الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الامام ابو بكر محمد بن الحسين الاجري رحمه الله تعالى قال حدثنا الفيريابي قال حدثنا ابو بكر ابن ابي شيبة قال حدثنا ابو معاوية عن الاعمش عن المنهال يعني ابن عمرو عن عن البراء بن عازب قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنازة رجل من الانصار فانتهينا الى القبر ولما يلحد فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم وجلسنا حوله كانما على رؤوسنا الطير وفي يده عود يمكث به فرفع رأسه فقال استعيذوا بالله من عذاب القبر ثلاث مرات او مرتين ثم قال ان العبد فاذا كان في انقطاع من الدنيا واقبال من الاخرة نزل اليه من السماء ملائكة بيض الوجوه كان وجوههم الشمس حتى يجلسوا منه مد البصر معهم كفن من اكفان الجنة وحنوط من حنوط الجنة ثم يجيء ملك الموت فاجلسوا عند رأسه فيقول ايتها النفس المطمئنة اخرجي الى مغفرة من الله ورضوان فتخرج تسيل كما تسيل القطرة من السقاء فيأخذها فاذا اخذها لم يدعها في يده طرفة عين حتى يأخذوها فيجعلوها في تلك الاكفان. وفي ذلك الحانوت فتخرج منه كاطيب مسك وجدت على وجه الارض فيصعدون بها فلا يمرون على ملأ من الملائكة الا قالوا ما هذا الروح الطيب فيقولون هذا فلان ابن فلان باحسن اسمائه التي كان يسمى بها في الدنيا. حتى يصعدوا بها الى السماء الدنيا فيستفتي فيفتح له فيستقبله من كل سماء مقربوها الى السماء التي تليها حتى ينتهي حتى ينتهى بها الى السماء السابعة فيقول الله عز وجل اكتبوا كتاب عبدي في عليين في السماء السابعة واعيدوه الى الارض فاني منها خلقتهم وفيها عيدهم ومنها اخرجهم تارة اخرى. قال فتعاد روحه في جسده ويأتيه ملكان. فيجلسانه فيقولان له من ربك؟ فيقول ربي الله فيقولان له ما دينك؟ فيقول ديني الاسلام فيقولان له هذا الرجل الذي بعث فيكم؟ فيقول هو رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقولان فيقولان له ما ما علمك؟ فيقول قرأت كتاب الله وامنت به وصدقت به في نادي مناد من السماء صدق عبدي فافرشوه من الجنة والبسوه من الجنة. وافتحوا له بابا الى الجنة فيأتيه من طيبها وروحها ويفسح له في قبره مد بصره. ويأتيه رجل حسن الوجه حسن الثياب طيب الريح فيقول ابشر بالذي هذا يومك الذي كنت سعد. فيقول من انت؟ فوجهك الوجه الذي يجيء بالخير. فيقول انا عملك الصالح فيقول يا رب اقم الساعة حتى ارجع الى اهلي واماني وان العبد الكافر اذا كان في انقطاع من الدنيا واقبال من الاخرة نزل اليه من السماء ملائكة سود الوجوه معهم يجلسون منه مد البصر. قال ثم يجيء ملك الموت حتى يجلس عند رأسه فيقول ايتها النفس الخبيثة اخرجي الى سخط من الله وغضب فتفرقوا فتفرق في جسده. قال فيخرجها تتقطع معها العروق والعصب كما ينزع السفود كما ينزع السفود من الصوف المبلول فيأخذها فاذا اخذها لم يدعها في يده طرفة عين حتى يأخذوها في تلك المسوح فيخرج منه كانتن ريح جيفة وجدت على وجه الارض فيصعدون بها فلا يمرون بها على ملأ من الملائكة الا قالوا ما هذا الروح الخبيث فيقولون فلان ابن فلان باقبح اسمائه التي كان يسمى بها في الدنيا حتى ينتهى بها الى السماء الدنيا فيستفتحون فلا يفتح لهم ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تفتح لهم ابواب السماء ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط قال فيقول الله عز وجل اكتبوا كتاب عبدي في السجن في الارض السفلى واعيدوه الى الارض فاني منها خلقتهم وفيها فاعيدهم ومنها اخرجهم تارة اخرى. قال فتطرح روحه طرحا. قال ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن يشرك بالله ما خر من السماء فتخطفه الطير او تهوي به الريح في مكان سحيق. فتعاد روحه في يأتيه ملكان فيجلسانه فيقول من ربك؟ فيقول ها ها لا ادري ويقولان له ما دين دينك فيقول ها ها لا ادري. قال فيقول قال في نادي مناد من السماء افرشوا له من النار والبسوه من النار وافتحوا له بابا من النار فيأتيه من حرها وسمومها. قال ويضيق عليه قبره حتى تختلف فيه اضلاعه ويأتيه رجل قبيح الوجه قبيح الثياب منتن الريح فيقول ابشر بالذي يسوؤك هذا يومك الذي كنت توعد فيقول من انت؟ فوجهك الوجه الذي يجيء بالشر فيقول انا عملك الخبيث؟ فيقول ربي لا تقم الساعة ربي لا تقم الساعة قال اخبرنا ابو جعفر محمد بن صالح بن ذريح العكبري قال حدثنا هناد بن السري قال حدثنا ابو معاوية عن الاعمش عن المنهال عن اذان عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنازة رجل من الانصار وذكر الحديث بطوله وقال حدثنا ابو محمد بن صاعد قال حدثنا الحسين بن الحسن المروزي قال اخبرنا ابو معاوية الضرير قال حدثنا الاعمش عن المنهان ابن عمرو عن زادان عن البراء بن عازب قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكر الحديث بطوله بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد ساق المصنف رحمه الله تعالى في هذا الموضع هذا الحديث الطويل حديث البراء بن عازب رضي الله عنه وفيه اثبات فتنة القبر وعذاب كالقبر ونعيمه وذكر فيه صلوات الله وسلامه عليه امور عظيمة مما يكون للمسلم في قبره ومما يكون ايضا للكافر في قبره وان ذلك يبدأ من اول ادراج الميت في قبره تبدأ امور الاخرة تبدأ المساءلة ثم من بعد ذلك النعيم او العذاب قال رضي الله عنه خرج مع خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنازة رجل من الانصار لم يسم هذا الرجل والخروج كان الى البقيع قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنازة رجل من الانصار فانتهينا الى قبر ولم اه يلحد اي لم يحفر بعد ان نلحد الذي يدرج فيه الميت بقي فيه استكمال في في حفر لحده هو المكان الذي يدرج فيه ولما نافية للشيء الذي لم يقع لكن ينتظر ويتوقع وقوعه فجلسنا فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم وجلسنا حوله فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم وجلسنا حول هذا الجلوس لهذا السبب الذي قدم قدم ذكره البراء رضي الله عنه وهو انه لما يلحد بعد قال فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم وجلسنا حوله كانما على رؤوسنا الطير اي مما حصل لهم من السكون والطمأنينة والتوقير ايظا لمجلس النبي عليه الصلاة والسلام كأنما على رؤوسنا الطير والطير لا تقع الا على الشيء الساكن فهذا يدل على عظم السكون والطمأنينة التي كانوا عليها وفي يده عود ينكت به وفي يده عود ينكت به وهذا فعل المتفكر المتأمل وهذا معروف في افعال الناس عندما يكون الانسان جالس على الارض على التراب وبيده شيء او ربما باصبعه يحرك الارض او يحرك التراب بعود في يده ويحرك ذهنه يتأمل يتفكر قال ينكت الارض بعود بيده حتى قيل ان النكتة العلمية عندما يقال هذه نكتة علمية قيل اصلها من النكت الذي بالعود النكت الذي بالعود في الارض لان عادة يفعل عند التأمل والتفكر استظهار المعاني قال وفي يده عود ينكت به فرفع رأسه فقال استعيذوا بالله من عذاب القبر ثلاث مرات او مرتين. التكرار للتأكيد والاهتمام بالامر وان الاستعاذة من عذاب القبر من المطالب المهمة التي ينبغي ان يحرص عليها المسلم وهي دعوة يتأكد على المسلم ان يعتني بها وقد تكرر عن نبينا عليه الصلاة والسلام الامر بهذه الدعوة العظيمة الاستعاذة بالله من عذاب القبر والاستعاذة طلب العود فهي لجوء الى الله واعتصام به مما يخافه الانسان ويخشاه قال استعيذوا بالله من عذاب القبر ثم قال ان العبد المؤمن اذا كان في انقطاع من الدنيا واقبال من الاخرة يعني اذا حضره الموت وكان في انقطاع يعني انتهاء من الدنيا واقبال على الدار الاخرة نزل اليه من السماء ملائكة بيض الوجوه كان وجوههم الشمس اي من الضياء والحسن والنور كأن وجوههم الشمس حتى يجلسوا منه مد البصر يجلس منه مسافة ليست ببعيدة وهذا الجلوس الجلوس انتظار وايضا شوق ينتظرون قبض ملك الارواح الذي وكل الله سبحانه وتعالى اليه القبض لروح هذا المؤمن حتى يستلموا منه الروح مباشرة على اثر القبض لها حتى يجلس منه مد البصر معهم كفن من اكفان الجنة وحنوط من حنوط الجنة. والحنوط ما يخلط من الطيب فيجعل في الكفن وفي جسد الميت ثم يجيء ملك الموت فيجلس عند رأسه فيقول ايتها النفس المطمئنة المطمئنة اي بالايمان اذا الطمأنينة هنا طمأنينة الايمان وهذا فيه ان الايمان طمأنينة وقد قال الله سبحانه وتعالى الذين امنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله الا بذكر الله تطمئن القلوب فهذا فيه ان الايمان طمأنينة وان نفس المؤمن مطمئنة بما اتاه الله سبحانه وتعالى من ايمان وذكر لله عز وجل ولا يمكن للنفس ان تطمئن الا بالايمان الا بالايمان واعماله ايتها النفس المطمئنة اخرجي الى مغفرة من الله عز وجل ورضوان وهذا ايضا فيه تبشير للميت وان خروج روحه منه خروج سعادة خروج نعيم ولذة في خروج الى مغفرة ورضوان مغفرة لما كان من العبد من تقصير ورضوان اي فوز برظوان الله سبحانه وتعالى وهذا اعظم الامور واجلها ورضوان من الله اكبر فهو اجل ما يكون مما يناله المرء في الدار الاخرة ان ان يفوز برظوان الله وان يحل الله سبحانه وتعالى عليه رضوانه فلا يسخط عليه ابدا فتخرج تسيل كما تسيل القطرة من السقاء يعني من القربة ومعلوم ان قطرة الماء عندما تخرج من القربة تخرج بسهولة وسلاسة كما تسيل القطرة من السقاء فيأخذها فاذا اخذها لم يدعوها في يده طرفة عين حتى يأخذوها فيجعلوها في تلك الاكفان يعني ما تترك او ما يترك هؤلاء الملائكة الذين وجوههم بيض كأن وجوههم الشمس من البياض والاضاءة لا يتركون روح المؤمن في يد ملك الملك الذي وكل اليه بقبض الارواح بل لا يدعونها في يده طرفة عين يعني يأخذونها منه اخذا سريعا وهذا فيه دلالة على امر ذكره العلماء وهو اشتياق هؤلاء الملائكة لهذه الروح. ومحبتهم لها وحرصهم عليها وهذا فعل المحب المشتاق فلا يدعوها في يده طرفة عين حتى يأخذوها فيجعلوها في تلك الاكفان وفي ذلك الحانوت فتخرج منه كاطيب نفحة مسك وجدت على وجه الارض فيصعدون بها اي بروحه فلا يمرون على ملأ من الملائكة الا قالوا ما هذا الروح الطيب فيقولون هذا فلان ابن فلان باحسن اسمائه التي كان يسمى بها في الدنيا حتى يصعدوا به الى السماء الدنيا فيستفتح فيفتح له فيستقبله من كل سماء مقربوها الى السماء التي تليها. وفي بعض المصادر فيشيعه من كل سماء مقربوها الى السماء التي تليها حتى ينتهى به الى السماء السابعة فيقول الله عز وجل اكتبوا كتاب عبدي في عليين والاقرب والله اعلم ان الكتاب هنا صحائف الاعمال اعمال هذا العبد والطاعات العظيمة وانواع القرب التي كان يتقرب بها الى الله سبحانه وتعالى في عليين في السماء السابعة واعيدوه الى الارض فاني منها خلقتهم. وفيها اعيدهم ومنها اخرجهم تارة اخرى قال فتعاد روحه في جسده ويأتيه ملكان. فهذا الصعود العود لا يأخذ الا وقتا يسيرا ولهذا مجيء الملكان لا يتأخر للسؤال كما هو واضح في الاحاديث الكثيرة التي مرت معنا في هذا الباب وفي بعضها ان مجيئهم على اثر سماع الميت لقرع نعال من قاموا بموارته ودفنه قال ويأتيه ملكان فيجلسانه فيقولان له من ربك قوله يجلسانه اي جلوسا حقيقيا ومن لا يؤمن الا ما يقبله كما يقولون الحس لا يؤمن بهذه الغيبيات. وانما الذي يؤمن بها المؤمن المصدق الذي هو على يقين بان الله سبحانه وتعالى على كل شيء قدير ومن هذا القبيل ما مر معنا في حديث سابق انه يفسح له في قبره سبعون ذراعا في سبعين ذراع فيقولان له من ربك فيقول ربي الله فيقولان له ما دينك؟ فيقول ديني الاسلام فيقولان له ما هذا الرجل الذي بعث فيكم فيقول هو رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه اسئلة ثلاثة يسألها هذان الملكان الميت وهو في قبره فتنة وامتحانا فتنة وامتحانا من ربك؟ وما دينك؟ ومن نبيك وهي اصول ثلاثة ينبغي على كل مسلم ان تعظم عنايته بها وقد قال عليه الصلاة والسلام ذاق طعم الايمان من رضي بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولا وشرع لنا عند سماع الاذان في كل مرة بعد ان يقول المؤذن اشهد ان لا اله الا الله اشهد ان محمدا رسول الله ان يقال رضيت بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولا ومن الحكمة في ذلك استحضار هذه الاصول واستذكارها بشكل يومي فان المسلم يحتاج ان يستذكر هذه الاصول وان يعنى بها عناية عظيمة جدا لانه سيمتحن في هذه الاصول ويسأل عنها ولا يكون الجواب عند السؤال مسددا الا بالتثبيت والتثبيت لا ينال الا بالايمان. يثبت الله الذين امنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الاخرة ولهذا العبد يحتاج كل يوم يجدد الايمان بهذه الاصول. رضيت بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولا هذا تجديد للايمان ليس كلام فقط يقال وانما هو تجديد للايمان ليس مجرد كلام يقال وانما يقوله مجددا ايمانه وهذا يفيدنا ان استذكار هذه الاصول يحتاج اليه المسلم بشكل مستمر تاج لي حاجة ماسة وشديدة بشكل مستمر واشرت فيما سبق الى مؤلف قيم ينصح كل مسلم ان يبر نفسه به وان يبر اهله وولده به هو كتاب الاصول الثلاثة لشيخ الاسلام محمد ابن عبد الوهاب رحمه الله تعالى فانه كتاب نافع جدا ومن النصح للنفس وللاهل وللولد ان يكون في في البيت هذا الكتاب يقرأ وينتفع بالتقريرات العظيمة في ضوء الايات والاحاديث مما بينه واوضحه رحمه الله تعالى في هذا الكتاب المبارك النافع الاصول الثلاثة من ربك وما دينك؟ ومن نبيك قال فيقولان له ما علمك يعني من اين عرفت هذا؟ من اين ما المصدر؟ من اين تعلمت هذا؟ ما علمك وانتبه لهذا السؤال فان الاصول هذه العظيمة اصول الايمان تتلقى من مصدرها ومن باء منبعها الكتاب والسنة واما من يتلقون اصولهم من غير الكتاب والسنة فانهم اهل ظلال فانه لا يستقيم للمرء دينه الا اذا كان متلقى من كتاب الله وسنة نبيه صلوات الله وسلامه عليه. فيقولان له ما علمك؟ يعني ما المصدر من اين تعلمت هذا العلم من اين عرفت ذلك يقول قرأت كتاب الله قرأت كتاب الله وامنت به وصدقت به هذا مصدري هذا الذي تلقيت منه هذا العلم وعرفت من خلال هذه الاصول العظيمة ولهذا شيخ الاسلام محمد عبد الوهاب رحمه الله في كتاب الاصول الثلاثة ساق الادلة من القرآن على هذه الاصول وساق ايضا الادلة من السنة فجمع في هذا الباب جمعا تمس حاجة كل مسلم اليه بمعرفة هذه الاصول بادلتها قال قرأت كتاب الله وامنت به وصدقت في نادي مناد من السماء صدق عبدي فافرشوه من الجنة. والبسوه من الجنة وافتحوا له بابا الى الجنة. هذا كله في القضاء. يلبس ويفرش له من الجنة ويفتح له باب الى الجنة. فيأتيه من طيبها وروحها ويفسح له في قبره مد بصره وجاء في الحديث الذي قبره في الحديث الذي قبله انه يفسح له سبعون ذراعا في سبعين ذراعا ويأتيه رجل حسن الوجه حسن الثياب طيب الرائحة. انظر هذا من هذا الرجل في هذا الوقت. ووحيد في قبره ما اجمله من اتيان وما انسه لهذا الميت. بل ما اعظم الانس الذي يحصل للميت بهذا المجيء يأتيه رجل حسن الوجه. حسن الثياب طيب الرائحة فيقول ابشر بالذي يسرك ابشر بالذي يسرك. يأتيه مبشرا. ابشر بالذي يسرك. هذا يومك الذي كنت توعد فيقول من انت فوجهك الوجه الذي يجيء بالخير وجهك الوجه الذي يجيء بالخير فيقول انا عملك الصالح فيقول انا عملك الصالح يتمثل عمله الصالح من صيام وطاعة وعبادة وذكر لله سبحانه وتعالى وبر وصلة واحسان الى غير ذلك كل هذا تتمثل له في قبره على هذه الصفة فتأتيه بصفة رجل صالح طيب الريح حسن الثياب الوجه وتخاطبه هذا الخطاب الجميل فيقول انا عملك الصالح انا عملك الصالح وهذا فيه ان اعظم رفيق مؤنس للعبد في دنياه واخراه العمل الصالح وكما ان المؤمن الموفق لطاعة الله سبحانه وتعالى يحصل له انس بالطاعة لا يوصف فان هذا الانس ايضا يتحقق له في قبره فيأتيه عمله الصالح فيكون انيسا له يذهب عنه ماله ويذهب عنه ولده ولا يكون انيسه في قبره الا عمله الصالح فيقول يا رب اقم الساعة حتى ارجع الى اهلي ومالي يا رب اقم الساعة حتى ارجع الى اهلي ومالي يعني مما يجده من فرح ومما سمعه من بشارة وخير عظيم هو مقبل اليه يقول من عظم الشوق الذي في قلبه ربي اقم الساعة حتى ارجع الى اهلي ومالي هذا حال المؤمن هذا حال المؤمن وهذه حال الخاتمة التي تكون له اسأل الله جل في علاه ان يمن علينا بذلك وان يجعلنا من اهل ذلك فضلا منه سبحانه وتعالى ومنا. قال وان ان العبد الكافر اذا كان في انقطاع من الدنيا واقبال من الاخرة نزل اليه من السماء ملائكة سود الوجوه انظر في الاول بيض الوجوه هنا ينزل الملائكة سود الوجوه معهم المسوح والمسوح هو اللباس الخشن يجلسون منه مد البصر يجلسون منه مد البصر هناك في الاول في كفن من اكفان