الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد فيقول الامام ابو بكر محمد بن الحسين الاجري رحمه الله تعالى اخبرنا في ريابي قال حدثنا عبيد الله بن معاذ قال حدثنا ابي قال حدثنا محمد بن عمرو الليثي ان الزهري حدثه قال دعا عمر ابن عبد العزيز رحمه الله غيلان فقال يا غيلان بلغني انك تتكلم بالقدر فقال يا امير المؤمنين انهم يكذبون علي فقال يا غينان اقرأ اول ياسين فقرأت يس والقرآن الحكيم حتى اتى انا جعلنا في اعناقهم اغلالا فهي الى الاذقان فهم مقمحون واجعلنا من بين ايديهم سدا ومن خلفهم سدا فاغشيناهم فهم لا يبصرون وسواء عليهم اانذرتهم ام لم تنذرهم لا يؤمنون فقال غيلان والله يا امير المؤمنين لك اني لم اقرأها قط قبل اليوم اشهدك يا امير المؤمنين اني تائب مما كنت اقول فقال عمر رحمه الله اللهم ان كان صادقا فثبته وان كان كاذبا فاجعله اية للمؤمنين بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين. اللهم اجعل كل قضاء قضيته لنا خيرا يا رب العالمين اما بعد آآ لا لا يزال المصنف رحمه الله تعالى الامام الاجر محمد ابن الحسين يسوق الاثار في سيرة عمر ابن عبد العزيز رضي الله عنه ورحمه سيرته في القدرية نفاة القدر وقد اقام رحمه الله تعالى عليهم الحجة بما اتاه الله من بيان وقمع باطلهم بما اتاه الله من سلطان رحمه الله وكانت سيرته فيهم خير السيرة وقد نقل عنه نقولات كثيرة رحمه الله تعالى مر شيء منها وسيأتي في اقامة الحجة على هؤلاء بذكر الذليل واقامة البرهان وازالة ما عند هؤلاء من شبهة وفي هذا الاثر ومر ايضا معنا في الاثر الذي قبله وسيأتي ايظا بعظ الاثار فيه ذكر ما كان من عمر ابن عبد العزيز رحمه الله تعالى مع غيلان الدمشقي وغيلان هذا رأس من رؤوس المعتزلة القدرية ائمة الباطل ودعاة الضلال وفي هذا الاثر انه اعلن توبته من بدعته في مجلس عمر ابن عبد العزيز واعلان التوبة في مجلس من بيده سلطة وولاية لا يخلو من حالتين اما ان يكون عن قناعة وقبول للحق وانشراح صدر له وقد يكون مجرد نفاق مجرد نفاق لهيبة السلطان قوته فيعلن التوبة لا عن قناعة وقبول للحق ودراية وانشراح صدر له وانما يعلنها من اجل هيبة السلطان والخوف منه في هذا الاثر ان عمر ابن عبد العزيز رحمه الله دعا غيلان الدمشقي وقال له بلغني انك تتكلم بالقدر اي نفيا له فهو من من نفاة القدر فقال يا امير المؤمنين انهم يكذبون علي انهم يكذبون علي اي من نقلوا لك ذلك فقال يا يا غيلان اقرأ اول ياسين فقرأ ياسين والقرآن الحكيم حتى اتى انا جعلنا في اعناقهم اغلالا فهي الى الاذقان فهم مقمحون واجعلنا من بين ايديهم سدا ومن خلفهم سدا فاغشيناهم فهم لا يبصرون وسواء عليهم اانذرتهم ام لم تنذرهم لا يؤمنون والاية بينة تمام البيان في ثبوت القدر وان الهداية بيد الله سبحانه وتعالى وانه جل في علاه يجعل من يشاء على صراط مستقيم ويضل من يشاء عن سواء السبيل يهدي من يشاء ويظل من يشاء فقال غيلان والله يا امير المؤمنين لكأني لم اقرأها قط قبل اليوم لكأني لم اقرأها قط قبل اليوم اشهدك يا امير المؤمنين اني تائب مما كنت اقول هذه التوبة كما قدمت توبة منه ومن امثاله في مجلس السلطان لا تخلو من حالتين اما ان تكون عن اه قناعة وانشراح صدر وقبول للحق وقد تكون مجرد اه اعلان في ظاهر الامر اه خوفا من السلطان وهيبة من السلطان قال اشهدك يا امير المؤمنين اني اني تائب مما كنت اقول فقال عمر اللهم ان كان صادقا فثبتوا ان كان صادقا اي فيما اعلنه من توبة وقول عمر ان كان صادقا هذا يفيد ما اشرت اليه قبل قليل وهو ان التوبة في مجلس السلطان لا تخلو من حالتين اما ان تكون عن صدق توبة عن صدق او توبة عن نفاق واحدة منهما اما توبة عن صدق صدق من قلبه او توبة عن نفاق توبة النفاق هي اظهار التوبة دون انشراح صدر بها. هذه توبة النفاق توبة النفاق يعلن التوبة لكن الصدر غير غير تائب والقلب قيل غير تائب وانما يعلنها من اجل هيبة السلطان فقال ان كان صادقا فثبته وان كان كاذبا اي فيما اظهره من توبة وهو يبطن خلاف ذلك فاجعله اية للمؤمنين فاجعله اية للمؤمنين وبقي غيلان هذا مخفيا بدعته غير مظهر لها في خلافة عمر خوفا من هيبة السلطان ثم اظهرها بعد وفاته فاستجاب الله دعوة عمر فيه قال وان كان كاذبا فاجعله اية للمؤمنين فاظهر بدعته كما تقدم في الاثر الذي قبله بعد وفاة عمر فبعث اليه هشام فقطع يده فمر به رجل والذباب على يده فقال يا غيلان هذا قضاء وقدر؟ قال كذبت لا لعمر الله ما هذا قضاء ولا قدر فبعث اليه هشام وصلبة فبعث اليه هشام فصلبه وصلب هشام ابن عبد الملك له هذا من اجابة دعوة الله سبحانه وتعالى لعمر قال اللهم ان كان صادقا فثبته اي على الحق والهدى وان كان كاذبا فاجعله اية للمؤمنين نعم وايضا من من فوائد من فوائد هذه القصة وهذا حقيقة لابد ان ننتبه له ان اهل البدع ورؤوس اهل البدع منهم من يحفظ القرآن منهم من يحفظ السور الكثيرة من القرآن لكنهم يحملونه على غير معناه ويصرفونه على غير مدلولة ولما كان في مجلس عمر قال اقرأ من اول ياسين فقرأ عشر ايات حتى بلغ ام لم تنذرهم لا يؤمنون فهؤلاء رؤوس في البدع ويحفظون يحفظون اه القرآن عن ظهر قلب اذا كانوا وهم رؤوس في البدع يحفظون فاين اهل الحق اين اهل الحق من ان يعنوا حفظ القرآن نعم قال رحمه الله تعالى اخبرنا الفيريابي قال حدثنا هشام بن خالد الازرق قال حدثنا ابو ابو مسهر قال حدثني عون ابن حكيم قال حدثني الوليد ابن سليمان مولى ابن ابي السائب ان رجاء ابن حيوة كتب الى هشام ابن عبدالملك بلغني يا امير المؤمنين انه وقع في نفسك شيء من قتل غيلان وصالح فوالله لقتلهما افضل من الفين من الروم والترك. قال هشام صالح مولى الثقيف ثم اورد هذا الاثر عن رجاء بن حيوة كتب الى هشام بلغني يا امير المؤمنين انه وقع في نفسك وقع في نفسك شيء من قتل غيلان وصالح. صالح هذا من رفقاء غيلان وكلاهما من اهل دمشق من رفقائه ومن اصحابه في بدعته بدعة القدرية والاعتزال البدعة الضالة فهو رفيق له فقتلهما معا هشام بن عبد الملك قتل غيلان وقتل صالح كأن رجاء بن حيوة نقل له ان هشام وقع في نفسه شيء من قتل قتلهما فقال والله لقتلهما افضل من الفين من الروم والترك افضل من من الفين والروم من الروم والترك يعني افضل من قتل الفين من الروم والترك لماذا لان هذا مبتدع في صفوف المسلمين معدود منهم وبدعته تسري في الجهال ومن لا علم عندهم ويغترون بهؤلاء وتنتشر البدعة والمروء من الحق والمجانبة له على ايدي هؤلاء اما الالفين من الروم فهي بلدانهم عدو خارجي ومعروف عداؤه اما هذا لا في وسط المسلمين وبين صفوفهم معدودا واحدا منهم يرونه معهم في مساجدهم وفي مجتمعاتهم وفي ملتقياتهم ويبث بدعته ضلالته فيخلخل العقائد ويفسد الاديان يلقي الشبهات وتزيغ القلوب وتضل عن سواء السبيل. فخطورته اشد من هذه من هذه الجهة نعم قال رحمه الله تعالى واخبرنا الفيريابي قال حدثنا عبد الله بن ابي سعيد قال حدثنا الهيثم بن خارجة قال حدثنا عبد الله بن سالم الاشعري حمصي عن ابراهيم بن ابي عبلة قال كنت عند عبادة ابن نسيء فاتاه رجل فاخبره ان امير المؤمنين هشاما قطع يد غيلان ولسانه وصلبه فقال له حقا ما تقول؟ قال نعم. قال اصاب والله السنة والقضية. ولاكتبن الى امير المؤمنين فلاحسنن لهم قال احصي فلاحسنن له ما صنع نعم هنا ايضا هو بمعنى الذي قبله يعني لما قتل هشام غيلان الدمشقي وصلبه حتى يكون عبرة ويكون في ذلك قطعا لفساد هؤلاء كاتبه من كاتبه من اهل السنة تأييدا له وتحسينا لهذا الفعل وحتى لا يبقى في نفسه حرج مما حصل لان في هذا الامر قضاء لبدعة خطير امرها وعظيم شرها لو بقي هذا الرأس من رؤوسها طليقا ينشر بدعته وظلالته بين آآ المسلمين ففي قتله قضاء على بدعته وتخليص المسلمين من شره وباطله نعم قال رحمه الله تعالى واخبرنا الفريابي قال حدثني اسحاق بن سيارة النصيبي قال حدثنا عبد الله بن صالح قال حدثني معاوية يعني يعني ابن صالح عن حكيم بن عمير قال قيل لعمر ابن عبد العزيز ان قوما ينكرون من القدر شيئا. فقال عمر بينوا لهم وارفقوا وارفقوا بهم حتى يرجعوا فقال قائل هيهات هيهات يا هيهات هيهات يا امير المؤمنين لقد اتخذوه دينا يدعوا عفوا قوله اصاب والله السنة السنة بهذا مرت معنا في هذا الكتاب يعني امر النبي صلى الله عليه وسلم قتل منه ورأس في الضلالة مر معنا في بهذا الكتاب؟ نعم قال واخبرنا الفريابي قال واخبرنا الفيريابي قال حدثني اسحاق بن سيار نصيبي قال حدثنا عبد الله بن صالح قال حدثني معاوية يعني ابن صالح عن حكيم بن عمير قال قيل لعمر بن عبد العزيز ان قوما ينكرون من القدر شيئا فقال عمر بينوا لهم وارفقوا بهم حتى يرجعوا. فقال قائل هيهات هيهات يا امير المؤمنين. لقد اتخذوه دينا يدعون اليه الناس ففزع لها عمر فقال اولئك اهل ان تسلى السنتهم من اقفيتهم سلا هل طارد باب بين السماء والارض الا بمقدار؟ نعم وهذا الاثر فيه ما يوضح ويبين ان القتل لهؤلاء الروس ليس ابتداء لا يصار اليه ابتداء وانما يسار اليه حين لا يبقى الا هو حين لا يبقى الا هو لا يبقى علاجا ودواء في قطع بدعتهم وظللتهم الا هذا الامر. ولهذا انظر سيرة عمر يعني قد يقول قائل وهو يقرأ الاثار التي قبله لماذا المبادرة مثلا للقتل؟ لا لم تكن مبادرة للقتل. هناك امور قبل القتل هناك رفق وهناك اقامة حجة وهناك بيان للامر ذكر للادلة قال ان قوما ينكرون من القدر شيئا فقال عمر بينوا لهم وارفقوا بهم بينوا لهم برفق تلطفوا معهم وضحوا لهم الادلة ارفقوا بهم وهذا من باب اقامة الحجة عليهم حتى يرجعوا الى الحق والهدى ويستبين لهم الصواب وتزول عنهم الشبه قال ارفقوا بهم بينوا لهم وارفقوا بهم حتى يرجعوا وهذا فيه من الفائدة العظيمة في هذا الباب ان البيان مهما عظم ان لم يكن برفق لا يدخل قلب المنصوح والمبين له الحق لا يدخل قلبه. الرفق لابد منه لابد من الرفق لابد ان يكون البيان برفق فقولا له قولا لينا لعله يتذكر او يخشى لان القول ان لم يكن برفق ولا ولم يكن بلين لا لا تقبله القلوب مهما كان فيه من قوة الدليل والحجة والبيان ان لم يكن برفق لا يقبله الخصم لا يقبله المنصوح ولهذا اوصاهم فرضي الله عنه رحمه قال بينوا لهم وارفقوا بهم بينوا لهم وارفقوا بهم حتى يرجعوا لان ان بين له ولم يرفق به ما ما يقبل والنفوس جبلت على هذا جبلت على ان لا تقبل الا ما اتاها برفق ما اتاها بدين وهذا ينبغي ان يكون مسلكا يلازمه طالب العلم والداعية العامل بالنصيحة للناس ان ان يرفق بهم فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فقال قائل هيهات يا امير المؤمنين لقد اتخذوه دينا يدعون اليه الناس هنا الان الشر والخطورة اصبحوا رؤوس ودعاة اصبح على المجتمع خطورة منهم ومن شر ما اصبحوا افة تسري في المجتمع وتفسد في عقائد الناس قالوا هيهات يا امير المؤمنين لقد اتخذوه دينا يدعون اليه الناس. هنا الان اصبح الامر خطير جدا واصبح شر ليس قاصرا على اصحابه وانما هو شر متعدي ويسري في المجتمع وان سكت عن هذا الشر ياه يتحول فيما بعد اعداد كبيرة من الناس الى هذه الظلالة وهذه البدعة ولهذا لابد من قطع الرؤوس ولهذا قال عمر ففزع لها عمر فقال اولئك اهل ان تسلى السنتهم من اقفيتهم سلة ان تسلى السنتهم من اقفيتهم سلا يعني ان تقطع السنة هؤلاء حتى ما يتمكنوا من نشر هذه البدعة والضلالة هل طار ذباب بين السما والارض الا بمقدار هل طار ذباب بين السماء والارض الا بمقدار كل شيء بقدر كيف ينكرونه كل شيء بقدر هل طار ذباب يقصد بهذا المثال انه انه كل شيء وان كان دقيقا وان كان يسيرا فما يقع شيء في ملك الله سبحانه وتعالى الا بقدره عز وجل نعم قال رحمه الله تعالى اخبرنا الفريابي قال حدثنا محمد بن مصفى قال حدثنا بقية ابن الوليد قال حدثني ارطعت ابن المنذر قال حدثني حكيم بن عمير قال قيل قال قيل لعمر ابن عبد العزيز فذكر الحديث نحو منه نعم قال واخبرنا الفيريابي قال حدثنا ابو بكر بن ابي شيبة قال حدثنا عبد الله بن ادريس عن عمر بن ذر قال قال عمر ابن عبد العزيز رحمه الله لو اراد الله تعالى الا يعصى ما خلق ابليس وهو رأس الخطيئة نعم هذا الاثر سبق ان المرء ويروى ايضا مرفوعا لو اراد الله تعالى الا يعصى ما خلق ابليس ما خلق ابليس وهو رأس الخطيئة ورأس الخطيئة. رأس الخطيئة يعني منبع الشر منبع الشر واساس الفساد ومصدره نعم قال رحمه الله تعالى واخبرنا في ريابي قد حدثنا محمد بن ابي بكر المقدم قال حدثنا عبدالرحمن بن مهدي عن عمر بن ذر قال سمعت عمر بن عبدالعزيز رحمه الله يقول لو اراد الله الا يعصى ما خلق ابليس وقد فسر ذلك في اية من كتاب الله تعالى عقلها من عقلها وجهلها من جهلها ما انتم عليه بفاتنين الا من هو صان الجحيم نعم. قال واخبرنا في ريابي قال حدثنا ابو بكر ابن ابي شيبة قال حدثنا عبد الله ابن ادريس عن عمر ابن ذر قال قال عمر ابن عبد العزيز لو اراد الله تعالى الا يعصى ما خلق ابليس وهو رأس الخطيئة. ان في ذلك لعلما من كتاب الله تعالى. جهله من جهله وعرفه من عرفه ثم قال ثم قرأ فانكم وما تعبدون ما انتم عليه بفاتنين الا من هو صال الجحيم نعم يعني هذا الاثر عن عمر قوله لو اراد الله الا يعصى ما خلق ابليس ذكر ان شاهده بين في كتاب الله ودليله واضح في كتاب الله عز وجل في اية من كتابه عقلها من عقلها وجهل وجهلها من جهلها وهي قول الله سبحانه وتعالى ما انتم عليه بفاتنين الا من هو صان الجحيم ومعنى الا من هو صان الجحيم كما مر معنا اي الا من قدر الله وكتب وقضى انه يصلى الجحيم نعم قال رحمه الله تعالى حدثنا ابو شعيب عبدالله بن الحسن الحراني قال اخبرنا ابراهيم بن عبدالله الهروي قال حدثنا عبد الله بن ابي قال خرج عمر بن عبدالعزيز رحمه الله يوم الجمعة فخطب كما كان يخطب ثم قال ايها الناس من عمل منكم خيرا فليحمد الله تعالى ومن اساء فليستغفر الله ومن عاد فليستغفر الله ثم ان عاد فليستغفر الله فانه لا بد لاقوام ان يعملوا اعمالا وضعها الله تعالى في رقابهم وكتبها عليهم نعم يعني هذا مما قاله وبينه في خطبة الجمعة ومما يستفاد من ذلك ان هذا الاصل العظيم الايمان بالقضاء والقدر يحتاج ان يبين للناس في الخطب الجامعة في يوم الجمعة ونبين لهم هذا الاصل لانه اساس يبنى عليه دين الله سبحانه وتعالى وقال رحمه الله في من عمل منكم خيرا فليحمد الله لان هذا الخير الذي عمله هو فضل الله علي ومنته فليحمد الله على ان انشرح صدره وان هداه وان وفقه للقيام بالطاعة وان حبب اليه الايمان وزين له الطاعة ولكن الله حبب اليكم الايمان وزينه في قلوبكم وكره اليكم الكفر والفسوق والعصيان اولئك هم الراشدون فضلا من الله ونعمة فيحمد الله على فضله وعلى نعمته ومنه ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان الا قليلا ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم من احد ابدا ولكن الله يزكي من يشاء فاذا عمل العبد بالطاعة وفق للعبادة يحمد الله سبحانه وتعالى الذي من عليه بها وشرح صدره لها واذا وقع في المعصية فليستغفر الله وان عاد للمعصية فليستغفر الله وان عاد فليستغفر الله وليعلم ان الامور بقضاء وقدر فيفزع الى الله سبحانه وتعالى الاستغفار والتوبة وايضا سؤال الله الهداية العاصي والذي تتكرر منه المعصية يلجأ الى الله بالاستغفار مما وقع وسؤال الله سبحانه وتعالى الهداية واذا وفق للتوبة يسأل الله الثبات على التوبة لان الامر بيد الله الامر بيد الله سبحانه وتعالى والفضل فضل الله يؤتيه من يشاء فيقول ومن اساء فليستغفر الله ومن عاد فليستغفر الله. ثم ان عاد فليستغفر الله يعني ليكن دائما مقبلا على الله بالتوبة والانابة والاستغفار وايضا يضاف الى ذلك سؤال الله سبحانه وتعالى الهداية والثبات على الحق والهدى فانه لابد لاقوام ان يعملوا اعمالا وضعها الله في رقابهم وكتبها عليهم وهذا ايضا يتضمن هذا يتضمن فائدة مهمة تستفاد من هذا الاثر وهي انه لا يجوز ان يحتج على آآ المعاصي بالقدر احتج على المعاصي بالقدر بل يستغفر اذا وقع في المعصية وهي مكتوبة ما يحتج بالقدر قال استغفر له واذا وقعت اخرى استغفر الله هذا ذنبك وخطيئتك تب الى الله سبحانه وتعالى منها وارجع اليه قال واذا عاد يستغفر ثم اذا عاد يستغفر لان هذا ذنب وقع فيه العبد فلا يحتج بالقدر على ان المعاصي المعايب بل يتوب منها ويستغفر وينيب الى ربه سبحانه وتعالى نعم قال رحمه الله تعالى اخبرنا الفيريابي قال حدثنا عبدالرحمن ابن ابراهيم قال حدثنا الوليد قال سمعت ابن جريج يقول قال عمر بن عبد العزيز لو اراد الله الا يعصى ما خلق ابليس. نعم. قال واخبرنا الفيريابي قال حدثنا محمد بن العلاء. قال حدثنا ابن ادريس عن عمر ابن ذر قال قد قال قدمنا على عمر بن عبدالعزيز خمسة موسى ابن موسى بن ابي كثير ودثار نهدي ويزيد الفقير والصمت ابن ابن بهرام وعمر ابن ذر فقال ان كان امركم واحدا فليتكلم متكلمكم فتكلم موسى ابن ابي كثير وكان اخوف ما يتخوف عليه ان كان امركم واحدا يتكلم متكلمكم هذا ظبط المجلس حتى ما يصبح الامر متشعث وكل يتكلم هذا فيه ظبط للمجلس اذا جاؤوا جماعة الى مجلس في امر واحد لو اصبح كل يتكلم ما ينضبط ما ينضبط يعني مثل لو جاءوا جماعة عنده مشكلة معينة ظبط المجلس يكون بهذه الطريقة يتكلم متكلمكم ويصبح الكلام عنده فقط يعرظ الامر ولا يتدخل الاخرون لان هذا يعني يؤدي الى عدم عدم انضباط نعم اي انضباط الكلام وانضباط المجلس قال ان كان امركم واحدا فليتكلم متكلمكم نعم قال فتكلم موسى ابن ابي كثير وكان اخوف ما يتخوف عليه ان يكون عرض بشيء من امر القدر قال فعرض له عمر فحمد الله تعالى واثنى عليه ثم قال لو اراد الله تعالى الا يعصى ما خلق ابليس وهو رأس الخطيئة وان في ذلك لعلما من كتاب الله علمه من علمه وجهله من جهله ثم تلا هذه الاية فانكم وما تعبدون ما انتم عليه بفاتنين الا من هو صال الجحيم. ثم قال لو اراد الله تعالى حمل خلقه من حقه على قدر عظمته لم يطق ذلك ارظ ولا سماء ولا ماء ولا جبل ولكنه رظي من عباده بالتخفيف. نعم وهذا الاثر وفيه ان عمر رضي الله عنه لما علم من حالهم او من حال بعضهم ان ان عنده شيء في في هذا الباب من امر القدر بين الامر بين الامر واقام الحجة بذكر اه الدليل رحمه الله تعالى اورد قول الله عز وجل فانكم وما تعبدون ما انتم عليه بفاتنين الا من هو وصال الجحيم يعني ما ما يمكن ان ان ان تقع فتنة الا لمن قدر وقضي ان يكون من اه المفتونين فان الامور كلها بقضاء وقدر ثم قال رحمه الله لو اراد الله تعالى حمل خلقه من حقه على قدر عظمته حمل خلقه من حقه على قدر عظمته لم يطق ذلك ارظ ولا سماء ولا ماء ولا جبل الامر اعظم من ذلك ولكنه سبحانه وتعالى رضي من عباده بالتخفيف وهذا فضل الله رضي من عباده بالتخفيف يسر عليهم ومن من قصر منهم وتاب الى الله قبل تقصيره قبل تقصيره حتى والله ثم والله من من اعجب ما يكون في في هذا الباب من اعجب ما يكون في هذا الباب ان المرء يسرف في حق الله عز وجل حياته كلها يمضي الستين والسبعين سنة وهو مسرف ومضيع لحق الله عز وجل ثم يتوب الى الله فيقبل منه توبته مع عظم اسرافه في حياته كلها في حق الله وآآ ربما لا يكون بقي له من من حياته الا الايام القليلة او الشهور ولا تكون توبته ورجوعه الى الله الا في الشهر والشهرين من حياته كلها من حياته كلها ويقبل الله منه رضي من عباده سبحانه نعم رضي من عباده بالتخفيف نعم قال رحمه الله تعالى اخبرنا الفريابي قال حدثنا ابراهيم بن عبدالله قال اخبرنا علي ابن ثابت عن عمر ابن ذر قال جلسنا الى عمر بن عبدالعزيز فتكلم منا متكلم فعظم الله تعالى وذكر باياته فلما فرغ تكلم عمر ابن عبد العزيز فحمد الله واثنى عليه شهد شهادة الحق وقال للمتكلم ان الله تعالى كما ذكرت وعظمت ولكن الله تعالى لو اراد الا يعصى ما خلق ابليس وقد بين ذلك في اية من القرآن علمها من علمها وجهلها من جهلها ثم قرأ فانكم وما تعبدون ما انتم عليه بفاتنين الا من هو صان الجحيم قال ومعنا رجل يرى رأي القدرية فنفعه الله تعالى بقول عمر بن عبدالعزيز ورجع عما كان يقول فكان اشد الناس بعد ذلك على القدرية نعم نكتفي بهذا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه جزاكم الله خيرا