي آآ او يرسل فيوحي بامره ما يشاء. فلا تكون آآ تكون الرسالة بواسطة لكن فيما يتعلق بموسى خاطبه الله سبحانه وتعالى خطابا منه فسمع كلام الله من الله. سمع موسى عليه السلام كلام الله من الله بلا واسطة. كما هنا قال من ورائك كلمك الله من وراء حجاب ولم يجعل بينك وبينه رسولا من خلقه. بقوله من وراء حجاب فيه ان موسى لم يرى الله. ان موسى لم لم يرى الله بل الله قال له في القرآن لن تراني. لكنه سمع كلام من الله بلا واسطة وكان هذا السماع من وراء حجاب كما قال ادم عليه السلام قال نعم قال فهل وجدت في كتاب الله ان ذلك كائن قبل ان اخلق؟ هل وجدت في كتاب الله منزل وهذا يستفاد منه كما قدمت ان هذا الاصل اعني الايمان بالقدر مقرر في جميع الكتب واصول الايمان متفق عليها في نبوة جميع الانبياء. متفق عليها في نبوة جميع الانبياء. فهي اصول واحدة ثابتة متكررة لدى جميع ان النبيين قال فهل وجدت في كتاب الله ان ذلك كائن قبل ان اخلق قبل ان اخلق قال نعم. نعم وجدت ذلك. وهذا فيه كما قدمت ان هذا الاصل مكرر الايمان بالقدر قد قال الله سبحانه لموسى ثم جئت على قدر يا موسى هذا اصل مقرر لدى جميع النبيين قال فلم تلومني في شيء قد سبق من علم الله فيه قبل ان اخلق هذا احتجاج من ادم بالقدر. هذا احتجاج من ادم عليه السلام بالقدر. قال فلم تلومني في شيء قد سبق من علم الله فيه قبل ان يخلق. في الرواية الثانية للحديث قال فما وجدت آآ قال فلما تلومني في شيء قد سبق من الله فيه القضاء قبلي. فالحاصل ان هذا احتجاج من ادم بالقدر. احتجاج من ادم بالقدر على ماذا؟ لا بد من فهم هذه المسألة. ادم عليه السلام احتج بالقدر. على هذا الملامة كما عرفنا الاخراج الذي هو المصيبة. والاحتجاج بالقدر على ما لامه فيه وهو المصيبة فاحتجاج ادم بالقدر على المصيبة التي حصل حصلت له. وهذا الاصل اصل متقرر يحتج بالقدر في المصائب دون المعائب. يحتج في القدر يحتج بالقدر في المصائب دون المعائب الانسان اذا اصابته مصيبة يحتج بالقدر. مثل ما جاء في الحديث المؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف في كل خير احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجزن ولا تقل ولا تقل لو اني فعلت كذا لكان كذا وكذا ولكن قل قدر الله وما شاء فعل. ولكن قل قدر الله وما شاء فعل. هذا احتجاز بالقدر. قل قدر الله. قل قدر الله. هذا احتجاز بالقدر لكنه احتجاج بالقدر على المصيبة التي تصيب الانسان يسأل عن عن ما حصل له من بلوى او مصيبة فيقول قدر الله. لكن انسان يذنب ويستمر في الذنب. ويلام على الذنب فيقول ما قدر الله لي او هذا قدره الله علي ليس له ذلك. بل هذا من طريقة المشركين ويعبدون من دون الله آآ من طريقة المشركين آآ في آآ اضافتهم لما يفعلونه من شرك واحلالا آآ احلال ما حرمه الله وتحريم ما احل الله يحتجون على ذلك بالقدر. لو شاء الله ما عبدنا من دونه من شيء نحن ولا اباؤنا ولا حرمنا من دونه من شيء. كذلك فعل الذين من قبلهم فهل على الرسول الا البلاغ والمبين فهذه الطريقة طريقة المشركين يحتج على شركه وعلى ارتكابه للمحرمات فعله آآ الشنائع والعظائم بالقدر لو شاء الله ما فعلنا ذلك يقول هذا احتجاز بالقدر لكنه باطل فالقدر احتجوا به في المصائب دون المعايب. في المصائب دون المعايب اه ادم عليه السلام احتجاج هنا بالقدر المصيبة التي حصلت وهي الاخراج. وهو الامر الذي لامه ايضا عليه آآ عليه موسى عليه السلام. ولهذا قال نبينا عليه الصلاة والسلام فحج ادم موسى عليه السلام. فحج ادم موسى عليه السلام اي ان كانت لادم يقول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى وادم عليه السلام لم يحتج على موسى بالقدر ظنا ان المذنب يحتج بالقدر. فان هذا لا يقوله مسلم ولا عاقل ولو كان هذا عذرا لكان عذرا لابليس. قال ربي بما اغويتني وقوم نوح وقوم هود وكل كافر قال رحمه الله ولا موسى لام ادم ايضا لاجل الذنب ولا موسى ايضا لا ما ادم لاجل الذم فان ادم قد تاب الى ربه فاجتباه وهدى ولكن لامه لاجل المصيبة التي لحقته بالخطيئة ولهذا قال فلماذا اخرجتنا ونفسك من الجنة؟ فلماذا اخرجتنا ونفسك من فاجابه ادم ان هذا كان مكتوبا قبل ان اخلق. فكان العمل والمصيبة المترتبة عليه مقدرا وما قدر من المصائب يجب الاستسلام له. فانه من تمام الرضا بالله ربا. واما الذنوب فليس للعبد ان يذنب واذا اذنب فعليه ان يستغفر ويتوب مثل ما حصل من ادم عليه السلام فعليه ان يستغفر ويتوب فيتوب من المعائب ويصبر على المصائب. قال الله تعالى فاصبر ان وعد الله بحق واستغفر لذنبك. يصبر على المصائب. اذا اصابته مصيبة يعلم انها بقدر. ما اصاب من مصيبة الا باذن الله يعلم انها مقدرة. فيصبر على ما اصابه من المصائب. مؤمنا انها مقدرة ويقول قدر الله وما شاء فعل. واما المعائب وهي الذنوب فالمطلوب التوبة والمبادرة الى الانابة والاستغفار والندم على فعل الذنوب لا ان يحتج على وقوعها قدر الله سبحانه وتعالى نعم. قال رحمه الله تعالى حدثنا الفريابي قال حدثنا ابو سعود احمد بن الفرات قال اخبرنا موسى ابن اسماعيل قال حدثنا حماد بن سلمة عن حميد عن الحسن عن جندب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم احتج ادم وموسى عليهما السلام فقال موسى يا ادم انت الذي خلقك الله بيده ونفخ فيك ونفخ فيك من روحه واسجد لك ملائكته واسكنك جنته وفعلت ما فعلت فاخرجت ولدك من فقال ادم انت موسى الذي بعثك الله تعالى برسالاته وكلمك واتاك التوراة وقربك نجيا انا اقدم ام الذكر؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم فحج ادم موسى فحج ادم موسى هذه اه هذا الحديث حديث جندب اه رضي الله عنه هو بمعنى حديث عمر المتقدم قال احتج ادم وموسى عليهما السلام فقال موسى يا ادم انت الذي خلقك الله بيده ونفخ فيك من روحه واسجد لك ملائكته واسكنك جنته. وفعلت ما فعلت فاخرجت ولدك من جنة المنامة هنا نظير ما تقدم ملامة على الاخراج اخرجت ولدك من الجنة فقال ادم انت موسى الذي بعثك الله برسالاته وكلمك واتاك التوراة وقربك نجيا انا اقدم ام الذكر؟ انا اقدم يعني انا وما حصل مني وما ترتب على الذنب الذي حصل من اخراج اقدم ام الذكر اي اللوح المحفوظ؟ ام الذكر اي اللوح المحفوظ ما كتب و قدر فقوله انا اقدم ام الذكر نظير ما تقدم في الرواية السابقة تلومني في شيء قد سبق من الله فيه القضاء قبلي قوله هناك قبلي اي ان الذكر اقدم الذكر اقدم الذكر المراد به اللوح المحفوظ. المراد بالذكر اللوح المحفوظ فقال النبي صلى الله عليه وسلم فحج ادم موسى فحج ادم موسى. نعم. قال رحمه الله تعالى واخبرنا الفريابي قال حدثنا قتيبة بن سعيد عن ما لك بن انس عن ابي الزناد عن الاعرج عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال تحاج ادم وموسى فحج ادم موسى فقال له موسى انت الذي اغويت الناس واخرجتهم من الجنة فقال ادم انت موسى الذي اعطاك الله علم كل شيء واصطفاك على الناس برسالاته؟ قال نعم. قال فلما تلومني على امر قد قدر علي قبل ان اخرج وهذا الحديث حديث ابي هريرة رضي الله عنه ايضا بمعنى ما تقدم قال تحاج دم موسى فحج ادم موسى. فقال له موسى انت الذي اغويت الناس. وفي رواية اشقيت الناس. و معنى اغويت الناس اي عرضتهم للاغواء. عرظتهم للاغواء لما كنت سببا في الاخراج عرظتهم للاغواء لما كنت سببا في الاخراج اي من الجنة. فقال ادم انت موسى الذي اعطاك الله علم كل شيء اي علم كل شيء مما علمه الله سبحانه وتعالى واصطفاك على الناس برسالاته؟ قال نعم. قال فلم تلومني على امر قد قدر علي قبل ان اخلق قد قدر علي قبل ان اخلق فاحتج ادم بالقدر على المصيبة وحج موسى بذلك نعم قال رحمه الله تعالى وحدثنا ابو بكر ابن ابي داود قال حدثنا احمد بن صالح قال حدثنا سفيان بن عيينة عن عمرو عن طاووس انه سمع ابا هريرة رضي الله عنه يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم احتج ادم وموسى قال موسى انت ادم ابونا اخرجتنا من الجنة واشقيتنا؟ قال له ادم وانت موسى اصطفاك الله بكلامه خط لك يعني التوراة بيده. اتلومني على امر قد قدره الله علي قبل ان يخلقني باربعين سنة. فحج ادم موسى فحج ادم موسى قال عمرو قال لنا طاووس اخروا معبدن الجهني فانه كان قدريا. نعم عمرو هذا هو من دينار يعني الراوي للحديث المتقدم عن عمرو ابن دينار عن طاووس انه سمع ابا هريرة عمر هو ابن دينار. قال ابو هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم احتج ادم وموسى فقال موسى انت ادم او ابونا اخرجتنا من الجنة واشقيتنا. اخرجتنا من الجنة نظير ما تقدم. الملامة على الاخراج وهو مصيبة وقوله اسقيتنا اي كان هذا الاخراج الذي تسبب فيه ادم عليه السلام سبب للشقاء ولهذا قال اشقيتنا اي الذرية ذرية ادم عليه السلام. قال له ادم وانت موسى اصطفاك الله بكلامه وخط لك يعني التوراة بيده اتلومني على امر قد قدره الله علي قبل ان يخلقني باربعين سنة قبل ان يخلقني باربعين سنة. هذا التقدير المشار اليه هنا ليس الذي في اللوح المحفوظ. الذي اه في اللوح المحفوظ قبل خلق السماوات والارض خمسين الف سنة. لكن هذا كما ذكر العلماء رحمهم الله تعالى تقدير من بعد تقدير. هذا تقدير من بعد تقدير. وهو داخل في التقدير اه التقدير الاول الذي في اللوح المحفوظ وتقدير من بعد التقدير الذي في اللوح المحفوظ وهو داخل فيه نظيره في الذرية ما جاء في آآ الحديث وسيأتي في ترجمة قريبة عند ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يجمع اه خلق احدكم في بطن امه اربعين يوما ثم يكون علقة مثل ذلك ثم يكون مضغة مثل ذلك ثم يرسل اليه الملك ويؤمر كتب اربع كلمات بكتب رزقه واجله وعمله وشقي هو او سعيد. يجمع في بطن امه يوم نطفة واربعين يوم علقة واربعين يوم مضغة ثم يرسل اليه ملك فيأمر بكتب اربع كلمات كتب رزقه واجله عمله وشقي هو اوسع. هذا تقدير. تقدير خاص يتعلق بهذا الانسان بعينه من رزق وعمل وشقاء او سعادة واجل وداخل في التقدير العام الذي في اللوح المحفوظ مثل هذا تماما هذا التقدير الذي يخص ادم عليه السلام. قال قبل ان يخلقني باربعين سنة. قبل ان يخلقني باربعين سنة اي هذا تقدير خاص يتعلق بادم وداخل في التقدير العام الذي آآ كتب قبل بل في اللوح المحفوظ قال ابن القيم رحمه الله تعالى وهذا التقدير اي قبل ان يخلقني باربعين سنة قال وهذا التقدير بعد التقدير الاول السابق لخلق السماوات والارض بخمسين الف سنة. وهذا التقدير بعد التقدير الاول او تقدير من بعد تقدير. تقدير من بعد التقدير الاول وهو داخل فيه وليس خارج. خارج عنه ان ادم احتج بالقدر احتج بالقدر. والاحتجاج بالقدر يكون سواء باحتجاج المرض بالقدر الخاص مثلا يحتج الانسان على المصيبة التي تحصل بان يقول هذا كتبه الله علي وانا في بطن امي. كتبه الله علي. وانا