الجنة وحنوط من حنوط الجنة وهؤلاء يأتون ومعهم المسوح يجلسون منه مد البصر قال ثم يجيء ملك الموت حتى يجلس عند رأسه فيقول ايتها النفس الخبيثة ايتها النفس الخبيثة والخبث هنا خبث الكفر بالله سبحانه وتعالى ونجاسة الكفر بالله جل وعلا اخرجي الى سخط من الله وغضب اخرجي الى سخط من الله وغضب فتفرق في جسده يعني تنتشر في في جسده تذهب في اه اجزاء البدن متفرقة في في جسده قال فيخرجها فتنقطع فيخرجها تتقطع معها العروق والعصب لانها انتشرت في الجسد كله وكان خروجها نزعا وشدة وانتشارها في الجسد عند مجيء القبر من الكراهية من الكراهية للموت كراهية المفارقة للدنيا والخوف من ما هو قادم عليه والمصير الذي هو قادم عليه فتنتشر في الجسد تتفرق فيه فيخرجها تتقطع معها العروق والعصب كما ينزع السفود من الصوف المبلول السفود الحديد الذي يشوى عليه اللحم ويكون له شعب لو جئت بالسفود والمسوح الذي هو الخشن من اللباس فانه يلتصق اذا وضعته على على هذا الحديد الذي له شعب يصعب حينئذ نزعه الا بشدة وقوة لانه يلتصق فيه التصاقا شديدا. فيكون نزعه نزعا شديدا يضرب المثال عليه الصلاة والسلام في هذا الحديث لصفة نزع روح الكافر التي عند القبض تنتشر في الجسد فينزعها ملك الموت من جسده نزعا شديدا تتقطع معها عروقه قال فيأخذها اي الملك فاذا اخذها لم يدعها في يده طرفة عين حتى يأخذوها في تلك المسوح فيخرج منها كأنتني ريح جيفة وجدت على وجه الارض فيصعدون بها وهذا صعود الاول صعود تكرمة وهذا صعود افتضاح. وهذا صعود افتظاح فلا يمرون بها على ملأ من الملائكة الا قالوا ما هذه الروح الخبيثة فيقولون فلان ابن فلان باقبح اسمائه التي كان يسمى بها في الدنيا حتى ينتهى به الى السماء الدنيا يفتحون فلا يفتح لهم ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تفتح لهم ابواب السماء ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في الخياط الجمل معروف بضخامة جسمه وسمى الخياط معروف ايضا بضيقه سمى الخياط هو الفتحة التي تكون في الابرة الصغيرة فالجمل جرم عظيم جسم عظيم وكبير جدا وسمى الخياط اضيق المنافذ يسمى الخياط اضيق المنافذ لا يمكن ان يدخل هذا الجسم الكبير الضخم في هذا المنفذ الضيق الذي هو اضيق المنافذ فهؤلاء لا لا تفتح لهم ابواب السماء ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط. هذا تعليق بشيء مستحيل لا يمكن ان يدخل الجمل الضخم في المنفذ الضيق الصغير قال فيقول الله عز وجل اكتبوا كتاب عبدي في سجين في الارض السفلى الاول المؤمن في اه عليين في السماء السابعة قال واعيدوه الى الارض فاني منها خلقتهم وفيها اعيدهم ومنها اخرجهم تارة اخرى قال فتطرح روحه ارحم يعني تلقى القاء ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء فتخطفه الطير او تهوي به الريح وفي مكان سحيق قال فتعاد روحه في جسده ويأتيه ملكان فيجلسانه فيقولان من ربك؟ فيقول ها لا ادري هذه الكلمة يقولها المبهوت المتحير الذي لا يعرف جوابا ولا يحسن جوابا فيقول ها ها لا ادري ويقول ان له ما دينك؟ فيقول ها ها لا ادري قال في نادي مناد من السماء افرشوا له من النار والبسوه من النار وافتحوا له بابا الى النار فيأتيه من حرها وسمومها قال ويضيق عليه قبره حتى تختلف فيه اضلاعه معنى اختلاف الاضلاع يعني يدخل العظم الذي في او العظام التي في الجنب الايمن في في الجهة الايسر اليسرى والذي العظام التي للجهة اليسرى من الضغطة تكون في الجهة اليمنى تختلف اضلاعه الذي في اليمين في اليسار والذي في اليسار في اليمين تتداخل اظناؤه من شدة الضغطة وهذه الضغطة نوع من العذاب الذي يكون لهذا الميت نوع من العذاب اما ما جاء في الحديث في ظمة القبر لو نجا منها احد لنجا منها سعد بن معاذ هذه ليست عذاب هذه ليست عذابا هذه ظمة من ظمة للميت في في قبره واما الضغطة التي هنا هذه عذاب لهذا الكافر حتى تختلف اضلاعه اما الضمة فهذه امر اخر لا ينجو منها احد يقول لو نجى منها سعد ابن آآ سعد بن ابن معاذ الذي اهتز له عرش الرحمن اهتز له عرش الرحمن لما توفي رضي الله عنه وارضاه قال ويأتيه آآ رجل قبيح الوجه. قبيح الثياب منتن الريح فيقول ابشر بالذي يسوؤك هذا يومك الذي كنت توعد فيقول من انت؟ فوجهك الوجه الذي يجيء بالشر فيقول انا عملك الخبيث فيقول ربي لا تقم الساعة ربي لا تقم الساعة. نسأل الله عز وجل العافية نعم قال رحمه الله تعالى حدثنا ابن صاعد قال حدثنا الحسين قال اخبرنا ابو معاوية قال حدثنا الاعمش عن سعد ابن عبيدة عن البراء ابن عازب رضي الله عنه بقول الله عز وجل يثبت الله الذين امنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الاخرة قال التثبيت في الحياة اذا جاءه ملكان في القبر فقالا له من ربك؟ فيقول ربي الله قالا له فما دينك؟ فيقول ديني الاسلام؟ قالا له فمن نبيك؟ فيقول نبيي محمد صلى الله عليه وسلم فهذا تثبيت في الحياة الدنيا قول الله عز وجل في هذه الاية يثبت الله الذين امنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الاخرة فيها تثبيت في الدنيا وفيها تثبيت في الاخرة وفي هذا الاثر عن البراء رظي الله عنه راوي الحديث المتقدم فيه ان التثبيت في الدنيا الذي هو قبل الاخرة يتناول التثبيت في القبر كما انه ايضا يتناول التثبيت في الدنيا على الايمان فان الله عز وجل يثبت المؤمن على الايمان ويثبته في القبر عند السؤال الملكين وفي هذا ايضا ان التثبيت عند السؤال من الله جل وعلا هو ثمرة من ثمار الايمان يثبت الله الذي امنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الاخرة ويظل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء نسأل الله عز وجل ان يحيينا مسلمين وان يتوفانا مؤمنين وان يثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الاخرة وان يصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا وان يصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا وان لنا اخرتنا التي فيها معادنا وان يجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا ولولاة امرنا والمسلمين والمسلمات والمؤمنين المؤمنات الاحياء منهم والاموات. اللهم ات نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها. انت وليها ومولاها اللهم انا نسألك الثبات في الامر والعزيمة على الرشد ونسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك ونسألك شكر نعمتك وحسن عبادتك. ونسألك قلبا سليما ولسانا صادقا ونسألك من خير ما تعلم ونعوذ بك من شر ما تعلم ونستغفرك لما تعلم انك انت علام الغيوب سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله جزاكم الله خيرا