نعم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الامام ابو بكر محمد بن الحسين الاجري رحمه الله تعالى فاما ما تأدى الينا من التفسير في بعض ما تلوته مما حظرني ذكره فانا اذكره ان شاء الله ثم اذكر السنن الثابتة في النظر الى الله تعالى مما تقوى به قلوب اهل الحق تقر به اعينهم تذل به نفوس اهل الزيغ وتسخن به وتسخن وتسخن به اعينهم في الدنيا والاخرة ولا حدثنا شعيب قال حدثنا ابو شعيب عبد الله بن الحسن الحراني قال حدثنا محمد بن حاتم قال اخبرنا علي بن عاصم قال اخبرني موسى بن عبيدة عن محمد ابن كعب القرظي في قول الله تعالى وجوه يومئذ ناظرة الى ربها ناظرة قال نضر الله تلك الوجوه وحسنها للنظر اليه بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين تقدم اما بعد تقدم عند المصنف رحمه الله تعالى ذكر الايات من القرآن الدالة على ثبوت الرؤية ونظر المؤمنين الى ربهم يوم القيامة قد ذكر رحمه الله تعالى عددا من الايات في الدلالة على ذلك وفي هذا الموضع بدأ رحمه الله تعالى يسوق من اقاويل السلف رحمهم الله تعالى في تفسير هذه الايات وبيان ما دلت عليه من ثبوت الرؤية فبدأ اولا بالشوق الاثار في تفسير قول الله سبحانه وتعالى وجوه يومئذ ناظرة الى ربها ناظرة روى عن محمد ابن كعب القرظي انه قال في معنى هذه الاية نضر الله تلك الوجوه وحسنها للنظر اليه وجوه يومئذ ناضرة اي من النبرة وهو الحسن والبهاء فنظرها الله اي جعلها حسنة جميلة بهية للنظر اليه اي لما شرفها به سبحانه وتعالى من النظر اليه وهذه الاية كما سبق البيان فيما تقدم صريحة في ثبوت الرؤية وان المؤمنين ينظرون الى الله سبحانه وتعالى بابصارهم لانه جل في علاه قال الى ربها ناظرة وجوه يومئذ ناضرة الى ربها ناظرة اي تلك الوجوه فاظاف النظر الى الوجوه التي هي محل النظر اظاف النظر الى الوجوه قال وجوه يومئذ ناظرة الى ربها ناظرة فاظاف النظر الى الوجوه التي هي محل النظر عداه بحرف الجر الى وعداه بحرف الجر الى وهذه التعدية آآ بهذا الحرف لا تفيد الا النظر بالباصرة النظر بالعين بخلاف اذا عدي هذا الفعل بنفسه انظرونا نقتبس بمعنى الانتظار انظرونا نقتبس من نوركم لكنه اذا عدي حرفي الى لا يكون الا في النظر بالعين النظر بالباصرة التي هي العين نعم قال رحمه الله تعالى وحدثنا ابو بكر ابن ابي داوود قال حدثنا محمد ابن يحيى ابن عثمان قال حدثنا ابو سمرة عن علي ابن ثابت عن موسى ابن عبيدة عن محمد ابن كعب في قوله تعالى وجوهي يومئذ ناضرة الى ربها ناظرة قال نضرها الله تعالى للنظر اليه. نعم قال وحدثنا ابو بكر ابن ابي داود قال حدثنا يعقوب ابن سفيان وداوود ابن سليمان ان ابا نعيم الفضل ابن دكين حدثهم عن سلمة ابن صبور عن عطية عن ابن عباس رضي الله عنهما في قول الله تعالى وجوه يومئذ ناضرة يعني حسنها الى ربها ناظرة قال نظرت الى الخالق عز وجل. ناضرة من النضرة من النظرة الناظرة من النظرة وهي الحسن والجمال والبهاء وناظرة الى ربها ناظرة من النظر والابصار والرؤية الى ربها ناظرة اي نظرت الى الخالق جل وعلا وهذا فيه جمع لاهل الايمان في الجنة بين كمالين في الزينة زينة الظاهر بالنظرة وزينة الباطن بالنظر الى الله