كيف الجمع بين قوله صلى الله عليه وسلم فان لم تذنبوا لذهب الله بكم ثم جاء بقوم يندبون الحديث وبين قول الشافعي واعلم بان العلم نور لا يؤتى بعاصي. اولا قاعدة لا يعارض كلام رسولنا صلى الله عليه وسلم مع كلام احد لا صحابي ولا تابعي. اذا جاء القول الرب عن رسولنا صلى الله عليه وسلم فسمعا وطاعة ومع هذا نقول لا تعارض العبد لا بد ان يقع في الذنب وكما جاء في الصحيحين ان الله كتب على ابن ادم حظه من الزنا مدركا ذلك لا محالة العين تزني واليد تزني والرجل تزني وكما قال صلى الله عليه وسلم لو لم تذنبوا لاتى الله بقوم يذنبون فيستغفرون فيغفر لهم الشافعي يقول ونور الله لا يؤتاه عاصي اي عاص على الذنب. اما اذا تاب واستغفر فلا يسمى لا يسمى عاصي الا اذا اصر وتمادى في عصيانه ومع ذلك اذا وقع العبد في الذنب فان نورا من قلبه ينطفئ وظلمة وظلمة تحل في قلبه فاذا تاب واستغفر ذهبت الظلمة وعاد النور. وهكذا اذا كنت تطلب العلم وعصيت الله يقل فهمك يضعف حفظك لكن اذا استغفرت ورجعت الى الله عز وجل رجع ذلك فنور الله لا يؤتاه عاصي مصرا على نور المعاصي مصرا هذا الذي يحمل عليه قول الشافعي رحمه الله تعالى. وقد يؤتى قد يؤتى من فسقة الخلق شيئا من العلم بل قد يكون من الاذكياء من اذكياء العلماء ومن حضرة العلماء ومع ذلك لا يكون علمه سبب او زكاة له فهناك من العلماء من علمه يزيده وبالا وظلالا كالجهل بن صفوان يعتبر من العلماء من علماء الاحناف كذلك احمد ابن دؤاد كان من العلماء وغيرهم من علماء الضلالة كانوا علماء ومع ذلك كانوا على ظلال وقد اوتوا حفظا وفهما وذكاء لكنهم لم يؤتوا ذكاء ولم يؤتوا توفيقا من الله عز وجل. لكن كلام الشافعي كلام واعظ ومذكر ان العبد اذا اراد العلم فليتق الله عز وجل والله يقول واتقوا الله ويعلمكم الله والله تعالى اعلم واحكم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد