الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الامام ابو بكر محمد بن الحسين الاجري رحمه الله تعالى باب ذكر ما خص الله عز وجل به النبي صلى الله عليه وسلم انه اسرئ انه اسرى به اليه قال محمد بن الحسين رحمه الله تعالى ومما خص الله عز وجل به النبي صلى الله عليه وسلم مما اكرمه به وعظم شأنه زيادة منه له في الكرامات انه اسرى بمحمد صلى الله عليه وسلم بجسده وعقله حتى وصل الى بيت المقدس ثم عرج به الى السماوات فرأى من ايات ربه الكبرى رأى ملائكة ربه عز وجل ورأى اخوانه من الانبياء حتى وصل الى مولاه الكريم فاكرمه باعظم الكرامات وفرض عليه وعلى امته خمس صلوات وذلك في ليلة واحدة ثم ثم اصبح بمكة سر الله به اعين المؤمنين واسخن به اعين الكافرين وجميع الملحدين. قال الله عز وجل سبحان الذي اسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى الذي باركنا حوله. لنريه من اياتنا انه هو السميع البصير. نعم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة فعين اما بعد هذه الترجمة باب ذكر ما خص الله عز وجل به النبي صلى الله النبي صلى الله عليه وسلم انه اسرى وبه اليه عقدها رحمه الله تعالى لبيان هذه الفظيلة العظيمة والمنقبة الجليلة وما خص الله به نبيه ومصطفاه صلوات الله وسلامه عليه من هذه الكرامة العظيمة التي اكرمه الله سبحانه وتعالى بها وشرفه وزاده شرفا وفضلا ونبلا ان اسرى به في ليلة واحدة من مكة الى بيت المقدس ثم عرج به في الليلة نفسها الى ما فوق السماء السابعة وان نستحضر في هذا المقام مما دلت عليه الاحاديث والاخبار من بعد هذه المسافات فان بين كل سماء والسماء مسيرة خمسمائة عام وثخن كل السماء مسيرة خمسمائة عام وبين السماء والارض مسيرة خمسمائة عام وجميع هذه المسافات الشاسعة الطويلة المتباعدة قطعها عليه الصلاة والسلام ذهابا وايابا في ليلة واحدة وهذه اية من ايات الله العظيمة الدالة على عظيمة قدرته سبحانه وتعالى وان الامور طوع تدبيره وتسخيره ولا يعجزه جل في علاه شيء اسري به عرج به من آآ اسري به من مكة الى بيت المقدس ثم عرج به الى ما فوق السماء السابعة حتى بلغ سدرة المنتهى عليه الصلاة والسلام المنتهى التي ينتهي اليها الصاعد وينتهي اليها النازل في ليلة واحدة في ليلة واحدة ثمان الله عز وجل اكرم نبيه عليه الصلاة والسلام في تلك الليلة التي هي من اعظم ليالي نبينا عليه الصلاة والسلام واجلها وارفعها شأن من اكرمه الله سبحانه وتعالى بكرامات عظيمة منها سماعه في تلك الليلة كلام الله من الله سبحانه وتعالى بدون واسطة فاكرمه بان صار بذلك كليم الله. كما ان موسى عليه السلام كليم الله وموسى عندما سمع كلام الله سمعه وهو في الارض عند جبل الطور. اما نبينا عليه الصلاة والسلام فان الله اكرمه بهذا العلو وهذا الارتفاع والعروج الى ما فوق السماء السابعة يمر بملائكة كل السماء يسلمون عليه ويرحبون به وفي كل سماء يلقى ما من فيها من انبياء الله عز وجل ويسلم عليهم ثم بلغ الى سدرة المنتهب وسمع كلام الله سبحانه وتعالى من الله فهذه مكرمة عظيمة مكرمة عظيمة اكرم الله سبحانه وتعالى بها نبيه في تلك الليلة الجليلة المباركة ليلة الاسراء والمعراج وكان ذلك كان ذلك الاسراء والمعراج قبل المبعث قبل المبعث بثلاث سنوات تقريبا اه عفوا قبل الهجرة بثلاث سنوات تقريبا قبل هجرته عليه الصلاة والسلام بثلاث سنوات تقريبا فعقب هذا او المعراج بقي في مكة ثلاث سنوات ثم في المدينة عشر سنوات فهذه ثلاث عشرة سنة كاملة مضت بعد هذه الحادثة حادثة الاسراء والمعراج. ولم يعرف اطلاقا في سيرته العطرة وهديه المبارك انه دعا اصحابه وقد دعاهم الى كل فضيلة لم يعرف اطلاقا انه دعا اصحابه الى اقامة مناسبة في تكرر هذه الليلة من كل عام اطلاقا ثم ولي الخلافة من بعده ابو بكر وعمر وعثمان وعلي ومضت خلافتهم في ثلاثين سنة لم يعرف اطلاقا انهم خصصوا تلك الليلة ليلة الاسراء والمعراج بعمل معين من احتفال او اشياء من هذا القبيل هذا كله لا يوجد وانما هذه الاحتفالات وجدت في اوقات متأخرة لما فشت في الناس البدع وانتشرت فيهم الخرافة والضلال. اما في زمن النبي عليه الصلاة والسلام فهذه امور لا وجود لها لا وجود لها وخير الهدي هديه عليه الصلاة والسلام وها هنا امر عجيب لابد من الوقوف عنده والتنبيه عليه. الا وهو يا معاشر الكرام ان النبي عليه الصلاة والسلام لما عرج به الى السماء وسمع كلام الله سبحانه وتعالى من الله في ذاك المكان العلي والمنزلة الرفيعة فوق السماوات فرضت عليه الصلوات الخمس فرضت عليه الصلوات الخمس جميع فرائض الاسلام وواجبات الدين ينزل بها جبريل عليه السلام الى النبي صلى الله عليه وسلم في الارض ويخبره بوحي الله سبحانه وتعالى فيها الا الصلاة فان الله سبحانه وتعالى خص هذه الصلاة بهذه الميزة خصها بهذه الميزة لعلو شأنها ورفيع مكانتها ففرضت على نبينا عليه الصلاة والسلام من فوق سبع سماوات فرضت اولا خمسين صلاة في اليوم والليلة ثم نزل بهذه الفريظة خمسين صلاة في اليوم والليلة نزل بها عليه الصلاة والسلام فلما جاء الى السماء السادسة ولقي فيها موسى عليه السلام قال له موسى سل الله التخفيف فرجع الى الى الله عز وجل صلوات الله وسلامه عليه وطلب التخفيف الى ان خففت الى خمس صلوات وهي بالفعل والعمل خمس صلوات وفي الاجر خمسون صلاة فالحسنة بعشر امثالها فهذه الصلاة العظيمة قد فرضت على نبينا عليه الصلاة والسلام من فوق سبع سماوات من عجيب بعض الناس الذين فتنوا بالبدع وابتلوا بها انه انك تجد تجده مفرطا في هذه الصلوات الخمس مفرطا في هذه الصلوات الخمس ينام عنها يقدم عليها كثير من مصالحه الدنيوية يكسل عن القيام بها يأتي اليها متأخرا لا يعتني بالخشوع في صلاته لكنه اطلاقا ما يفوت الاحتفال في تلك الليلة ليلة الاسراء والمعراج. لا يفوت الاحتفال. فهذا الذي لا اصل له لا يفوته والفريضة فريضة الاسلام تجده مفرطا فيها حتى انه بعض هؤلاء اصلحنا الله اجمعين وهدانا اليه طريقا مستقيما بعض هؤلاء حتى في ليلة المعراج يسهر طول الليل في الاحتفال والاكل وما الى ذلك وينام عن الفجر في تلك الليلة وهذا من العجائب هذا من العجائب في حال بعض الناس في ضياع الخير والابتلاء بالخرافة والبدعة وما لم اه ينزل الله سبحانه وتعالى به اه سلطانا. ومن عافاه الله احمد الله على العافية والمبتلى يسأل الله الهداية. لا ينبغي للانسان ان يصر حتى ولو نشأ على امر درج عليه المجتمع او الاباء او نحو ذلك اذا استبان له الحق والهدى لا يجوز له ان يدع ان يدع ذلك لاحد لقول احد اين من كان فالحق احق ان يتبع فالحاصل ان هذه الصلاة العظيمة المباركة فرضت على نبينا عليه الصلاة والسلام من فوق سبع سماوات فاعظم او من اعظم الدروس والعبر والفوائد التي ينبغي ان تستفاد من حادثة الاسراء والمعراج او قصة الاسراء والمعراج ان نحافظ على الصلوات الخمس ان نحافظ على الصلوات الخمس وان نعنى بها وان يعظم قدرها في قلوبنا ومكانتها في نفوسنا وان نشتد في المحافظة عليها والمواظبة عليها العناية بها لانها فرضت في هذا المقام الرفيع العلي الذي اكرم الله سبحانه وتعالى به نبيه آآ محمدا صلوات الله وسلامه وبركاته عليه قول المصنف رحمه الله في الترجمة ذكر ما خص الله عز وجل به النبي صلى الله عليه وسلم انه اسرى به اليه انه اسرى به الي العبارة فيها شيء من الاختصار يتضح في الشرح الذي ساقه بعدها. فهو عليه الصلاة السلام اسري به الى بيت المقدس سبحان الذي اسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى الذي باركنا حوله هذا الاسراء ثم من بعده في الليلة نفسها عرج به صلوات الله وسلامه عليه الى اه ما فوق السماء السابعة قال محمد ابن الحسين الاجري رحمه الله ومما خص الله عز وجل به النبي صلى الله عليه وسلم مما اكرمه به عظم شأنه زيادة منه له في الكرامات انه اسرى بمحمد صلى الله عليه وسلم بجسده وعقله بجسده وعقله وهذا تنبيه من المصنف الى ان الاسراء كان بالجسد والروح ليس بالروح فقط ولا ايظا مناما لم يكن ذلك مجرد رؤيا رآها في المنام بل اسري به وعرج به الى ما فوق السماء السابعة بجسده وروحه فلم يكن الاسراء بالروح وحدها ولم يكن ايضا آآ برؤيا رآها في المنام بل اسري به ثم عرج به الى السماء في ليلة واحدة بروحه وجسده صلوات الله وسلامه وبركاته عليه حتى وصل الى بيت المقدس ثم عرج به الى السماوات ثم عرج به الى السماوات فرأى من ايات ربه الكبرى رأى ملائكة ربه عز وجل اي في كل سماء يا يدخلها يحييهم ملائكتها ومن فيها من ملائكة الرحمن ويرحبون به وراء اخوانه من الانبياء وسيأتي تفصيل ذلك فيما ساقه رحمه الله من احاديث حتى وصل الى مولاه الكريم اي دنا واقترب عليه الصلاة والسلام ولم يثبت في الاحاديث انه رأى ربه هو عليه الصلاة والسلام عندما عرج به الى السماء. لم يثبت انه رأى ربه بل لما سئل عن ذلك قال نور انا اراه نور انا اراه فلم يثبت انه آآ رأى ربه عليه الصلاة والسلام لكن حصل له دنو والقرب والرفعة والعلو والكرامة العظيمة التي اكرمه الله سبحانه وتعالى بها قال فاكرمه باعظم الكرامات وفرض عليه وعلى امته خمس صلوات وذلك بمكة. يعني قبل الهجرة بثلاث سنوات تقريبا في ليلة واحدة في ليلة واحدة هذه الليلة التي ليلة الاسراء والمعراج لم يثبت بسند صحيح تعيين يوم تلك الليلة ولا تعيين شهرها بل بين اهل العلم خلاف طويل عريض متى كانت تلك الليلة وفي اي شهر وفي اي شهر واما ما ساعة عند كثير من الناس ان ليلة الاسراء والمعراج هي ليلة السابع والعشرين من شهر رجب فهذا لا دليل عليه فهذا لا دليل عليه وخفاء خفاء يوم هذه الليلة وشهرها وعدم ثبوته في دليل يدل على انها لم تخص بشيء يدل على انها لم تخص بشيء بعبادة مطلوب من العباد شرعا ان يقوموا بها. لان الايام التي خصت بعبادات الاوقات التي خصت بعبادات ضبط وقتها. مثلا يوم عاشوراء او مثلا يوم عرفة او اه نحو ذلك من الايام التي خصت بعبادات معينة حفظ يومها لانها مخصوصة بعبادة اما الاسراء والمعراج فلما لم يكن مخصوصا عمل معين يطلب من المسلمين ان يقوموا به في تلك الليلة آآ في تلك الليلة فلم يظبط فلم يظبط او تظبط تلك الليلة اي ليلة هي؟ لانها لم تخص بعبادة ولو كانت مخصوصة بعبادة مطلوبة كل ما تكررت تلك الليلة لكانت ضبطت كما ضبطت سائر الليالي لكن لم يعرف يعني لم يثبت بحديث صحيح تعيين تلك الليلة وهذا من ابين الدلائل على انها لم تخص شرعا بعمل او بعبادة معينة مطلوب من اه المسلم ان يقوم بها فتخصيصها باحتفال يصنع فيه طعام ويجتمع فيه الناس تخص باعمال معينة هذا كله داخل في البدع. هذا كله داخل في البدع التي قال عنها عليه الصلاة والسلام من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد اي مردود على صاحبه غير مقبول منه. ومن اراد ان يعظم نبيه عليه الصلاة والسلام وان يظهر محبته نبيه عليه الصلاة والسلام فعليه ان لا يتجاوز المشروع والا يتجاوز حدود ما كان عليه الصحابة رضي الله عنهم فانهم والله اعظم الناس حبا للنبي عليه الصلاة والسلام اعظم الامة حبا للنبي عليه الصلاة والسلام وتعظيما له ومعرفة لقدره وقياما بحقوقه صلوات الله وسلامه وبركاته عليه. قال ثم اصبح بمكة ثم اصبح بمكة اي انه في هذه الليلة الواحدة ليلة الاسراء والمعراج آآ اسري به الى بيت المقدس ثم عرج به الى آآ ما فوق السماء السابعة ثم اصبح بمكة. سر الله الكريم به اعين المؤمنين لان المؤمن يدرك ان هذه كرامة ومنة وعطية عظيمة ومنقبة جليلة فضل الله بها نبيه عليه الصلاة والسلام وشرفه بها واسخن بها اعين الكافرين اه جميع الملحدين ثم اورد رحمه الله قول الله عز وجل في صدر سورة الاسراء سبحان الذي اسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام الى المسجد اقصى الذي باركنا حوله لنريه من اياتنا انه هو السميع البصير. نعم. قال رحمه الله تعالى وقد بين صلى الله عليه وسلم كيف اسري به؟ وكيف ركب البراق؟ وكيف عرج به؟ ونحن نذكره ان شاء الله. وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم كيف اسري به اي في الاحاديث التي صحت عنه وهنا يتنبه حتى ايضا فيما ساقه المصنف يتنبه الى ان ما يروى في الاسراء والمعراج وايضا في غيره فيه الصحيح وفيه الضعيف وفيه الغث وفيه السمين في الثابت عن النبي عليه الصلاة والسلام وفي غير الثابت والا المعتبر والمعتمد هو ما ثبت عن النبي الكريم عليه الصلاة والسلام والاحاديث الضعيفة اه اشد منها الاحاديث الواهية والموضوعة يكون فيها من التوسع والتكلف وذكر امور آآ ومبالغات ومجازفات فهذه كلها لا يلتفت اليها هذه كلها لا يلتفت اليها وانما المعتمد هو ما صح وثبت عن النبي صلوات الله وسلامه عليه. نعم قال رحمه الله تعالى حدثنا ابو بكر جعفر بن محمد الفريابي قال حدثنا يزيد بن خالد ابن موهب الرملي قال حدثنا عبد الله بن وهب قال حدثنا يونس ابن يزيد عن ابن شهاب الزهري عن انس ابن مالك رضي الله عنه قال كان ابو ذر رضي الله عنه يحدث ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فرج سقف بيتي وانا بمكة فنزل جبريل عليه السلام ففرج صدري ثم غسله من ماء زمزم. ثم جاء بتسط من ذهب مملوء حكمة تنوي ايمانا فافرغها في صدري ثم اطبقه ثم اخذ بيدي فعرج بي الى السماء. فلما جاء الى السماء الدنيا قال جبريل لخازن السماء افتح قال من هذا؟ قال جبريل قال هل معك احد؟ قال نعم. محمد صلى الله عليه وسلم. فقال ارسل اليه؟ قال نعم فافتح ففتح. قال افلما علونا السماء الدنيا اذا رجل عن يمينه اسوده وعن يساره اسوده فاذا نظر قبل يمينه ضحك واذا نظر قبل شماله بكى فقال مرحبا بالنبي الصالح والابن الصالح. قال قلت يا جبريل من هذا؟ قال هذا ادم وهذه الاسوده عن يمينه وعن شماله نسم بنيه فاهل اليمين منهم اهل الجنة والاسود عن شماله اهل النار. فاذا نظر عن يمينه ضحك واذا نظر عن شماله بكى. قال ثم ثم رجع به جبريل عليه السلام حتى اتينا السماء الثانية فقال لخازنه افتح فقال له خازنها مثلما قال خازن السماء الدنيا ففتح قال انس رضي الله عنه فذكر انه وجد في السماوات ادم وادريس وعيسى وموسى وابراهيم عليهم السلام. ولم يثبت كيف فمنازلهم غير انه قد ذكر انه وجد ادم في السماء الدنيا وابراهيم في السادسة وقال فلما مر جبريل ورسول الله صلى الله عليه وسلم بادريس عليه السلام قال مرحبا بالنبي الصالح والاخ الصالح قال ثم مررت قلت من هذا؟ قال هذا ادريس؟ قال ثم مررت بموسى قال مرحبا بالنبي الصالح والاخ الصالح. قلت من هذا؟ قال هذا موسى؟ قال ثم مررت بعيسى فقال مرحبا بالنبي الصالح والاخ الصالح قلت من هذا؟ قال هذا عيسى قال ثم مررت بابراهيم عليه السلام فقال مرحبا بالنبي محور ابني الصالح فقلت من هذا؟ قال هذا ابراهيم عليه السلام. قال ابن شهاب الزهري فاخبرني ابن حزم ان ابن عباس رضي الله عنهما وابا حبة الانصاري كانا يقولان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عرج بي حتى ظهرت بمستوى العرش قال ابن حزم وانس ابن مالك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ففرض الله عز وجل علي ففرض الله عز وجل على امتي خمسين ان صلاة قال فرجعت بذلك حتى مررت بموسى عليه السلام. فقال موسى ماذا فرض ربك على امتك؟ قال فقلت فرض عليهم خمسين صلاة قال موسى راجع ربك فان امتك لا تطيق ذلك قال فرجعت ربي عز وجل فوضع شطرها قال فرجعت الى موسى فاخبرته قال راجع ربك فان امتك لا لا تطيق ذلك. قال فرجعت ربي عز وجل فقال هي خمس وهي خمسون لا يبدل القول لدي. قال فرجعت الى موسى فقال راجع ربك. فقلت قد استحييت من ربي عز وجل قال ثم انطلق بي حتى اوتي بي سدرة المنتهى فغشاها ما غشها من الوان ما ادري ما هي. قال ثم ادخلت الجنة فاذا هي جنابذ اللؤلؤ واذا ترابها المسك ثم ساق رحمه الله تعالى هذا الحديث حديث انس ابن مالك رضي الله عنه وهو مخرج في الصحيحين صحيحي الامام البخاري ومسلم وغيرهما وفيه ذكر آآ هذه الحادثة العظيمة التي وهي حادثة الاسراء والمعراج وما اكرم الله سبحانه وتعالى فيها نبيه عليه الصلاة والسلام من كرامات عظيمة وبدء ذلك انه فرج سقف بيته وهو بمكة فنزل عليه جبريل ففرج صدره عليه الصلاة والسلام ثم غسله من ماء زمزم ثم جاء بطست من ذهب مملوء حكمة حكمة وايمانا فافرغها في صدري وهذا كله تهيئة تهيئة هذه المكرمة العظيمة وهذا العروج الذي اكرم الله سبحانه وتعالى به نبيه عليه الصلاة والسلام وهذا يفيدنا ان حادثة شق الصدر صدر النبي عليه الصلاة والسلام تكررت حتى ذكر بعض العلماء انها حصلت اه اربع مرات ومنهم من قال حصلت ثلاث مرات فهذه من المرات الثابتة ومنها ايضا لما كان في عند حليمة السعدية في وقت الرضاع صلوات الله وسلامه وبركاته عليه الحاصل انه شق صدره عليه الصلاة والسلام من لبت الصدر اعلاه الى ما تحت السرة فتح كاملا شق صدره عليه الصلاة والسلام ثم غسل بماء زمزم ثم حشي آآ ايمانا وحكمة. حشي وملئ ايمانا وحكمة ثم التأم صدره وعليه الصلاة والسلام في في في اللحظة نفسها ثم بعد ذلك آآ اخذ بيده وعرج به الى السماء عرج بي الى السماء اولا ذهب به الى البيت الى بيت المقدس اسري به الى بيت المقدس ثم عرج به الى السماء. فلما جاء السماء الدنيا قال جبريل لخازن السماء افتح قال من هذا؟ قال جبريل قال هل معك احد؟ قال نعم محمد صلى الله عليه وسلم قال ارسل اليه؟ قال نعم فافتح ففتح قال فلما علونا السماء الدنيا اذا رجل عن يمينه اسوده يعني سواد عظيم وعن يساره اسوده فاذا نظر قبل يمينه ضحك واذا نظر قبل شماله بكى. قال مرحبا بالنبي الصالح والابن الصالح سيأتي معنا انه لما مر ايضا بابراهيم قال والابن الصالح ولما مر بموسى قال والاخ الصالح لانه من ذرية ابراهيم كما انه من ذرية ادم واما موسى فهو من اخوانه فهو من اخوانه ولهذا قال مرحبا بالاخ الصالح. قال قلت يا جبريل من هذا؟ قال هذا ادم وهذه الاسوده عن يمينه وعن شماله نسموا بنيه فاهل اليمين من اهل الجنة والاسود عن شمال اهل النار حين نظر عن يمينه ضحك واذا نظر عن شماله بكى وهذا فيه ان آآ ان الله سبحانه وتعالى قدر وقضى اهل السعادة من اهل الشقاوة اهل الجنة من اهل النار وكتب ذلك في اللوحة المحفوظ وما قدره سبحانه وتعالى هو الكائن فلا يكون الا ما قدر الله والعبد لا يعلم ما الذي قدر له ولهذا طلب من العبد امران في هذا المقام ان يجاهد نفسه على حسن العمل الذي تكون به النجاة وان يسأل ربه ان يسأل ربه حسن القضاء ان يسأل ربه الهداية ان يسأل ربه الثبات على الحق والهدى وان تجعل كل قضاء قضيته لي خيرا يدعو ربه في جمع بين الامرين يجاهد نفسه ويدعو ربه ويستعين بمولاه جل في علاه. ولهذا في الحديث اذ لما قال الصحابة رضي الله عنهم ان اعمل فيما قدر وقضي او في امر مستأنف. قال بل فيما قدر وقضي. قالوا ففيما العمل؟ قال اعملوا فكل ميسر لما خلق له اعملوا هذا امر بالعمل مجاهدة النفس على العمل كل ميسر لما خلق له هذا فيه الاستعانة بالرب وسؤاله التيسير والتوفيق لان التيسير بيد الله والتوفيق بيده سبحانه وتعالى. ولهذا يحتاج العبد في هذا المقام الى ان يجاهد نفسه مجاهدة تامة على حسن العمل وان يكثر من اللجوء الى الله ان يثبته ان يهديه الا يزيغ قلبه ان يجعل كل قضاء قضاه له خيرا قال ثم عرج بي عرج بي جبريل عليه السلام حتى اتينا السماء الثانية فقال خازنها افتح فقال له خازنها مثل ما قال ازن السماء الدنيا ففتح قال انس فذكر انه وجد في السماوات ادم وادريس وعيسى وموسى وابراهيم عليه السلام عليهم السلام ولم ولم يثبت كيف منازلهم لكن جاء في في رواية اخرى اثبات المنازل. يعني من الذي وجد في السماء الدنيا وما الذي وجد في السماء الثانية وهكذا الى السماء السابعة لقياه الانبياء عليه الصلاة والسلام كما بين اهل العلم لقيا لارواحهم اما اجسادهم فهي مدفونة في اه اه الارظ عليه الصلاة والسلام فهي ارواح مثلت في صورة اجسادهم فلقيهم على ذلك الا عيسى عليه السلام وايضا كذلك ادريس فيما ذكر ورفعناهم مكانا عليا وعيسى بل رفعه الله اليه فعيسى رفع الى السماء بروحه وجسده. ولهذا لقيه لم يدفن في الارض بل رفع الى السماء ها وينزل في اخر الزمان ونزوله اية من ايات الساعة وانه لعلم للساعة اي علامة من علامات دنو قيامها آآ رأى عيسى بروحه وجسده. اما الانبياء الاخرين ادم وابراهيم وموسى فرأى ارواحهم مثلت في صورة آآ اجسادهم قال فلما مر جبريل ورسول الله صلى الله عليه وسلم بادريس عليه السلام قال مرحبا بالنبي الصالح والاخ الصالح ثم قال مررت فقلت من هذا؟ قال هذا ادريس ثم مررت بموسى قال مرحبا بالنبي الصالح والاخ الصالح قلت من هذا؟ قال هذا موسى؟ قال ثم مررت بعيسى فقال مرحبا بالنبي الصالح والاخ الصالح فقلت من هذا؟ قال هذا عيسى؟ قال ثم مررت بابراهيم عليه السلام فقال مرحبا بالنبي الصالح والابن الصالح قلت من هذا؟ قال هذا ابراهيم قال ابن شهاب فاخبرني ابن حزم ان ابن عباس وابا حبة الانصاري كان يقولان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم عرج حتى ظهرت بمستوى العرش. اه في الروايات التي جاء في الحديث اه قال حتى ظهرت اسمع فيه صوت حملة العرش اسمع فيه صوت حملة العرش ثم ذكر عليه الصلاة والسلام ان الله ان الله عز وجل افترض عليه الصلوات خمسين صلاة فرجعت بذلك نزل بهذه الفريضة خمسين صلاة في اليوم والليلة حتى مررت بموسى عليه السلام فقال موسى ماذا فرض ربك على امتك قال قلت فرظ عليهم خمسين صلاة. قال موسى راجع ربك فان امتك لا تطيع لا تطيق ذلك قال فراجعت ربي فوضع شطرها يعني نصفها اي اصبحت خمسة وعشرين فرجعت الى موسى فاخبرته قال راجع ربك فانك لا تطيق ذلك قال فراجعت ربي عز وجل فقال هي خمس وهي خمسون. خمس اي بالعمل وخمسون اي بالاجر والمثوبة. لا يبدل القول لديه. قال فرجعت الى موسى قال راجع ربك فقلت قد استحييت من ربي قلت قد استحييت من ربي. استحيا من ربه في التخفيف لانه راجعه اكثر من مرة فقال استحييت من ربي تنظر كلمة استحييت وتأمل في واقع الناس او واقع عددا من الناس كيف لا يستحيون من الله فلا يحافظون على هذه الصلاة كيف لا يستحون من رب العالمين وهم يعلمون ان الله مطلع عليهم ولا يحافظون على هذه الصلاة. يضيعون صلاة ما تلو صلاة ويفرطون فيها واعظم الحياء الواجب على العبد الحياء من رب العالمين الحياء من رب العالمين الذي يراك حين تقوم المطلع عليك الذي لا تخفى عليه سبحانه وتعالى خافية فكيف يليق بعبد يعلم ان ربه سبحانه وتعالى افترض عليه هذه الصلاة خمس مرات في اليوم والليلة بعد ان خففت وكانت خمسين صلاة في اليوم والليلة ثم يفرط فيها في الاربع والعشرين ساعة خمس مرات واجرها اجر خمسين وثوابها عند الله سبحانه وتعالى ثواب عظيم. بل جاء في الحديث القدسي ما تقرب الي عبدي بشيء احب الي مما