الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الامام ابو بكر محمد بن الحسين الاجري رحمه الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم وبه استعين باب فضائل النبي صلى الله عليه وسلم قال رحمه الله تعالى الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات والحمد لله على كل حال. وصلى الله على محمد نبي واله وسلم اما بعد فانه مما ينبغي لنا ان نبينه للمسلمين من شريعة الحق التي ندبهم الله عز وجل اليها وامرهم بالتمسك بها وحذرهم الفرقة في دينهم وامرهم بلزوم الجماعة وامرهم بطاعته وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم فاني من فضل نبيهم صلى الله عليه وسلم ليعلموا قدر ما خصهم الله عز وجل به اذ جعلهم من امته على ذلك قال الله عز وجل كما ارسلنا فيكم رسولا منكم اياتنا ويزكيكم الكتاب والحكمة ويعلمكم ما لم تكونوا تعلمون. فاذكروني اذكركم واشكروا لي ولا تكفرون قال محمد بن الحسين رحمه الله تعالى قبيح بالمسلمين ان يجهلوا معرفة فضائل نبيهم صلى الله عليه وسلم. وما خصه الله الله عز وجل به من الكرامات والشرف في الدنيا والاخرة وقد رسمت في هذا اربعة اجزاء مختصرة حسنة حسنة وقد رسمت في هذا اربعة اجزاء مختصرة حسنة جميلة مما خص الله عز وجل به النبي صلى الله عليه وسلم الم بعد حال وقد احببت ان اذكر في هذا الكتاب الذي وسمته بكتاب الشريعة من فضائل نبينا صلى الله عليه وسلم ما لا ينبغي للمسلمين جهله بل يزيدهم علما وفضلا وشكرا لمولاهم الكريم. والله الموفق لما قصدت له والمعين عليه ان شاء الله بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد لما انهى المصنف الامام الاجري رحمه الله تعالى ما يتعلق بالايمان بالله ثم ايضا ما يتعلق الايمان باليوم الاخر عقد هذه الابواب لبيان ما يتعلق بالايمان بالنبي الكريم عليه الصلاة والسلام وذلك ان دعوة النبيين ترتكز على محاور ثلاثة التعريف بالمعبود بذكر عظمته واوصافه ووجوب افراده بالعبادة والتعريف بدار الجزاء وما اعد الله سبحانه وتعالى فيها لاهل طاعته من مثوبة ولاهل معصيته من عقوبة والامر الثالث او المحور الثالث التعريف بالطريق الموصل اليه الذي ينال به رضوان الله جل في علاه وهذا يكون بمعرفة النبيين وما جاءوا به فالمصنف رحمه الله تعالى عقد هنا ابوابا عديدة لبيان ما يتعلق بنبينا عليه الصلاة والسلام خاتم النبيين وامام الاولين والاخرين وقدوة السالكين صلوات الله وسلامه عليه ذاكرا رحمه الله تعالى فضائله صلوات الله وسلامه عليه ومعرفة فضائله امر مطلوب من كل مسلم لان هذه الفضائل عندما يزداد المسلم معرفة بها يزداد شكرا لله على هذه النعمة ان جعله من امة محمد عليه الصلاة والسلام وان جعله من اتباع هذا النبي صلوات الله وسلامه عليه الذي خص بالفضائل العظيمة والخصائص الجليلة الدالة على عظيم شرفه ورفيع مكانته وعظيم تفضيل الله سبحانه وتعالى له فهو سيد ولد ادم اجمعين صلوات الله وسلامه وبركاته عليه واشار رحمه الله تعالى ان من فوائد هذه المعرفة ان يزداد المرء علما وفضلا وشكرا للمولى سبحانه وتعالى شكرا للمولى عز وجل على هذه النعمة العظيمة والمنة الجليلة التي هي من اعظم المنن اجلها ان بعث فينا رسولا يتلو علينا ايات ربنا ويعلمنا الكتاب والحكمة ويزكينا صلوات الله وسلامه عليه ساق رحمه الله قول الله عز وجل كما ارسلنا فيكم رسولا منكم يتلو عليكم اياتنا ويزكيكم ويعلمكم الكتاب والحكمة ويعلمكم ما لم تكونوا تعلمون فاذكروني اذكركم واشكروا لي ولا تكفرون ولهذا نعم الله سبحانه وتعالى ينبغي ان تقيد بشكر المنعم سبحانه وتعالى وان يعترف له بالفضل والمنة وان يحمد على نعمه والاءه جل في علاه وهذه النعمة نعمة بعثة النبي الكريم عليه الصلاة والسلام هي اعظم النعم لان الله عز وجل استنقذ به الناس واستخرجهم من الظلمات الى النور صلوات الله وسلامه عليه ذكر المصنف رحمه الله تعالى انه عقد ابوابا في هذا الكتاب كتاب الشريعة يذكر فيها رحمه الله ما خص الله به نبيه صلى الله عليه وسلم مشيرا بذلك الى ان هذا جزء من الشريعة التي يطلب من المسلم ان يعنى بها. شريعة الله سبحانه وتعالى بل هذا من الاسس التي تقوم بها. او تقوم عليها شريعة الله سبحانه ان نعرف رسولنا الذي بعثه الله الينا نعرفه عليه الصلاة والسلام بفظائله وخصائصه مناقبه وان تكون هذه المعرفة امرا محل عناية المسلم وموطن اهتمامه في حياته بحيث يخصص اوقاتا من ايامه ولياليه يعرف فيها رسوله صلوات الله وسلامه عليه ليزداد حبا لهذا الرسول عليه الصلاة والسلام وشكرا المرسل سبحانه وتعالى نعم قال رحمه الله تعالى باب ذكر ما نعت الله عز وجل به نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم في كتابه من الشرف العظيم مما تقر به اعين المؤمنين قال محمد بن قال ذكر ما نعت الله عز وجل به نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم في كتابه من فالعظيم مما تقرب به اعين المؤمنين هذا باب عقده لسوق الايات من كتاب الله سبحانه وتعالى في بيان شرف النبي. عليه الصلاة والسلام و عظيم فضله وقد ساق رحمه الله تعالى ايات كثيرة في هذا الباب مشيرا الى ما تضمنته من بيان فضائل هذا النبي الكريم عليه الصلاة والسلام وخصائصه العظيمة الدالة على علو مكانته شأنه صلوات الله وسلامه وبركاته عليه نعم قال محمد بن الحسين رحمه الله تعالى اعلموا رحمنا الله واياكم ان الله جل ذكره شرف نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم باعلى الشرف ونعته باحسن النعت ووصفه باجمل الصفة واقامه في اعلى الرتب اخبرنا مولانا الكريم انه بعثه بشيرا ونذيرا. وداعيا الى الله باذنه وسراجا منيرا. فقال عز وجل يا ايها النبي انا ارسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا. وداعيا الى الله باذنه وسراجا منيرا. وبشر المؤمنين بان من الله فضلا كبيرا. وقال عز سبحانه وتعالى في هذه الاية بين الذكر لخمسة اوصاف النبي عليه الصلاة والسلام الاولى شاهدا والثانية والثالثة مبشرا ونذيرا والرابعة داعيا الى الله باذنه والخامسة سراجا منيرا وانظر كلاما جميلا عن هذه الاوصاف في تفسير هذه الاية في كتاب الامام ابن سعدي رحمه الله تعالى نعم وقال عز وجل انا ارسلناك بالحق بشيرا ونذيرا وان من امة الا خلا فيها نذير قال محمد بن الحسين رحمه الله تعالى فقد حذر صلى الله عليه وسلم وانذر وبشر وما قصر ثم اخبرنا مولانا الكريم ان محمدا صلى الله عليه وسلم دعوة ابيه ابراهيم عليه السلام. ودعوة ودعوة ابنه اسماعيل عليه سلام وبشر به عيسى ابن مريم عليه السلام قال الله عز وجل فقد حذر صلى الله عليه وسلم وانذر وبشر وما قصر هذا يتعلق بالايات التي ساقها قبل وهي قوله يا ايها النبي انا ارسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا وقوله في الاية التي تليها انا ارسلناك بالحق بشيرا ونذيرا فهذه فيها انه عليه الصلاة والسلام بشر وانذر وما قصر اي بلغ البلاغ المبين ما ترك خيرا الا ان الامة عليه ولا شرا الا حذرها منه اما قوله ثم اخبرنا مولانا فهذا يأتي دليله وهو ان نبينا عليه الصلاة والسلام دعوة ابيه ابراهيم وابنه اسماعيل عليهما السلام وبشارة عيسى عليه السلام نعم قال رحمه الله تعالى ثم اخبرنا مولانا الكريم ان محمدا صلى الله عليه وسلم دعوة دعوة ابيه ابراهيم عليه السلام ودعوة ابنه اسماعيل عليه السلام وبشر به عيسى ابن مريم عليه السلام قال الله عز وجل واذ يرفع ابراهيم القواعد من البيت واسماعيل ربنا تقبل منا انك انت السميع العليم. ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا امة مسلمة لك. وارنا مناسكنا وتب علينا انك انت التواب الرحيم. ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلو عليهم اياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة انك انت العزيز الحكيم. نعم هذه دعوة ابراهيم وابنه اسماعيل عليهما السلام ربنا وابعث رسولا منهم يتلو عليهم اياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم فاجاب الله سبحانه وتعالى دعوته فبعث محمدا صلى الله عليه وسلم. ولهذا فان محمدا عليه الصلاة والسلام دعوة ابراهيم واسماعيل عليهما السلام. نعم قال محمد بن الحسين رحمه الله فاستجاب الله عز وجل لابراهيم واسماعيل عليهما السلام مختص من ذريتهما من احب وهو محمد صلى الله عليه وسلم من اشرف قريش نسبا واعلاها قدرا واكرمها بيتا وافضلها عنده فبعثه الاشرف وهو محمد صلى الله عليه وسلم من اشرف قريش نسبا واعلاها قدرا واكرمها بيتا وافضلها عنده. فبعثه بشيرا ونذيرا. وقال عز وجل واذ قال عيسى ابن مريم يا بني اسرائيل اني رسول الله اليكم مصدقا لما بين يدي من التوراة ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه احمد. نعم هذه الاية فيها انه عليه الصلاة والسلام بشارة عيسى بشر به عيسى عليه السلام نعم فاثبت الله عز وجل على النصارى الحجة ببشارة عيسى عليه السلام لهم لمحمد صلى الله عليه وسلم ثم ان الله عز وجل اخبر عن اهل الكتابين اليهود والنصارى انهم يجدون صفة محمد صلى الله عليه وسلم في التوراة والانجيل وانه نبي واوجب عليهم اتباعه ونصرته. فقال جل ذكره قال عذابي اصيب به من اشاء. ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم باياتنا يؤمنون الذين يتبعون الرسول النبي الامي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والانجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث. ويضع عنهم اسرهم الى قوله المفلحون وقال عز وجل يا اهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم كثيرا مما كنتم تخفون من الكتاب ويعفو عن كثير. قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين. الى قوله الى صراط مستقيم وقال عز وجل يا اهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم على فترة من الرسل ان تقولوا ما جاءنا من بشير ولا نذير فقد جاءكم بشير ونذير. والله على كل شيء قدير قال محمد بن الحسين رحمه الله فقطع الله عز وجل حجج اهل الكتابين بما اخبر من صفته في كتبهم وان الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم هو النور وهو الحق. وانه يخرجهم من الظلمات الى النور. وانه يهديهم الى صراط مستقيم هذه الايات تدل على ان الحجة قائمة على اليهود والنصارى بما يجدونه عندهم مكتوبا في التوراة. والانجيل من البشارة بمحمد عليه الصلاة والسلام وذكر مبعثه وذكر اوصافه صلوات الله وسلامه عليه ولهذا فان من لم يؤمن منهم بمحمد عليه الصلاة والسلام هو في الحقيقة كافر حتى بالتوراة والانجيل حتى بالتوراة والانجيل ليس بمؤمن بهذين الكتابين لان مما ارشد اليه ودعايا اليه الايمان بمحمد عليه الصلاة والسلام والتصديق بمبعثه ولهذا صح في الحديث عن نبينا عليه الصلاة والسلام انه قال والذي نفسي بيده لا يسمع بيهودي ولا نصراني ثم لا يؤمن بالذي جئت به الا كان حقا على الله ان يدخله النار. نعم قال رحمه الله تعالى ثم اخبر الله جل وعز ان الذي يدعو اليه محمد صلى الله عليه وسلم هو الحق. وهو الصراط المستقيم فاوجب على الخلق الانس والجن قبوله. واخبر عن الجن لما سمعوا من رسول الله صلى الله عليه وسلم ما امره الله عز ان يبلغهم عرفوا انه الحق. وامنوا به وصدقوا واتبعوه. فقال جل ذكره واذ صرفنا اليك نفرا ان الجن