الحمد لله رب العالمين صلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الامام ابو بكر محمد بن الحسين الاجري رحمه الله تعالى حدثنا ابو جعفر احمد بن يحيى الحلواني قال حدثنا خلف بن هشام البزار قال حدثنا ابو شهاب يعني الحناط عن الاعمش عن عن خيثم وعمارة بن عمير عن مسروق قال دخلت انا وابو عطية على عائشة رضي الله تعالى عنها فقلنا لها يا ام المؤمنين ان ابا عبد الرحمن يعني ابن يعني ابن مسعود يقول من احب لقاء الله احب الله لقاءه ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه فاينا يحب الموت فقالت يرحم الله ابن ام عبد حدث او حدث اول الحديث وامسك عن اخره ثم انشأت تحدث فقالت اذا اراد الله بعبد خيرا بعث اليه ملكا قبل موته بعام يسدده ويوفقه حتى يموت وعلى خير على خير احايينه حتى يموت على خير احايينه فيقول الناس مات فلان على خير احايينه فاذا حضر ورأى ما اعد له جعل يتهوع نفسه من الحرص على ان تخرج هناك احب الله لقاء هناك احب لقاء الله واحب الله لقاءه واذا اراد بعبد غير ذلك قيد له شيطانا قبل موته يغويه ويصده حتى يموت على شر احايينه. فيقول الناس مات على شر احايينه فاذا حضر ورأى ما اعد ما اعد له جعل يبتلع نفسه كراهية ان تخرج هناك كره لقاء الله وكره الله لقاءه قال واخبرني الفريابي قال اخبرنا عثمان بن ابي شيبة قال حدثنا جرير ابن عبد الحميد عن الاعمش عن خيثمة ابن عن ابي عطية قال دخلت انا ومسروق على عائشة رضي الله تعالى عنها فذكرنا لها قول عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه من احب لقاء الله احب الله لقاءه ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه فقالت عائشة يرحم الله ابا عبدالرحمن حدثكم اول الحديث ولم تسألوه عن اخره. وساحدثكم عن ذلك ان الله تعالى اذا اراد بعبده خيرا قيض له قبل موته ملكا يسدده ويبشره حتى يموت وهو على خير ما كان قولوا الناس مات فلان على خير ما كان فاذا حضر ورأى ثوابه من الجنة فجعل يتهوع نفسه ود لو خرجت نفسه فذلك حين احب لقاء الله واحب الله لقاءه واذا اراد بعبد شرا قيض له شيطانا قبل موته بعام فجعل يفتنه ويظله حتى يموت شر ما كان ويقول الناس مات فلان شر ما كان فاذا حضر ورأى منزله من النار فجعل يبتلع نفسه ان تخرج هناك حين كره لقاء الله وكره الله لقاءه بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد هذا الاثر الذي يرويه ابو عطية ومسروق في الاسناد الاول من رواية مسروق وفي الاسناد الثاني من رواية ابي عطية في قصة دخولهما على ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها وسؤالهما لها عن قول النبي صلى الله عليه وسلم من احب لقاء الله احب الله لقاءه ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه واستشكل ذلك من جهة ان المرء يكره الموت فظن ان هذه الكراهة للموت يتناولها هذا المعنى الذي في هذا الحديث من احب لقاء الله احب الله لقاءه ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه فظن ان هذا يتناوله هذه الكراهة للقاء الله سبحانه وتعالى فدخل على ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها وسألاها وفي هذا من الفائدة ان الرجوع الى اهل الفقه والبصيرة بدين الله سبحانه وتعالى يزول بهما يرد من اشكال او يطرأ من اشتباه قال فقلنا لها يا ام المؤمنين ان ابا عبد الرحمن يعني ابن مسعود يقول من احب لقاء الله احب الله لقاءه ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه وهذا صح مرفوعا الى النبي عليه الصلاة والسلام عن غير واحد من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مخرج في الصحيحين وغيرهما فقالت رضي الله عنها يرحم الله ابن ام عبد يرحم الله ابن ام عبد يعني ابن مسعود رضي الله عنه وهذا ايضا فيه من اللطف والرفق وجمال الخلق الذي ميز الله سبحانه وتعالى به اصحاب النبي الكريم صلوات الله وسلامه وبركاته عليه ورضي الله عنهم اجمعين قال تحدث اول الحديث وامسك عن اخره فانظر لطفها في هذا التنبيه حيث دعت له بالرحمة ثم نبهت على ما جاء مما يدفع ويدرأ هذا الاشكال الوارد فقالت يرحم الله ابن ام ابن ام عبد حدث اول حديث وامسك عن اخره ثم انشد تحدث فقالت اذا اراد الله بعبد خيرا بعث اليه ملكا قبل موته بعام اراد الله بعبد خيرا بعث اليه ملكا قبل موته بعام يسدده ويوفقه حتى يموت على خير احاينا يعني خير احواله فيقول الناس مات على خير احايينه وهذا الذي ذكرت رضي الله عنهما عنها يشهد له الواقع في قصص كثيرة باحوال الصالحين تجد ان الناس يتحدثون عن سير عنه قبل وفاته مثل ان يذكروا كتابته للوصية او يذكر سداده لديون عليه او يذكر اعمال بر بادر بها او يذكر نصائح قدمها لولده كأنها وصايا مودع الى اخبار كثيرة من هذا القبيل وهي من التسديد والتوفيق لله توفيق الله سبحانه وتعالى لعبده الصالح الذي اراد الله سبحانه وتعالى به خيرا فيكون في هذه الايام او الشهور الاخيرة من حياته مسددا موفقا غير متعلق الدنيا ومتخلص من ارتباطاتنا وحقوق او التزامات او غير ذلك وهذا كله من تسديد الله حتى ان الناس ليتحدثون في هذا المقام كثيرا يقولون كانه سبحان الله يشعر انه سيموت. كثير ما يتحدث الناس بهذا يقول كانه يشعر انه سيموت او انها دنت منيته. والامر انما هو تسديد الله لعبده تسديد الله لعبده المؤمن وتوفيقه له بحيث يخرج من هذه الحياة اه مسددا موفقا ان كانت حقوق تخلص منها ان كان اعمال بر بادر اليها انجزها بخلاف الاخر الذي لا يزال يسوف ويؤجل ويؤخر الى ان تقبض روحه وهو مسوفا ومؤجلا ومؤخرا اداء الحقوق او القيام باعمال البر وما الى ذلك قالت رضي الله عنها فاذا حضر يعني حضره الموت ورأى ما اعد له جعل يتهوع نفسه يعني يريد ان تخرج نفسه حبا للقاء الله في تلك الحال حرصا على ان تخرج هنا ان تخرج ان تخرج اي نفسه. هناك احب لقاء الله واحب الله لقاءه رضي الله عنها تشير الى ان المراد بحب لقاء الله اي عند مجيء الموت المراد بحب لقاء الله اي عند مجيء الموت فالمؤمن اذا جاءت الملائكة لقبظ روحه يكون في تلك الحال مستبشرا ومقبلا مثل ما وصفت رضي الله عنها يتهوى نفسه التهوع مثل التقيؤ يريد ان تخرج نفسه من فرحه وحبه اه للقاء الله سبحانه وتعالى ولكونه اعماله وفقه الله وسدده للقيام بها وتكميلها فيتهوأ نفسه من الحرص على ان تخرج. قالت هناك احب لقاء الله واحب الله لقاءه. ولهذا في قصة شبيهة بهذه بين ابي هريرة رضي الله عنه عائشة رضي الله عنها لما ذكر لها الحديث مستشكلا والحديث في صحيح مسلم القصة في صحيح مسلم فقالت رضي الله عنها لابي هريرة ليس بالذي تذهب اليه ليس بالذي تذهب اليه ولكن اذا شخص البصر وحشرج الصدر واقشعر الجلد وتشنجت الاصابع يعني لحظات الموت فعند ذلك من احب لقاء الله احب الله لقاءه ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه قالت واذا اراد بعبد غير ذلك قيظ له شيطانا قبل موته يغويه ويصده حتى يموت على شر احايينه فيقول الناس مات فلان على شر احايينه فاذا حضر ورأى ما اعد له جعل يبتلع نفسه يعني ما يريد ان تخرج نفسه كراهية ان تخرج يبتلع نفسه يحاول منع نفسه روحه من ان تخرج نفسه المراد بها الروح فيبتلع نفسه ويبتلع روحه ما يريد ان تخرج كراهية للقاء الله فحينئذ من كره لقاء الله كره الله لقاءه ففسرت رضي الله عنها في هذه القصة وايضا في القصة التي اه اوردها مسلم في الصحيح بان المعنى هنا عند حضور المنية ودنو الاجل وقرب الموت نعم قال رحمه الله تعالى حدثنا ابو محمد جعفر بن احمد بن عاصم الدمشقي قال حدثنا احمد بن ابي الحواري قال حدثنا الشاهد من القصة التشديد والتوفيق لموضوع الايمان بالقدر تسديد الله سبحانه وتعالى لعبده وتوفيقه. نعم قال رحمه الله تعالى حدثنا ابو محمد جعفر بن احمد بن عاصم الدمشقي قال حدثنا احمد بن ابي الحواري قال حدثنا عبد الله ابن حجر قال قال عبدالله بن المبارك يعني لرجل سمعه يقول ما اجرأ فلانا على الله فقال لا تقل ما اجرأ فلانا على الله فان الله تعالى اكرم من ان يشترأ عليه ولكن قل ما اغر فلانا بالله قال فحدثت به ابا سليمان الداراني فقال صدق ابن المبارك الله تعالى اكرم من ان يشترأ عليه ولكنهم هانوا عليه فتركهم ومعاصيه ولو كرموا عليه لمنعهم منها نعم ثم اورد رحمه الله تعالى هذا الخبر في كراهية آآ عبد الله بن مبارك وهو من علماء التابعين رحمه الله تعالى لهذا اللفظ ما اجرأ فلان على الله او فلان جريء على الله او ما اشد جرأته على الله او انهم لجريئون على الله او نحو ذلك نهى عن ذلك قال لا تقل ما اجرأ فلانا على الله ثم علل النهي رحمه الله تعالى بقوله فان الله اكرم من ان يتجرأ عليه فان الله اكرم من ان يتجرأ عليه ولكن قل ما اغر فلان بالله ما اغر فلان بالله اي ما اشد غفلته اضعف تعظيمه لله سبحانه وتعالى فهو في غفلة وعدم معرفة بالله سبحانه وتعالى ما اغر فلان اي ما اجهله اه اظعف معرفته بالله سبحانه وتعالى فوجدت عنده هذه اه هذا الاندفاع وهذا التهور وهذه المقولات الاثمة فنهى عن ذلك وقال قل ما اغر فلان بالله ما اغر فلان بالله وهذا ارشاد الى لفظ اولى من لفظ وكلمة افظل من كلمة لان الجرأة هي الاقدام والجرأة معناها الاقدام والاندفاع فقال الله اكرم من ان يتجرأ علي ولكن قل ما اغر فلان بالله وفعلا حقيقة الامر ان عدم هذه المعرفة بالله وعدم التعظيم بالله وعدم المعرفة والادراك لعظمة الله هي التي توجد مثل هذا التهور ومثل هذا الاندفاع ومثل الاقوال الاثمة والكلمات الباطلة نابعة من غرة وجهل بالله سبحانه وتعالى وبعظمته فلا يكون العبد ممن قدر ربه سبحانه وتعالى حق قدره قال فحدثت به ابى سليمان الداراني فقال صدق ابن المبارك الله تعالى اكرم من ان يجتر عليه ولكن ولكنهم هانوا عليه وهذا موطن الشاهد من ايراد آآ هذا الخبر هنا ولكنهم هانوا عليه فتركهم ومعاصيهم فتركهم ومعاصيهم ولو كرموا عليه لمنعهم منها وهذا فيه الايمان بالقدر لو كرموا عليه لمنعهم منها لكنهم هانوا عليه والله سبحانه وتعالى يقول ومن يهن الله فما له من مكر نعم قال رحمه الله تعالى وحدثنا ابو محمد يحيى بن محمد بن صاعد قال حدثنا الحسين بن الحسن المروزي قال اخبرنا ابن المبارك قال اخبرنا شريك عن سالم عن سعيد ابن جبير في قول الله تعالى اولي الايدي والابصار. قال الايدي القوة في العمل والابصار بصرهم ما هم فيه بصرهم ما هم فيه من دينهم قال رحمه الله تعالى وحدثنا ابو محمد يحيى بن محمد بن صاعد قال حدثنا الحسين بن الحسن المروزي قال اخبرنا ابن المبارك قال اخبرنا شريك عن سالم عن سعيد بن جبير في قول الله تعالى اولي الايدي والابصار. قال الايدي القوة في العمل والابصار بصرهم ما هم فيه من دينهم نعم يعني هنا هذا الاثر عن سعيد بن جبير رحمه الله تعالى في تفسير قول الله عز وجل اولي الايدي والابصار قل الايدي وان المراد بالايدي القوة ومنه قول الله سبحانه وتعالى والسماء بنيناها بايد وانا لموسعون ايد اي قوة اي دين اي قوة ليست جمع يد وانما هي مصدر للفعل ايدا اي قوي يقوي قوة الايدي القوة الايد القوة وقوله اولي الايدي والابصار اي اولي القوة على العمل وقوله والابصار بصرهم بما هم فيه من دينهم وهذا هو الشاهد قول بصرهم وهذا فيه اثبات القدر وان ابصار المرء لطريق الحق ولزومه له انما هو بتبصير الله سبحانه وتعالى له وتوفيقه وتسديده. نعم قال محمد بن الحسين رحمه الله تعالى فان اعترض بعض هؤلاء القدرية بتأويله الخطأ فقال قال الله تعالى ما اصابك من حسنة فمن الله وما اصابك من سيئة فمن نفسك فيزعم ان السيئة من نفسه دون ان يكون الله تعالى قضاها وقدرها عليه قيل له يا جاهل ان الذي انزلت عليه هذه الاية هو اعلم بتأويلها منك. هو الذي بين لنا جميع ما تقدم له من اثبات القدر وكذلك الصحابة الذين شاهدوا التنزيل رضي الله عنهم هم الذين بينوا لنا ولك اثبات المقادير لكل ما هو لكل ما هو كائن من خير او شر وقيل له لو عقلت تأويلها لم تعارض بها ولعلمت ان الحجة عليك لا لك فان قال كيف؟ قيل له قوله تعالى ما اصابك من حسنة فمن الله وما اصابك من سيئة فمن نفسك اليس الله تعالى اصابه بها خيرا كان او شراء؟ فاعقل يا جاهل. اليس قال الله تعالى نصيب برحمتنا من نشاء وقال تعالى او لم يهد للذين يرثون الارض من بعد اهلها ان لو نشاءوا اصبناهم بذنوبهم ونطبع على بهم فهم لا يسمعون. وقال تعالى ما اصاب من مصيبة في الارض ولا في انفسكم الا في كتاب من قبل ان نبرأها ان ذلك على الله يسير وهذا في القرآن كثير الا ترى ان الله تعالى يخبرنا ان كل مصيبة تكون بالعباد من خير او شر فالله يصيبهم بها وقد كتب مصائبهم في علم قد سبق وجرى به القلم على حسب ما تقدم ذكرنا له فاعقلوه يا مسلمون فان القدري محروم من التوفيق وقد روي ان هذه الاية التي يحتج بها القدري في قراءة عبد الله بن مسعود وابي ابن كعب ما اصابك من حسنة فمن الله وما اصابك من سيئة فمن نفسك وانا كتبتها عليك قال اخبرنا ابو عبد الله احمد بن الحسن بن عبدالجبار الصوفي قال حدثنا محمد بن بكار قال حدثنا اسماعيل ابن عياش عن عبد الوهاب ابن مجاهد عن ابيه قال في قراءة عبد الله وابي ما اصابك من حسنة فمن الله وما اصابك من سيئة فمن نفسك وانا كتبتها عليك اه اورد الامام الاجري رحمه الله تعالى هذا الاعتراظ من بعظ القدرية نفاة القدر والاعتراض الذي اورده هؤلاء مبني على سوء الفهم لكلام الله والخطأ في تأويل كلامه سبحانه وتعالى وهو استدلالهم بقول الله عز وجل ما اصابك من حسنة فمن الله وما اصابك من سيئة فمن نفسك فيزعم اي القدر ان السيئة من نفسه دون ان يكون الله قضاها وقدرها هذا فهمه للاية. وما اصابك من سيئة فمن نفسك يفهم القدرية هذه الاية ان المراد بقوله وما اصابك من سيئة فمن نفسك اي ما وقعت فيه من ذنوب ومعاصي فمن نفسك دون ان يكون الله قضاها وقدرها هذا فهمهم لي الاية وهو كما وصف رحمه الله تعالى تأويل خاطئ وفاسد لكلام الله سبحانه وتعالى وحمل لكلام الله على غير ما يدل عليه ثم انظر الجواب المسدد الوافي الجامع الذي اجاب به رحمه الله تعالى عن هذه الشبهة وهو جواب يصلح ان يكون قاعدة في رد كل شبهة في تأويل كلام الله ولننتبه لهذا ما ذكره رحمه الله تعالى يعد جوابا جامعا صالحا لرد كل شبهة فيها تأويل خاطئ لكلام الله سبحانه وتعالى. يقول رحمه الله يا جاهل ان الذي انزلت عليه هذه الاية هو اعلم بتأويلها منك هو الذي بين لنا جميع ما تقدم ذكرنا له من اثبات القدر هذه الاية التي تستدل بها على نفي القدر الذي انزلت عليه صلوات الله وسلامه عليه اعلم بها منك وهو الذي اثبت في النصوص المتقدمة كلها الايمان بالقدر وكذلك الصحابة الذين شاهدوا التنزيل رضي الله عنهم هم الذين بينوا لنا ولك اثبات المقادير لكل ما هو كائن من خير او شر في نصوص صريحة وواضحة وساق رحمه الله تعالى جملة كبيرة منها فهذا يعتبر هذا الرد يعتبر قاعدة جامعة في رد كل شبه في تأويل خاطئ لكلام الله سبحانه وتعالى ثم اخذ يبين المعنى الصحيح للاية اولا دفعها بهذا الكلام الجامع ثم اخذ يبين المعنى الصحيح للاية وهنا ايضا ينبغي ان يلاحظ امرا غاية في الاهمية في هذا الباب ان الحسنة هنا والسيئة ليس المراد بها الطاعة والمعصية ليس المراد بها الطاعة والمعصية لان الحسنة والسيئة في القرآن تارة تأتي ويراد بها الطاعة والمعصية من جاء بالحسنة فله خير منها ومن جاء بالسيئة فلا يجزى الا مثلها المراد هنا بالحسنة الطاعة والسيئة المعصية من جاء بالحسنة فله خير منها ومن جاء بالسيئة فلا يجزى الا مثله. المراد هنا بالحسنة والسيئة او المعصية لكن هنا في هذه الاية ولها نظائر ليس المراد بالحسنة الطاعة وليس المراد بالسيئة المعصية وانما المراد بالحسنة النعمة والمراد بالسيئة المصيبة المراد بالحسنة النعمة والمراد بالسيئة المصيبة. ما اصابك من حسنة فمن الله كقوله تعالى وما بكم من نعمة فمن الله لقوله تعالى وما بكم من نعمة فمن الله. قوله ما اصابك من حسنة فمن الله نظير قوله وما بكم من نعمة فمن الله اي هي فضل الله عليكم ومنته سبحانه وتعالى ما اصابك من حسنة من صحة وعافية ومال ورزق وتجارة وولد وغير ذلك فمن الله اي نعمة الله عليك وفضله سبحانه وتعالى وما اصابك من سيئة وما اصابك من سيئة اي ما اصابك من مصيبة وشدة فمن نفسك اي فبسبب ذنوبك مثل قول الله تعالى فكلا اخذنا بذنبه ومثل قوله مما خطيئاتهم اي بسبب خطيئاتهم اغرقوا وما اصابك من سيئة فمن نفسك اي ما اصابك من مصيبة وعقوبة اه بلية فمن نفسك اي بسبب نفسك بسبب ذنوبك وخطاياك التي اوجبت لك حصول هذه العقوبة هذا معنى الاية ما اصابك من حسنة فمن الله وما اصابك من سيئة فمن نفسك. فهؤلاء حملوها على غير محملها قال رحمه الله تعالى فان قال الى وقيل له لو عقلت تأويله لم تعارظ بها ولعلمت ان الحجة عليك لا لك لعلمت ان الحجة عليك لا لك قال كيف ذلك؟ ثم اخذ يسوق ايات من القرآن الكريم توضح هذا المعنى وهذا من تفسير القرآن بالقرآن وهذه طريقة معروفة عند السلف رحمة الله عليهم ايضا اوضح ان ان هذه النصوص اشتملت التي ذكرت الحسنات والسيئات اشتملت على ان الامر بقدر الله وانها امور كتبها الله وانها بمشيئة الله كما هو واضح في الايات التي ساقها رحمه الله تعالى ولهذا قال وهذا في القرآن كثير الا ترى ان الله تعالى يخبرنا ان كل مصيبة تكون بالعباد من خير او شر فالله يصيبهم بها فالله يصيبهم بها وقد كتب مصائبهم في علم قد سبق فانظر فسر الاية المصيبة آآ ما اصاب من مصيبة يعني ما يصيب العبد من شر وبلاء وان الله هو الذي يصيبهم بها وقد كتب مصائبهم في علم قد سبق وجرى به القلم على حسب ما جاء في الايات التي ساقها رحمه الله تعالى قال فاعقلوا ذلك يا مسلمون فان القدر محروم من التوفيق محروم من التوفيق بل لا يسأل الله التوفيق كما مر معنا. نعم اليس كذلك؟ بلى القدر محروم من التوفيق وهو اصلا لا يسأل الله التوفيق. هو لا يسأل الله بل ان اذا رأى احد يقول اللهم وفقني ماذا يقول له مثل ما مر معنا قال انت ممن يدعو بهذا؟ يعني ينكرون على من يسأل الله الهداية ويسأل الله التوفيق لان لان بزعمهم الباطل الفاسد ان مشيئة الله لا علاقة لها بافعال العبد وان العبد هو الذي يخلق فعل نفسي ولهذا لا يوجد في اه فيما عند القدرية دعاء لله بالتوفيق والتسديد والهداية والمعونة كل هذه لا لا لا وجود لها عندهم لانها امور مصادمة تماما آآ المعتقد فهم محرومون من آآ التوفيق كما ذكر رحمه الله تعالى قال وقد روي ان هذه الاية التي يحتج بها القدر فكرات عبد الله ابن مسعود وابي ابن كعب ما اصابك من حسنة فمن الله وما اصابك من سيئة فمن نفسك وانا كتبتها عليه وهذا الشاهد من ايراد هذه القراءة وانا كتبت عليك اي ان المصائب مكتوبة ومقدرة نعم قال رحمه الله تعالى اخبرنا في ريابي قال حدثنا قتيبة بن سعيد وعبد الاعلى بن حماد قال حدثنا المعتمر بن سليمان عن حميد الطويل عن ثابت عن الحسن بن علي رضي الله عنهما قال قضي القضاء فالقلم وامور تقضى في كتاب قد خلا نعم في هذا الاثر عن الحسن ابن علي رضي الله عنهما اه ان الامور بقضاء الله قضي القضاء وجف القلم جف القلم اي بما هو كائن الى يوم القيامة لان الله اول ما خلق القلم اه قال له اكتب قال وما وما اكتب؟ قال اكتب ما هو كائن الى يوم القيامة فجف القلم بما هو كائن الى يوم القيامة فكل ما يكون ويقع من خير او شر من مصائب او نعم او غير ذلك فقد جف به القلم ان ذلك في كتاب وامور تقضى في كتاب قد خلا لكتاب قد خلا يعني مظى وكتب فيه ما هو كائن الى يوم القيامة. نعم قال رحمه الله تعالى اخبرنا في ريابي قال حدثني ابو بكر محمد بن اسحاق قال اخبرني اصبغ ابن الفرج قال اخبرني ابن وهب قال اخبرني يونس ابن يزيد عن ابن شهاب عن ابي سلمة ابن عبد الرحمن عن ابي هريرة رضي الله عنه قال اتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت اني رجل شاب وانا اخاف على نفسي العنات ولا اجد ما اتزوج به النساء فاذن لي اختصي. قال فسكت عني. قال ثم قلت مثل ذلك فسكت عني ثم قلت مثل ذلك فسكت عني ثم قلت مثل ذلك فقال النبي صلى الله عليه وسلم يا ابا هريرة قد جف القلم بما انت لاق فاختص على ذلك او ذر هذا هذا الاثر او هذا الحديث في قصة مجيء ابي هريرة الى النبي عليه الصلاة والسلام وخوفه على نفسه العنت وخوفه على نفسه العنت لانه آآ قليل ذات اليد وفقير وليس عنده مال يتزوج فيعف نفسه فيخاف على نفسه العنت العنت الشدة آآ المشقة خشي على نفسه العنت وليس عنده مال يتزوج به فيعف نفسه فاستأذن من النبي عليه الصلاة والسلام في ان يختصي بان يختصي الاختصاص هو اجراء شيء للخصيتين حتى يتعطل اه تتعطل الشهوة فيصبح الرجل لا شهوة له في النساء تتعطل فيه الشهوة عندما يختصي فاستأذن من النبي عليه الصلاة والسلام في ذلك. قال اذن لي ان اختصي. قال فسكت عليه الصلاة والسلام. قال ثم قلت مثل ذلك فسكت عني ثم قلت مثل ذلك فسكت عني وهذا السكوت كراهية هذه المسألة وهذا الطلب فثم قال قلت مثل ذلك فقال النبي عليه الصلاة والسلام يا ابا هريرة قد جف القلم قد جف القلم بما انت لاق اختص على ذلك او ذر وقوله عليه الصلاة اختص ليس امرا ولا حثا ولا ترغيبا في آآ في ذلك وايضا قوله اختص او ذر ليس تخييرا افعل هذا او ذا ايهما احببت افعل لا حرج ليس هذا المراد وانما المراد التوبيخ يقول هذا امر مقدر هذا امر مقدر يعني ما هو كائن مقدر فلا يفعل المرء يعني اه امورا مضرة امورا اه آآ شديدة امورا فيها قسوة على نفسه فيها اضرارا لا يفعل ذلك لكنه يجاهد نفسه ويتقي ربه سبحانه وتعالى ويسأل الله سبحانه وتعالى من واسع فضله وجزيل منه. قال يا ابا هريرة قد جف القلم بما انت لا فاختص على ذلك او ذر وهذا ايضا من فائدته عظم اثر الايمان بالقدر واستحضاره هي مداواة النفوس نعم قال محمد ابن الحسين رحمه الله تعالى اعلموا رحمنا الله واياكم ان الله تعالى ذكره امر العباد باتباع صراطه المستقيم والا يعرج عنه يمينا ولا شمالا فقال تعالى ذكره وان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون. ثم قال تعالى لمن شاء منكم ان يستقيم. ففي الظاهر انه جل ذكره امرهم بالاستقامة واتباع سبيله. وجعل في الظاهر اليهم المشيئة. ثم اعلمهم بعد ذلك انهم لن انكم لن تشاؤوا الا ان اشاء ثم اعلمهم بعد ذلك انكم لن تشاءوا الا ان اشاء انا لكم ما فيه هدايتكم. وان مشيئتكم تبع لمشيئتي. فقال تعالى وما تشاؤون الا ان يشاء الله رب العالمين. فاعلمهم ان مشيئتهم تبع لمشيئته عز وجل وقال عز وجل قل لله المشرق والمغرب يهدي من يشاء الى صراط مستقيم. وقال تعالى كان الناس امة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين. وانزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا وما اختلف فيه الا الذين اوتوه من بعد ما جاءتهم البينات بغيا بينهم فهدى الله الذين امنوا بما اختلفوا فيه من الحق باذنه والله يهدي من يشاء الى صراط مستقيم. نعم يعني هذه الايات فيها ان مشيئة العبد هي اثبات المشيئة للعبد وان مشيئة العبد تبع لمشيئة الله سبحانه وتعالى. فالله امر عباده بالاستقامة وحذرهم من اتباع السبل التي تتفرق بهم عن سبيله ونهاهم عن الانحراف والاعوجاج عن الصراط المستقيم قال جل وعلا بعد ذلك لمن شاء منكم ان يستقيم لمن شاء منكم ان يستقيم بين لهم طريق الاستقامة ثم اخبر ان العبد عنده مشيئة هداه النجدين طريق الخير وطريق الشر. ثم قال لمن شاء منكم ان يستقيم. ففي الظاهر انه جل وعلا امرهم بالاستقامة واتباع سبيله وجعل في الظاهر اليهم المشيئة لمن شاء منكم ان يستقيم ثم اعلمهم بعد ذلك انكم لن تشاؤوا الا ان اشاء انا لكم ما فيه هدايتكم وان مشيئتكم تبع لمشيئتي وما تشاؤون الا ان يشاء الله وما تشاؤون الا ان يشاء الله فهذا فيه اثبات المشيئة للعبد ولكنها ليست مشية منفصلة وانما اه او منفكة وانما هي مشيئة اه تبع لمشيئة الله وما تشاؤون الا هي ليست مشيئة مستقلة عبارة ادق ليست مشيئة مستقلة وانما هي مشيئة هي تبع لمشيئة الله سبحانه وتعالى فاعلمهم ان مشيئتهم تبع لمشيئته عز وجل. ثم اورد بعض الايات فيها ان الامر آآ كله بمشيئة الله يهدي من يشاء الى صراط مستقيم والله يهدي من يشاء الى صراط مستقيم ومرة اه تتبعت في القرآن الكريم الايات التي فيها اثبات المشيئة يرزق من يشاء يعز من يشاء يذل من يشاء يرحم من من يشاء يغفر لمن يشاء يعذب من يشاء يهب لمن يشاء الايات التي من هذا القبيل فجاوزت الاربع مئة يعني اربع مئة جاوزت الاربع مئة موظع فيها اثبات ان الامور كلها بالمشيئة الهداية والعز والذل والفقر والغنى والرحمة والهداية وغير ذلك يهدي من يشاء يعز من يشاء يرحم من يشاء يهب لمن يشاء يغفر لمن يشاء اه الى غير ذلك ايات