الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الامام ابو بكر محمد بن الحسين الاجري رحمه الله تعالى تحت قوله باب الايمان بالميزان انه حقق توزن به الحسنات والسيئات قال حدثني ابو حفص عمر ابن ايوب السقطي قال حدثنا الحسن بن عرفة قال حدثنا اسماعيل ابن عياش الحمصي عن عبدالرحمن بن زياد بن انعم الافريقي عن عبدالله بن يزيد عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤتى يوم القيامة برجل الى الميزان ويؤتى بتسعة وتسعين سجلا كل كل سجل منها مد البصر فيها خطاياه وذنوبه فتوضع في كفة ميزان ثم يخرج بقدر انملة فيها شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله فتوضع في الكفة الاخرى فترجح بخطاياه وذنوبه بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد فلا نزال في الباب المتعلق باثبات الميزان يوم القيامة والميزان حق دل عليه كتاب الله عز وجل في مواضع ودلت عليه السنة الصحيحة الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ميزان عدل ينصب يوم القيامة توزن فيه اعمال العباد وصحائف الاعمال وهو ميزان بمثاقيل الذر. كما قال الله سبحانه وتعالى فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره وهذه العقيدة عقيدة عظيمة لها اثرها العظيم على قلب المسلم لان المسلم ينبغي ان يكون دائما مستحظرا وزن اعماله يوم لقائه بربه فيعد لهذا الوزن عدته كما قال الخليفة الراشد عمر رضي الله عنه حاسبوا انفسكم قبل ان تحاسبوا وزنوها قبل ان توزنوا فوزن العمل في الدنيا بان ينظر الانسان في عمله ان كان خيرا حمد الله وجاهد نفسه على الثبات وان كان شرا تاب الى الله سبحانه وتعالى ورجع الى طريق الاستقامة فان هذا هو الخير للمرء من ان يلقى الله عز وجل باوزاره وذنوبه فترجح بها كفة سيئاته والعياذ بالله ولهذا ينبغي على المسلم ان يكون مستحظرا هذا الميزان مستذكرا له بل حتى الصغار النشء ينبغي ينبغي ان ينبهوا على ذلك وينشأوا على هذه العقيدة كما في وصية لقمان الحكيم لابنه قال يا بني انها ان تك مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة او في السماوات او في الارض يأتي بها الله ان الله لطيف خبير فينشأ الصغير على ذلك. ويعرف بما سيكون يوم القيامة وبان الاعمال اعمال العبد محصاة عليه وسيجدها في كتاب لا يغادر صغيره من عمله ولا كبيرة الا احصاها وان اعماله حسنها وسيئها كلها توزن وتوضع في الميزان يوم القيامة وايضا ما مر معنا من الاعمال الصالحة العظيمة الجليلة التي يثقل بها الوزن فيحرص المرء عليها ويستكثر منها ويجاهد على ثبات نفسه عليها الى ان يلقى الله سبحانه وتعالى وعلى كل العقيدة في الميزان وثبوته وانه حق واستحضار هذه العقيدة لها اثر عظيم جدا على العبد في استقامته ومجانبته للظلم والاثم والبغي ونحو ذلك وقد جاء في الجامع للامام الترمذي رحمه الله تعالى ان رجلا سأل النبي عليه الصلاة والسلام قال ان لي مماليك يخونونني ويكذبونني ذكر شيئا من اعمالهم قال وانا اشتمهم واظربهم يعني هذه اعمالهم وهذه اعمالي معهم. وانا اشتمهم واظربهم فما انا منهم يعني يوم القيامة قال النبي عليه الصلاة والسلام يؤتى كذبهم وغشهم وظلمهم وبعقابك لهم فاذا كان العقاب الذي عاقبتهم به اشد واكثر من اعمالهم اقتص لهم من عملك واذا كان مساويا ومكافئا له كان كفافا لا لك ولا عليك واذا كان دون ذلك يعني العقاب دون ذلك كان الفضل لك فاخذ الرجل يبكي فقال له النبي عليه الصلاة والسلام اما تقرأ القرآن ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا وان كان مثقال حبة من خردل اتينا بها وكفى بنا حاسبين هذه هي العقيدة ولها اثر عظيم جدا فلما تلا النبي عليه الصلاة والسلام فهذه الاية كان لها وقعها العظيم واثرها الكبير على نفس ذلك الرجل فقال يا رسول الله ما اجد ولهؤلاء يعني المماليك خيرا من ان اعتق ان اعتقهم اشهدكم انهم عتقاء. واعتقهم فالحاصل ان المرء اذا تذكر ان اعماله موزونة ان اعماله محصاة وانه يوم وانها يوم القيامة موزونة توزن في ميزان عدل وقسط ميزان بمثاقيل الذر فانه سيعد ولابد لهذا الميزان عدته ولهذا فان العقيدة في الميزان والايمان به وثبوته وانه حق استحضار المرء لهذه العقيدة له له الاثر العظيم البالغ على العبد في استقامته وبعده عن الاثم والظلم اورد رحمه الله تعالى هذا الحديث حديث عبد الله ابن عمرو ابن العاص رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يؤتى برجل الى الميزان ويؤتى بتسعة وتسعين سجلا كل سجل منها مد البصر فيها خطاياه وذنوبه فتوضع في كفة الميزان ثم يخرج بقدر قنبلة فيها شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله فتوضع في الكفة الاخرى فترجح بخطاياه وذنوبه هذا الحديث فيه ان الميزان حق وانه ميزان حقيقي له كفتان كفة توضع فيها الحسنات وكفة توضع فيها السيئات فاما ان تثقل الحسنات فيكون من الفائزين المفلحين واما ان ترجح وتثقل كفة السيئات فمن ثقلت موازينه اي بالحسنات فاولئك هم المفلحون ومن خفت موازينه فاولئك الذين خسروا انفسهم في جهنم خالدون فالحاصل ان هذا الحديث فيه دلالة على ثبوت الميزان وانه ميزان حقيقي له كفتان كفة للحسنات وكفة للسيئات وايضا فيه دليل على ان صحائف الاعمال اعمال العبد توضع في الميزان صحائف فيها حسناته توضع في كفة وصحائف فيها سيئاتها توضع في الكفة الاخرى صحائف الاعمال اعمال العبد المحصاة علي توضع في الميزان صحائف الحسنات في كفة وصحائف السيئات في كفة وهذا الرجل يؤتى يوم القيامة ويؤتى له بتسعة وتسعين سجل هذه كلها صحائف اعمال سيئاته كل سجل منها مد البصر اي من كثرتها فيها خطاياه وذنوبه فتوضع في كفة الميزان ثم يخرج بقدر انملة يعني ورقة صغيرة او بطاقة صغيرة فيها شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله فتوضع في الكفة الاخرى فترجح بخطاياه وذنوبه وجاء في بعض روايات هذا الحديث هو لا يثقل مع اسم الله شيء وهذا فيه ثقل الشهادتين في الميزان كيف لا وهما اعظم اعمال الدين والاساس الذي يبنى عليه دين الله تبارك وتعالى وليس المراد هذه البطاقة التي فيها اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمدا رسول الله ان ذلك مجرد قول قاله اذ ان كثير ممن يقول لا اله الا الله توبقه خطاياه وتهلكه ذنوبه وكبائره فيدخل النار قد دل على ذلك احاديث كما في الصحيح من قوله عليه الصلاة والسلام يخرج من النار من قال لا اله الا الله وفي قلبه ادنى مثقال ذرة من ايمان. قال يخرج من النار من قال لا اله الا الله اذا هناك ممن يقول لا اله الا الله يدخل النار بسبب كبائره وذنوبه وخطاياه لكن لما كان من اهل التوحيد ودخل النار بسبب بسبب عصيانه وذنوبه فانه لا يخلد فيها ولهذا قال عليه الصلاة والسلام يخرج من النار من قال لا اله الا الله وفي قلبه ادنى مثقال ذرة من ايمان والمنافق الذي يقول لا اله الا الله عن عن غير عقيدة اصلا وعن غير ايمان وعن انطواء قلب بالكفر هذا لا تنفعه شيئا بل يخلد في النار ابد الاباد بل هو في الدرك الاسفل من النار وهذا الرجل الذي ذكر في هذا الحديث هو الذي رجحت البطاقة التي فيها اشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله فان امره كما قال العلم قال اهل العلم رحمهم الله تعالى انه جاء بهذه الكلمة عن اخلاص عظيم في قلبه فكان لها هذا كان لها هذا الاثر لما قام في قلبه من من عظيم الاخلاص لله سبحانه وتعالى وهذا فيه ان لا اله الا الله يعظم نفعها ويكبر اثرها بحسب ما قام في قلب قائلها من صدق واخلاص لله سبحانه وتعالى وفي هذا الحديث فظل كلمة التوحيد لا اله الا الله وانها اعظم الحسنات ولما قال ابو ذر للنبي عليه الصلاة والسلام افمن الحسنات لا اله الا الله قال هي احسن الحسنات. فلا اله الا الله هي احسن الحسنات واجلها وافضلها ولها الثقل كالعظيم في الموازين يوم القيامة والواجب على العبد ان ان تعظم عنايته بهذه الكلمة تكرارا لها وتحقيقا مدلولها واخلاصا للمعبود اخلاصا للمعبود جل في علاه وبراءة من الشرك وخلوصا منه فيكون من اهلها حقا وصدقا لا مجرد قول بل قول وعمل ومن قال لا اله الا الله فحقا وصدقا نفعته يوما من الدهر يصيبه قبل ذلك ما يصيبه كما جاء بذلك الحديث عن النبي الكريم عليه الصلاة والسلام الحاصل ان لا اله الا الله هذه الكلمة العظيمة لها اثرها العظيم ولها شأنها في الميزان يوم القيامة وفي الحديث قرن مع شهادة التوحيد الشهادة للنبي عليه الصلاة والسلام بالرسالة وعلى هاتين الشهادتين قيام الدين كله فان شهادة ان لا اله الا الله تعني توحيد الله واخلاص واخلاص العبادة له جل في علاه وشهادة ان محمدا رسول الله تعني المتابعة للرسول عليه الصلاة والسلام وهذا دين الله. دين الله يقوم على آآ اصلين اخلاص المعبود ومتابعة للرسول عليه الصلاة والسلام نعم قال رحمه الله تعالى اخبرنا الفيريابي قال حدثنا ابو بكر ابن ابي شيبة قال حدثنا سفيان ابن عيينة عن عمر ابن عن عمرو هو ابن دينار عن عبيد ابن عمير قال يؤتى بالرجل الطويل العظيم يوم القيامة فيوضع في الميزان فلا يزن عند الله بعوضة وقرأ فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا قال واخبرنا في ريابي قال ابو قريب قال حدثنا عبد الله بن ادريس قال اخبرنا ليث عن ابي الزبير عن عبيد ابن عمير في العتل قال هو القوي الشديد الاكول الشروب يوضع في الميزان فلا يزن شعيرة يدفع الملك من اولئك سبعين الفا دفعة واحدة في النار. هذا الذي هذا الخبر الذي جاء عن ابن عمير قال يؤتى بالرجل الطويل العظيم يوم القيامة فيوضع في الميزان فلا يزن عند الله جناح بعوضة. وقرأ فنقيم لهم يوم القيامة وزنا. جاء بمعناه في صحيح البخاري حديث مرفوع الى النبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه. وهذا الحديث يدل دلالة واضحة ان العامل نفسه ايضا يوزن يوم القيامة. الحديث الذي قبله حديث عبد الله يدل على ان الصحائف صحائف الاعمال توزن وهذا الحديث يدل على ان ايضا العامل العامل نفسه يوزن في الحديث الاخر لما ضحك بعض الصحابة من حموسة ساقي عبد الله بن مسعود وقال لهم النبي عليه الصلاة والسلام مما تضحكون؟ قالوا من دقة ساقيه فقال ان انهما لاثقل في الميزان من جبل احد انهما لاثقل في الميزان من جبل احد وهذا يدل على ان العامل نفسه يوزن وان اعماله توزن وصحائف اعماله توزن وبكل جاء الدليل والحديث عن الرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه. نعم قال رحمه الله تعالى واخبرنا الفريابي قال حدثنا احمد بن سنام قال حدثنا يحيى بن اسحاق السيلحيني قال اخبرنا ابن عن خالد بن ابي عمران عن القاسم بن محمد عن عائشة رضي الله عنها قالت قلت يا رسول الله هل يذكر الحبيب حبيبه يوم القيامة ياما قال اما عند ثلاث فلا. اما عند الميزان حتى يميل او يخف فلا. واما عند الكتب حتى يعطى كتاب بيمينه او شماله فلا. واما حين يخرج عنق من النار فيقول ذلك العنق وكلت بثلاثة وكلت بالذي ادعى مع الله الها اخر. وبكل جبار عنيد ووكلت بكل متكبر لا يؤمن بيوم الحساب قال حدثنا ابو محمد يحيى بن محمد بن صاعد قال حدثنا حميد بن عياش الرملي قال حدثنا مؤمل بن ان قال حدثنا مبارك عن الحسن قال قال عائشة رضي الله عنها بين رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجري ذكرت قربه مني في الدنيا وتباعد الناس باعمالهم في الاخرة فبكيت فقال لي ما يبكيك يا عائشة؟ فقلت ذكرت قربك مني في الدنيا وتباعد الناس باعمالهم في الاخرة. هل تذكرون اهليكم يوم القيامة يا رسول الله؟ قال اما في ثلاثة مواطن اذا تطايرت الصحف وقيل هاءم اقرؤوا كتابية لم يذكر احد احدا حتى يعلم ابيمينه يعطى ام بشماله واذا وضعت الاعمال في الميزان لم يذكر احد احدا حتى يعلم ايثقل ميزانه ام يخف واذا حمل الناس على الصراط لم يذكر احد احدا حتى يعلم ينجو ام لا ثم اورد رحمه الله تعالى هذا الحديث حديث ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها في سؤالها للنبي صلوات الله وسلامه عليه هل يذكر الحبيب حبيبة يوم القيامة اما ان الشدائد يوم القيامة واهوال ذلك اليوم تنسي المرء والقرآن دل على ما هو اعظم من ذلك في قوله عز وجل يوم يفر المرء من اخيه وامه وابيه وصاحبته وبنيه كل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه فكل مشغول بهم نفسه يفكر في نجاته هل يكون من الناجين او لا يكون يفر من ابيه وامه واخيه وصاحبته واخيه كل يفر ويبحث عن نجاة نفسه يرجو نجاة نفسه والحديث في اسناده مقال لكن من حيث المعنى الذي ذكر في الحديث لا شك ان هذه المواطن مواطن عصيبة عظيمة وتذهل المرء ولا يفكر فيها الا في نجاة نفسه وفكاكه من النار وعقوبة الله سبحانه وتعالى عند الميزان عند الميزان يعني عندما يوضع وينصب الميزان فيكون فكره فيها اليمين ميزانه او يخف هل يثقل او يخف ميزانه وحين يخرج عنق من النار فيقول ذلك العنق وكلت بكذا فايضا يكون في تفكير المرء في نجاة نفسه وفكاكها من من النار وايضا عند تطاير الصحف ايعطى كتابه اليمين فيكون من الفائزين او انه يأخذ كتابه بشماله من وراء ظهره فيكون من الخاسرين. نعم قال رحمه الله تعالى واخبرنا في ريابي قال حدثنا هشام ابن عمار الدمشقي قال حدثنا صدقة ابن خالد قال حدثنا عثمان ابن ابي العاتكة عن علي ابن يزيد عن القاسم عن ابي امامة رضي الله عنه قال لما نزلت وانذر عشيرتك الاقربين جمع النبي صلى الله عليه وسلم بني هاشم فاجلسهم على الباب وجمع نساءه واهله فاجلسهم في البيت ثم اطلع فقال يا بني هاشم انفسكم من الله عز وجل لا تغرنكم قرابتكم مني فاني لا املك لكم من الله شيئا ثم اقبل على اهل بيته فقال يا عائشة بنت ابي بكر ويا حفصة بنت عمر ويا ام سلمة ويا فاطمة بنت محمد ويا ام الزبير يا عمة النبي قوا انفسكم من الله عز وجل واسعوا في فكاك رقابكم فاني لا املك لكم من الله شيئا فبكت عائشة رضي الله تعالى عنها ثم قالت اي حبي وهل يكون ذلك يوم لا تغني عني شيئا؟ قال نعم في ثلاثة مواطن. يقول الله عز وجل ونضع زين القسط ليوم القيامة. وقال عز وجل فمن ثقلت موازينه فاولئك هم المفلحون ومن خفت موازينه. فاولئك الذين انفسهم في جهنم خالدون. فعند ذلك لا اغني عنكم من الله شيئا وعند النور من شاء الله عز وجل اتم نوره ومن شاء تركه في الظلمة يعمه في يعمه فيها فلا املك لكم من شيئا وعند الصراط من شاء الله عز وجل سلمه واجاره ومن شاء كبكبه في النار قالت عائشة رضي الله عنها اي حبي قد علمنا ان الموازين هي الكفتان ويوضع في هذا الشيء وفي هذا الشيء فترجح احداهما وتخف الاخرى. وقد علمنا النور والظلمة فما الصراط؟ قال طريق بين الجنة والنار يجاز الناس عليها وهي مثل حد الموسى والملائكة صافون يمينا وشمالا يتخطفون بالكلاليب مثل شوك السعدان وهم يقولون ربي سلم سلم وافئدتهم هواء. فمن شاء الله سلمه ومن شاء ركبه فيها وهذا الحديث هو ايضا بمعنى الذي قبله وفيه زيادات عليه لكن الاسناد اه غير ثابت اسناد هذا الحديث غير ثابت فيه اه من هو في الاسناد من هو ضعيف وايضا الاية الكريمة وهي قوله عز وجل وانذر عشيرتك الاقربين نزلت على النبي عليه الصلاة والسلام في مكة وكانت نذارته لعشيرة في مكة كما جاءت بذلك الاحاديث اه الصحاح الثابتة عن النبي الكريم عليه الصلاة والسلام. ولهذا فان الحديث من حيث الاسناد غير غير ثابت وبعض الالفاظ التي في الحديث فيها شيء من النكارة نعم قال رحمه الله تعالى حدثنا ابو بكر محمد بن محمد بن سليمان الباغندي قال حدثنا هشام ابن عمار الدمشقي قال حدثنا معاوية بن يحيى هي الاطرابلسي قال حدثنا محمد بن الوليد الزبيدي عن جبير بن نفير عن سبرة بن فاتك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الميزان بيد الله عز وجل يرفع قوما ويضع قوما. وذكر الحديث قال حدثنا ابو الفضل جعفر بن محمد الصندلي قال حدثنا زهير بن محمد المروزي قال حدثنا المؤمل مؤمل بن الفضل ومحمد بن سعيد الاصبهاني قال حدثنا الوليد بن مسلم قال سمعت عبدالرحمن بن يزيد بن جابر يقول حدثني بصر بن عبيد الله الحضرمي انه سمع يا ابا ادريس الخولاني يقول سمعت النواس بن سمعان رضي الله عنه يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الميزان بيد تبارك وتعالى يرفع اقواما ويخفض اخرين الى يوم القيامة نعم هذا الحديث آآ هو نظير ما ثبت في صحيح مسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الله لا ينام ولا ينبغي له ان ينام يخفض القسط ويرفعه يرفع اليه عمل الليل قبل النهار وعمل النهار قبل الليل حجابه النور لو كشفه لاحرقت سبحات وجهه ما انتهى اليه بصره من خلقه فان قوله يخفض القسط ويرفعه القسط والعدل وان كل شيء عند الله سبحانه وتعالى بميزان وما الا بقدر معلوم وان الله سبحانه وتعالى لا يظلم احدا فقوله في هذا الحديث الميزان بيد الله يرفع قوما ويضع اخرين نظير قوله في الحديث الاخر بيده نظير قوله في الحديث الاخر آآ يخفض القسط ويرفعه نعم قال رحمه الله تعالى وقال ابن الاصبهاني والميزان بيد رب العالمين قال محمد بن الحسين رحمه الله تعالى وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال رأيتني دخلت الجنة فأتيت بكفة في ميزان فوضعت فيها فوضعت فيها وجيء بامتي فوضعت في الكفة الاخرى فرجحت بامتي وذكر الحديث فنعوذ بالله ممن يكذب بالميزان. ختم رحمه الله تعالى بهذا الحديث صدره بهذه الصيغة روي عن النبي عليه الصلاة والسلام ولم قل رحمه الله تعالى اه اسناده وهو مخرج في المسند الامام احمد رحمه الله تعالى وايضا في اه اسناده اه اسناده ضعيف اسناده ضعيف غير ثابت عن النبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه ولعله لذلك صدره رحمه الله تعالى بقوله وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم ثم ختم هذا الباب بهذا التعوذ قال نعوذ بالله ممن يكذب بالميزان والميزان يكذب به طائفة من اهل الضلال ممن يحكمون عقولهم ويهملون نصوص الشرع وادلة الكتاب والسنة ويعملون ايضا على تحريفها وصرفها عن ظاهرها مثل المعتزلة ومن لف لفهم وسلك مسلكهم ولا يزال آآ من هو على هذا النهج حتى في هذا الزمان بالتكذيب بهذه الحقائق الثابتة العقائد الثابتة في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم. فالمسلم يتعوذ بالله من سبيل الضالين وطرائق المبطلين ويسأل ربه سبحانه وتعالى ان يثبته على الحق والهدى ويحرص على هذه الاصول وهذه العقائد العظيمة ان يرسخ الايمان بها في قلبه لان لها آآ الاثر العظيم عليه في استقامته ولزومه طاعة الله سبحانه وتعالى وبعده عن معاصيه نسأل الله الكريم ان يثبتنا اجمعين على الحق والهدى وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين وان يغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا ولولاة امرنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات. اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه. جزاكم الله خيرا