يستمعون القرآن فلما قالوا انصتوا فلما قضي ولوا الى قومهم منذرين. قالوا يا قومنا سمعنا كتابا انزل من بعد موسى مصدقا لما بين يديه يهدي الى الحق والى طريق مستقيم. يا قومنا اجيبوا داعي الله وامنوا به. الاية ثم قال عز وجل وانك لتدعوهم الى صراط مستقيم ثم اخبر عز وجل انه يظهر نبيه صلى الله عليه وسلم على كل دين خالفه. فقال جل وعز هو الذي ارسل رسوله وبالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون هذا فيه ان من براهين صدقه عليه الصلاة والسلام ان جميع ما يدعو اليه حق وان التأمل في ما جاء به ودعا اليه صلوات الله وسلامه عليه كاف في معرفة صدقه وصدق ما جاء به صلوات الله وسلامه وعليه وذكر المصنف رحمه الله مثالا على ذلك وهو سماع الجن. للقرآن فمجرد سماع القرآن عرفوا من خلاله ان الذي جاء به صلوات الله وسلامه عليه هو الحق قالوا يهدي الى الحق والى طريق مستقيم. عرفوا ذلك من سماعه القرآن الذي يتلوه صلوات الله وسلامه وبركاته عليه. نعم قال رحمه الله تعالى ثم اخبر الله عز وجل انه لا يتم لاحد الايمان بالله عز وجل وحده او الايمان بالله عز وجل لوحده حتى يؤمن بالله ورسوله. ثم اخبر انه من لم يؤمن ثم اخبر ثم اخبر عز وجل انه يظهر نبيه صلى الله عليه قبل نعم الشمس قبلها ثم اخبر ثم اخبر عز وجل انه يظهر نبيه صلى الله عليه وسلم قبلها. ثم اخبر الله انه لا يتم قرأتها قبل قليل ثم اخبر الله عز وجل انه لا يتم لاحد الايمان بالله عز وجل وحده حتى يؤمن بالله ورسوله ثم اخبر انه من لم يؤمن بالله وبرسوله لم يصح له الايمان. فقال فقال جل ذكره انما المؤمنون الذين امنوا بالله ورسوله واذا كانوا معه على امر جامع لم يذهبوا حتى يستأذنوه. ان الذين يستأذنونك اولئك الذين يؤمنون بالله ورسوله الاية وقال عز وجل انما المؤمنون الذين امنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا باموالهم وانفسهم في في سبيل الله اولئك هم الصادقون. وقال عز وجل ومن لم يؤمن بالله ورسوله فانا اعتدنا للكافرين سعير وقال عز وجل فامنوا بالله ورسوله والنور الذي انزلنا والله بما تعملون خبير قال عز وجل امنوا بالله ورسوله وانفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه. الى قوله وقد اخذ فاقكم ان كنتم مؤمنين. وقال عز وجل يا ايها الذين امنوا امنوا بالله ورسوله والكتاب الذي نزل على رسوله والكتاب الذي انزل من قبل ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر فقد ضل ضلالا بعيدا. نعم هذه الايات ولها نظائر في كتاب الله عز وجل فيها ان ايمان المرء لا يتم الا بالايمان بالرسول عليه الصلاة والسلام ولا يصح ايمان احد ما لم يؤمن بالرسول عليه الصلاة والسلام وجميع هذه الايات قرن فيها الله جل وعلا الايمان برسوله بالايمان به فافادت ان من لا يؤمن بالرسول عليه الصلاة والسلام لا يكون مؤمنا بالله. لان الايمان بالرسول عليه الصلاة والسلام من الايمان بالله عز وجل ولهذا كانت شهادة ان محمدا رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم قرينة لشهادة ان لا اله الا الله فلا يقبل الله عز وجل من احد لا اله الا الله الا اذا قرن بها وضم اليها شهادة ان محمدا صلى الله عليه وسلم رسول الله. نعم قال رحمه الله تعالى ثم اعلمنا مولانا الكريم ان علامة صحة من ادعى محبة الله تعالى ان يكون محبا لرسوله محمدا صلى الله عليه وسلم متبعا له والا لم تصح له المحبة لله عز وجل. قال الله تعالى قل ان كنت قل ان كان اباؤكم وابناؤكم واخوانكم ازواجكم وعشيرتكم واموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها احب اليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بامره. والله لا يهدي القوم الفاسقين. وقال عز وجل قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم. والله غفور رحيم. فجعل الله عز وجل محبة رسوله واتباعه علما ودليلا لصحة علما ودليلا لصحة محبتهم له مع اتباعهم رسوله صلى الله عليه وسلم فيما جاء به. وامر به ونهى عنه. ثم اخبر عز وجل انه من كفر برسوله كمن كفر بالله ومن كذب نعم يعني في هذه الايات من دلائل مكانة النبي عليه الصلاة والسلام وعظيم شأنه ان الله عز وجل جعل علامة صحة آآ ايماني ومحبة العبد لله ان يكون محبا للرسول عليه الصلاة والسلام مطيعا له متبعا لامره صلى الله عليه وسلم فقرن محبة الرسول بمحبته جل وعلا احب اليكم من الله ورسوله وهذا نظير ما تقدم من قرن اه اه الايمان به بالايمان بالله سبحانه وتعالى. وايظا قرن طاعته بطاعة الله سبحانه وتعالى وآآ في الاية الاخرى جعل اتباع الرسول عليه الصلاة والسلام علامة على صدق المحبة لله. قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني. يحببكم الله وهذا يفيد ان محبة الله وكذلك محبة الرسول عليه الصلاة والسلام ليست مجرد دعوة بل امر لا بد ان يظهر برهانه وان يظهر دليله وهو الاتباع للرسول الكريم عليه الصلاة والسلام ولهذا قال الحسن في هذه الاية قال زعم قوم انهم يحبون الله حبا شديدا فانزل الله قوله قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم لانه من السهل على كل احد ان يقول انا احب الله او ان يقول انا احب رسوله عليه الصلاة والسلام لكن مجرد الدعوة لا تكفي لابد ان يظهر البرهان والله سبحانه وتعالى جعل برهان ذلك اتباع الرسول عليه الصلاة والسلام قال فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم. نعم قال رحمه الله تعالى ثم اخبر عز وجل انه من كفر برسوله كمن كفر بالله ومن كذب رسوله فقد كذب الله عز فقال الله عز وجل في قصة المنافقين ولا تصلي على احد منهم مات ابدا ولا على قبره انهم كفروا بالله ورسوله وماتوا وهم فاسقون. وقال عز وجل وجاء المعذرون من الاعراب ليؤذن انا لهم وقعد الذين كذبوا الله ورسوله الى اخر الاية ثمان هذه فيها ان من كفر بالرسول فهو كافر بالله. ومن كذب بالرسول عليه الصلاة والسلام وهو فو مكذب بالله عز وجل نعم لان التكذيب الرسول تكذيب بالمرسل. نعم قال رحمه الله تعالى ثم ان الله عز وجل امر المؤمنين الا يرغبوا بانفسهم عن نفس رسول الله صلى الله عليه وسلم في الجهاد معه والصبر معه على كل مكروه يلحقهم. فقال الله عز وجل ما كان لاهل المدينة ومن حولهم من الاعراب ان يتخلفوا عن رسول الله ولا يرغبوا بانفسهم عن نفسه الى اخر الاية ثم ان الله عز وجل اقام نبيه صلى الله عليه وسلم مقام البيان عنه. مقام البيان عنه اي انه مبلغ عن الله لان الرسول لا يأتي بشيء من قبل نفسه وانما يبلغ كلام مرسله فهو عليه الصلاة والسلام اقامه الله مقام البيان عنه اي مبلغ اي انه مبلغ عن الله سبحانه وتعالى فطاعة الرسول طاعة لمن ارسله طاعة لمن ارسله وايضا كما تقدم عند المصنف التكذيب بالرسول تكذيب بمن ارسله نعم قال رحمه الله تعالى ثم ان الله عز وجل اقام نبيه صلى الله عليه وسلم مقام البيان عنه. فقال عز وجل وانزلنا اليك ذكرى لتبين للناس ما نزل اليهم ولعلهم يتفكرون وكان مما بينه صلى الله عليه وسلم لامته ان الله عز وجل اوجب عليهم الطهارة والصلاة في كتابه. ولم يخبرهم الصلاة ولا بعدد الركوع ولا بعدد السجود ولا بما يجوز من القراءة فيها وما تحرمها وما تحليلها ولا كثير من احكامها فبين صلى الله عليه وسلم مراد الله عز وجل من ذلك وكذلك اوجب الزكاة في كتابه ولم يبين كم كم في الورق ولكن في الذهب ولا كم في ولا كم في الغنم ولكن في الابل ولا كم في البقر ولا كم في الزرع والثمر. فبين النبي صلى الله عليه وسلم مراد الله عز وجل من ذلك وكذلك الصيام بينما يحل فيه