سبحانه وتعالى نعم قال رحمه الله تعالى وحدثنا ابو بكر ابن ابي داود قال حدثنا محمد بن عبدالملك وعبد الله بن محمد بن خلاد قالا حدثنا يزيد هارون قال اخبرنا مبارك عن الحسن في قول الله تعالى وجوه يومئذ ناظرة قال النظرة الحسن الى ربها ناظرة قال نظرت الى ربها عز وجل فنظرت لنوره نظرت الى ربها اي بابصارها فنظرت اي ازدادت حسنا وبهاء وجمالا لنوره سبحانه وتعالى وجاء عنه رحمه الله تعالى قريبا من من هذا المعنى قال حق لها ان تكون ناضرة وهي تنظر الى الله سبحانه وتعالى نعم قال رحمه الله تعالى حدثنا عمر ابن ايوب السقطي قال حدثنا الحسن ابن الصباح قال حدثنا علي ابن الحسن ابن شقيق قال حدثنا الحسين بن واقد قال اخبرنا يزيد النحوي عن عكرمة في قول الله تعالى وجوه يومئذ ناضرة قال من النعيم الى ربها ناظرة قال تنظر الى ربها عز وجل نظرا. نعم تنظر الى ربها نظرا اي نظرا محققا ابصارها تنظر الى الله سبحانه وتعالى وهذا اكمل النعيم واتمه نعم قال وحدثنا ابو بكر ابن ابي داوود قال حدثنا محمد ابن منصور قال حدثنا علي ابن الحسن ابن شقيق قال حدثنا الحسين بن واقد عن يزيد النحوي عن عكرمة في قول الله تعالى وجوه يومئذ ناظرة الى ربها ناظرة قال تنظروا الى الله تعالى نظرا نعم قال وحدثنا ابو بكر ابن ابي داود قال حدثنا احمد بن الازهر قال حدثنا ابراهيم بن الحكم قال حدثنا ابي عن عكرمة قال قيل لابن عباس رضي الله عنهما كل من دخل الجنة يرى الله تعالى؟ قال نعم في الاثر الذي قبله اثر عكرمة رحمه الله تعالى في قوله وجوه يومئذ ناظرة الى ربها ناظرة قال تنظر الى الله تعالى نظرا ختم رحمه الله تعالى بهذا الاثر من الاثار المروية والمنقولة عن السلف في تفسير هذه الاية وجوه يومئذ ناظرة الى ربها ناظرة وكلهم فسروا الاية بالنظر الى الله عز وجل وفي هذا يقول ابن القيم رحمه الله تعالى هذا قول كل مفسر من اهل الحديث والسنة قال هذا نقل مثل هذه النقول في كتابه على ما اذكر هادي الارواح نقل جملة من هذه النقول في تفسير الاية ثم ختمه بقوله وهذا قول كل مفسر من اهل الحديث والسنة نعم هذا الاثر عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كل من دخل الجنة يرى الله قيل لابن عباس كل من دخل الجنة يرى الله؟ قال نعم قيل له كل من دخل الجنة يرى الله؟ قال نعم ولكنهم يتفاوتون في هذه الرؤية بحسب آآ قوة الايمان والعمل فهم درجات في النعيم لكل درجات ولكل درجات مما عملوا ان اهل الجنة ليتراءون اهل الغرف كما ترون الكوكب الدري الغابر في السماء لتفاضل ما بينهم فنعيم الجنة ومنه الرؤية رؤية الله يتفاضلون فيه بحسب الايمان. نعم قال رحمه الله تعالى حدثنا ابو شعيب عبدالله بن الحسن الحراني قال حدثنا علي ابن عبد الله المديني قال حدثنا حماد بن اسامة متى قال حدثني زكريا عن ابي اسحاق عن عامر بن سعد البجلي عن ابي بكر الصديق رضي الله عنه في قوله تعالى للذين احسنوا الحسنى وزيادة قال النظر الى وجه الله تعالى نعم قال وحدثنا جعفر بن محمد الصندلي قال حدثنا زهير بن محمد المروزي قال حدثنا عبيد الله بن موسى عن إسرائيل عن أبي اسحاق عن عامر بن سعد عن ابي بكر الصديق رضي الله عنه في قول الله تعالى للذين احسنوا