الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الامام ابو بكر محمد بن الحسين الاجري رحمه الله تعالى وحدثني ابو بكر عبد الله بن محمد بن عبد الحميد الواسطي قال حدثنا ابو موسى محمد بن المثنى قال حدثنا مؤمل بن اسماعيل قال حدثنا سفيان الثوري قال حدثني شيخ قال مؤمل زعموا انه ابو رجاء الخرساني ان عدي بن ارطعة كتب الى عمر بن عبدالعزيز ان قبلنا قوما يقولون لا قدر. فاكتب الي برأيك واكتب الي بالحكم فيهم فكتب اليه بسم الله الرحمن الرحيم من عبد الله عمر امير المؤمنين الى عدي ابن ارطأة اما بعد فاني احمد اليك الله الذي لا اله الا هو. اما بعد فاني اوصيك بتقوى الله والاقتصاد في امره واتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم وترك ما احدث المحدثون مما قد جرت سنته وكفوا مؤنته فعليكم بلزوم السنة فان السنة انما سنها من قد عرف ما في خلافها من الخطأ والزلل والحمق والتعمق فارضى لنفسك ما رضي به القوم لانفسهم فانهم عن علم وقفوا وببصر نافذ قد كفوا ولهم ولهم كانوا على وكشف الامور اقوى وبفضل لو كانوا فيه احرى فلان قلتم امر حدث بعدي. وبفظل وبفضل لو كان فيه احرى فلان قلتم امر حدث بعدهم ما احدثه بعدهم الا من ابتغى غير سنتهم ورغب بنفسه عنهم انهم لهم السابقون فقد تكلموا فيه بما يكفي ووصفوا منه ما يشفي فما دونهم مقصر وما فوقهم محسر لقد قصر عنهم قوم فجفوا وطمح عنهم اخرون فغلوا وانهم بين ذلك لعلى هدى مستقيم كتبت تسألني عن القدر على الخبير باذن الله تعالى سقطت ما احدث المسلمون محدثة ولا ابتدعوا بدعة هي ابين امرا ولا اثبت من امر القدر. ولقد كان ذكره في الجاهلية الجهلاء يتكلمون به في كلامهم ويقولون به في اشعارهم يعزون به انفسهم عن مصائبهم ثم جاء الاسلام فلم يزده الا شدة وقوة. ثم ذكره النبي صلى الله عليه وسلم في غير حديث ولا حديثين ولا ثلاثة فسمعه المسلمون من رسول الله صلى الله عليه وسلم فتكلموا به في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد وفاته يقينا وتصديقا وتسليما لربهم وتضعيفا لانفسهم ان يكون شيء من الاشياء لم يحط به علمه ولم يحصه كتابه ولم ينفث فيه قدر. فلان قلتم قد قال الله تعالى في كتابه كذا وكذا ولما انزل الله تعالى اية فكذا وكذا لقد قرأوا منه ما قد قرأتم وعلموا من تأويله ما جهلتم ثم قالوا بعد ذلك كله كتاب وقدر وكتب الشقوة وما وما يقدر يكن وما شاء كان وما لم يشأ لم يكن ولا نملك لانفسنا ظرا ولا نفعا ثم رغبوا بعد ذلك ورهبوا والسلام عليك كتبت الي تسألني عن الحكم فيهم فمن اوتيت به منهم فاوجعه ضربا واستودعه الحبس فان تاب من رأيه السوء والا فاضرب عنقه قال واخبرنا الفيريابي قال حدثنا ابو المنذر عنبسة ابن يحيى المروزي بالشاش سنة ثمان وعشرين ومائتين. قال حدثنا ابو داوود الحفري عن ابي رجاء قال كتب عامل لعمر ابن عبد العزيز اليه يسأله عن القدر فكتب اليه اما بعد فاني اوصيك بتقوى الله تعالى واتباع سنة رسوله صلى الله عليه وسلم والاجتهاد في امره وترك ما احدث المحدثون بعده. وذكر الحديث نحو من الحديث الذي قبله بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد فهذا الاثر عن عن امير المؤمنين عمر ابن عبدالعزيز رحمه الله تعالى اثر جامع ونافع للغاية واشتمل على وصايا عظيمة وتوجيهات مسددة يحتاج اليها حاجة ماسة ولا سيما عند شيوع البدع وانتشارها ورواج شبه اهلها فان هذه الوصية كتبها حينما طلب منه بعض عماله او احد عماله في بعض الامصار ان يكتب له وصية في هذا الباب قال في طلبه ان قبلنا قوما يقولون لا قدر فاكتب الي برأيك واكتب الي بالحكم فيهم قبلنا اي في جهتنا وفي اه مكاننا او الموضع الذي نحن فيه قوم يقولون لا قدر يروجون لهذا القول ولهم شبهات فيه فاكتب لي برأيك اي اكتب لي بوصية تتعلق بهذا الامر والموقف من هؤلاء وطريقة الخلاص ايضا من شبهاتهم وبين لي ايظا الحكم فيهم لانه والي وينفذ الاحكام فبين لي الحكم فيهم يعني اذا ظبط شخص من هؤلاء ماذا نصنع به؟ ما الحكم فيه فكتب رحمه الله تعالى فهذه الوصية العظيمة الجامعة بدأها بالبسملة وحمد الله تبارك وتعالى والثناء عليه جل وعلا بما هو اهله ثم قدم وصيته باعظم الوصايا اجلها على الاطلاق وهي الوصية بتقوى الله وصية الله تبارك وتعالى للاولين والاخرين من خلقه كما قال عز وجل ولقد وصينا الذين اوتوا الكتاب من قبلكم واياكم ان اتقوا الله ثم اوصاه بالاقتصاد في الامر والاقتصاد هو التوسط والاعتدال بين الغلو والجفاء والافراط والتفريط خيار الامور اوساطها لا تفريطها ولا افراطها ودين الله سبحانه وتعالى قوام اي وسط بين الغلو والجفاء فاوصاه ان يقتصد في الامر ثم اوصاه بالاتباع للسنة سنة النبي الكريم عليه الصلاة والسلام بان يلزم هدي النبي عليه الصلاة والسلام وان يستمسك بسنته وان يعتصم بهديه صلوات الله وسلامه وبركاته عليه ثم اوصاه بترك ما احدث المحدثون اوصاه بترك ما احدث المحدثون اي ما ابتدعه المبتدعون وفي جمعه بين الحث على التمسك بالسنة والتحذير من البدعة في هذا الباب باب طلب النجاة من الفتن والبدع والضلالات عمل مقدما بين يدي ذلك بالوصية بتقوى الله في ذلك عمل بوصية النبي عليه الصلاة والسلام العظيمة التي جاءت في حديث العرباظ وفيها يقول عليه الصلاة والسلام اوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وان تأمر عليكم عبد حبشي فانه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ واياكم ومحدثات الامور فان كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة فارشد عليه الصلاة والسلام ان طريق الخلاص وسبيل النجاة من هذه الضلالات بامرين بالتمسك بالسنة والمجانبة للبدعة وبهذا اوصى عمر في هذه الوصية العظيمة قال اتبع سنته سنة نبيا صلى الله عليه وسلم اوصاه بترك ما احدث المحدثون اي بمجانبة البدع البعد عنها مما قد جرت سنته وفي بعض المصادر مما قد جرت به سنته اي سنة النبي عليه الصلاة والسلام فما جرت به السنة وجاء به الهدي وجاءت الاحاديث واظحة بينة ما حاجة الانسان الى ان يتكلف الى امر يحدثه او يخترعه او ينشئه ودين الله قائم بحججه وبراهينه او لم يكفهم انا انزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم؟ الحق الذي جاء به كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم فيه الكفاية فيه الكفاية فيقول مما قد جرت به سنته اي السنة جرت به وجاء مبينا واضحا جليا وايضا كفو مؤنته كفوا مؤنتة كفوا مؤنته ببيان السنة للحق تجليتها له وايظاحه واقامة الحجة كفوا مؤنته فالسنة فيها الكفاية وفيها الغنة كفوا مؤنته هذا على نحو ما في الاية اولم يكفهم لان ما جاء ما جاء به الرسول عليه الصلاة والسلام فيه الكفاية وفيه الوفاء فقد بلغ البلاغ المبين وبين دين الله سبحانه وتعالى تاما كاملا كيف لا وقد قال عليه الصلاة والسلام ما بعث الله من نبي الا كان حقا عليه ان يدل امته الى خير ما يعلمه لهم وان ينذرهم شر ما يعلمه لهم قال فعليكم بلزوم السنة هذا نحو ما جاء فعليكم بسنتي قال فعليكم عليكم بلزوم السنة فان السنة انما سنها من قد عرف ما في خلافها من الخطأ والزلل والحمق والتعمق الذي سن فالسنة وبينها يعرف ما في سواها من الخطأ والزلل والحمق والتعمق ولهذا نبينا عليه الصلاة والسلام لما بين السنة وحث على لزومها قال واياكم محدثات الامور فان كل محدثة بدعة وكل بدعة ظلالة وهذا بيان ان كل ما خالف هديه عليه الصلاة والسلام مما سيتكلفه الناس فيما بعد كله ظلال حتى وان رآه الناس حسنا وان اعجبتهم ارائهم ومخترعاتهم وتصوراتهم فكل ما احدثه الناس في الدين كله ضلالة من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد مردود على صاحبه غير مقبول منه انما سنها من قد عرف ما في خلافها اي من البدع والمحدثات من الخطأ والزلل والحمق والتعمق اي ان هذه البدع لو كان فيها خير وفيها نفع وليس فيها مضرة على الامة لما ترك لما تركت دون ان تبين للناس في سنة النبي عليه الصلاة والسلام لان السنة حوت الخير كله والفضل اجمع ما ترك خيرا الا دل الامة عليه ولا شرا الا حذرها منه ولهذا العلماء يرون ان من يستحسن البدع يستحسن بعض البدع بهذا الاستحسان للبدع شرع في الدين ما لم يأذن به الله شرع في دين الله ما لم يأذن به الله واتخذ دينا وشرعة ليست من دين الله ولا من هدي رسوله صلوات الله وسلامه وبركاته عليه وايضا قرر العلماء في هذا الباب ان من يستحسن البدع تتضمن يتضمن استحسانه للبدع اتهاما للنبي صلى الله عليه وسلم بعدم الوفاء ببيان الدين لانه ان كان الدين وافيا فما الحاجة الى ان كان يعتقد ان الدين وافيا ووفى النبي صلى الله عليه وسلم ببيانه فما الحاجة الى اختراعه لهذه البدع وانشائه لها. ولهذا قال مالك ابن انس رحمه الله من قال في الدين بدعة حسنة فقد زعم ان محمدا صلى الله عليه وسلم خان الرسالة لان الله يقول اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا فما لم يكن دينا زمن محمد صلى الله عليه وسلم واصحابه فلن يكون دينا الى قيام الساعة قال فارضى لنفسك ما رضي به القوم لانفسهم ارض لنفسك ما رضي به القوم المراد بالقوم الصحابة ومن اتبعهم باحسان السابقون الاولون من المهاجرين والانصار والذين اتبعهم باحسان. المراد بالقوم هؤلاء فان هؤلاء القوم رضوا بما جاء به