الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الامام ابو بكر محمد بن الحسين الاجري رحمه الله تعالى باب الايمان بان الله عز وجل خلق ادم على صورته بلا كيف قال حدثنا ابو احمد هارون ابن يوسف قال حدثنا ابن ابي عمر يعني محمدا العدني. قال حدثنا سفيان عن ابي الزناد عن الاعرج عن ابي ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا ضرب احدكم فليتجنب الوجه فان الله تعالى خلق وادم على صورته قال واخبرنا ابراهيم بن الهيثم الناقد قال حدثنا ابو معمر القطيعي قال حدثنا سفيان عن ابي الزناد عن الاعرج عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقبحوا الوجه فان الله عز وجل خلق ادم على صورته قال وحدثنا ابو بكر عبد الله بن محمد بن عبد الحميد الواسطي قال حدثنا محمد بن ميمون الخياط المكي قال حدثنا سفيان عن ابي الزنا عن الاعرج عن ابي هريرة رضي الله عنه وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم وابن عجلان عن سعيد عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال ابو الزناد في حديثه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا ضربتم فاجتنبوا الوجه فان الله عز وجل خلق ادم اعلى صورته وقال ابن عجلان عن سعيد عن ابي هريرة رضي الله عنه قال لا تقل قبح الله وجهك ولا وجه من اشبه فان الله عز وجل خلق ادم على صورته قال وحدثنا ابن عبد الحميد ايضا قال حدثنا محمد بن المثنى ابو موسى قال حدثنا يحيى ابن سعيد عن ابن عجلان عن سعيد عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال اذا ضرب احدكم فليتجنب الوجه فان الله عز وجل خلق ادم على صورته قال واخبرنا ابو محمد عبدالله بن صالح البخاري قال حدثنا اسحاق بن ابراهيم المروزي قال حدثنا جرير ابن عبد الحميد عن الاعمش عن ابيب ابن ابي ثابت عن عطاء عن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقبحوا الوجه فان ابن ادم خلق على صورة الرحمن جل وعز قال محمد بن الحسين رحمه الله تعالى هذه من السنن التي يجب على المسلمين الايمان بها ولا يقال فيها كيف؟ ولم بل تستقبل بالتسليم والتصديق وترك النظر كما قال من تقدم من ائمة المسلمين بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد فهذه الترجمة باب الامام بان الله عز وجل خلق ادم على صورته بلا كيف الامر في ذلك كما قال المصنف الامام الاجري رحمه الله تعالى هذا من السنن الثابتة بالاحاديث الصحاح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم والقاعدة عند اهل السنة تلقي كل ما جاء عن الرسول عليه الصلاة والسلام بالقبول والتسليم وعدم الاعتراض والرد لان الاعتراض والرد هو من شأن اهل البدع والضلال الذين لا يعظمون حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ولهذا يقابلون كثيرا من احاديثه ولا سيما ما يخالف منها اهواءهم بالاعتراض والانتقاد والرد وقد ثبت عن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم وصح عنه انه قال ان الله خلق ادم على صورته قال ذلك عليه الصلاة والسلام في مقام النهي عن ضرب الوجه او تقبيح الوجه بان يقال المرء بان يقال للمرء قبح الله وجهه او نحو ذلك فهذا منهي عنه منهي عن ان يظرب من يلطم الوجه او يظرب بجمع اليد او بالة او نحو ذلك ومنهي ان يقبح الوجه سواء بلفظة التقبيح او ما شاكلها من الالفاظ التي تؤدي الى المعنى نفسه فنهى عن ذلك عليه الصلاة والسلام ثم علل النهي بقوله فان الله خلق ادم على صورته فان الله خلق ادم على صورته وجاء في الرواية الاخيرة التي ساقها وقد صححها الائمة رحمهم الله او جمع منهم قال ان الله خلق ادم على صورة الرحمن ان الله خلق ادم على سورة الرحمن وهذا حق يثبت كما قاله النبي عليه الصلاة والسلام ويجار من