الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد ويقول الامام ابو بكر محمد بن الحسين الاجري رحمه الله تعالى باب ذكر كيف كان ينزل الوحي على الانبياء وعلى محمد نبينا صلى الله عليه وسلم وعليهم اجمعين. قال حدثنا ابو بكر عبد الله بن محمد بن عبد الحميد الواسطي قال حدثنا محمد بن المثنى ابو موسى الزمن قال حدثنا حجاج بن منهال قال حدثنا عبد الله بن عمر عن يونس ابن يزيد الايلي قال سمعت الزهري وسئل عن هذه الاية عن قول الله عز وجل وما كان لبشر ان يكلمه الله الا وحيا او من وراء حجاب او يرسل رسولا فيوحي باذنه ما يشاء. انه علي حكيم. قال نزلت هذه الاية تعم من اوحي اليه من النبيين والكلام كلام الله عز وجل الذي كلم به موسى من وراء حجاب والوحي ما يوحي الله عز وجل الى النبي من انبيائه فيثبت فيثبت الله عز وجل ما اراد من وحيه في قلب النبي يتكلم به النبي ويبينه وهو كلام الله عز وجل ووحيه. ومنه ما يكون بين الله ورسوله لا يكلم به احد من الانبياء احدا من الناس ولكنه سر غيب بين الله عز وجل وبين رسله. ومنه ما يتكلم به الانبياء ولا يكتبونه لاحد ولا يأمرون بكتابته. ولكنهم يحدثون به الناس حديثا ويبينون لهم ان الله عز وجل امرهم ان يبينوه للناس ويبلغوهم. ومن الوحي ما يرسل الله تعالى من يشاء ممن اصطفاه من ملائكته فيكلمون انبيائه من الناس ومن الوحي ما يرسل به من يشاء فيوحون به وحيا في قلوب من يشاء من رسله وقد بين الله عز وجل انه يرسل جبريل عليه السلام الى محمد صلى الله عليه وسلم. قال الله عز وجل في كتابه قل من كان عدوا لجبريل فانه نزله على قلبك باذن الله مصدقا لما بين يديه وهدى وبشرى للمؤمنين ان وذكر انه الروح الامين قال الله تعالى وانه لتنزيل رب العالمين نزل به الروح الامين على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين. قال محمد بن الحسين رحمه الله هذا قول الزهري في معنى الاية وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم ما هو ابين مما قاله الزهري. قال صلى الله عليه وسلم وقد سأله الحارث بن هشام كيف يأتيك الوحي؟ فقال احيانا في مثل صلصلة الجرس عني وقد فهمت ووعيت ما قال واحيانا يأتيني في مثل سورة الرجل فيكلمني فاعي ما يقول. وعن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم شبيه بهذا. قال وحدثنا ابو بكر عبد الله بن عبد الحميد الواسطي قال حدثنا يعقوب ابن ابراهيم الدورقي قال حدثنا محمد بن عبدالرحمن عن هشام ابن عروة عن ابيه عن عائشة رضي الله عنها قالت سأل الحارث ابن هشام النبي صلى الله عليه وسلم كيف يأتيك الوحي؟ فقال احيانا في مثل صلصلة الجرس فيفصم عني وقد فهمت ووعيت ما قال واحيانا في مثل صورة الرجل فيكلمني فاعي ما يقول. قال حدثنا اسحاق ابن ابي حسان الانماطي قال حدثنا هشام ابن عمار الدمشقي قال حدثنا خالد بن عبدالرحمن قال حدثنا ابراهيم بن عثمان عن الحكم بن عتيبة عن عن مقسم عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من الانبياء من يسمع الصوت فيكون نبيا وكان منهم من ينفث في اذنه وقلبه فيكون بذلك نبيا. وان جبريل عليه السلام يأتيني يكلمني كما يكلم احدكم صاحبه. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا آآ شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين. اللهم فقهنا في الدين ووفقنا لاتباع نبيك الكريم صلى الله عليه وسلم. اما بعد قال المصنف الامام الاجري رحمه الله تعالى باب ذكر كيف كان ينزل الوحي على على الانبياء وعلى محمد نبينا صلى الله عليه وسلم وعليهم اجمعين. هذه في الترجمة عقد رحمه الله تعالى لبيان مقامات الوحي او احوال الوحي وان وحي الله عز وجل المنزل على انبيائه ورسله الكرام عليهم صلوات الله وسلامه يأتي على احوال وقد ذكرت هذه الاحوال جملة في قوله لله سبحانه وتعالى وما كان لبشر ان يكلمه الله الا وحيا. او من وراء حجاب او يرسل رسولا فيوحي باذنه ما يشاء انه علي حكيم. ففي هذه الاية ذكر الله سبحانه وتعالى احوال الوحي. وانه يأتي على احوال وذكر العلماء رحمهم الله تعالى في كتب التفسير ان هذه الاية جاءت ردا على الكفار المشركين في قولهم لو ولا يكلمنا الله لولا يكلمنا الله او تأتينا اية الله عز وجل ان وحيه لا يكون لكل الناس ولا يتنزل على كل الناس وانما ويختص به سبحانه وتعالى صفوة الناس. وخيارهم وافظلهم من اجتباهم واصطفاهم تبارك وتعالى على العالمين فخصهم بنزول وحيه عليه. لا ان الوحي ينزل على كل احد بل نزول الوحي انما هو خاص بالصفوة من عباد الله الله يصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس. هؤلاء الصف هم من ينزلون هم من ينزل عليهم وحي الله تبارك وتعالى. وبين جل وعلا ان نزول وحي عليهم يأتي على انحاء او على احوال كما هي مبينة في هذه الاية قال وما كان لبشر ان يكلمه الله الا وحيا. وما كان لبشر ان يكلمه الله الا وحيا قوله الا وحيا اي بان يلقى الوحي في قلب الرسول ان يلقى الوحي في قلب الرسول من غير ارسال ملك. يلقى في قلبه الوحي وينفث في روعه. هذه حال الحالة الثانية او من وراء حجاب. اي ان رسول يسمع كلام الله من الله بلا واسطة. يسمعه من الله سبحانه وتعالى بلا واسع ويكون من وراء حجاب. مثلما كلم الله سبحانه وتعالى موسى عليه السلام. قال الله تعالى وكلم الله موسى تكليما. فسمع موسى عليه السلام كلام الله من الله. سمع كلام الله من الله تبارك وتعالى بلا واسطة. ولهذا يقال له موسى الكليم عليه السلام لانه سمع كلام الله من الله. قال او من وراء حجاب اي يكلمه كلاما منه اليه بلا واسطة من وراء حجاب من وراء حجاب هذا نوع النوع الثالث قال او يرسل رسولا او يرسل رسولا فيوحي باذنه ما يشاء وهذه الحالة الثالثة وهي ان يأتي الملك الى الرسول فاه يبلغه وحي الله سبحانه وتعالى. فيكون تلقي الرسول الوحي بواسطة الملك فيكون تلقي الرسول للوحي بواسطة الملك. فجمعت هذه الاية الاحوال احوال الوحي او مقاماته وانه على هذه آآ الانحاء نقل المصنف رحمه الله تعالى هذا الاثر عن الزهري محمد ابن شهاب رحمه والله تعالى وانه سئل عن معنى هذه الاية فذكر ان هذه الاية تعم من اوحي اليه من النبيين. تعم من اوحي اليه من النبيين. فالمراد بهذه الاقسام اه المراد بهذه الاقسام المذكورة في هذه الاية هم الانبياء لانهم خصوا بهذا الوحي دون غيرهم. ووحي الله سبحانه وتعالى انما يتنزل عليهم دون غيرهم فهم صفوة عباد الله سبحانه وتعالى واقتضت حكمة الله عز وجل الا ينزل الوحي على كل الناس فردا فردا وانما ينزل وحي تبارك وتعالى على صفوة العباد وخيارهم كونوا واسطة. بين الله وبين عباده في ابلاغ وحيه. ليكونوا واسطة بين الله وبين عباده في ابلاغ وحيه. ولهذا اه سموا رسل لان مهمة الرسول ابلاغ كلام من وما على الرسول الا البلاغ. ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله. واجتنبوا والطاغوت فمنهم من هدى الله ومنهم من حقت عليه الضلالة. وهذا الاثر ذكر فيه الزهري رحمه الله تعالى توظيحا لهذه الاقسام الثلاثة التي جاءت في الاية الكريمة ثم قال محمد ابن الحسين رحمه الله هذا قول الزهري في معنى الاية وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم ما هو ابين مما قاله الزهري. قال صلى الله عليه وسلم وقد سأله الحارث بن هشام كيف يأتيك الوحي؟ كيف يأتيك الوحي؟ فقال احيانا في مثل بصلصة الجرس يفصم عني وقد فهمت ووعيت ما قال واحيانا في مثل صورة الرجل فيكلمني فاعي ما يقول. ذكر هنا حليم من من احوال الوحي. الحالة الاولى قوله في مثل صلصلة الجرس. اولا احيانا احيانا اي ازمان ويقع هذا عن القليل وعن الكثير. فقوله احيانا يعني في بعض الاوقات واحيانا اي في اوقات اخرى. فتارة كذا وتارة كذا. فنزول الوحي كان على نبينا عليه الصلاة والسلام على احوال من هذه الاحوال انه احيانا في مثل صلصلة الجرس قال العلماء المعنى في قوله مثل صلصلة الجرس اي صوت اي صوت متدارك يسمعه ولا يثبته اول ما يقرأ سمعه ولا يثبته اول ما يقرأ سمعه حتى يفهمه من بعد ذلك. ولهذا قال فيفصل عني وقد فهمت وقد فهمت ووعيت. ومعنى فهمت اي جمعت ومعنى فهمت وعيت اي جمعت وحفظت ما القاه او ما القي الي من الوحي. هذه حالة. الحالة الثانية قالوا احيانا في مثل صورة الرجل. فيكلمني فاعي ما يقول اي ان الملك مثل على صورة رجل فيأتي الى النبي وغالبا ما كان يأتي الى النبي عليه الصلاة والسلام على صورة دحية الكلبي. وصحابي جليل وهو من اجمل الصحابة صورة رضي الله عنه. وارضاه واحيانا يأتي على سورة الاعرابي كما في حديث جبريل المشهور بينما يقول عمر بن الخطاب بينما نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم اطلع علينا رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر لا يرى عليه اثر السفر ولا يعرفه منا احد. ثم انه سأل النبي عليه الصلاة والسلام عن الاسلام وعن الايمان وعن الاحسان واشراط الساعة ثم في تمام الحديث قال صلوات الله وسلامه وبركاته عليه هذا جبريل اتاكم دينكم هذا جبريل اتاكم يعلمكم دينكم. فجاء جبريل في هذا هذا الحديث الى النبي صلى الله عليه وسلم على صورة اعرابي. فهذا معنى قوله في مثل سورة الرجل. في مثل صورة الرجل اي انه يأتي اه جبريل متمثلا في صورة رجل فيبلغ النبي عليه الصلاة والسلام الوحي وجبريل الرسول جبريل عليه السلام رسول وهو رسول ملكي ونبينا عليه الصلاة السلام رسول بشري فيتنزل جبريل عليه السلام الوحي ومن احواله انه في بعض المرات بل في كثير منها يأتي الى النبي عليه الصلاة والسلام في صورة رجل فيكلم النبي عليه الصلاة والسلام فيعي صلوات الله وسلامه