وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولجميع المسلمين قال الامام محمد بن الحسين رحمه الله تعالى باب باب ذكر صفة النبي صلى الله عليه وسلم ونعته في الكتب التالفة من قبله قال رحمه الله تعالى اخبرنا ابو محمد عبد الله ابن محمد ابن ناجية قال حدثنا عبيد الله بن سعد بن ابراهيم قال حدثنا عمي يعقوب قال حدثنا ابي عن الوليد ابن كثير عن ابي حلحلة عن طلحة بن عبيد الله الخزاعي انه سمع ام سلمة انه سمع انه سمع ام سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم انا لنجد صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض الكتب. ليس بفظ ولا غليظ ولا صخاب في الاسواق ولا يوقد بالسيئة اذا سمعها ولكن يطفئ ولكن يطفئها يطفئها ولكن يطفئها بعثة بعثته بعثته واعطيته مفاتيح ليفتح عيون ليفتح عيونا عميا عميا ليفتح عيونا عميا عمي ليفتح عيونا عميا ويسمع اذانا وقرا. ويسمع اذانا وقرا ويقيم السنة معوجة حتى يشهدوا ان لا اله الا الله. نعم قال رحمه الله تعالى وحدثنا ابو بكر عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب بن عبد الحميد الواسطي قال حدثنا محمد بن ورزق الله الكلاجوني قال حدثنا يعقوب ابن ابراهيم ابن سعد قال حدثني ابي عن الوليد ابن كثير المدني عن محمد ابن عمرو ابن حلحلة ان طلحة ابن عبيد الله ابن واز اخبره انه سمع ام سلمة رحمها الله زوج النبي صلى الله عليه وسلم تقول انا نجد صفة النبي صلى الله عليه وسلم في بعض الكتب اسمه المتوكل ليس بفظ ولا غليظ ولا صخاب في الاسواق. ولا يوقر بالسيئة اذا سمعها. ولكن يطفئ بعثته واعطيته المفاتيح ليفتح الله عز وجل به عيونا عوراء. ويسمع به اذانا وقرا ويحيا به قلوبا غلف غلة ويحيى به قلوبا غلفا. ويحيي ويحيي به قلوبا غلفا. ويقيم به الالسنة المعوجة حتى يشهدوا ان لا اله الا الله. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما اللهم انا نسألك علما نافعا ورزقا طيبا وعملا متقبلا اما بعد هذه الترجمة باب ذكر صفة النبي صلى الله عليه وسلم ونعته في الكتب السالفة من قبله عليه الصلاة والسلام عقد رحمه الله تعالى هذه الترجمة لبيان مكانة النبي عليه الصلاة والسلام وان الثناء العاطر عليه عليه الصلاة والسلام بالشمائل الفاضلة والاخلاق الكاملة والاداب الرفيعة جاء مسبقا من قبل ان يوجد عليه الصلاة والسلام حيث اثنى الله سبحانه وتعالى عليه بهذه الاخلاق والاداب في الكتب التي قبله في الكتب التي قبله وهذا مما يدل على عظيم مكانة هذا النبي ومنزلته العلية الرفيعة صلوات الله وسلامه عليه. حيث ان ربه جل في علاه اثنى عليه الثناء العظيم في كتب فانزلها على رسله وانبيائه من قبل ان يخلق محمد صلى الله عليه وسلم اورد رحمه الله تعالى حديث ام سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم رضي الله عنها قالت انا لنجد صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض الكتب انا لنجد صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض الكتب اي الكتب المنزلة فالكتب المنزلة على الرسل قبله صلوات الله وسلامه عليه كالتوراة والانجيل نحوها ليس بفض ولا غليظ ولا سخاب في الاسواق الاصل في نفي هذه الاخلاق الذميمة اثبات ضدها للنبي الكريم عليه الصلاة والسلام وهذا فيه اثبات كمال خلقه وجميل ادبه وتعامله وبعده عليه الصلاة والسلام عن سفساف الاخلاق ورديئها وسيئها وان الله سبحانه وتعالى حماه منها ووقاه بل ان الله جل في علاه اثنى عليه بهذه الاخلاق الفاضلة والاداب الكاملة من قبل ان يخلقه من قبل ان يخلقه قال ليس بفضل ولا غليظ الفظاظة تعني سوء الخلق وهي تجعل من حول المرء ينفرون منه ولا يقبلون منه دعوة ولا ينتفعون منه بفائدة لان فظاظة الخلق ويا سوء الخلق تجعل الناس ينفرون ممن كان كذلك. ولهذا قال الله سبحانه وتعالى ولو كنت قال الله تعالى فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك لان الناس من طبعهم وعادتهم ان من كان سيء الخلق سيء التعامل لا يطمئنون اليه ولا يرتاحون لحديثه ولا يتقبلون قوله وكلامه فكان من خلق نبينا عليه الصلاة والسلام البعد عن الفظاظة والغلظة قال قال ليس بفظ ولا غليظ والغلظة تعني قسوة القلب الغلظة تعني قسوة القلب واذا كان القلب قاسيا تبعته المعاملات السيئة لان فالجوارح واللسان فرع عن مراد القلب واذا كان القلب قاسيا يقسو اللسان. وايضا تقسو الجوارح وتسوء المعاملة فاذا قوله ليس بفضل ولا غليظ فيه اشارة الى صلاح النبي عليه الصلاة والسلام واستقامة خلقه في الظاهر والباطن فالظاهر والباطن في ظاهره وباطنه. اما ظاهره فالمعاملات الطيبة والاداب الرفيعة الكاملة واما باطنه فبما انطوى عليه قلبه من الرحمة واللين والرأفة ومحبة الخير والنصح الخلق لقد جاءكم رسول من انفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم وقوله وليس سخاء وليس سخاب في ولا سخاب في الاسواق ولا سخاب في الاسواق المراد بالسخابة اي من يرفع صوته ورفع الصوت مذموم في كل مكان وفي السوق يكون ايضا اشد ذما لان رفع الصوت في السوق يدل على صفات ذميمة في المرء منها الهلع والتكالب على الدنيا والغضب اجلها وانها هي هم هم الانسان ولهذا صوته يعلو لاجلها ويرتفع لطلبها وتحصيلها فالصوت ورفعه هذا يذم في كل مكان واغضض من صوتك. ان انكر الاصوات لصوت الحمير لو كان في رفع الصوت عاليا لو كان في رفع الصوت عاليا مدح لكان الاولى بهذا الحمار لانه من من اعلى الاصوات صوتا وارفعها يسمع من مدن بعيد ولهذا قال واغضب من صوتك ان انكر الاصوات لصوت الحمير. ليس ليس بمدحة ان يكون الانسان صوته عاليا ولجوجا مؤذيا للناس صوته بل المطلوب من المسلم في حديثه ان يغض من صوته واغضب من صوتك والا يرفع صوته عاليا في كل وقت ويكون في الاسواق الامر اشد لان اه السوق ورفع الصوت فيه يدل على معاني ذميمة اخرى في المرء من التكالب على الدنيا والغضب لاجلها و انها هي هم الانسان لان رفع الصوت يدل على شدة الاهتمام على شدة الاهتمام بالامر. قال ولا ولا سخاب في الاسواق ولا يوقد بالسيئة اذا سمعها ولكن يطفئها ولا يوقد بالسيئة اذا سمعها. هذه حال كثير من الناس اذا سمع بسيئة اشاعها ونشرها و اجز الفتنة والشر وبدل ان تكون يعني امر يا قليلا لا يدرى به يشيعه في الناس ويعظم الامر ويزداد الخطب وتكثر الفتن قال ولا يوقد السيئة ولا يوقد بالسيئة باء اذا سمعها بل ولكن يطفئها ولكن يطفئها واطفاء السيئة هذا عمل الصالحين الناصحين يعملون على اطفاء السيئات النصح للعباد والعمل على آآ اخماد الفتن والسرور هذه طريقة المصلحين واما المفسدون في الارض فان لا هم لهم الا ايقاد الفتن والعياذ بالله وتأجيجها واشاعتها في اه الناس فهم الذين يوقدون بالسيئة ويؤججونها ويشعلون نارها ويوسعون ايضا مساحتها والامر في زماننا هذا مع وسائل الاتصال الحديثة صار اشد واعظم والخطب اكبر كم من انسان في بيته اجج فتنا في الدنيا كلها بكلمات يضعها في هذه الاجهزة وينشرها بين الناس فيذيعوا بها فتنة وكثير من الناس يستغل كثير من الناس من مرضى القلوب بالفتن يستغل وجود الفتن لتأجيجها والزيادة منها واشاعتها قد حذر السلف من ذلك جاء في الادب المفرد للامام البخاري رحمه الله عن علي بن ابي طالب رضي الله عنه انه قال انها ستكون من ورائكم فتنا ردحا ومتطاولة وذكر اوصافا لها ثم قال رضي الله عنه فلا تكونوا مذايع فلا تكونوا مذاييع بدرا فلا تكونوا عجلا مذاييع بذرا بعض الناس يعمل على بذر الفتن ويعمل ايضا على اذاعة الفتن واشاعتها ونشرها فيوقد الشر يوقد الشر يوقد الفتن بين الناس فهذه من اخلاق المفسدين في الارض اما المصلحون في الارض فانهم يعملون على اطفاء الفتن واخمادها وتهدئة الناس وربطهم بالله وتقوية توكلهم على الله سبحانه وتعالى وابعادهم عن الفتن وان الفتن لا خير فيها بل هي شر محض وبلاء عظيم فكان من صفته عليه الصلاة والسلام في الكتب السالفة انه لا يوقد بالسيئة لا يوقد بالسيئة اذا سمعها ولكن يطفئها قال بعثته واعطيته مفاتيح اعطيته مفاتيح المراد بالمفاتيح هنا ما يفتح بها على الناس ابواب الخير ما يفتح بها على الناس ابواب الخير واعظم المفاتيح التي اعطيها نبينا عليه الصلاة والسلام لا اله الا الله كلمة التوحيد. فهذه اعظم مفاتيح الخير هذي اعظم مفاتيح الخير واعظم ابواب الخير وخاصة اذا اتى العبد بهذه الكلمة على بابها ايمانا واعتقادا وتصديقا وتحقيقا توحيد الله سبحانه وتعالى فان لا اله الا الله هي مفتاح كل خير وفضيلة ورفعة في الدنيا والاخرة وهي مفتاح الجنة لا يمكن ان يدخل عبد الجنة الا بهذا المفتاح لا اله الا الله وايضا لا تنفع بمجرد القول ولا تكونوا مفتاحا للجنة بمجرد النطق باللسان بل لا بد ان يكون عن ايمان واعتقاد وتصديق واخلاص لله سبحانه وتعالى ولهذا قيل لوهب بن منبه رحمه الله اليس لا اله الا الله مفتاح الجنة؟ قال بلى ولكن ما من مفتاح الا وله اسنان فان جئت بمفتاح له اسنان فتح لك والا لم يفتح منبها بذلك رحمه الله تعالى على شروطها وقيودها وضوابطها التي جاءت في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم والتي لا ينتفع قائل لا اله الا الله بها الا اذا اتى بتلك خطوة الضوابط التي جاءت في كتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام ان تكون خالصة وان يكون العبد صادقا ان ينقاد ويدعم وان يكون قوله لها عن علم ويقين الى غير ذلك من ضوابط هذه الكلمة العظيمة وقيود بها التي جاء تبيانها في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم. وكما ان الصلاة لا تقبل الا بشروطها والزكاة لا تقبل الا بشروطها والصيام لا يقبل الا بشروطه. والحج لا يقبل الا بشروطه فان لا ان الله لا تقبل الا بشروطها التي جاء بيانها في كتاب الله وسنة نبيه صلوات الله وسلامه عليه الحاصل ان الله عز وجل اعطى نبيه عليه الصلاة والسلام المفاتيح مفاتيح الخير واعظم هذه المفاتيح كلمة التوحيد لا اله الا الله. ولهذا سيأتي التنصيص على هذا المفتاح في تمام هذا الخبر. قال اعطيته مفاتيح وبعثت واعطيته مفاتيح ليفتح عيونا عميا ليفتح عيونا عميا ويسمع اذانا وقرا ويقيم الالسنة المعوجة فبعثه عليه الصلاة والسلام رب العالمين جل في علاه في آآ بعثه بالحق والهدى لهداية الخلق الى صراط الله المستقيم وتخليصهم من العمى والصمم والضلال فتح اعينهم واذانهم واسماعهم على الحق والهدى وما فيه سعادتهم في دنياهم واخراهم قال ليفتح عيونا عميا ويسمع اذانا وقرا ويقيم السنة معوجة الاذان الوقر التي قد سدت والذي سدت به هو الهوى والعياذ بالله والضلال الذي اه شحنه فيها ائمة الباطل ودعاة الظلام فان من طرائق اهل الباطل والعياذ بالله اغلاق اذان اتباعهم عن سماع الحق. لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه فيجعلون في اذان اتباعهم ما يجعلها محجوبة عن الحق لا تستمع اليه لا تستمع اليه فهي فيها ما يحجبها ويحول بينها وبين سماع الحق بهذا الذي شحنه فيها والعياذ بالله ائمة الباطل ودعاة الضلال فبعث الله سبحانه وتعالى نبيه واعطاه هذه المفاتيح ليفتح عيونا عميا ويسمع اذانا نوقرا ويقيم السنة مع ضجة والمراد بالاعوجاج اعوجاج اللسان اي بالباطل والشرك والضلال وهذا يستفاد منه فائدة عظيمة ان كل منحرف عن الحق فلسانه معوج فالشرك والبدع والضلالات وايضا انحراف اللسان بالاخلاق السيئة والالفاظ البذيئة هذا كله اعوجاج اللسان وسبحان الله اذا اذا اعوج اللسان اثر في البدن كله اللسان اذا اعوج اثر اعوجاجه في البدن كله. اللسان خطير جدا ولهذا جاء في حديث صحيح ان نبينا عليه الصلاة والسلام قال اذا اصبح ابن ادم فان الاعضاء كلها تكفر اللسان اذا اصبح ابن ادم فان الاعضاء كلها تكفر اللسان تقول اتق الله فينا فانما نحن بك ما معنى فانما نحن بك اي تبع لك في الحالة التي تكون عليها. فانما نحن بك فان استقمت استقمنا وان اعوجج دعوة جزمة فاذا اعوج اللسان كان وجهت الجوارح كلها وافضى هذا الاعوجاج باللسان الى اعوجاج البدن كله فاللسان يعوج والعياذ بالله واذا اعوج اثر على المرء كله في تصرفاته كلها ولهذا من اعظم ما يكون مما ينبغي على المسلم ان يعنى به اقامة لسانه اقامة لسانه ولا يستقيم اللسان الا اذا استقام القلب ولهذا يعد هذين العضوين اخطر ما في الانسان اللسان والقلب ولهذا قيل قديما المرء باصغريه المرء باصغريه يعني قلبه ولسانه فهما العضوان الخطيران في كل انسان فان استقام استقام العبد وان اعوج وانحرف اعوج العبد وانحرف والعياذ بالله قال حتى يشهدوا ان لا اله الا الله حتى يشهدوا ان لا اله الا الله وهذه الكلمة العظيمة المباركة هي زبدة دعوة المرسلين وخلاصة رسالتهم وهي ايضا مفتتح الدعوة دعوة الانبياء وما ارسلنا من قبلك من رسول الا نوحي اليه انه لا اله الا انا فاعبدون ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان يعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت واذكر اخا عاد اذ انذر قومه بالاحقاف وقد خلت النذر من بين يديه ومن خلفه الا تعبدوا الا الله هذا هو لا اله الا الله الا تعبدوا الا الله والايات في هذا المعنى كثيرة فلا اله الا الله هي زبدة الرسالات وخلاصتها وهي مفتتح دعوة النبيين وكل نبي بعثه الله اول ما يبدأ قومه بالدعوة واول ما يقرع اسماعهم من دعوته قولوا لا اله الا الله تفلحوا اعبدوا الله ما لكم من اله غيره. الحاصل ان هذا الحديث حديث ام سلمة فيه ما اشار اليه المصنف رحمه الله تعالى في الترجمة من ذكر لنعوت النبي عليه الصلاة والسلام الفاضلة