الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول امام ابو بكر محمد بن الحسين الاجري رحمه الله تعالى حدثنا ابو احمد هارون ابن يوسف قال حدثنا ابن ابي عمر العدني قال حدثنا محمد ابن فضيل ابن عن عبد واحد ابن ايمن عن ابيه عن جابر ابن عبد الله رضي الله عنهما قال لما حفر رسول الله صلى الله عليه وسلم الخندق واصاب المسلمين جهد وجوع شديد حتى ربط رسول الله صلى الله عليه وسلم على بطنه صخرة من الجوع. قال جابر انطلقت الى اهلي فذبحت عناقا كانت عندي وقلت لاهلي اعندكم دقيق؟ قالوا عندنا امداد من دقيق شعير. قال امرتهم فخبزوه وصنعوا طعامهم. ثم اتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله اني صنعت لك بنفر من اصحابك طعاما فقال انطلق فهيئ طعامك حتى اتياك. قال ففعلت قال ثم جاء النبي صلى الله عليه وسلم والجيش جميعا. قال فقلت يا رسول الله انما هي عناق صنعتها وشيء من دقيق شعير لك ولنفر من اصحابك قال قال فدعا بالقصعة وقال ايد فيها قال ففعلت ثم ذكر عليه اسم الله عز وجل ودعا بالبركة ثم قال ادخل علي عشرة ففعلت حتى اذا طمعوا حتى اذا طعموا وشبعوا ثم خرجوا قال ادخل علي عشرة اخرين ففعلت حتى اذا شبعوا ادخلت عشرة اخرين حتى شبع الجيش جميعا. وان الطعام احوى مما كان بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله وصلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد لا نزال في باب دلائل النبوة نبوة الكريم عليه الصلاة والسلام والله جل وعلا قد ايد نبيه عليه الصلاة والسلام بالدلائل الباهرة والحجج الظاهرة والايات البينة الدالة على صدقه عليه الصلاة والسلام وصدق ما جاء به صلى الله عليه وسلم وقد تنوعت هذه الدلائل والبراهين وجمعها اهل العلم في كتب خاصة عرفت بدلائل النبوة قد كانت الاحاديث الواردة في الدلائل كثيرة وقد كانت ايضا الدلائل التي ايد الله سبحانه وتعالى بها نبيه عليه الصلاة والسلام كثيرة وكان من هذه الدلائل تكثير الطعام تكفير الطعام بين يديه عليه الصلاة والسلام وحصل هذا في احوال مختلفة وبصفات متنوعة وفي امكنة متعددة في سفر وحضر ومن ذلكم ما جاء في هذا الحديث حديث جابر بن عبدالله رضي الله عنهما في قصة حفر الخندق وما اصاب المسلمين ذلك اليوم من الجهد والجوع شديد حتى ان النبي عليه الصلاة والسلام كما وصف جابر ربط على بطنه صخرة من الجوع ربط على على بطنه صخرة من الجوع وربط الصخرة انما يكون من شدة الجوع حتى تكون الصخرة ضاغطة على البطن وعلى المعدة فيخف الالم الجوع وشدته ويبقى ايضا البدن على استقامته يهون الامر شيئا قليلا فرأى النبي عليه الصلاة والسلام قد ربط صخرة من الجوع فذهب الى اهله يسأل هل عندهم طعاما هل عندهم من طعام فوجد عند اهله كما ذكر امدادا من دقيق وجاء في بعض الروايات ان الذي وجده قدره صاع من الدقيق وعناقا وهي الانثى من الماعز وتطلق هذه الكلمة على الصغيرة من الاناث من الماعز فما كان عنده الا هذا عناقا يعني انثى من المعز الصغيرة وصاع واحد من الشعير الدقيق الشعير فامرها ان تخبز هذا الصاع تعجنه وتخبزه تصنع منه خبزا وذبح العناق وهيا هذا الطعام وهو قليل لا يكفي الا نفرا قليلا ولا سيما وهم جياع فاتى النبي عليه الصلاة والسلام وقال اني صنعت لك ولنفر من اصحابك. طعاما فقال انطلق فهيئ طعامك حتى اتيك قال ففعلت ثم جاء النبي صلى الله عليه وسلم والجيش جميعا جاء والجيش جميعا لا البيت يستوعب جيشا كاملا ولا الطعام يكفي لجيش كامل وانما الطعام يكفي نفر قليل فجاء النبي عليه الصلاة والسلام والجيش معه. وقد علم عليه الصلاة والسلام ان الذي دعي له شيء قليل هيأه جابر رضي الله عنه له ولنفر قليل من اصحابه فقلت يا رسول الله انما هي عناق صنعتها وشيء من دقيق شعير لك ولنفر من اصحابك يعني ما عندنا هذا الذي يكفي للجيش باكمله. قال فدعا بالقصعة وهي وعاء يقدم فيه الطعام وقال ايد فيه يعني ضعفه الايدام والايدام هو هو اللحم القصعة فيها الخبز الذي من الشعير قد فت في القصعة والايدام هو اللحم ففعلت ثم ذكر عليه اسم الله عز وجل ودعا بالبركة. دعا الله سبحانه وتعالى ان يبارك في هذا الطعام ليكفي هذا العدد الكبير فاجاب الله سبحانه وتعالى دعوته وبارك في ذلك الطعام فاخذ يأمر بادخال هذا الجيش عشرة عشرة لا يستفاد من ذلك ان من السنة ان لا يزيد على المائدة اكثر من عشرة وانما كان يدخلهم عليه الصلاة والسلام عشرة عشرة لانها قصعة واحدة والقص عن واحدة لا يجتمع عليها عدد كبير الا في هذا الحدود فكان يدخلهم لاولا كونها قصعة واحدة ولكون المكان ايضا لا يستوعب دخول الجيش باكمله ليتناولوا جميعا. فلهذا جزأهم على اجزاء عشرة عشرة ففعل حتى اذا طعموا وشبعوا ثم خرجوا قال ادخل اخرين عشرة اخرين ففعلت حتى اذا شبعوا ادخلت اخرين الى ان شبع الجيش باكمله قال وان الطعام نحو مما كان وان الطعام نحوا مما كان وجاء ايضا في بعض الروايات فاكلنا نحن اي اهل البيت بعد ان اكل الجيش واهدينا لجيراننا واهدينا لجيراننا قوله واكلنا هذا يستفاد منه كما مر معنا نظيرا له في قصة ابي طلحة ان المضيف يأكل بعض اضيافه ولا سيما اذا كانوا كثيرين يحتاجون الى خدمة متابعة ونحو ذلك فيأكل بعد بعدهم واما اذا كانوا الاضياف واحدا او اثنين او في حدود ذلك يأكل معهم يؤانسهم في ظهر ان هذا بحسب المقام والله تعالى اعلم نعم قال رحمه الله تعالى وحدثنا البغوي عبدالله بن محمد بن عبد العزيز قال حدثنا محمد بن عبدالملك بن ابي الشوارب قال حدثنا جعفر ابن سليمان قال حدثنا الجعد ابو عثمان عن انس بن مالك عن جابر ابن عبد الله رضي الله عنهما قال شكى الناس الى رسول الله صلى الله عليه وسلم العطش قال فدعا فدعا بعس ودعا بماء فصبه فيه ثم وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده في العش ثم قال استقوا فرأيت العيون تنبع من بين اصابع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا نوع اخر من براهين النبوة ودلائلها الا وهو نبع الماء من بين اصابع النبي الكريم عليه الصلاة والسلام. وهذه اية عظيمة من ايات الله سبحانه وتعالى رآها الصحابة وشاهدوها باعينهم. يقول جابر فرأيت العيون تنبع بين اصابع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذه اية من ايات الله سبحانه وتعالى العظيمة الخارقة للعادة عادة الناس مألوفهم ان ينبع الماء من بين الاصابع هذا من ايات النبوة من ايات النبوة الباهرة فيقول جابر رضي الله عنه شكى الناس الى رسول الله صلى الله عليه وسلم العطش يعني قلة الماء وشدة الحاجة حاجة الناس اليه فدعا بعس وهو الوعاء الذي