الحسنى وزيادة. قال الزيادة النظر الى وجه الله تعالى فلو اخبرنا ابو جعفر محمد بن صالح بن ذريح العكبري قال حدثنا هناد بن السري قال حدثنا وكيع عن اسرائيل عن ابي اسحاق عن عامر ابن سعد عن ابي بكر الصديق رضي الله عنه قال وعن ابي اسحاق عن مسلم ابن نزير عن حذيفة في قول الله تعالى للذين احسنوا الحسنى وزيادة قال النظر الى الله تعالى. هنا ساق التفسير السلف رحمهم الله على لقول الله عز وجل الذين احسنوا الحسنى وزيادة الذين احسنوا الحسنى وزيادة فسروا الزيادة بالنظر الزيادة الحسنى الجنة والزيادة النظر الى الله سبحانه وتعالى وهذا التفسير مروي عن غير واحد من السلف وساق هنا تفسير الاية بذلك عن ابي بكر الصديق وعن حذيفة ابن اليمان رضي الله عنهما وتفسير الزيادة بالنظر الى الله عز وجل ثابت عن النبي عليه الصلاة والسلام في صحيح مسلم من حديث صهيب رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا دخل اهل الجنة الجنة قال الله هل تريدون ان ازيدكم هل تريدون ان ازيدكم بهذا اللفظ؟ هل تريدون ان ازيدكم قالوا الم تبيض وجوهنا الم تدخلنا الجنة؟ الم تنجنا من النار؟ قال في كشف الحجاب فينظرون اليه فما اعطوا شيئا احب اليهم من النظر اليه ثم تلا صلى الله عليه وسلم للذين احسنوا الحسنى وزيادة ثم تلا صلى الله عليه وسلم للذين احسنوا الحسنى والزيادة فقوله في الحديث هل تريدون ان ازيدكم ثم في تمام الحديث تلا الاية للذين احسنوا الحسنى وزيادة فهذا واضح في تفسير الاية بان الزيادة هي النظر النظر الى الله سبحانه وتعالى وهذه الطريقة في التفسير هي تفسير بالمأثور تفسير للقرآن بالمأثور عن النبي الكريم عليه الصلاة والسلام فثبت عنه صلى الله عليه وسلم ما يدل على ان الزيادة في الاية هي النظر الى الله سبحانه وتعالى وجاء عن غير واحد من السلف رحمهم الله تعالى من الصحابة والتابعين بتفسير الزيادة بذلك بالنظر الى الله سبحانه وتعالى اكرمنا الله اجمعين بالحسنى وزيادة. نعم قال محمد بن الحسين رحمه الله ورضوانه عليه واما السنن فاننا فانا سنذكر ما روى صحابي صحابي على الانفراد ليكون وروى صحابي صحابي يعني سيذكر صحابي ثم اخر ثم اخر نعم صحابي صحابي على الانفراد. كل واحد على حدة يذكر ما روي عنه قال واما السنن فانا سنذكر ما روى صحابي صحابي على الانفراد ليكون اوعى لمن سمعه واراد حفظه ان شاء الله تعالى فلما روي عن عن جرير بن عبدالله البجلي قال حدثنا ابو جعفر احمد ابن يحيى الحلواني قال حدثنا محمد بن الصباح الدولابي قال حدثنا وكيع بن الجراح قال حدثنا اسماعيل ابن خالد عن قيس ابن ابي حازم عن جرير ابن عبد الله البجلي رضي الله عنه قال كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فنظر الى القمر ليلة البدر فقال انكم ستعرضون على ربكم عز وجل فترونه كما ترون هذا القمر لا في رؤيته فان استطعتم الا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا نعم يقول الامام محمد ابن الحسين الاجري رحمه الله واما السنن يعني بعد ان فرغ من الايات وذكر النصوص والاثار المفسرة لها شرع في ذكر السنن اي الاحاديث المروية عن الرسول عليه الصلاة والسلام قالوا اما السنن اي الاحاديث