في بطن امي هذا احتجاج بالقدر الخاص او ان يحتج بالقدر العام او ان يحتج بالقدر العام يقول هذا امر كتبه الله علي في اللوح المحفوظ هذا كله احتجاز بالقدر وهو صحيح. اذا كان في المصائب. اما المعائب فانه لا يجوز ان يحتج عليها بالقدر. نعم. وقوله آآ قول عمرو بعد سياقه لهذا الحديث اخ قال قال عمرو قال لنا طاووس آآ اخروا معبدا الجهني. فانه كان قدريا هذا هذا من التحذير من رؤوس البدع وائمة الضلال والحذر منهم ومجانبتهم وعدم الاغترار بهم لان معبدا كان شديد العناية بالعبادة واغتر اه اناس بعبادته اغتر اناس بعبادته واجتهاده في فيها. فكان طاووس يقول اخروا معبدا الجهني فانه كان قدريا نعم. قال رحمه الله تعالى واخبرنا الفريابي قال حدثنا قتيبة بن سعيد. قال حدثنا عبد العزيز بن محمد عن عمرو بن ابي عمرو عن الاعرج عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم احتج ادم وموسى فقال له موسى يا ادم خلقك الله بيده ونفخ فيك من روحه ثم امر الملائكة فسجدوا لك. وامرك ان تسكن الجنة فتأكل منها رغدا حيث شئت. ونهاك عن شجرة واحدة فعصيت ربك فاكلت منها. فقال يا موسى الم تعلم ان الله تعالى قدر علي ذلك قدر ذلك علي قبل ان يخلقني. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد حج ادم موسى لقد حج ادم موسى قال محمد ابن الحسين رحمه الله ولحديث ابي هريرة رضي الله عنه طرق كثيرة اكتفينا منها وبهذا ثم ختم رحمه الله تعالى بهذه الترجمة بهذا الحديث لابي هريرة رضي الله عنه قال احتج قال صلى الله عليه وسلم احتج ادم وموسى فقال له موسى يا ادم خلقك الله بيده ونفخ فيك من روحه ثم امر الملائكة فسجدوا لك وامرك ان تسكن الجنة فتأكل منها رغدا حيث شئت ونهاك عن شجرة واحدة فعصيت ربك فاكلت منها. فقال يا موسى الم تعلم ان الله قدر علي ذلك قبل ان يخلقني فقال عليه الصلاة والسلام حج ادم موسى هنا ظاهر هذا الحديث الا الملامة على معصية الملامة على المعصية. قال فعصيت ربك. والحديث فيه عبدالعزيز بن محمد والدراوردي فيه ضعف يسير من قبل حفظه. فاذا كان الحديث محفوظا فان المعنى ان موسى عليه السلام لامه على المعصية لكونها لكونها سبب المصيبة كما يوضح ذلك الرواية الاخرى المصرحة بذلك اخرجتنا لامه عن معصية لكونها سبب المصيبة لا لكونها معصية. لانه قد تاب منها ولا يلام التائب. لانه قد تاب من عليه السلام امن المعصية ومن تاب من الذنب لا يلام على ذنبه فتحمل هذه الرواية عصيت ربك فاكلت منها ان هذه المنامة على المعصية من جهة انها سبب الاخراج الذي هو المصيبة لا لكونها معصية لان لا يلومها على معصية قد تاب منها وقبل الله سبحانه وتعالى منه توبته ومقام موسى عليه السلام اعظم من ذلك. ثم امر اخر ايضا يتعلق بهذا الامر وهو ان الاحتجاج بالقدر على الذنب ان الاحتجاج بالقدر على الذنب ينفع اذا احتج به بعد وقوعه التوبة منه وترك معاودته. وترك معاودته لانه لانه في هذه الحالة لم يدفع بالقدر حقا لم يدفع بالقدر حقا ولا ذكره حجة على باطل. ولا ذكره حجة على باطل في مثل هذه الحالة ينفع الحاصل ان هذه الترجمة هي من آآ الابواب التي نوعها الاجري رحمة الله عليه في ذكر الادلة المقررة لهذا الاصل العظيم والركن المتين من اركان الايمان وهو الايمان بالقدر. ونسأل الله الكريم ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وان يصلح لنا شأن كله الا يكلنا الى انفسنا طرفة عين انه تبارك وتعالى سميع الدعاء وهو اهل الرجاء وهو هنا ونعم الوكيل سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه. جزاكم الله خيرا