يوضع فيه الماء قدح كبير ودعا بماء فصبه فيه دعا بماء فصبه فيه ثم وظع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده في العش يعني هذا الوعاء الذي فيه ماء قليل ثم قال اه استقوا يعني خذوا حاجتكم قال فرأيت العيون تنبع من بين اصابع رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم قال رحمه الله تعالى اخبرنا ابو عبيد علي ابن الحسين ابن حرب القاضي قال حدثنا ابو الاشعث احمد ابن المقدام قال حدثنا خالد ابن قال حدثنا سعيد عن قتادة عن انس بن مالك رضي الله عنه قال اوتي النبي صلى الله عليه وسلم باناء فيه ماء ما يغمر اصابعه او لا يكاد يغمر يغمر اصابعه شك سعيد فجعلوا يتوضأون وجعل الماء ينبع من بين قال فقلنا لانس كم كنتم؟ قال زهاء ثلاثمائة ثم اورد حديث انس وهو بمعنى حديث جابر وهو شاهد له ان النبي عليه الصلاة والسلام اوتي باناء اام فيهما ما يغمر اصابعه ما هنا نافية اي لا يغمر اصابعه لا يغطي الماء اصابعه من قلة الماء الذي في الاناء ماء قليل جدا فبحيث ان النبي عليه الصلاة والسلام لما بسط يده في في الاناء في قاع الاناء ما كان الماء يغمر اصابع النبي عليه الصلاة والسلام او لا يكاد يغمر اصابعه شك سعيد الراوي فجعلوا يتوضأون وجعل الماء ينبع من بين اصابعه. وجعل الماء ينبع من بين قال فقلنا لانس كم كنتم يعني كم عدد الاشخاص الذين توظأوا من هذا الاناء الذي لم يكن فيه من الماء ما يغمر اصابع النبي عليه الصلاة والسلام قال زهاء ثلاث مئة يعني ما يقارب ثلاث مئة شخص توضؤوا من من ذلك الوعاء فهذا اية من ايات النبوة العظيمة نعم قال رحمه الله تعالى حدثنا ابو احمد هارون ابن يوسف قال حدثنا ابن ابي عمر يعني ابن يعني محمدا العدني قال حدثنا عبد الله ابن يزيد ابو عبدالرحمن المقرئ قال حدثنا عبدالرحمن بن زياد بن انعم عن زياد بن نعيم الحظرمي من اهل مصر قال سمعت زياد بن الحارث الصدائي صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدث قال اتيت النبي الصاد قال سمعت زياد ابن الحارث الصدائي صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدث قال اتيت النبي صلى الله عليه وسلم في بعض اسفاره فنزل رسول الله صلى الله عليه عليه وسلم منزلا حتى اذا طلع الفجر نزل فتبرز ثم انصرف الي وقد تلاحق اصحابه فقال هل من ماء يا اخا تضاء قلت لا الا شيء قليل لا يكفيك. فقال اجعله في اناء ثم اتني به فاتيته به فوضع كفه في الاناء رأيت بين كل اصبعين من اصابعه عينا تفور فقال لولا اني استحي من ربي عز وجل يا اخا صداع لسقينا واسق لسقينا واسقينا واسقينا. نادي في اصحابي من له حاجة في الماء فناديت فيهم فاخذ من اراد منهم نعم وهذا حديث زياد السودائي رضي الله عنه من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بمعنى آآ حديث جابر وكذلك حديث انس الذي قبله في نبع الماء من بين اصابع النبي الكريم عليه الصلاة والسلام قال فرأيت بين كل اصبعين من اصابعه عينا تفور يعني ينبع الماء ما ما بين كل اصبعين من اصابع رسول الله عليه الصلاة والسلام يعني ما بين الابهام والسبابة وما بين السبابة والوسطى وما بين الوسطى والتي تليها وهكذا ينبع ما ما بين كل اصبعين آآ ماء يقول رأيت بين كل اصبعين من اصابعه عينا تفور والحديث في اسناده عبدالرحمن الافريقي ضعيف لكن الاحاديث التي قبله تشهد لصحة معناه نعم قال حدثنا ابو القاسم عبد الله ابن محمد ابن عبد العزيز البغوي قال حدثنا عبيد الله بن محمد العيشي قال حدثنا عبد العزيز ابن مسلم قال تحدثنا يزيد بن ابي منصور عن ابيه عن ابي هريرة رضي الله عنه قال اصبت بثلاث بموت النبي صلى الله عليه وسلم وكنت ويحبه وخويدمه وبقتل عثمان رضي الله عنه والمزودة وما المزودة؟ قالوا يا ابا هريرة وما مزودة قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فاصاب الناس مخمصة قال فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم يا ابا هريرة هل من شيء؟ قلت نعم شيء من تمر في مزود. قال ائتني به فاتيت به فاتيته به فادخل يده فاخرج قبضة فبسطها. ثم قال ادعوا لي عشرة فدعوت له عشرة فاكلوا وحتى شبعوا ثم ادخل يده فاخرج قبضة فبسطها ثم قال ادعوا لي عشرة فدعوت له عشرة فاكلوا حتى شبعوا. فما زال يصنع ذلك حتى اكل الجيش كلهم وشبعوا. ثم قال لي خذ ما جئت به وادخل يدك واقبضه ولا تكبه قال ابو هريرة رضي الله عنه فقبضت نعم وادخل يدك واقبضه ولا تكبه. يعني خذ منه اخذا بقبضة يدك ولا تكبه كبا حتى نام احسن الله اليك. قال ابو هريرة رضي الله عنه فقبضت على اكثر مما جئت به قال ابو هريرة الا احدثكم عما اكلت منه؟ اكلت حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم واطعمت. وحياة ابي بكر رضي الله عنه واطعمت وحياة عمر رضي الله عنه واطعمت وحياة عثمان رضي الله عنه واطعمت فلما قتل عثمان رضي الله عنه انتهبت مني فذهب المزود ثم اورد رحمه الله تعالى هذا الحديث عن ابي هريرة رضي الله عنه يقول فيه اصبت بثلاث بموت النبي عليه الصلاة والسلام وآآ كنت آآ قال اصبت بثلاث بموت النبي صلى الله عليه وسلم وكنت صويحبه وخويدمه تصوير صاحب وتصوير خادم وبقتل عثمان رضي الله عنه والمزود او المزودة ومن مزودة. يعني ايضا اصيب بهذه المزودة التي جعل الله سبحانه وتعالى فيها بركة عظيمة فقيل له وما المزودة؟ قال كنا مع الرسول صلى الله عليه وسلم فاصاب الناس مخمصة اي شدة ومجاعة فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم يا ابا هريرة هل من شيء؟ قلت نعم شيء من تمر في مزود قال فاتني به فاتيت به فادخل يده فاخرج قبضة فبسطها ثم قال ادع لي عشرة فدعوت له عشرة فاكلوا حتى شبعوا ثم ادخل يده فاخرج قبضة فبسطها ثم قال ادع لي عشرة فدعوت له عشرة فاكلوا حتى شبعوا فما زال يصنع ذلك حتى اكل الجيش كله وشبعوا ثم قال لي خذ ما جئت به وادخل يدك واقبضه ولا تكبه ولا تكبه قال ابو هريرة فقبضت على اكثر مما جئت به وذكر رضي الله عنه البركة التي جعلها الله سبحانه وتعالى في هذا انه اكل في حياة النبي عليه الصلاة والسلام وحياة ابي بكر وحياة عمر وحياة عثمان الى ان انتهب وذهب المزود وذهب المزود والحديث في الاسناد آآ في الاسناد ابو منصور الراوي عن ابي هريرة لا تعرف حاله وجاء له شاهد مختصرا عند الترمذي رحمه الله تعالى قد قواه بعض اهل العلم بما له من شواهد والا الاسناد الذي بين ايدينا فيه هذا الرجل الذي لا يعرف او لا تعرف حاله نعم قال رحمه الله تعالى حدثنا ابو محمد يحيى ابن محمد ابن صاعد قال حدثنا سعيد ابن يحيى ابن سعيد الاموي قال حدثنا ابي قال حدثنا عمر ابن قال اخبرنا مجاهد عن ابي هريرة رضي الله عنه قال والذي لا اله غيره ان كنت لاشد الحجر على بطني من الجوع. وان كنت ولا اعتمد بكبدي على الارض من الجوع ولقد قعدت يوما على طريقهم الذي يخرجون منه فمر بي ابو بكر رضي الله عنه فسألته عن اية من كتاب الله عز وجل ما اسأله عنها الا ليستبعني فمر ولم يفعل ثم مر بي ابو القاسم صلى الله عليه وسلم فعرف ما في نفسه وما في وجهه فتبسم ثم قال ابا هر الحق فاتبعته فدخل فاذن لي فوجد صلى الله عليه وسلم لبنا في قدح فقال لاهله من اين لكم هذا اللبن قالوا اهداه لك فلان او ال فلان فقال لي يا ابا هريرة انطلق الى اهل الصفة فادعهم قال فاحزنني ذلك الصفة اضياف الاسلام لا يأوون الى اهل ولا مال. اذ جاءت صدقة اذا جاءت صدقة ارسل بها اليهم ولم يذر منها شيئا واذا جاءته هدية ارسل اليهم فاشركهم فيها واصاب منها. فاحزنني ارساله اياه وقلت كنت ارجو ان اشرب من هذا اللبن شربة اتغذى بها فما يغني هذا اللبن من اهل الصوفة وانا الرسول؟ فاذا جاءوا امرني وكنت اعطيهم قال ولم يكن من طاعة الله وطاعة رسوله بد. فانطلقت اليهم فدعوتهم فاقبلوا واستأذنوا فاذن لهم فاخذوا مجالسهم من البيت فقال اي ابا هر قلت لبيك يا رسول الله قال قم فاعطهم. قال فاخذت القدح اعطي الرجل فيشرب حتى يروى. ثم يرده اليه ثم اعطي الاخر فيشرب حتى يروى ثم ثم يرده الي حتى روى جميع حتى روى جميع القوم وانتهيت الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاخذ القدر وضعه على يده ثم رفع رأسه اليه فنظر الي فتبسم وقال ابا هر؟ قلت لبيك يا رسول الله؟ قال اقعد اشرب فقعدت فشربت وقال اشرب فشربت وقال اشرب فشربت فما زال يقول اشرب واشرب حتى قلت والذي بعثك بالحق ما اجد له مسلكا قال فرددت اليه الاناء فسمى وحمد الله وشرب منه. ثم اورد رحمه الله تعالى هذا الحديث هو في صحيح البخاري في قصة ابي هريرة رضي الله عنه ويقسم بالله الذي لا اله الا هو انه قد اصابه مرة الجوع الشديد والحاجة الى الطعام حتى انه من شدة الجوع كان يعتمد بكبده على الارض من الجوع يعني من اجل ان يسكن الم الجوع وشدته يعتمد بكبده اي يلصق آآ كبده وبطنه بالارض ويظغط عليها حتى يسكن الم الجوع وشدة الجوع فقعد على الطريق الذي يخرجون منه يعني حتى ينتبه له احد يرى من حاله يستتبعه يعني يطلب منه ان يتبعه فمر به اه ابي بكر رضي الله عنه يقول فسألته عن اية من كتاب الله ما اسأله عنها الا ليستبعني يعني حتى ينتبه لي يرى حالي فيستتبعني معه اي يطلب ان ان اتبعه. قال ولم يفعل ثم مر بابو القاسم صلى الله وسلم فعرف ما في نفسي وما في وجهه فعرف ما في نفسي وعرف في ما في وجهي ولعله والله تعالى اعلم ان ابا بكر لم ينتبه يعني لم ينتبه وهذا يحصل يعني للانسان يعني قد يكون خروج المرء او او حالة في امر مثلا قد اهتم به او شغله فلا ينتبه لامور ينتبه لها لكن قد لا ينتبه الانسان وهذا فيه قصص يعني تأتي في في السيرة عجيبة جدا يعني قد يكون الانسان يمر باخيه ولا يسلم عليه لا لشيء في نفسه وانما لم ينتبه يكون في قلبه امر اهمه او اشغله مثل قصة الذكر وهي في المسند لما مر به عمر وسلم عليه فما رد عثمان السلام ما انتبه فذهب عمر الى ابي بكر واخبره بذلك واتيا الى عثمان فقال والله ما شعرت قال والله ما شعرت وانما آآ اهمني امر فسأله عنه ابو بكر قال كنت افكر في نجاة الامر كنت وهو المبشر بالجنة رضي الله عنه يفكر وقد اهمه الامر كيف تكون النجاة يوم القيامة ومر به عمر ما انتبه سلم عليه ما انتبه ومشغول كيف ينجو يوم القيامة؟ وكيف تكون النجاة يوم القيامة والحديث طويل وهو في مسند الامام احمد فالحاصل قد يحصل مثل هذا. فابو بكر رضي الله عنه مر به ولعلهما ما انتبه الحالة او الشدة التي كان عليها ثمان النبي صلى الله عليه وسلم مر به فعرف ما في نفسه وما في وجهه فتبسم وهذا التبسم للاناث والملاطفة ثم قال ابا هر الحق فاتبعته فدخل فاذن لي او فاذن لي فوجد صلى الله عليه وسلم لبنا في قدح فقال لاهله من اين لكم هذا اللبن؟ قال قالوا اهداه لك فلان او ال فلان يسأل لان ما يؤتى به الى بيته على نوعين اما هدية او صدقة ولا يأكل الصدقة عليه الصلاة والسلام فاذا كان هدية اكل او شرب واشرك غيره فيه وان كان صدقة جعله للمحتاجين و اه الفقراء وخاصة من يعرفون اضياف الاسلام وهم اهل الصفة من يأتون الى المدينة اضيافا يسكنون في الصفة ويقدم لهم من اه هذا الطعام الذي هو من اه الصدقات التي اه ترسل الى النبي الكريم عليه الصلاة والسلام قال ابو هريرة واهل الصفة اضياف الاسلام لا يؤون الى اهل ولا مال. يعني فقرا ما عندهم مال ولا عندهم اهل في فيكون اه سكنه من موطن اقامتهم الصفة الصفة فيقيمون فيها ثم يأتيهم الطعام من الصدقات التي ترسل ويبعث بها الى رسول الله صلوات الله وسلامه عليه فامره ان يدعو اهل الصفة امره ان يدعوهم لهذا اللبن الذي اهدي الى النبي صلى الله عليه وسلم. يقول ابو هريرة وهو الان في شدة الجوع. قال فاحزنني رسالة اياي وقلت كنت ارجو ان اشرب من هذا اللبن شربة اتغذى بها. يعني تشبع جوعته الشديدة والصفة فيها خلق فيها عدد يقول فما كان هناك بد من آآ الامتثال لامر النبي عليه الصلاة والسلام وآآ ذهبت ودعوتهم واعطاهم فشربوا واحدا واحدا والذي يقدم لهم اللبن ابو هريرة لانه خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم مر معنا في الحديث الذي لا الصويحبة وخادمة فكان يقوم على هذه الخدمة يعطيهم واحدا واحدا ثم يقول رضي الله عنه آآ لما انتهى الجميع شربا وشبعوا اخذ عليه الصلاة والسلام القدح فوضعه على يده ثم رفع رأسه اليه فنظر الي فتبسم لانه يعرف ان ابا هريرة كان مشفقا ان لا يبقى له شيء وان لا يكون له نصيب فقال ابا هر قلت لبيك يا رسول الله قال اقعد فاشرب فقعدت فشربت. قال اشرب قال فشربت قال اشرب قال فشربت فما زال يقول اشرب وهذا اخذ منه العلماء جواز الشبع. لو لم يكن هذا الامر جائزا لما فعله النبي عليه الصلاة والسلام قال فشربت حتى قلت والذي بعثك بالحق ما اجد له مسلكا يعني شبع تماما رضي الله عنه ما اجد له مسلكا اي لا اجد اه مجالا فرددت اليه لكن هذا الشبع هذا الشبع الذي دل على جوازه هذا الحديث لا يكون امرا معتادا لان النبي عليه الصلاة والسلام صح عنه في الحديث الاخر قال بحسب ابن ادم قال ما ملأ ابن ادم وعاء شرا من بطن بحسب ابن ادم لقيمات يقمن صلبه لقيمات يقمن صلبه الشبع جائز ولا سيما وقت الحاجة وقت الشدة اذا وجد الانسان لكن ان يكون دوما فهذا مثل ما جاء شر على الانسان ما ولأ ما ملأ وعاء شرا من من بطن نعم