الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الامام ابو بكر محمد بن الحسين الاجري رحمه الله تعالى في كتاب الشريعة باب الايمان بان الله عز وجل يمسك السماوات على اصبع والاراضين على اصبع والجبال والشجر على اصبع والخلائق كلها الاصبع والماء والثرى على اصبع. قال اخبرنا ابو مسلم ابراهيم بن عبد الله الكشي قال حدثنا علي بن عبدالله المديني قال حدثنا جرير ابن عبد الحميد عن منصور عن ابراهيم عن عن عبيدة عن عبدالله يعني ابن مسعود رضي الله عنه قال جاء حبر من اليهود الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال اذا كان يوم القيامة جعل جعل الله تبارك وتعالى السماوات على اصبع والاراضين على اصبع والجبال على اصبع والخلائق كلها على اصبع ثم يهزهن ثم يقول انا الملك قال فلقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ضحك حتى بدت نواجذه تصديقا له ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم وما قدروا الله حق قدره والارض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه قال وحدثنا ابو بكر عبد الله بن محمد بن عبد الحميد الواسطي قال حدثنا عبد الوهاب الوراق قال اخبرنا هاشم ابن القاسم عن ابي معاوية شيبان ابن عبد الرحمن عن منصور عن ابراهيم عن عبيدة عن عبدالله رضي الله عنه قال جاء حبر الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا محمد او يا رسول الله ان الله تبارك وتعالى يوم القيامة يجعل السماوات على اصبع والاراضين على اصبع والجبال والشجر على اصبع والماء والثرى على اصبع وسائر الخلق على اصبع ثم يهزهن فيقول انا الملك. قال فضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه لقول الحبر قال وحدثنا ابو عبد الله بن مخلد العطار قال حدثنا محمد بن الوليد البسري قال حدثنا يحيى بن سعيد القطان عن سفيان يعني الثوري قال حدثني منصور وسليمان يعني الاعمش عن ابراهيم عن عن عبيدة عن عبدالله رضي الله عنه ان يهوديا جاء الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا محمد ان الله عز وجل يمسك السماوات على اصبع والاراضين على اصبع والجبال على اصبع والشجرة على اصبع والخلائق على اصبع ثم يقول انا الملك. قال فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بدت وقال وما قدروا الله حق قدره والارض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه قال يحيى بن سعيد القطان وزاد فيه فضيل بن عياض عن منصور عن ابراهيم عن عبيدة عن عبدالله رضي الله عنه قال فضحك رسول الله والله عليه وسلم تصديقا قال وحدثنا جعفر بن محمد الصندلي قال حدثنا زهير بن محمد المروزي قال اخبرنا الضحاك بن مخلد عن سفيان عن منصور عن ابراهيم عن عبيدة عن عبدالله رضي الله عنه قال جاء رجل من اهل الكتاب قال اراه قال يهوديا او نصرانيا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ان الله جل ثناؤه يضع يوم القيامة يوم القيامة السماوات والارض على اصبع والجبال والشجر على اصبع والماء والثرى على اصبع فيقول انا الملك اراه قال مرتين قال فضحك رسول الله صلى الله عليه سلم حتى بدت نواجده ثم قرأ هذه الاية وما قدروا الله حق قدره بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اللهم فقهنا في الدين ووفقنا لاتباع هدي نبيك الكريم صلى الله عليه وسلم اللهم ات نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها اولا قبل الدخول في هذه الترجمة نعود قليلا الى الباب الذي قبله حيث ساق المصنف رحمه الله تعالى احاديث عديدة عن النبي صلى الله عليه وسلم في دعائه الذي