نعم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد يقول الامام فيقول الامام ابو بكر محمد بن الحسين الاجري رحمه الله تعالى وحدثنا في ريابي قال حدثنا عثمان بن ابي شيبة قال حدثنا جرير ابن عبد الحميد عن منصور عن مجاهد عن ابن عباس رضي الله عنهما قال مرة رسول الله صلى الله عليه وسلم بحائط من حيطان مكة او المدينة. فسمع صوت انسانين يعذبان في قبورهما فقال قول الله صلى الله عليه وسلم يعذبان وما يعذبان في كبير. ثم قال بلى كان احدهما لا يستنزه ومن بوله وكان الاخر يمشي بالنميمة ثم دعا بجريدة فكسرها كسرتين ووظع على كل قبر منهما كسرى فقيل يا رسول الله لم فعلت هذا؟ قال لعله يخفف عنهما ما لم ييبسا او الى ان ييبسا قال وحدثنا ابو محمد يحيى بن محمد بن صاعد قال حدثنا زياد بن ايوب الطوسي قال حدثنا زياد بن عبد الله البكائي قال حدثنا منصور والاعمش عن مجاهد عن ابن عباس رضي الله عنهما قال مر النبي صلى الله عليه وسلم بحائط من حيطان المدينة او مكة فاذا هو بقبرين فيهما رجلان يعذبان فقال النبي صلى الله عليه وسلم يعذبان في غير كبير ثم قال بلى احدهما كان لا يستنزه من بوله وكان الاخر يمشي بالنميمة ثم قال اروني عسيبا ففته باثنين فجعل على كل قبر واحدا فقال الناس لما لما فعلت هذا يا رسول الله؟ فقال لعله يخفف من عذابهما ما دام هكذا او لم ييبسا قال وحدثنا في ريابي قال حدثنا ابو بكر ابن ابي شيبة قال حدثنا وكيع بن الجراح قال حدثنا الاعمش قال سمعت مجاهدا يحدث عن عن ابن عباس رضي الله عنهما قال مر رسول الله صلى الله عليه وسلم على قبرين فقال انهما ليعذبان وما يعذبان في كبير. اما احدهما فكان فكان يمشي بالنميمة. واما الاخر فكان لا يستنزه من بوله ثم دعا بعسيب الرطب وذكر الحديث قال وحدثنا ابن صاعد قال حدثنا الحسين ابن الحسن المروزي ويعقوب ابن ابراهيم الدورقي وزياد ابن ايوب قالوا حدثنا ابو معاوية قال حدثنا الاعمش قال ابن صاعد وحدثنا يوسف ابن موسى القطان قال حدثنا جرير وابو معاوية ووكيع واللفظ قال حدثنا الاعمش قال سمعت مجاهدا يحدث عن طاووس عن ابن عباس رضي الله عنهما قال مر النبي صلى الله عليه سلم على قبرين فقال انهما ليعذبان وما يعذبان في كبير. وذكر الحديث بطوله بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد لا نزال في باب التصديق والايمان بعذاب القبر وقد ساق المصنف الامام الاجري رحمه الله تعالى جملة من الادلة ادلة الكتاب والسنة المثبتة لعذاب القبر وانه حق لا ريب فيه ومن هذه الادلة هذا الحديث الذي ساقه رحمه الله تعالى من طرق حديث ابن عباس رضي الله عنهما ان النبي عليه الصلاة والسلام مر بحائط اي ببستان فسمع صوت انسانين يعذبان في قبورهما وهذا السماع الذي حصل من خصائصه عليه الصلاة والسلام لان الناس الذين كانوا يمشون معه وقريبينا منه عليه الصلاة والسلام لم يسمع صوتا بل تقدم معنا قول النبي صلى الله عليه وسلم لولا الا تدافنوا لسألت الله ان يسمعكم من عذاب القبر ما اسمع فهذا امر من خصائص النبي عليه الصلاة والسلام فقد سمع صوت هذين يعذبان واخبر ايضا عليه الصلاة والسلام عن سبب هذا التعذيب وهذا ايضا مما خصه الله به واطلعه جل وعلا عليه فذكر ان احدهم يعذب بسبب النميمة والاخر بسبب عدم التنزه من البول فهذا مما اطلعه الله سبحانه وتعالى عليه من حال هذين المعذبين في قبريهما قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يعذبان وما يعذبان في كبير ثم قال بلى اي بلى انه لكبير. كما جاء مصرحا به في بعض الروايات وهنا كما نلاحظ اثبت عليه الصلاة والسلام ان الذي يعذبان به كبير وايضا في الوقت نفسه نفى انه كبير قال ما يعذبان في كبير هذا نفي ثم قال بلى انه كبير اثبت انه كبير والقاعدة عند العلماء رحمهم الله تعالى ان الشيء اذا اثبت ونفي فالمثبت غير المنفي اذا الشيء اذا اثبت ونفي فالمثبت غير المنفي فهنا اثبت انه كبير ثم نفى او نفى انه كبير ثم اثبت انه كبير فالمثبت غير المنفي فقوله اما انهما ليعذبان وما يعذبان في كبير نفى انه كبير ثم قال بلى انه كبير النفي اي ليس بكبير تركه ليس امرا عظيما امرا من اليسير للمرأة تجنبه البعد عنه. ليس امرا عظيما يصعب اه تركه او قال اما انهما يعذبان وما يعذبان في في كبير يعني ليس امرا كبيرا شاقا بلى انه لكبير اي من كبائر الذنوب وعظائمها فلا انه لكبير اي من كبائر الذنوب وعظائمها فنص عليه الصلاة والسلام ان هذين العملين من الكبائر والحديث دل على ان هذين العملين من الكبائر من جهتين من جهة اخبار النبي عليه الصلاة والسلام انه من الكبائر ومن جهة التنصيص على ان انهما يعذبان في قبريهما عليه وان العذاب يخفف عنهما في وقت معين بشفاعته عليه الصلاة والسلام لهما عندما وضع جريدة قسمها الى شطرين وجعل كل قبر عليه جريدة قال انه يخفف عنهما هذه شفاعة منه عليه الصلاة والسلام لهما ما الم ييبسا يعني لا ان ييبس فا هذا يدل على ان هذين الامرين من كبائر الذنوب وانهما من موجبات العذاب عذاب القبر ومن بعده عذاب الاخرة عذاب النار قال ثم قال كان احدهما لا يستنزه من بوله كان لا يستنزه من بوله في بعض الروايات لا يستتر من بوله وفي بعضها لا يستبرئ من بوله وكلها صحيحة ومعناها لا يتجنب البول ولا يحترز منه لا يتجنب البول ولا يحترز منه عندما يجلس ليتبول لا يحترز من رشاش البول ان يصيب ملابسه او ان يصيب بدنه وكون هذا الامر كبيرا لان الصلاة التي هي اعظم الفرائض واجلها من بعد التوحيد لابد فيها من الطهارة لابد فيها من الطهارة ولا يصلح ان يدخل المرء في صلاته وعبادته هذه العظيمة وجسمه ملوث او بعض جسمه ملوث بنجاسة البول ولهذا عدم الاهتمام بهذا الامر عدم تجنب رشاش البول ان يصيب البدن او ان يصيب الملابس هذا من الكبائر وهذا الذي كان يعذب في قبره كان يعذب بهذا السبب كان لا يستنزه من البول لا يستنزه من البول يصلي والا ما يصلي نعم يصلي ولا الظاهر الامر انه يصلي لكنه يتهاون في مسألة الاستنزاه من البول ويعذب في قبره فكيف بالذي لا يصلي يتهاون في الصلاة نفسها؟ نسأل الله العافية كيف بمن يتهاون في الصلاة نفسها ويفرط في الصلاة نفسه اذا كان هذا الذي يفرط في هذا الشرط من شروط الصلاة عذب في قبره مثله ما جاء في الحديث في صاحب اللمعة التي في قدمه فاذا كان يتهاون في هذا الشر وتهاونه فيه من موجبات واسباب العذاب فكيف بمن يتهاون بالصلاة نفسها واما الامر الاخر قال وكان الاخر يمشي بالنميمة يمشي بالنميمة اي يسعى بالنميمة بين الناس والنميمة هي نقل الكلام من شخص الى اخر او من اشخاص الى اخرين على وجه الافساد بينهما وايقاع العداوة وشحن النفوس بالبغضاء والنمام من المفسدين في الارض وعقوبته عند الله سبحانه وتعالى عظيمة لان النمام ينتشر على يديه في المجتمعات من الشرور والعداوات والتباغظ والعدوان الشيء الكثير لانه مفسد وفساده في الارض فساد عريض وشره شر خطير ولهذا كان هذا الرجل يعذب في قبره بسبب النميمة بسبب النميمة التي كان يسعى فيها بين الناس ينقل لهذا كلام وثم ينقل لذاك كلام ثم ينقل للاخر كلام ثم تنسب العداوات هذا يبغض هذا وهذا يكره هذا وهذا يشتم هذا وهذا يعادي هذا وكل هذه العداوات جاءت بفعلة هذا النمام الذي سعى بينهم في هذه العداوة فعقوبته عند الله سبحانه وتعالى عظيمة لانه من فالمفسدين في الارض من المفسدين في الارض بل كما قال بعض السلف وهو يحيى ابن ابي كثير اليماني قال يفسد النمام في ساعة ما لا يفسده الساحر في شهر من قوة الفساد الذي يترتب على سعاية النمام ووجه الخطورة في النميمة ان النميمة في الغالب تصاغ بقالب النصيحة والمحبة وارادة الخير ثم هكذا يسعى في النميمة بين الناس ما يوجد بينهم العداوة وظاهر حديثه معهم انه ناصح لهم وانه يحب الخير لهم وانه ما نقل هذا الكلام الا ارادة للخير وهكذا يترتب على يديه من السرور الفساد وايجاد العداوات بين الناس وهو من عظائم الذنوب وكبائرها ومن موجبات عذاب القبر وايضا العذاب يوم القيامة قال ثم دعا بجريدة اي جريدة النخل عسيب النخل فكسرها كسرتين يعني قسمها الى قسمين ووضع على كل قبر منهما كسرى فقيل يا رسول الله لم فعلت هذا قال لعله يخفف عنهما ما لم ييبسا او الى ان ييبسا فهذه الشفاعة منه عليه الصلاة والسلام ولهذا ايضا جاء في بعض آآ الروايات للحديث قال فاجيبت شفاعتي فاجيبت شفاعتي وهذا الفعل خاص به عليه الصلاة والسلام لا يجوز لاي انسان يمر على قبر ويضع عليه جرير او عندما يريد ان يدفن ميت يضع معه جريد او ورود او اه قطع من الشجر او نحو ذلك ويستدل على هذا العمل بهذا الحديث لا يجوز له ذلك هذا من خصائص النبي عليه الصلاة والسلام لان الله اطلعه على حال هذين الرجلين وانهما يعذبان في قبريهما. اطلعه الله سبحانه وتعالى على ذلك فشفع لهم هذه الشفاعة بان قسم جريدة الى قسمين ووضعنا كل قبر جريدة قال لعله ان يخفف عنهما اي هذا العذاب ما لم ييبسا. فهذا خاص بالنبي عليه الصلاة والسلام ما يفعله بعض الناس في بعض المناطق من نقل ورود او زهور او الاوراق اوراق الشجر الخظراء وضعها على القبور هذا كله من البدع والضلال هذا كله من البدع والضلال وليس من دين الله تبارك وتعالى في شيء بل كثير من استورده الناس من اعداء دينه لله ما اليهود والنصارى وغيرهم من وغيرها من الاديان الباطلة نعم قال رحمه الله تعالى وحدثنا الفريابي قال حدثنا اسحاق بن راهوية قال حدثنا يحيى بن حماد قال حدثنا ابو عوانة عن الاعمش عن ابي صالح عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال اكثر عذاب القبر في البول قال وحدثنا في ريابي قال حدثنا ابو بكر وعثمان ابن ابي شيبة قالا حدثنا عفان ابن مسلم قال حدثنا ابو عوانة عن الاعمش عن ابي صالح ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال اكثر عذاب القبر اكثر عذاب القبر في البول وهذا الحديث حديث ابي هريرة رضي الله عنه هو شاهد للذي قبله في قصة الرجل الذي كان يعذب لكونه لا يستنزه من بوله ففي حديث ابي هريرة هنا يقول عليه الصلاة والسلام اكثر عذاب القبر في البول ولهذا ايضا جاء في بعض الروايات لهذا الحديث فاستنزهوا من البول. فاستنزهوا من البول اكثر عذاب القبر في البول فاستنزهوا من البول وهذا فيه ان المرء اذا جلس لقضاء حاجته يجب عليه ان يستنزه من البول ان يستبرئ من البول ان يحتاط لنفسه من رشاش البول لو قدر انه يعني اصابه شيء منه اه يبادر الى غسله وازالته عن بدنه او عن ما اصاب من ملابسه فان من الناس ناسا يعذبون في قبورهم بسبب البول كما قال في هذا الحديث اكثر عذاب القبر القبر في القبر في البول اي بسبب انهم لا يستنزهون من البول لا يستنزهون من البول. قال فاستنزهوا من البول استنزهوا من البول لان الاستنزاه من البول من الطهارة والطهارة شرط في اه صحة الصلاة نعم قال رحمه الله تعالى حدثنا ابو جعفر محمد بن صالح بن ذريح العكبري قال حدثنا هناد بن السري قال حدثنا شريك عن ابي اسحاق عن براءة وعن ابي عبيدة في قول الله عز وجل ولنذيقنهم من العذاب الادنى دون العذاب الاكبر. قال عذاب القبر وفي هذا الاثر ان آآ قول الله عز وجل ولنذيقنهم من العذاب الادنى دون العذاب الاكبر لعلهم يرجعون دلالة على ثبوت عذاب القبر في هذا ان هذه الاية الكريمة فيها دلالة على ثبوت عذاب القبر وان عذاب القبر حق وهذه الاية من جملة ايات عديدة آآ ساقها او استدل بها العلماء رحمهم الله رحمهم الله تعالى على اثبات عذاب القبر منها قول الله جل وعلا عن ال فرعون النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ويوم تقوم الساعة ادخلوا قال فرعون اشد العذاب غدوا وعشيا هذا عذاب القبر ومنها الاية المتقدمة معيشة ضنكا وان من العلماء من فسرها المعيشة الظنك اي في القبر ونحشره يوم القيامة عمها بعذاب الاخرة ومنها هذه الاية ولنذيقنهم من العذاب الادنى دون العذاب الاكبر والعذاب الاكبر هو عذاب الاخرة العذاب الاكبر المراد به عذاب الاخرة عذاب النار يوم القيامة واخبر الله سبحانه وتعالى في الاية انه يذيقهم من العذاب الادنى من العذاب الادنى من تفيد التبعيض هناك عذاب اكبر يوم القيامة وهناك عذاب ادنى اي دون العذاب الذي يكون يوم القيامة وان الله سبحانه وتعالى يذيق هؤلاء اي في حياتهم في الدنيا من العذاب الادنى ليس كله وانما منه جزء منه يذيق من العذاب الادنى من اجل ماذا؟ لعلهم يرجعون اي الى الله بالتوبة. هذا في الدنيا قال من العذاب الادنى. اذا قوله من العذاب الادنى يفيد انه ثمة ايضا عذاب ادنى اخر دون العذاب الاكبر دون العذاب الاكبر وهذا وجه استدلال العلماء رحمهم الله تعالى بهذه الاية على اثبات عذاب القبر ولنذيقن من العذاب الادنى اي جزء منه في الدنيا ويبقى جزءا في القبر ويبقى جزءا منه في القبر نعم قال رحمه الله تعالى وحدثنا ابن ذريح ايضا قال حدثنا هنات قال حدثنا وكيع عن العلاء ابن عبد الكريم عن ابي كريمة عن زادان الاستدلال بالاية على عذاب القبر لا اعتراض عليهم لان باخر الاية لعلهم يرجعون لا اعتراض عليه باخر الاية لان الرجعة تتعلق بهذا الجزء من العذاب الادنى الذي قدم لهم في الدنيا والاية تفيد على انه ثم عذاب ادنى اخر يكون في القبر. هذا الذي في القبر لا رجعة فيه كقوله لعلهم يرجعون يتعلق بالجزء الذي في الدنيا من العذاب الادنى. الاية قسمت العذاب الادنى الى قسمين العذاب الادنى الذي دون العذاب الاكبر قسمته قسمين. قسم في الدنيا وهو الذي يتعلق به قوله لعلهم يرجعون. قسم القبر هذا لال لا رجعة فيه ولا مجال للتوبة نعم قال رحمه الله تعالى وحدثنا ابن ذريح ايضا قال حدثنا هنادوا قال حدثنا وكيع عن ابن العلاء عن العلاء ابن عبد الكريم عن ابي كريمة عن زادان في قوله عز وجل وان للذين ظلموا عذابا دون ذلك قال عذاب القبر ايضا هذا الاثر فيه استدلال بهذه الاية قوله وان للذين ظلموا عذابا دون ذلك دون ذلك اي دون عذاب الاخرة. يسبق عذاب الاخرة دون ذلك اي دون عذاب الاخرة اي يسبق عذاب الاخرة فهذا من الادلة التي ذكر فيها او استدل بها على اثبات عذاب القبر وقيل في معنى الاية معاني اخرى نعم قال رحمه الله تعالى اخبرنا ابن ذريح قال حدثنا هناد بن السري قال حدثنا ابو معاوية عن الاعمش عن ابي سفيان عن جابر عن ام قالت دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وانا في حائط من حوائط بني النجار فيه قبور منهم قد ماتوا في الجاهلية قالت فخرج وهو يقول استعيذوا بالله من عذاب القبر. قالت فقلت يا رسول الله وانهم ليعذبون في قال نعم عذابا تسمعه البهائم نعوذ بالله من عذاب القبر هذا الحديث فيه ان الرسول عليه الصلاة والسلام مر بحائط من حوائط بني النجار فيه قبور منهم قد ماتوا في الجاهلية قبور منهم اي من بني النجار ماتوا في الجاهلية قال فخرج وهو يقول استعيذوا بالله من عذاب القبر. خرج اي من هذا الحائط وهو يقول استعيذوا بالله من عذاب القبر فقلت يا رسول الله وانهم ليعذبون في قبورهم؟ قال نعم قلت وانهم ليعذبون في قبورهم؟ قال نعم عذابا تسمعه البهائم عذابا تسمعه البهائم اي تسمع اصوات المعذبين وهم يعذبون في قبورهم تسمع ذلك البهائم والحكمة في ذلك ان البهائم تسمع والانسان لا يسمع ان البهائم غير مكلفة واخفي هذا غيب هذا عن الانسان لانه مكلف لان هذا العذاب الذي في القبر جزء من الايمان بالغيب الذي مطلوب من المسلم ان يؤمن به ويصدق. لان القبر هو اول منازل الاخرة والايمان بالاخرة بدءا بالقبر وما بعده هذا كله من الايمان بالغيب والله سبحانه وتعالى يقول في اول اوصاف المؤمنين في القرآن هدى للمتقين الذين يؤمنون بالغيب بالغيب اي بكل ما غاب عنهم مما اخبرتهم به رسل الله كل ما غاب عنهم مما اخبرتهم به رسل الله ومن هذا عذاب القبر عذاب القبر اخبر نبينا عليه الصلاة والسلام ان الميت اذا ادرج في القبر ودفن وتولى عنه رفقاؤه يسمع قرع نعالهم ثم يأتيه ملكان ويجلسانه فورا ورفقاؤه يمشون يسمع قرع نعالهم ويأتيه الملكان يجلسانه تبدأ الفتنة تبدأ الفتنة فتنة القبر فورا ويبدأ من بعد الفتنة العذاب او النعيم بحسب حال المرء من الامام او عدمه فعذاب عذاب القبر حق والانسان لا يسمع هذا العذاب مر معنا ان النبي صلى الله عليه وسلم سمع اسمعه الله والصحابة من حوله ما سمعوا شيئا. وهذا ايضا من الدلائل على ان ربنا جل في علاه على كل شيء قدير. مثل قصة صلاة الكسوف لما صلى بهم صلاة الكسوف ثم رأى الجنة امامه عليه الصلاة والسلام وتقدم ليقطف منها عنقودا والصحابة يرونه ويمد يده هيئة الذي يريد ان يأخذ شيء وهو يرى العنقود من عنب الجنة امامه حقيقة وتقدم ليقطف فالصحابة من وراءه الصفوف ما رأوا شيئا ثم من بعد ذلك رأى النار ورأى اصنافا من المعذبين في النار والصحابة ورجع عليه الصلاة والسلام الى الوراء والصحابة ما رأوا شيئا ولما سألوه قال رأيت الجنة ورأيت النار صلوات الله وسلامه عليه. فهذا كله من الدلائل دلائل قدرة الله سبحانه وتعالى رأى جبريل على صورته الحقيقية وقد سد الافق والناس ما رأوا شيئا والناس ما رأوا شيئا رآه وقد سد الافق والناس ما رأوا شيئا فهذا كله من الدلائل دلائل قدرة الله سبحانه وتعالى فالبهائم تسمع تسمع ذلك ويحصل لها ايضا فزع احيانا من سماع الصوت الشديد او العذاب الشديد حتى ذكر بعض العلماء ان بعض الناس اذا اصيبت البهيمة عندهم بالامساك وعدم انطلاق البطن يذهبون بها عند آآ قبور الكفار يمرون بها عند القبور فتفزع وينطلق بطنها يفعلون ذلك لا ان اعتقاد في القبور انها تبارك او وانما من اجل انها تسمع ويصيبها فزع ينطلق بطنها مثل ما يحصل الانسان الخائف كيف ان الخوف احيانا يساعد على انطلاق او يتسبب في انطلاق البطن فكان بعض الناس يفعل ذلك الحاصل ان هذا هذا العذاب عذاب القبر حق وابن ادم لا يسمعه لانه ممتحن بالايمان بالغيب وهذا جزء من الايمان بالغيب وفي هذا يتميز اولياء الله من اعداءه يتميز المؤمن من المؤمن المصدق من الجاحد المكذب يتميز اه اه من يؤمنون بالغيب ممن لا يؤمنون بالغيب. نعم قال رحمه الله تعالى حدثنا الفيريابي قال حدثنا صفوان بن صالح قال حدثنا الوليد بن مسلم قال حدثنا خليد بن دعلج عن قتادة عن انس بن مالك رضي الله عنه قال دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم نخلا لبني النجار فخرج مذعورا فقال لمن هذه قبور فقالوا لقوم مشركين. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم سلوا ربكم عز وجل ان يجيركم من عذاب القبر فوالذي نفسي بيده لولا اني اتخوف الا تتدافنوا او الا تدافنوا لسألت الله عز وجل ان يسمعكم عذاب القبر. ان الرجل اذا دخل حفرته وتفرق عنه اصحابه دخل عليه ملك شديد الانتهار فيجلسه في قبره ويقول له ما كنت فاما المؤمن فيقول كنت فيقول كنت اعبد الله وحده لا شريك له فيقول ما تقول في محمد؟ فيقول عبد الله رسوله فلما يسأله فما يسأله عن شيء غيرها فينطلق به الى مقعده من النار فيقول هذا كان لك اطعت ربك وعصيت عدوك ثم ينطلق به الى منزله من الجنة فيقول هذا لك. فيقول دعوني ابشر اهلي ويوسع له في قبره سبعون ذراعا. واما الكافر فيدخل عليه ملك شديد الانتهار فيجلسه فيقول له من ربك ومن كنت تعبد فيقول لا ادري فيقول لا دريت ولا تليت. فيقول له فما تقول في محمد؟ فيقول كنت اسمع سيقولون كنت اسمع الناس يقولون فيضربه بمطراق من حديد بين اذنيه فيصيح صيحة يسمع صوته من في الارض الا الثقلين ثم ينطلق به الى منزله الى منزله من الجنة فيقال له كان هذا منزلك فعصيت ربك واطعت عدوك فيزداد حسرة وندامة. وينطلق به الى منزله من النار فيراهما كلاهما فيضيق عليه قبره حتى تختلف اضلاعه من وراء صلبه قال محمد بن الحسين رحمه الله تعالى ما اسوأ حال من كذب بهذه الاحاديث لقد ضل ضلالا بعيدا وخسر خسرانا ثم ختم رحمه الله تعالى هذا الباب لحديث انس وهو حديث مخرج في الصحيحين بلفظ اخسر من هذا وفيه اثبات عذاب القبر وان عذاب القبر حق وان الميت اذا ادرج في قبره مسلما كان او كافرا يأتيه ملك فيجلسه ويسأله يقول ما كنت تعبد وايضا يسألوا ما تقول في محمد هذان سؤالان يسأل عنهما الاولون والاخرون. مثل ما جاء في سورة القصص ويوم يناديهم اين شركائي الذين ويوم يناديهم فيقول نعم اين شركائي الذين ويوم يناديهم فيقول اين شركائي الذين كنتم تزعمون ثم قال بعدها ويوم يناديهم فيقول ماذا اجبتم المرسلين السؤال الاول عن لا اله الا الله والسؤال الثاني عن محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم السؤال الاول عن التوحيد والصالة الثاني عن المتابعة. هذان سؤالان يسأل عنهما الاولون والاخرون يسألون عنهما في القبر وايضا في يوم القيامة. جواب السؤال الاول اشهد ان لا اله الا الله جواب السؤال الثاني اشهد ان محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم. يجلسه في قبره يقول ما كنت تعبد ما كنت تعبد فاما المؤمن فيقول كنت اعبد الله وحده لا شريك له فيقول ما تقول في محمد؟ فيقول عبد الله ورسوله كما يسأله عن شيء غيرها. فما يسأله عن شيء غيرها فينطلق به الى مقعده من النار فيقول هذا كان لك فاطعت ربك وعصيت عدوك ثم ينطلق به الى منزله من الجنة فيقول هذا لك فيقول دعوني ابشر اهلي ويوسع له قبره سبعون ذراعا وهذا تثبيت الله سبحانه وتعالى لعبده المؤمن كما قال الله عز وجل يثبت الله الذين امنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الاخرة. ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء فمن التثبيت التثبيت في القبر عند سؤال الملكين وسيأتي عند المصنف رحمه الله تعالى في الباب الذي يلي هذا الباب ذكر الايمان والتصديق بمسألة منكر ونكير. وهما ملكان وكل الله اليهما فتنة في القبور. ولهذا يقال لهما الفتان لان مهمتهما فتنة الناس في قبورهم فيثبت الله الذين امنوا بالقول الثابت ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء قال في هذا الحديث حديث انس واما الكافر فيدخل عليه ملك شديد الانتهار فيجلسه فيقول له من ربك؟ ومن ومن كنت تعبد فيقول لا ادري من ربك ومن كنت تعبد قوله ومن كنت تعبد؟ هذا السؤال عن توحيد العبادة عن توحيد العبادة وتوحيد العبادة هو مدلول لا اله الا الله لا معبود بحق الا الله فيقول كنت اسمع الناس يقولون اي يقولون شيئا فيضربوا مطراق من حديد بين اذنيه فيصيح صيحة يسمع صوته من في الارض الا التقي الثقلان حجب عنهما سماع الصوت لان هذا من التكليف من التكليف الذي امروا به هل يؤمنون بهذا العذاب او لا يؤمنون هل يصدقون او لا يصدقون فيتميز المؤمن من المكذب قال ثم ينطلق به الى منزله من الجنة فيقال له كان هذا منزلك فعصيت ربك واطعت عدوك ازدادوا حسرة وندامة ينطلق به الى منزله من النار فيراهما كلاهما. فيظيق عليه قبره حتى تختلف اضلاعه من وراء صلبه الحاصل ان هذا الحديث اه من جملة الاحاديث الكثيرة المتواتر نقلها عن النبي الكريم عليه الصلاة والسلام في اثبات عذاب القبر والحث على التعوذ بالله سبحانه وتعالى من عذاب القبر وفي اوله قال فوالذي نفسي بيده لولا اني اتخوف الا تدافنوا لسألت الله عز وجل ان يسمعكم عذاب القبر ان يسمعكم على ما قبل. قول الا تدافنوا اي الا يدفن بعضكم بعضا عند الموت لئلا يصيبكم مرارا من الدفن اي لئلا يصيبكم من العذاب عذاب القبر ما اصاب هؤلاء وايضا تنبه هنا الى امر نبه عليه العلماء رحمهم الله تعالى ان عذاب القبر ينال كل ميت ما مات مستحقا عذاب القبر حتى وان لم يحصل مثلا الدفن يعني لو مات حرقا لو مات حرقا وذهب اه ذهب ذهبت جثته رمادا تطاير في الهواء او لو اكلته السباع ولم تبقي منه شيئا وخرج من ادبارها بعرا او التقمه الحوت تلاشى في الماء ايا كان فعذاب القبر حق لكنه التخصيص بالعذاب في القبر لان غالب الناس يكون حالهم هو هذا ان يدفن في قبر لكن من لم يكن له ذلك كأن يكون احترق وذهب جسمه رمادا فوكلته السباع او او ما الى ذلك فالكل يعذب لكن تخصيص القبر لان الغالب باحوال الناس انهم اه يدفنون في القبور يقول الامام الاجري رحمه الله تعالى في خاتمة هذا الباب ما اسوأ حال من كذب بهذه الاحاديث لقد ظل ضلالا بعيدا وخسر خسرانا مبينا وصدق رحمه الله تعالى لا يكذب بهذه الاحاديث الا ظال خاسر خائب ونسأل الله الكريم رب العرش العظيم باسمائه الحسنى وصفاته العليا ان يعيذنا اجمعين واهلينا وذرياتنا من عذاب القبر. اللهم انا نعوذ بك من عذاب القبر. اللهم اعذنا يا ربنا من عذاب القبر من عذاب النار وفتنة المحيا والممات وفتنة المسيح الدجال ومن الفتن كلها ما ظهر منها وما بطن اللهم واصلح لنا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اللهم ات نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها اللهم انا نسأله الهدى والتقى والعفة والغنى اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا ولولاة امرنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا. اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله صحبة. جزاكم الله خيرا