الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الامين وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الامام ابو بكر محمد بن الحسين الاجري رحمه الله تعالى وغفر له وللشارح والسامعين وجميع المسلمين يقول في كتابه الشريعة في باب ذكر ما نعت الله عز وجل به نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم في كتابه من الشرف العظيم مما تقر به اعين المؤمنين قال رحمه الله ثم فرض على جميع الخلق طاعته وحرم عليهم معصيته. وذلك في غير موضع من كتابه قرن اتى رسوله الى طاعته عز وجل. واعلمهم انه من عصى رسولي فقد عصاني. قال عز وجل قل اطيعوا الله والرسول فان تولوا فان الله لا يحب الكافرين. وقال عز وجل واتقوا النار التي اعدت للكافرين. واطيعوا الله والرسول ترحمون. وقال عز وجل تلك حدود الله ومن يطع الله ورسوله يدخله جنات تجري من تحتها الانهار فيها وذلك الفوز العظيم. ومن يعص الله ورسوله ويتعدى حدوده يدخله نارا خالدا فيها وله عذاب مهين فقال تعالى يا ايها الذين امنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر منكم. فان تنازعتم في شيء فردوه الى الله والرسول ان كنتم تؤمنون بالله واليوم الاخر ذلك خير واحسنوا تأويلا. وقال عز وجل يا ايها الذين امنوا اطيعوا الله ورسوله ولا تولوا عنه وانتم تسمعون. وقال عز وجل يا ايها الذين امنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول ولا تبطلوا اعمالكم. وقال عز وجل من يطع من يطع الرسول فقد اطاع الله. قال محمد ابن الحسين رحمه الله وهذا في القرآن كثير في نيف وثلاثين موضعا اوجب الله طاعة رسوله صلى الله عليه وسلم وقرنها مع طاعته عز وجل. نعم بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا الهنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد لا نزال في هذا الباب الذي خصه المصنف رحمه الله تعالى لبيان نعوت النبي صلى الله عليه وسلم التي ذكرها الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم وفيها الدلالة على عظيم شرف النبي عليه الصلاة والسلام وعلي قدره صلوات الله وسلامه عليه. فمن ذلك ان الله عز وجل فرض على جميع الخلق طاعته وحرم عليهم معصيته وجعل طاعته عليه الصلاة والسلام من طاعة الله ومعصيته من معصية الله من يطع الرسول فقد اطاع الله فطاعة الرسول عليه الصلاة والسلام طاعة لله ومعصية الرسول عليه الصلاة والسلام معصية لله وهذا امر واضح لان الرسول مهمته ابلاغ كلام من ارسله وما على الرسول الا البلاغ فمهمة الرسول ابلاغ كلام المرسل فمن كذب المرسل فهو مكذب للمرسل لان الرسول لا يأتي بشيء من قبل نفسه وانما يبلغ كلام من ارسله فمن يكذب بالرسول هو مكذب بالله ومن يعصي الرسول فهو عاص لله ومن يطع الرسول عليه الصلاة والسلام فانه مطيع لله سبحانه وتعالى وساق رحمه الله تعالى ايات كثيرة في القرآن قرن الله فيها طاعة الرسول بطاعته سبحانه وتعالى وهذا من الدلائل على عظيم شرفه عليه الصلاة والسلام ان رب العالمين وخالق الخلق اجمعين قرن طاعة هذا الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام بطاعته سبحانه جل في علاه ولا شك ان هذا من الدلائل على عظيم قدر النبي صلى الله عليه وسلم وعلي منزلته والله جل وعلا يقول وما ارسلنا من رسول الا ليطاع باذن الله الا ليطاع باذن الله. فطاعة الرسول واجبة وهي التي لاجلها ارسل الرسل. ارسلوا لاطاعوا. وتمتثل اوامرهم وتصدق اخبارهم وينتهى عما عن وحذر سبحانه وتعالى في القرآن من معصية الرسول حذر من معصية الرسول وان هذه المعصية للرسول هي من معصية الله سبحانه وتعالى قال بعد ان ساقها عددا من الايات قال هذا في القرآن كثير في نيف وثلاثين موضعا اكثر من ثلاثين موضع يقرن فيها الله سبحانه وتعالى بين طاعته وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم نعم قال محمد بن الحسين رحمه الله وهذا في القرآن كثير. ثم ثم حذر قال رحمه الله ثم حذر خلقه مخالفة رسوله صلى الله عليه وسلم والا يجعلوا امر نبيه صلى الله عليه وسلم اذا امرهم بشيء او نهاهم عن شيء ثم حذر رسوله وما قبلها يظهر لي لا يصلح ان يكون فاصلا. وانما قبلها نقطة وسطر جديد. نعم واعلمهم عظيم ما يلحق من خالفه من الفتنة التي تلحقه. فقال عز وجل لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا قد يعلم الله الذين يتسللون منكم لواذا الى اخر الاية. ايضا هذه من النعوت نعوت النبي عليه الصلاة والسلام الدالة على عظيم قدره صلوات الله والسلام عليه ان الله عز عز وجل حذر الخلق من مخالفة الرسول عليه الصلاة والسلام والا يجعلوا امر نبيهم اذا امرهم بشيء او نهاهم عن شيء كسائر الخلق بل ينبغي ان تكون كلماته عليه الصلاة والسلام واوامره ونواهيه معظمة لانه مبلغ عن الله. فلا ينبغي ان كلمات الرسول عليه الصلاة والسلام مثل كلمات غيره بل الواجب ان تتلقى بالقبول مثل ما قال الامام الزهري رحمه الله من من الله الرسالة وعلى الرسول البلاغ وعلينا التسليم. هذا الواجب على المسلم لا ان تجعل اوامر الرسول عليه الصلاة اوامر غيره في بعض مجالس الجهال الظلال والسفهاء اذا ذكر قول الرسول عليه الصلاة والسلام لا يقابل بالتعظيم بل يكون كلامه مثل كلام غيره ولهذا تجد بعض الناس والعياذ بالله يتجرأ في رد احاديث الرسول عليه الصلاة والسلام والاعتراظ عليها والانتقاد وتجده اذا اورد له الحديث قال لم؟ مثلا معترظا او او بعضهم يقول هذا لا يقبله العقل او او نحو ذلك من الاعتراضات والانتقادات الدالة على عدم معرفتهم بقدر الرسول عليه الصلاة والسلام فيقول المصنف رحمه الله تعالى ان الله عز وجل حذر الخلق من مخالفة رسوله عليه الصلاة والسلام والا يجعلوا امر نبيهم عليه الصلاة والسلام اذا امر بشيء او نهاهم عن شيء كسائر الخلق واعلمهم عظيم ما يلحق من خالفه من الفتنة التي تلحقه. فقال عز وجل لا تجعلوا لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا قد يعلم الله الذين يتسللون منكم لوادا فليحذر الذين يخالفون عن امره ان تصيبهم فتنة او يصيبهم عذاب اليم مخالفة امر النبي عليه الصلاة والسلام بوابة الشر. الى كل اه الى كل مهلك والعياذ بالله. بوابة شر ولهذا لا لا يجوز المسلم ان يستهين باي امر من اوامر الرسول عليه الصلاة والسلام والا يوجد في نفسه جرأة على الانتقاد او الاعتراظ على احاديث الرسول عليه الصلاة والسلام لان احاديثه واوامره معظمة صلوات الله وسلامه عليه ويجب ان يتلقاها المسلم بالقبول لان النبي عليه الصلاة والسلام وحي يوحى ما ينطق عن الهوى مبلغ عن الله سبحانه وتعالى فيجب ان تتلقى كلماته اوامره نواهيه صلوات الله وسلامه عليه بالقبول وهذا مقتضى شهادة ان محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم فان مقتضى هذه الشهادة طاعته فيما امر وتصديقه فيما اخبر والانتهاء عما نهى عنه وزجر والا يعبد الله الا بما جاء عنه. صلوات الله وسلامه وبركاته عليه. نعم قال رحمه الله ثم ان الله عز وجل اوجب على من حكم عليه النبي صلى الله عليه وسلم حكما الا يكون في نفسه حرج له ضيق لما حكم عليه الرسول صلى الله عليه وسلم بل يسلم لحكمه ويرضى. فقال جل ذكره فلا وربك لا يؤمنون حتى ايحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في انفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما. والحرج ها هنا الا يشك نعم هذه ثلاثة امور ذكرها الله سبحانه وتعالى في هذا السياق المبارك دالة ايضا على قدر النبي عليه الصلاة والسلام ووجوب تعظيم حكمه وما جاء عنه صلوات الله وسلامه عليه. قال الله جل وعلا فلا ربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجد في انفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما امور ثلاثة الامر الاول تحكيم النبي تحكيم النبي صلى الله عليه وسلم في فيما شجر بينهم فيكون الحكم له عليه الصلاة والسلام والامر الثاني مع هذا التحكيم الا يجد كل من الطرفين اي حرج في حكمه عليه الصلاة والسلام بل ينبغي ان يعتقد انها احكام عادلة ليس فيها ظلم وليس فيها حيف وليس فيها شطط. وهذا الذي امر الله سبحانه وتعالى به جميع الانبياء يا داوود انا جعلناك خليفة في الارض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله انبياء الله عليهم صلوات الله وسلامه احكامهم كلها احكام عدل والواجب ان تتلقى هذه الاحكام باولا بان يكون التحاكم اليه عليه الصلاة والسلام لا الى غيره ثم مع هذا التحاكم اليه عليه الصلاة والسلام الا يجد المرء في نفسه اي حرج اي حرج اي اي شك كما قال المصنف او ارتياب والامر الثالث ان يسلم تسليما اي تاما ان يسلم تسليما تاما فهذا من الايمان. بل لا يكون المرء مؤمنا الايمان الذي اوجبه الله عليه حتى يكون بهذا الوصف ومن لم يكن كذلك فهذا امارة خلل في ايمانه. نعم قال رحمه الله ثم ان الله عز وجل اثنى على من رضي بما حكم له النبي صلى الله عليه وسلم وحكم عليه. ورضي بما اعطاه ومن من الغنيمة من قليل او كثير. وذم من لم يرضى. فقال عز وجل ولو انهم رضوا ما اتاهم الله ورسوله قالوا حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله ورسوله انا الى الله راغبون. ايضا هذا من الامور التي ذكرها او النعوت التي ذكرها الله سبحانه وتعالى في القرآن الدالة على عظيم شأن النبي عليه الصلاة والسلام قال ان الله اثنى على من رضي بما حكم له النبي او حكم عليه ورضي بما اعطاه من الغنيمة من قليل او كثير. وذم من لم يرغب وهذا جاء في ايات من كتاب الله سبحانه وتعالى واورد هنا قول الله عز وجل ولو انهم رضوا ما اتاهم الله ورسوله وقالوا حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله ورسوله انا الى الله راغبون. فاذا لكان خيرا لهم لكان خيرا لهم وهذا هو الواجب. الواجب الرضا ما جاء عن الرسول وايضا قسم الرسول عليه الصلاة والسلام وان وانه عدل في قسمه صلوات الله وسلامه عليه فهذا مما اوجبه الله سبحانه وتعالى على اه العباد تجاه هذا الرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه. قال ولو انهم رضوا ما اتاهم الله ورسوله وقالوا حسبنا الله وقالوا حسبنا الله ومعنى حسبنا الله اي الله كافينا وهذه الاية هذه الاية الكريمة تدل على ان هذه الكلمة كما انها تقال في مقام دفع المرهوب فانها ايظا تقال في مقام طلب المحبوب فلها موطنان تقال فيهما تقال هذه الكلمة في مقام الخوف ودفع ما يخشاه الانسان ويخافه الذين قال لهم الناس ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل. هذا في مقام دفع الامر المخوف وهذه الاية ولو انهم رضوا ما اتاهم الله ورسوله وقالوا حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله هذا مقام طلب هذا مقام طلب ليس مقام دفع شيء مخفوف وانما مقام طلب فهي كلمة تقال في في مقامين مقام الخوف طلب دفعه وايضا تقال في مقام الشيء المحبوب في طلب جلبه وجمع بين هذين المعنيين قولي هذه الكلمة حسبنا الله جمع بين هذين المعنيين في قول الله عز وجل ولئن سألتهم من خلق السماوات والارض ليقولن الله قل افرأيتم ما تدعون من دون الله. ان ارادني الله بضر هل هن كاشفات ضره؟ او اراد برحمة هل هن ممسكات رحمتي؟ قل حسبي الله قل حسبي الله اي في هذين المقامين مقام طلب الرحمة ومقام دفع الضر. ان ارادني الله بظر هل هن كاشفات ضره؟ او ارادني برحمة؟ هل هن ممسكات رحمتك قل اي في المقامين حسبي الله فهذه الكلمة العظيمة هذه كلمة عظيمة جدا يشرع المسلم ان ان يقولها في في هذين المقامين. المقام طلب النعمة ومقام طلب اه دفع النقمة والخوف وما يخافه الانسان مما درج على السنة العوام كلمة اذا اذاهم احد قالوا حسب حسبي حسبي الله عليه يسمى فعلهم تحسب على فلان قولهم حسبي الله عليه هذا التعبير لا اصل له وايضا ليس له معنى مستقيم لا اصل له وليس له معنى مستقيم وفي دلالة على عدم فهم هذه الكلمة لان هذه الكلمة فيها طلب الكفاية طلب الكفاية الحس بالكافي حسبنا الله اي كافينا الله. حسبنا الله اي كافينا الله فالمقام ما يصلح ان يقال حسبي الله عليه حسبي الله عليه هذي ما تستقيم هنا ولكني اقول حسبي الله حسبي الله او حسبنا الله ونعم الوكيل اي الله كافينا فليس الله بكاف عبده. نعم قال رحمه الله ثمان الله عز وجل اخبرنا عن اهل النار اذا هم دخلوها كيف يتأسفون على ترك طاعتهم لله ولرسوله؟ لم لم يطيعوا الله ورسوله فندموا حيث لم حيث لم ينفعهم الندم واسفوا حيث لم ينفعهم الاسف. فقال جل ذكره يوم تقلب وجوه في النار يقولون يا ليتنا اطعنا الله واطعنا الرسول. نعم هذه ندامة لا تنفع ندامة واسف وحسرة والم لا تنفع لا لانهم فرطوا فرطوا في طاعة الرسول عليه الصلاة والسلام فاذا باؤوا العقوبة يوم القيامة ندموا اشد الندامة على عدم طاعتهم للرسول وتمنوا لو انهم اطاعوا الرسول يا ليتنا اطعنا الله واطعنا الرسول لكن هذا التمني ما يفيدهم شيئا ولا ينفعهم نعم قال محمد بن الحسين رحمه الله الا ترون رحمكم الله كيف شرف الله نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم في كل حال يزيده شرفا الى شرف في الدنيا والاخرة ثم اعلموا يا امة محمد يا مؤمنين ان الله عز وجل اوجب على جميع الخلق ان يعظموا قدر نبيه صلى الله عليه وسلم له والتعظيم والا يرفعوا اصواتهم فوق صوته ولا يجهروا عليه في المخاطبة كجهر بعضهم لبعض. بل يخفض اصواتهم عند صوته كل ذلك اجلالا له واعلمهم ان من خالف ما امر به من التعظيم لرسوله اني احبط عمله وهو لا يشعر. فقال عز وجل واعلمهم واعلمهم ان من خالف ما امر به من التعظيم لرسوله اني احبط عمله وهو لا يشعر. فقال عز وجل يا ايها الذين امنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسولا في النسخ واعلمهم ان الله واعلمهم ان من خالف واعلمهم ان من خالف ما امر به من امر هكذا ولا فيه ها ما امر الله؟ نعم واعلمه ان عندي ما امر به لكن اما انه ما امر به او ما امر الله به فما دام انه فيه نسخة ما امر الله نعم واعلمهم واعلمهم ان من خالف ما امر الله به من التعظيم لرسوله اني احبط عمله وهو لا يشعر. فقال عز وجل يا ايها الذين امنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله واتقوا الله ان الله سميع عليم. يا ايها الذين امنوا لا ترفعوا اصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض ان تحبط اعمالكم وانتم لا تشعرون. ثم وعد جل يعني هذا في في هذه السورة العظيمة سورة الحجرات سورة الاداب اشتملت على اداب عظيمة جاء في مقدمتها الادب مع الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام وذكر الله جملة من الاداب التي ينبغي ان يتحلى بها المسلم تجاه هذا الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام. قال الله لا تقدموا بين يدي الله ورسوله واتقوا الله ان الله عاليا يا ايها الذين امنوا لا ترفعوا اصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجار بعضكم لبعض ان تحبط اعمالكم وانتم لا تشعرون. هذه كلها اداب واجبة تجاه هذا النبي الكريم عليه الصلاة والسلام بدأها بقوله لا تقدموا بين يدي الله ورسوله والمعنى كما قال العلماء اي لا تفعلوا حتى يأمر ولا تقولوا حتى يقول في باب العقائد وباب الاعمال لا تفعلوا حتى يأمر ولا تقولوا حتى يقول لا تقول في شيء من الامور والاصول والعقائد الا اذا قال ولا ايضا تفعل شيء من العبادات والاعمال الا اذا امر بذلك. صلوات الله وسلامه عليه واخبر جل وعلا ان رفع الصوت فوق صوته عليه الصلاة والسلام والجهر بالقول في في في مجلسه كجهر بعض الناس لبعضهم ان هذا الامر ليس فيه مراعاة للادب مع مقامه العظيم ومنزلته العلية عليه الصلاة والسلام مما يخشى مع ان يحبط عمل المرأة ان تحبط اعمالكم وانتم لا تسعون وهذا كله تنبيه على الادب الواجب تجاه هذا الرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه ولهذا في بعض المجالس عندما يورد حديث النبي عليه الصلاة والسلام في رفع بعض الناس صوته معترظا على كلام الرسول عليه الصلاة والسلام منتقدا وهذا يفعل هذا هذه الفعلة الشنيعة يخشى معها حبوط العمل وبطلانه والعياذ بالله وهي موجبات الزيغ زيغ القلب مثل ما مر معنا فليحذر الذين يخالفون عن امره ان تصيبهم فتنة او يصيبهم عذاب اليم نعم قال رحمه الله ثم وعد ثم وعد جل وعز من قبل من الله عز وجل ما امر به في رسوله من خفض الصوت والوقار المغفرة مع الاجر العظيم قال جل ذكره ان الذين يغضون اصواتهم عند ان الذين يغضون اصواتهم عند رسول الله اولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى لهم مغفرة واجر عظيم. ثم قال عز وجل لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا وقال عز وجل يا ايها الذين امنوا استجيبوا لله وللرسول اذا دعاكم لما يحييكم. الاية كل ذلك يحذر عباده مخالفة رسوله صلى الله عليه وسلم يعظم به قدره عندهم. استجيبوا لله وللرسول اذا دعاكم لما يحييكم هذا فيه ان الاستجابة بالله عز وجل ولرسوله عليه الصلاة والسلام فيه حياة القلوب بل لا حياة لها الا بهذه الاستجابة ومفهوم المخالفة ان عدم الاستجابة لله وللرسول عليه الصلاة والسلام موت للقلب فالناس اما احياء واموات او اموات والاحياء هم المستجيبون لله ولرسوله عليه الصلاة والسلام لان حياتهم هي الحياة الحقيقية واما من سواهم فهم اموات وان كانوا يمشون ويتحركون يتكلمون لانهم اموات القلوب والعياذ بالله نعم قال رحمه الله ثم امر جل ذكره خلقه اذا هم ارادوا ان يناجوا النبي صلى الله عليه وسلم بشيء مما لهم فيه حظ الا يناجوه حتى يقدموا بين يدي نجواهم صدقة. فكان الرجل اذا اراد ان يناجيه بشيء تصدق بصدقة. كل ذلك تعظيم لرسول الله صلى الله عليه وسلم وشرف له فلما فعلوا فلما فعلوا ذلك ضاق على بعضهم الصدقة واحتاج الى مناجاته فتوقف عن مناجاته. فخفف الله عز وجل فذلك عن المؤمنين رأفة منه بهم. فقال جل وعز في ابتداء الامر يا ايها الذين امنوا اذا ناديتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة ذلك خير لكم واطهر. هذا لمن قدر على الصدقة. ثم قال تفضلا على الجميع على من قدر على الصدقة وعلى من لم يقدر فقال جل وعز ااشفقتم ان تقدموا بين يدي نجواكم صدقات فاذ لم تفعلوا وتاب الله عليكم فاقيموا الصلاة واتوا الزكاة واطيعوا الله ورسوله والله خبير بما تعملون. فخفف عنهم الصدقة وامرهم باقام الصلاة وايتاء الزكاة والطاعة عز وجل ولرسوله صلى الله عليه وسلم نعم هذا من المقامات التي فيها بيان عظيم قدر هذا النبي الكريم عليه الصلاة والسلام انه كان الامر في اول الاسلام من اراد ان يناجي الرسول عليه الصلاة والسلام بشيء يخصه يقدم بين يدي نجواه صدقة. يقدم بين يدي نجواه صدقة ثم شق الامر على الناس فخفف الله وتعالى ذلك على آآ خففه على من يقدر على الصدقة ومن لا يقدر على الصدقة قال اشفقتم ان تقدموا بين يدي نجواكم صدقة لان البعظ ترك ابداء حاجته لعدم تمكنه من تقديم هذه الصدقة فخفف الله الامر عن عن الجميع قال اشفقتم ان تقدموا بين يدي نجواكم صدقات فاذ لم تفعلوا وتاب الله عليكم فاقيموا الصلاة واتوا الزكاة واطيعوا الله ورسوله والله خبير بما تعملون. قال المصنف فخفف عنهم الصدقة وامرهم باقامة الصلاة وايتاء الزكاة والطاعة لله عز وجل ولرسوله صلى الله عليه وسلم. ثم استمر ايضا في ذكر هذه المقامات العظيمة في كتاب الله عز وجل الدالة على آآ عظيم قدر هذا النبي الكريم ورفيع منزلته صلوات الله وسلامه وبركاته عليه نفعنا الله اجمعين بما علمنا وزادنا علما واصلح الله لنا شأننا كله وهدانا اليه صراطا مستقيما. اللهم اغفر لنا ولوالدينا مشايخنا ولولاة امرنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات. اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر اهمنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك. اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك. نبينا محمد واله وصحبه