كان يكثر منه عليه الصلاة والسلام الا وهو يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك وعرفنا عظم شأن هذه الدعوة واهمية المحافظة عليها والعناية بها لا سيما مع تكاثر الفتن وتنوع الصوارف والصواد عن دين الله تبارك وتعالى فكم هو المرء بحاجة الى ان يلح على الله سبحانه وتعالى ان يثبت قلبه على الحق والهدى مع يقين يقوم في قلب العبد بان الثبات على الحق لا يكون الا من الله. يثبت الله الذين امنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الاخرة ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء والذي اردت التنبيه عليه هو ان هذا الحديث في جميع ما وقفت عليه من مصادر تخريجه بتعدد ايضا رواياته جاء بهذا اللفظ يا مقلب القلوب ثبت قلبي بدون زيادة ولا ابصار يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك بدون زيادة والابصار ويجري على السنة كثير من الناس عندما يدعو بهذه الدعوة يقول يا مقلب القلوب والابصار ثبت قلبي على دينك ولعلهم زادوا الابصار اخذا من الاية ونقلب افئدتهم وابصارهم لكن الاية لها باب وهذا باب اخر كما يعلم بالتأمل والذي ينبغي هو ان نقتصر على اللفظ الذي كان نبينا عليه الصلاة والسلام يدعو به دون ان نزيد فهذه تعتبر زيادة لا اصل لها في دعاء مأثور زيادة لا اصل لها في دعاء مأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم ولو كان لهذه الزيادة شأنها ومكانتها لكان النبي عليه الصلاة والسلام احرص على ذلك واولى به صلوات الله وسلامه عليه. فالحاصل ان هذه الدعوة ينبغي ان ان يؤتى بها باللفظ الذي كان يواظب عليه نبينا عليه الصلاة والسلام يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك. وثمة ادعية كثيرة مأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم ادخل فيها الناس الفاظا ليست من لفظ النبي عليه الصلاة والسلام فالحرص على لفظه دون زيادة لا شك لا شك انه هو الاسد والاولى والاسلم وبعد قال المصنف رحمه الله تعالى في هذه الترجمة قال باب الايمان بان الله عز وجل يمسك السماوات على اصبع والاراضين على اصبع والشجر على اصبع والخلائق كلها على اصبع والماء على اصبع هذه الترجمة عقدها كالتي قبلها في بيان ثبوت الاصابع صفة لله سبحانه وتعالى اثبتها نبيه عليه الصلاة والسلام والواجب في مثل هذه النصوص نصوص الصفات ان تعظم في القلوب. وان تعرف مكانتها وان تجار من تحريف المحلفين وتعطيل المعطلين وان تجار ايضا في الوقت نفسه من تشبيه المشبهين وتكييف بالمكيفين فهذه كلها اباطيل وانواع من الاضاليل التي ينبغي ان يكون المرء على حذر تام منها وفي هذه الترجمة ايضا اثبات لعظمة الرب سبحانه وتعالى وان العباد ما قدروا ربهم حق قدره اي لم يعظموه سبحانه وتعالى حق تعظيمه فهذا الباب باب شريف من باب من ابواب العلم ابواب المعرفة بالله وعظمة الله سبحانه وتعالى وان العبد اذا تأمل في هذه الدلائل الباهرة على عظمة الخالق وكمال اقتداره سبحانه وتعالى كان ذلك اه معونة له على تحقيق التوحيد والسلامة من الشرك والكفر بالله عز وجل ولهذا قال الله جل في علاه وما قدروا الله حق قدره والارض جميعا قبضته يوم القيامة. والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون اي ان شركهم من اعظم اسبابه ان ما قدروا الرب العظيم حق قدره ولم يعظموه حق تعظيمه ما لكم لا ترجون لله وقارا وقد خلقكم اطوارا لا ترجون لله وقارا اي لا تعظمون الله تعظيم اللائق به سبحانه وتعالى وتعظيم الله التعظيم اللائق به جل في علاه فرع عن حسن المعرفة بالله وصفاته التي تعرف الى عباده بها في كتابه او في سنة نبيه صلوات الله وسلامه وبركاته عليه ومن لم يكن في هذا الباب على جادة اهل السنة والجماعة فان له حظا ونصيبا من عدم قدر الرب جل في علاه حق قدره اذ لا يكون ذلك الا بالايمان بصفاته الدالة على عظمته وجلاله وكماله سبحانه وتعالى دون ان تحرف او تعطل او يمثل تبارك وتعالى خلقه او تكيف صفاته بكيفية تقدر في الاذهان او نحو ذلك. هذا كله من المسالك الضالة المنحرفة في هذا الباب اورد رحمه الله من عدة طرق حديث عبدالله بن مسعود رضي الله عنه ان اه حبرا اي عالما من علماء اليهود اتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال اذا كان يوم القيامة جعل الله السماوات على اصبع والاراضين على اصبع والجبال على اصبع والخلائق كلهم على اصبع ثم يهزهن ثم يقول انا الملك هذا الذي ذكره هذا الحبر من احبار اليهود يعد من الاشياء التي ورثها من الكتاب المنزل كتاب الاول من الوحي السابق مما لم يناله التحريف بدليل انه لما قال ذلك في مجلس النبي عليه الصلاة والسلام ضحك صلوات الله وسلامه عليه تصديقا لقوله فعلم ان هذا الذي ذكره هذا الحبر حق لان النبي عليه الصلاة والسلام ضحك تصديقا لقوله اما قول من قال ان النبي عليه الصلاة والسلام ضحك استنكارا لقوله فهذا قول من لم يعرف رسول الله المعرفة التي تليق به لانه حاشاه عليه الصلاة والسلام ان يقال في مجلس امرا لا يليق بالله ولا يزيد على الضحك هذا لا يليق بمقامه عليه الصلاة والسلام فمن يقول هذا القول ما عرف النبي عليه الصلاة والسلام المعرفة اللائقة به بل يكون قوله هذا فيه طعن في النبي الكريم صلى الله عليه وسلم اذ كيف يصح ان يقال في مجلسي كلاما في في حق الرب سبحانه وتعالى وصفاته غير صحيح ثم لا يزيد الا ان لا يزيد على الضحك استنكارا هذا لا يليق بمقام النبي الكريم عليه الصلاة والسلام فالنبي كما جاء في قول ابن مسعود الراوي الحديث قال ضحك تعجبا قال قال نعم قال رضي الله عنه الضحك تصديقا تصديقا لقوله يعني تأييد وتأكيد لقول هذا الحبر من احبار اليهود ثم تلا ايضا تأكيدا على هذا المعنى قول الله سبحانه وتعالى وما قدروا الله حق قدره والارض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون فالحاصل ان هذا النص من النصوص المتعلقة بالصفات الدالة على عظمة الخالق وكماله سبحانه وتعالى اذ هذه المخلوقات على التفصيل الذي جاء في الحديث السماوات على سعتها وكرامي اطرافها يجعلها على اصبع والاراضين على اصبع والجبال على اصبع والثرى على اصبع هذي اية باهرة وعظيمة دالة على كمال عظمة ربنا سبحانه وتعالى وان هذا الرب العظيم الخالق الجليل جل في علاه ما قدره العباد حق قدره وما عظموه حق تعظيمه سبحانه وتعالى الا من وفقه الله منهم لحسن المعرفة به واخلاص الديني له. نعم قال رحمه الله تعالى باب ما روي ان الله عز وجل يقبض الارض بيده ويطوي السماوات بيمينه قال حدثنا الفيريابي قال حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن السمرقندي قال حدثنا الحكم بن نافع قال حدثنا شعيب يعني ابن ابي حمزة عن تهريب قال اخبرنا ابو سلمة عن ابي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يقبض الله عز وجل الارض ويطوي السماوات بيمينه ثم يقول انا الملك اين ملوك الارض قال وحدثنا ابو عبد الله احمد بن محمد بن شاهين قال حدثنا الحسن بن عيسى بن ابن ماسرجس قال اخبرنا عبد الله بن المبارك قال اخبرنا يونس عن الزهري عن سعيد ابن المسيب حدثه عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يقبض الله عز وجل الاراضين يوم القيامة ويطوي السماء بيمينه ثم يقول انا