الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الامام ابو بكر محمد بن الحسين الاجري رحمه الله تعالى باب ما روي ان الشفاعة انما هي لاهل الكبائر قال حدثنا ابو محمد يحيى ابن محمد ابن صاعد قال حدثنا عمر ابن علي قال حدثنا ابو داوود يعني الطيالسي قال حدثنا محمد بن ثابت البناني عن جعفر عن جعفر بن محمد عن ابيه عن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم شفاعتي لاهل الكبائر من امتي قال وحدثنا ابو بكر محمد بن اسماعيل البندار قال حدثنا محمد بن بشار بن دار قال حدثنا ابو داوود قال حدثنا محمد بن ثابت البناني عن جعفر بن محمد عن ابيه عن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال شفاعتي لاهل الكبائر من امتي قال لي جابر يا محمد من لم يكن من اهل الكبائر فما له وللشفاعة بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد هذا الباب والباب الذي قبله وما يأتي ايظا من ابواب بعده عديدة نوع فيها المصنف رحمه الله تعالى الاستدلال لثبوت الشفاعة شفاعة النبي عليه الصلاة والسلام وشفاعة غيره لاهل الكبائر وهم عصاة الموحدين والمراد من هذه التراجم اثبات هذا الامر الذي دلت عليه الدلائل الكثيرة المتنوعة والاحاديث الصحاح عن الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام. وفي الوقت نفسه الرد على اهل الضلال وفرق الباطل الذين جحدوا ذلك وانكروه. وبخاصة الخوارج والمعتزلة والذين جحدوا اخراج عصاة الموحدين من النار ونزلوا عليهم الايات الواردة في الكفار وخلودهم في النار وانهم لا يخرجون منها وما هم بخارجين من النار فجحدوا الشفاعة وانكروها ولهذا فان الاجر رحمه الله تعالى نوع في سوق الادلة المثبتة للشفاعة المقررة لها والمتضمنة للرد على هؤلاء الجاحدين لها وفي هذه الترجمة قال رحمه الله ما روي ان الشفاعة انما هي لاهل الكبائر انما هي لاهل الكبائر المراد باهل الكبائر اي عصاة الموحدين الذين ماتوا على هذه الكبائر على هذه المعاصي اما من تاب من معصيته قبل ان يلقى الله سبحانه وتعالى تاب الله عليه وغفر له وهو الذي يقبل التوبة سبحانه وتعالى ويعفو عن السيئات. فمن تاب من الذنب تاب الله عليه وانما المراد هنا من مات على هذه الذنوب ولقي الله سبحانه وتعالى بها. قد قال الله عز وجل ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء وهذه الاية في حق من مات على ذلك فان من مات على الشرك لا ما طمع له اطلاقا في مغفرة الله ورحمته واما من مات على ذنب دون الشرك وهم اهل الكبائر فهم تحت المشيئة مشيئة الله سبحانه وتعالى ان شاء عذبهم وان شاء رحمهم وان عذبهم فانهم لا يخلدون من لا لا يخلدون في النار وفي ذلك اليوم العظيم يكرم الله سبحانه وتعالى انبيائه وملائكته والصالحين من عباده ويظهر علو مكانتهم ورفعة شأنهم فيكون خروج هؤلاء من النار بالشفاعة يشفع النبي عليه الصلاة والسلام وتشفع الملائكة وكم من ملك وكم من ملك في السماوات لا تغني شفاعتهم شيئا الا من بعد ان يأذن الله لمن يشاء ويرضى تشفع الملائكة ويشفع ايضا الصالحين من عباد الله اهل الفضل في الدنيا والخلق والديانة اهل الرحمة بالناس من كان رحيما بالناس في الدنيا فانه وناصحا لهم وكافا للسانه عن اعراضهم فانه اهل يوم القيامة ان يكون شفيعا لهم عند الله مثل ما جاء في الحديث قال ان الطعانين واللعانين لا يكونوا شهداء ولا شفعاء يوم القيامة لان الناس ما سلموا منهم في الدنيا طعنا ولعنا لكن من فاذاه عن الناس لعنهم والطعن فيهم وفي اعراضهم حفظ لسانه احب لهم الخير رحمهم فان من كان كذلك يكون اهلا لان يكون شفيعا لهم عند الله سبحانه وتعالى يوم القيامة ومن كان ايضا حريصا في الدنيا على انقاذهم من هذه الكبائر العلماء في دعوة الناس وتعليمهم وتحذيرهم من هذه الكبائر وهذه الموبقات المسخطة لله سبحانه وتعالى يحذرون ينذرون اتقوا الله. هؤلاء اهل ان يكونوا شفعاء للناس عند الله جل وعلا فان الجزاء من جنس العمل. فيوم القيامة يظهر الله شرف هؤلاء ومكانة هؤلاء فيجعل خروج العصاة من النار بشفاعة الشافعي وهذه الشفاعة هي رحمة من الله لهؤلاء واظهار ايضا لشرف رحمة من الله لهؤلاء العصاة واظهار لشرف اهل الفضل واهل المكانة بدءا بانبياء الله سبحانه وتعالى واصفيائه ثم من بعدهم الصالحين واهل الفضل من عباد الله جل وعلا واعظم الناس مكانة ومنزلة في الشفاعة وغيرها سيد ولد ادم صلوات الله وسلامه وعليه فان له من الشفاعة يوم القيامة وظهور الفضل والمكانة ما ليس لغيره كما قال الله سبحانه وتعالى عسى ان يبعثك ربك مقاما محمودا ان يحمدوا يحمدك عليه الخلائق يوم القيامة الاولين والاخرين ويغبطك عليه الاولين والاخرين حتى النبيين وهي الشفاعة العظمى التي خصه الله سبحانه وتعالى بها بل ان الله سبحانه وتعالى قد خصه ايضا بشفاعات اخرى فميزه وخصه بها صلوات الله وسلامه وبركاته عليه فهو الشافع المشفع صلى الله عليه وسلم ويسجد يوم القيامة لله عز وجل سجدة عظيمة يعلمه فيها جل وعلا ويلهمه من محامده وحسن الثناء عليه ثم يقول الله له يا محمد ارفع رأسك وسل تعطى واشفع تشفع فنبينا عليه الصلاة والسلام له الشفاعة ارفع مكانة واوفر نصيب صلوات الله وسلامه وبركاته عليه وفي هذا الحديث حديث جابر رضي الله عنه قال نبينا عليه الصلاة والسلام شفاعتي لاهل الكبائر من امتي شفاعتي لاهلي الكبائر لامتي اي ان الشفاعة التي للنبي عليه الصلاة والسلام والشفاعة هي في الحقيقة دعوة مثل ما سيأتي معنا في حديث لاحق دعوتي شفاعتي لامتي يوم القيامة ادخرت دعوتي شفاعتي لامتي شفاعة لامتي يوم القيامة فالشفاعة هي دعوة من الشافع يدعو الله وسميت شفاعة لان الدعاء الشافع انضم الى دعاء المشفوع له فصار شفعا بعد ان كان دعاء مشفوع له وترا خاصا به انضم اليه دعاء الشافع فصار شفعا والشفاعة لارادة الخير للغير بالدعاء له بالدعاء له فشفاعة النبي عليه الصلاة والسلام هي دعوته آآ الله سبحانه وتعالى في ذلك اليوم سؤاله الله في ذلك اليوم فهي شفاعة منه عليه الصلاة والسلام لامته. قال شفاعتي لاهلي الكبائر لامتي اي انه عليه الصلاة والسلام يشفع لي اه اهل الكبائر والشفاعة لهم الشفاعة لهم منها شفاعة لمن استحق دخول النار الا يدخلها والانبياء على جنبتي الصراط يشفعون يقولون اللهم سلم سلم الشفاعة لمن دخلها بان ان يخرج منها والله سبحانه وتعالى يخرج من النار كما سيأتي معنا في الاحاديث لاحقا من قال لا اله الا الله خالصا من قلبه وفي الرواية الاخرى من حديث جابر قال النبي صلى الله عليه وسلم شفاعتي لاهل الكبائر من امتي قال لي جابر يا محمد قال لي جابر يا يا محمد اه من لم يكن من اهل الكبائر فما له وللشفاعة فما له وللشفاعة قوله فما له وللشفاعة اي المذكورة في هذا السياق وهي الشفاعة الان كما فمن لم يكن من اهل الكبائر فما له وللشفاعة اي انه جاء سليما من هذه الكبائر معافا من هذه الكبائر وهي شفاعة لاهل الكبائر الا يعذبهم الله. اما من جاء سليما من هذه الكبائر فانه يدخل الجنة دخولا اوليا بدون حساب ولا عذاب. نسأل الله الكريم من فضله. يدخل الجنة دخولا اوليا بدون حساب ولا عذاب. فقوله فما له وللشفاعة اي هذه الشفاعة ما له وللشفاعة هذه الشفاعة التي هي الشفاعة لها الكبائر فمن جاء سليما من الكبائر معافى منها او تائبا الى الله سبحانه وتعالى انا فانه يدخل آآ الجنة دخولا اوليا يدخل الجنة دخولا اوليا فهذا معنى قوله من لم يكن من اهل الكبائر فما له وللشفاعة نعم قال رحمه الله تعالى حدثنا ابو العباس حامد بن شعيب البلخي قال حدثنا محمد بن بكار قال حدثنا عن بست بن عبدالواحد قرشي عن واصل عن امي ابي عبد الرحمن عن الشعبي عن كعب ابن عجرة رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله الشفاعة فقال الشفاعة لاهل الكبائر من امتي نعم قال وحدثنا ابو علي الحسن بن محمد بن شعبة الانصاري قال حدثنا محمد بن اسحاق المسوحي او المسيحي قال حدثنا سليمان بن حرب عن بسطام بن حريث عن اشعث الحداني عن انس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال شفاعتي لاهل الكبائر من امتي قال واخبرنا ابو جعفر محمد بن صالح بن ذريح العكبري قال حدثنا هناد بن السري قال حدثنا حفص بن غياث عن الاعمش عن يزيد الرقاشي عن انس ابن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انما الشفاعة لاهل الكبائر قال حدثنا ابو محمد يحيى بن محمد بن صاعد قال حدثنا زياد بن ايوب قال حدثنا ابو المغيرة النظر ابن اسماعيل قال حدثنا الاعمش عن يزيد الرقاشي عن انس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انما جعل الشفاعة لاهل الكبائر من امتي قال واخبرنا ابو زكريا يحيى بن محمد الحنائي قال حدثنا شيبان ابن فروخ قال حدثنا ابو امية الحبطي عن يزيد الرقاشي عن انس ابن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم شفاعتي لاهل الكبائر من امتي اورد رحمه الله تعالى حديث كعب ابن عجرة وايضا حديث انس ابن مالك وساقه من طرق وهما بمعنى ومثل الحديث الاول حديث جابر رضي الله عنه وفي بعض الفاظ حديث انس وقوله في في في بعض الفاظه انما جعلت الشفاعة لاهل الكبائر من امتي في هذا اللفظ ما يوضح قول جابر من لم يكن من اهل الكبائر فما له وللشفاعة فقوله انما جعلت الشفاعة لاهل الكبائر انما جعلت الشفاعة لاهل الكبائر اي هذا النوع من اه الشفاعة اما الشفاعة العظمى الشفاعة العظمى الشفاعة الكبرى هذه لعموم الخلق لكن هذه الشفاعة جعلتني اهل الكبائر جعلت لعصاة الموحدين قال انما جعلت الشفاعة فمن لم يكن من اهل الكبائر فما له وللشفاعة كما قال جابر رضي الله عنه اي انه يدخل الجنة دخولا اوليا بدون حساب ولا عذاب. نعم قال رحمه الله تعالى باب ما روي ان الشفاعة لمن لم يشرك بالله تعالى قبله قال اخبرنا ابو عبيد علي ابن الحسين ابن حرب القاضي قال حدثنا ابو الاشعث احمد بن المقدام قال حدثنا الفضيل بن سليمان قال حدثنا ما ابو مالك الاشجعي؟ قال حدثني قال حدثنا ربعي بن حراش انه سمع حذيفة بن اليمان رضي الله عنه وسمع رجلا يقول اللهم اجعلني ممن تصيبه شفاعة محمد صلى الله عليه وسلم فقال ان الله عز وجل يغني المؤمنين عن شفاعة محمد صلى الله عليه وسلم. ولكن الشفاعة للمذنبين من المؤمنين والمسلمين نعم هذا المروي عن حذيفة اه ان ثبت لان في الاسناد الفضيل قال في الفضيل بن سليمان قال في التقريب صدوق له اخطاء كثيرة فهذا اللفظ ان ثبت فهو محمول على هذا النوع الذي عقدت هذه الترجمة ببيانه وهو الشفاعة لاهل الكبائر والذي تقدم معنا ذكره في الاحاديث انما الشفاعة جعلت لاهل الكبائر من امتي فان ثبت هذا اللفظ فهو محمول على هذه الشفاعة قال سمع حذيفة رجلا يقول اللهم اجعلني ممن تصيبه شفاعة محمد عليه الصلاة والسلام فقال ان الله يغني المؤمنين عن شفاعة محمد ولكن الشفاعة للمذنبين من المؤمنين والمسلمين. فاذا كان الداعي بهذه الدعوة اللهم اجعلني ممن تصيبه شفاعة محمد عليه الصلاة والسلام ان كان يقصد ان تصيب شفاعته لاهل الكبائر كان يقصد تصيبه شفاعته لاهل الكبائر فكأن معنى دعوته ماذا اكملوا كأن معنى دعوته ان يلقى الله بهذه الكبائر اذا كان يقصد بدعوته يسأل الله ان تصيبه شفاعة محمد عليه الصلاة والسلام ان كان يقصد بالشفاعة الشفاعة لها بئر فكأنه يدعو الله ان يلقى الله بهذه الكبائر والاصل ان يسأل المسلم ربه تبارك وتعالى ان يعافيه من الكبائر. فهذا اللفظ ان كان محفوظا ثابتا فهو محمول على هذا المعنى ارادة هذه الشفاعة وهذه الشفاعة فاذا قال اللهم اجعلني ممن تصيبه شفاعة محمد اي لاهل الكبائر لاهل الكبائر يقول ان الله عز وجل يغني المؤمنين عن شفاعة محمد صلى الله عليه وسلم ولكن الشفاعة للمذنبين من المؤمنين والمسلمين اذا قوله شفاعة محمد صلى الله عليه وسلم للمذنبين يعني ان الكبائر كما مر معنا في الحديث انما جعلت شفاعتي اهل كبار من امتي لكن لنبينا عليه الصلاة والسلام شفاعات اخرى لا علاقة لها اه باهل الكبائر لا علاقة لها باهل الكبائر منها ما ما يتعلق اهل الجنة الذين هم اهلها غير العصاة شفاعته لهم عليه الصلاة والسلام في ان يدخلوا الجنة كما جاء في حديث ابي هريرة في صحيح البخاري حديث ابي هريرة الطويل وجاء في اخر ثم يقال يا محمد ارفع رأسك سل تعطى واشفع تشفع. قال فارفع رأسي فاقول امتي يا رب فيقال ادخل من امتك من لا حساب عليهم. ادخل من امتك من لا حساب عليهم وهذا فيه تشريف عليه الصلاة والسلام واظهار لمكانته العظيمة العلية صلوات الله وسلامه عليه حتى من لا حساب عليه يشفع لهم في الدخول دخول الجنة. ادخل من امتك من لا حساب عليهم من الباب الايمن من ابواب الجنة. نسأل الله الكريم من فضله. امين. من الباب الايمن من من ابواب الجنة. وهم شركاء الناس فيما سوى ذلك من الابواب وهم شركاء للناس فيما سوى ذلك من الابواب. هذه شفاعة لمن لا حساب عليه من لا حساب عليهم محقق التوحيد محقق الايمان فيدخلون الجنة دخولا اوليا بدون حساب. اي ولا عذاب فهذا هذه الشفاعة لا علاقة لها اهل الكبائر وهي شفاعة ثابتة لنبينا الكريم صلوات الله وسلامه وبركاته عليه. نعم قال رحمه الله تعالى باب ما روي ان الشفاعة لمن لم يشرك بالله تعالى قال حدثنا ابو بكر قاسم بن زكريا المطرز قال حدثنا ابو كريب محمد بن العلاء قال حدثنا ابو معاوية قال المطرز حدثنا يوسف بن موسى القطان قال حدثنا جرير جميعا عن الاعمش عن ابي صالح عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لكل نبي لكل نبي دعوة مستجابة فتعجل كل نبي دعوته وان دعوتي شفاعة لامتي الى يوم القيامة فهي نائلة ان شاء الله لمن مات من امتي لا يشرك بالله شيئا لفظ ابي معاوية قال وحدثنا ابو محمد بن صاعد قال حدثنا الحسين بن الحسن المروزي قال اخبرنا ابو معاوية. قال حدثنا الاعمش عن ابي صالح عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لكل نبي دعوة مستجابة فتعجل كل نبي دعوته واخرت دعوتي شفاعة لامتي فهي نائلة ان شاء الله من مات لا يشرك بالله شيئا هذا الباب عقده رحمه الله تعالى لبيان هذا الامر وهو ما روي ان الشفاعة لمن لم يشرك بالله معنى لم يشرك بالله اي عصاة. عصاة معصيتهم دون الشرك عصاة ومعصيتهم دون الشرك بالله. اما من لقي الله مشركا فهذا لا مطمع له في الشفاعة وان حصلت له شفاعة فانها لا تنفعه فما تنفعهم شفاعة الشافعين الذي يلقى الله سبحانه وتعالى مشركا الذي يلقى الله مشركا يلقى الله على الكفر بالله سبحانه وتعالى لا تنفع شفاعة الشافعين مهما كانت مكانة الشافع ومنزلته عند الله سبحانه وتعالى. ولهذا جاء في صحيح البخاري عن نبينا عليه الصلاة والسلام قال يلقى ابراهيم الخليل خليل الرحمن خليل الرحمن من اتخذه الله سبحانه وتعالى خليلا. انظر مكانته العظيمة ومنزلته عند الله جل في علاه يلقى ابراهيم الخليل اباه يوم القيامة فيقول اي ابراهيم لابيه والحديث في صحيح البخاري فيقول ابراهيم لابيه الم اقل لك لا تعصني الم اقل لك لا تعصني والله ذكر دعوة ابراهيم الخليل لابيه ذكرها في القرآن واذكر في الكتاب ابراهيم انه كان صديقا نبيا اذ قال لابيه يا ابتي لما تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئا. يا ابتي اني قد جاءني من العلم ما لم يأتك فاتبعني اهدك صراطا سويا يا ابتي لا تعبدي الشيطان ان الشيطان كان للرحمن عصيا يا ابتي اني اخاف ان يمسك عذاب من الرحمن فتكون للشيطان وليا فما استجاب له؟ قال اراغب انت عن الهتي يا ابراهيم لان لم تنتهي لارجمنك واهجرني مليا. قال سلام عليك ابراهيم دعاه وكرر الدعوة له والنصيحة والتلطف يا ابتي يا ابتي يا ابتي كرر الدعوة لكن ما استجاب وما قبل دعوة ابنه ابراهيم عليه السلام بل تهدد وتوعده لئن لم تنتهي لارجمنك واهجرني مليا فما قبل هذه الدعوة فيلقى ابراهيم الخليل اباه يوم القيامة ويقول له الم اقل لك لا تعصني فيقول ابراهيم فيقول والد ابراهيم لابراهيم الان لاعصيك لكن هل تفيد هذا يوم القيامة الان لا اعصيك فيقول ابراهيم انظر هذه الشفاعة من خليل الرحمن يقول ابراهيم الخليل عليه السلام يا رب يا رب الم تعدني الا تخزني يوم يبعثون واي خزي اخزى من ابي الابعد هذي شفاعة لوالده واي خزي من اخزى من ابي الا بعد فيقول الله سبحانه وتعالى اني حرمت الجنة على الكافرين لان هذا امر فصل فيه ان الله لا يغفر ان يشرك به من مات مشركا من مات كافرا مشركا بالله سبحانه وتعالى لا تنفعه شفاعة الشافعين مهما كانت منزلة الشافع ومكانته عند الله سبحانه وتعالى وفي تتمة الحديث قال فيقال لابراهيم انظر فيلتفت الى جهة والده فاذا بديخ يعني يتحول صورة والده كصورة الديخ والديخ هو ذكر الظباع ويؤخذ بقوائمه ويلقى في النار ويؤخذ بقوائمه ويلقى في النار في نار جهنم الحاصل ان الشفاعة لمن لا لم يشرك ولهذا ينبغي ان يفهم هذا الباب ان الشفاعة لها فصول ثلاثة تتحقق بها اذن الله للشافع رضا الله عن المشفوع له لا يرضى الا عن اهل التوحيد اذن الله للشافع رضا الله عن المشفوع له لا يرظى الا عن اهل التوحيد لا يرظى الا عن اهل التوحيد وكم من ملك في السماوات لا تغني شفاعتهم شيئا الا بشرطين الا من بعد ان يأذن الله اي للشافع ويرضى اي عن المشفوع له واذا كان الانسان غير موحد لقي الله مشركا هذا لا يرضى الله عنه لا يرضى الله سبحانه وتعالى عنه ولا يرضى لعباده الكفر وفي هذا الحديث حديث ابي هريرة رضي الله عنه ما يبين هذا المعنى العظيم. ويبين ايضا الشفاعة بضوابطها و شروطها قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لكل نبي دعوة مستجابة ما معنى مستجابة لكل دعوة مستجابة يعني متيقن اجابة النبي فيها وهي دعوة عامة دعوة للامة لكل نبي دعوة للامة لامته اجابة الدعوة متيقنة فتعجل كل نبي دعوته تعجل كل نبي دعوته مثل مثلا ما جاء في قصة نوح عليه السلام لما ترى رأى توغل قومه في الكفر والعتو والضلال ومكث في دعوتهم الف سنة الا خمسين عاما وتمالوا عليه واذوه الاذى العظيم عليه صلوات الله وسلامه فدعا الله عليهم فاهلكهم الله بالطوفان دعا الله سبحانه وتعالى عليهم وذكر الله عز وجل دعوة نوح في اكثر من موطن في اكثر من موطن في القرآن فاجاب الله دعوته واهلكهم الطوفان ولم ينجوا الا من كان مؤمنا به وهم من ركبوا معه في السفينة وبقية من على الارض اهلكهم الله سبحانه وتعالى بالطوفان فتعجل كل نبي دعوته واني اختبأت دعوتي في رواية ادخرت دعوتي شفاعة لامتي الى يوم القيامة شفاعة الامة الى الى يوم القيامة وفي بعض الروايات شفاعة لامتي يوم القيامة فادخرها اي اخرها اجلها لم يدعوا لهم فيها بالدنيا وانما اخرها ليوم القيامة تكون شفاعة ل امته فكأنه قيل من الذين ينالون هذه الشفاعة ويحظون بها قال فهي نائلة ان شاء الله من مات من امتي لا يشرك بالله شيئا انظر كلمتين هنا لابد ننتبه لها. كلمة ان شاء الله وكلمة من لا يشرك بالله شيئا ان شاء الله هذي فيها الاذن النساء لا تكون الا باذن الله ومر معنا الاشارة قبل قليل للحديث ارفع رأسك وسل تعطه واشفع تشفع هذا اذا فهي لا تكون الا بالاذن اذن الله سبحانه وتعالى للشافع ما يشفع الا بعد ان يأذن الله له بعد ان ياذن الله سبحانه وتعالى له لا يملكون الشفاعة الا من اذن له الرحمن ورضي له قوله في اخر سورة مريم الشفاعة لا تكون الا من بعد الاذن. اذن الرحمن من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه قال فانائي لان شاء الله. لا الامر بمشيئة الله وباذن الله سبحانه وتعالى. الامر الثاني قال من لا يشرك بهذا القيد لان الشفاعة لا تكون الا لمن رضي الله سبحانه وتعالى عنه ولا يرظى الا عن اهل التوحيد. اما من كان مشركا فلا مطمع له في رظا الله ولا مطمع له في مغفرته ورحمته سبحانه وتعالى في قوله عليه الصلاة والسلام بهذا الحديث اختبأت وفي رواية ادخرت هذا فيه شفقته ورحمته عليه الصلاة والسلام بامته وحرصه العظيم عليهم صلوات الله وسلامه عليه لقد جاءكم رسول من انفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم. من حرصي وسبقته ورحمته عليه الصلاة والسلام وكان بالمؤمنين رحيما بامته عليه الصلاة والسلام ادخر آآ الشفاعة بالمؤمنين رؤوف رحيم ادخر عليه الصلاة والسلام شفاعته اه لامته اه دعوة يوم القيامة او ادخر دعوته شفاعة لامته يوم القيامة صلوات الله وسلامه وبركاته عليه نعم قال رحمه الله تعالى حدثنا ابو شعيب عبدالله بن الحسن الحراني قال حدثنا يحيى بن ايوب قال حدثنا اسماعيل ابن جعفر قال اخبرني عمرو بن ابي عمرو عن سعيد المقبوري عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله من اسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة فقال النبي صلى الله عليه وسلم لقد ظننت يا ابا هريرة الا يسألني عن هذا الحديث احد اولى منك لما رأيت من حرصك اسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال لا اله الا الله خالصا من نفسه ثم ختم هذا الباب بهذا الحديث العظيم حديث ابي هريرة رضي الله عنه وارضاه حيث سأل النبي عليه الصلاة والسلام هذا السؤال الكبير العظيم الجليل القدر رضي الله عنه وارضاه. قال من اسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة؟ هذا السؤال عظيم جدا عظيم جدا السؤال رفيع القدر. حتى ان النبي صلى الله عليه وسلم اشاد بهذا السؤال واثنى علي قال لابي هريرة لقد ظننت يا ابا هريرة الا يسألني عن هذا الحديث احد اول منك لما رأيت من حرصك هذا ثناء على ابي هريرة هو ثناء على السؤال المطروح. سؤال عظيم جدا مما يدل مما يدل يا ايها الاخوة الكرام على اهمية فقه هذا الباب ومما يدل ايضا على ان الصحابة رضي الله عنهم تفقهوا تفقها عظيما في هذا الباب. لان من لا يتفقه في هذا الباب ولننتبه الى ما ساقول من لا يتفقه في هذا الباب فقها عظيما تتحول عنده الشفاعة الى ضرب من دروب الشرك بالله نعم تتحول الشفاعة عنده الى ظرب من دروب الشرك بالله مثل ما قال الله في القرآن ويعبدون من دون الله ما لا يظرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء ماذا؟ هؤلاء. هؤلاء شفعاؤنا عند الله تتحول الى ضرب من دروب الشرك بالله يأتي الى المخلوق ويذل ويخضع له وينكسر بين يديه ويطلب حاجة من المخلوق واذا قيل له ماذا تصنع؟ قال استشفع انا اطلب منه يكون شافعا لي فيتحول الى ظرب من غروب الشرق مثل ما قال الله مثل ما قال الله والذين اتخذوا من دون اولياء ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى. يقربون يعني شفعاء لنا وسطاء لنا يقربوننا من الله سبحانه وتعالى ولهذا من لا يفقه هذا الباب على اصله وبابه القويم الصحيح تتحول الشفاعة عند الى ظرب من دروب الشرك لهذا يقصدون قبور الانبياء وقبور الصالحين او قبور الاولياء ويقف عند القبر خاشعا متذللا ويمد يديه ويطلب من المقبول ما لا يطلب الا من الله سبحانه وتعالى هذا الشرك هذا حتى وان سماه شفاعة ما ما تتغير الحقائق بتغيير ماذا الاسماء حتى وان سماه شفاعة تغيير الاسماء ما يغير الحقائق يشرك ويقول هذه شفاعة لا هذا شرك يدعو غير الله يمد يديه بالضراعة والالحاح يقف امام ميت مقبور من نبي او ولي او صالح انا عائد بك كان ملتجئ اليك. انا طالب الحاجة منك انا مستجير بك لم تعطني من يعطني ما لي يقول بعضهم من الوذ به سواك يخاطب النبي عليه الصلاة والسلام هذا شرك هذا لجوء الى غير الله سبحانه وتعالى النبي عليه الصلاة والسلام قال اذا سألت فاسأل الله واذا استعنت فاستعن بالله ولا ولا ليس لها ولا عذر ان يقول انا قصدي ان يكون شافعا لي يكون شافعا لك بالسلوك المسلك الصحيح المسلك الصحيح الطريق القويم. اما ان يتخذ الشفيع شريكا لله ندا مع الله سبحانه وتعالى. يدعى كما يدعى الله ويستغاث به كما يستغاث بالله هذا يتحول الى ضرب من ضروب الشرك. حتى وان سماه الفاعل لذلك شفاعة او سماه وسيلة متى كان الشرك وسيلة لنيل رضا الله متى كان الشرك بالله وسيلة لنيل رضا الله بل ان الشرك هو اعظم موجبات عدم نيل الرضا فانها نائلة ان شاء الله من لا يشرك بالله شيئا شيئا اي اي شيء لا يصدر شيء من العبادة الا لله سبحانه وتعالى فاثنى عليه الصلاة والسلام على هذا السؤال قال لقد ظننت يا ابا هريرة الا يسألني عن هذا الحديث احد اول منك لما رأيت من حرصك بعض الالفاظ اولى منك لما رأيت من حرصك اسعد الناس هذا جواب السؤال بشفاعتي يوم القيامة من قال لا اله الا الله خالصا من نفسه او خالصا من قلبي. هؤلاء اسعد الناس بالشفاعة اهل التوحيد معنى خالصا من قلبه يعني اهل التوحيد. اهل التوحيد ليس بنطق لا اله الا الله باللسان فقط لانه يوجد في الناس حتى الى هذا الزمان من يقول لا اله الا الله ثم بعد قليل يرفع يديه ويقول مدد يا فلان وين لا اله الا الله لابد ان تكون خالصا من قلب المرء فاذا قال لا اله الا الله لا يدعو الا الله ولا يسأل الا الله ولا يستغيث الا بالله ولا يصرف شيئا من الا لله قل ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك امرت وانا اول المسلمين الدين كله لله وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين الا لله الدين الخالص فالدين كله لله ومن اعظم الدين الدعاء. قال عليه الصلاة والسلام الدعاء هو العبادة قال ربكم ادعوني استجب لكم العبادة اعظم الدعاء فمن دعا غير الله فقد عبد غير الله ومن عبد غير الله فقد اشرك بالله اتخذه شريكا مع الله بعض الناس في صلاته في صلاتي احد الافاضل يحدثني سمع شخصا الى جنبه يصلي في صلاة المرء يقول في صلاته وهو قائم في سورة الفاتحة اياك نعبد واياك نستعين هذا عهد وميثاق هذا عهد وميثاق ان يعبد العبد ربه ولا يعبد غيره. اياك نعبد هذا اسلوب حاصر اي نعبدك ولا نعبد غيرك وهو قائم يقول اياك نعبد ولما سجد سمعه في سجوده يستغيث باحد الاولياء. في السجود وين اياك نعبد؟ ولهذا التوحيد ليس مجرد كلام ليس مجرد قول لا اله الا الله التوحيد من القلب مثل ما في هذا الحديث خالص من قلبه. يقول لا اله الا الله بصدق واخلاص خالصا من قلبه فقائل لا اله الا الله حقا صادقا مخلصا لا يدعو الا الله ولا يستغيث الا بالله ولا يلجأ الا الى الله ولا يطلب شيء من حاجاته والتجائاته بمصالحه الدينية والدنيوية الا من الله سبحانه وتعالى ادعوا ربكم دعاء عبادة والعبادة لا تكون الا الا لله سبحانه وتعالى اما النزول للمقبورين من الانبياء او الاولياء او غيرهم تحت مسمى الشفاعة هذا وان سماه الداعي الشفاعة هو في الحقيقة ضرب من دروب الشرك. ولهذا اعيد فاقول ان باب الشفاعة باب عظيم جدا والصحابة رضي الله عنهم تفقهوا في هذا الباب وحرصوا عليه وسألوا عن وسأل ابو بكر ابو هريرة رضي الله عنه هذا السؤال الكبير العظيم من اسعد الناس بشفاعته فقال عليه الصلاة والسلام اسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال لا اله الا الله خالصا من نفسه فجعل صلى الله عليه وسلم اسعد الناس بشفاعته اكملهم اخلاصا اكملهم اخلاصا وكل ما قوي الا الاخلاص قوي الحظ من هذه الشفاعة العظيمة يوضح ذلك الحديث الاخر اخرجوا من النار من كان في قلبه ادنى مثقال ذرة من ايمان وكل ما عظم هذا الايمان عظم الحظ وعظم النصيب لكن اذا انتفى الايمان بالشرك والعياذ بالله فهذا لا مطمع له لا في مغفرة ولا في شفاعة ولا غير ذلك ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء اللهم ارزقنا الاخلاص اللهم ارزقنا الاخلاص اللهم اجعل اعمالنا كلها لك خالصة ولسنة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم موافقة. اللهم ات نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها ها انت وليها ومولاها اللهم انا نسألك الهدى والتقى والعفة والغنى اللهم اصلح لنا ديننا الذي وعصمة امرنا واصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا واصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر. اللهم يا ربنا انفعنا بما علمتنا اللهم انفعنا بما علمتنا اللهم انفعنا يا ربنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والاكرام. اللهم اقسم لنا من خشيتك يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا بيننا وبين مصائب الدنيا اللهم متعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه. جزاكم الله خيرا