احد المزالق التي ظلت فيها فهوم اهل الضلال واهل البدع والخرافات من الجهمية والاشاعرة وغيرهم فانهم فسروا الاله بمعنى الخالق الرازق حتى يقول بعضهم الاله هو القادر على الاختراع. ويعبر بعضهم بقولهم بقوله هو الغني عما سواه الفقير اليه ما عداه وهذا كله بتفسير توحيد الربوبية لا توحيد الالوهية. ولذلك نجد انهم لما ضلوا لما ظل هؤلاء الضلال في تعريف توحيد الالوهية ظلوا في الكفر ايضا. فهم لا يرون عبادة الاصنام وعبادة الاوثان وعبادة ودعاء الاموات ان من الشرك الاكبر اذا كان صاحبها يقر بان الله هو الخالق الرازق المدبر يحرمون هذا ويرونه حراما لكنهم لا يرونه شركا بالله لان الذي لانهم يقصرون الشرك على اعتقاد ان على الاعتقاد وهو ان يظن ان هناك خالق او رازق مع الله عز وجل اذا اعتقد ان الله هو الخالق الرازق المحيي المميت. ثم دعا ميتا او دعا حجرا فيقول هذا كبيرا ومحرم من الذنوب. لكنه لا يقرب الله عز وجل وذاك سبب انهم فسروا الاله بمعنى الخالق الرازق او القادر على الاختراع او بمعنى الغني عما سواه الفقير اليه ما عدا وهذا ليس بصحيح، فان الاله هو الذي تألهه القلوب محبة وتعظيما، وذلا وانكسارا وخضوعا. ومعنى للهو الذي يعبد ويفرد بالعبادة. فعندما تقول لا اله الا الله معناها انك تنفي العبادة عما سوى الله سبحانه وتعالى وتثبت العبادة لله عز وجل. وقولك لا اله عندما تقول لا اله اي لا اله موجود ولا اله كائن لا اله كائن من جهة موجود وكائن بحق الا الله فليس هناك نفي وجود مطلقا وانما نفي الاله الموجود بحق. فليس هناك اله موجود بحق الا من؟ الا الله فالخبر المحذوف هنا تقديره بحق. لا اله بحق موجود الا الله او لا اله بحق كائن الا الله. والا من جهة الوجود الالهة كثيرة من جهة الوجود هناك الهة كثيرة جدا ولذلك ظل غلاة الجهمية والمتصوفة فقالوا ان كل اله من في الارض فهو اله بحق. كل اله في الارض فانه يعبد بحق وان الله متعدد. فجميع ما في هذا الكون من المعبودات هو الله سبحانه وتعالى وهذا من اعظم الكفر للكفر لانهم قالوا بحلول بحلول الله عز وجل في جميع مخلوقاته او اتحاده بهم سبحانه وتعالى