المروية المرفوعة الى النبي عليه الصلاة والسلام فانا سنذكر ما روى صحابي صحابي على الانفراد يعني سيذكر ما رواه الصحابة كل صحابي على انفراد يذكر ما رواه ثم يذكر الصحابي الاخر وهكذا والاحاديث التي رواها الصحابة عن النبي عليه الصلاة والسلام في اثبات الرؤيا احاديث متواترة تواتر نقلها عن النبي الكريم عليه الصلاة والسلام وقد روى احاديث الرؤية عن النبي صلى الله عليه وسلم ما يقرب من ثلاثين صحابيا وقد ذكرهم الامام ابن القيم رحمه الله تعالى وذكر رواياتهم في كتابه حاد الارواح بكتابه حادي الارواح وايضا من المناسب ونحن نقرأ ما جمعه الاجري رحمه الله تعالى ان ننتبه لعدد آآ ما اورده رحمه الله تعالى من آآ روايات عن الصحابة رضي الله عنهم في اثبات الرؤية فبدأ اولا بما رواه جرير ابن عبد الله البجلي رحمه رضي الله عنه قال كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فنظر الى القمر ليلة البدر وليلة البدر هي ليلة الاكتمال اكتمال القمر في نوره وضيائه وبهائه وجماله واذا اراد الناس ان ينظروا الى القمر ليلة البدر ولننتبه لهذا اذا ارادوا ان ينظروا الى القمر ليلة البدر ما يحتاج ما يحتاج الى ان يتظاموا في في مكان ويتزاحموا حتى تحصل الرؤية بل من رفع رأسه يراه واضحا بينا ظاهرا بخلاف اه الهلال في اول الشهر اذا اراد الناس ان ينظروا اليه يحتاجون الى تظامن وتقارب وتعيين المكان يراه البعض وما يراه البعض بعضهم يحصل له رؤية وبعضهم لا يتمكن بينما القمر ليلة البدر ليلة اكتماله كل يراه بوضوح كل يراه بوضوح بدون تظام وبدون تضار وبدون تزاحم وبدون عنت وبدون مشقة كل يراه كان من هدي النبي عليه الصلاة والسلام بيان الحقائق الايمانية بالامثلة الواقعية بالامثلة الواقعية المشاهدة ومن شأن هذه الامثلة ان تجعل فالامور المعنوية بمثابة الامور الحسية الملموسة المعاينة المشاهدة في ضرب الامثال للتوضيح والبيان فقال كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فنظر الى القمر ليلة البدر وهذا ابلغ في البيان يعني نظر الى القمر ونظروا معه الى القمر ثم بين المثال يعني لم يظرب هذا المثال في اول الشهر وقت عدم وجود القمر لا وهم ينظرون اليه ضرب المثال عليه الصلاة والسلام فنظر الى القمر ليلة البدر فقال انكم ستعرضون على ربكم فترونه فترون كما ترون هذا القمر تشبيه للرؤية بالرؤية لا للمرء بالمرء كما ترون هذا القمر يعني كما انكم ترون القمر الان رؤية حقيقية بابصاركم حقيقة تشاهدون ترون بدون تضار وبدون تظام وبدون تزاحم وبدون عنت فانكم سترون ربكم يوم القيامة بابصاركم فهنا تشبيه للرؤية بالرؤية وليس تشبيها للمرء بالمرء فترونه كما ترون هذا القمر كما ترون هذا القمر اي رؤية حقيقية لا تضارون في رؤيته لا تضارون في رؤية يعني لا يحصل لكم الظرر والضرر يحصل عند المشاهدة للاشياء التي تحتاج الى تزاحم من اجل ان ترى فيتزاحم الناس ويتقاربون حتى كل يأخذ نصيبه فقال لا تضارون في رؤيا لا يحصل لكم ظرر في الرؤية باتوا ضارون في رؤيته فان استطعتم الا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا لما اخبر عليه الصلاة والسلام عن الرؤيا وثبوتها وشوق اليها عليه الصلاة والسلام نبه ان نيل الرؤية والفوز بها لابد فيه من عمل لابد فيه من تقرب لابد فيه من عمل لابد فيه من تقرب حتى يكون العبد من اهل هذه الرؤية والعمل الذي يتقرب الى الله سبحانه وتعالى به للفوز بهذه الرؤية والفوز بهذا النعيم سيأتي على العبد في الحياة الدنيا ما يغالبه ويشغله ويصرفه عن ذلك العمل فالمقام يحتاج الى مجاهدة عظيمة للنفس حتى يكون العبد من اهل هذا الشرف العظيم والنعيم العظيم رؤية الله سبحانه وتعالى. فلما شوقهم الرؤية اثبتها وذكر عظم امرها صلوات الله وسلامه عليه قال فان استطعتم الا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا وهذا فيه تنبيه ان الصلاة ولا سيما المكتوبة صلة بين العبد وربه وموجبة لنيل الرؤية والفوز بها وان اضاعة الصلاة وتركها والتفريط فيها موجب للحرمان من الرؤية فهذا الحديث دليل على الصلة بين الصلاة والرؤيا دليل على الصلة بين الصلاة والرؤية رؤية الله فلا تكون الرؤية الا بالصلاة واذا كان كما جاء في الحديث اذا وقف المصلي بين يدي ربه نصب الله سبحانه وتعالى اليه وجهه فاذا انصرف انصرف سبحانه وتعالى فان الصلاة صلة بين العبد وبين ربه وموجبة لنيل الرؤية والفوز بها يوم القيامة والقرآن الكريم دل على ثبوت هذه الصلة بين الصلاة والرؤيا في قوله سبحانه وتعالى في سورة القيامة وجوه يومئذ ناظرة الى ربها ناظرة هذا قسم القسم الاخر قالوا وجوه يومئذ باسرة تظن ان يفعل بها فاقرة كلا اذا بلغت التراقي وقيل من راق وظن انه الفراق والتفت الساق بالساق الى ربك يومئذ المساق ما سبب هذه المصائب وهذه العقوبات قال فلا صدق ولا صلى فلا صدق ولا صلى فهذا فيه ان المصلي من اهل القسم الاول وجوه يومئذ ناظرة الى ربها ناظرة ولا يكون من اهل القسم الاول الا بالصلاة اما اذا ترك الصلاة صار من اهل القسم الثاني فلا صدق ولا صلى من اهل الوجوه الباسرة اما اذا صلى وحافظ على هذه الفريضة وكان من اهلها كان من القسم الاول اهل النظر واهل النظرة وجوه يومئذ ناضرة الى ربها ناظرة ولهذا كان نبينا عليه الصلاة والسلام في الصلاة في خاتمتها قبل ان يسلم كما في حديث عمار ابن ياسر كان يقول واسألك لذة النظر الى وجهك والشوق الى لقائك في غير ضراء مضرة ولا فتنة مظلة وهذا فيه اثبات في الصلة بين الصلاة والرؤيا وان العبد عندما يتقرب الى الله بهذه الصلاة العظيمة يحسم به قبل ان يسلم ان يسأل الله ان يكرمه بالنظر اليه ولذة النظر الى وجهه الكريم سبحانه وتعالى وقوله عليه الصلاة والسلام في هذا الحديث ان استطعتم الا تغلبوا هذا دليل على ان هذا المطلب والمواظبة عليه والعناية به يحتاج الى مجاهدة لان هناك مغالبة والمغالبة تحتاج الى مجاهدة اذا لم يجاهد غلب النبي صلى الله عليه وسلم قال تغلب وهناك مغالبة والمغالبة تحتاج الى مجاهدة فاذا لم يجاهد يغلب واذا غلب حرم والعياذ بالله والله يقول والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وان الله لمع المحسنين فاذا هذه الصلاة عموم الطاعات ثمة في الدنيا ما يغالب الانسان عليها. فالمقام يحتاج الى مجاهدة عظيمة مجاهدة عظيمة للنفس على المحافظة على الصلاة على طاعة الله سبحانه وتعالى ان استطعتم الا تغلبوا كأنه كأنه يقول عليه الصلاة والسلام انتبهوا هناك اشياء ستغلبكم وتغالبكم على الصلاة فاحذروها وحافظوا على الصلاة وجاهدوا انفسكم على العناية بها والمواظبة عليها احذروا ان تغلبوا فاذا غلب الانسان على صلاته حرم من حافظ عليها كانت له نورا وبرهانا ونجاة يوم القيامة اما اذا ضيع حرم ومن لم يحافظ عليها لم يكن له نور ولا برهان ولا نجاة يوم القيامة من اعظم الحرمان اضاعت الصلاة من اعظم الحرمان من الخير في الدنيا والاخرة اضاعة الصلاة والتفريط فيها قال فان استطعتم الا تغلبوا قوله تغلب اشارة الى كثرة الغوانب التي تغلب الانسان على صلاته وتجعله ينصرف عنها ولا يقبل عليها وان الواجب على العبد ان يحذر من هذه الامور وهي كثيرة جدا كثيرة جدا الان لو يفتش الانسان وينظر في المغلوبين المهزومين المظيعين للصلاة ما الذي حرم من الصلاة؟ يجد ان هناك اشياء غلبتهم على الصلاة منهم من غلبه على صلاته تجارته ومنهم من غلبه على تجارته لهوه ولعبه ومنهم من غلب على صلاته رفقة السوء وهكذا غوالب كثيرة جدا تغلب الناس فيضيعون الصلاة ويفرطون فيها والعياذ بالله فيحرمون واذا ندم يوم القيامة ما ينفعه الندم اي شيء ينفع الندم وقد ضيع ووفاة الفوت ولو ترى اذ فزعوا فلا فوت واخذوا من مكان قريب فاذا جاء ذلك اليوم وفات الفوت وندم على التفريط وعلى الاظاعة ما يفيده اه ما يفيده ندمه ولا يفيده تعسفه تمني كل هذا ما يفيده قال فان استطعتم الا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا الصلاة التي قبل طلوع الشمس هي صلاة الفجر والصلاة التي قبل غروبها صلاة العصر وفي هذا فضل هاتين الصلاتين وعظم شأنهما وان من ضيع هاتين الصلاتين فهو لما سواهما اضيع ومن ضيع الصلوات الخمس فهو لما سواها من الطاعات اضياع ومن وفق للمحافظة على هاتين الصلاتين لان لان هاتين تخصيص هاتين الصلاتين الذكر لانها اكثر الصلوات التي يغلب عليها الناس وخاصة الفجر وخاصة الفجر اكثر ما يغلب الناس في الصلوات على صلاة الفجر فاذا وفق للمحافظة على هاتين الصلاتين صلاة الفجر صلاة العصر اعين على بقية الصلوات واذا وفق ايضا للمحافظة على الصلوات اعين على بقية الطاعات لان سبحان الله الصلاة معونة على كل خير كما قال الله سبحانه وتعالى استعينوا استعينوا بالصبر والصلاة الصلاة معونة على كل خير كما انها ايضا سبحان الله مزدجر عن كل شر فان الصلاة ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر وسبحان الله انظر هذا هذا الفضل العظيم في الصلاة تعينك على كل خير تزجرك عن كل شر وجمع الله ذلك في هاتين الايتين. استعينوا بالصبر والصلاة ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر نعم قال رحمه الله تعالى وحدثنا ابو بكر ابن ابي داود قال حدثنا احمد قوله لا تضارون في رؤيا من الضرر يعني لا لا تضارون احدا ولا احد يضركم كل مرتاح كل مطمئن كل يحصل هذه الرؤية بارتياح لا هنا ليس هناك تزاحم ولا تدافع ولا تقارب شديد من اجل ان الاشياء الدقيقة عندما يريد الناس الى النظر اليها ماذا يصنعون افشاة دقيقة وفي مكان يعني ضيق ودقيقة تجدهم يتزاحمون ويتقاربون كل يريد ان يرى فيضر بعضهم بعضا وبعضهم يحصل له ضيم ما ما ما يحصل الرؤية ويحصل له ضرر فاخبر عليه الصلاة والسلام ان رؤيا بارتياح مرتاحين بدون تزاحم بدون تدافع كل مرتاح وكل يرى يحصل له مثل ما ترون القمر ما يحتاج الى تزاحم وتقارب وتدافع وعنت ومشقة ولهذا اختلفت الالفاظ وكلها تؤدي هذا المعنى نعم قال رحمه الله تعالى وحدثنا ابو بكر ابن ابي داود قال حدثنا احمد ابن سنان قال حدثنا يزيد ابن هارون ويعلى ومحمد ابناء عبيد الطنافسي عن اسماعيل ابن ابي خالد عن قيس ابن ابي حازم عن جرير ابن عبد الله البجلي رضي الله عنه قال كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة بدري فقال انكم راؤون ربكم عز وجل كما ترون هذا القمر لا تضارون في رؤيته فان استطعتم الا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها قال وحدثنا ابو بكر ابن ابي داوود قال حدثنا محمد ابن معمر قال حدثنا رح ابن عبادة قال حدثنا شعبة وحدثنا ابو بكر النيسابوري قال حدثنا ابو الازهر قال حدثنا رح في قول الله عز وجل وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها قال حدثنا شعبة قال سمعت اسماعيل ابن ابي خالد قال سمعت قيس ابن ابي حازم قال سمعت جرير ابن عبد الله رضي الله عنه يقول كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة البدر فقال انكم سترون ربكم عز وجل كما ترون هذا القمر لا تضامون في رؤيته لا تضامون في رؤيته من التضام والتزاحم والتقارب من اجل ان تتحقق هذه الرؤية ويروى ظم التاء وتخفيف الميم لا تضامون من الظيم وهو المشقة والعنت نعم قال سمعت جرير ابن عبد الله يقول كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة البدر فقال انكم سترون ربكم عز وجل كما ترون هذا القمر لا تضامون في رؤيته ان استطعتم الا تغلبوا على هاتين الصلاتين قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ثم تلا هذه الاية وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب. وهذا لفظ حديث النيسابوري قال حدثنا ابو بكر ابن ابي داوود قال حدثنا عبدة بن عبدالله قال حدثنا حسين الجعفي عن زائدة ابن قدامة عن بيان عن قيس بن ابي حازم قال حدثنا جرير ابن عبد الله رضي الله عنه قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة البدر قال ونظر الى القمر فقال انكم ترون ربكم عز وجل يوم القيامة اما ترون هذا القمر لا تضامون في رؤيته نعم نكتفي بهذا نسأل الله الكريم رب العرش العظيم ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وان يصلح لنا شأننا كله واللائيكلنا الى انفسنا طرفة عين وان يهدينا اليه صراطا مستقيما. اللهم انا نسألك لذة النظر الى وجهك والشوق الى لقائك في غير ظراء مضرة ولا فتنة مظلة. الله اللهم زينا بزينة الايمان واجعلنا هداة مهتدين اللهم ات نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا ولولاة امرنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك كون من اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما حييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا. ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك فاللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه. جزاكم الله خيرا