افترضته عليه والصلاة هي من اعظم فرائض الاسلام واوجبها على العباد. قال ثم انطلق بي حتى اتى بي سدرة المنتهى غشاها ما غش من الوان ما ادري ما هي قال ثم ادخلت الجنة فاذا فيها جنابذ اللؤلؤ واذا ترابها المسك. وهذا ايضا من الايات العظيمة والكرامات التي حصلت نبينا عليه الصلاة والسلام في الليلة اه تلك الليلة ليلة المعراج رأى سدرة المنتهى وسمع كلام الله من الله ودخل الجنة ورأى ما فيها من نعيم صلوات الله وسلامه وبركاته عليه. نعم الصلاة والسلام قال رحمه الله تعالى حدثنا ابو احمد هارون ابن يوسف قال حدثنا ابن ابي عمر العدني قال حدثنا عبد الرزاق عبيد الله بن معاذ قالا اخبرنا معمر عن ابي هارون العبدي عن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه في قول الله عز وجل سبحان الذي اسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى اه قال حدثنا النبي صلى الله عليه وسلم عن ليلة عن ليلة اسري به قال نبي الله صلى الله عليه وسلم اوتيت بدابة هي اشبه الدواب بالبغل له اذنان مضطربتان وهو البراق التي كانت الانبياء تركبه قبلي فركبته فانطلق بي. تقع عند منتهى بصره فسمعت نداء عن يميني يا محمد على رسلك اسألك. فمضيت فلم اعرج عليه. ثم سمعت نداء عن ما لي يا محمد على رسلك اسألك فمضيت ولم اعرج عليه ثم استقبلتني ثم اه ذكر رحمه الله تعالى هذا الحديث بتمامه وهو حديث طويل طويل جدا ساقه اه رحمه الله تعالى بتمامه ولكن كما نبه اهل العلم اه الحديث اسناده ضعيف جدا. فيه ابو هارون العبدي قال الحافظ متروك الحديث ومنهم من كذبه فما جاء في هذا الحديث عن اه من رواية هذا الرجل لا يعتمد لا يعتمد ولا يلتفت الى ما جاء في هذا الحديث من اخبار الا ما جاء من الطرق الصحيحة اه الثابتة عن النبي الكريم عليه الصلاة والسلام ونكتفي بهذا القدر ونستكمل ما بقي من الباب في لقاءنا القادم باذن الله سبحانه وتعالى نسأل الله الكريم ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وان يصلح لنا شأننا كله وان لا يكلنا الى انفسنا طرفة عين وان يهدينا اليه صراطا مستقيما. اللهم اغفر لنا ولمشايخنا ولولاة امرنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات اللهم امنا في اوطاننا واصلح ائمتنا وولاة امورنا واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا رب العالمين. اللهم ات نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها. اللهم انا نسألك الهدى والتقى والعفة والغنى. اللهم انا نسألك من الخير كله عاجله واجله ما منه وما لم نعلم ونعوذ بك من الشر كله عاجله واجله ما علمنا منه وما لم نعلم اللهم انا نسألك جنة وما قرب اليها من قول او عمل ونعوذ بك من النار وما قرب اليها من قول او عمل ونسألك من خير ما سألك منه عبدك ورسولك محمد صلى الله عليه وسلم ونعوذ بك من شر ما استعاذك منه عبدك رسولك محمد صلى الله عليه وسلم وان تجعل كل قضاء قضيته لنا خيرا يا رب العالمين اللهم اعذنا والمسلمين اينما كانوا من الفتن ما ظهر منها وما بطن. اللهم واصلح لنا اجمعين شأننا كله يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والاكرام سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه