الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الامام ابو بكر محمد بن الحسين الاجري رحمه الله تعالى باب ذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم لكل نبي دعوة يدعو بها واختبأت دعوة واختبأت دعوتي شفاعة لامتي قال حدثنا ابو بكر جعفر بن محمد الفريابي قال حدثنا يزيد ابن خالد ابن موهب قال حدثنا عبد الله ابن وهب قال يونس ابن يزيد عن ابن شهاب ان عمرو بن ابي سفيان الثقفي اخبره ان ابا هريرة رضي الله عنه قال لكعب الاحبار ان نبي الله صلى الله عليه وسلم قال لكل نبي دعوة يدعو بها فانا اريد ان شاء الله ان اختبئ دعوتي شفاعة لامتي يوم القيامة قال وحدثنا ابو محمد يحيى بن محمد بن صاعد قال حدثنا الحسين بن الحسن المروزي قال اخبرنا الحجاج ابن ابي منيع عن جده عن قال حدثني ابو سلمة بن عبدالرحمن ان ابا هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لكل نبي دعوة فانا اريد ان اختبئ دعوتي شفاعة لامتي يوم القيامة. قال ابو جعفر محمد ابن صالح ابن ذريح قال حدثنا هناد ابن السري قال حدثنا عبده يعني ابن سليمان عن محمد ابن اسحاق عن موسى ابن عن موسى ابن يسار عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم لكل نبي دعوة دعا بها واني اختبأت دعوتي شفاعة لامتي يوم ياما فلو حدثنا ابو محمد بن صاعد قال حدثنا يعقوب يعقوب الدورقي قال حدثنا روح بن عبادة قال حدثنا شعبة عن عن انس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان لكل نبي دعوة قد دعا بها في امته واني اختبأت دعوتي شفاعة لامته بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين. اللهم علمنا ما وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد فهذا الباب هو من الابواب التي نوع فيها المصنف رحمه الله تعالى الاستدلال للشفاعة واثباتها وانها حق قد دلت عليها الدلائل وتكاثرت في اثباتها النصوص وايضا تتضمن هذه الابواب الرد على من جحد الشفاعة وكذب بها من ارباب البدع واهل الضلال والباطل. فالشفاعة حق ثابتة جاءت فيها نصوص كثيرة ثابتة عن الرسول الكريم صلوات الله وسلامه وبركاته عليه قال المصنف رحمه الله تعالى باب ذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم لكل نبي دعوة يدعو بها واختبأت دعوتي شفاعة لامتي وساق تحت فهذه الترجمة حديث ابي هريرة ساقه من عدة طرق وحديث انس ابن مالك ساقه من طريق واحد وفيها اثبات الشفاعة وانها حق وهذا الحديث قول النبي عليه الصلاة والسلام لكل نبي دعوة يدعو بها واني اختبأت دعوتي شفاعة لامتي يوم القيامة فيه اولا اثبات الشفاعة وانها حق وفيه عظيم رأفتي ورحمة النبي الكريم عليه الصلاة والسلام بامته كما قال الله سبحانه وتعالى لقد جاءكم رسول من انفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم فهذا الحديث شاهد من شواهد كثيرة على عظيم رأفة النبي عليه الصلاة والسلام ورحمته بامته وشفقته عليه الصلاة والسلام عليهم وتمام نصحه لهم وحرصه الشديد على ما ينفعهم ويحقق مصالحهم الدينية والدنيوية ولهذا فان حق هذا الرسول عليه الصلاة والسلام على الامة حق عظيم قال عليه الصلاة والسلام والذي نفسي بيده لا يؤمن احدكم حتى اكون احب اليه من والده وولده والناس اجمعين ولما قال له عمر كما في صحيح البخاري والله لانت احب الي من كل شيء الا من نفسي قال لا يؤمن احدكم حتى اكون احب اليه من نفسه قال عمر لانت الان والله احب الي حتى من نفسي فحقه عليه الصلاة والسلام على الامة حق عظيم. يجب ان تقدم محبته على محبة النفس والوالد والولد والناس اجمعين وان تقدم ايضا طاعته على طاعة النفس. لان هذي علامة المحبة الصادقة علامة المحبة الصادقة ان تقدم الطاعة طاعة الرسول عليه الصلاة والسلام على طاعة النفس والا فاين المحبة الصادقة اذا كانت النفس الامارة بالسوء هي المقدمة طاعتها على طاعة الرسول عليه الصلاة والسلام الحاصل ان هذا الحديث العظيم من الدلائل