نريد من فضيلة الشيخ ان يشرح لنا حديث بدا الاسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء هذا الحديث رواه مسلم في صحيحه ومعناه ان الدين اول ما بدأ بدا غريبا كما ان النبي صلى الله عليه وسلم كان وحده في اول هذه البعثة. نعم. ولم يكن معه غيره صلى الله عليه وسلم. واول ما بدي به من الرؤيا الصالحة ثم بعد ذلك حبب اليه الخلوة في نفسه فكان يخلو في غار حراء يتحلف ويتعبد اللهم صلي حتى جاءه الوحي فكان صلى الله عليه وسلم في ذلك الوقت هو الوحيد الذي يشهد ان لا اله الا الله ويعبد الله عز وجل وحده في بلاد العرب الا الا بقايا من اهل الحنفية ممن كان يعبد الله عز وجل لكنه كان غريبا بين قومه لان الاحناف كزيد بن عبد النفيل وورق بن نوفل ومنشأ ومن النبي الصمت من شابههم انما كان صلاحهم في انفسهم اما نبينا صلى الله عليه وسلم اللهم صلي وسلم بعثه الله بالنبوة وامره بالرسالة اخذ يدعو الناس الى توحيد الله عز وجل ويسفه ما عليه اولئك الاباء والاجداد من اتخاذهم الانداد والالهة مع الله عز وجل فاصبح محاربا من قومه غريبا فيما بينهم. نعم. لو كان فقط قصر نفسه على ان يعبد الله وحده ولا ينكر عليهم لما لما حصلت له الغربة لكنه صلى الله عليه وسلم انبرأ الى دعوته الى دعوة قومه الى دعوة اه قبيلته الى ان يوحدوا الله عز وجل بل كان يطوف على القبائل ويقول يقول قولوا لا اله الا الله تفلحوا ويقول من يحملني حتى ابلغ الله عز وجل ويقول لقومه قولوا لي بكلمة تدين لكم بها العرب والعجم. الله اكبر. وهي كلمة التوحيد لا اله الا الله. ولاجل ذلك خالفه الناس واذوه هموا بقتله وضربه بل خنق صلى الله عليه وسلم ووضع على ظهره سلا الجزور واوذي في سبيل الله كما جاء عند احمد باسناد الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم عن اسماك رضي الله تعالى عنه ان قال قد اخذت في الله ولا يخاف احد. واوذيت في الله ولا يؤذى احد. ولقد اتى علي ثلاث وليس لي طعام وبلال الا ما يواري ابط بلال. فبعد ذلك امن به جمع من من اصحابه رضي الله تعالى عنهم فاول من اى به خديجة بنت خويلد رضي الله تعالى عنها وصاحبه وصديقه والصديق ابو بكر الصديق ثم تتابع الناس فكان من يؤمن ممن يؤمن ينال الاذى العظيم من قومه. فيظرب بل منهم من قتل كما قتل ياسر وزوجه قتله من بنو مخزوم لانهم امنوا النبي صلى الله عليه وسلم وعمار قد اوذي في ذلك اذى عظيما وبلال رضي الله تعالى عنه كان يسحب في رمظاء مكة ويوظع على صدره الحجر العظيم وخباب وصهيب عذبون حتى ان خبابا كان يتحمس سيوف ويطفى لهبها في ظهره حتى يسيل حتى تبصم الودك ظهره رضي الله تعالى عنه. فهذه الغربة هذه والتي عاش النبي وسلم واصحابه فبدأ الدين رسالة فضيلة الشيخ الان لمن الان يعانون العذاب نقول هذا الان هذا مبدأ الدين بدأ غريبا ينال نال الاذى العظيم والشدة العظيمة وثم انتشر حتى بلغ هذا الدين ما بلغ الليل والنهار. الله اكبر. ولم يبقى بيت مدر ولا وبر الا دخله الاسلام بعز عزيز وبذل ذليل عز يعز العزة ليعز به الله به المسلم او المسلمين وذلا يذل الله به المشركين الله ثم بعد ذلك في اخر الزمان يعود يعود الدين يعود الدين غريب. يعود الدين غريبا كما بدأ. فيعيش اهل الزمان في اخر الزمان غربة كما عاشه اولئك الاوائل. وذلك جاء في الحديث ان القابض في اخر الزمان كالقابض على الجمر. وجاء في ايضا عن ابي ثعلب الخشوع رضي الله تعالى عنه ان الرجل يعطى في اخر الزمان اجر خمسين من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم اللهم لشدة ما يلاقي لشدة ما يلاقي البلاء وذلك ان من لان الغربة في اخر الزمان اشد من الغربة في اول الاسلام. نعم. وذلك ان اول الاسلام كان معهم رسول الله صلى الله عليه وسلم. ومعهم الوحي ينزل عليهم يثبتهم ويؤيدهم نعم اما في اخر الزمان فيقل النصير ويقل ويقل المعين وانما يعظم باليقين يعظم باليقين. نعم. فاذا استشعر المسلم اذا استشعر المسلم هذه الغربة وان هناك من يهزأ باهل الدين ويسخر منهم وان اهل الدين اصبحوا اصبحوا يلمزون ويعابون بل اصبح هناك من يقتلهم ويشردهم ويطاردهم وعلم هذا الحديث ان الدين بدا غريبا سيعود غريبا فطوبى للغرباء وطوبى هي جنة عرضها السماوات والارض ان قلنا هي طوبى هي الجنة وان قلنا هي شجرة الراكب في الجنة مسيرة مئة ظلها مسيرة مئة عام. هذه الشجرة ظلها مسيرة مئة سنة لا يقطعها الجواد المسرع من سعة عرضها وطولها. فهذه طوبى سواء قلنا انها الجنة على وجه العموم وعلى الخصوص لينالوا اولئك الذين صبروا وثبتوا على دين الله عز وجل رسالة الى كل من يعيش الى كل من يعيش غربة ويرى جفوة من الناس ويرى انه اصبح لا يستطيع ان يتمسك بدينه نقول له تذكر هذا الحديث وهذا غربة قد تظهر في بلد دون بلد. صحيح. فقد تكون في بعض بلدان المسلمين ظاهرة وبينة وواضحة فترى الحرب الصريحة والعداوة الواضحة على كل من يتلبس بلباس الاسلام وقد تكون في بلد اخرى في اهله قوة وعزة فنسأل الله عز وجل ان يمكن لاهل الدين وان ينصرهم وان يقويهم وان يجعل بلاد المسلمين عامرة ظاهرا فيها دين الله عز وجل وتوحيده وطاعته وتحكيم شريعته فهذه الغربة قد تكون غربة نسبية تزيد وتنقص على حسب اقبال اهل الزمان وادبارهم. نعم على اقباله على الاسلام وادبارهم عنه تكون هذه الغربة قوة وضعفا. فنسأل الله عز وجل ان ينصر دينه اللهم امين. وان ينزع بلاد المسلمين ان ينزع بلاد المسلمين النصر والتمكين اللهم امين وان يجعلهم محكمين لشرعه مقيمين لتوحيده والله اعلم. احسن الله اليك فضيلة الشيخ