قال اه قال والذي بعثك بالحق ما اجد له مسلكا ما اجد له مسكن يعني شبع تماما رضي الله عنه فرددت اليه الاناء فسمى وحمد الله وشرب منه نعم. قال رحمه الله تعالى ايضا فيه تواضع النبي عليه الصلاة والسلام العظيم. يعني شرب اخر القوم صلوات الله وسلامه وبركاته عليه. نعم قال رحمه الله تعالى وحدثنا ابو محمد بن صاعد قال حدثنا محمد بن عوف بن سفيان الطائي الحمصي قال حدثنا عثمان بن سعيد بن كثير بن دينار قال حدثنا محمد بن مهاجر عن عروة ابن رويم انه ذكر له ذكر انه ذكر له ان ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه سلم قال نزل بنا ضيف بدوي فجلس به رسول الله صلى الله عليه وسلم امام بيوته فجعل يسأله عن الناس كيف فرحهم بالاسلام؟ وكيف حدبهم على الصلاة فما زال يخبره من ذلك بالذي يسره حتى رأيت وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم نظرا. حتى اذا انتفخ حتى اذا انتفخ النهار وحان اكل الطعام ان يؤكل دعاني فاشار الي مستخفيا لا يألو ان اتي لا يألو ان ائت بيت عائشة رضي الله عنها فاخبرها ان لرسول الله صلى الله عليه وسلم ضيفا قالت والذي بعثه بالهدى ودين الحق ما اصبح في بيتنا شيء يأكله احد من الناس. فردني الى نسائه كلهن بما اعتذرت به عائشة رضي الله عنها حتى رأيت لون رسول الله صلى الله عليه وسلم كسف. كشف. كسف وكان البدوي عاقلا ففطن فما زال البدوي يعارض رسوله يعني تغير اللون احسن الله اليكم حتى رأيت فما زال البدوي يعارض رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى قال ان اهل البادية معانون في زماننا لسنا كاهل الحظر انما يكفي احدنا القبضة من التمر يشرب عليها او الشربة من او الشربة من اللبن. فذلك الخصب مرت عند ذلك عنز لنا قد احتلبت كنا نسميها ثمرا. فدعا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم باسمها وقال ثمرا ثمر فاقبلت اليه تحمحم فاخذ برجلها ومسح ضرعها وقال بسم الله فحفلت فدعاني بمحلب لنا فاتيته به فحلب قال بسم الله فملأه ثم قال ادفع باسم الله فدفعت الى الضيف فشرب منه شربة ضخمة ثم اراد ان يضعه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم علم فعاد. ثم اراد ان يضعه فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم عن فكرر حتى وشرب ما شاء الله ثم حلب فيه حلب فيه وقال بسم الله وملأه ثم قال ابلغ هذا عائشة فلتشرب منهما بدا لها ثم رجعت اليه فحلب فيه وقال بسم الله فملأه ثم ارسلني الى نسائه كلما شربت امرأة ردني الى الاخرى وقال بسم الله حتى بدهن كلهن ثم رددت اليه وقال بسم الله قال ارفع الي فرفعته فقال بسم الله فشرب ما الله ثم اعطاني فلم الوا ان اضع شفتي شفتي على درج القدح فشربت شرابا احلى من العسل واطيب من المسك. وقال اللهم بارك لاهلها فيها ثم اورد رحمه الله تعالى هذا الحديث في حديث ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم في قصة الضيف من البادية الذي نزل برسول الله صلى الله عليه وسلم جلس امام بيوته فجعل يسأله الناس كيف فجعل يسأله الناس كيف فرحهم بالاسلام وكيف حدبهم على الصلاة نعم فجلس به رسول الله صلى الله عليه وسلم امام بيوته فجعل يسأله عن الناس يعني في في في بلده وموطنه عن فرحهم بالاسلام وكيف حدبهم على الصلاة؟ انظر عظم شأن الصلاة ومكانتها عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وسؤاله عنها كيف حدبهم؟ كيف مواظبة الناس على الصلاة؟ فكان هذا من اولى اولويات اهتمامات النبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه فما زال يخبرهم من ذلك بالذي يسره. اي في مواظبة الناس اه عنايتهم بها وحفاظهم عليها حتى رأيت وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم نظرا يعني من النظرة والبهاء فرحا بعناية الناس و مواظبتهم على الصلاة حتى اذا انتفخ النهار وحان اكل الطعام ان يؤكل دعاني فاشار الي مستخفيا آآ لا يألو ان ائت بيت عائشة. يعني هذا ايضا في مراعاة حال الضيف ما قال امام الضيف انظر آآ في البيت هل عندنا طعام؟ هذا مما لا يقال لانه يدخل على الضيف من الحرج ما لا يخفى فقال لي عليه الصلاة والسلام مستخفيا ائت بيت عائشة فاخبرها ان لرسول الله صلى الله عليه وسلم ضيفا فذهب ولم يجد لا في بيت عائشة ولا في بيت بقية ازواج النبي صلى الله عليه وسلم ما يأكله احد من الناس ثم ذكر ما يتعلق الشاة وآآ التي تعرف بثمرا فدعاها باسمها عليه الصلاة والسلام حلب منها واعطى الضيف حتى شرب قال آآ وشرب شربة ظخمة يعني مشبعة كافية ثم اراد ان يضعه يعني اكتفى فقال له النبي صلى الله عليه وسلم عل يعني اشرب اخرى والعل هذا معناه العل هذا معناه يعني آآ ان يشرب الانسان حتى يكتفي ثم يشرب اخرى فهذا هو العل ولهذا سميت الزوجة على الزوجة علة مثل ما جاء في الحديث قال عليه الصلاة والسلام نحن الانبياء ابناء علت العلات الزوجة على الزوجة الزوجة على الزوجة يقال لها علة بفتح العين وان كان بعظ النساء يسمينها علة فالعلة هي الزوجة على الزوجة يعني لانه شرب من هذه ايضا بعدها شرب منه او نهل من هذه ثم من من الاخرى ولهذا يسمين علات لهذا المعنى. فقال له النبي صلى الله عليه وسلم عل الشرب بعد الشرب هذا هو فقال له عل فعاد ثم اراد ان يضع فقال عل فكر حتى امتلأ وهذا يدل على ما دل عليه حديث الذي قبله جواز اه الشبع لكن لا يكون اه حالا دائمة قال وشرب ما شاء الله ثم حلب فيه وقال بسم الله وملأ وملأ ثم قال ابلغ هذا عائشة فلتشرب ثم شربت ورجع به ثم ارسل الى نسائه فشربن كلما شربت امرأة ردني الى الاخرى وقال بسم الله حتى بدهن كلهن يعني كفاهن كلهن ثم رددت اليه وقال بسم الله ارفع اليه فرفعته فقال بسم الله فشرب ما شاء الله ثم اعطاني فلم الوا ان اضع شفتي على درج القدح طرفه فشربت شرابا احلى من العسل واطيب من المسك. وقال اللهم بارك لها لاهلها فيها يعني الشاة آآ الاسناد آآ عروة ابن روين ذكر انه لم يسمع من ثوبان فالاسناد فيه انقطاع بين عروة وثوبان قال عن عروة ابن رويم انه ذكر له ان ثوبان مولى رسول الله ففيه انقطاع بين عروة وثوبان رضي الله عنه مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم والباب لا يزال فيه بقية بهذا القدر ونسأل الله الكريم ان ينفعنا اجمعين بما علمنا. وان يزيدنا علما وتوفيقا وتسديدا اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا ولولاة امرنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات انه تبارك وتعالى غفور رحيم. سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه. جزاكم الله خيرا