لهذا يسأل يقول ما حكم الاحتفال بالمولد النبوي اولا محبة النبي صلى الله عليه وسلم يشترك فيها جميع المسلمين ولا يوجد مسلم يقع في قلبه كره النبي صلى الله عليه وسلم. بل قال وسلم لا يؤمن احدكم حتى اكون احب اليه من والده ولده والناس اجمعين ومن علامات اهل النفاق بغض النبي صلى الله عليه وسلم الا ان هذه المحبة لابد ان تكون مقيدة ومظبوطة باتباع هديه صلى الله عليه وسلم والا يكون حبه قائم على ما حرم الله او على ما حرم رسوله صلى الله عليه وسلم ومن يدعي حبه صلى الله عليه وسلم ويقيم الاحتفال بمولده فحقيقة ليس حبه على الوجه الذي يرضي النبي صلى الله عليه وسلم. ولا على ما يرضي الله عز وجل. وذلك ان هذه العبادة وهي عبادة الاحتفال بالنبي صلى الله عليه وسلم بمولده لابد ان يكون لها اصل من كتاب الله او من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يعلم احد احب النبي صلى الله عليه وسلم اكثر من اصحابه رضي الله تعالى عنهم واعظم الناس له محبة هو ابو بكر الصديق ثم عمر ثم بقية الصحابة ولم يعرف عن احد من الصحابة انه احتفل بمولد النبي صلى الله عليه وسلم ولا التابعون ولا اتباعهم بل لا يعرف هذا الاحتمال هذا الاحتفال الا بعد القرون فضله وفي القرن السادس عندما وجد الفاطميون اوجدوا هذه البدعة النكراء والمحدثة التي لم تكن موجودة قبلهم. وعلى هذا نقول ان الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم هو من البدع المحدثة. بل هو من البدع الحقيقية الاصلية. التي ليس لها اصل ولا مثال سابق لا في عهد النبي صلى الله عليه ولا في عهد اصحابه وعلى هذا لا يجوز للمسلم ان يحتفل بمولده صلى الله عليه وسلم وذلك لامور. الامر الاول ان النبي صلى الله عليه وسلم لم يفعل ذلك وقد مر عليه ميلاده سنوات وهو حي صلى الله عليه وسلم ولم يحت بمولده ولو كان خيرا لسبقنا اليه صلى الله عليه وسلم. ثانيا ان النبي صلى الله عليه وسلم لم يأمر اصحابه ان اتى بمولده بل جاء في صحيح مسلم عن ابي قتادة رضي الله تعالى عنه عندما سئل عن صيام يوم اثنين قال ذلك يوم ولدت فيه وبعثت فيه. فاخذ كما ان هذا اليوم الذي يوم الاثنين الذي ولد فيه وبعث فيه انه يشرع صيامه ولو كان هناك شيء زائد على الصيام لمولده لبينه النبي صلى الله عليه وسلم فهو المبلغ عن ربه سبحانه وتعالى. والذي يدعي ان مولد انه من الشريعة وانه من الدين فقد اتهم النبي صلى الله عليه وسلم بعدم الابلاغ وعدم البلاغ لو كان خيرا لبلغه النبي صلى الله عليه وسلم ابي ذر مات وسلم خيرا يعني مات في السماء الا وعل منه شيء وما وما من خير الا ودلنا عليه صلى الله عليه وسلم فالذي يقول لم يخبر الناس بهذا الخير فهو متهما له بانه لم يبلغ الرسالة صلى الله عليه وسلم. اذا لم يفعله ولم يأمر به صلى الله عليه وسلم والامر الثالث ان الصحابة رضي الله تعالى عنهم لم يفعلوا هذا الاحتفال ولا هذه البدعة النكراء فلم يأتوك الصديق ولا اصحاب ولا عمر ولا اطول من في من في زمانه انهم احتفلوا بمولد النبي صلى الله عليه وسلم. فافادنا هذا انه من الامور المحدثة المنكرة التي احدثها الفاطميون. وقد جاء في الصحيحين عن عائشة رضي الله تعالى عنها قال من احدث في امرنا هذا ما ليس منه فهو رد ومن عمل عمل ليس عليه امرنا فهو رد فافاد هذا الحديث ان كل عمل يتقربه العبد على وجه التعبد لله عز وجل ولم يفعله الا يسلم ولم يأتي فان عمله مردود عليه. اما من كان جاهلا ولم يعرف حكم هذا المولد وانه لا يجوز انه منكر وانه بدعة محدثة وفعل من محبة النبي صلى الله عليه وسلم فنقول فعله هذا خطأ لكنه لا يأثم لجهله اما من بلغته الحجة وبين له حكم هذا المولد انه مولد محرم وانه بدعة نكراء ثم فعله بعد ذلك فانه اثم بهذا الاحتفال ومخالف لامر النبي صلى الله عليه وسلم الذي امر ان يؤخذ بسنته وسنة الخلفاء الراشدين الخلفاء الراشدين من بعده صلى الله عليه وسلم. الامر الرابع ايضا ان مثل هذه الاحتفالات يحصل منكرات الامر العظيم والكثير. فيحصل به الاختلاط بين النساء والرجال ويحصل فيه كثير من المنكرات. وهذا ما يريده الشيطان من المسلمين ان يغفلوا وان يلهوا وان يجتمعوا على الباطل. على هذا يكون اهتمام من البدع المنكرة ويجب على كل مسلم ان يجتنب البدع والمحدثات وان يكون متبعا لهدي النبي صلى الله عليه وسلم والا يكون مبتدعا. فان كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في نار نسأل الله العافية والسلامة منها والله اعلم