الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الامام ابو بكر محمد بن الحسين رحمه الله تعالى حدثنا ابو بكر ابن ابي داود قال حدثنا علي ابن مهران قال حدثنا عبد الله يعني ابن رشيد قال حدثنا عثمان ابن مطر قال دفن زيد بن اسلم عن عطاء ابن يسار عن ابي سعيد رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما مجادلة احدكم يكون له الحق على صاحبه اشد من المؤمنين عز وجل من اشد من المؤمنين لربهم عز وجل في اخوانهم الذين دخلوا النار يقولون ربنا اخواننا الذين كانوا يصلون معنا ويصومون معنا ويحجون ادخلوا ادخلوا النار. قال الله عز وجل اذهبوا فاخرجوا من عرفتم فيخرجونهم ثم يقول الله عز وجل اخرجوا من كان في قلبه مثقال دينار من ايمان حتى يقول نصف مثقال حتى يقول خردلة حتى يقول ذرة ثم يقول الله تعالى شفاعة الاخيار من المؤمنين وبقي ارحم الراحمين. ثم يقبض قبضة او قبضتين من فيدخلون الجنة بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين. اما بعد فاننا لا نزال في باب الايمان بان قوما يخرجون من النار فيدخلون الجنة بشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم هو شفاعة المؤمنين سقى رحمه الله تعالى تحت هذه الترجمة جملة من الاحاديث الى ان ساق هذا الحديث حديث ابي عيدا الخدري رضي الله عنه وساقه من هذا الطريق وهو طريق فيه ضعف واسناده فيه كلام لكن الحديث اخرجه الامام مسلم رحمه الله تعالى من طريق حفص ابن ميسرة عن زيد ابن اسلم عن عطاء ابن يسار ولفظه في مسلم مقارب نوعا ما لللفظ المذكور هنا قال ما مجادلة احدكم يكون له الحق على صاحبه اشد من المؤمنين بربهم عز وجل اي مجادلتهم لربهم عز وجل في اخوانهم الذين دخلوا النار يقولون ربنا اخواننا الذين كانوا يصلون معنا ويصومون معنا ويحجون ادخلوا النار قال الله عز وجل اذهبوا فاخرجوا من عرفتم فيخرجونهم لفظه في صحيح مسلم حتى اذا خلص المؤمنون من النار فوالذي نفسي بيده ما منكم من احد باشد مناشدة لله في استقصاء الحق من المؤمنين لله يوم القيامة لاخوانهم الذين في النار يقولون ربنا كانوا يصومون معنا ويصلون ويحجون فيقال لهم اخرجوا من عرفتم فتحرم صورهم على النار فيخرجوا فيخرجون خلقا كثيرا قد اخذتهم النار الى نصف ساقه والى ركبته الى اخر الحديث هذا من احاديث الشفاعة شفاعة المؤمنين اخوانهم الذين هم عصاة الموحدين. والذين قد دخلوا النار بسبب المعاصي والذنوب التي اقترفوها في هذه الحياة الدنيا ولعلك ترى واضحا عظم شأن الاخوة الدينية ورابطة الايمان وانها اوتق صلة واعظم رابطة فان كل رابطة تنتهي وكل علاقة تنقطعن وكل الاواصر القوية التي تكون بين الناس لا تبقى وانما الذي يبقى اخوة الايمان ورابطة الدين فهي الاخوة الباقية النافعة لاهلها في الدنيا والاخرة فانظر عندما ادخل عصاة الموحدين الى النار اخذ يلح اخوانهم ممن سلمهم الله وعافاهم ووقاهم من المعاصي اخذوا يجادلون الله سبحانه وتعالى ويلحون عليه وهذه شفاعة منهم لاخوانهم عند الله يلحون على الله سبحانه وتعالى يقولون يقولون في اخوانهم الذين دخلوا النار ربنا اخواننا الذين كانوا يصلون معنا ويصومون معنا ويحجون معنا فانظر انظر للاخوة ما هي؟ قالوا اخواننا الذين كانوا يصلون معنا ما قالوا اخواننا من الام والاب اخواننا الاشقاء اخواننا من قبيلتنا ما قالوا. قالوا اخواننا الذين كانوا يصلون معنا فهذه الاخوة اخوة الايمان كما قال الله سبحانه وتعالى انما المؤمنون اخوة في الحديث قال المسلم اخو المسلم. فهذه الاخوة التي هي تنفع وايضا انظر ايضا من جهة اخرى الى فظل اهل النصح والرحمة بعباد الله والدعوة لهم الى الخير والحرص على انقاذهم من سخط الله سبحانه وتعالى فان سبحان الله من كان حريصا على انقاذ الناس من النار في هذه الحياة الدنيا دعوة وشفقة عليهم وتخويفا لهم وتذكيرا لهم بالله سبحانه وتعالى يكافئه الله يوم القيامة بان يبقى له هذا الحرص شفاعة لاخوانه عند الله سبحانه وتعالى بان يخلصهم من النار وعكس ذلك تماما من كان والعياذ بالله مؤذيا للناس بلسانه طعنا وسبا ووقيعة وشتما ولعنا لم يسلموا من اذاه في الدنيا لا يكون يوم القيامة اهلا ان يشفع لهم عند الله سبحانه وتعالى لانهم في الدنيا ما سلموا منه لم يسلموا في الدنيا من اذاه من لسانه من طعنه من لعنه ولهذا جاء في الحديث الصحيح عن نبينا صلى الله عليه وسلم قال ان الطعانين واللعانين لا يكونون شهداء ولا شفعاء يوم القيامة ليسوا اهل لذلك ليسوا اهلا لذلك لكن الشخص الرحيم بالناس اي حريص على هدايتهم الناصح لهم القائل لهم دوما اتقوا الله اتقوا النار اتقوا سخط الجبار. حريص على عودتهم الى آآ الى الله حريص على تركهم للمعاصي والذنوب هذا الحرص يبقى كما انه حريص على انقاذهم في الدنيا من سخط الله بدلالته من الحق والهدى يبقى هذا الحرص ويكافئه الله سبحانه وتعالى يوم القيامة بان يكون شفيعا لهؤلاء عند الله سبحانه وتعالى كما هو واضح في هذا الحديث يقولون ربنا اخواننا الذين كانوا يصلون معنا ويصومون معنا ويحجون معنا ادخلوا النار ومعنى ادخل النار اي بسبب المعاصي والاثام التي اقترفوها في هذه الحياة الدنيا فاوجبت دخولهم النار يوم القيامة وعرفنا فيما سبق ان دخول هؤلاء العصاة للنار انما هو دخول تطهير وتنقية بخلاف دخول الكافر للنار الكافر دخوله للنار دخول تخليد وتأبيد لان خبث الشرك لا تطهره النار خبث الشرك والكفر بالله سبحانه وتعالى لا تطهره النار وانما هو خبث متجذر متأصل في المرء فيبقى في النار ابد الاباد كما قال الله سبحانه وتعالى والذين كفروا لهم نار جهنم لا يقضى عليهم فيموتوا ولا يخففوا عنهم من عذابها كذلك نجزي كل كفور. كذلك نجزي كل كفور وهم يسطرقون فيها ربنا اخرجنا نعم صالحا غير الذي كنا نعمل او لم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير فذوقوا فما للظالمين اي الكافرين من ناصير اذ المراد بالظلم هنا آآ الكفر بالله سبحانه وتعالى كما قال الله والكافرون هم فالظالمون الحاصل ان هذا الحديث فيه اثبات الشفاعة شفاعة المؤمنين مثل ما بوب المصنف رحمه الله شفاعة الانبياء وشفاعة المؤمنين فهذا فيه شفاعة المؤمنين لاخوانهم لاخوانهم اي في الايمان اخوانهم في الايمان وانظر تصدير الصلاة في قائمة الاعمال اعمال الاخوة الايمانية فان تابوا واقاموا الصلاة فاخوانكم اخوة الدين لابد فيها من طاعة لابد فيها من طاعة ولهذا الصحيح ان تارك الصلاة ليس بمسلم ليس بمسلم العهد الذي كما جاء في الحديث عن نبينا عليه الصلاة والسلام العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر ما سلككم في سقر؟ قالوا لم نكن من المصلين ما كنا نصلي هذا هو السبب لم نك من المصلين الحاصل ان هذه الاخوة اخوة الدين ايضا انتبه قوله يصلون معنا. هذا يستفاد منه فائدة جليلة جدا عظيمة مهمة في باب الصلاة ان الرجال صلاتهم معا في بيوت الله سبحانه وتعالى الرجل يصلي مع الرجال في المساجد ويصلون معنا الرجل يصلي مع الرجال في المساجد الصلوات الخمس هذا الرجولة مثل ما قال الله في بيوت اذن الله ان ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والاصال ماذا رجال الان اذا ارادوا ان يتحدثوا عن الرجولة ويملأ الواحد يده يقول رجل فلان رجل الرجولة في الصلاة الذي يصلي مع انثاه في البيت زوجة ولا بنته ولا امه وين الرجولة؟ والرجال في المساجد يصلون اما الذي لا يصلي اصلا دعك منه هذا هذا خارج من الدائرة اصلا العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر لكن اذا كان يؤذن في بيوت الله سبحانه وتعالى التي رفعت من اجل ان يأتي الرجال يصلوا فيها مثل ما في الاية المتقدمة ثم يبقى الرجل بدون عذر ان كان معذورا لا حرج من سمع النداء فلم يجب فلا صلاة له. الا من عذر اذا كان معذور مريظ لا حرج عليه. لكن صحيح ومعافى ثم يؤذن للصلاة في المسجد ويجلس مع انثاه في البيت زوجة ولا مع اهله ويصلي في البيت اين هو من هذا الوصف؟ رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله واقام الصلاة ولهذا لما وصفوهم هنا بالاخوة الدينية ذكروا هذه الرابطة التي جمعتهم بيت الله سبحانه وتعالى خمس مرات يجتمع فيه المسلمون وهذا ايضا فيه فائدة ان الصلاة في بيوت الله سبحانه وتعالى توثق الاخوة وتعمق الاخوة الدينية والرابطة الايمانية وتوجد لحمة قوية بين المصلين خاصة اذا كانوا يعطون الصلاة حقها يبكرون ويطمئنون ولهذا كم وكم من التحاب في الله نشأ وين ها يا اخوان ببيوت الله كم من التحاب العميق في الله سبحانه وتعالى من اشخاص لا يجمعك بهم لون ولا يجمعك بهم لسان ولا يجمعك بهم آآ قرابة وتجد في قلبك محبة عظيمة لهم في الله سبحانه وتعالى عظيمة جدا ما وجدت الا في بيوت الله سبحانه وتعالى ولنشأت الا في بيوت الله سبحانه وتعالى فهذا يدلنا على ان الصلاة شأنها عظيم. مكانتها في الدين عظيمة هذا الذي ضيع الصلاة في المساجد ضيع خيرا عظيما حرم نفسه من خير عظيم حرم نفسه من بركة من فضل من اجور من معاني جليلة جدا يفوز بها في دنياه واخراه حرم نفسه منها الصلاة لها شأن الصلاة لها مكانة الصلاة لها منزلة ببيوت الله سبحانه وتعالى كما امر رب العالمين قالوا اخواننا الذين كانوا يصلون معنا كانوا يصلون معنا يصلون معنا وين ببيوت الله في المساجد التي انما بنيت وشيدت من اجل ان تقام فيها الصلاة ويقام فيها ذكر الله سبحانه وتعالى قالوا اخواننا الذين كانوا يصلون معنا ويصومون معنا ويحجون لفظه في مسلم كانوا يصومون يصلون معنا ويصومون ويحجون ادخلوا النار. قال الله عز وجل اذهبوا فاخرجوا من عرفتم اذهبوا فاخرجوا من عرفتم نوع المعرفة هنا لابد ان ان نتبين هل معرفة معرفة الامانة؟ يعني عرفتوهم صلاة وصيام وعبادة هذي المراد بالمعرفة فاخرجوا من عرفتم فيخرجونهم ثم يقول الله عز وجل اخرجوا من كان في قلبه مثقال دينار من ايمان حتى يقول نصف مثقال حتى يقول خردلة حتى يقول ذرة وهذا فيه ان الشفاعة لا تنصب على العمل الصالح مجردا لان المنافق الذي يأتي بالعمل الصالح ظاهرا وباطنا ليس في ايمان لا حظ له من الشفاعة الشفاعة لا تنصب يوم القيامة على مجرد العمل الظاهر. من كان يأتي بالعمل الظاهر نفاقا ليس في قلبه ايمان وانما يفعل ذلك نفاقا هذا في الدرك الاسفل. من النار ليس له حظ من الشفاعة. وان كان يصلي في الدنيا مع الناس لكن ما كان يصلي لله ما كان يصلي لله ولهذا قيد بوجود الايمان مثقال ذرة مثقال حبة مثقال فالشفاعة انما تنفع مع وجود ايمان في الباطن يعني في القلب وان قل هذا الايمان حتى يقول خردلة حتى يقول ذرة ثم يقول شفعت الاخيار من المؤمنين بقي ارحم الراحمين نعم قال رحمه الله تعالى اخبرنا ابن ذريح قالها حدثنا هناد بن السري قال حدثنا ابو معاوية عن سفيان بن زياد العصفوري عن سعيد بن جبير في قول الله عز وجل قالوا والله ربنا ما كنا مشركين. قال لما امر باخراج من دخل النار من اهله توحيد فقال من بها من المشركين تعالوا فلنقل لا اله الا الله لعلنا ان نخرج مع هؤلاء فقالوا فلم يصدقوا قال فحلفوا والله ربنا ما كنا مشركين. قال فقال الله عز وجل انظر كيف كذبوا على انفسهم وضل عنهم ما كانوا ويفترون نعم هذا اثر مروي عن سعيد بن جبير رحمه الله تعالى ومن علماء التابعين في تفسير قول الله عز وجل قالوا اي الكفار المشركون والله ربنا ما كنا مشركين ما كنا مشركين يعني لم نكن من اهل الشرك في الدنيا يقسمون بالله بانهم ما كانوا مشركين. والله ربنا ما كنا مشركين هذا قسم بالله سبحانه وتعالى انهم ما كانوا مشركين متى يقول سعيد ابن جبير في تفسيره لهذه الاية متى كان هذا القسم منهم قال لما اخرج امر باخراج من دخل النار من اهل التوحيد من اهل التوحيد يعني عصاة الموحدين وهذا فيه ان اهل التوحيد اهل لا اله الا الله حقا وصدقا تنفعهم لا اله الا الله وان اصابهم ما اصابهم من دخول النار وتعذيب فيها تنفعهم بالخروج من النار لكنها انما تكون نافعة لهم اذا كانوا قالوها من قلب. صدقا ان قول اللسان مع عدم اعتقاد القلب ليس بنافع مر معنا حديث ابي هريرة من اسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة. قال النبي صلى الله عليه وسلم من قال لا اله الا الله خالصا من نفسه او قال من قلبه فهي انما تكون نافعة بالاخلاص وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين. ولهذا يقال لكلمة التوحيد كلمة الاخلاص. لانها لا تنفع الا بالاخلاص ولهذا دبر كل صلاة شرع لنا ان نهلل ثلاث تهليلات لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير. لا حول ولا قوة الا بالله لا اله الا الله ولا نعبد الا اياه له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن. لا اله الا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون. نكررها كل يوم دبر كل صلاة لان لا اله الا الله لا بد فيها من اخلاص لا اله الا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون ولهذا يقال لها كلمة الاخلاص فالحاصل ان انه عندما يخرج هؤلاء عصاة الموحدين من النار ويراهم الكفار اهل النار الذين يخلدون فيها ابد الاباد يراهم يرونهم يخرجون ويعرفون ان الخروج من اجل ماذا من اجل لا اله الا الله من اجل التوحيد لانهم عصاة موحدين في التوحيد هو الذي كان به هذا الاخراج تطهروا في النار من المعاصي اما الشرك لا يتطهر منه من كان لا تطهره النار منه من كان دخلها مشركا بالله لكن المعاصي تطهرها النار فيرون عصاة الموحدين يخرجون من النار دفعة تلو الاخرى جماعة تلو جماعة يرونهم ويعرفون ان الخروج هو من اجل التوحيد من اجل لا اله الا الله فقال من بها اي بالنار من المشركين؟ تعالوا يقول بعظهم لبعظ فلنقل لا اله الا الله تعالوا فلنقل لا اله الا الله لا اله الا الله لا تنفع في ذاك الوقت تنفع في دار العمل اما ذاك الوقت هو دار الجزاء. ليس في عمل العمل انتهى وقته العمل وقته في الحياة الدنيا ولهذا من الاشياء التي يا يطلبها ويرجوها اهل النار في النار ان يعادوا ربنا اخرجنا منها نعمل صالحا غير الذي كنا نعمل اخرجنا منها اعدنا الى الدنيا مرة اخرى لنعمل الدنيا هي دار العمل فالعمل في الاخرة يكون قد انتهى وقته فيقولون يقول بعضهم لبعض تعالوا لنقل لا اله الا الله لعلنا نخرج مع هؤلاء. يعني الذين خرجوا التوحيد بلا اله الا الله فقالوا لم يصدقوا قالوا لا اله الا الله ولم يصدقوا قول فحلفوا والله ربنا ما كنا مشركين فسعيد ابن جبير يقول ان هذا الحلل من المشركين يكون في النار عندما يرون العصاة عصاة الموحدين يخرجون منها قال الله عز وجل انظر كيف كذبوا على انفسهم وضل عنهم ما كانوا يفترون. نعم قال محمد بن الحسين رحمه الله تعالى وقد روي من غير وجه ان النبي صلى الله عليه وسلم يشفع يوم القيامة لجميع ادم عليه السلام من الموحدين بان يخرج من النار بان يخرج من النار كل موحد ثم يشفع ادم عليه السلام ثم الانبياء ثم الملائكة ثم المؤمنون فنعوذ بالله ممن يكذب بهذا لقد ضل ضلالا بعيدا وخسر خسرانا مبينا قال حدثنا ابو بكر جعفر بن محمد الفريابي قال حدثنا قتيبة بن سعيد قال حدثنا الليث بن سعد عن خالد بن يزيد عن سعيد بن ابي هلال عن انس ابن مالك رضي الله عنه ان الانبياء عليهم السلام ذكروا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال والذي نفسي بيده يده اني لسيد الناس يوم القيامة ولا فخر. وان بيدي لواء الحمد وان تحته لادم عليه السلام ومن دونه ولا فخر قال ينادي الله عز وجل يومئذ ادم فيقول لبيك ربي وسعديك فيقول اخرج من ذريتك بعث النار فيقول وما بعث النار فيقول من كل الف تسعمائة وتسعة وتسعين فيخرج فيخرج ما لا يعلم عدده الا الله عز وجل فيأتون ادم فيقولون انت ادم اكرمك الله وخلقك بيده ونفخ فيك من روحه واسكنك جنته. وامر الملائكة فسجدوا لك فاشفع لذريتك. لا تحرق اليوم بالنار. فيقول ليس ذلك الي اليوم ولكن سارشدكم عليكم بعبد اتخذه الله خليلا وانا معكم فيأتون ابراهيم عليه السلام فيقولون يا ابراهيم انت عبد اتخذ الله خليلا فاشفع لذرية ادم لا تحرق اليوم بالنار. فيقول ليس ذلك الي. ولكن سارشدكم عليكم بعبد اصطفاه الله عز وجل بكلامه ورسالاته. والقى عليه محبة منه موسى وانا معكم. فيأتون موسى فيقولون يا موسى انت عبد اصطفاك الله برسالته برسالاته وكلامه والقى عليك محبة منه اشفع لذرية ادم لا تحرق اليوم بالنار. قال ليس ذلك اليوم الي ولكن سارشدكم عليكم بروح الله وكلمته. عيسى ابن مريم فيأتون عيسى ابن مريم عليه السلام فيقولون يا عيسى انت روح الله وكلمته اشفع لذرية ادم تحرق اليوم بالنار قال ليس ذلك اليوم عليكم بعبد جعله الله عز وجل رحمة للعالمين. احمد صلى الله عليه وسلم وانا هم فيأتون فيقولون يا احمد جعلك الله رحمة للعالمين فيأتوني فيأتوني فيقولون يا احمد فيأتوني فيقولون يا احمد جعلك الله رحمة للعالمين فاشفع لذرية ادم لا تحرق اليوم بالنار. فاقول نعم انا صاحبها فاتي حتى اخذ بحلقة باب الجنة فيقال من هذا؟ فاقول انا احمد؟ فيفتح لي فاذا نظرت الى الجبار تبارك وتعالى قررت ساجدا ثم يفتح لي من التحميد والثناء على الرب عز وجل بشيء لا لا يحسن الخلق ثم يقال يفتح الله سبحانه وتعالى عليه في ذلك اليوم العظيم وفي ذلك الموقف فالعظيم من محامده سبحانه وتعالى وحسن الثناء عليه والذكر لاسمائه العظيمة سبحانه وتعالى ما لا ما لم يكن يعلمه في الدنيا عليه الصلاة والسلام يفتح الله عليه في ذلك اليوم من المحامد وحسن الثناء على الله سبحانه وتعالى فيأذن الله جل وعلا له بالشفاعة وهذا الحديث مما يوضح ايضا الحديث الاخر قال اسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك او انزلته في كتابك او علمته احدا من خلقك او استأثرت به في علم الغيب عندك وهذا الحديث والحديث الاخر اللي اشرت اليه الان تدل على ان اسماء الله ليست محصورة في التسعة والتسعين في قول النبي صلى الله عليه وسلم ان لله تسعة وتسعين اسما مائة الا واحد. من احصاها دخل الجنة وانما المراد بالتسعين بالتسعة والتسعين ان من شأنها ان من احصاها دخل الجنة لا ان اسماء الله سبحانه وتعالى محصورة في هذا العدد لا تزيد عليه فالله سبحانه يفتح على نبيه في ذلك الموقف العظيم صلوات الله وسلامه عليه بمحامد وثناء على الرب سبحانه وتعالى ثم يقول الله له نعم ثم يفتح لي من التحميد والثناء على الرب عز وجل بشيء لا يحسن الخلق ثم يقال سل تعطى. واشفع تشفع. فاقول يا رب ذرية ادم لا تحرق اليوم بالنار فيقول اذهبوا فمن وجدتم في قلبه مثقال دينار من ايمان فاخرجوه ثم يعودون الي فيقولون ذرية ادم لا تحرق اليوم بالنار. فآتي حتى اخذ بحلقة باب الجنة فيقال من هذا؟ فاقول احمد فيفتح لي فاذا نظرت الى الجبار تبارك وتعالى خررت ساجدا فاسجد مثل سجودي اول مرة مرة ومثله معه فيفتح لي من الثناء على الله عز وجل والتحميد مثل ما فتح لي اول مرة. فيقال ارفع وسل تعطى واشفع تشفع فاقول يا رب ذرية ادم لا تحرق اليوم بالنار. فيقول اخرجوا له من كان في قلبه مثقال قيراط من ايمان ثم ثم يعودون اليه فاتي حتى اصنع كما صنعت. فاذا نظرت الى الجبار عز وجل ساجدا فاسجد كسجودي اول مرة ومثله معه. ويفتح لي من الثناء والتحميد مثل ذلك. ثم يقال سل واشفع تشفع فاقول يا رب ذرية ادم لا تحرق اليوم بالنار. فيقول اذهبوا فمن وجدتم في قلبه مثقال ذرة من ايمان فاخرجوه فيخرج فيخرجون ما لا يعلم عدتهم الا الله الا الله عز وجل. ويبقى اكثرهم ثم يؤذن لادم بالشفاعة فيشفع لعشرة الاف الف ثم يؤذن للملائكة والنبيين فيشفعون حتى ان المؤمن ليشفع لاكثر من ربيعة ومضر قال واخبرنا ابو عبيد ابو ابو عبيد علي ابن الحسين ابن حرب القاضي قال حدثنا ابو الاشعث احمد بن المقدام قال حدثنا المعتمر بن سليمان قال سمعت ابي يحدث عن قتادة عن انس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يأتي المؤمنون ادم يوم القيامة وذكر الحديث بطوله نحوا من حديث الفريابي. ولهذا الحديث طرق الساقة هنا في خاتمة هذا الباب هذا الحديث الطويل حديث انس في ذكر الشفاعة واتيان الناس الى الانبياء بدءا بادم عليه السلام وكل نبي يأتونه يحيلهم الى الاخر ويذكر من مكانة الاخر ومنزلته عند الله عز وجل ما يجعله سببا لاحالتهم اليه. وكل نبي يحيل الى اخر الى ان يحيلهم عيسى عليه السلام الى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فيقول انا لها ثم يخر ساجدا لله سبحانه وتعالى ويحمد الله يثني عليه بثناء وحمد يفتحه الله يفتح الله عليه به في ذلك المقام ثم يقول الله سل تعطى واشفع تشفع ثم يشفع عليه الصلاة والسلام ثم من بعد شفاعته يؤذن للملائكة والانبياء والصالحين يؤذن لهم بالشفاعة وشفاعة نبينا عليه الصلاة والسلام هي اعلى شفاعة وارفعها وهو اعلى الخلق مكانة ومنزلة عند الله جل في علاه وهو صلى الله عليه وسلم سيد الاولين والاخرين وامامهم ومقدمهم صلوات الله وسلامه عليه ولهذا كان له من الشفاعة اوفر نصيب وله منها اعظم حظ صلوات الله وسلامه عليه ثم يشفع من بعده الملائكة والانبياء والصالحين يشفعون من بعد النبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه. وقد عرفنا ان الشفاعة فيها اظهار لعلو مكانة هؤلاء عند الله حيث جعل خروج العصاة من النار بشفاعة من هؤلاء عند الله سبحانه وتعالى اظهارا لمكانتهم وتكرمة لهم ورفعا آآ اقدارهم وذكرهم ومكانتهم عند الله سبحانه وتعالى والحديث آآ اصله في الصحيحين باسناد اخر ولفظ اخر المقارب نوعا ما لما هنا عند المصنف وهو من جملة الاحاديث آآ الصحيحة الثابتة الدالة على ثبوت الشفاعة شفاعة النبي الكريم عليه الصلاة والسلام وشفاعة ايضا الملائكة وشفاعة النبيين وشفاعة المؤمنين ما لاخوانهم من العصاة عند الله سبحانه وتعالى. نسأل الله الكريم رب العرش العظيم باسمائه الحسنى وصفاته العليا ان يهدينا اجمعين اليه صراطا مستقيما وان يصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا وان يصلح لنا دنيا التي فيها معاشنا وان يصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا وان يجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا ولولاة امرنا وللمسلمين مسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات. اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا. اللهم باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا قبل ان انبه اه قبل ان اختم منبه ان التصوير الذي يفعله بعض الاخوة هدانا الله واياهم لا خير فيهم بل وشر ولا نفع فيه وهو يذهب البركة في مجالس العلم ويحرم من الخير ولهذا ينبغي على من يكرمه الله بحضور مجالس العلم ان يفرغ نفسه للفهم وعقل الخطاب وتدبر الكلام اما الصور لا صورة الشيخ ولا صورة الطلاب كلها ما تفيد بل تظر. وانما الذي ينفع العلم نفسه كلام الله وكلام رسوله عليه الصلاة والسلام والتفقه في الدين ولهذا الذي يصور عليه ان يمحو الصور وان يبقي العلم في قلبه ينتفع به ويستفيد وتعلو بالعلم مكانته وترتفع منزلته اما هذه الصور مضرة هو باب من ابواب الشر والحرمان من الخير. نسأل الله عز وجل ان يوفق الجميع. لكل خير. سبحانك اللهم وبحمدك. اشهد ان ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك. اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد وعلى اله وصحبه. جزاكم الله خيرا