الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما وبعد فيقول الامام ابو بكر محمد بن الحسين الاجري رحمه الله تعالى واخبرنا الفيريابي قال حدثنا اسحاق بن راهوية قال اخبرنا ابو عامر العقدي قال حدثنا هشام بن سعد عن سعيد بن ابي هلال عن ابي الاسود الدؤلي قال قدمت البصرة وبها عمران ابن حصين صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلست في مجلس فذكروا القدر فامرضوا قلبي فاتيت عمران ابن حصين فقلت يا ابا نجيد اني جلست مجلسا فذكروا القدر فامرضوا قلبي فهل انت محدثي عنه؟ فقال نعم تعلم ان الله عز وجل لو عذب اهل السماوات واهل الارض لعذبهم حين يعذبهم وهو غير ظالم لهم. ولو رحمهم كانت رحمته اوسع لهم ولو كان لك مثل احد ذهبا فانفقته ما تقبل منك حتى تؤمن بالقدر كله خيره وشره وستقدم المدينة فتلقى بها ابي بن كعب وعبدالله بن مسعود عبدالله بن مسعود قال فقدمت المدينة فجلست في مجلس فيه عبدالله بن مسعود وابي بن كعب فقلت لابي اصلحك الله اني قدمت البصرة فجلست في مجلس فذكروا القدر قلبي فهل انت محدثي عنه؟ فقال نعم تعلم ان الله تعالى لو عذب اهل السماء واهل الارض لعذبهم حين يعذبهم وهو غير ظالم لهم ولو رحمهم كانت رحمته اوسع لهم. ولو كان لك مثل احد احد ذهب فانفقته ما تقبل منك حتى تؤمن بالقدر خيره وشره ثم قال يا ابا عبد الرحمن حدث اخاك فحدثني بمثل ما حدثني به ابي ابن كعب قال واخبرنا الفيريابي قال حدثنا ميمون ابن الاصبغ النصيبي قال حدثني ابو صالح عبدالله بن صالح قال حدثني معاوية بن صالح ان ابا تحدثه عن كثير ابن مرة عن ابن الديلمي يعني عبد الله ابن الديلمي انه لقي سعد ابن ابي وقاص فقال له اني شككت في بعض امر القدر فحدثني لعل الله تعالى ان يجعل لي عندك فرجا. قال نعم يا ابن اخي ان الله تعالى لو عذب اهل السماء واهل الارض عذبهم وهو غير ظالم لهم. ولو رحمهم كانت رحمته اياهم خيرا لهم من اعمالهم. ولو ان لامرئ مثل احد ذهبا ينفقه في سبيل الله حتى ينفذه لم يؤمن بالقدر خيره وشره ما تقبل منه ولا عليك ان تأتي عبد الله ابن مسعود فذهب ابن الديلمي الى عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه فقال له مثل مقالته لسعد فقال له مثل ما قاله سعد وقال له ابن مسعود ولا عليك ان تلقى ابي ابن كعب فذهب ابن الديلمي الى ابي ابن كعب فقال له مثل فقال له مثل مقالته لابن مسعود فقال له ابي مثل مقالة صاحبيه وقال له ابي ولا عليك ان تلقى زيد ابن ثابت فذهب ابن الديلمي الى زيد ابن ابت فقال له اني شككت في بعض القدر فحدثني لعل الله ان يجعل لي عندك منه فرجا. قال زيد نعم يا ابن اخي اني سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول ان الله تعالى لو عذب اهل السماء واهل الارض عذبهم وهو غير ظالم لهم ولو رحمهم كانت رحمته خيرا لهم من اعمالهم. ولو ان لامرئ مثل احد ذهبا ينفقه في سبيل الله حتى ينفده لا يؤمن بالقدر خيره وشره دخل النار بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد فهذان الاثران اللذان ساقهما الاجر رحمه رحمه الله تعالى فيه جواب خمسة من اصحاب النبي عليه الصلاة والسلام في دفع الشكوك التي تصيب المرء عند خوضه في القدر او سماعه من يخوض في امر القدر بغير علم او بالاراء او الاهواء او نحو ذلك مما يكون سببا لمرض القلوب واصابتها بالشكوك والاوهام والقلوب تمرض بالشبهات مرضا اشد على الانسان مضرة من مرض الابدان والمسلم يرعى سلامة قلبه من الامراظ رعاية مماثلة او اشد لرعايته للسلامة بدنه من الامراض ولا ولا يليق بعاقل ان يعمل على وصيانة بدنه من الامراض التي توهن البدن وتضعفه ولا يعنى بصيانة قلبه من الامراض التي تهلك القلب وتعطبه والخوض في باب القدر بغير علم او سماع من يخوض فيه بغير علم وانما بالاراء والاهواء يترتب عليه مرض القلب قل اجري رحمه الله تعالى اورد هنا اثرين فيهما اشتراك خمسة من الصحابة وهم عمران ابن حصين وابي ابن كعب وسعد ابن ابي وقاص وابن مسعود وزيد ابن ثابت على جواب واحد اشتركوا في جواب واحد يدفع شبهة الخائضين في القدر في الباطن وبالأهواء خايضين فيه بغير علم وانما يكون هذا الجواب نافعا للمرء اعني الذي اجاب به هؤلاء الخمسة من الصحابة رضي الله عنهم اذا احسن فهمه واما ان لم يفهمه على وجهه وعلى بابه فانه لا ينتفع به لان المنتفع بكلام السلف رحمهم الله تعالى هو الذي يحسن فهم كلامهم على ما ارادوه قصدوه مما هو واضح في كلامهم رضي الله عنهم وارضاهم يقول ابو الاسود الدؤلي انه قدم البصرة وبها عمران ابن حصين صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول فجلست في مجلس اي من مجالس الناس فذكروا القدر فامرضوا قلبي فذكروا القدر فامرضوا قلبي وهذا فيه كما اسلفت ان الخوظ في القدر بغير علم سبب لمرض القلب والمراد بالمرض هنا مرض الشبهة التي تفسد على المرء علمه وتصوره وفهمه يقول فامرضوا قلبي فامرضوا قلبي فاتيت عمران ابن حصين فقلت يا ابا نجيد اني جلست مجلسا فذكروا القدر فامرضوا قلبي فهل انت محدثي عنه اي عن القدر وهنا نلاحظ ان من التوفيق للعبد انه اذا ابتلي بشبهة ما مما يلقيه اهل الباطل اذا ابتلي بشبهة ما مما يلقيه اهل الباطل فوفق بذهاب بذهاب الى عالم من اهل البصيرة والفهم فقد وفق للطريق الصحيح والمسلك القويم لزوال الشبهة عنه بخلاف ما لو ذهب الى غير عالم الى غير بصير بشرع الله ودينه سبحانه وتعالى فان ذهابه الى من هذه حالهم يزيد الشبهة آآ عمقا في نفس من وقعت فيه وتمكنا ولهذا من التوفيق للمرء ان ابتلي بشيء من الشبهات ان يكون طلبه لحلها على ايدي اهل العلم الراسخين اهل البصيرة بدين الله سبحانه وتعالى فقال له عمران ان الله عز وجل لو عذب اهل سماواته واهل ارضه لعذبهم حين يعذبهم وهو غير ظالم لهم ولو رحمهم كانت رحمته اوسع لهم ولو كان لك مثل احد ذهبا فانفقته ما تقبل منك حتى تؤمن بالقدر كله خيره وشره هذا الجواب الذي ذكره عمران رضي الله عنه اشترك معه في الجواب نفسه في ازالة الشبهة نفسها اربعة من الصحابة وهم سعد كما قدمت ابن ابي وقاص ابن مسعود وابي ابن كعب وزيد ابن ثابت وقوله ان الله عز وجل لو عذب اهل السماوات الى اخره هذا مما سمعوه من النبي الكريم عليه الصلاة والسلام قال ان الله عز وجل لو عذب اهل السماوات واهل ارضه لعذبهم حين يعذبهم وهو غير ظالم لهم هذا فيه بيان عدل الله وان الرب سبحانه وتعالى عدل لا يظلم وما ربك بظلام للعبيد ولا يظلم ربك احدا اني حرمت الظلم على نفسي ففي بيان عد للرب سبحانه من جهة وبيان احسانه الى عباده ورحمته جل وعلا ولطفه بهم من جهة اخرى وايضا فيه ان العبد يبقى دائما مقصر يبقى دائما مقصر في حق الله والواجب عليه وانه مهما بذل من جد واجتهاد في فعل الطاعات ومجانبة الخطيئات يبقى مقصرا وجده واجتهاده فيما يقوم به من اعمال لا يوازي قليلا من نعم الله عليه لا يوازي قليلا من نعم الله سبحانه وتعالى عليه ولهذا من اعظم ما يستفاد من هذا الخبر ان السائر الى الله سبحانه وتعالى ينبغي ان يلحظ هذين الامرين المستفادين من هذا الاثر مطالعة المنة ومطالعة التقصير او شهود المنة وشهود التقصير شهود المنة منة الله عليه بالتوفيق للطاعة وايضا توالي النعمة ايضا الرحمة رحمة الله سبحانه وتعالى بعبده فيشهد هذا الجانب منة الله عليه ويشهد ايضا جانب التقصير وان العبد مهما اجتهد في العبادة ومهما اجتهد في الطاعة لا مقصرا في الواجب عليه في حق الله سبحانه وتعالى وكما بين اهل العلم ليس المراد بقوله لو عذب اهل سماواته لعذبهم اهل السماوات واهل ارضه لعذبهم حين يعذبهم وهو غير ظالم ليس المراد بذلك لو عذبهم لكان متصرفا في ملكه لو عذبهم لكان متصرفا في ملكه والمتصرف في ملكه غير ظالم وهذا المعنى يقوله كثير من الناس لكن ليس هو المراد بالحديث وهذا فيه عدم مشاهدة النظر الى حكمة الله سبحانه وتعالى وعدله ورحمته فمن الناس من يفهم الحديث على هذا المعنى. يقول لو عذبهم لانهم في ملكه ومن فعل في ملكه ما فعل لا يعد ظالما لان لانه ملكه يفعل فيه ما يشاء والحق ان المعنى المراد بالحديث ان انه لو عذبهم لو عذبهم لم يكن ظالما لهم لانهم مستحقين لكنه تغمدهم برحمته تفضل عليهم بنعمته واعمالهم مهما كانت فانهم يبقون بها مقصرين في جنب الله ومفرطين في حقه سبحانه وتعالى واعمالهم لا توازي النعم ولهذا ابن القيم رحمه الله تعالى يذكر في ما يعين على فهم هذا الحديث مجاعا انس ابن مالك وقال ابن القيم انه ثابت عن انس رضي الله عنه انه قال يخرج للعبد يوم القيامة ثلاثة دواوين يخرج للعبد يوم القيامة يوم القيامة ثلاثة دواوين ديوان فيه حسناته وديوان فيه سيئاته وديوان فيه النعم التي انعم الله عليه ثلاث دواوين ديوان فيه الحسنات وديوان فيه السيئات وديوان فيه النعم التي انعم الله سبحانه وتعالى بها على عبده فيقول الرب لنعمه فيقول الرب لنعمه خذي حقك من حسنات عبدي خذي حقك من حسنات عبدي فتقوم اصغرها فتقوم اصغرها اصغر نعم الله سبحانه وتعالى على العبد قال فتقوم اصغرها فتستنفذ حسناته فتقوم اصغرها فتستنفذ حسناته ثم تقول وعزتك ما استوفيت حقي بعد ثم تقول وعزتك ما استوفيت حقي بعد فاذا اراد الله ان يرحم عبده انظر هنا مطالعة النعمة والمنة مع مشاهدة ايضا التقصير فاذا اراد الله ان يرحم عبده وهبه نعمه عليه وهبه نعمه عليه وغفر له سيئاته وضاعف له حسناته وظاعف له حسناته ولهذا جاء في الحديث الصحيح عن نبينا عليه الصلاة والسلام انه قال لن يدخل احد الجنة بعمله قالوا ولا انت يا رسول الله؟ قالوا ولا انا الا ان يتغمدني الله برحمته الا ان يتغمدني الله برحمته فالحاصل ان آآ هذا الجواب الجواب عظيم جدا في دفع شبهات اهل الباطل ممن ليس لهم بصيرة في دين الله ولا ايظا معرفة بالله وبعظمته وعدله ورحمته وحكمته سبحانه وتعالى ايضا من جميل ما في هذا الاثر والذي بعده الاحالة التي من هؤلاء الصحابة بعضهم الى بعض يجيب ويحيله الى اخر من الصحابة ولا عليك ان تلقى فلانا وهذه الطريقة ايضا طريقة مباركة ومسددة لانها تزيد من علقت في قلبه الشبهة طمأنينة الى طمأنينته وبصيرة الى بصيرته وفهما الى فهمه فاذا اجابه آآ احاله الى عالم اخر بصير بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ولهذا كان الواحد منهم اذا اجاب قل عليك ان تأتي فلانا لا عليك ان تأتي فلانا ثم يأتي فيجد الجواب نفسه فيكون ذلك مدعاة الى تمكن الفائدة من القلب وايضا حصول الطمأنينة نعم قال رحمه الله تعالى واخبرنا الفريابي قال حدثنا من جاب ابن الحارث قال اخبرنا ابو الاحوص عن ابي اسحاق عن الحارث قال قال عبد الله يعني ابن مسعود رضي الله عنه لا يذوق عبد طعم الايمان حتى يؤمن بالقدر كله وبانه مبعوث من بعد الموت ثم اورد هذا الاثر عن ابن مسعود رضي الله عنه انه قال لا يذوق عبد طعم الايمان حتى يؤمن بالقدر كله اي خيره وشر حلوه ومره من الله تعالى وبانه مبعوث من بعد الموت وهذا فيه ان الايمان له طعم وحلاوة لكن طعم الايمان وحلاوته لا يمكن ان اه يذوقه العبد ويجد هذا الطعم الا اذا امن بالقدر الا اذا امن بالقدر كله من الله سبحانه وتعالى نعم قال رحمه الله تعالى واخبرنا الفريابي قال حدثنا ابو بكر ابن ابي شيبة قال حدثنا وكيع عن المسعودي عن معن قال قال عبد الله يعني ابن مسعود رضي الله عنه ما كان كفر بعد نبوة الا كان معه التكذيب بالقدر دار نعم وهذا سبق ان تقدم وتقدم ايضا نظيرا له ويفيد ان التكذيب بالقدر بوابة انحراف تكذيب بالقدر بوابة انحراف وظلال وزيغ وان وانه ما كان كفر بعد نبوة الا كان معه تكذيب بالقدر. في بعض الروايات الا كان بدوه يعني بدؤه التكذيب بالقدر فالتكذيب بالقدر منزلق يفظي بالانسان الى انواع كثيرة من الانحرافات وعدم انتظام امره لان امر دينه لا ينتظم اذا لم يكن مصدقا بالقدر ومؤمنا به وسيأتي معنا في قول ابن مسعود الامام بالقدر نظام التوحيد. فلا ينتظم توحيد مرء ولا يستقيم ايمانه ما لم يؤمن بقدر الله سبحانه وتعالى. نعم قال رحمه الله تعالى واخبرنا ابو محمد عبد الله بن صالح البخاري قال حدثنا محمد بن سليمان لوين قال حدثنا حماد ابن وزين عن مطر الوراق قال حدثني عبد الله بن بريدة عن يحيى بن يعمر قال لما تكلم معبد الجهني بما تكلم فيه في شأن القدر فانكرنا ما جاء به فحججت انا وحميد ابن عبد الرحمن الحميري حجة فلما قضينا نسكنا قال احدنا لصاحبه مل بنا الى طريق المدينة او لو ملت بنا الى المدينة فلقينا بها من بقي من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فسألناهم عن ما جاء به معبد فملنا الى المدينة فدخلنا المسجد ونحن نؤم ابا سعيد او ابن عمر فاذا ابن عمر قاعد فاكتنفناه فقدمني حميد للمسألة وكنت اجرأ على المنطق منه. فقلت يا ابا عبد الرحمن ان قوما قد نشأوا بالعراق قرأوا القرآن وتفقهوا في الدين يقولون لا قدر. قال فاذا لقيتموهم فقولوا لهم ان ابن عمر منهم بريء وهم منهم برءاء وهم منه برءاء لو انفقوا ما في الارض ذهبا ما تقبل منهم حتى يؤمنوا بالقدر. وذكر الحديث بطوله نعم قال واخبرنا الفيريابي قال حدثنا محمد بن عبيد بن حساب قال حدثنا حماد بن زيد وذكر الحديث بطوله نعم. قال وحدثنا الفريابي قال حدثنا اسحاق بن راهوية قال اخبرنا النظر ابن جميل قال حدثني كهمس ابن الحسن. قال حدثنا عبد الله ابن بريدة عن يحيى بن يعمر قال قال الفيريابي وحدثني محمد بن عبد الاعلى قال حدثنا المعتمر بن سليمان قال سمعت كهمسا يحدث عن ابن بريدة عن يحيى ابن يعمر قالا جميعا كان اول من قال في هذا القدر في البصرة معبد معبد الجهني وانطلقت انا وحميد بن عبدالرحمن حاجين او معتمرين وذكر الحديث بطوله وقد ذكرناه في غير هذا الموضع. نعم هذا الحديث آآ سبق ان نتقدم عند المصنف رحمه الله تعالى واذا سبق الكلام عليه في موضعه لكن الشاهد منه ان اه الشاهد منه اجابة ابن عمر رضي الله عنه بهذا الجواب في الرد على القدرية هذا الشاهد من حديث من سوق هذا الحديث في هذه الترجمة لان الترجمة فيما جاء عن الصحابة في الرد على القدرية عن الذكر وعمر وغيرهم من الصحابة لان هذه الترجمة فالصحابة والترجمة التي بعدها في التابعين فهنا ساق هذا الحديث لان فيه جواب ابن عمر في جواب ابن عمر والصحابة رضي الله عنهم اجوبتهم مبنية على السنة وعلى المأثور عن النبي الكريم عليه الصلاة والسلام مثل ما تقدم في الجواب الذي قبله وابن عمر لما اخبر ببدعة القدرية وقولهم لا قدر تبرأ منهم رظي الله عنه وارضاه واعلن براءته من هؤلاء واخبر ان اه المرء لو انفق ما في الارض ذهبا ما تقبل منه حتى يؤمن بالقدر حتى يؤمن بالقدر واعلن البراءة منهم قال ان ابن عمر منهم بريئهم منهم برءاء فهذا فيه جواب ابن عمر رضي الله عنهما وفيه ايضا ما تقدم وهو ان من اثيرت عنده الشبهة فلا انفع له من ان يأتي اهل العلم واهل البصيرة في دين الله فان الباطل لا ينجلي والضلال لا يزول الا بالرجوع الى اهل العلم الاكابر وما تزايدت الشرور في الناس وتكاثرت الافات وتنوعت الشبهات الا بسبب عدم رجوعهم الى اهل العلم الاكابر ولا يزال الناس بخير ما رجعوا الى اهل العلم الاكابر اهل البصيرة بدين الله سبحانه وتعالى نعم قال رحمه الله تعالى واخبرنا الفريابي قال حدثنا عبيد الله بن معاذ قال حدثنا ابي قال حدثنا حماد بن سلمة عن ابي نعامة السعدي قال كنا عند ابي عثمان النهدي فحمدنا الله تعالى وذكرناه فقلت لانا باول هذا الامر اشد فرحا مني باخره فقال ثبتك الله كنا عند سلمان فحمدنا الله عز وجل وذكرناه فقلت لانا باول هذا الامر اشد فرحا مني باخره فقال سلمان ثبتك الله ان الله تعالى لما خلق ادم مسح على ظهره فاخرج منه ما هو بارئ الى يوم القيامة فخلق الذكر والانثى والشقوة والسعادة والارزاق والاجال والالوان فمن علم السعادة فعل فمن علم فمن علم فمن فمن علمي السعادة فعل الخير ومجالس الخير. احسن الله اليك ومن علم السعادة فعل الخير ومجالس الخير. ومن علم ومجالس. فمن علم السعادة فعل الخير ومجالس الخير ومن علم الشقوة فعل الشر ومجالس الشر. نعم يؤجل الكلام عليه الى لقاء الغد باذن الله. نسأل الله الكريم ان ينفعنا بما علمنا وان يزيدنا علما وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا امرنا والمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات اللهم اتي نفوسنا تقواها فيها انت خير من زكاها. اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك. ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه. جزاكم الله خيرا