للصائم وما يحرم عليه فيه وكذلك فرض الله الحج على عباده على من استطاع اليه سبيلا. ولم يخبر عز وجل كيف الاهلال بالحج. ولا ما يلزم المحرم من كثير من من الاحكام فبينه صلى الله عليه وسلم حالا بعد حال. وكذلك احكام الجهاد وكذلك احكام البيع والشراء. وكذلك حرم الله عز وجل الربا على المسلمين وتواعدهم عليه بعظيم من العقاب ولم يبين لهم في الكتاب كيف الربا فبينه الرسول صلى الله عليه وسلم وهذا في كثير من الاحكام مما يطول شرحه. لم يعقل ما في الكتاب الا ببيان الرسول صلى الله عليه وسلم. زيادة من الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم فيما اعطاه من الفضائل التي شرفه بها نعم هنا في هذا السياق يبين رحمه الله تعالى ان الله سبحانه وتعالى اقام نبيه عليه الصلاة والسلام مقام البيان عنه ولهذا قال عز وجل وانزلنا اليك الذكر لتبين للناس ما نزل اليهم ولهذا فان السنة وحي والمكذب بالسنة مكذب بالقرآن لان السنة شارحة للقرآن ومفسرة له والنبي عليه الصلاة والسلام بين في السنة ما نزله الله اليهم في القرآن. ولهذا السنة شارحة للقرآن ومبينة لها او مفسرة لما جاء فيه فمن كذب بالسنة هو في في الحقيقة مكذب بالقرآن ومن لا يؤمن بالسنة لا يؤمن بالقرآن وكيف يكون مؤمنا بالقرآن والله عز وجل قال وما اتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ثم ايضا كما قال المصنف رحمه الله تعالى كيف تعرف تفاصيل الدين وتفاصيل الشرائع الا بالسنة فالله عز وجل امر بالصلاة لكن التفاصيل متعلقة بها ركوعا وسجودا واذكارا ودعاء وتلاوة وغير ذلك هذه جاء تفصيلها في السنة اين في القرآن ان الظهر اربعا والعصر اربعا والمغرب ثلاثا والعشاء اربعا والفجر اثنتين هذا كله جاء بيانه في السنة ايضا وما يتعلق بالصلوات من تفاصيل ولهذا جاء في الحديث عن نبينا عليه الصلاة والسلام انه قال صلوا ماذا؟ كما رأيتموني اصلي نعم الصلاة امر الله بها في القرآن لكن كيف نصلي؟ قال صلوا كما رأيتموني اصلي ما تعرف الصلاة الا بالسنة الصلاة التي فرضها الله على عباده ما تعرف الا بالسنة سنة النبي عليه الصلاة والسلام الحج ولله على الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا لا يعرف الا بسنته. ولهذا لما حج قال عليه الصلاة والسلام لتأخذوا عني مناسككم وقال في عموم العبادات من عمل عملا ليس عليه امرنا يعني ليست عليه طريقتنا وهدينا فهو رد اي مردود على صاحبه غير مقبول منه فالحاصل ان من فضائل نبينا عليه الصلاة والسلام ان الله اقامه مقام البيان عنه ولهذا يجب ان تعظم السنة وان يعرف قدرها وان يعتنى بها وان يعرف ان السنة هي الطريق الى العبادة عبادة الله العبادة الصحيحة التي شرعها وامر سبحانه وتعالى عباده بها وزاد رحمه الله تعالى ايضا ذكرا للايات الدالة على عظيم شرف النبي الكريم عليه الصلاة والسلام رفيع مكانته وما بقي من آآ ايات يستكمل ان شاء الله في اللقاء القادم نسأل الله الكريم ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وتوفيقا وتسديدا وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين اللهم اتي نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها اللهم انا نسألك حبك وحب من يحبك والعمل الذي يقربنا الى حبك. اللهم انا نسألك الهدى والتقى عفة والغنى. اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا ولولاة امرنا. وللمسلمين والمسلمات والمؤمنات الاحياء منهم والاموات. اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك. ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا. اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا. سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه. جزاكم الله خيرا