الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الامام ابو بكر محمد بن الحسين الاجري رحمه الله تعالى باب وجوب الايمان بالشفاعة قال محمد بن الحسين رحمه الله اعلموا رحمكم الله ان المنكر للشفاعة يزعم ان من دخل النار فليس بخارج منها وهذا مذهب المعتزل وهذا مذهب المعتزلة يكذبون بها وباشياء سنذكرها ان شاء الله يا لها اصل في كتاب الله عز وجل وسنن رسول الله صلى الله عليه وسلم وسنن الصحابة رضي الله عنهم ومن تبعهم باحسان وقول فقهاء المسلمين فالمعتزلة يخالفون هذا كله لا يلتفتون الى سنن الرسول صلى الله عليه وسلم ولا الى سنن اصحابه وانما يعارظون بمتشابه القرآن وبما اراهم العقل عندهم. وليس هذا طريق المسلمين انما هذا طريق من قد زاغ عن طريق حق قد لعب به الشيطان قد حذرنا الله عز وجل من من هذا صفته وحذرناهم النبي صلى الله عليه وسلم وحذرناهم ائمة المسلمين قديما وحديثا فاما ما حذرناهم الله عز وجل وانزله على نبيه صلى الله عليه وسلم وحذرناهم النبي صلى الله عليه وسلم فان الله عز وجل قال لنبيه هو الذي انزل عليك الكتاب منه ايات محكمات هن ام الكتاب واخر متشابهات الى قوله وما يذكر الا اولوا الالباب. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اللهم ات نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها اما بعد قال المصنف الامام الاجري رحمه الله تعالى باب وجوب الايمان بالشفاعة الشفاعة حق دلت عليها الدلائل الكثيرة دل عليها كتاب الله عز وجل ودلت عليها الاحاديث الكثيرة الصحيحة الثابتة عن نبينا الكريم عليه الصلاة والسلام ولا خلاف بين اهل العلم اهل الحق في اثباتها فالشفاعة مجمع على ثبوتها لا خلاف بين اهل العلم في ذلك لكن كما قال المصنف رحمه الله تعالى فان الزائغين عن طريق الهدى ممن يحكمون عقولهم ويعولون على ارائهم كذبوا بالشفاعة وصارت طريقتهم في هذا الباب طريقة اهل الزيغ الذين ذكرهم الله سبحانه وتعالى في قوله فاما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه. ابتغاء الفتنة انه ابتغاء تأويله فعمد هؤلاء الى ايات انزلها الله تبارك وتعالى في الكفار كقوله فما تنفعهم شفاعة الشافعين وانزلوها في عصاة الموحدين انزلوها في عصاة الموحدين فكذبوا بالشفاعة كذبوا بالشفاعة وزعم هؤلاء الضلال ان كل من دخل النار لا يخرج منها واستدلوا لذلك بايات جاءت في حق الكفار وما هم بخارجين من النار وانزلوها في عصاة الموحدين وكذبوا بالنصوص الكثيرة الصريحة الصحيحة في خروج عصاة الموحدين من النار برحمة ارحم الراحمين وبتكريمه سبحانه وتعالى للشافعين من الانبياء والملائكة عباده تبارك وتعالى الصالحين فعقد رحمه الله تعالى هذه الترجمة لبيان ان الشفاعة حق وان المنكرين انما هم اهل زيغ وضلال يتبعون ما تشابه من القرآن ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وذكر رحمه الله تعالى هذه الاية الكريمة المشتملة على التحذير من طريق هؤلاء وهي قول الله سبحانه وتعالى في سورة ال عمران هو الذي انزل عليك الكتاب منه ايات محكمات هن ام الكتاب. واخر متشابهات فاما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتراء تأويله وما يعلم تأويله الا الله والراسخون في العلم يقولون امنا به كل من عند ربنا وفي هذه الاية الكريمة ذكر ربنا سبحانه وتعالى ان القرآن منه ايات محكمات المراد بالاحكام وضوح المعنى وجلائه وظهوره ومنه ايات متشابهات والمراد بالتشابه خفاء المعنى وذكر سبحانه وتعالى طريقة الراسخين في العلم انهم يؤمنون بالمحكم والمتشابه لانه كله من عند الله لا يؤمنون ببعض ويكذبون ببعض كما هي طريقة اهل الضلال بل يؤمنون بالمحكم والمتشابه وما تشابه من ايات كتاب الله عليهم ردوه الى المحكم فينجلي التشابه برد المتشابه الى المحكم وهذه طريقة اهل العلم. لان القرآن فيه ايات محكمات وصفها الله بقوله هن ام الكتاب فاليها المرجع وعليها المعول ما تشابه من اي الكتاب اذا اعيد الى المحكم منه زال التشابه ولهذا اهل العلم هذه طريقتهم اما اهل الزيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة يعني قام اصلا في قلوبهم فتنة وتصورات فاسدة وعقائد منحرفة فيتبعون المتشابه من اي كتاب الله سبحانه وتعالى ليطوعوه الى مذاهبهم الفاسدة وعقائدهم الباطنة ولهذا من يستدلون بالقرآن على طريقتين الاولى طريقة اهل الحق يطلب الهدى من القرآن ان هذا القرآن يهدي للتي هي اقوم. يطلب هداه من القرآن ويأخذ عقيدته ابتداء من القرآن الطريقة الثانية طريقة اهل الزيغ وهم من قامت في قلوبهم اصلا تصورات وعقائد مسبقة ثم يأتي للقرآن من اجل ان يطوع بعظ ايات القرآن لعقيدته وان يحملها على نحلته وظلالته ومذهبه. هذه طريقة اهل الزيغ الذين حذرنا الله سبحانه وتعالى منهم طريقة هؤلاء انه يعتقد اولا ثم يستدل يعتقد اولا ثم يستدل ثم يطلب الادلة بتتبع المتشابه من اهل الكتاب ليطوع الايات للعقيدة التي يعتقدها فهو يعتقد اولا ثم يستدل بعد ذلك. اما اصحاب الحق والهدى فانهم ابتداء يطلبون هداهم من كتاب الله ان هذا القرآن يهدي للتي هي اقوم نعم قال رحمه الله تعالى حدثنا ابو احمد هارون ابن يوسف ابن زياد قال حدثنا محمد ابن ابي عمر العدني قال حدثنا عبد الوهاب الثقافي عن ايوب عن ابن ابي مليكة عن عائشة رضي الله عنها ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ هو الذي انزل عليك الكتاب منه ايات محكمات الاية فقال اذا رأيتم الذين يجادلون فيه فهم الذين عنى الله عز وجل فاحذروهم قال وحدثنا ابو بكر ابن ابي داوود قال حدثنا يونس بن حبيب الاصبهاني قال حدثنا ابو داوود الطيارسي قال اخبرنا حمادي عن ابن سلمة عن ابن ابي مليكة عن القاسم عن عائشة رضي الله عنها قالت تلى رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الاية هو الذي انزل عليك الكتاب منه ايات محكمات الى قوله عز وجل فاما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه. قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قد سماهم الله عز عز وجل لكم فاذا رأيتموهم فاحذروهم. قالها ثلاثا قال وحدثنا ابن ابي داوود قال حدثنا علي ابن سهل الرملي قال حدثنا الوليد بن المسلم عن حماد بن سلمة عن عبد الرحمن بن قاسم عن ابيه عن عائشة رضي الله عنها قالت نزع رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذه الاية فيتبعون ما تشابه منه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قد حذركم الله عز وجل فاذا رأيتموهم فاحذروهم. نعم ساق هنا رحمه الله تعالى حديث ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها ساقه من من طرق في ما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم حول هذه الاية الكريمة هو الذي انزل عليك الكتاب منه ايات محكمات هن ام الكتاب واوخر متشابهات فاما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه فقال صلوات الله وسلامه عليه قال اذا رأيتم الذين يجادلون فيه اي في كتاب الله فهم الذين عن الله اي اراد الله سبحانه فهم الذين انا الله فاحذروهم فالاية فيها التحذير من طرائق هؤلاء لان الله سماهم مثل ما في الرواية الاخرى الحديث قال في كالرواية الاخرى قد سمى سماهم الله لكم معنى سماهم اي وصفهم. سماهم اي وصفهم. وصفهم باهل الزيغ. الذين في قلوبهم زيغ وهذا الوصف لهؤلاء والتسمية لهم بهذا الاسم من رب العالمين كافية في الحذر منهم لان الله عز وجل سماهم بهذا الاسم ووصفهم بهذا الوصف الذين في قلوبهم زيغ لنكون على حذر منهم لنكون على حذر منهم فكل من كانت طريقته هذه الطريقة طريقة اهل الزي يتبع المتشابه من من اي كتاب الله سبحانه وتعالى يلبس على الناس يوهمهم انه يستدل بالقرآن وهو زائق ليس من اهل القرآن يوهمهم يقول قال الله تعالى ثم ينزل الاية في غير منزلها يجعل الاية في غير مواضيع هذا زائغ والعوام الجوهال يتورطون اذا سمعوا لاهل الزير يسمع يقول قال الله تعالى ثم ينزل ايات في غير محلها ويقال هذا يستدل بالقرآن وهو لا يستدل بالقرآن وهو ايضا ليس من اهل القرآن. وانما كما وصفه الله من اهل الزيغ لانه ينزل ايات كتاب الله على امور هو اصلا يعتقدها مسبقا ثم يحرف الايات ويتأول معانيها ويعمل على تطويعها لما لما يعتقد. فوصف هؤلاء بهذه الصفة اهل الزيغ اي قلوبهم منحرفة بعيدة عن صراط الله المستقيم يستوجب بعد المرء عن هؤلاء وحذره من من هؤلاء مجانبته لطريق هؤلاء كما قال نبينا عليه الصلاة والسلام فاحذروهم قال ثلاثا فاحذروهم اي كونوا على حذر تام من هؤلاء ومجانبة تامة لسماع اقاويلهم نعم قال رحمه الله تعالى حدثنا ابو محمد الحسن بن علو قال حدثنا ابو محمد الحسن بن علوية القطان قال حدثنا عاصم بن علي قال حدثنا الليث ابن سعد عن يزيد ابن ابي عن بكير بن عبدالله بن الاشج ان عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال ان ناسا يجادلونكم بشبيه القرآن فخذوهم بالسنن فان اصحاب السنن اعلم بكتاب لله عز وجل ثم اورد رحمه الله تعالى هذا الاثر العظيم عن الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وارضاه انه قال ان ناسا يجادلونكم شبيه القرآن او شبه القرآن المراد بذلك متشابه القرآن. ما ذكره الله في قوله منه ايات اه محكمات هن ام الكتاب واخر متشابهات فيقول سيأتي اقوام يجادلونكم بالمتشابه المتشابه في القرآن الايات التي هي ايات اه متشابهة اي في معناها فان فخذوهم بالسنن يعني اذا رأيتم هؤلاء فخذوهم السنن والمراد بالسنن اي الاحاديث الصحيحة الثابتة عن نبينا عليه الصلاة والسلام وكذلك الاثار المروية عن الصحب الكرام رضي الله عنهم وارضاهم الذين فقهوا التنزيل وشهدوا التنزيل معنى خذوهم بالسنن اي احتجوا عليهم بالسنن لان السنن الصحاح الثابتة تفسر القرآن فان القرآن يفسر بالقرآن اذا تشابهت اية من اية القرآن وردت الى المحكم من القرآن انجلى الاشتباه واتضح الامر فيفسر القرآن بالقرآن ويفسر القرآن بالسنن سنن الاحاديث الثابتة عن النبي الكريم عليه الصلاة والسلام وسيأتي معنا مثال عملي لهذه الطريقة من فعل جابر ابن عبد الله رضي الله عنه فيمن جادل بالقرآن منزلا له في غير منزلته فاحتج عليه بالسنن وان جلا الامر قال جادلوهم بالسنن اوردوا لهم الاحاديث الصحاح الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم التي تكشف الامر وتبينهم فهذه هذا منهج عظيم رأى ذكره عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال ان اناسا يجادلونكم بشبيه القرآن متشابه القرآن فخذوهم بالسنن. فان اصحاب السنن اعلم بكتاب الله فان اصحاب السنن اعلم بكتاب الله لان هذه اصح واسلم طريقه في تفسير القرآن ان يفسر القرآن بالقرآن وان يفسر باحاديث الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام وان يفسر اقاويل الصحابة رضي الله عنهم الذين شهدوا التنزيل بل ان جانبا من اقاويل الصحابة رضي الله عنهم في التفسير حكم اهل العلم فيه بانه له حكم الرفع بين الرسول عليه الصلاة والسلام وذلك ما كان ما ليس للرأي فيه مجال فالحاصل ان هذه طريقة سديدة وعظيمة ارشد اليها عمر بن الخطاب رضي الله عنه وارضاه. نعم قال رحمه الله تعالى واخبرنا ابو عبيد علي ابن الحسين ابن حرب القاضي قال حدثنا الحسن بن محمد الزعفراني قال حدثنا سعيد سليمان قال حدثنا عبد الواحد بن سليم قال حدثنا يزيد الفقير قال كنا بمكة من قبطانها وكان معي اخ لي يقال له طلق ابن حبيب وكنا نرى رأي الحرورية فبلغنا ان جابر بن عبدالله الانصاري رضي الله عنهما قدم وكان يلزم في كل موسم فاتيناه فقلنا له بلغنا عنك قول في الشفاعة وقول الله عز وجل يخالفك. فنظر في وجوهنا وقال من اهل عراقي انتم؟ فقلنا نعم فتبسم او ضحك. وقال اين تجدون في كتاب الله عز وجل؟ قلنا حيث يقول ربنا عز وجل في كتابه ربنا انك ما تدخل النار فقد اخزيته. وما للظالمين من انصار وقال عز وجل يريدون ان يخرجوا من النار وما هم بخارجين منها. وقوله عز وجل كلما ارادوا ان يخرجوا منها من غم اعيدوا فيها واشبه هذا من القرآن واشبه هذا من القرآن. فقال انتم اعلم بكتاب الله عز وجل ام فقلنا بل انت اعلم به منا. قال فوالله لقد شهدت تنزيل هذا على رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولقد شهدت تأويله من رسول الله صلى الله عليه وسلم جادلوه بالقرآن فاخذهم بالسنن. جادلوا بالقرآن يعني جاؤوا بهذه ايات انزلوها في غير منازلها وحملوها على غير محاملها فجادلهم رضي الله عنه بالسنن قال قد شهدت تنزيل هذا على رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولقد شهدت تأويله اي تفسيره من رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم قال ولقد شهدت تأويله من رسول الله صلى الله عليه وسلم وان الشفاعة في كتاب الله عز وجل لمن عقل وان الشفاعة في كتاب الله لمن عقل. هنا ايضا تفسير للقرآن بالقرآن توضيح لايات القرآن بآيات اخرى من كتاب الله عز وجل فما تشابه من اي الكتاب يرد الى المحكم فينجلي ما فيه من تشابه. نعم قلنا واين الشفاعة؟ قال في سورة المدثر. قال فقرأ علينا ما سلككم في سقر؟ قالوا لم نك من المصلين ولم نكون نطعم المسكين وكنا نخوض مع الخائضين وكنا نكذب بيوم الدين حتى اتانا اليقين فما تنفعه هم شفاعة الشافعين. هذا قول الله فيمن يكذب بيوم الدين الكفار المشركين الذين لا لا يؤمنون. قال فما تنفعهم شفاعة الشافعين فهذا حكم خاص بهؤلاء فما تنفعهم شفاعة الشافعين اما الموحد العاصي فحكم اخر تنفعه الشفاعة كما دلت على ذلك الدلائل الكثيرة. نعم ثم قال الا ترونها حلت لمن لم يشرك بالله عز وجل شيئا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان الله عز الان الاخذ بالسنن يعني جاء بحديث يبين ان الشفاعة ثابتة عن نبينا الكريم عليه الصلاة والسلام نعم سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان الله عز وجل خلق الخلق ولم يستعن على ذلك احدا. ولم يشاور فيه احد ثم اماتهم ولم يستعن على ذلك احدا ولم يشاور فيه احدا ثم احياهم ولم يستعن على ذلك احدا لم يشاور فادخل من شاء الجنة برحمته وادخل من شاء النار بذنبه. ثم ان الله عز وجل تحنن على الموحدين. فبعث بملة من قبل بماء ونور فدخل النار فنضح فلم يصب الا من شاء الله ولم يصب الا من خرج من الدنيا ولم يشرك بالله شيئا فاخرجهم حتى جعلهم بفناء الجنة ثم رجع الى ربه عز وجل فامده بماء ونور. فنضح فلم يصب الا من شاء الله ولم يصب الا من خرج من الدنيا ولم يشرك بالله شيئا الا اصابه ذلك النصح. ذلك النضح فاخرجهم حتى جعلهم بفناء الجنة ثم اذن للشفعاء فشفعوا لهم فادخلهم الجنة برحمته وشفاعة الشافعين احتج عليهم رضي الله عنه وارضاه بالسنن وانه شهد التنزيل وسمع من النبي الكريم عليه الصلاة والسلام تأويل اي تفسير هذه النصوص سمع منه عليه الصلاة والسلام ما يتعلق بالشفاعة للعصاة وانهم يخرجون من النار واما الايات التي فيها انهم ليسوا بخارجين من النار وما هم بخارجين من النار كلما ارادوا ان يخرجوا منها من غم اعيد فيها هذه الايات خاصة بالكفار الذين ماتوا على الكفر والشرك بالله سبحانه وتعالى وبهذا يعلم فساد طريقة هؤلاء انهم اتوا الى ايات انزلها الله سبحانه وتعالى في حق كفار المشركين فجعلوها في حق عصاة الموحدين وهذه من طرائق اهل الزيغ الذين حذرنا الله سبحانه وتعالى من سبيلهم هذا الحديث جاء في صحيح مسلم ولفظه عند مسلم ان يزيد الفقير قال كنت قد شغفني من رأي الخوارج يعني دخل في قلبه وتمكن مني من رأي الخوارج فخرجنا وعصابة ذوي عدد نريد ان نحج ثم نخرج على الناس يعني عقدوا العزم على ان يحجوا ثم بعد الحج يخرجوا على الناس قال فمررنا بالمدينة فاذا جابر بن عبدالله رضي الله عنه وارضاه يحدث القوم جالس الى سارية اي من سواري مسجد النبي الكريم عليه الصلاة والسلام فاوردوا عليه هذا الايراد كما في هذا السياق فاحتج عليهم رضي الله عنه بالسنن الاحاديث آآ الثابتة عن النبي الكريم عليه الصلاة والسلام في الشفاعة فقال بعضهم لبعض اترون هذا الشيخ يكذب على رسول الله؟ يعني هذا الصحابي الجليل يكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في في تمام الحديث كما في صحيح مسلم فرجعنا فلا والله ما خرج منا غير واحد. كانوا مجموعة ذوي عدد مروا المدينة في طريقهم للحج ومن نيتهم بعد الحج مباشرة ان يخرجوا على الناس وان يشهروا السيف في رقاب المسلمين على طريقة الخوارج قيض الله لهم هذا الخير فمروا المدينة ووجدوا جابر بن عبد الله في مسجد النبي عليه الصلاة والسلام يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر لهم من حديث الرسول عليه الصلاة والسلام وجادلهم بالسنن فانجلى عنهم الامر فرجعوا كلهم عن هذه الطريقة الضالة بفظل الله سبحانه وتعالى عليهم ان يسر لهم اللقاء بهذا الصحابي الجليل فسألوه وهذا فيه من الفائدة ان من قامت في نفسه شبهة او علقت في نفسه ضلالة فان الواجب عليه ان يرجع فيها الى الاكابر من اهل العلم واهل الفضل فاسألوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون فانه اذا يسر الله له الرجوع اليهم والسماع منهم والاخذ عنهم ينجلي ينجلي عنه باذن الله سبحانه وتعالى ما قام فيه من شبهة او ضلالة. نعم قال رحمه الله تعالى واخبرنا ابو القاسم عبدالله بن محمد بن عبدالعزيز البغوي قال حدثنا شيبان بن فروخ قال حدثنا مبارك ابن فضاء ابن فضالة قال حدثنا يزيد ابن صهيب قال مررت بجابر ابن عبدالله رضي الله عنهما وهو في حلب وهو في حلقة يحدث اناسا فجلست اليه فسمعته يذكر اناسا يخرجون من النار. قال وكنت يومئذ انكر ذلك. يعني وافق ان الدرس الذي كان يلقيه رضي الله عنه في هذا الباب الذي علقت في نفوس هؤلاء الشبهة فيه وشغفهم ذلك الرأي فكان يتكلم في الباب نفسه يقول سمعته يذكر اناسا يخرجون من النار وهم عقيدتهم ما هي ان من دخل النار لا يخرج منها ويستدلون وما هم بخارجين من نار. كلما ارادوا ان يخرجوا منها اعيدوا فيها. هذي ايات في الكفار انزلوها على عصاة اه الموحدين وصار حكمهم في كل من دخل النار انه لا يخرج من النار ويبقى فيها ابد الاباد. وسووا بظلالتهم هذه بين من دخل النار مشركا بالله ومن دخل النار بسبب معصية من المعاصي هذا المشرك عندهم وهذا العاصي كلاهما في النار مخلدين ابد الاباد ويستدلون قوله وما هم بخارجين من النار كلما ارادوا ان يخرجوا منها اعيدوا فيها انزلوا هذه الاية على الجميع وانما هي خاصة في الكفار المكذبين نعم قال وكنت يومئذ انكر ذلك قال فقلت والله ما اعجب من الناس ولكن اعجب منكم اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الله عز وجل يريدون ان يخرجوا من النار وما هم بخارجين منها ولهم عذاب مقيم فانتهرني اصحابه وكان احلامهم انتهرني اصحابه لانه تكلم في مجلس العلم بكلام باطل اعتراض وجرأة على آآ العلم ومقام العلم وعلى النصوص فانتهروا اصحاب جابر رضي الله عنه قال وكان احلمهم اي جابر رضي الله عنه ادرك ان الرجل فيه شبهة وبحاجة الى ان يلاين ويبين له عسى ان تنجلي عنه. نعم قال فانتهرني اصحابه وكان احلامهم فقال دعوا الرجل ثم قال انما قال الله عز وجل كما قال ان الذين كفروا لو ان لهم ما في الارض جميعا ومثله معه ليفتدوا بيوم القيامة ما تقبل منهم ولهم عذاب اليم يريدون ان يخرجوا من النار وما هم بخارجين منها ولهم عذاب مقيم. نعم وما هم بخارجين منها اي الذين كفروا. الاية في الكفار فكيف تنزل في عصاة الموحدين الذين جاءت النصوص الصحيحة الصريحة الثابتة في انهم يخرجون من النار يخرج من النار يقول عليه الصلاة والسلام يخرج من النار من كان في قلبه ادنى مثقال ذرة من ايمان فكيف تحمل هذه الايات على من اخبر النبي عليه الصلاة والسلام انهم يخرجون من النار نص على ذلك نصا صريحا قال يخرج من النار من من قال لا اله الا الله وفي قلبه ادنى مثقال ذرة من ايمان. نعم قال اوما تقرأ القرآن ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى ان يبعثك ربك مقاما محمودا. هذه الاية في الشفاعة في المقام المحمود هو الشفاعة فسر فسر النبي عليه الصلاة والسلام المقام المحمود بالشفاعة نعم قال فان الله عز وجل عذب قوما بخطاياهم فان شاء ان يخرجهم اخرجهم قال فلم اكذب فلم اكذب به بعد ذلك قول جابر رضي الله عنه فان شاء ان يخرجهم اخرجهم هذا مأخوذ من القرآن في قول الله سبحانه وتعالى ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ولهذا جابر رضي الله عنه يقول فان شاء ان يخرجه اخرجهم لان الكفار حكم الله في الاية بان بانهم لا مطمع لهم في المغفرة اطلاقا لمن مات كافرا مشركا بالله لا لا مطمع له في المغفرة اطلاقا ان الله لا يغفر ان يشرك به يعني في حق من مات على ذلك اما ما دون الشرك من المعاصي فقد قال الله سبحانه وتعالى ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء. نعم قال فلم آآ اكذب به بعد ذلك. يعني لم اكذب بهذا الامر بعد ذلك يعني بعد ان اتضح وجاء في لفظ مسلم فرجعنا اي كل المجموعة المجموعة الذين كانوا معه كلهم رجعوا الا شخص واحد نعم قال محمد بن الحسين رحمه الله تعالى ان المكذب بالشفاعة اخطأ في تأويله خطأ فاحشا خرج به عن الكتاب والسنة وذلك انه عمد الى ايات من القرآن نزلت في اهل الكفر. اخبر الله عز وجل انهم اذا دخلوا النار انهم غير خارجين منها فجعلها المكذب بالشفاعة في الموحدين. ولم يلتفت الى اخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم في اثبات الشفاعة انها انما هي لاهل الكبائر والقرآن يدل على هذا فخرج بقوله السوء عن جملة ما عليه اهل الايمان واتبع غير سبيلهم قال الله عز وجل ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا. نعم يعني انتبه هنا الى امرين. قوله رحمه الله ولم يلتفت الى اخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم في اثبات الشفاعة انها انما هي لاهل كبائر هذا ثبت بالاحاديث صحيحة هذا الاول. الثاني يقول رحمه الله تعالى والقرآن يدل على هذا والقرآن يدل على هذا القرآن في مواضع كثيرة يدل على هذا مثل الاية التي اشرت اليها وهي قوله ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء مثل فما تنفعهم شفاعة الشافعين هذا الذي يكذب بيوم الدين اذا هناك صنف اخر ماذا تنفعهم شفاعة الشافعين هؤلاء مكذبين بيوم الدين. ما تنفعهم شفاعة الشافعي فمفهوم الاية ان صنفا اخر من الناس يأتون بالذنوب والمعاصي التي دون الكفر دون التكذيب بيوم الدين فتنفعهم الشفاعة فشفاعة الشافعين لا تنفع هذا الصنف الذين هم الكفار المكذبين بيوم الدين. اما من سواهم فان آآ الشفاعة تنفعهم. فالقرآن دل على ذلك والسنة جاءت مصرحة بذلك احاديثها وسيسوق المصنف لاحقا اه جملة منها نعم قال محمد بن الحسين رحمه الله تعالى فكل من رد سنن رسول الله صلى الله عليه وسلم وسنن الصحابة رضي الله عنهم فهو من شاقق الرسول وعصاه وعصى الله عز وجل بتركه قبول السنن. ولو عقل هذا الملحد هذا الضلال يقول هؤلاء رجال ونحن رجال الصحابة يقصد يقول فهؤلاء رجال ونحن رجال يعني هم لهم فهم ونحن لنا فهم ثم يساقر الرسول يتبع غير سبيل المؤمنين ويأتي باراء وفهوم عوجاء منحرفة بعيدة كل البعد عن صراط الله المستقيم. نعم قال رحمه الله تعالى ولو عقل هذا الملحد وانصف من نفسه علم ان احكام الله تعالى وجميع ما تعبد به خلقه انما تؤخذ من الكتاب والسنة. وقد امر الله عز وجل نبيه صلى الله عليه وسلم ان يبين لخلقه ما انزله عليهم من ما تعبدهم به فقال جل ذكره وانزلنا اليك الذكر لتبين للناس ما نزل اليهم ولعلهم يتفكرون وقد بين صلى الله عليه وسلم لامته جميع ما فرض الله عليهم من جميع الاحكام وبين لهم امر الدنيا وامر الاخرة وجميع ما ينبغي ان يؤمنوا به ولم يدعهم جهلة لا يعلمون حتى اعلمهم امر الموت والقبر وما يلقى المؤمن وما يلقى الكافر وامر المحشر والوقوف وامر الجنة والنار حالا بعد حال يعرفه اهل الحق. وسنذكر كل باب في موضعه ان شاء الله فاعلموا يا معاشر المسلمين ان اهل الكفر لما دخلوا النار ورأوا العذاب الاليم واصابهم الهوان الشديد نظروا الى قوم من الموحدين معهم في النار فعيروهم بذلك وقالوا ما اغنى عنكم اسلامكم في الدنيا وانتم معنا في النار فزاد اهل التوحيد من المسلمين فزاد فزاد اهل التوحيد من المسلمين حزنا وغما فاطلع الله عز وجل على ما نالهم من الغم بتعيير اهل الكفر لهم فاذن لهم في الشفاعة فيشفع الانبياء والملائكة شهداء والعلماء والمؤمنون فيمن دخل النار من المسلمين. فاخرجوا منها على حسب ما اخبرنا رسول الله صلى الله عليه قل معنى طبقات شتى فدخلوا فاخرجوا فاخرجوا منها على حسب ما اخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على طبقات شتى فدخلوا الجنة فلما فقدهم اهل الكفر ودوا حينئذ لو كانوا مسلمين وايقنوا ان ليس شافع يشفع لهم ولا صديق كن حميم يغني عنهم من عذابهم شيئا. قال الله عز وجل في اهل الكفر لما نضجوا بالعذاب وعلموا ان الشفاعة لغيرهم قالوا فهل لنا من شفعاء فيشفع لنا او نرد فنعمل غير الذي كنا نعمل. الاية. وقال الله عز وجل فكوكبوا فيها هم والغاوون وجنود ابليس اجمعون. قالوا وهم فيها يختصمون ان كنا لفي ضلال مبين اذ نسويكم برب العالمين وما اضلنا الا المجرمون فما لنا من شافعين ولا صديق حميم وقال الله عز وجل في سورة المدثر وقد اخبر ان الملائكة قالت لاهل الكفر ما سلككم في سقر؟ قالوا لم نك من المصلين ولم نك نطعم المسكين. وكنا نخوض مع الخائضين. وكنا نكذب بيوم الدين حتى اتانا اليقين فما تنفعهم شفاعة الشافعين قال محمد بن الحسين رحمه الله هذه كلها اخلاق الكفار. فقال عز وجل فما تنفعهم شفاعة الشافعين دل على ان فدل على ان لابد من شفاعة وان الشفاعة لغيرهم لاهل التوحيد خاصة قوله رحمه الله كلها اخلاق الكفار اي احكام تخص الكفار لا يدخل فيها عصاة الموحدين. ولهذا قال فما تنفعهم شفاعة الشافعين فدل على ان لابد من شفاعة فما تنفعهم شفاعة الشافعين اي من هذه اخلاقهم من هذه اوصافهم من هذه اعمال ما تنفعهم شفاعة الشافعين فدل على ان لابد من شفاعة وان الشفاعة لغيرهم لاهل التوحيد خاصة. نعم وقال الله عز وجل تلك ايات الكتاب وقرآن مبين. الاية هذه يستدل بها من ينكر الشفاعة وهي في الحق حجة عليه لا له نعم وقال الله عز وجل تلك ايات الكتاب وقرآن مبين ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين قال محمد بن الحسين رحمه الله وانما يود الكفار لو كانوا مسلمين عندما رأوا معهم في عندما رأوا من معهم في النار او عندما رأوا معهم في النار قوما من الموحدين فعيروهم وقالوا ما اغنى عنكم اسلامكم وانتم معنا في النار فحزنوا من ذلك فامر الله عز وجل الملائكة والانبياء ومن سائر المؤمنين ان يشفعوا فيهم فشفعوا فاخرج من فاخرج من في النار من اهل التوحيد ففقدهم اهل الكفر. وسألوا عنهم فقيل شفع فيهم الشافعون لانهم كانوا مسلمين. فعند هاودوا لو كانوا مسلمين حتى تلحقهم الشفاعة. هذا المعنى الذي ذكره رحمه الله تعالى جاءت فيه اثار عديدة عن الصحابة والتابعين في تفسير هذه الاية بل جاء فيه حديث مرفوع صح عن نبينا الكريم عليه الصلاة والسلام في تقرير هذا المعنى الذي ذكره وقد خرجه ابن ابي عاصم في اه السنة والامام بن جرير في التفسير من حديث ابي موسى الاشعري عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال اذا اجتمع اهل النار في النار ومعهم اهل يعني عصاة الموحدين ومعهم اهل القبلة من شاء الله قالوا ما اغنى عنكم اسلامكم الكفار يقول يقولون للمسلمين في النار ما اغنى عنكم اسلامكم وقد صرتم معنا في النار قالوا كانت لنا ذنوب فاخذنا بها فسمع الله بما قالوا قال فامر بمن كان في النار من اهل القبلة فاخرجوا قال فقال الكفار يا ليتنا كنا مسلمين فنخرج كما خرجوا قال وقرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم الف لام راء كايات الكتاب وقرآن مبين ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين. نعم قال رحمه الله تعالى حدثنا ابو محمد يحيى بن محمد بن صاعد قال حدثني الحسين ابن الحسن المروزي قال اخبرنا اسماعيل ابن ابراهيم قال اخبرنا هشام الاستوائي قال حدثنا حماد قال سألت ابراهيم عن هذه الاية ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين. قال حدثت ان المشركين قالوا لمن دخل النار ما اغنى عنكم ما كنتم تعبدون. فيغضب الله عز وجل لهم فيقول للملائكة والنبيين اشفعوا فيشفعون فيخرجون من النار حتى ان ابليس ليتطاول رجاء ان يخرج معهم فعند ذلك ود الذين كفروا لو كانوا مسلمين قال واخبرنا الفيريابي قال حدثنا محمد بن المثنى قال حدثنا عبد الملك بن عمرو قال حدثنا ابراهيم بن طهمان عن عطاء بن السائب عن مجاهد عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله عز وجل رب ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين قال لا تزال الرحمة والشفاعة حتى يقال ليدخلن الجنة كل مسلم. قال فعند ذلك يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين قال محمد بن الحسين رحمه الله تعالى بطلت حجة من كذب بالشفاعة الويل له ان لم يتب. بطلت يقول رحمه الله على حجة من كذب بالشفاعة ما كان يتعلق به من يكذب بالشفاعة من ايات تبين بما سبق ان الايات التي يحتج بها ليس له فيها حجة وليس فيها متعلق لان معناها واضح وقد جاءت نصوص اخرى في القرآن وفي احاديث الرسول عليه الصلاة والسلام وفي المروي عن الصحابة رضي الله عنهم ما يفسر هذه الايات ويبين معناها فما بقي له حجة فمن كذب بالشفاعة بطلت حجته اي بما سبق من تقرير وبيان. الويل له ان لم يتب قامت عليه الحجة الويل له ان لم يتب ثم نقل اثرا عظيما في هذا المعنى عن انس ابن مالك رضي الله عنه نعم وقد روي عن انس بن مالك رضي الله عنه قال من كذب بالشفاعة فليس له فيها نصيب قال اخبرنا ابو جعفر محمد بن صالح بن ضريح العكبوري قال حدثنا هناد بن السري قال حدثنا ابو معاوية عن عاصم عن انس بن مالك رضي الله عنه قال من كذب بالشفاعة فليس له فيها نصيب نعم ختم بهذا الاثر عن انس رضي الله عنه من كذب بالشفاعة فليس له فيها نصيب لانه مكذب بها غير مؤمن بها فلا نصيب له. ومثل هذا ايضا قال العلماء رحمهم الله في الحوض وفي غيره قال من كذب بالحوظ حري الا يشرب منه كذلك من يكذب والعياذ بالله بالرؤيا رؤية الله سبحانه وتعالى فلا يقوم في قلبه طمع فيها اصلا فحري به ان يكون محروما وهذه المعاني جاءت لها نظائر كثيرة عن ائمة السلف رحمهم الله وهذا ايضا يفيدنا خطورة العقائد الباطلة على اصحابها وانها من موجبات الحرمان واسباب الخسران في الدنيا والاخرة. نعوذ بالله من موجبات غضب جل في علاه نسأله سبحانه ان يصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا وان يصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا وان يصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا. وان يجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا. من كل شر اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا ولولاة امرنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم الاموات اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصينا من طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون علينا مصائب الدنيا اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما حييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا سلط علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه. جزاكم الله خيرا