نعم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الامام ابو بكر محمد بن الحسين الاجري رحمه الله تعالى في كتاب الشريعة باب الايمان بان الله عز وجل لا ينام قال الله عز وجل الله لا اله الا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم. الاية واخبرنا النبي صلى الله صلى الله عليه وسلم ان الله عز وجل لا ينام ولا ينبغي له ان ينام ولحدثنا احمد ابن يحيى الحلواني قال حدثنا محمد بن الصباح قال حدثنا ابو معاوية قال حدثنا الاعمش عن عمرو ابن مرة عن ابي عبيدة عن ابي موسى رضي الله عنه قال قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بخمس كلمات فقال ان الله عز وجل لا ينام ولا ينبغي له ان ينام ولكنه يخفض القسط ويرفعه يرفع اليه عمل الليل قبل عمل النهار ويرفع اليه عمل النهار قبل عمل الليل حجابه النار او قال النور لو كشفها لاحرقت سموحات وجهه ما انتهى اليه بصره من خلقه قال وحدثنا ابو قاسم بن زكريا المطرز قال حدثنا الفضل بن سهل الاعرج قال حدثنا ابو عاصم عن سفيان يعني الثوري عن عمرو بن عن ابي عبيدة عن ابي موسى الاشعري رضي الله عنه قال قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم باربع قال ان الله عز وجل لا ينام ولا ينبغي له ان ينام يرفع القسط ويخفض به يرفع اليه عمل الليل قبل عمل النهار وعمل النهار قبل الليل حجابه النور لو كشفها لاحرقت سبحات وجهه كل من ادرك بصره قال وحدثنا ابو احمد هارون ابن يوسف قال حدثنا ابن ابي عمر قال حدثنا المقرئ يعني عبد الله ابن يحني عبد الله ابن يزيد قال دفن المسعودي عن عمرو بن مرة عن ابي عبيدة عن ابي موسى الاشعري رضي الله عنه قال قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم باربع فقال ان الله تعالى لا ينام ولا ينبغي له ان ينام. وذكر الحديث قال وحدثنا جعفر بن محمد الصندلي قال حدثنا زهير بن محمد قال اخبرنا عبيد الله بن موسى عن سفيان عن حكيم عن حكيم ابن الديلمي عن ابي بردة عن ابي موسى رضي الله عنه قال قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم باربع فقال ان الله تعالى لا ينام ولا ينبغي له ان ينام وذكر الحديث بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين. اللهم فقهنا في الدين اللهم علمنا ما جهلنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والاكرام اما بعد هذا الباب باب الايمان بان الله عز وجل لا ينام. هو من جملة الابواب التي ساقها المصنف رحمه الله تعالى في باب المعرفة بالله والعلم باسمائه وصفاته وسبق ان عرفنا ان هذه المعرفة وهذا العلم بالله هو اساس صلاح العباد لان العبد كلما كان بالله اعرف كان منه اخوف ولعبادته اطلب وعن معصيته ابعد ولهذه المعرفة اثارها السلوكية على العبد في استقامته ولزومه ولزومه لطاعة الله سبحانه وتعالى ومجانبته لما يسخطه جل وعلا ويأباه فهي عظيم شأنها انما يخشى الله من عباده العلماء والمصنف رحمه الله تعالى نوع الابواب وساق فيها الاحاديث الكثيرة عن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم تعريفا بالرب العظيم وختم هذه الابواب بهذا الباب باب الايمان بان الله عز وجل لا ينام وهذا من اوصاف التنزيه فالله عز وجل منزه عن النوم وذلك لكمال حياته وكمال قيوميته كما اتضح ذلك من اية الكرسي التي صدر بها رحمه الله تعالى هذه الترجمة قال الله تعالى الله لا اله الا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم فهو منزه عن النوم لان النوم والنقص لان النوم نقص ولا يكون الا عن حاجة للتعب الذي يصيب من ينام والنصب وللحاجة الى الراحة والسكون حتى يتجدد النشاط وتتجدد القوة فهو نقص وظائف والله سبحانه وتعالى منزه عن النقائص لا شريك له سبحانه وتعالى منزه عن النقائص والعيوب وصفاته كلها كاملة وحياة الله سبحانه وتعالى حياة كاملة. الحي اي الحياة الكاملة فهي حياة لا يسبقها عدم ولا يلحقها فناء فهو الاول الذي ليس لاوليته ابتداء واخر وليس لاخريته انتهاء كما قال نبينا عليه الصلاة والسلام في دعائه اللهم انت الاول فليس قبلك شيء وانت الاخر فليس بعدك شيء ولا يعتري حياته سبحانه وتعالى نقص لا يعتريها نقص لا تأخذه سنة ولا نوم فهي حياة كاملة حياة تامة وكذلك قيومية الله قيامه بنفسه وقيام خلقه باقامته لهم سبحانه وتعالى فمن هو قائم على كل نفس بما كسبت ان الله يمسك السماوات والارض ان تزول ولإن زالة ان امسكهما من احد من بعده من اياته ان تقوم السماء والارض وان تقوم السماء بامره فهذه المخلوقات قائمة امر الله سبحانه وتعالى القيوم والنوم نقص يتنافى مع الحياة ويتنافى مع القيومية والله منزه عن ذلك لا تأخذه سنة ولا نوم والسنة النعاس الذي يكون قبل النوم والله منزه تبارك وتعالى عن ذلك كله وهذه المعرفة بالله جل في علاه وانه منزه عن ذلك يثمر في العبد المراقبة والاقبال على الله عز وجل ودوام الملازمة لطاعته مثل ما سيأتي معنا في الحديث الذي ساقه يرفع اليه عمل الليل قبل النهار وعمل النهار قبل الليل فمعرفة الله سبحانه وتعالى بذلك يكسب العبد مداومة على الطاعة وملازمة العبادة وحسن التقرب الى الله جل وعلا وقد بدأ المصنف رحمه الله هذه الترجمة بقول الله عز وجل الله لا اله الا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم وهذه الاية الكريمة هي اعظم اية في كتاب الله عز وجل وذلك لانها اخلصت للتعريف بالرب وبيان عظمته ووجوب توحيده واخلاص الدين له وذكر البراهين والدلائل على ذلك ففيها من اسماء الله تبارك وتعالى خمسة اسماء ومن صفاته ما يزيد على العشرين صفة ومن دلائل توحيده ما يربو على العشر دلائل وهذا لم يجتمع في اية اخرى من كتاب الله سبحانه وتعالى وانما جاء نظير ذلك وما يقاربه في ايات متفرقات. اما هذه الاية العظيمة اية الكرسي فانها جمعت هذا الجمع العظيم من تعريف بالله ودلائل توحيده وعظمته سبحانه وتعالى فكانت اعظم اية في كتاب الله جل وعلا ولهذا جاء في الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم لقي ابيا فقال يا يا ابي اي اية معك من كتاب الله اعظم وابي يحفظ القرآن كله والقرآن فيه اكثر من ستة الاف اية قال اي اية من كتاب الله معك اعظم قلت الله ورسوله اعلم قال يا ابي اي اية معك؟ من كتاب الله اعظم. اعاد عليه الصلاة والسلام السؤال ففهم ابي ان هذا اذن اذن له بالاجتهاد في معرفة جواب هذا السؤال بين يدي النبي عليه الصلاة والسلام فقال على الفور رضي الله عنه اية الكرسي الله لا اله الا هو الحي القيوم قال فضرب النبي عليه الصلاة والسلام بيده على صدري وقال ليهنك العلم يا ابا المنذر اي هنيئا لك هذا العلم الذي ساقه الله اليك ووفقك تحصيله ليهنك العلم يا ابا المنذر وابي رظي الله عنه لما اذن له النبي صلى الله عليه وسلم بين يديه ان يجتهد في تعيين هذه الاية لم يذهب ذهنه الا الى ايات التوحيد لان التوحيد هو اعظم شيء في كتاب الله ثم اتى الى هذه الاية التي اجمع ايات التوحيد تعريفا بالرب وبيانا عظمته سبحانه وتعالى وذكرا لاسمائه وصفاته وبيانا لدلائل توحيده ووجوب اخلاص الدين له فهي اجمع اية في في هذا الباب فعينها رضي الله عنه فهنأه النبي عليه الصلاة والسلام وهذا يستفاد منه مكانة التوحيد في قلوب الصحابة رضي الله عنهم وادراكهم ان التوحيد هو اعظم المطالب واجل المقاصد على الاطلاق وفي هذه الاية الكريمة اية الكرسي هذا الوصف لله عز وجل لا تأخذه سنة ولا نوم وموطن الشاهد الترجمة لا تأخذه سنة ولا نوم اي انه منزه عن ذلك جل في علاه لكمال اه حياته وكمال قيوميته سبحانه وتعالى ثم ساق رحمه الله حديث ابي موسى الاشعري رظي الله عنه قال قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بخمس كلمات قام فينا اي خطيبا قام فينا اي قام على قدميه في الصحابة رضي الله عنهم خطيبا معلما قال بخمس كلمات يعني كانت خطبته عليه الصلاة والسلام لا تزيد على خمس كلمات بينها في تلك الخطبة وفي ذلك القيام الذي قامه في اصحابه صلوات الله وسلامه وبركاته عليه وقوله خمس كلمات هذا فيه ظبط لي الكلمات التي سمعها من النبي صلوات الله وسلامه وبركاته عليه ثم ذكر الكلمات الخمس التي قام فيها قام بهم عليه الصلاة والسلام فيها وهي كلها في التوحيد والتعريف بالرب جل في علاه وهذا يستفاد منه ان مقام التوحيد مقام عظيم يحتاج الى علماء صادقين يقفون مواقف عظيمة في بيانه من خلال الدروس والخطب والمؤلفات حتى يعرف الناس ربهم ويحقق التوحيد له ويخلص دينهم له سبحانه وتعالى فالتوحيد اعظم المقامات واجلها وارفعها وحاجة الامة اليه اشد الحاجات وضرورتهم الى معرفة التوحيد هي اشد الضرورات لان المعرفة بالله سبحانه وتعالى وتوحيده واخلاص الدين له هو الاساس الذي يقوم عليه دين الله تبارك وتعالى فالدين لا يقوم الا على هذا الاصل العظيم والاساس المتين فان هذا الاصل لا الدين كالاصول للاشجار الم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة كلمة طيبة كشجرة طيبة اصلها ثابت وفرعها في السماء كما ان الاشجار لا تقوم الا على اصولها فالدين لا يقوم الا على اصله توحيد الله ولهذا عبادة بدون توحيد لا يقبلها الله ولا تنفع العابد عند الله سبحانه وتعالى ولو قام في العبادة قيام السارية ما تنفعه اذا لم تكن عبادته قائمة على التوحيد لله سبحانه وتعالى والاخلاص له جل في علاه. ولهذا فان مقام التوحيد هو اعظم المقامات وحاجة الامة الى مثل هذه الخطبة وهذا القيام الذي قامه النبي عليه الصلاة والسلام تعريفا بالرب جل وعلا هي اشد الحاجات واعظمها قال قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بخمس كلمات فقال ان الله عز وجل لا ينام ولا بغي له ان ينام ولكنه يخفض القسط ويرفعه يرفع اليه عمل الليل قبل عمل النهار ويرفع اليه عمل النهار قبل عمل الليل حجابه النور حجابه النار او قال النور لو كشفها لاحرقت سبحات وجهه ما انتهى اليه بصره من خلقه كما ترون هذا الحديث اخلص للتعريف بالرب كاية الكرسي تماما ليس فيه شيء اخر اخلص للتعريف بالرب سبحانه وتعالى ولهذا قال احد العلماء في الكلام على هذا الحديث ومعانيه قال معناه مسبوك من معنى اية الكرسي معناه مسبوق من معنى اية الكرسي فهو سيد الاحاديث كما انها سيد سيدة الاية كما انها هيئات الكرسي سيدة الاية فهذا الحديث حديث عظيم جدا في اه التعريف بالله سبحانه وتعالى حيث قام النبي عليه الصلاة والسلام هذا القيام وذكر للناس هذه الامور في التعريف بالله جل وعلا الاولى من الخمس الكلمات قوله ان الله عز وجل لا ينام ان الله عز وجل لا ينام اي اي انه سبحانه وتعالى مما ينزه ويجل عنه ويقدس النوم فهو لا ينام لان النوم نقص والله سبحانه وتعالى منزه عن النقائص هو والعيوب جل في علاه ان الله لا ينام والكلمة الثانية في الحديث في قوله ولا ينبغي له ان ينام الكلمة الثانية في الحديث ولا ينبغي له ان ينام وجعلت الكلمتان كلمة واحدة في آآ جعلت هاتان الكلمتان كلمة واحدة في بعض الروايات كما سيأتي معنا قام فينا باربع كلمات فتكون هذه كلمة واحدة وعلى رواية الخمس تكون كلمتين ان الله لا ينام كلمة ولا ينبغي له ان ينام كلمة اخرى ومعنى لا ينبغي اي مستحيل وممتنع في حقه مثل قوله في سورة في سورة مريم وما ينبغي للرحمن ان يتخذ ولدا اي مستحيل في حقه وممتنع في بحقه ذلك هذا كله نقص والله سبحانه وتعالى منزه عن عن ذلك ليس له الا صفات الكمال ونعوت الجلال سبحانه وتعالى قال ان الله عز وجل لا ينام ولا ينبغي له ان ينام ولا ينبغي له ان ينام واذا عرف العبد ربه بهذا الوصف عرفه بكمال التدبير لهذه المخلوقات والاطلاع على ما فيها واحاطة العلم بهذه الكائنات مثل ما هو مبين في اية الكرسي وايضا يورث العبد المراقبة لله وحسن التوكل عليه وتوكل على الحي الذي لا يموت فيورث العبد مراقبة ويورث العبد حسن توكل على الله وتفويض للامور اليه ويورث ايضا العبد مجادة للنفس على العبادة ولزوم طاعة الله سبحانه وتعالى ايضا يورث العبد استعدادا للقاء الله كما يقال الديان لا ينام الديان المحاسب الديان اسم من اسماء الله فالمحاسب الذي يحاسب العباد ويقفون بين يديه يوم القيامة لا ينام فيستعد العبد ويتهيأ للقاء الله سبحانه وتعالى ثم قال وهي الجملة الخامسة او الكلمة الخامسة الثالثة في هذه الكلمات الخمس قال يخفض القسط ويرفعه وهذا القدر فيه وصف الله سبحانه وتعالى بكمال العدل وكمال التدبير لان القسط هو العدل القسط هو العدل ولهذا جاء في الحديث المقسطون مر معنا قريبا المقسطون على منابر من نور يوم القيامة واقسطوا ان الله يحب المقسطين. القسط العدل فالله سبحانه وتعالى عدل في احكامه لا يظلم سبحانه وتعالى احدا واموره قائمة بالعدل قايمة بالوزن وما ننزله الا بقدر معلوم ما اموره كلها قائمة العدل قائمة على الانصاف جعل الامور في مواضعها قال يخفض القسط ويرفعه ثم الجملة الرابعة قال يرفع اليه عمل الليل قبل النهار وعمل النهار قبل الليل اي ان اعمال العباد ترفع اليه سبحانه وتعالى اولا باول قبل انقضاء النهار يرفع اليه عمل النهار وايضا الليل مثل ذلك يوضح هذا الحديث ما جاء في الحديث الاخر في في الصحيحين ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار يجتمعون في صلاتي الفجر والعصر ثم يعرج الذين باتوا فيكم اي الى الله ثم يعرج الذين باتوا فيكم يعني في صلاة الفجر يعرج الذين كانوا في الليل باتوا في العباد الى الله سبحانه وتعالى هذا العروج هو عروج يرفعون فيه اعمال العباد الى الله سبحانه وتعالى فيعرج الذين باتوا فيكم فيسألهم ربهم كيف تركتم عبادي تسلموا اعلم بهم سبحانه وتعالى. كيف تركتم عبادي فيقولون اتيناهم وهم يصلون وتركناهم وهم يصلون فما اعظم هناءة من وفقه الله صلاة وشهودها مع الجماعة وما اعظم خسران من كان في هذا الوقت نائما خائبا خاسرا ولعياذ بالله قالوا اتيناهم وهم يصلون وتركناهم وهم يصلون فهؤلاء يرفعون اه اعمال العباد الى الله يرفع اليه عملا ليل قبل النهار وعمل النهار قبل الليل واذا عرف الانسان هذه المعرفة اكسبته مسارعة في العمل ومجاهدة للنفس على العبادة والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا ولله المثل الاعلى الان الموظفين الان الموظفين اذا كانت التقارير تكتب وترفع اول باول بدقة بمتابعة دقيقة ورفع تقارير ينضبطون في اعمالهم ما يتعلق بالله اعظم ما يتعلق بالله سبحانه وتعالى اعظم وهذا الرفع ينبغي ان يحفز العبد ينبغي ان ان يحفز العبد على المجاهدة للنفس حتى لا يرفع عمل النهار الا وقد قدم شيئا يسره ان يكون عملا صالحا يرفع الى الله سبحانه وتعالى ومثله في الليل لكن اذا ضاع وقت الانسان في نهاره وفي ليله في مساخط الله وامور تغضب الله سبحانه وتعالى كيف تكون حاله في هذا الرفع للعمل الذي يعرض على الله سبحانه وتعالى اولا باول اعمال النهار قبل الليل تعرض واعمال الليل ايضا قبل النهار تعرض على الله سبحانه وتعالى قال يا يرفع اليه ام الليل قبل عمل النهار ويرفع اليه عمل النهار قبل عمل الليل ثم الجملة الاخيرة في هذا الحديث قوله حجابه النار او قال النور. وهذا فيه اثبات الحجب في اثبات الحجب وايضا ان الحجب من النور الحجب من النور حجابه النور بعض الروايات النار جعلها الله سبحانه وتعالى حجبا وهذه الحجب دل عليها دلال كثيرة والحكمة منها ايضا مبينة في الحديث قال حجابه النور لو كشفه لاحرقت سبحات وجهه سبحانه وتعالى انا سبحات الوجه اي بهاء الوجه وجماله ونوره لاحرقت سبحات وجهه وهذا في اثبات الوجه لله واثبات البصر على ما يليق بجلال ربنا سبحانه وتعالى وكمانه على القاعدة التي عرفنا من قول ربنا ليس كمثله شيء ليس كمثله شيء. وهو السميع البصير قال حجابه النور لو كشفه اي الحجاب لاحرقت سبحات وجه ما انتهى اليه بصر ومعلوم ان الله سبحانه وتعالى بصير ببصر يبصر جميع المخلوقات فمعنى ذلك معنى قول لاحرقت سبحات وجه منتهى اليه بصره من خلقه اي لاحرقت سبحات الوجه العالم السفلي والعلوي لا حرقت العالم السفلي والعلوي لكن يوم القيامة لكن يوم القيامة يجعل الله سبحانه وتعالى اهل الايمان قوة وقدرة وتمكنا من الرؤية رؤية الله سبحانه وتعالى ولهذا يوم القيامة تكشف الحجب لاهل الايمان مثل ما جاء في صحيح مسلم قال اذا اذا دخل اهل الجنة الجنة يقول الله سبحانه وتعالى هل تريدون شيئا ازيدكم فيقولون الم تدخلنا الجنة الم تنجنا من النار؟ الم تبيض وجوهنا قال في كشف الحجاب قال في كشف الحجاب فما اعطوا شيئا احب اليهم من النظر الى الله نسأل الله الكريم من فضله فما اعطوا شيئا احب اليهم من النظر الى الله سبحانه وتعالى. ففي يوم القيامة تكشف يكشف الحجاب يرى المؤمنون ربهم سبحانه وتعالى وهذه الرؤية هي اجل نعيما واعظم نعيم وفي دعاء نبينا عليه الصلاة والسلام اللهم اني اسألك لذة النظر الى وجهك والشوق الى لقائك في غير ظراء مضرة ولا فتنة مضلة والله يقول في القرآن الكريم وجوه يومئذ ناظرة من النظرة وهي الحسن والبهاء الى ربها ناظرة اي تنظر الى الله يوم القيامة بابصارهم وحق لها ان تكون ناظرة اي حسنة بهية وهي تنظر الى الله الكريم جل في علاه الحاصل ان هذا الحديث حديث عظيم جدا في التعريف بالله سبحانه وتعالى حتى ان احد العلم احد اهل العلم كما تقدم لعظم شأن هذا الحديث في بابه وصفه بانه السيد الاحاديث نعم قال رحمه الله تعالى وحدثنا جعفر الصندلي قال حدثنا زهير قال اخبرنا عبيد الله بن موسى عن اسرائيل عن منصورة عن ربعي بن حراش عن خراش عن خرشة ابن الحر قال دخلت على عبد الله بن سلام فانقبض مني حتى انتسبت له فعرفني فقال والله لا احدث بشيء الا وهو في كتاب الله عز وجل. ان موسى عليه السلام دنا من ربه عز وجل حتى سمع الاقلام فقال يا جبريل هل ينام ربك؟ قال جبريل يا رب يسألك هل تنام؟ قال يا جبريل اعطه قارورتين فليمسكهما الليلة لا ينام فاعطاه فنام فاصطدمت القارورتان فانكسرتا فقالا يا رب قد انكسرت القارورتان فقال يا جبريل انه لا ينبغي لي ان انام ولو نمت لزالت السماوات والارض نعم هذا الخبر الذي ختم به رحمه الله تعالى الشأن فيه كما قال الامام ابن كثير رحمه الله تعالى في كتابه التفسير قال هو من اخبار بني اسرائيل ومما يعلم ان موسى عليه السلام لا يخفى عليه مثل هذا من امر الله عز وجل وانه منزه عنه وموسى عليه السلام من اولي العزم من الرسل فلا يخفى عليه مثل هذا الامر بان يسأل مثل هذا السؤال هل ينام ربك وآآ شأنه عليه السلام اعظم في المعرفة بالله سبحانه وتعالى من ان يسأل سؤالا هذا فحواه هل ينام ربك فمن اخبار بني اسرائيل؟ وموسى عليه السلام كما قال الامام بن كثير رحمه الله تعالى لا يخفى عليه مثل هذا الامر من امر الله سبحانه وتعالى لكن جاء الخبر في بعض المصادر في تفسير ابن ابي حاتم كما ذكر ذلك ابن كثير ان بني اسرائيل قالوا يا موسى هل ينام ربك ان ان بني اسرائيل قالوا لموسى هل ينام ربك فقال اتقوا الله فناداه ربه عز وجل يا موسى سألوك هل ينام ربك فخذ زجاجتين اي كما جاء في هذا الخبر فخذ زجاجتين وتمسك الزجاجتين ليلة فاذا امسك المرء بالزجاجتين ليلة سينام وتصطدم احداهما بالاخرى تنكسران قال فخذ زجاجتين وذكر بنحو ما جاء في هذا الخبر الذي عندنا وهذا كما ذكر الالباني رحمه الله تعالى في اه في كلامي على هذا الحديث في السلسلة الظعيفة ذكر رحمه الله ان هذا هو الاشبه ذكر رحمه الله تعالى ان هذا هو الاشبه ان ان يكون السائل من بني اسرائيل لا ان يكون لا ان يكون السائل هو موسى عليه السلام وانما السالم بني اسرائيل وليس بغريب عليهم ان يسألوا مثل هذا وقد قالوا ارنا الله جهرة فلا يستغرب منهم يقول الشيخ رحمة الله عليه لا يستغرب منهم هذا السؤال فالخبر يعني فيه نكارة خبر منكر قد حكم علي بالنكارة يعني جمع من اهل العلم لكن بهذا السياق الذي اه اوردها ابن كثير من حديث ابن عباس موقوفا علي يتناسب مع ممن حكي عنهم هذا الخبر وهم بنوا إسرائيل اما موسى عليه السلام كما قاموا في المعرفة بالله سبحانه وتعالى اعظم من هذا؟ نعم قال محمد بن الحسين رحمه الله تعالى نعوذ بالله ممن لا يؤمن بجميع ما ذكرنا. وانما لا يؤمن بما ذكرناه الجهمية الذين خالفوا الكتاب والسنة وسنة الصحابة رضي الله عنهم وخالفوا ائمة المسلمين. فينبغي لكل مسلم عقل عن الله عز وجل ان يحذرهم على دينه. قال ابن المبارك رحمه الله انا لنستطيع ان نحكي كلام اليهود والنصارى ولا نستطيع ان نحكي كلام الجهمية تم الجزء الثامن من كتاب الشريعة بحمد الله ومنه وصلى الله على رسوله سيدنا محمد النبي واله وسلم. ويتلوه الجزء التاسع من الكتاب ان شاء الله تعالى وبه الثقة. نعم ختم رحمه الله تعالى هذا الباب بهذا التعوذ تعوذ بالله سبحانه وتعالى ممن لا يؤمن بجميع ما ذكرناه لان عدم الايمان باحاديث الرسول عليه الصلاة والسلام ولو حديثا واحدا هذا من الضلال من الضلال الذي يتعوذ بالله سبحانه وتعالى به فالمسلم يتعوذ بالله من الضلال ومن سبيل من سبيل اهل الضلال وفي دعاء الفاتحة اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين قال وانما لا يؤمن بما ذكرناه الجهمية. اي من سلك مسلكهم وسار على ناج من معطلة الصفات صفات الله سبحانه وتعالى الذين خالفوا الكتاب والسنة سنة الصحابة رضي الله عنهم وخالفوا ائمة المسلمين فينبغي لكل مسلم عقل عن الله عز وجل ان يحذرهم على دينه اي ان يكون على اشد ما يكون من الحذر منهم لا مجالسة ولا قراءة لكتبهم ولا سماعا لاقاويلهم لانها اقاويل ضلال وكلمات باطل ثم ختم رحمه الله تعالى هذا الاثر عن عبد الله ابن ابن المبارك رحمه الله تعالى قال ان لنستطيع ان نحكي كلام اليهود والنصارى ولا نستطيع ان نحكي كلام الجهميات هذا خرج مخرج التقبيح لكلام الجامية وانه في غاية الفحش وشدة الشناعة فقال ذلك محذرا رحمه الله تعالى من كلام الجهمية القائم على التعطيل لصفات ربنا سبحانه وتعالى. نسأل الله الكريم ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وان يصلح لنا شأننا كله وان يهدينا اليه صراطا مستقيما وان يغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا ولولاة امرنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات اللهم نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها امناها اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على ومن ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا. سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه. جزاكم الله خيرا