الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد يقول الامام ابو بكر محمد بن الحسين الاجري رحمه الله تعالى وحدثنا ابن صاعد قال حدثنا يوسف ابن موسى قال حدثنا العلاء ابن عبدالجبار قال حدثنا حماد بن سلمة قال ابن صاعد وحدثنا محمد بن عبدالملك بن زنجويه قال حدثنا ابو النعمان ابو النعمان عار قال حدثنا حماد بن سلمة عن الرحمن ابن ابي رافع عن عمته سلمى عن ابي رافع رضي الله عنه قال دخل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم وعندنا شاة مصلية فقال يا ابا رافع ناولني الذراع فناولته فاكله ثم قال يا ابا رافع ناولني الذراع. فناولته فاكله. فقال يا ابا رافع ناولني الذراع فقلت وهل للشاة الا ذراعان؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو سكت لاعطيتني ما دعوت بها بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين. اما بعد لا نزال في باب دلائل النبوة قد ساق المصنف الامام الاجري رحمه الله تعالى جملة من الاحاديث في هذا الباب ثم اورد هنا حديث ابي رافع رضي الله عنه ان النبي عليه الصلاة والسلام دخل عليهم وعندهم شاة مصلية يعني اه مشوية صليت على النار اي شوية عليه فقال يا ابا رافع ناولني الذراع ناولني الذراع تناولت فاكله ثم قال يا ابا رافع ناولني الذراع اي الاخر تناولته فاكله فقال يا ابا رافع ناولني الذراع للمرة الثالثة ومن المعلوم ان الشاة ليس لها الا ذراعان فناوله الاول ثم طلب الثاني فناوله ثم طلب المرة الثالثة فقلت وهل للشاة الا ذراعان وهل للشاة الا ذراعان؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو سكت لاعطيتني ما دعوت بها لو سكت هذه الاية هنا من ايات النبوة قال لو سكت لاعطيتني ما دعوت بها يعني لو لم تقل هذه الكلمة وامتثلت لاعطيتني ثم لو طلبت رابعة اعطيتني وخامسة اعطيتني لان الله سبحانه وتعالى لا يعجزه شيء وهذا من جنس تكفير الطعام بين يديه صلوات الله وسلامه عليه فالاية هنا في قوله لاعطيت لو سكت لاعطيتني ما دعوت بها. يعني حتى لو تكرر هذا الطلب اكثر من مرة لا لاعطيتني يعني لوجدت ذراعا اخر وثالث ورابع وهكذا فهذه اية من ايات النبوة وفي هذا الحديث دليل على ايضا ما جاء في احاديث عديدة ان احب اللحم للنبي عليه الصلاة والسلام الذراع وذكر العلماء فيه امورا عديدة في تفظيله على غيره من اللحم ومن ذلكم بعده عن موضع الاذى وكونه في مقدمة اه الشاة وكونه اسرع اللحم نضجا وايضا اكثره فائدة الى غير ذلك مما ذكر اهل العلم رحمهم الله تعالى وقد جاء في حديث عن عائشة رضي الله عنها انها عللت ذلك بقولها لانه اسرعه نضجا. جاء عنها ذلك رضي الله عنها قالت لان لانها اعجلها نضجا يعني اعجل الشاة نضجل لان لحمها آآ طري اكثر من من ما يكون على الظهر او في او في مؤخرة الشاة الحاصل ان هذا آآ احب اللحم الى النبي الكريم عليه الصلاة والسلام وهو اطيبه لان عليه الصلاة لانه عليه الصلاة والسلام انما يحب الاطيب نعم قال رحمه الله تعالى وحدثنا ابو احمد هارون ابن يوسف ابن زياد قال حدثنا ابن ابي عمر يعني محمدا العدني قال حدثنا حسين ابن علي الجعفي قال حدثنا زائدة بن قدامة الثقفي عن حصين عن سالم بن ابي الجعد قال حدثنا النعمان ابن مقرن قال قدمنا على رسول صلى الله عليه وسلم في اربعمائة من مزينة. قال فامرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ببعض امره. فقال بعض القوم يا رسول الله ما معنى طعام نتزوده؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا عمر زودهم فقال قال عمر يا رسول الله ما عندي الا فضلا من تمر ما ارى ان يغني عنهم شيئا. قال فانطلق فزودهم. قال فانطلق قبلنا ففتح لنا علية فاذا فيها فضلة من تمر مثل البعير الاورق. قال فاخذ القوم حاجتهم وكنت في اخر القوم. فالتفت وما افقد منه موضع تمرة وقد احتمل منه اربعمائة رجل ثم اورد رحمه الله تعالى هذا الحديث في قصة هذا الوفد الذي جاء الى النبي عليه الصلاة والسلام من مزينة وعددهم يبلغ الاربع مئة رجل فذكر لهم او امرهم عليه الصلاة والسلام بعض امره لانهم كانت تأتيه الوفود عليه الصلاة والسلام فيأمرهم اي بما امره الله سبحانه وتعالى به من فرائض الدين وواجباته واعماله العظيمة فامرهم عليه الصلاة والسلام ببعض امره فقال بعض القوم يا رسول الله ما معنى طعام؟ فزودنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا عمر زودهم قال ما عندي الا فضل اه تمر يعني قليل من آآ التمر آآ ما ارى ان يغني عنهم شيئا يعني هذا العدد الكبير ما عندي الا قليل من التمر ما ارى انه يغني عنه هم اي هذا العدد الكبير شيئا قال فانطلق فزودهم قال فانطلق فزودهم اي بهذا الذي عندك. قال فانطلق فانطلق بنا ففتح لنا عليا العلية جمع علالي وهي الغرفة المبنية الذي التي يحفظ فيها الطعام فتح لنا علي فاذا فيها فظل فظلة فاذا فيها فظلة من تمر مثل البعير الاورق مثل البعير الاورق يعني لون التمر ليس اسود وانما فيه يعني فيها دخله شهبة او نحو ذلك ليس اسودا ناصعا السواد وهو اطيب التمر فيقول فاذا فيه فضلة من من تمر مثل البعير الاورق قال فاخذ القوم حاجتهم اخذ القم هذي اية النبوة هنا اخذ القوم حاجتهم. وكنت في اخر القوم يقول النعمان ابن مقرن رضي الله عنه يقول كنت في اخر القوم فالتفت وما افقد منه موضع تمرة يعني مع انهم كل منهم اخذ حاجته بقي التمر على ما كان عليه ما كأنه اخذ منه شيء فهذه اية من ايات النبوة يقول وقد احتمل منه اربع مئة رجل اربع مئة رجل كلهم احتملوا حاجتهم من هذا التمر ومع ذلك يقول بقي التمر وكأنه لم يؤخذ منه شيء فهذه من ايات النبوة ودلائلها. نعم قال رحمه الله تعالى حدثنا ابو بكر عبد الله بن محمد بن عبد الحميد الواسطي قال حدثنا ابو هشام الرفاعي قال حدثنا ابو بكر ابن عياش قال حدثنا عاصم عن زر عن عبدالله رضي الله عنه يعني ابن مسعود قال كنت ارعى غنما لعقبة ابن ابي معيث فأتى فأتى علي رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه ابو بكر. فاتى علي رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه ابو بكر فقال يا غلام هل معك من لبن؟ قلت لا يا رسول الله. قال فاذنني فاذنني بشاه فأتيته بجذعة لم يمسها الفحل فمسح ضرعها ودعا بالبركة ثم حلب في قعب فشرب ثم ناول ابا بكر شرب ثم قال للضرع اقرص فقلص ثم اورد رحمه الله تعالى هذا الحديث عن ابن مسعود عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه يقول ابن مسعود كنت ارعى غنما لعقبة ابن ابي معيط. هذا قبل ان يسلم عبد الله بن مسعود يعني هذه القصة قبل اسلامه بل انها هذه القصة هي سبب اسلامه رضي الله عنه يقول مر النبي صلى الله عليه وسلم علي وانا ارعى غنم غنما لعقبة بن ابي معيط وهذا قبل اسلام عبد الله بن مسعود قبل ان يسلم فمر به النبي صلوات الله وسلامه عليه وقال يا غلام هل معك من لبن؟ قلت لا يا رسول الله قال فاذني بشاة فاتيته بجذعة لم يمسها الفحل مثل هذه لا حليب فيها. الجذعة التي لم يمسها الفحل لم تحمل بعد. هذه لا يكون فيها حليم فأتيته بجدعة لم يمسها الفحل فمسح ضرعها ودعا بالبركة ثم حلب في قعد يعني قدح من خشب يستعمل في شرب اللبن فشرب ثم ناول ابا بكر فشرب ثم قال للضرع اخلص فقلص يعني رجع الى حاله الاولى رجع الى حاله الاولى. لان النبي عليه الصلاة والسلام لما دعا امتلأ الضرع بالحليب فحلب من عليه الصلاة والسلام ثم قال له اخلص فقلص اي رجع الى الحالة الاولى التي كان عليها. جاء في بعض الطرق لهذا الحديث ان هذه القصة كانت سبب تسلم عبد الله بن مسعود اه رضي الله عنه وهو من من اوائل من اسلم. جاء عنه رضي الله عنه في الخبر قال رأيتني سادس ستة في الاسلام فهو من اوائل رضي الله عنه من اه اسلم وامن بالنبي الكريم صلى الله عليه وسلم ومما يستفاد من هذه القصة ان الدلائل النبوة تفيد غير المسلم ان اراد الله به خيرا الدخول في هذا الدين لانها اية باهرة عظيمة فتفيده اه الدخول في هذا الدين ومرة معنى نظائر لهذا وايضا المسلم تفيده دلائل النبوة والوقوف عليها زيادة الايمان زيادة الايمان وقوة اليقين والتصديق لانه عندما يقف على هذه الدلائل العظيمة لا تزيده الا ايمانا. نعم قال رحمه الله تعالى حديث الحنانة حديث كذا ضبطت عنده. ها؟ الحنانة. بالنون؟ نعم قال رحمه الله تعالى حدثنا ابو جعفر احمد بن يحيى الحلواني قال حدثنا سعيد بن سليمان عن سليمان ابن كثير عن ابن شهاب عن سعيد للمسيب عن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب الى جذع الى نخلة من قبل ان يوضع المنبر فلما وضع المنبر وصعد النبي صلى الله عليه وسلم حن ذلك الجذع حتى سمعنا حنينا فاتاه النبي صلى الله عليه وسلم فوظع يده عليه فسكن قال واخبرنا ابو عبيد علي ابن الحسين ابن حرب القاضي قال اخبرنا ابو الاشعث احمد بن المقدام قال حدثنا المعتمر بن سليمان عن عن ابيه عن ابي نظرة عن جابر رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم الى جنب صخرة او خشبة او شيء يستند عليه يخطب يستند عليه يخطب ثم اتخذ منبرا فكان يقوم عليه فحنت تلك التي كان يقوم عليها حنينا سمعه اهل المسجد فاتاها رسول الله صلى الله عليه وسلم فمسحها او قال لمسها فسكنت قال رحمه الله تعالى حديث الحنانة حديث الحنانة المراد الحنانة الخشبة التي كان يخطب اه الى جنبها عليه الصلاة والسلام ومضى على ذلك مدة من الزمان ثم لما كثر الناس اه اشاروا على النبي عليه الصلاة والسلام ان يخطب على منبر يرتقي عليه حتى يراه البعيد ويسمع صوته وهذه فائدة المنبر المنبر يساعد على وصول الصوت للشخص البعيد وايضا يراها الناس يراها الناس عندما يكون مرتفعا على شيء فاشاروا عليه بذلك وافق عليه الصلاة والسلام وصنع له منبر من عتبتين فكان يخطب عليه وترك القيام الى جنب ذلك الجذع او تلك الخشبة فحنت حنينا سمعه جميع من في المسجد حنين الشخص الوالد المتألم ومن في المسجد سمعوا حنين هذا الجذع جذع شجرة يابس خشب وحن شوقا الى النبي عليه الصلاة والسلام وسيأتي معنا كلام الحسن البصري رحمه الله اذا كان هذا جذع حن الى النبي فكيف بالانسان لا يقوم فيه هذا الشوق هذا الوله وهذه الرغبة فحن الى النبي عليه الصلاة والسلام الحديث جاء من طرق كثيرة صحيحة مشهورة وسماه المصنف بحديث الحنانة يعني نظرا للصوت صوت هذا الجذع او هذه الشجرة او هذا هذه الخشبة الصوت الذي صدر منها وهو الاية. من ايات النبوة حن شوقا الى النبي الكريم عليه صلوات الله و السلام اورد هذا الحديث اولا ساقه المصنف من طرق وكما اشرت له طرق كثيرة صحيحة مشهورة فاورد المصنب بعض طرق هذا الحديث بدأها بحديث جابر رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب على نخلة او الى جذع نخلة يعني يقف قريبا منه. آآ الى جنبه من قبل ان يوضع المنبر. من قبل ان يوضع فلما وضع المنبر وصعد النبي عليه الصلاة والسلام حن ذلك الجذع حتى سمعنا حنينا. فاتى اتاه النبي فوظع يده عليه فسكن. وفي الرواية الاخرى قال فحنت تلك التي كان يقوم عندها حنينا سمعه اهل المسجد فاتاها رسول الله صلى الله عليه وسلم فمسحها او قال لمسها فسكنت. هذا المسح مثل المواساة والتسلية والاناث فسكنت فسكنت كان لها صوت واستمر هذا الصوت صوت الحنين حنين الوالة حتى جاء النبي صلى الله عليه وسلم ووضع يده عليها مسحها فسكنت فهذه اية من ايات النبوة نعم قال رحمه الله تعالى حدثنا ابو القاسم عبد الله ابن محمد ابن عبد العزيز البغوي قال حدثنا شيبان ابن ابي شيبة قال حدثنا بن فضالة قال اخبرنا الحسن عن انس بن مالك رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب يوم الجمعة الى جنب خشبة يسند ظهره اليها. فلما كفر فلما كثر الناس قال ابنوا لي منبرا فبنوا له عتبتين. فلما قام على على المنبر يخطب حنة الخشبة الى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال انس وانا في المسجد فسمعت الخشبة تحن حنين الوالد فما زالت تحن حتى نزل اليها فاحتضنها فسكنت قال فكان الحسن اذا حدث بهذا بكى ثم قال يا عباد الله الخشبة تحن الى رسول الله صلى الله عليه وسلم شوقا اليه لمكانه من الله عز وجل فانتم احق ان تشتاقوا الى لقائه قال وحدثنا ابو محمد بن صاعد قال حدثنا الحسين بن الحسن المروزي قال اخبرنا عبد الله بن المبارك قال اخبرنا المبارك بن فضالة عن الحسن قال حدثني انس بن مالك رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يخطب يوم الجمعة ويسند ظهره الى خشبة فلما كثر الناس قال ابنوا لي منبرا فبنوا له منبرا انما كانت عتبتين فتحول من الخشبة الى المنبر فحنت والله الخشبة حنين الوالي قال فقال انس فانا والله في هذا المسجد اسمع ذلك فوالله ما زالت تحن حتى نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم من المنبر فمشى اليها فاحتضنها فسكنت فبكى الحسن وقال يا معشر المسلمين الخشب يحن الى رسول الله صلى الله عليه وسلم افليس الرجال الذين يرجون لقاءه احق افليس الرجال الذين يرجون لقاءه احق ان يشتاقوا اليه. اورد رحمه الله تعالى حديث انس رضي الله عنه ونظير الذي قبله في ذكر حنين هذا الجذع شوقا الى النبي الكريم صلوات الله وسلامه وبركاته عليه فحنى جذع جذع شجرة يابس حن الى النبي لما انتقل من القيام الى جواره او عنده الى المنبر الذي وضع للنبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه وفي هذا الحديث يقسم آآ انس رضي الله عنه يؤكد الخبر يقول آآ رظي الله عنه فحنت والله لان امر عظيم باهر قال حنت والله الخشب حنين الوالد قال انس فانا والله في هذا المسجد اسمع ذلك كل هذا من باب تأكيد هذا الامر وانه صوت سمع صوت هذا الحنيف في آآ المسجد حنينة جذع الى الرسول عليه الصلاة والسلام شوقا اليه لمكانه عند الله سبحانه وتعالى وفي هذا الحديث حديث انس رضي الله عنه ذكر لسبب اتخاذ المنبر ذكر لسبب اتخاذ المنبر وان السبب في ذلك انه لما كثر الناس اصبحت الحاجة مقتضية لذلك حتى يسمعه من هو بعيد فاتخذ المنبر وقام عليه النبي صلى الله عليه وسلم يخطب فحن ذلك الجذع شوقا الى النبي الكريم عليه الصلاة والسلام. الحسن البصري من ائمة التابعين ان رحمه الله تعالى روى هذا الحديث وبكى روى هذا الحديث وبكى وقال يا عباد الله يا عباد الله الخشبة تحن الخشبة تحن الى رسول الله. صلى الله عليه وسلم شوقا اليه لمكانه من الله عز وجل فانتم احقا تشتاقوا الى لقائه انتم احق ان تشتاقوا الى لقائه. حقيقة هذا الحديث في موعظة عظيمة جدا اذا كانت اه خشبة حنت لصوته وقربه منها عليه الصلاة والسلام فكيف بالادمي المكلف الذي يعقل ويفهم ويعرف وقف على ما يدل على المكانة العظيمة لهذا النبي الكريم عليه الصلاة والسلام فلما لا يقوم في قلبه شوق لاحاديث النبي عليه الصلاة والسلام شوق لسنته والتمسك بها حتى ينال من ثمار ذلك ان يكون معه يوم القيامة ويحشر في زمرته وان يلقاه ويراه ويجتمع به في جنات النعيم المؤمن اولى واحق ان يقوم في قلبه هذا الشوق وهذا الشوق الذي ذكره الحسن البصري رحمه الله تعالى هو شوق بسنة لان بعض الناس قد يكون عنده شوق قوي في قلبه لكن على غير سنة فسبحان الله يحمله هذا الشوق الى البدع وارتكابها والوقوع في في مخالفات وهذا يقع في كثير يكون عنده شوق عظيم للنبي عليه الصلاة والسلام محبة في قلبه لكنها على غير سنة على غير سنة على غير هدى فتحمله على اعمال من كرة ولو سئل ما الذي حملك على ذلك يقول الشوق والمحبة ولهذا الشوق والمحبة لابد ان تظبط بالسنة حتى لا يقع حتى لا يقع الانحراف حتى لا يقع الانحراف حتى لا يقع المرء في البدع والضلالات والامور التي ما انزل الله سبحانه وتعالى بها من سلطان ولهذا يقول ابن تيمية رحمه الله وقد اورد هذا الحديث ثم اورد هذا الاثر عن الحسن البصري رحمه الله قال وهذا حسن يعني كلام كلام الحسن البصري قال وهذا حسن لكن تعظيمه انما يكون بطاعته ومتابعته ومعاونته وما فيه زيادة لثوابه ورفع لمنزلته وهو مراد الحسن وغيره وهو مراد الحسن وغيره لا بامور مبتدعة لا سيما اذا كانت من باب الشرك لا بامور مبتدعة لا سيما اذا كانت من باب الشرك ولهذا الحب والشوق حب النبي عليه الصلاة والسلام والشوق الى لقائه ان لم يضبط بضابط السنة على نهج الصحابة رظي الله عنهم عنهم وارضائهم يحمل المرء الى الدخول في اشياء من البدع بل ربما حتى في اشياء من الشركيات والتعلقات الباطلة التي ما انزل الله تبارك وتعالى بها من سلطان نعم قال رحمه الله تعالى حدثنا ابو احمد هارون ابن يوسف قال حدثنا ابن ابي عمر قال حدثنا المقرئ عبد الله ابن يزيد قال حدثنا المسعودي عن ابي حازم عن سهل ابن سعد رضي الله عنه قال لما كثر الناس بالمدينة جعل الرجل يجيء والقوم يجيئون. فلا يكادون يسمعون كلام رسول الله صلى الله عليه حتى يراجعوا من عنده فقال الناس يا رسول الله ان الناس قد كثروا وان الجائي يجيء فلا يكاد يسمع كلامك حتى يرجع فلو انك اتخذت شيئا تخطب عليه مرتفعا من الارض. فيسمع الناس كلامك قال فما شئتم؟ قال فارسل الى غلام لامرأة من الانصار نجار نجار والى والى طرفة طرف الغابة طرف القامة والى طرف الغابة فجعلوا له منه مرقاتين فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجلس عليه ويخطب عليه فلما فعل ذلك حنت الخشبة التي كان يقوم عندها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام النبي صلى الله عليه وسلم اليها فوظع يده عليها فسكنته. ثم ختم رحمه الله تعالى الباب بحديث سهل بن سعد رضي الله عنه وايضا فيه السبب في اتخاذ المنبر. النبي صلى الله عليه وسلم كان في اول امر يقوم على الارض لا يقف على شيء. ولا يرتفع على شيء لكن لما كثر الناس لما كثر الناس صار يجيء القوم ويحضرون لسماع خطب النبي عليه الصلاة والسلام ومواعظة فلا يكادون يسمعون رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يراجعوا من عنده حتى يراجعوا من عنده معنى يراجع من عنده يسألون القريب منه يعني الاشخاص الذين في اخر مثلا الصفوف بعد ان ينتهي الحديث يتقدمون ويسألون القريبين من النبي صلى الله عليه وسلم ماذا قال؟ لانهم ما كانوا يسمعون الصوت يصلهم صوته عليه الصلاة والسلام قال حتى يراجعوا من عنده. فقال الناس يا رسول الله ان الناس قد كثروا. وان الجائي يجيء فلا قد يسمع كلامك حتى يرجع يعني الى احد يسأله فلو انك اتخذت شيئا تخطب عليه مرتفعا من الارض. فهذا الذي لاجله اتخذ النبي عليه الصلاة والسلام المنبر. قال لهم ما شئت ثم يعني لا بأس بذلك ارسل الى غلام لامرأة من الانصار نجار والى طرف الغابة فجعلوا له منه مرقاتين يعني عتبة مثل ما تقدم في الحديث الذي قبله فكان يخطب عليه ويجلس عليه فحنت الخشبة التي كان يقوم الى جنبها عليه الصلاة والسلام نعم قال رحمه الله تعالى باب ذكر سجود البهائم لرسول الله صلى الله عليه وسلم تعظيما له واكراما له. صلى الله عليه وسلم قال حدثنا الفيريابي قال حدثنا ابراهيم بن العلاء الزبيدي الحمصي قال حدثنا عباد ابن يوسف الكندي ابو عثمان عن ابي جعفر الرازي عن الربيع ابن انس عن انس ابن مالك رضي الله عنه قال دخل النبي صلى الله عليه وسلم حائطا للانصار ومعه ابو بكر وعمر. وعمر رضي الله عنهما في رجال من الانصار قال وفي الحائط غنم فسجدت له. فقال ابو بكر يا رسول الله كنا نحن احق بالسجود لك من هذه الغنم. فقال انه لا ينبغي في امتي ان يسجد احد لاحد ولو كان ينبغي لاحد ان يسجد لاحد لامرت المرأة ان تسجد لزوجها. نعم قال واخبرنا الفيريابي قال حدثنا ابراهيم بن الحجاج السامي قال حدثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن سعيد بن المسيب عن عائشة رضي الله عنها ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان في نفر من المهاجرين والانصار فجاء بعير فسجد له فقال اصحابه يا رسول الله سجدت لك البهائم والشجر فنحن احق ان نسجد لك. قال اعبدوا ربكم واكرموا اخاكم فانه لا ينبغي لاحد ان يسجد لاحد ولو كنت امرا احدا ان يسجد لاحد لامرت المرأة ان تسجد لزوجها ولو ان رجلا امر امرأته ان تنقل من جبل اسود الى جبل احمر ومن جبل احمر الى جبل اسود لكان نولها ان تفعل لكان ضبطت نولها عندي ينبغي لها. نعم. احسن الله اليك قال واخبرنا الفيريابي قال قرأت على ابي مصعب وكتبت من اصل كتابه وقرأت عليه وهو ينظر في كتابه قلت حدثك عبدالعزيز بن ابي عن يزيد ابن الهادي عن ثعلبة ابن ابي مالك قال اشترى انسان من بني سلمة بعيرا ينضح ينضح عليه فادخله المربد فحرب الجمل فلا يقدر احد يدخل عليه الا تخبطه الا تخبط فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكر ذلك له فقال افتحوا عنه فقالوا انا نخشى عليك يا رسول الله فقال افتحوا عنه ففتحوا عنه فلما رآه الجمل خر ساجدا فقال القوم يا رسول الله كنا احق ان كنا احق ان نسجد لك من هذه البهيمة كنا احق ان نسجد لك من هذه البهيمة؟ قال كلا لو ان بغى لشيء من الخلق ان يسجد لبشر من دون الله عز وجل لان بغى للمرأة ان تسجد لزوجها قال محمد بن الحسين رحمه الله وفي هذا باب طويل مما شاهده الصحابة من النبي صلى الله عليه وسلم. ثم عقد رحمه الله تعالى هذه الترجمة قال باب ذكر سجود البهائم لرسول الله صلى الله عليه وسلم تعظيما له واكراما له اي ان هذا السجود ان صح ان صح وثبت فهذا معناه كما ذكر رحمه الله تعالى تكريما للنبي نوعا من التحية وليس من باب العبادة وليس من باب العبادة فهو سجود تحية مثل ما حصل من سجود الملائكة لادم وسجود اخوة يوسف لاخيهم هذا كله ليس من باب العبادة. حتى قول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث وقد صح عنه لو كنت امرا احدا ان يسجد لاحد لامرت المرأة ان تسجد لزوجها ليست سجودنا المراد به العبادة لو كان السجود هنا المراد بالعبادة لكان معنى الحديث لو لو كنت امرا احدا ان يعبد احدا هذا ما يصح ولا يقوله النبي لانه يصادم اصل الدين الا انه يصادم اصل الدين فالمراد بالسجود هنا سجود التحية. لكنه منع في الاسلام وشريعة الاسلام جاءت في باب العقائد حنيفية وفي باب الاعمال سمحة الحنيفية السمحة في العقيدة حنيفية ولهذا جاء في الشريعة سد الذرائع التي تفضي توصل بالناس الى الشرك منعت منع منها الناس فالحاصل ان التحية هنا او السجود هذا ان ثبت في في الاحاديث ان البهايم سجدت فهذا سجود تحية وليس سجود عبادة والمصنف رحمه الله تعالى اه اورد هنا ثلاثة احاديث اورد رحمه الله تعالى ثلاثة احاديث عن عن انس وعن عائشة رضي الله عنها اخرها عن ثعلب بن ابي مالك ولكن جميعها اسانيدها فيها ضعف جميعها اسانيدها فيها ضعف اما ما جاء في خاتمة هذه الاحاديث لو كنت امرا احدا ان يسجد لاحد هذا ثبت في احاديث في غير هذه ان ان في غير هذا السياق قال قال النبي صلى الله عليه وسلم لو كنت امرا احدا ان يسجد لاحد لامرت المرأة ان تسجد لزوجها اي لعظم حق زوجها عليها وانه حق عظيم اه يجب ان تقوم به المرأة على الوفاء والتمام لكنه لم يأمر بذلك والمراد بالسجود هنا سجود التحية سجود التحية والاحترام لا العبادة ونسأل الله الكريم ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة تعين وان يغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا ولولاة امرنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنة ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا. اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا واجعله الوارث من واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا. سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه. جزاكم الله خيرا