وبركاته عليه ما يقول ثم اورد اثر ابن عباس وقد كان محمد بن حسين اه رحمه الله تعالى قبل ذلك وعن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم شبيها بهذا شبيها بهذا اي شبيها بما ورد في حديث الحارث ابن هشام. ثم ساق حديث بن هشام باسناده ثم ايضا ساق آآ شبيهه المروي عن ابن عباس رضي الله عنهما اسناده قال عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم من الانبياء من يسمع الصوت فيكون بذلك نبيا وكان منهم من ينفذ في اذنه وقلبه فيكون بذلك نبيا. وان جبريل عليه السلام يأتيني فيكلمني كما يكلم احدكم صاحبه. قوله وان جبريل عليه السلام يأتيني كيف يكلمني كما يكلم احدكم صاحبه؟ ان يأتيني على صورة رجل. يأتيني على صورة رجل. وهذا في ليست هذه كل احوال الوحي التي كانت يتنزل فيها الوحي على نبينا صلوات الله وسلامه عليه ولكن هذي اغلب احوال الوحي ان جبريل يأتي الى النبي عليه الصلاة والسلام ويكلمه كما يكلم اه احدنا صاحبه ان يقف امامه او يجلس عنده في قصة جبريل اه لما جعل صورة اعرابي جلس الى النبي عليه الصلاة والسلام واسند ركبتيه الى ركبتيه وضع كفيه على فخذيه فكان يكلم النبي عليه الصلاة والسلام كما يكلم احدنا صاحبه وهذا في الغالب هذا في الغالب ومن نزول الوحي على نبينا عليه الصلاة والسلام احوال اخرى دلت عليها الاحاديث وهذا الاثر عن ابن عباس يفيد ما دلت عليه الاية وهو التفاضل بين الانبياء تفاضل بين الانبياء حتى في النبوة. وايضا نزول الوحي وقد قال الله سبحانه وتعالى ولقد فضلنا بعض النبيين على بعض. ولكن الاسناد اسناد هذا الاثر عن ابن عباس ظعيف جدا لان في اسناده رجل متروك الحديث في اسناد رجل متروك الحديث وهو ابراهيم ابن عثمان. هذا متروك الحديث ولهذا الاسناد غير ثابت وهو مثل ما قال الامام الاجري شبيه بحديث شبيه بحديث الحارث بن هشام عن النبي صلى الله عليه وسلم في سؤاله له كيف كان يأتيك الوحي؟ نعم قال رحمه الله تعالى حدثنا ابو احمد هارون ابن يوسف قال حدثنا محمد بن ابي عمر العدني قال حدثنا سفيان عن عن الشعبي عن ابي سلمة ابن عبد الرحمن قال سمعت عائشة رضي الله عنها تقول رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم واضعا يده على معرفة فرس قائما يكلم لحية الكلبي قالت فقلت يا رسول الله رأيتك واضعا يدك على معرفة فرس قائما تكلم دحية الكلبي. قال وقد رأيته؟ قلت نعم. قال فذلك جبريل عليه السلام وهو يقرئك السلام فقلت وعليه السلام ورحمة الله وبركاته جزاه الله خيرا من صاحب ودخيل فنعم الصاحب نعم الدخيل ثم اورد رحمه الله تعالى هذا الحديث عن ام المؤمنين عائشة رضي الله وعنها فيه ما تقدم ان جبريل كان يأتي الى النبي عليه الصلاة والسلام في بعض الاحيان او في كثير من الاحيان على صورة رجل على صورة رجل مثل ما تقدم معنا في حديث الحارث قال واحيانا في مثل سورة الرجل فيكلمني. فمن ذلكم انه كان يأتي على صورة دحية الكلبي ودحية الصحابي اه جليل وذكر في ترجمته رحمه الله تعالى انه كان من اجمل الصحابة صورة رضي الله عنه وعن الصحابة اجمعين. تقول آآ ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يضع يده على معرفة فرس قائم يكلم دحية كلبة ومعرفة الفرس هي منبت العرف عرف الفرس فوق الرقبة فواضعا يده على معرفة الفرس عليه الصلاة والسلام يكلم دحية دحية الكلبي. كانت تظن انه دحية لانه كان يأتي على صورته جئت تظن انه دحية وهو جبريل عليه السلام فكان يأتي على صورة دحية الكلبي قالت ولهذا قالت امدح يا هالكلبة. قالت فقلت يا رسول الله رأيتك واضعا يدك على معرفتي فرس قائما تكلم دحيها الكلبي كلم دحية الكلبي. قال وقد رأيته؟ قالت نعم. قال ذلك جبريل. قال قال عليه الصلاة والسلام ذلك جبريل يعني ليس دحية فهذا يعني يفيد انه كان يأتي على صورة دحية تماما حتى ان عائشة رضي الله عنها آآ ظنت انه كان عليه الصلاة والسلام يكلم دحية الكلبي. فبين عليه الصلاة والسلام ان من امرأته ليس دحية وانما هو جبريل عليه السلام قد اتى على صورة دحية الكلبي. قال فذلك جبريل عليه السلام وهو يقرؤك السلام. يقرئك السلام. فردت قالت وعليه السلام ورحمة الله وبركاته وعليه السلام ورحمة الله وبركاته. جزاه الله خيرا من صاحب ودخيل صاحب معروف معناها ودخيل اي من يخالط الناس ويداخلهم ويصبح رفيقا وصاحبا ملازما قال قال جزاه الله خيرا من صاحب ودخيل فنعم صاحب ونعم الدخيل. نعم قال رحمه الله تعالى وحدثنا عمر بن ايوب السقطي قال حدثنا ابو همام الوليد بن شجاع قال حدثنا ابن وهب قال اخبرني عبد الله ابن عمر عن عبدالرحمن بن القاسم عن ابيه عن عائشة رضي الله عنها انها قالت رأيت رجلا يوم الخندق على صورة لحية الكلبي على دابة يناجي رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه عمامة سوداء قد اسدلها خلفه فسألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ذاك جبريل امرني ان اخرج الى بني قريظة ثم اورد هذا الحديث عن عائشة رضي الله عنها في آآ بمعنى ما ما قبله في رؤيتها ان آآ لجبريل وقد اتى الى النبي عليه الصلاة والسلام على صورة دحية قالت رأيت رجلا يوم الخندق على صورة الكلبي على دابة يناجي رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه عمامة سوداء قد لها خلفه قد استلها خلفه. هنا انتبه لعظيم قدرة الله سبحانه وتعالى جبريل صورته الحقيقية رآه النبي صلى الله عليه وسلم عليها مرتين. مرة رآه وقد سد الافق لعظم خلقه سد الافق يعني ما يرى الافق افق السماء لان عظم خلق جبريل عليه السلام سد الافق ثم هذا الجسم الضخم الذي بهذا الكبر وهذه السعة هي بقدرة الله سبحانه وتعالى مثل في صورة رجل. يتمثل في صورة رجل مثل ما جاء ايضا في قصة مريم فتمثل لها بشرا سويا فيتمثل في صورة رجل سوي سواء بسواء على صفة الرجل وهذا من عظيم قدرة الله هذا الذي بهذا العظم في خلق جسمه وكبره واتساعه يتمثل في صورة رجل. فرأته رضي الله عنها وقد الى النبي عليه الصلاة والسلام في سورة دحية يناجي وعليه عمامة سوداء قد اسدلها خلفه. ومر معنا في مجيئه على صفة اعرابي اذ دخل رجل شديد بياض الثياب يعني عليه ثياب بيض وشعره اسود ولا يرى عليه اثر السفر فكان يأتي بصورة رجل بالملابس المعتادة المعروفة الى النبي الكريم صلى الله عليه وسلم وهذا في كثير من احوال نزول جبريل على النبي صلوات الله وسلامه وبركاته عليه. نعم قال رحمه الله تعالى وحدثنا الفريابي قال حدثنا عباس العنبري قال حدثنا عبد الرزاق قال اخبرنا معمر عن الزهري عن عبد الله ابن عامر عن عن حارثة ابن النعمان قال مررت على النبي صلى الله عليه وسلم ومعه رجل جالس يحدثه في المقام فسلمت عليه ثم جزت فلما رجعت انصرف النبي صلى الله عليه وسلم فقال هل رأيت الرجل الذي كان معي؟ قلت نعم قلت نعم يا رسول الله. قال فانه جبريل وقد رد عليك السلام. ثم اورد حديث الحارثة ابن عماد رضي الله عنه وهو بمعنى حديث عائشة رضي الله عنها وفيه ان النبي عليه الصلاة والسلام قال له هل رأيت الرجل الذي كان معي؟ وهذا واضح انه كان يأتي في صورة رجل في رجل الصورة المعهودة المعروفة تماما. فتمثل لها بشرا سويا. فيأتي على صورة رجل صورة مطابقة تماما لصورة الرجل ولهذا قال هل رأيت الرجل الذي كان معي؟ ولما مر به الحادثة او حارثة ابن النعمان رضي الله عنه لما مر به ما استنكر شيئا ما استغرب شيئا مر على النبي صلى الله عليه وسلم وعنده رجل ولولا ان النبي عليه الصلاة والسلام اخبره ان ذلك جبريل لما وقع في نفسه الا ان الذي كان مع النبي صلى الله عليه وسلم رجل من الرجال وليس ملك من الملائكة. قال فانه جبريل وقد رد عليك السلام لانك ان الحارثة لما مر بالنبي عليه الصلاة والسلام سلم عليه وعلى الرجل الذي معه فاخبره النبي عليه الصلاة والسلام ان جبريل رد عليه السلام نعم. قال رحمه الله وجبريل عليه السلام من اسمائه رح القدس من اسمائه رح القدس نزل به الروح الامين. ويسمى جبريل عليه السلام روحا لانه ينزل وكذلك اوحينا اليك روحا من امرنا الوحي يسمى روحا لان حياة القلوب لا تكون الا به. لا تكون الا به. فالوحي يسمى روحا لان الحياة الحقيقية لا تكون الا بهذا الوحي. يا ايها الذين امنوا استجيبوا لله. وللرسول اذا دعاكم لما يحييكم فالحياة الحقيقية لا تكون الا بالروح الذي هو الوحي. ولما كان جبريل عليه السلام ينزل بهذا الروح سمي ايضا روحا. لانه ينزل بالروح الذي هو الوحي. نعم وانه لتنزيل رب العالمين نزل به الروح الامينة. تنزل الملائكة والروح فيها نعم. قال رحمه الله تعالى وحدثنا ابو شعيب عبدالله بن الحسن الحراني قال حدثنا عبد الله بن جعفر الرقي قال دفنا عبيد الله عن ابن عمرو عن اسحاق بن راشد عن الزهري عن عروة وسعيد بن المسيب وعلقمة بن وقاص وعبيد الله بن عبدالله كلهم عن عائشة رضي الله تعالى عنها قصة حديث الافك بطوله الى الى قولها فاضطجعت على فراشي والله يعلم اني بريئة والله يبرئني ببراءتي ولكن لم اكن ارجو ان ينزل الله عز وجل في شأني وحيا يتلى لشأن اني احقر في نفسي من ان يتكلم الله عز وجل في بامر يتلى. ولكن كنت ارجو ان يري ان يري الله عز وجل رسوله صلى الله عليه وسلم في منامه رؤيا يبرئني الله عز وجل بها. قالت فوالله ما رام رسول الله صلى الله عليه وسلم من مجلسه ولا خرج احد من اهل البيت حتى انزل الله عز وجل عليه فاخذه ما كان يأخذه من البرحاء حتى انه منه مثل الجمان من العرق في اليوم الشاتي من ثقل القول الذي ينزل عليه. قالت فلما سري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يضحك وكان اول كلمة تكلم بها ان قال اما الله عز وجل فقد برأك وذكرت قصة نزول الايات في الرد على وذكرت قصة وذكر. وذكرت قصة نزول الايات في الرد على اهل الافك وذكر الحديث الى اخره. نعم وذكر قصة وذكر قصة نزول الايات في الرد على اهل الافك وذكر الى اخره نعم ختم رحمه الله تعالى هذا الباب طرف من قصة او حديث هو حديث آآ طويل مخرج في الصحيحين وغيرهما في نزول براءة ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها في الافك الذي رميت به. كانت كانت رضي الله عنها آآ على يقين بان براءتها ستنزل ولكن كانت ان اه الله سبحانه وتعالى ينزل برائتها برؤية منامية يراها النبي صلى الله عليه وسلم ورؤيا الانبياء حق وتقول رضي الله عنها شأني في نفسي احقر من ان ينزل الله في وحي يتلى. الا ان الله سبحانه وتعالى اكرمها رضي الله عنها. ورفع ايضا شأنها ومقامها واعلى قدرها جل في علاه. فانزل في برائتها ايات. تتلى في كتاب الله تتلى في كتاب الله ويقرأها المسلمون مرة تلو الاخرى يتعبدون الله سبحانه وتعالى بقراءة ايات عظيمة انزلها الله سبحانه وتعالى في سورة النور تبرئة لام المؤمنين عائشة مما رميت به فكانت تقول لشأني في نفس احقر من ان ينزل الله وفي وحي يتلى وهذا من تواضعها رضي الله عنها ومن تواضع لله رفعه. فكانت ما اه تظن ان البراءة لا تنزل بايات ايات تتلى في اه القرآن هذا امر عظيم ومقام عظيم وقدر رفيع فما كانت تظن ذلك؟ تظن ان براءتها يعني تكون في منام. يراه النبي عليه الصلاة والسلام. في علم براءة صلوات الله وسلامه عليه. آآ لكن لكن الله عز وجل انزل في برائتها وحي يتلى. وذكرت صفة الوحي وهذا موضع الشاهد من الحديث تقول رضي الله عنها آآ فاخذه ما كان يأخذه من البرحاء يعني الشدة حتى انه لينحدر منه مثل الجمان من العرق في اليوم الشاتي. من ثقل القول الذي ينزل عليه هذا ايضا من صفات نزول الوحي وهو موضع الشاهد من سياقه هذا الحديث في هذه الترجمة ثم سري وهو يضحك يعني فرحا بهذه الايات العظيمة التي انزلها الله سبحانه وتعالى عليه في براءة اه ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها وارضاها. وقد اتفق العلماء رحمهم الله تعالى على ان من قذف ام المؤمنين عائشة بما برأها الله سبحانه وتعالى منه في ايات تتلى في كتاب الله بانه كافر. بانه كافر ليس بمسلم. وان كان يصلي او الصوم لا تنفعه صلاته ولا صيامه ان كان يرمي ام المؤمنين عائشة بهذا الذي برأها الله سبحانه وتعالى منه في تتلى لانه مكذب بالقرآن. ومن كذب بالقرآن او بشيء من ايات القرآن فهو كافر لا يقبل الله سبحانه وتعالى منه صرفا ولا عدلا. نسأل الله الكريم ان يوفقنا اجمعين لكل خير وان يهدينا اليه صراطا مستقيما وان يغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا ولولاة امرنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات. اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك. ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا. اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا اما احييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل هيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد وال اله وصحبه. جزاكم الله خيرا