الملك اين ملوك الارض ثم عقد رحمه الله تعالى هذه الترجمة ما روي ان الله عز وجل يقبض الارض بيده ويطوي السماوات بيمينه هذا فيه اثبات اليد صفة لله سبحانه وتعالى مع ذكر بعض الصفات اليد الدالة على ثبوتها حقيقة لله مثل الطي والبسط والقبض وسيأتي في الترجمة التي بعدها الاخذ هذه كلها صفات يد الرحمن سبحانه وتعالى وهي مؤكدة ثبوت اليد حقيقة لله حتى قال ابن القيم رحمه الله في كتابه الصواعق قال ان اليد وصفت يد الله وصفت بما يقرب من المئة صفة كلها تؤكد انها يد حقيقية تليق بالله سبحانه وتعالى وبعظمته ولا يجوز لاي احد كائنا من كان ان يقيس الله بخلقه او يتوهم مشابهة بين الله وبين خلقه فان الله سبحانه وتعالى ليس كمثله شيء كما ان له ذاتا لا تشبه الذوات فله صفات لا تشبه الصفات. بل صفاته سبحانه وتعالى تليق بجلاله وكماله وعظمته. وايضا صفات المخلوقين تليق بضعفهم وفقرهم ولا يقاس الرب سبحانه وتعالى بخلقه ولا يشبه بالخلق فانه لا سمي له ولا ند له ولا مثل له ولا نظير له هل تعلم له سميا ليس كمثله شيء لم يكن له كفوا احد فلا تضربوا لله الامثال الله لا مثيل له ولا سمي سبحانه وتعالى فهذه الترجمة فيها اثبات اليد اثبات اليمين اثبات ايضا القبض والطي والبسط ونحو ذلك من صفات يد الرحمن سبحانه وتعالى فهذه تثبت ويؤمن بها كما جاءت على الوجه اللائق بجلال الرب سبحانه انا وكماله وعظمته واورد تحت هذه الترجمة حديث ابي هريرة رضي الله عنه ساقه من طريقين ان النبي صلى الله عليه وسلم كما قال يقبض الله عز وجل الارض ويطوي السماوات بيمينه وهذا نظير ما جاء في الاية التي مرت معنا وما قدروا الله حق قدره والارض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون. فالمعنى الذي في هذا الحديث متقرر في اية الزمر المتقدم اه ذكرها قال يقبض الله عز وجل الارض ويطوي السماوات بيمينه ثم يقول انا الملك اين ملوك الارض انا الملك اين ملوك الارض يقول ذلك اه سبحانه وتعالى في ذلك اليوم العظيم وقد اه قبض سبحانه وتعالى الارض بيده وطوى السماوات بيمينه ثم ايضا كما جاء في بعض الروايات يهزهن ويقول انا الملك اين ملوك الارض بعض الاحاديث يقول انا الملك انا الديان اي المجازي المحاسب فالتأمل في هذا هذه الاحاديث يكسب القلوب تعظيما لله سبحانه وتعالى ومخافة منه واشفاقا منه ذلك اليوم وملاقاة الله سبحانه وتعالى وايضا تهيؤا لذلك اليوم العظيم فهذه كلها من اثار الايمان الصحيح بمثل هذه الاحاديث الثابتة عن الرسول الكريم صلوات الله وسلامه وبركاته عليه. نعم قال رحمه الله تعالى باب الايمان بان الله عز وجل ياخذ الصدقات بيمينه فيربيها للمؤمن قال حدثنا الفيريابي قال حدثنا قتيبة بن سعيد قال حدثنا الليث ابن سعد عن سعيد بن ابي سعيد عن سعيد بن يسار انه سمع ابا هريرة رضي الله عنه يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما تصدق احد بصدقة من طيب ولا يقبل الله تعالى الا الطيب الا اخذها الرحمن عز وجل بيمينه. وان كانت تمرة فتربو في كف الرحمن عز وجل لحتى تكون اعظم من الجبل كما يربي احدكم احدكم فلوه او فصيلة قال حدثنا ابو بكر ابن ابي داود قال حدثنا عيسى ابن حماد زغبة قال اخبرنا الليث ابن سعد عن سعيد بن ابي سعيد عن سعيد ابن انه سمع ابا هريرة رضي الله عنه يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما تصدق احد بصدقة من طيب ولا يقبل الله تعالى الا الطيب الا اخذها الرحمن عز وجل بيمينه وان كانت تمرة فتربو في كف الرحمن عز وجل حتى تكون اعظم من الجبل. فيربيها كما يربي احدكم فلوه او فصيلة ولو حدثنا ابو محمد يحيى بن محمد بن صاعد قال حدثنا الحسين بن الحسن المروزي قال حدثنا عبد الله بن المبارك قال اخبرنا عبيد الله بن ابن عمر عن سعيد المقبوري عن ابي الحباب عن ابي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما من عبد مسلم من يتصدق بصدقة من كسب طيب ولا يقبل الله تعالى الا طيبا الا كان الله عز وجل يأخذها بيمينه فيربيها له كما يربي احدكم فلوه او فصيلة حتى تبلغ التمرة مثل احد نعم هذه الترجمة بابنا الايمان بان الله عز وجل يأخذ الصدقات بيمينه فيربيها للمؤمن هذه الترجمة من باب وكذلك ماسياتي بعدها من تراجم هي تنويع في الابواب المثبتة لليد صفة لله اي سبحانه وتعالى فالمصنف رحمه الله تعالى نوع في ذكر الابواب وساق الدلائل والاحاديث عن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم فيما يتعلق باثبات هذه الصفة العظيمة لله اليد وايضا تضمنت هذه الابواب اوصافا لليد فتقدم معنا في الباب السابق الطي والقبض ومر ايضا في الذي قبله الاصابع من صفات اليد وفي هذه الترجمة الاخذ واثبات اليمين من صفاتها فهذه كلها صفات لليد وقد جاء في النصوص صفات كثيرة جدا اليد كلها تؤكد ثبوت ثبوتها يدا حقيقية تليق بجلال الرب العظيم وكماله وعظمته سبحانه وتعالى اورد من طرق حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم ما تصدق قال ما تصدق احد صدقة من طيب ولا يقبل الله الا الطيب الا اخذها الرحمن عز وجل بيمينه. وهذا موضع الشاهد من الحديث للترجمة اثبات اليمين صفة لله سبحانه وتعالى ومن صفاتها هل اخذ قال الا اخذها بيمينه وفي الحديث فضل الصدقة وان قلت وان كان المتصدق به شيئا يسيرا وان المسلم ينبغي عليه الا يحقر من المعروف شيئا ولو تمرة ولو شق تمرة ولو ريالا ولو درهما المهم في ذلك ان يحسن القصد والنية فينوي بصدقه بصدقته قلت او كذا كثرت وجه الله وطلب ما عنده سبحانه وتعالى ورجاء مضاعفة ومزيد الثواب فان الله يضاعف جل في علاه لمن يشاء تحقيقا لقوله انما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا فان الصدقة ولو عظمت وكبرت ان لم يبتغى بها وجه الله لا تدخل في صالح العمل ولو كانت عظيمة جدا والصدقة وان كانت يسيرة قليلة يبتغى بها وجه الله سبحانه وتعالى يظاعفها الله للعامل وهذا يدلنا على عظم فضل الاخلاص وابتغاء وجه الله بالعمل وايضا يدلنا في الوقت نفسه على اهمية الطيب وان الله سبحانه وتعالى طيب لا يقبل الا الطيب الله جل في علاه من اسمائه الحسنى الطيب من اسمائه الحسنى جل وعلا الطيب وهذا اسم دال على وصف الطيب فالطيب وصف لله في اسمائه وصفاته وافعاله وشرعه وامره ونهيه جل في علاه وانه عز وجل لا يقبل الا الطيب لا يقبل الا الطيب ولهذا الجنة دار الطيبين ولا ولا يدخلها الا من طاب. طبتم فادخلوها خالدين فهو سبحانه وتعالى طيب لا يقبل الا الطيب فيستفاد من ذلك اهمية العناية الطيبات في اكتساب الاموال وفي انفاق الاموال وفي الصدقة فان الله سبحانه وتعالى لا لا يتقبل من العبد الا الطيب اما الخبيث لا يتقبله منه سبحانه وتعالى قال ما تصدق احد بصدقة من طيب ولا يقبل الله الا الطيب الا اخذها الرحمن بيمينه الا اخذها الرحمن بيمينه ولا يقبل الله الا الطيب يتناول نوعي الطيب طيب النية بان تكون خالصة لله سبحانه وتعالى فان لم تطب نية العبد لم يقبل الله منه كما في الحديث القدسي قال الله انا اغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا اشرك معي فيه غيري تركته وشركه ويتناول ايضا طيب المتصدق به طيب المتصدق به المبذول بان يكون طيبا. اما ان كان خبيثا لا يقبله الله سبحانه وتعالى قال له ولا يقبل الله الا الطيب الا اخذها الرحمن عز وجل بيمينه الاخذ هنا اخذ قبول اخذ قبول لهذه الصدقة ورضا بها الا اخذها فالرحمن عز وجل بيمينه وهذه الصدقة ولو كانت شيئا يسيرا يعني جاء في بعض الرواية والحديث ولو كان ولو كانت تمرة او عدنا عدل تمرة حتى لو كانت شيئا قليلا الا اخذها الرحمن ونعم هنا قال الا اخذها الرحمن وان كانت تمرة وان كانت تمرة تمرة واحدة قل ايضا ريالا واحدا درهما واحدا خبزة قطعة من من طعام يسيرا من لحم قليلا من لبن لا يحقر المرء من المعروف شيئا لا يحقر من المعروف شيئا يقول وان كانت تمرة تمرة واحدة وان كانت تمرة انظر ماذا تكون هذه التمرة الواحدة او ما يعادلها تمرة او عدل تمرة كما جاء في بعض الروايات قال فتربو في كف الرحمة عز وجل حتى تكون اعظم من الجبل يعني يأتي المتصدق يوم القيامة فيرى التمرة الواحدة التي قد تصدق بها صارت مثل الجبل والله يضاعف سبحانه وتعالى لمن يشاء قال فتربو في كف الرحمن عز وجل حتى تكون اعظم من الجبل كما يربي احدكم فلوه او فصيلة الفلو هو ولد الخيل الصغير وله شأن سبحان الله عظيم عند صاحب الخيل له شأن عظيم جدا عند صاحب الخيل وله حلاوة في نفسه ومحبة في قلبه وعناية عظيمة بتربيته قال كما يربي احدكم فلوه او فصيلا والفصيل هو ما فصل عن اللبن يصبح في يعني نظرة جميلة صاحب تعظم عنايته به وحفاوته واهتمامه تربيته قال الا تلقاها الا اخذها الرحمن بيمينه فتربو في كف الرحمن الرواية الاخرى قال الا اخذها الرحمن عز وجل بيمينه وان كانت تربو وان كانت تمرة فتربو في كف الرحمن حتى تكون اعظم من الجبل فيربيها كما يربي احدكم فلوه او فصيلة قال في الرواية الاخرى حتى تبلغ التمرة مثل احد حتى تبلغ التمرة مثل احد الجبل الواقع في شمال المدينة فهذا فيه عظيم فضل الله وكرمه وعظيم احسانه ومضاعفته الثواب وان العباد لا ينبغي ان يحقروا من صنائع المعروف شيئا وايضا الصدقات لا يحقر منها شيئا وان عليهم ان يحرصوا على الاخلاص لله سبحانه وتعالى في اعمالهم وصدقاتهم وان يحرصوا على الطيب. فان الله سبحانه وتعالى طيب لا يقبل الا الطيب جل في علاه وايضا مما ينبغي ان يحرص فيه في هذا الباب باب المعرفة بالله سبحانه وتعالى فكم له من الاثر على العبد فاذا كان من فظل الله وعظيم منه ان التمرة الواحدة تظاعف هذه المظاعفة فان ما عند الله للعبد خير وابقى واعظم للعبد فهذا يجعل العبد يحسن في نيته واقباله على ربه وارادة الدار الاخرة وثواب الله سبحانه وتعالى اعماله فتكون اعماله حينئذ مشهورة مرظية عند الله ومن اراد الاخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فاولئك كان سعيهم مشكورا الحاصل ان الحديث من جملة احاديث الصفات من جملة احاديث الصفات وفيه ايضا من الفائدة ان اثبات الصفات وامرارها كما جاءت له اثاره العملية في عبودية العبد وسلوكه وحسن ايضا تقربه الى ربه سبحانه وتعالى. نسأل الله الكريم ان يصلح لنا اجمعين النية والعمل. وان يهدينا اليه صراطا مستقيما وان يغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا ولولاة امرنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات. اللهم اتي نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها. اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا. اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما حييتنا واجعله الوارث منا. واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل المصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك. اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه. جزاكم الله خيرا