اه فيها ربط الامور بالمشيئة وان الامور كلها بمشيئة الله فجاوز تجاوزت الاربع مئة جاوزت الاربع مئة موظع في كتاب الله سبحانه وتعالى نعم قال محمد بن الحسين رحمه الله تعالى انقطعت حجة كل قدري قد لعب به الشيطان فهو في غيره يتردد. والحمد لله الذي عافانا مما ابتلاهم به وبعد فقد اجتهدت وبينت في اثبات القدر بما قال الله عز وجل وبما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم المبين عن الله عز وجل ما انزله في كتابه وذكرت قول اصحابه رضي الله عنهم وقول التابعين وكثيرا من ائمة المسلمين على من الكتاب والسنة فمن لم يؤمن بهذا فهو ممن قال الله تعالى فيهم ولو اننا نزلنا اليهم الملائكة وكلمهم الموتى وحشرنا عليهم كل شيء قبلا ما كانوا ليؤمنوا الا ان يشاء الله ولكن اكثرهم يجهلون تم الجزء السادس من كتاب الشريعة بحمد الله ومنه صلى الله على رسوله سيدنا محمد النبي واله وسلم ويتلوه الجزء السابع من الكتاب ان شاء الله وبه الثقة هذه خاتمة هذا الجزء وفيه بيان موسع وايظاح مطول وتفصيل نافع فيما يتعلق الايمان بالقدر ورتبه ايضا ترتيبا بديعا آآ فذكر الدلائل من القرآن ثم الدلائل من السنة ثم المروي عن الصحابة ثم النقولات الكثيرة التي ساقها عن التابعين ومن تبعهم باحسان ثم ايضا في ثنايا ذلك ذكر الحجج القاطعة لشبه القدرية النفاة وابطال قولهم وبيان فساد ما هم عليه فذكر في خاتمة هذه الابواب الكثيرة ان ما تقدم به انقطعت حجة كل قدر انقطعت كل حجة كل قدر ما بقي لهم متعلق لان هذه نصوص واضحة وافية ببيان الامر وما يتمسكون ويتعلق بشبهة جاء عليه عليها بالنقض فيما تقدم رحمه الله تعالى في ثنايا هذه الابواب فانقطعت حجة كل قدر قد لعب به الشيطان فهو في غيه يتردد ثم انظر يعني هذا الحمد وما اجمله في هذا الموطن. قال رحمة الله عليه والحمد لله الذي عافانا مما ابتلاهم به والحمد لله الذي عافانا مما ابتلاهم به والعبد الذي اكرمه الله سبحانه وتعالى بالسنة ومن عليه بلزوم الحق وهداه الى الصراط المستقيم وسلمه من طريق الغي والجهل والجهل يحمد الله الذي عافاه مما ابتلى به غيره من ضلال وباطل وانحراف عن صراط الله المستقيم فهو رحمه الله تعالى لما انهى الرد عليهم ذكر نعمة الله سبحانه وتعالى فحمد الله على ذلك قال الحمد لله الذي عافانا مما ابتلاهم به قال رحمه الله وبعد يعني بعد هذا البيان لمسألة الايمان بالقدر فقد اجتهدت وبينت في اثبات القدر بما قال الله هذا في الابواب الاولى وبما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الابواب التي تليها المبين عن الله عز وجل ما انزله في كتابه وذكرت قول اصحابه رضي الله عنهم وقول التابعين وهذا في الابواب التي تلي الابواب المتعلقة بالسنة وكثير من ائمة المسلمين على معنى الكتاب والسنة فمن لم يؤمن يعني بعد هذا الجمع الطويل وهذا الايراد الوافي وهذه النصوص الكثيرة. فمن لم يؤمن بهذا فهو ممن قال الله فيهم ولو اننا نزلنا اليهم الملائكة وكلمهم الموتى وحشرنا عليهم كل شيء قبلا ما كانوا ليؤمنوا الا ان يشاء الله ولكن اكثرهم يجهلون وبهذا ختم رحمه الله تعالى فهذا الباب نسأل الله عز وجل الكريم رب العرش العظيم ان يجزي الامام محمد ابن الحسين الاجري خير الجزاء على هذا النصح وهذا البيان وان ينفعنا بمنه وكرمه بما علمنا وان يزيدنا علما وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا ولولاة امرنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه جزاكم الله خيرا