الرسول ووجدوا فيه الكفاية ولم يتجاوزوا هديه عليه الصلاة والسلام فارضى لنفسك ما رضي به القوم لانفسهم ارض لنفسك بما رضي به ابو بكر وعمر وعثمان وعلي وغيرهم من الصحابة ومن اتبعهم باحسان لانفسهم من لزوم لهدي النبي عليه الصلاة والسلام ومجانبة للتكلف والاحداث في دين الله فارضى لنفسك ما رضي به القوم لانفسهم فانهم عن علم وقفوا فانهم عن علم وقفوا هؤلاء الصحب الكرام ومن اتبعهم باحسان وقفوا عن علم لم يخوضوا في البدع ولم يحصل منهم انشاء شيء من البدع هذا الوقوف عن علم عن علم بما في هذه البدع من الشر والفساد والمظرة على الامة فهم عن علم وقفوا وببصر نافذ قد كفوا اي كفوا عن هذه المقالات ببصيرة نافذة بما اتاهم الله من بصيرة نافذة لكن هؤلاء الذين احدثوا هذه البدع وانشأوا تلك المحدثات انشؤوها من قلة بصيرتهم وقصور فهمهم ونقص علمهم ودرايتهم بدين الله سبحانه وتعالى فاحدثوا تلك البدع. اما الصحابة ومن اتبعهم باحسان فلم يحصل ان احدثوا شيئا من البدع وهذا الوقوف منهم عن بصيرة كما قال رحمه الله فانهم عن علم وقفوا وببصر نافذ قد كفوا لم يكفوا عن انشاء شيء من هذه البدع لعدم قدرة على على ذلك او عدم عدم معرفة بل اتاهم الله من البصيرة والعلم والفهم ما التزموا به بالسنة ورأوا ان فيها الكفاية والوفاء وان البدع كلها لا خير فيها وانها كلها ظلالة ولهذا جانبوا البدع وحذروا الامة اشد التحذير من البدع رظي الله عنهم وارضاهم قالوا ولهم كانوا على كشف الامور اقوى وبفضل لو كان فيه احرى هؤلاء الصحابة من اتبعهم باحسان كان عندهم قدرة على كشف الامور والخوض في مثل هذه الامور عندهم قدرة يعني عندهم قدرة عقلية لذلك لكنهم لا لم يخوضوا في ذلك لانه لا خير فيه لا خير في الخوض في ذلك بل بل النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن ذلك. في باب القدر قال اذا ذكر القدر فامسكوا فامسكوا رضي الله عنهم ولم يخوضوا في شيء من ذلك واكتفوا من آآ كفوا من هذا الامر بما جاء به الكتاب وبما جاءت به السنة فلم يتجاوزوا كتاب الله ولا سنة نبيه صلوات الله وسلامه عليه. وبفظل لو كان فيه احرى يعني هذا هذا الخوظ الذي خاض فيه من بعدهم لو كان فيه فظل وخير لكان الصحابة احرى به لكنه في الحقيقة شر وقى الصحابة وقى الله الصحابة منه وعافاهم من الوقوع فيه وابتلي به من جاء بعدهم ولو كان هذا خيرا لكانوا به احرى لانهم سباقون لكل خير وهذا الذي قاله رحمه الله تعالى يصلح في رد كل بدعة هذا الذي قاله رحمه الله يصلح في رد كل بدعة مما احدثه الناس يعني مثلا الان آآ بدعة المولد يمكن ان ان ترد بهذا التقرير العظيم الذي ذكره اه رضي الله عنه يقال للانسان هل تعرف بشيء من الدواوين دواوين السنة والاخبار والاثار ان واحدا من الصحابة اقام هذا الاحتفال ان كنت تعرف شيئا فبين. عادت من من هذه الدواوين الجامعة باثر واحد من الصحابة ان واحدا من الصحابة اقامها هذه الاحتفالات وحينئذ يقال لهم ما قال عمر ارضى لنفسك ما رضي به القوم لانفسهم فانهم عن علم وقفوا وببصر نافذ قد كفوا ولهم كانوا على كشف الامور اقوى وبفظل لو كان فيه احرى. لو كان في هذه الاحتفالات فضل وخير لسبق اليها الصحابة لانهم سبقوا كل خير وفضل رضي الله عنهم وارضاهم قال فلئن كنتم امر حدث بعدهم امر حدث يعني لم يوجد الا بعد الصحابة. الصحابة لم يعملوا به لانه لم يكون لم يكن موجودا في زمانهم حدث بعدهم قال ما احدثه بعدهم الا من ابتغى غير سنتهم كونه حدث بعدهم هذا دليل على فساده وان محدث هذا الامر ابتغى لنفسه سبيلا غير سبيل المؤمنين وطريقا غير طريقهم ورغب بنفسه عنهم انهم لهم السباقون فقد تكلموا فيه بما يكفي ووصفوا منه ما يشفي يعني في في هذا الباب الذي تسأل عنه باب القدر تكلموا فيه بما يكفي ووصفوا منه ما يشفي اي في حدود النصوص وفي ضوء الادلة وسبق ان نقل في باب خاص بالمروي عن الصحابة ابي بكر وعمر وغيرهم من الصحابة اه سبق ان افرد الاجري رحمه الله في ذلك بابا خاصا جامعا كثير من المروي عن الصحابة رضي الله عنهم وارضاهم فتكلموا فيه بما يكفي ووصفوا منه ما يشفي فما دونهم مقصر وما فوقهم محسر ما دون الصحابة يعني من من من كان دون الصحابة بما صح عنه وثبت فهو مقصر وما فوقهم المتجاوز للحد الذي كان عليه الصحابة وما فوقه من محسر اي متجاوز الحد واقع في الغلو في دين الله والتجاوز لحدود الشريعة قوله فما دونه مقصر وما فوقه محسر يدل على ان الحق وسط بين الغلو والجفاء والافراط والتفريط هو الذي كان عليه الصحابة هو من اتبعهم باحسان لقد قصر عنهم قوم فجفوا وطمح عنهم اخرون فغلوا الناس حالهم مع ما كان عليه الصحابة على ثلاثة اقسام اوضحها رحمه الله الاول قوم قصروا عن الصحابة وهؤلاء جفاة اهل الجفاء وقوم طمحوا اي تجاوزوا حد الصحابة وهؤلاء غلاة وانهم بين ذلك لعلى هدى مستقيم هذا هو التوسط وانهم اي الصحابة ومن اتبعهم باحسان لعلى هدى مستقيم اي في وسط بين الغلو والجفاء فدين الله سبحانه وتعالى وسط. كذلك جعلناكم امة وسطا لا غلو ولا جفاء ولا افراط ولا تفريط قال كتبت تسألني عن القدر كتبت تسألني عن القدر على الخبير باذن الله سقط وهذا لا يقوله آآ رحمه الله تعالى تزكية لنفسه او تعظيما نفسه وانما يقول ذلك طمأنة للسائل بدرايته في هذا الامر وعلمه الواسع فيه ووقوفه على كلام الله وكلام رسوله وعليه الصلاة والسلام وكلام الصحابة رضي الله عنهم فيقول انا الخبير باذن الله سقط ولا بأس بذلك يعني لا بأس بذلك مثل ان تطرح مسألة في مجلس ما فيكون احد الحاضرين عنده علم واطلاع واسع فيقول هذه المسألة انا ملم بها وعندي اطلاع واسع فيها وقرأت فيها كذا وسألت كذا ويحدث عن نفسه لا لاظهار نفسه ومدحها والتعالي على الناس بذلك وانما لطمأنتهم بما سيقوله من جواب انه عن علم ودراية فيقول على الخبير باذن الله سقطت ما احدث المسلمون محدثة ولا ابتدعوا بدعة هي ابين امرا ولا اثبت من من امر القدر. اي في فساده فساد هذه المقالة وشناعتها وظهور بطلانها وامر القدر واظح وبين وثابت ودلائله بينة وامره ظاهر حتى انه كان قبل الاسلام يوجد في اهل الجاهلية من يثبت القدر ولهذا يقول لقد كان ذكره في الجاهلية الجهلاء يتكلمون به في كلامهم ويقولون به في اشعارهم يعزون به انفسهم عن مصائبهم ثم جاء الاسلام فلم يزده الا شدة وقوة جاء الاسلام بتثبيت هذا الامر وتقريره وذكر الدلائل كثيرة والشواهد العديدة علي وان الامور كلها بقدر ذكره النبي صلى الله عليه وسلم في غير حديث ولا حديثين ولا ثلاثة يعني ذكره في احاديث كثيرة جدا صحت عنه صلوات الله وسلامه عليه ومر طائفة كبيرة منها عند المصنف الامام الاجري رحمه الله تعالى فسمعه المسلمون من رسول الله صلى الله عليه وسلم فتكلموا به في حياته في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد وفاته يقينا وتصديقا وتسليما لربهم وتظعيفا لانفسهم ان يكونوا ان يكون شيء من الاشياء لم يحط به علمه ولم يحصي كتابه ولم ينفد فيه قدره فيقول كلهم مضوا على هذه الجادة تلقوا هذا الدين وهذه العقيدة من كتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام فامنوا بها ايمانا ويقينا وتصديقا وتسليما لرب العالمين وايضا تظعيفا لانفسهم ان يكون شيء من الاشياء لم يحط به علم الله ولم يحصي كتابه ولم ينفذ فيه قدره وهذه مراتب القدر فهم يؤمنون بالقدر بمراتبه العلم والكتابة والمشيئة والايجاد فلان قلتم قد قال الله في كتابه كذا وكذا ولم انزل الله تعالى اية كذا وكذا ان قلتم يعني ان قال اصحاب هذه البدعة نفاة القدر ان جاءوا بايات من القرآن يشبهون بها على الناس بحملها على غير مواضعها وانزالها في غير منازلها والاستدلال بها في غير ما دلت عليه ان قلتم جاء في كتاب الله كذا وكذا؟ ولم انزل الله تعالى اية كذا وكذا لقد قرأوا منه ما قد قرأتم يعني الصحابة هذه الايات وغيرها التي يلبس بايرادها هؤلاء على الناس ويشبهون بانزالها في غير منازلها يقول لقد قرأوا اي الصحابة منها من هذه الايات ما قد قرأتم وعلموا من تأويله ما جهلتم فهم ابصر واعلم بكتاب الله سبحانه وتعالى وعلموا من تأويله ما جهلتم ثم قالوا بعد ذلك يعني بعد قراءة هذه الايات التي اوردتموها وزعمتم انها تدل على نفي القدر الصحابة قرأوها وعندهم علم فيها خير من علمكم ومع قراءتهم لها قالوا رضي الله عنهم وارضاهم كتاب وقدر مع قراءتهم لهذه الايات قالوا كتاب وقدر يعني مؤمنون بان الامور مكتوبة ومقدرة كتب الشكوى وما يقدر يكن او ما يقدر يكن وما شاء كان وما لم يشأ لم يكن. لا نملك لانفسنا ضرا ولا نفعا. اي ان الصحابة كانت هذه حالهم قرأوا هذه الايات التي يزعم هؤلاء ان ان فيها دلالة على نفي القدر قرأها الصحابة وهم اعلم من هؤلاء وادرى بمعاني تلك الايات وامنوا هذا الايمان بان الامور كلها بقدر وان ما شاء الله كانوا وما لم يشأ لم يكن ولا يملك الانسان لنفسه نفعا ولا ضرا ثم بعد هذا الايمان رغبوا بعد ذلك ورهيبون اقبلوا على الله بالرغبة والرهبة وفعل الخيرات راغبين راهبين طامعين فيما عند الله وراجين فظله وراهبين منه وخائفين من من من عذابه وعقابه سبحانه وتعالى قال والسلام عليك ثم اجاب عن الشق الثاني من سؤاله قال كتبت الي تسألني عن الحكم فيهم. يعني هؤلاء النفاة للقدر فمن اوتيت به منهم فمن اوتيت به منهم فاوجعه ظربا اي ادبه بالظرب واستودعه الحبس وضعه في الحبس فان تاب من رأيه السوء والا فاضرب عنقه والا فاضرب عنقه. نعم قال محمد بن الحسين رحمه الله تعالى هذه حجتنا على القدرية كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. وسنة اصحابه والتابعين لهم باحسان وقول ائمة المسلمين مع تركنا للجدل والمراء والبحث عن القدر فانا قد نهينا عنه وامرنا بترك مجالسة القدرية والا نناظرهم ولا نفاتحهم على سبيل الجدل بل يهجرون ويهانون ويذلون ولا يصلى خلف واحد منهم ولا تقبل شهادته ولا يزوج واما رضا لم يعد وامات لم تحظر جنازته ولم تجب دعوته في وليمة ان كانت له. فان جاء مسترشدا ارشد على المعنى على معنى النصيحة له. فان رجع فالحمد لله وان عاد الى باب الجدل والمراء لم يلتفت اليه. وطرد حذر منه ولم يكلم ولم يسلم عليه. نعم يعني هذه خلاصة بعد ان ساق النصوص والادلة من كتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام وبعد ان ساق الاثار المروية عن الصحابة وعن التابعين لهم باحسان وختم ذلك بفصل او باب اورد فيه سيرة عمر ابن عبد العزيز رحمه الله تعالى في القدرية بعد ان ساق ذلك كله قال هذا هذه حجتنا على القدرية الاشارة في قوله هذه الى جميع الابواب المتقدمة من اول باب اه افتتح به الكلام على القدر الى هذا الموضع. هذه حجتنا على القدرية كتاب الله لانه بدأ بسوق الادلة من القرآن وسنة رسوله وهذي عقد فيها ابواب عديدة واصحابه وهذا عقد فيه بابا مطولا بدأه بالاثار التي عن ابي بكر وعمر رضي الله عنهما والتابعين لهم باحسان وهذا ايضا عقد له بابا مطولا وقول ائمة المسلمين مع تركنا للجدل والمراء مع تركنا للجدل والمراء وذكر الطريقة التي يعامل بها القائلين بالقدر ولا سيما المتعنتين الدعاة لهذه العقيدة اهل الشبهات والجدل والخصومات فبين الطريقة التي يعامل بها هؤلاء ثم بين رحمه الله ان كان جاء شخص من هؤلاء مسترشدا لا مجادلا فهذا له طريقة اخرى اما المجادل فانه يقطع من اول الامر حتى لا يا يؤثر على الناس بشبهاته وضلالاته وبدعه وينهى عن مجالسته اه المجادلة معه ينهى عن ذلك لانه باب شر وفساد واما اذا جاء مسترشدا اذا جاء مسترشدا فيقول ارشد على معنى النصيحة له. ارشد على معنى النصيحة له. يرشد وينصح ويبين له النصوص لعل الله سبحانه وتعالى ان يهديه ومر معنا ان بعظهم باية واحدة هدي باية واحدة بينت له هدي هداه الله سبحانه وتعالى وشرح صدره للحق والهدى قال فان رجع فالحمد لله وان عاد الى باب الجدل والمراء لم يلتفت اليه وطرد وحذر منه ولم يكلم ولم يسلم عليه ثم عقد رحمه الله تعالى بابا في ترك البحث والتنقير عن النظر في امر القدر كيف ولما بل الايمان به والتسليم ونسأل الله الكريم رب العرش العظيم ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين وان يهدينا اليه صراطا مستقيما وان يغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا ولولاة امرنا والمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا. اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه جزاكم الله خيرا