التأويل التحريف وكذلك ايضا يجار من التمثيل والتكييف فان صفات الله سبحانه وتعالى كلها الوجه وغيره لا يقاس فيها جل في علاه بخلقه بل كما قال سبحانه وتعالى ليس كمثله شيء وهو السميع البصير وقال سبحانه وتعالى هل تعلم له سميا قال جل وعلا ولم يكن له كفوا احد وقال جل وعلا فلا تضربوا لله الامثال فالله سبحانه وتعالى منزه ومقدس جل وعلا لا شبيه له ولا مثال تنزه وتقدس جل وعلا عن المثال وهذا الذي جاء في هذا الحديث من لفظ نبينا عليه الصلاة والسلام وكلامه واعظم الناس تعظيما لله ومعرفة به جل في علاه قال فان الله خلق ادم على صورته وصح عنه في بعض الالفاظ انه قال ان الله خلق ادم على صورة الرحمن على صورة الرحمن هذا اللفظ الذي قاله عليه الصلاة والسلام لفظ حق وكلام حق لان القائل لا ينطق عن الهوى عليه الصلاة والسلام وهو لا يتنافى مع الاية ليس كمثله شيء ان الله خلق ادم على صورته لا يتنافى مع قوله ليس كمثله شيء لان هذا اللفظ لا يلزم منه المماثلة لا يلزم منه المماثلة وله نظائر تدل على ذلك مثل قول النبي عليه الصلاة والسلام عن اول زمرة تدخل الجنة قال عنهم صلوات الله وسلامه وسلامه عليه قال يدخلون الجنة على صورة البدر عن صورة القمر ومعلوم الفرق بين الادمي والقمر معلوم الفرق بين الادم والقمر لكن قال يدخلون على صورة القمر على صورة القمر لا يعني ذلك المماثلة وان ابن ادم يتحول الى صورة طبق سورة القمر ومثل سورة القمر وانما المعنى معروف اي في الوضاءة والحسن الجمال والبهاء هذا هو المراد وكذلك قوله في الحديث ان الله خلق ادم على صورته اي خلق له وجها خلق له في الوجه بصرا وليس الوجه كالوجه ولا البصر كالبصر ولا الصفات التي في ادم كالصفات التي في الله فالله ليس كمثله شيء سبحانه وتعالى وقد تكلف اقوام تأويل الحديث وهذا التأويل نهج محدث ليس من طريق الصحابة رضي الله عنهم فلهذا الصحابة لا ينقل عنهم شيء من هذه التأويلات وانما هي اشياء محدثة جاءت فيما بعد ممن ركبوا الاهواء ولم يعظموا السنن. اما الصحابة رضي الله عنهم فان فانهم ومن اتبعهم باحسان تلقوا احاديث النبي عليه الصلاة والسلام بالقبول وامروها كما جاءت وامنوا بها كما وردت دون تكلف تأويلات ما انزل الله تبارك وتعالى بها من سلطان قال المصنف هذه من السنن التي يجب على المسلمين الايمان بها ولا يقال فيها كيف ولم لا يقال فيها كيف ولم بل تستقبل بالتسليم والتصديق اما الخوض في هذا الباب كيف او لما يعني المراد لما؟ الاسئلة الاعتراظية الانتقادية وهذي دائما على لسان اهل البدع دائما على لسان اهل البدع عندما يورد الحديث يقول لم؟ يعترض وكان الحديث مثل قول احاد الناس عنده لا يتلقاه بالتعظيم القبول فلما هذه الاسئلة الاعتراظية وكيف يعني الخوظ في كيفية امر لا تعلم كيفيته الكيف مجهول لا تعلم كيفيته فالخوض في ذلك من البدع والخوظ ايظا بالاسئلة الاعتراظية لما؟ هذا من البدع البدع التي تعرف عند اهل الاهواء والضلال وترك النظر كما قال من تقدم من ائمة المسلمين النظر اي الخوظ في هذا بالعقل المجرد والفكر القاصر وعن هذا يتولد ما ما وجد عند اهل البدع من اعتراضا او رد او عدم تسليم لما جاء عن الرسول الكريم صلوات الله وسلامه وبركاته عليه. نعم قال رحمه الله تعالى حدثنا ابو نصر محمد بن كردي قال حدثنا ابو بكر المروذي قال سألت ابا عبد الله احمد بن حنبل عن الاحاديث التي تردها الجهمية في الصفات والاسراء رؤيتي وقصة العرب. ابو بكر المر بظم الراء. احسن الله اليكم. قال حدثنا ابو نصر محمد بن كردي قال حدثنا ابو بكر المروذي قال سألت ابا عبد الله احمد بن حنبل عن الاحاديث التي تردها الجهمية في الصفات والاسراء والرؤية قصة العرش فصححها وقال قد تلقتها العلماء بالقبول تسلم الاخبار كما جاءت. نعم هذه جادة اهل السنة في جميع الاخبار التي جاءت عن النبي عليه الصلاة والسلام فيما يخبر عن الله او ما يخبر به عن امور مغيبة الجادة عند اهل السنة في كل ذلك تلقيه بالقبول تسلم الاخبار كما جاءت وهذا هذا الطريق الذي سلكه اهل السنة هو الطريق الذي كان عليه الصحابة رضي الله عنهم. فالصحابة تلقوا الاخبار بالقبر وامنوا بها وبما دلت عليه وبلغوها لمن بعدهم من التابعين فتلقوها عنهم بالقبول فهذه الجادة هي جادة اهل السنة والجماعة فيما صح وثبت عن الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام يتلقى بالقبول والتسليم وعدم الاعتراظ والانتقاد نعم قال رحمه الله تعالى قال ابو بكر المروظي وارسل ابو بكر وعثمان بن ابي شيبة الى ابي عبد الله يستأذنانه في ان يحدثا بهذه الاحاديث التي تردها الجهمية فقال ابو عبد الله حدثوا بها فقد تلقتها العلماء بالقبول. وقال ابو عبد الله تسلم الاخبار كما جاءت. نعم في هذا ان ابو بكر وعثمان ابن ابي شيبة بعث الى ابي عبد الله اي احمد ابن حنبل رحمه الله يستأذنانه في ان يحدث هذه الاحاديث التي تردها الجهمية التي تردها الجهمية فقال ابو عبد الله حدثوا بها يحدث بها وكأن مبنى السؤال منهما للامام رحمهما الله تعالى خشية ان يحصل شيء من الجهمية من رد او تشويش على الجهال و العوام او نحو ذلك فقال رحمه الله حدثوا بها فقد تلقتها العلماء بالقبول فقد تلقتها العلماء بالقبول والمراد بالعلماء اي اهل السنة المعظمين لاحاديث الرسول الكريم صلوات الله وسلامه وبركاته عليه. قال ابو عبد الله تسلم اخبار كما جاءت لاحظ قول الامام رحمة الله عليه تلقتها العلماء بالقبول من كان في نفسه شيء من بعظ احاديث الرسول عليه الصلاة والسلام فانه لا يرتظي التحديث بها لانه اصلا في نفسه شيء منها في نفسه شيء منها فلا يرظى حتى انه ليقول لماذا تروى هذه الاحاديث؟ هذا كلام الرسول عليه الصلاة والسلام. كيف يقال لماذا يروى حديث الرسول صلوات الله وسلامه وبركاته عليه. سمعها من الصحابة وتلقوها بالقبول بنفوس مؤمنة ولم يقع في نفوسهم ما وقع في نفوس من بعدهم من ظنون فاسدة واوهام باطلة اوجبت لهم انحرافا عن الجادة التي كان عليها الصحابة ومن اتبعهم باحسان. نعم قال محمد بن الحسين رحمه الله تعالى سمعت ابا عبدالله الزبيري رحمه الله وقد سئل عن معنى هذا الحديث فذكر مثل ما قيل فيه ثم قال ابو عبد الله نؤمن بهذه الاخبار التي جاءت كما جاءت ونؤمن بها ايمانا ولا نقول كيف ولكن ننتهي في ذلك الى حيث انتهي بنا. فنقول من ذلك ما جاءت به الاخبار كما جاء نعم وختم رحمه الله تعالى بهذا الاثر عن ابي عبد الله الزبيري رحمه الله وانه سئل عن معنى هذا الحديث فذكر مثل ما قيل فيه يعني ان هذه احاديث تلقتها الائمة القبول فالواجب ان تتلقى بالقبول وان يسلم بما جاء فيها. والا تقابل باعتراض او انتقاد ثم قال ابو عبد الله نؤمن بهذه الاخبار التي جاءت كما جاءت ونؤمن بها ايمانا ولا نقول كيف ولكن ننتهي في ذلك الى حيث انتهي بنا. فنقول من ذلك ما جاءت بالاخبار كما جاءت. نؤمن بها كما وردت معظمين لكلام الرسول عليه الصلاة والسلام متلقين له بالقبول ولا نخوض في التأويلات التي خاض فيها من بعد الصحابة سواء من اهل البدع ورؤوسهم او من ايضا اشتبه عليه الامر ودخل في بعض التأويلات كقول من قال ان المراد على صورته اي سورة المضروب او قال على صورته اي على صورة ادم قال الامام احمد هذا قول الجهمية واي صورة كان عليه ادم عليها ادم قبل ان يخلق فهذه كلها تكلفات في تأويل الحديث وصرفه عن معناه والا فمعناه ظاهر بين نعم قال رحمه الله تعالى باب الايمان بان قلوب الخلائق بين اصبعين من اصابع الرب عز وجل بلا كيف؟ قال ثنى ابو الفضل جعفر بن محمد الصندلى قال حدثنا زهير بن محمد المروزي قال حدثنا ابو عبدالرحمن المقرئ قال حدثنا حية بن ريح قال حدثنا ابو هاني الخولاني انه سمع ابا عبد الرحمن الحبلي الحبوب الحب لي انه سمع عبدالله بن عمرو ضم الحاء والباء انه سمع ابا عبدالرحمن الحبلي انه سمع عبد الله بن عمرو بن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه يقول انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان قلوب بني ادم كلها بين اصبعين من اصابع الرحمن جل وعز كقلب واحد يصرف ان قلوب ان قلوب بني ادم كلها بين اصبعين من اصابع الرحمن جل وعز كقلب واحد يصرف كيف شاء ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم مصرف القلوب اصرف قلبي لطاعتك قال حدثنا ابو عبد الله جعفر بن ادريس القزويني قال حدثنا يحيى بنوع قال حدثنا يحيى بن عبدك القزويني قال حدثنا ابو عبدالرحمن المقرئ وذكر الحديث مثله الى اخره قال رحمه الله تعالى باب الايمان بان قلوب الخلائق بين اسبوعين من اصابع الرب عز وجل بلا كيف ان قلوب الخلائق بين اصبعين من اصابع الرب عز وجل بلا كيف وهذا ايضا من الاحاديث التي وردت في هذا الباب باب الصفات وذكر ما يتعلق نعوت الله سبحانه وتعالى فالنبي عليه الصلاة والسلام ذكر في هذا الحديث الاصابع ذكر عليه الصلاة والسلام الاصابع وما كان مظافا من الصفات لله يجب اثباته وايضا في الوقت نفسه يجب ان ينزه الرب تبارك وتعالى عن المماثلة ليس كمثله شيء فان الله جل في علاه كما ان له ذاتا لا تشبه الذوات فله سبحانه وتعالى صفات لا تشبه الصفات تعالى وتقدس جل في علاه عن الشبيه والمثال وقوله رحمه الله بلا كيف اي ان الخوظ في شيء من صفات الله بكيف كيف هذا؟ كيف صفته؟ كيف تقليبه للقلوب هذا السؤال باطل السؤال محدث لا يصدر من معظم لحديث رسول الله صلوات الله وسلامه وبركاته عليه ولهذا التكييف باطل وهم مسالك اهل الاهواء والبدع ولهذا الرجل الذي دخل على ماله قال الرحمن على العرش استوى كيف استوى؟ هكذا يقول رجل كيف استوى لما قال رحمه الله الاستواء معلوم والكيف مجهول امر باخراجه. قال ما اراه الا رجل سوء. اخرجوه عني فهذه المسالك التي هي الخوظ في صفات الله بكيف هذا السؤال محدث سؤال باطل انما عرف عن اهل البدع والضلال لا يعرف عن من هو معظم لحديث الرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه لان احاديثه صلى الله عليه وسلم تتلقى بالقبول والتسليم ولا يخاف في شيء منها بكيف او لما او نحو ذلك ساق رحمه الله تعالى هذا الحديث حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله اه عنهما انه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول ان قلوب بني ادم كلها ان قلوب بني ادم كلها بين اصبعين من اصابع الرحمن جل وعز اذا قال قائل كيف اصاب الرحمن؟ كيف قلوب العباد بين اصبعين من اصابع الرحمن كلها بين كيف هذا يقال هذا سؤال محدث هذا السؤال محدث هذا السؤال مبتدع سؤال انما يصدر من اهل الضلالة واهل البدع فان الصحابة لما قال لهم النبي صلى الله عليه وسلم ان قلوب العباد بين اصبعين من اصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء امنوا بذلك وسلم ولم يقولوا كيف ولم يقولوا لم؟ هذه الاسئلة جاءت عند من جاء بعدهم ممن ابتلي بشيء من الاهواء وعدم التعظيم لاحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم ولهذا صفات الله يؤمن بها كما جاءت وتمر كما وردت ولا يقاس الله تعالى بخلقه ولا يمثل بخلقه فانه جل في علاه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير قال ان قلوب بني ادم كلها بين اصبعين من اصابع الرحمن جل وعز كقلب واحد يصرف يصرف كيف شاء او يصرف كيف شاء سبحانه وتعالى القلوب يصرفها كيف يشاء معنى يصرفها كيف شاء اي ما شاء سبحانه من القلوب اقامه على الدين وما شاء زاغه اسأل الله ان يقيم قلوبنا على طاعته وان يعيذنا من الزيغ والضلال وان يحفظ قلوبنا بالايمان والطاعة والاستقامة على عبادته وان يزكي ان يؤتي نفوسنا تقواها وان يزكيها جل في علاه فانه خير من زكاها قال الله قال ثم قال عليه الصلاة والسلام اللهم مصرف القلوب اصرف قلبي لطاعتك انظر الان اثر العقيدة الصحيحة. انظر اثر العقيدة الصحيحة لما قال قلوب العباد بين اصبعين من اصابع الرحمن ولدت هذه العقيدة الصحيحة ماذا التوجه الى الله بالدعاء ولدت التوجه الى الله سبحانه وتعالى بالدعاء الدعاء الصادق الملح على الله بان يحفظ قلب العبد وان يا يصرف يصرفه الى الطاعة وان يثبته على الايمان لان القلوب كلها بيد الله كلها بيد الله فاذا هذا فيه من الفائدة ان العقيدة الصحيحة تثمر المسالك الصحيحة وللتوضيح اكثر من يخوض في هذا الحديث مثلا بالاعتراض ان قلوب العباد بين اصبعين ان اصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء من يخوض في هذا الحديث بالاعتراض او يقول كيف هل يتولد عنده رغبة في الدعاء هل يتولد عنده رغبة في الدعاء يا مقلب القلوب؟ هو اصلا المقدمة التي تسبق هذا الدعاء في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم لم يسلم بها في نفسه او في قلبه شيء منها فكيف يتولد عنده دعاء صادق المسالك الصحيحة من دعاء وتعبد اعمالا زاكية هي ثمرة الاعتقاد الصحيح هي ثمرة الاعتقاد الصحيح وثمرة التسليم لما جاء عن الرسول صلوات الله وسلامه عليه. نعم قال رحمه الله تعالى حدثنا ابو بكر ابن ابي داود قال حدثنا محمد بن منصور الطوسي قال حدثنا حاجب ابن الوليد قال حدثنا بقية عن ابراهيم ابن ادهم عن مقاتل ابن حيان عن شهر ابن حوشب قال قلت لام سلمة رضي الله عنها ما كان اكثر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم قالت كان يقول يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك. قلت اتخشى علينا؟ فقال ان القلوب بين اصبعين من اصابع الرحمن عز وجل ما شاء ازاغ وما شاء اقام قال وحدثنا جعفر قال وحدثنا جعفر بن محمد الصندلي قال حدثنا زهير بن محمد المروزي قال حدثنا محمد بن سعيد الاصبهاني قال حدثنا الوليد مسلم قال سمعت سالما الخياط يقول سمعت الحسن ما لا احصيه يذكر عن امه قالت سمعت ام سلمة رضي الله عنها تقول رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما من قلب الا وهو بين اصبعين من اصابع رب العالمين اذا شاء ان يقيمه قامه واذا شاء ان يزيغه ازاغه نعم هذا الحديث حديث ام المؤمنين ام المؤمنين ام سلمة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم آآ اخبرت ان اكثر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم اذا كان عندها يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك هذا فيه من الفائدة ان النبي عليه الصلاة والسلام كان يكثر في بيته من هذا الدعاء يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك لما سئلت ماذا كان اكثر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم عندك ماذا كنت تسمعين اكثر في دعائه في عندك يعني في البيت قالت كان اكثر دعاء يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك. فكان عليه الصلاة والسلام يكثر من هذا الدعاء ولهذا ينبغي ان ان يستفاد من هذا الحديث فائدة عظيمة الا وهي استحباب الدعاء بهذه الدعوة بكثرة بالكثرة ان يكثر المرء من هذه الدعوة العظيمة يسأل الله سبحانه وتعالى ان يثبت قلبه على دينه وفي مثل هذا الزمان فالعناية بهذه الدعوة ينبغي ان تكون اكد ان يعتنى بها لكثرة الصوارف والصواد عن الدين كثرة الفتن التي تعصب بالناس فتهيج في نفوسهم الشهوات الحارفة عن الاستقامة او الشبهات المبعدة عن الجادة فكم هو بحاجة العبد الى ان يصدق مع الله في الالحاح والدعاء بان يثبت قلبه على الدين ان يثبت قلبه على الدين وهذه الدعوة نظير الدعوة التي في القرآن ربنا لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة انك انت الوهاب قالت كان يقول يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك قلت اتخشى علينا قلت اتخشى علينا؟ يعني هل تخشى علينا من من هذا الامر الذي هو انحراف القلب او ميل القلب؟ قال ان القلوب بين اسبوعين من اصابع الرحمن عز وجل ما شاء ازاغ وما شاء قال ما شاء ازاغوا ولهذا في الدعوة المتقدمة ربنا لا تزر قلوبنا الامر بيده سبحانه ما شاء زاق وما شاء اقام اي اقام على الدين على العبادة الثبات على الحق والهدى فالامر بيد الله الامر بيد الله وقلوب العباد بين اصبعين من اصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء يقلبها كيف يشاء فهذه العقيدة وهذا الايمان تولد في قلب العبد الصادق آآ كثرة دعاء والحاح على الله سبحانه وتعالى بان يثبت قلبه على دينه ان يعيذه من الزيغ والضلال نعم قال رحمه الله تعالى اخبرنا ابو محمد يحيى ابن محمد ابن صاعد قال حدثنا محمد بن قال حدثنا محمد بن زنبور المكي قال حدثنا فضيل بن عياض عن الاعمش عن ابي سفيان عن انس بن مالك رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر ان يقول اعد للسناب اخبرنا قال اخبرنا ابو محمد يحيى بن محمد بن صاعد قال حدثنا محمد بن زنبور المكي. فتح الزين قال حدثنا محمد بن زنبور المكي قال حدثنا فضيل بن عياض عن الاعمش عن ابي سفيان عن انس بن مالك عن انس بن مالك رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر ان يقول يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك. فنقول له يا رسول الله اخشى علينا وقد امنا بك وامنا بما جئت به. فقال ان قلوب الخلائق بين اصبعين من اصابع الرحمن عز وجل ان شاء هكذا وان شاء هكذا نعم هذا نظير حديث ام سلمة رظي الله عنها وقول النبي عليه الصلاة والسلام في هذا الحديث ان شاء هكذا وان شاء هكذا اي ان شاء اقامه وان شاء ازاغه فهي طوع تدبيره سبحانه وتعالى وفي هذا الحديث ايضا حديث انس ما يتفق مع ما جاء في حديث ام سلمة من كثرة دعاء النبي عليه الصلاة والسلام بهذه الدعوة فكما ان زوجهم سلمة تخبر انه كان يكثر من هذا الدعاء في بيته فايضا اصحابه رظي الله عنهم اخبروا بالامر نفسه انه كان عليه الصلاة والسلام يكثر من هذا الدعاء يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك؟ نعم قال رحمه الله تعالى حدثنا ابو بكر تخشى علينا وقد امنا بك وامنا بما جئت به ما يكون عند المرء من اه من اطلاع على العلم وحضور لمجالسه وطول قدم او رسوخ او كثرة آآ غشيان او غشيان لمجالس العلم ومواظبة على حفظه لا يركن الى لا يركن المرء الى ذلك لا يركن المرء الى ذلك لا يركن الى ما قد حصله من من علوم او حفظهم متون او حضره من مجالس او نحو ذلك بل عليه ان يقبل على الله بصدق ان يثبت الله قلبه وان يعيده من الزيغ ولا يغتر بما عنده من كثرة علم او نحو ذلك بل عليه ان يكون في قلبه خشية من زيغ القلب وصدق في الدعاء دعاء الله سبحانه وتعالى ان يثبت قلبه على الدين وان يعيذه من الزيغ والضلال نعم قال رحمه الله تعالى حدثنا ابو جعفر محمد بن صالح بن ذريح العكبري قال حدثنا الهيثم ابن جناد الجهني قال حدثنا ابراهيم بن عيينة عن الاعمش عن يزيد الرقاشي عن انس رضي الله عنه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر تقول اللهم ثبت قلبي على دينك فقال لهم بعض اصحابه تخاف علينا يا رسول الله وقد اجبناك وصدقناك فيما فيما جئت به. فقال نعم ان القلوب بين من اصابع الرحمن يقلبها نعم. قال وحدثنا جعفر بن محمد الصندلي قال حدثنا الحسن بن محمد الزعفراني قال حدثنا يعقوب ابن اسحاق الحضرمي قال حدثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن ام محمد القرشية عن عائشة رضي الله عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك. قلت يا رسول الله اوتخاف؟ قال وما ومن وما يؤمنه وما يؤمنني وانما قلوب العباد بين اصبعين من اصابع الرحمن عز وجل اذا شاء ان يقلب قلب عبد قلبه ان يقلبه اذا شاء ان يقلب قلب عبد قلبه نعم هذا حديث عائشة لكن الاسناد ضعيف ام محمد القرشية الراوية عن عائشة مجهولة علي بن زيد الراوي عنها هو ابن جدعان ايضا ضعيف اثنان قال رحمه الله تعالى وحدثنا الصندلي جعفر بن محمد قال حدثنا زهير بن محمد المروزي قال اخبرنا المؤمل ابن الفضل ومحمد بن سعيد الاصبهاني قالا حدثنا الوليد بن مسلم قال سمعت عبدالرحمن عبدالرحمن بن يزيد بن جابر يقول حدثني بسر بن عبيد الله الحضرمي انه سمع ابا ادريس الخولاني يقول سمعت النواس بن سمعان رضي الله عنه يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما من قلب الا وهو بين اصبعين من اصابع رب العالمين عز وجل اذا شاء ان يقيمه اقامه واذا شاء ان يزيغه قال فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك نعم يعني هذا اخر ما ساقه من احاديث الباب حديث النواس ابن سمعان وفيه مثل ما مر في الاحاديث التي قبله اثبات الاصابع لله سبحانه وتعالى وهو الغرض من السياقة هذه الاحاديث وقاعدة اهل السنة في الجماعة اهل السنة والجماعة في هذا الباب امرار هذه النصوص كما جاءت واثباتها كما وردته الا يخاف في شيء منها تأويل او تكييف او تمثيل او نحو ذلك من المسالك التي ركبها اهل البدع نعم قال رحمه الله تعالى حدثنا الصندلي جعفر قال حدثنا محمد ابن المثنى قال سمعت بشر ابن الحارث يقول اما سمعت ما قال النبي صلى الله الله عليه وسلم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك وقال صلى الله عليه وسلم قلب ابن ادم بين اصبعين من اصابع الله عز وجل ثم قال بشر ابن الحارث فهؤلاء الجهمية يتعاظمون هذا نعم كذلك من تأثر بشبه الجهمية يتعاظم ذلك ولهذا يأتي على بعض من يتعاظم ذلك ان يقول كيف هذا؟ او يقول لم؟ او اشياء من هذا القبيل؟ فيتعاظم هذا الذي صح عن النبي عليه الصلاة والسلام ومن ثم يتولد عنده الجرأة على الرد او الاعتراظ او الانتقاد لما صح وثبت عن النبي الكريم عليه الصلاة والسلام اما الجادة التي عليها اهل السنة فهي قائمة على التعظيم والتسليم. تعظيم لاحاديث الرسول عليه الصلاة والتسليم عليه الصلاة والسلام والتسليم بكل ما جاء عنه صلى الله عليه وسلم ونسأل الله الكريم ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وان يصلح لنا شأننا كله وان يهدينا اليه صراطا مستقيما اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك. اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك. اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك. ربنا لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة. انك انت الوهاب اللهم ات نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها. اللهم انا نسألك الهدى والتقى والعفة والغنى. اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا ولولاة امرنا وللمسلمين والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات. اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصينا من طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا. اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا. واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك. اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه. جزاكم الله خير