والشواهد على عظيم شفقة هذا الرسول عليه الصلاة والسلام الامة ورحمته بهم وحرصه صلى الله عليه وسلم فعليهم قال لي كل نبي دعوة يدعو بها معنى دعوة يدعو بها اي دعوة مستجابة متيقن اجابتها لكل نبي دعوة والمراد بالدعوة المستجابة هنا اي دعوة عامة دعوة عامة للامة واجابتها متحققة واجابتها متحققة فاخبر عليه الصلاة والسلام ان كل نبي دعا بدعوته وانه صلى الله عليه وسلم اختبأ الدعوة وفي بعض الروايات اخر الدعوة شفاعة للامة يوم القيامة اخر عليه الصلاة والسلام دعوته المستجابة شفاعة لامته يوم القيامة لان مقام القيامة اعظم وهولها اشد وخطبها اكبر فمن كمال حرصه على امته وشفقته عليهم اختبأ هذه الدعوة اختبأ هذه الدعوة وادخرها واخرها الى يوم القيامة في ذلك اليوم العظيم اخرها شفاعة لامته يوم القيامة عند الله سبحانه وتعالى في النجاة من العذاب ودخول الجنة الا فما اعظم حرص هذا الرسول ونصحه عليه الصلاة والسلام نسأل الله عز وجل ان يعمر قلوبنا بالمحبة الصادقة له عليه الصلاة والسلام وان يوفقنا لحسن الاهتداء بهديه والعمل بسنته صلوات الله وسلامه وبركاته عليه قوله اختبأت دعوتي شفاعتي شفاعة لامتي يوم القيامة وانها نائلة ان شاء الله من لا يشرك بالله شيئا كما جاء في بعض روايات الحديث المتقدمة فيما اشرت اليه ان الشفاعة لا بد فيها من اذن للشافع بان يشفع من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه ولهذا قال هنا في الحديث ان شاء الله لان الامور باذن الله ومشيئة الله سبحانه وتعالى ولابد من رضا عن المشفوع له ولا يشفعون الا لمن ارتضى لابد من رضا عن المشفوع له ولهذا قال وهي نائلة ان شاء الله من لا يشرك بالله شيئا اما من كان من اهل الشرك والعياذ بالله لا لا نصيب له ولا حظ له من الشفاعة بل امره كما قال الله سبحانه وتعالى فما تنفعهم شفاعة الشافعين نعم قال رحمه الله تعالى باب ذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم ان الله خيرني بين ان يدخل نصف امتي او الشفاعة فاخترت الشفاعة قال اخبرنا ابو جعفر محمد بن صالح بن الزريح العكبري قال حدثنا هناد بن السري قال حدثنا عبده يعني ابن سليمان عن سعيد بن ابي عروبة عن قتادة عن ابي المليح عن عوف بن مالك اشجع قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض اسفاره فذكر حديثا طويلا قال فيه وان نبي الله صلى الله عليه وسلم جاءنا فقال اتاني الليلة ات من ربي عز وجل فخيرني بين الشفاعة بين شفاعتي وبين ان يدخل نصف امتي الجنة فاخترت الشفاعة فقلنا يا رسول الله اجعلنا في شفاعتك. فقال انكم اهل شفاعتي. ثم اقبلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الى الناس فقال انه اتاني الليلة ات من ربي عز وجل فخيرني بين الشفاعة وبين ان يدخل نصف امتي الجنة فاخترت الشفاعة فقالوا يا رسول الله اجعلنا من اهل شفاعتك. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اشهد من حضرني ان شفاعتي لمن مات من امتي لا يشرك بالله شيئا قال وحدثنا ابو محمد بن صاعد قال حدثنا الحسن بن عبدالعزيز الجروي قال حدثنا بشر بن بكر التنيسي قال ابن قال ابن صاعد وحدثنا يوسف بن سعيد المصيصي قال حدثنا عمارة بن بشر واللفظ لبشر ابن بكر قال حدثنا عبد الرحمن بن يزيد ابن جابر قال سمعت سليمة بن عامر يقول سمعت عوف بن مالك الاشجعي يقول كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال اتدرون ما خيرني ربي عز وجل؟ قلنا الله ورسوله اعلم. قال خيرني ان يدخل نصف امتي الجنة وبين الشفاعة فاخترت الشفاعة. قلنا يا رسول الله ادعو الله عز وجل ان يجعلنا من اهل قال هي لكل مسلم ثم عقد رحمه الله تعالى هذه الترجمة وهي مأخوذة من نص الحديث الذي ساقه رحمه الله تعالى قول النبي صلى الله عليه وسلم ان الله خيرني بين ان يدخل نصف امتي الجنة وبين الشفاعة فاخترت الشفاعة خيرني اي خيره الله سبحانه وتعالى بين امرين يختار ايهما اراد صلوات الله وسلامه عليه فاختار منهما الافضل لانه ناصح عليه الصلاة والسلام لامته تمام النصح فخيره الله سبحانه وتعالى بين ان يدخل نصف امته صلى الله عليه وسلم الجنة او ان يختار الشفاعة فاختار عليه الصلاة والسلام الشفاعة فعلم من هذا الاختيار ان الشفاعة يكون فيها الدخول للجنة من الامة اكثر من النصف بكثير لانه صلى الله عليه وسلم لا الا الاصلح للامة والاعظم نفعا للامة صلى الله عليه وسلم وهذا من تمام نصحه وكمال حرصه وجميل شفقته عليه الصلاة والسلام بامته اورد حديث عوف ابن مالك الاشجعي رضي الله عنه قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض اسفاره فذكر حديثا قال فيه وان نبي الله جاءنا اي في تلك السفرة فقال اتاني الليلة ات من ربي اتاني الليلة ات من ربي ات اي ملك من الملائكة اتى النبي عليه الصلاة والسلام بتلك الليلة قال فخيرني بين الشفاعة وبين ان يدخل نصف امتي الجنة. اي خيره الله سبحانه وتعالى بان ارسل اليه ملكا تلك الليلة يخبره بتخيير الله سبحانه وتعالى له بين الامرين فاخترت الشفاعة فاخترت الشفاعة وكما قدمت يعلم من هذا الاختيار ان الشفاعة اصلح وانفع للامة لانه عليه الصلاة والسلام لا يختار لامته الا الاصلح والانفع صلوات الله وسلامه وبركاته فقلنا يا رسول الله تجعلنا في شفاعتك فقال انكم اهل شفاعتي ثم اقبلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الى الناس فقال اي للناس اتاني الليلة ات من ربي عز وجل فخيرني بين الشفاعة وبين ان يدخل نصف امتي الجنة اخترت الشفاعة فقالوا يا رسول الله اجعل اجعلنا من اهل شفاعتك. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اشهد من حضرني ان شفاعتي من مات من امتي لا يشرك بالله شيئا فافاد هذا الحديث اولا ثبوت الشفاعة كما تقدم وانها حق ثابتة تنوعت في ثبوتها الاحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ودل ثانيا على ان الشفاعة انما هي لاهل التوحيد خاصة واما من لم يكن من اهل التوحيد بل كان من اهل الشرك والتنديد فلا حظ له في الشفاعة ولا نصيب فالشفاعة انما هي لاهل التوحيد خاصة ولهذا قال في هذا الحديث لمن مات من امتي لا يشرك بالله شيئا وفي الحديث الذي قبله في الترجمة السابقة قال وانها نائلة اي الشفاعة التي ادخرها يوم القيامة وانها نائلة ان شاء الله من لا يشرك بالله شيئا وفي الحديث الاول الذي سبق ايضا ان مر معنا حديث ابي هريرة رضي الله عنه لما سأل النبي عليه الصلاة والسلام من اسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة؟ قال من قال لا اله الا الله من قلبه او قال خالصا من نفسه فالشفاعة انما ينالها من كان موحدا اما من لم يكن من اهل التوحيد فليس له في الشفاعة اي حظ او نصيب. وهذا يؤكد لنا اهمية عناية المسلم بالتوحيد وان التوحيد نجاة توحيد نجاة نجاة للمرء في دنياه واخراه نجاة المرء انما هي بالتوحيد للمعبود واخلاص الدين له اما بدون التوحيد فان المرء يخسر دنياه واخراه بدون التوحيد يخسر المرء دنياه واخراه فنجاة الامر توحيد الله واخلاص الدين له سبحانه وتعالى نعم قال رحمه الله تعالى اخبرنا ابو جعفر محمد بن صالح بن ذريح قال حدثنا هناد بن السري قال حدثنا ابو معاوية عن اسحاق بن عبدالله بن ابي فروة عن سعيد بن ابي سعيد عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سألت الله عز وجل الشفاعة لامتي فقال لك سبعون الفا يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب قال قلت ربي زد مني قال فان قال فان لك مع كل الف سبعين الفا قال قلت ربي زدني قال فحثا بين يديه وعن يمينه وعن شماله فقال ابو بكر رضي الله عنه حسبنا يا رسول الله. فقال عمر رضي الله عنه يا ابا بكر دع رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر لنا كما اكثر الله عز وجل قال فقال ابو بكر انما نحن حفنة من حفنات الله عز وجل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم صدق ابو بكر اعد قال اخبرنا ابو جعفر محمد بن صالح بن ذريح قال حدثنا هناد بن السري قال حدثنا ابو معاوية عن اسحاق بن عبد الله ابن ابي فروة عن سعيد ابن ابي سعيد عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سألت الله عز وجل الشفاعة لامتي فقال لك سبعون الفا يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب قال قلت ربي زدني قال فان لك مع كل الف سبعين الفا قال قلت ربي زدني قال فحفا بين يديه وعن يمينه وعن شماله. فقال ابو بكر رضي الله عنه حسبنا يا رسول الله. فقال عمر رضي الله عنه يا ابا بكر دع رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر لنا كما اكثر الله عز وجل. قال فقال ابو بكر انما نحن حفنة من حفنات الله عز وجل. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم صدق ابو بكر ثم اورد رحمه الله تعالى هذا الحديث حديث ابي هريرة رضي الله عنه وفيه اثبات الشفاعة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سألت الله عز وجل الشفاعة لامتي الشفاعة لامتي وقد عرفنا فيما سبق ان الشفاعة لامته شفاعة النبي عليه الصلاة والسلام لامته انواع ايضا غير الشفاعة العظمى التي هي للناس اجمعين في ان يبدأ الله بالحساب وفيها قول الله سبحانه وتعالى عسى ان يبعثك ربك مقاما محمودا لكن هذه شفاعات خاصة الامة وهذه الشفاعة التي لامته عليه الصلاة والسلام انواع منها شفاعة لمن استحق دخول النار الا لا يدخل ولمن دخل ان يخرج وشفاعة لاهل الجنة في دخول الجنة وشفاعة ايضا لمن دخلوا في رفعة المنازل جاءت انواع اثبات هذه اه الشفاعة ولا ينال شيء من هذه الشفاعات الا من كان موحدا من كان مسلما اما من كان على الشرك بالله سبحانه وتعالى فانه لا حظ له في هذه الشفاعة ولا نصيب فهنا يقول في في هذا الحديث سألت الله عز وجل الشفاعة لامتي الشفاعة لامتي اي شفاعة لهم في الدخول للجنة بدون بدون حساب فاعطاه الله سبحانه وتعالى سبعون الف اعطاه الله السبعون الفا يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب ومن عظيم نصحه وحرصه على الامة عليه الصلاة والسلام استزاد الله لما اعطاها السبعين الف يدخلون الجنة بدون حساب ولا عذاب استزاد الله طلب من الله سبحانه وتعالى ان يزيده فاعطاه مع كل الف سبعون الفا مع كل الف سبعون الفا وهي كم الف تحسب كم الف وتضربها في سبعين الف وجاء في بعض الروايات مع كل واحد سبعين الفا وهذا اكثر بكثير فالحاصل ان النبي عليه الصلاة والسلام استزاد اه الله جل في علاه فزاده مع كل الف سبعين الفا وهذا كله ممن حرص النبي عليه الصلاة والسلام ونصحه للامة ثم ذكر بعد ذلك انه استزاده فحثى بين يديه وعن يمينه وعن شماله قال ابو بكر رضي الله عنه حسبنا يا رسول الله فقال عمر يا ابا بكر دعنا يكثر لنا كما اكثر الله عز وجل الى تمام الحديث هذه الزيادة فيما اعلم انما جاءت في هذه الرواية وفيها اسحاق بن عبدالله متروك كما في التقريب لكن اول الحديث له شواهد عديدة تشهد لثبوته وصحته منها في المسند من حديث ابي بكر رضي الله عنه وايضا من حديث غيره فلها شواهد اه تتقوى بها نعم قال رحمه الله تعالى حدثنا ابو بكر بن محمد بن عبدالحميد الواسطي قال حدثنا ابو هشام الرفاعي قال حدثنا ابو بكر ابن عياش قال حدثنا حميد عن عناس قال رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا كان يوم القيامة اوتيت الشفاعة فاشفع لمن كان في قلبه مثقال حبة من ايمان ثم اشفع لمن كان في قلبه مثقال ذرة حتى لا يبقى احد في قلبه من الايمان هذا وحرك الابهام ثم اورد رحمه الله تعالى حديث انس ابن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا كان يوم القيامة اوتيت الشفاعة اوتيت اي اعطيت اعطاني الله ومن علي بالشفاعة فاشفع لمن كان في قلبه مثقال حبة من ايمان ثم اشفع لمن كان في قلبه ذرة من ايمان فيشفع عليه الصلاة والسلام لامته لكل من كان عنده ايمان ولو كان نصيبا قليلا وهذا فيه شاهد للاية الكريمة وما كان الله ليضيع ايمانكم. فالايمان لا يضيعه الله سبحانه وتعالى وان قل لكن ان وجد الشرك بطل بطل كل شيء وافسد كل شيء ولا يكون للمشرك مطمع في اه مغفرة الله سبحانه وتعالى اذا وجد الشرك الكفر بالله سبحانه وتعالى ابطل كل شيء وافسد كل شيء ومن يكفر بالايمان فقد حبط عمله. ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء فيشفع عليه الصلاة والسلام لمن كان في قلبه مثقال حبة ما الايمان بل كما في الحديث يشفع لما هو اقل من ذلك لمن في لمن في قلبه مثقال ذرة من ايمان وسيأتي تفسير الذرة في حديث ابن عباس الاتي بعده قال حتى لا يبقى احد في قلبه من الايمان هذا وحرك الابهام والمسبحة وهذه الاشارة بهذه الطريقة يشار بها دائما للقليل ولا مثقال هذا يعني شيئا قليلا ما يمسك باليد وانما بالابهام والسبابة فحتى لا يبقى احد في قلبه من الايمان هذا وحرك الابهام السبابة فالايمان آآ وان قل لا يظيع عند الله سبحانه وتعالى وما كان الله ليضيع ايمانكم وما كان الله ليضيع ايمانكم ومن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا يخاف ظلما ولا هظما ظلما لا يزاد عليه ذنوب واوزار ليست له وسيئات ليست له وهظما لا يهظم شيء من اعماله او من ايمانه او من طاعاته فالرب سبحانه وتعالى عدل نعم قال رحمه الله تعالى اخبرنا ابن ذريح قال حدثنا هناد بن السري قال حدثنا قال اخبرنا ابن فضيل عن ليث عن ابي فزارة عن يزيد ابن الاصم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى مثقال ذرة فقال ادخل ابن عباس يده في التراب ثم رفعها ثم نفخ فيها ثم قال كل واحدة من هؤلاء مثقال ذرة ثم ختم رحمه الله تعالى هذا الباب بهذا الاثر عن ابن عباس اه رضي الله عنهما في تفسير قول الله عز وجل مثقال ذرة في سورة الزلزلة فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يرى ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره وهذه الاية فيها ان الوزن يوم القيامة بمثاقيل الذر حتى ما كان من العمل مثقال ذرة صالحا يوزن او مثقال ذرة من الشر يوزن فالوزن يوم القيامة في الاعمال الصالحة او الاعمال السيئة بموازين الذر ونضع ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلموا نفس شيئا وان كان مثقال حبة من خردل اتينا بها. وكفى بنا حاسبين. حتى وان كان شيئا قليلا فالوزن يوم القيامة مثاقيل الذر. الحاصل ابن عباس رضي الله عنهما يفسر الاية فمن يعمل مثقال ذرة اي من خير خير يره ومن يعمل مثقال ذرة اي من شر شرا يره فالجزاء من جنس العمل ان كان احسانا فاحسان هل جزاء الاحسان الا الاحسان وان كان اساءة فالعقوبة ثم كان عاقبة الذين اساءوا السوء ليجزي الذين اساءوا بما عملوا ويجزي الذين احسنوا بالحسنى وجزاء سيئة سيئة مثلها الجزاء من جنس العمل الجزاء من من جنس العمل جزاء وفاقا في السيئات كما قال الله سبحانه وتعالى فالحاصل ان الوزن في السيئات والحسنات يوم القيامة بمثاقيل فبمثاقيل الذر فابن عباس رضي الله عنهما يوضح ما المراد بالذرة فادخل ابن عباس يده في التراب فيعلق حينئذ بها شيء من التراب ثم رفعها ثم نفخ فيها فطار التراب الذي رذاذ التراب الذي في يده طار في الهواء ثم قال كل واحدة من هؤلاء مثقال ذرة كل واحدة من هؤلاء مثقال ذرة فمعنى ذلك ان الوزن يوم القيامة بهذا المثقال مثقال الذر من الحسنات والسيئات فمن يعمل مثقال ذرة اي من حسنات خيرا يراه ومن يعمل مثقال ذرة اي من السيئات شرا يرى ونسأل الله ان يصلح لنا اجمعين النية والعمل. وان يهدينا اليه صراطا مستقيما والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين وان يغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا ولولاة امرنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا. اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما حييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه. جزاكم الله خيرا