وصفاته الكاملة واخلاقه الرفيعة التي ذكره الله بها ووصفه بها في الكتب تالفة من قبله عليه الصلاة والسلام نعم قال رحمه الله تعالى وحدثنا الفريادي قال حدثنا ابراهيم بن العلاء قال حدثنا ابراهيم بن العلاء الزبيدي الحمصي قال حدثنا اسماعيل بن عياش عن يحيى بن ابي عمرو السيباني عن ابي سلام الدمشقي وعمرو بن عبدالله السيباني انهما سمعا ابا امامة باهله يحدث عن حديث عمرو بن عبسة السلمي قال رغبت عن الهة قومي في الجاهلية ورأيت انها الهة باطلة يعبدون الحجارة والحجارة لا تضر ولا تنفع. قال فلقيت رجلا من اهل الكتاب فسألته عن افضل الدين فقال يخرج رجل من مكة ويرغب عن الهة قومه ويدعو الى غيرها وهو يأتي الدين فاذا سمعت به فاتبعه فلم يكن لي هم الا مكة اتيها اسأل هل حدث فيها امر؟ فيقول يقولون لا فانصرف الى اهلي واهلي من الطريق غير جد بعيد. فاعترض الركبان خارجين من مكة فاسأل هل حدث فيها خبر او امر؟ فيقولون لا فاني لقاعد على الطريق. اذ مر بي راكب فقلت من اين جئت قال من مكة قلت هل حدث فيها خبر؟ قال نعم. رجل رغب عن الهة قومه ودعا الى غيرها. قلت صاحبي الذي اريد فشددت راحلتي فشددت فشددت راحلتي فجئت منزلي الذي كنت انزل فيه فسألت انت فسألت عنه فوجدته مستخفيا شأنه ووجدت قريشا عليه جرؤاؤه فلطفت له حتى دخلت عليه فسلمت عليه ثم قلت ما انت؟ قال نبي. قلت وما النبي؟ قال رسول الله. قلت من ارسلك؟ قال الله. قلت قلت بماذا ارسلك؟ قال ان توصل الارحام وتحقن الدماء وتؤمن السبل وتكسر الاوثان ويعبد الله وحده لا يشرك به شيئا. قال قلت نعم ما ارسلك به اشهدك اني قد امنت بك وصدقتك. اشهدك اني قد امنت بك وصدقت افا امكث معك او ما ترى؟ قال قد ترى كراهية الناس لما جئت به تمكث في اهلك فاذا سمعت بي خرجت مخرجا فاتبعني. فلما سمعت به خرج الى المدينة صرت حتى قدمت عليه ثم قلت يا نبي الله اتعرفني؟ قال نعم انت السلمي الذي جئتني بمكة فقلت لك كذا وكذا وقلت لي كذا وكذا وذكر الحديث. هذا بعد ثلاثطعش سنة تقريبا قال هل تعرفني؟ قال نعم. قال انت السلمي الذي جئتني من مكة وذكر الحديث الذي دار بينهما كاملا. قلت كذا وكذا وقلت لك كذا وكذا بعد ثلاثة عشر سنة تقريبا اورد رحمه الله تعالى هذا حديث حديث عمرو ابن عبسة السلمي رضي الله عنه قال رغبت عن الهة قومي في الجاهلية رغبت عن الهة قومي في الجاهلية اي ان الله سبحانه وتعالى القى في قلبه كراهية هذه الاصنام لان الهة قومه رآهم يعبدون الحجارة رآهم يعبدون الحجارة ورأيت الحجارة لا تضر ولا تنفع والعبادة عبادة من يرجى من جهة من جهة نفع من يرجى من جهته جلب نفع او دفع ضر ولهذا من اعظم البراهين التي تبطل بها عبادة هذه الاشياء انها لا تضر ولا تنفع. وهذا البرهان جاء في مواضع في القرآن مثل قوله قل ادعوا الذين زعمتم من دونه فلا يملكون كشف الضر عنكم ولا تحويله فلا يملكون كشف الضر عنكم ولا تحويلا والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير والايات في هذا المعنى كثيرة جدا فهذا البرهان قام في قلبه قام في قلبه فابغض هذه الاصنام لانها لا تنفع ولا تضر من قصص من قصصهم في هذا الباب ان احدهم قصد قصد صنما من مسافة بعيدة اتى قاصدا ذلك الصنم وجاء من مسافة بعيدة عبادته وعرض حاجته فلما وصل الى الصنم واذا فاعلم فوق رأس الصنم ويبول والبول يصب من فوق رأسه الى اسفل قدميه طوجان مسافة طويلة من اجل عبادته الالتجاء اليه وعرض حاجته عليه. فلما رآه بهذه الصفة قال ارب يبول الثعلبان برأسه لقد هان من بالت عليه الثعالب ورجع فبعضهم يتضح له هذا البرهان ان هذا الذي يقصدونه لا يضر ولا ينفع وبعضهم والعياذ بالله يبقى في عماه يبقى في عماه جاهليته وضلالته متعلقا بهذه الاحجار يرجوها ويسألها و يطلب منها حاجته حتى ان فبعض الصحابة من بعد ان هداهم الله يذكرون قصصا عجيبة لهم مع تلك الاحجار من ضمنها انهم كانوا مرة في في سفر ومعهم حجر ينقلونه معهم للعبادة ثم فقدوه ثم فقدوا ذلك الحجر فاخذ يا اخذ بعضهم يهتف يا قوم انا فقدنا ربكم انا فقدنا ربكم فالتمسوه يقول فتفرقنا في الاودية وبين الاشجار نبحث عن الرب الرب المفقود نبحث عنه تفرقنا في الامكنة نبحث عنه ضاع الرب فقدوه يقول فتفرقنا نبحث عنه. هذي وحدها تكفيهم ان يتركوا ان لا تتعلق قلوبهم به. يقول بينما نحن كذلك واذا بمناد ينادي يا قوم انا وجدنا ربكم او شبهه انا وجدنا ربكم او شبه. يقول ففرحنا ورجعنا اليه فانظر العقول البائسة كيف تكون والعياذ بالله عندما تصبح فيها هذه التعلقات لكن بعضهم ينتبه ينتبه مثل ما قال هنا عمرو قال ورأيت الحجارة لا تضر ولا تنفع هذا برهان واضح هذا برهان واضح ما دام انها لا تضر ولا تنفع اذا لماذا تعبد فوقع في قلبه كراهية هذه العبادة وبغضها ونفرت نفسه منها يقول لاني رأيت انها رأيت قومي في الجاهلية الهتهم باطلة يعبدون الحجارة ورأيت الحجارة لا تضر ولا تنفع فاذا هذه عبادة باطنة كيف يعبد من لا يضر ولا ينفع؟ من لا يملك لنفسه نفعا ولا ضرا فظلا عنان يملك شيئا من ذلك آآ آآ لغيره فضلا من ان يملك شيء من ذلك لغيره قال فلقيت رجلا من اهل الكتاب وهذا موضع الشاهد من سياق هذا الحديث لهذه الترجمة فلقيت رجلا من اهل فسألته عن افضل الدين فسألته عن افضل الدين فقال يخرج رجل من مكة ويرغب عن الهة قومه ويدعو الى غيرها وهو يأتي بافضل الدين. فاذا سمعت به فاتبعه هذا الان شيء شيء ذكر من وصف نبينا عليه الصلاة والسلام في الكتب السالفة شيء من وصف نبينا عليه الصلاة والسلام ذكر في الكتب السالفة ولهذا لما سأل عمرو بن عبسة هذا الرجل من اهل الكتاب عن افضل الدين؟ قال له يخرج رجل من مكة اذا موجود في الكتب السالفة هذا المعنى انه يخرج رجل وتحديد البلدة مكة منصوص على اذى في الكتب السابقة يخرج من مكة ويرغم عن الهة قومه التي هي الاصنام والاوثان التي يتعلقون بها. ويدعو الى غيرها اي يدعو الى عبادة في الله واخلاص الدين له وافراده سبحانه وتعالى وحده بالعبادة وهو يأتي بافضل الدين ويأتي بافضل الدين فاذا سمعت به فاتبعه وقع هذا موقعا في في نفس عمرو فاخذ يتحرى فلم يكن لي هم الا مكة اتيها اسأل اصبح هذا اكبر همه يريد ان يكون من اتباع هذا النبي الذي معه افظل الدين واعظم الدين هذا هذا الخبر يفيدنا ان الاوصاف اوصاف النبي عليه الصلاة والسلام التي ذكرت عنه في الكتب السابقة من موجبات الايمان به من موجبات الايمان به ولهذا كم من خلق كانت هدايتهم بسبب وقوفهم على اوصافهم في الكتب السابقة اوصافي عليه الصلاة والسلام في الكتب السابقة. قال فلم يكن لي هم الا مكة اتيها اسأل هل حدث فيها امر فيقولون لا فانصرف الى اهلي واهلي من الطريق غير جد بعيد يعني شاق والمسافة بعيدة وليس طريقا سهلا فاعترض الركبان خارجين من مكة فاسألهم هل حدث فيها خبر او امر فيقولون لا فاني لقاعد على الطريق اذا مر بي ركب فقلتم من اين جئت؟ قال من مكة قلتها الحدث فيها خبر انظر هذا الاهتمام والمتابعة المتوالية او الدقيقة منه رضي الله عنه حتى قيل له نعم رجل رغب عن الهة قومه ودعا الى غيرها دعا الى عبادة الله وافراده سبحانه وتعالى في العبادة. قلت صاحبي الذي اريد قلت صاحبي الذي اريد هو سمع به من ذلك الرجل من اهل الكتاب واصبح يتحرى خروج هذا الرجل ومبعثه عليه الصلاة والسلام فشددت رحلي او راحلتي فجئت منزلي الذي كنت انزل فيه فسألت عنه فوجدت مستخفيا شأنه ووجدت قريشا عليه جرأ فلاطفت له حتى دخلت عليه فسلمت عليه يعني تسلل لطفت اي دخل عليك تسلل لان قومه جرأ عليه وايضا ينفرون الداخل الى مكة والاتي اليها ينفرونه من اتيانه واخذوا يلقبونه باوصاف تنفر الناس عنه انه شاعر وانه مجنون وانه كاهن وانه وانه صفات كثيرة يروجونها وكل ما دخل غريب اخذوه يذكرون اوصافا ذميمة لمحمد عليه الصلاة والسلام حتى لا يأتي اليه الاتي ممن يقدم الى مكة فيقول نطفت له حتى دخلت عليه فسلمت عليه ثم قلت ما انت قال نبي قلت وما النبي قال رسول الله قلت من ارسلك؟ قال الله قلت بماذا ارسلك قال ان توصل الارحام وان تحقن الدماء وتأمن السبل وتكسر الاوثان ويعبد الله وحده لا يشرك به شيئا قلت نعم ما ارسلك به القائل نعم ما ارسلك به هو الذي بغض الله سبحانه وتعالى اليه تلك الاوثان وتلك الاحجار التي بعث النبي عليها الصلاة والسلام بكسرها وهذا من الله عليه من قبل ان ادرك انها لا تضر ولا تنفع وكرهها وابغضها ويرى انها الهة باطلة لكن يرى كل من حوله متألقين بهذه الاحجار فلما سمع دعوة النبي عليه الصلاة والسلام بهذه الامور العظيمة حقن الدماء وصلة الرحم وتأمين السبل وكسر الاوثان هذه الالهة الباطلة المتخذة التي لا تنفع ولا تضر ولا تملك موتا ولا حياة ولا نشورا فلما ذكر له هذه الخلاصة لدعوته عليه الصلاة والسلام قال قال قلت نعم ما ارسلك به اشهدك اني قد امنت بك وصدقت اشهدك اني قد امنت بك وصدقت ثم اه استشار النبي ماذا يصنع هل يمكث معه او يرجع الى اهله؟ اي شيء يصنع اصبح من اتباعه وفي طوع توجيهاته وارشاداته فقال فامكث معك او ما ترى ما الذي اصنع قال قد ترى كراهية الناس لما جئتوا به تمكث في اهلك تمكث في اهلك فاذا سمعت بي خرجت مخرجا اي اصبح للدين ظهور وتمكن فاتبعني فلما سمعت به خرج الى المدينة يعني بعد ثلاثة عشرة سنة صرت حتى قدمت عليه ثم قلت يا نبي الله اتعرفني؟ قال نعم انت السلمي انت السلمي الذي جئتني بمكة فقلت فقمت لك كذا وكذا وقلت لي كذا وكذا. والحديث له تتمة اوه مخرج في صحيح الامام مسلم رحمه الله تعالى اللهم يا ربنا انفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا ولولاة امرنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات. اللهم امنا في اوطاننا واصلح ائمتنا وولاة امورنا واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا رب العالمين. اللهم نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها. انت وليها ومولاها اللهم انا نسألك الهدى والتقى والعفة والغناء اللهم اهدنا لاحسن الاخلاق لا يهدي لاحسنها الا انت واصرف عنا سيئها لا يصرف عنا سيئها الا ان اللهم اهدنا اليك صراطا مستقيما سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه