الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الامام ابو بكر محمد بن الحسين الاجري رحمه الله تعالى الجزء السادس بسم الله الرحمن الرحيم وبه استعين حسبنا الله ونعم الوكيل والحمد لله على كل حال قد ذكرنا ما احتجنا به من كتاب الله تعالى ومن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم من الرد على القدرية وانا اذكر ما روي عن عن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي الله عن الصحابة اجمعين من ردهم على القدرية على معنى الكتاب والسنة ثم اذكر عن التابعين لهم باحسان وعن ائمة المسلمين من ردهم على القدرية وتحذيرهم للمسلمين سوء مذاهبهم قال رحمه الله تعالى باب ذكر ما تأدى الينا عن ابي بكر وعمر رضي الله عنهما من ردهما على القدرية وانكارهما عليهم قال اخبرنا ابو بكر جعفر بن محمد الفريابي قال حدثنا قتيبة بن سعيد قال حدثنا سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن من اخبره عن عبد الله ابن شداد قال قال ابو بكر الصديق الصديق رضي الله عنه ان الله تعالى خلق الخلق فجعلهم نصف فان فقال لهؤلاء ادخلوا الجنة وقال لهؤلاء ادخلوا النار ولا ابالي بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم انا نسألك علما نافعا ورزقا طيبا وعملا متقبلا اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد لا يزال الامام الاجري محمد ابن الحسين رحمه الله تعالى يواصل تنويع الابواب في اثبات القدر والرد على من نفاه وعندما يقال القدرية في كتب اهل العلم المتقدمين منهم والمتأخرين فانما يراد به من نفى القدر فالقدرية هم النفاة الذين ينفون القدر ولا يثبتون دخول اعمال العباد وافعالهم في تقدير الله سبحانه وتعالى ويزعمون انها من خلق الانسان نفسه ولهذا سموا مجوس هذه الامة وهنا رحمه الله تعالى عقد هذا الباب ذكر ما تأدى الينا عن ابي بكر وعمر رضي الله عنهما من ردهما على القدرية وانكارهما عليهما لم يقصر رحمه الله تعالى هذا الباب على ما تأدى من ابي بكر وعمر بل اضاف اه نقولات كثيرة عن غيرهما من اصحاب النبي الكريم عليه الصلاة والسلام وقد يكون والله تعالى اعلم سقط في الترجمة مثل وغيرهما عن ابو بكر وعمر رضي الله عنهما وغيرهما اه او عن ابي بكر وعمر رضي الله عنهم من ردهم رده مع القدرية وانكارهم عليهم وعن غيرهم. غيرهما من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم او انه اطلق على الترجمة ما صدر به الترجمة وقد يأتي مثل هذا عند اهل العلم حتى في تسمية بعض الكتب قد يسمي الكتاب باوله او بالمحتويات التي اشتمل عليها اول الكتاب نقل في هذه الترجمة رحمه الله تعالى نقولات كثيرة ان اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في اثبات القدر والرد على القدرية ما نقله عنهم رضي الله عنهم من نقولات في اثبات القدر هي في الوقت نفسه رد على القدرية هي في الوقت نفسه رد على القدرية ولهذا لم ينقل عنا ابي بكر مثلا على سبيل المثال فشيئا صريحا في الرد لكن تقريراته رظي الله عنه في اثبات القدر كافية في الرد عليهم وابطال مذهبهم وبيان فساده وجميع النقولات التي نقلها رحمه الله عن ابي بكر وعمر وغيرهما من الصحابة هي كما ذكر على معنى الكتاب والسنة اي موافقة ومؤيدة بمجاعة لله سبحانه وتعالى في كتابه ومجاعا رسوله صلى الله عليه وسلم في سنته اورد اولا رحمه الله هذا الاثر عن ابي بكر الصديق رضي الله عنه انه قال ان الله تعالى خلق الخلق فجعلهم نصفين خلق الخلق فجعلهم نصفين فقال لهؤلاء اي نصف الخلق ادخلوا الجنة وقال لهؤلاء ادخلوا النار ولا ابالي وهذا الاثر ساقه رحمه الله تعالى لان فيه اثبات القدر السابق في اثبات القدر السابق وان اهل السعادة واهل الشقاء قد قدر ما هم سائرون اليه من سعادة او شقاء وايلونا اليه من جنة او نار قدر ذلك فان الله سبحانه وتعالى جعل الخلق نصفين وقال هؤلاء ادخلوا الجنة ولا ابالي ولهؤلاء ادخلوا النار ولا ابالي وهذا التقدير مر معنا ذكر له في المرفوع عن النبي صلى الله عليه وسلم في الاحاديث التي ساقها رحمه الله تعالى فيما سبق ان تقدم معنا في كتابه رحمه الله مثل ما جاء من حديث عمر ابن الخطاب رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الله تعالى لما خلق ادم فمسح ظهره بيمينه فاستخرج ذريته فقال خلقت هؤلاء للجنة وبعمل اهل الجنة يعملون ثم مسح ظهره فاستخرج منه ذريته فقال هؤلاء للنار وبعمل اهل النار يعملون فتقدم معنا في هذا المعنى احاديث مرفوعة الى النبي صلوات الله وسلامه عليه ولهذا لما سئل شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى عن هذا اللفظ الذي ورد في هذا الاثر قال هذا المعنى مشهور عن النبي صلى الله عليه وسلم من وجوه متعددة فهو معنى ثابت وجاء في احاديث ومن وجوه متعددة عن النبي الكريم صلوات الله وسلامه وبركاته عليه ويعد اهل العلم هذا الذي جاء في هذا الاثر والاحاديث التي بمعناه واشرت الى شيء منها انها وردت فيما تقدم عند المصنف يعد اهل العلم ذلك تقديرا من بعد التقدير الذي في اللوح المحفوظ لان كما مر ايضا معنا في الاحاديث ان الله قدر مقادير الخلائق قبل ان يخلق السماوات والارض بخمسين الف سنة ثم لما اوجدهم في عالم الذر سبحانه وتعالى وقال هؤلاء للجنة ولا ابالي وهؤلاء للجنة ولا ابالي وهؤلاء الى النار ولا ابالي هذا ايضا تقدير اخر داخل في التقدير الاول فهو تقدير من بعد تقدير فهو تقدير من بعد تقدير فاذا هناك تقدير كتب في اللوح المحفوظ ووقته قبل خلق السماوات والارض بخمسين الف سنة وهناك تقدير في عالم الذر عندما نثر ذرية ادم من ظهره في عالم الذر فكانوا قسمين وقال هؤلاء للجنة وبعمل اهل الجنة يعملون وهؤلاء للنار وبعمل اهل النار يعملون هذا ايضا تقدير تقدير سابق فاذا هذا من الادلة والشواهد على ان الامور مقدرة خلافا لقول القدرية النفاة الذين ينفون القدر وينفون ان اعمال العباد تقدير الله سبحانه وتعالى والاثر له طرق اخرى غير هذا الطريق ايضا الذي ذكره المصنف اه تنظر في كتاب الابانة لابن بطة العكبري رحمه الله تعالى. نعم قال رحمه الله تعالى حدثنا ابو القاسم عبدالله بن محمد بن عبدالعزيز البغوي قال حدثنا داوود ابن رشيد قال حدثنا يحيى بن زكريا عن موسى ابن عقبة عن ابي الزبير ولو وعن جعفر بن محمد عن ابيه عن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لابي بكر الله عنه يا ابا بكر ان الله تعالى لو لم يشأ ان يعصى ما خلق ابليس ثم اورد رحمه الله تعالى هذا الحديث المرفوع الى النبي صلى الله عليه وسلم يرويه عنه ابو بكر الصديق اه رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لابي بكر يا ابا بكر ان الله تعالى لو لم يشأ ان يعصى ما خلق ابليس يرويه جابر بن عبد الله رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لابي بكر يا ابا بكر ان الله تعالى لو لم يشأ ان يعصى ما خلق ابليس اي ان ابليس هو مصدر كل شر ومنبع كل فساد وباطل وشرك حتى في بداية الامر ما وقع من ادم من اكل من الشجرة التي نهاها الله عن قربانها والاكل منها واخبره الله سبحانه وتعالى انه عدو له ولزوجه وحذره سبحانه وتعالى من ان يكون سببا اخراجهما من الجنة ان هذا عدو لك ولزوجك فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى وسوس الشيطان ادم وزين له الاكل من الشجرة هل ادلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى توسوس له فاكل من اه الشجرة عليه السلام فوقع في هذه المعصية عصى ادم وربه فغوى وقع في هذه المعصية التي انما كان وقوعه فيها لتزيين الشيطان وهذا الذي حصل لابو الذرية ذرية ادم ايضا من ان سبب وقوعه في المعصية هو الشيطان ايضا اه الامر كذلك في الذرية ان كل المعاصي والذنوب من ورائها الشيطان من ورائها الشيطان فهو مصدر كل شر مصدر كل شر ومنبع كل فساد ولهذا تكاثرت النصوص في الاستعاذة من ومن همزه ونفخه ونفثه ووساوسه وان الاستعاذة والالتجاء الى الله بالذكر عصمة من الشيطان وامنه باذن الله سبحانه وتعالى من وساوسه قال يا ابا بكر ان الله تعالى لو لم يشأ ان يعصى ما خلق ابليس ما خلق ابليس اي انه مصدر كل شر والشاهد من هذا الحديث للترجمة قوله لو لم يشأ ان يعصى لو لم يشأ ان يعصى اي ان الامور كلها واقعة مشيئته الطاعات والمعاصي الكفر والايمان الهداية والضلال الامور كلها انما تقع بمشيئة الله ارادته سبحانه وتعالى الكونية القدرية فمن يشاء يضلله ومن يشاء يجعله على صراط مستقيم والحديث اوردها الالباني رحمه الله تعالى بالسلسلة الصحيحة وحكم بصحته من مجموع طرقه ساق له طرقا ومن مجموع طرقه حكم بصحته واما شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى فله حكم اخر لهذا الحديث ولهذا ينظر ويتأمل حكمه رحمه الله يقول هذا الحديث موضوع باتفاق اهل المعرفة بحديث النبي صلى الله عليه وسلم نعم قال رحمه الله تعالى اخبرنا الفيريابي قال حدثنا ابراهيم بن الحجاج السامي قال حدثنا عبد العزيز بن المختار قال حدثنا خالد الحذاء عن عبد الاعلى بن عبدالله عن عبد الله بن الحارث بن نوفل قال خطبنا عمر رضي الله عنه بالجابية والجاثوليق ماثل بين يديه والترجمان يترجم فقال عمر رضي الله عنه من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له فقال الجازوليق ان الله لا يضل احدا فقال عمر رضي الله عنه ما يقول؟ فقال ترجمان لا شيء ثم عاد في خطبته فلما بلغ من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له فقال الجاثوليق ان الله لا يضل احدا. فقال عمر رضي الله عنه ما يقول فاخبره فقال كذبت كذبت يا عدو الله ولولا عهدك لضربت عنقك بل الله خلقك والله اضلك ثم الله يميتك ثم يدخلك النار ان شاء ان شاء الله ثم قال ان الله تعالى لما خلق ادم نثر ذريته فكتب اهل الجنة وما هم عاملون واهل النار وما هم عاملون. ثم قال هؤلاء اي لهذه وهؤلاء لهذه قد كان الناس تذاكر القدر فافترق الناس وما يذكره احد نعم قال واخبرنا الفيريابي قال حدثنا وهب بن بقية الواسطي قال اخبرنا خالد وهو ابن عبد الله عن خالد وهو ابن مهران الحذاء ابو المنازل عن عبد الاعلى ابن عبد الله عن عبد الله ابن الحارث ابن نوفل قال خطبنا عمر رضي الله عنه بالجابية والجاثوليق بين يديه والترجمان يترجم فقال عمر رضي الله عنه من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. وذكر الحديث الى اخره نعم ثم اورد رحمه الله تعالى هذا الاثر في ذكر خطبة عمر ابن الخطاب رضي الله عنه بالجابية وهي في ناحية دمشق في الشام والجاثوليق ماثل بين يديه. والجا تليق يعني الكبير من امراء الروم يقال له الجاتوليق ماثل بين يديه وعمر رضي الله عنه يخطب والترجمان يترجم والترجمان يترجم وهذا يستفاد منه فائدة عظيمة فيما يتعلق بترجمة آآ ترجمة الخطب والمواعظ والكلمات وايضا ترجمة الكتب ونقلها الى اللغات نقلها الى اللغات وان هذا من منهج السلف رحمهم الله تعالى ترجمة هذا منهج معروف عند السلف رحمهم الله تعالى وهذا شاهد من بالشواهد على ذلك وفي الترجمات خير عظيم لان من لا يحسن اللسان العربي لا يمكن ان يستفيد لا من خطبة ولا من موعظة ولا من كتاب باللسان العربي ما لم يترجم الى لغته ولسانه فهذا هذا مطلب عظيم ولهذا فان من اعظم التوفيق لطالب العلم من اهل اللسان غير العربي ان يوفقه الله سبحانه وتعالى للمجيء لهذه البلاد لينقل هذا العلم الى لسان قومه ويوصل هذا الخير الى قومه بلسانهم. وكم نفع الله سبحانه وتعالى خلقا لا يحصيهم الا هو بطلاب علم النبهاء جدوا في الطلب واستعانوا بالله تبارك وتعالى في التحصيل حتى حصلوا علما عظيما ونقلوه الى اقوامهم بالسنتهم نقلوه في الخطب التي يخطبونها والدروس التي يلقونها والكتب ايضا التي يترجمونها فحصل في ذلك نفع عظيم وفائدة كبيرة قال والترجمان يترجم يترجم اي ينقل الحديث للحاضرين وهذا ايضا يستفاد منه لا بد ان المجلس فيه من هم يعرفون العربية. فاذا كان المجلس فيه من يعرف العربية وفيه من لا يعرف فيناسب ان يترجم لهم وينقل لهم الكلام اه في في المجلس نفسه لان الذي يفيده هذا الاثر ان الترجمة كانت اثناء حديث عمر ان الترجمة كانت اثناء حديث عمر وفي اثناء الخطبة كان يعني في اثناء كلمة عمر وموعظته وخطبته كان يترجم اه الترجمان قال والترجمان يترجم فقال عمر من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وهذا فيه استفتاحه خطبته بخطبة الحاجة وهي خطبة عظيمة جدا يسن استهلال الخطب بها وفيها من تقرير التوحيد وبيان اصوله وقواعده العظيمة ومعاني الايمان وحقائقه فيها معاني عظيمة جدا وهذه الخطبة جاء في صحيح مسلم ما يفيد انها كانت سبب اسلام قوم باكملهم كانت سبب اسلام قوم باكملهم من اثر هذه الخطبة على سيدهم فهي خطبة عظيمة الاثر كبيرة النفع عظيمة الموقع قال لما قال عمر من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له فقال الجاثم الجاثوليق اي مقاطعا ان الله لا يضل احدا ان الله لا يضل احدا ما معنى لا يضل احدا انكار القدر انكار القدر يعني ان ظلال من ظل ليس بقدر الله والمعنى ان الانسان هو الخالق لفعل نفسه فهذا فهذا انكار القدر ولهذا يستفاد من هذا الاثر وغيره ايضا من اثار في هذا المعنى ان عقيدة القدرية النفاة لها اصول قديمة لها اصول قديمة في الامم السابقة تلقاها هؤلاء عنهم وادخلوها بين اه المسلمين ونسبوها الى الاسلام ظلما وزورا فقال عمر ما يقول فقالت ترجمان لا شيء ما اراد ان يكدر على عمر صفو بيانه وخطبته نصحه للناس ليمضي فيما اراد قال ثم اعاد في خطبته فلما بلغ من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. قال الجاثوليق ان الله لا يضل احدا قال اي مقاطعا ان الله لا يضل احدا. فقال عمر ما يقول فاخبره اخبره بقوله في المرة الثانية اي انه يقول ان الله لا يضل احدا فقال عمر كذبت يا عدو الله كذبت يا عدو الله ولولا عهدك لضربت عنقك انظر تعظيمهم للعهد ومن قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة فلولا عهدك يعني لولا العهد والعهد ميثاق ميثاق عظيم وفي الحديث من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة الامر ليس بالهين فهذا فيه تعظيم عمر رضي الله عنه للعهد مع عظم سوء مقالة هذا الرجل ومقاطعته لعمر رضي الله عنه في ذكر هذه العقيدة الباطلة الفاسدة انكار القدر فلم يقتله ولم يأمر بقتله بل قال لولا عهدك لضربت عنقك لضربت عنقك قال بل الله خلقك والله اضلك بل الله خلقك والله اضلك هو يقول ان الله لا يضل احدا قال الله خلقك اوجدك من العدم والله اضلك ثم الله يميتك ثم يدخلك النار ان شاء الله ثم يدخلك النار ان شاء الله وهذا موطن الشاهد من سياق هذا الخبر عن عمر رضي الله عنه وفيه اثبات القدر وان الهداية والضلال كل ذلك انما هو بتقدير الله سبحانه وتعالى وان آآ هداية من اهتدى وظلال من ضل انما هو بمشيئة الله انما هو بمشيئة الله يهدي من يشاء ويضل من يشاء ثم قال ان الله تعالى لما خلق ادم نثر ذريته نثر ذريته نثرهم اي من ظهر ادم فكتب اهل الجنة وما هم عاملون واهل النار وما هم عاملون ثم قال هؤلاء لهذه اي الجنة وهؤلاء لهذه اي النار هنا قوله رضي الله عنه فكتب اهل الجنة فكتب اهل الجنة. هذه كتابة اخرى غيروا الكتابة التي باللوح المحفوظ قبل خلق السماوات والارض بخمسين الف سنة هذه كتابة اخرى غير الكتابة التي في اللوح المحفوظ قبل خلق السماوات والارض بخمسين الف سنة وهذه الكتابة التي جاءت في هذا الخبر هي داخلة في الكتابة الاولى فهو كما عبر العلماء رحمهم الله تعالى تقدير من بعد تقدير تقدير من بعد تقدير اي من بعد التقدير الاول الذي كتب في اللوح المحفوظ نعم قال محمد بن الحسين نعم وقوله قوله قد كان الناس تذاكروا القدر فافترق الناس وما يذكره احد اي كانت هذه المقولة من عمر فيصل في هذا الامر وقاطعة بل آآ للخوض في في هذا الباب ويستفاد من ذلك ان الصدع بالحق والرد على المبطلين وكشف باطلهم بالحجة والبرهان قاطع للشبهات وداحض لها نعم قال محمد بن الحسين رحمه الله تعالى وقد ذكرنا عن عمر وعلي رضي الله عنهما حديثهما عن النبي صلى الله عليه وسلم في القدر وهو اصل كبير مما يرد به على القدرية الاشقياء. نعم وهذا تقدم قدم عند المصنف رحمه الله تعالى تقدم عنده اه رقم ثلاث مئة وخمسة وعشرين او قبلها ثلاث مئة واربعة وعشرين خمسة وعشرين وما بعدها؟ نعم قال رحمه الله تعالى وقد روي عن علي ابن ابي طالب رضي الله عنه انه كان يعلم الناس اثبات القدر وان الله تعالى خلق الخلق شقيا قال حدثنا ابو بكر ابن ابي داوود قال حدثنا محمد ابن وزير الوسطي قال حدثنا نوح ابن قيس الطاحي عن سلامة الكندي قال كان علي رضي الله عنه يعلم الناس الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فيقول قولوا اللهم ضاحي المدحوات وباري المسموكات وجبار القلوب على فطرتها شقيها وسعيدها اجعل شرائف صلواتك ونوامي بركاتك ورأفة تحيتك على محمد عبدك ورسولك وذكر الحديث بطوله قال محمد بن حسين الاجر رحمه الله روي عن علي رضي الله عنه انه كان يعلم الناس اثبات القدر وان الله تعالى خلق الخلق شقيا وسعيدا ثم ساق شاهدا آآ لذلك هذا الاثر عن سلامة الكندي قال كان علي رضي الله عنه يعلم الناس الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فيقول قولوا اللهم داحي المدحوات والمراد بالمدحوات هل ارى اه والمراد بالمدحوات الاراظون السبع وآآ الدحي هو البسط دحيها اي بسطها وتوسيع توسيعها وبر المسموكات اي السماوات السبع والمسموكات اي العاليات المرتفعات اللهم داحي المدحوات وباري المسموكات وجبار القلوب على فطرتها شقيها وسعيدها وجبار القلوب على فطرتها والجبار اسم من اسماء الله سبحانه وتعالى من معانيه من معاني الجبار جبر القلوب المنكسرة ومن معانيه ايضا قصم ظهور الجبابرة وله معاني ذكرها اه اهل العلم رحمهم الله تعالى جبار القلوب على فطرتها شقيها وسعيدها اي ان ما يكون منها من شقاء او سعادة فانما هو بتقدير الله سبحانه وتعالى اجعل شرائط صلواتك ونوامي بركاتك آآ ورأفة تحيتك على محمد عبدك ورسولك وذكر الحديث بطوله وذكر الحديث بطوله ومن المعلوم ان فالصحابة رضي الله عنهم قد سألوا النبي عليه الصلاة والسلام عن كيفية الصلاة عليه قالوا عرفنا كيف نسلم عليك فكيف نصلي عليك كيف نصلي عليك؟ فعلمهم الصلاة الابراهيمية وتقيدوا بتلك الصلاة الصحابة تقيدوا بتلك الصلاة ومنهم علي رضي الله عنه وارضاه وكانوا في الدعوات يسألونه مثل ما جاء في الصحيح ان علي رضي الله عنه قال علمني دعاء ادعو الله به قال قل اللهم اهدني وسددني فكانوا يأخذون عنه ويتمسكون بمجاعة ولهذا مثل هذا التكلف الذي في هذا الاثر ما يصح عن علي رضي الله عنه ولا يثبت لا يصح عنه رضي الله عنه ولا يثبت بل الذي يصح عنه هو التمسك الصلاة الابراهيمية التي علمها النبي صلى الله عليه وسلم. هو من جهة الاسناد ايضا غير ثابت سلامة فالكندي هذا مجهول والحديث غير غير ثابت عنه رضي الله عنه وارضاه اما تعليم علي رظي الله عنه الناس للقدر وغيره من الصحابة فهذا دلت عليه دلائل كثيرة وشواهد عديدة نعم قال رحمه الله تعالى واخبرنا ابو الحسن علي بن اسحاق بن زاضية بن زاطية قال حدثنا محمد بن الوزير الواسطي قال حدثنا نوح ابن قيس فذكر الحديث باسناده نعم قال واخبرنا ابو جعفر احمد ابن يحيى الحلواني قال اخبرنا احمد بن عبدالله بن يونس قال حدثنا عبد العزيز وهو ابن ابي سلمة قال اخبرنا عبيد الله بن عبدالرحمن بن كعب بن مالك في حديث رفعه الى علي رضي الله عنه قال ذكر عنده القدر يوما قال فادخل اصبعيه في فيه السباب والوسطى قال فاخذا بهما من ريقه فرقما بهما في ذراعه ثم قال اشهد ان هاتين الرقمتين كانتا في ام الكتاب ثم اورد رحمه الله تعالى آآ هذا الخبر عن عبيد الله بن عبد الرحمن بن كعب بن مالك في حديث رفعه الى علي رضي الله عنه ذكر عنده القدر يوما فادخل اصبعيه في فيه السبابة والوسطى ادخله اصبعيه في فيه السبابة والوسطى اي انه بل السبابة والوسطى بريقه بل السبابة والوسطى بريقه رضي الله عنه يعني وضع السبابة والوسطى على لسانه حصل فيهما بلل من الريق فاخذ بهما من ريقه فرقم بهما في ذراعه يعني طبع على الذراع من الريق وجاء في بعض الروايات باطن يده باطن يده رقما بهما في ذراعه اي طبع على الذراع من هذا الريق او على باطن اليد كما في الرواية الاخرى من الريق ثم قال اشهد ان هاتين الرقمتين يعني الطبعتين من الريق التي على اليد او على الذراع اشهد ان هاتين الرقمتين كانتا في ام الكتاب كانت ام في ام الكتاب اراد بهذا المثال اراد بهذا المثال انصح هذا الاثر عنه رضي الله عنه اه اراد بهذا المثال ان يبين ان كل شيء وان دق بقدر قريب من هذا المعنى ما يروى عن ابن عباس رضي الله عنهما انه قال كل شيء بقدر حتى وضعك كفك على ذقنك هكذا بقدر حتى وضعك كفك على ذقنك هكذا بقدر اي ان كل حركة وان كانت حركة قليلة او يسيرة حركة اليد او حركة القدم من خطوة او حركة العين او غير ذلك الامور وان دقت وان كانت قليلة فكل شيء بقدر كل شيء بقدر فاراد بذلك يعني ضرب المثال على ان الامور وان كانت يسيرة جدا وان كانت يسيرة فهي ايضا من الامور التي مضى بها قدر الله سبحانه وتعالى نعم قال رحمه الله تعالى وحدثنا ابو بكر ابن ابي داوود قال حدثنا ايوب شيخ لنا قال حدثنا اسماعيل ابن عمرو البجلي قال حدثنا عبد الملك ابن هارون ابن عنترة عن ابيه عن جده قال اتى رجل علي ابن ابي طالب رضي الله عنه فقال اخبرني عن القدر؟ قال طريق مظلم فلا تسلكه قال اخبرني عن القدر قال سر الله فلا تكل فلا تكلفه قال ثم ولى الرجل غير بعيد ثم رجع فقال لعلي في المشيئة الاولى اقوم واقعد واقبض وابسط. فقال له علي رضي الله عنه اني سائلك عن ثلاث خصال ولن يجعل الله لك ولا لمن ذكر المشيئة مخرجا. اخبرني خلقك الله تعالى لما شاء او لما شئت. قال بل لما شاء. قال اخبرني افتجيء يوم القيامة كما شاء او كما شئت؟ قال لا بل كما شاء قال فاخبرني اخلقك كما شاء او كما شئت؟ قال لا بل كما شاء قال فليس لك من مشيئة شيء قال محمد بن الحسين من خالف هؤلاء خولف به عن طريق الحق. ثم اورد رحمه الله هذا الاثر عن عن علي رضي الله عنه ولكن الاسناد ايضا لا يثبت في اسناده من هو متهم بالوضع ان رجلا اتى علي ابن ابي طالب رضي الله عنه فقال اخبرني عن القدر قال طريق مظلم فلا تسلكه طريق مظلم فلا تسلكه هنا ينبغي ان يفصل في الامر عندما يقال اخبرني عن القدر ان كان الخوظ في القدر خوض من خلال الادلة وقراءتها وفهمها مثل ما جمع الامام الاجري رحمه الله في هذا السفر المبارك فالخوض في ذلك ليس طريقا مظلما بل طريقا مضيئا بضياء السنة والكتاب وطريق واضح ليس في ظلمة كله ضياء اذا كان الانسان يبحث في مسائل القدر من خلال الدليل دون تكلف ودون ايضا مجاوزة لحد الكتاب والسنة فهذا طريق مضيء طريق واضح وجميع كتابات اهل العلم من اهل السنة في هذا الباب كلها ماضية على هذا الضياء فهو ليس طريقا مظلما من هذه الناحية اما ان يخوض فالقدر برأيه المجرد وفكره القاصر وعقله الضعيف فهذا الذي ينطبق عليه هذا المعنى وينطبق عليه ايظا ما جاء في الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا ذكر القدر فامسكوه فالخوض في القدر بالرأي المجرد او بالعقل القاصر هالطريق مظلم طريق مظلم وطريق هلكة قال طريق مظلم فلا تسلكه قال اخبرني عن القدر قال سر الله فلا تكلفت يعني سر اخفاه الله عن خلقه فلا تكلف البحث عن سر الله سبحانه وتعالى القدر سر الله وهذا المعنى القدر سر الله يؤثر عن بعض السلف رحمهم الله تعالى قال ثم ولى الرجل غير بعيد ثم رجع فقال لعلي في المشيئة الاولى اقوم واقعد واقبض وابسط يعني هل قيامي وقعودي وبسطي وعطائي اخذي ونحو ذلك هل هذا في المشيئة الاولى؟ يعني شيء قدره الله وشاءه فقال له علي رضي الله عنه اني اني سائلك عن ثلاث خصال ولن يجعل الله لك ولا لمن ذكر المشيئة مخرجا يعني انه ففيها حجة فالجة لمن ينكر القدر اخبرني اخلقك الله تعالى لما شاء لما شاء او لما شئت قال بل لما شاء قال اخبرني افتجيء يوم القيامة كما شاء او كما شئت قال بل كما شاء قال فاخبرني اخلقك كما شاء او كما شئت قال لا بل كما شاء فقال ليس لك من المشيئة شيء اي ان المشيئة كلها آآ بيد الله فما شاء الله كانوا وما لم يشاء لم يكن وليس المراد بقوله فليس لك المشيئة شيء نفي مشيئة العبد مشيئة العبد ثابتة دل عليها القرآن دلت عليها السنة وما تشاؤون الا ان يشاء الله لكن المراد بالنفي هنا ليس لك من المشيئة يعني مستقلة واما ان المسيرة التي للعبد فهي آآ ثابتة وهي تحت مشيئة الله وما تشاؤون الا ان يشاء الله رب العالمين بعد ان ساق رحمه الله تعالى هذه الاثار قال من خالف هؤلاء يعني الصحب الكرام خيار هذه الامة رضي الله عنهم خولف به عن طريق الحق وهذا تحذير منه رظي الله عنه من مخالفة جادة الصحابة وطريقهم رضي الله عنهم وارضاهم نفعنا الله اجمعين بما علمنا وزادنا علما واصلح لنا شأننا كله وهدانا اليه صراطا مستقيما انه تبارك وتعالى سميع الدعاء وهو اهل الرجاء وهو حسبنا ونعم الوكيل سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه جزاكم الله خيرا