قال واي قربة فعلها وجعل ثواب الميت المسلم نفعه ذلك. هذا هو المذهب ان جميع القرب التي يتقرب بها الحي ويهدي ثواب الاموات انها تصل الاموات. والمذهب لم يخص من ذلك شيئا من الاعمال. فيرى ان الصلاة تصل وان الصيام يصل وان الحج يصل وان العمرة تصل وان قراءة القرآن تصل وان الصدقة تصل اما الدعاء والصدقة فهو محل اجماع بين اهل العلم ان الميت ينتفع بدعاء الاحياء وينتفع بصدقة ولا خلاف علم بين بين العلم في ذلك وقد نقل بعض الاجماع ايضا على اهداء ثواب القرآن نقله نقله المؤلف رحمه الله تعالى انه لا خلاف ايضا بين العلم في وصول ثواب القرآن وهذا فيه نظر فهناك من يمنع من اهداء ثواب القرآن اما الحج والصيام وكذلك من الحج والصيام فهذا وقع فيه خلاف بين اهل العلم فمنهم من منعك الشافعي ومالك وقالوا انه لا يصل الميت الا عمله صحيح الصحيح ان جميع القرب التي يتقرب بها الحي واهداه الميت انها تصل الميت. واما ما احتج به المانعون من قوله تعالى وان ليس للانسان الا ما سعى. وقوله صلى الله عليه وسلم اذا مات ابن ادم انقطع عملا من ثلاث نقول ليس في هذا معارضة للمعارضة وذلك ان الانسان ليس له على وجه الاستحقاق ليس له على وجه الاستحقاق الا عمله واما عمل غيره فلا يستحقه الميت الا اذا تبرع العامل بعمله لذلك ميت فهو هل الميت مستحق لهذا بذاته؟ هل هو مستحق لهذا العمل؟ نقول ليس مستحقا له وانما الحي الذي قرأ القرآن ونوى ثواب هذه القراءة للميت هو الذي تبرع بهذا العمل للميت. فنقول قوله ليس وان ليس الانسان لما سعى اي ليس له استحقاقا الا ما سعى فيه هو من جهة ان هذا حقك. اما عمل غيرك فليس هو حق له وانما هو هبة وهدية من الحي لذلك كالميت فنقول لا بأس ان يهدي ثوابها للميت. كذلك الحج وقد ثبت ان النبي صلى الله عليه وسلم امر تلك المرأة او ذاك الرجل او قال ان ابي ادركته الى الحج ولم يحج ابا احج عنه؟ قال اريت ان كان بك دين كنت قاضيا؟ قال نعم. قال فدين الله حق ان يقضى. فهذا بالحج. وكذلك بالصيام من كان عليه صيام قام عنه وليه وهذا الصيام يشمل الفرض ويشمل ايضا النذر. واذا صح الصيام في الفرض والنذر فمن باب اولى ان يصح في النفل فالصحيح نقول ان جميع القرب حتى لو صلى ركعتين واهدى ثواب الميت نقول لا حرج في ذلك لكن هل هي مشروعة نقول ليست بمشروعة لكنها جائزة انها مشروعة هل النبي صلى الله عليه وسلم فعلها؟ وهل فعل ذاك لاحد امواتنا؟ نقول لم يفعل ذلك فهو ليس بسنة وليس مشروع لكنه يدور في دائرة الجواز فيجوز لك ان تصلي ركعتين وتهدي ثوابها لابيك الميت او لامك الميتة او لاختك او لاخيك لا حرج في ذلك تحج او تعتمر او تطوف طوال سبعة اشواط وتهدي ثواب الميت نقول لا حرج. تقرأ القرآن وتهدي ثواب الميت نقول لا حرج تسبح تحمد الله تكبر الله تذكر الله باي ذكر من الاذكار وتهدي ثواب ميت نقول لا حرج في ذلك كما قال ذلك قال وجعل المسلم نفعه ذلك وهذا هو الصحيح من اقوال اهل العلم والله تعالى اعلم واحكم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد