ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب اليه ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهدم الله فلا مضل له. ومن يضلل فلا هادي له اشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد سنواصل القراءة في هذه القواعد العظيمة والفوائد الجليلة المتعلقة باسماء الله وصفاته للامام العلامة ابن قيم الجوزي رحمه الله تفضل بسم الله الرحمن الرحيم قال المؤلف رحمه الله تعالى الثامن ان الاسم اذا اطلق عليه جاز ان يشتق منه المصدر والفعل فيخبر عنه فعلا ومصدرا نحو السميع البصير القدير. يطلق عليه منه السمع والبصر والقدرة ويخبر عنه ويخبر عنه بالافعال من ذلك نحو قد سمع الله فقدرنا فنعم القادرون هذا ان كان الفعل متعديا فان كان لازما لم يخبر عنه به نحو الحي بل يطلق عليه الاسم والمصدر دون الفعل فلا يقول فلا يقال حيا. هذه القاعدة الثامنة من القواعد التي اوردها ابن القيم رحمه الله هنا وهي تتعلق بدلالة الاسم على الصفة وان الصفة التي يدل عليها الاسم على نوعين. صفة متعدية. وصفة لازمة وبين ابن القيم رحمه الله في هذه القاعدة ان الاسم اذا دل على صفة متعدية فللايمان به اركان ثلاثة وهي الايمان بالاثم والايمان بالصفة والايمان بالحكم واما اذا كان الاثم دالا على صفة لازمة فللإيمان به ركنان وهما الايمان بالاثم والايمان بالصفة التي دل عليها الاسم مرة ثانية الاسماء فيما تدل عليه من صفات على نوعين اسماء تدل على اوصاف متعدية اي انها مشتملة على فعل متعد. ويسمى ايضا في اللغة الفعل المجاوز واسماء دالة على فعل غير متعد اي لازم فالنوع الاول للايمان به اركان ثلاثة وهي الايمان بالاثم والايمان بالصفة والايمان بالفعل او بالحكم والنوع الثاني للايمان به ركنان وهما الايمان بالاسم والصفة يقول رحمه الله ان الاسم اذا اطلق عليه على الله جل وعلا جاز ان يستقطع منه المصدر والفعل. جاز ان يشتق منه المصدر والفعل على سبيل المثال السميع البصير القدير. هذه امثلة ثلاثة لاسماء حسنى لله تبارك وتعالى اوردها ابن القيم وكلها دالة على اوصاف متعدية. وافعال مجاوزة فيقول ابن القيم ما كان من هذا النوع يشتق منه المصدر والفعل. يشتق منه المصدر والفعل فالسميع يؤخذ منه المصدر والسمع صفة لله سبحانه وتعالى ويؤخذ منها الفعل يثبت من هذا الاسم الفعل فيقال يسمع والله يسمع تحاوركما فيثبت المصدر الذي هو الصفة ويثبت الفعل سمع يسمع كذلك البصير يثبت المصدر الذي هو الصفة فيقال دل اسمه تعالى البصير على ثبوت البصر صفة لله البصر مصدر ويثبت ايضا الفعل ابصر يبصر من هذا الاسم والقدير ايضا يثبت منه المصدر وهو القدرة ثبوت القدرة صفة لله وكذلك الفعل كما في قوله تعالى فقدرنا فنعم القادرون. قدرنا من القدرة العليم المصدر العلم الفعل يعلم وعلم الرزاق الصفة الرزق او المصدر وهو الصفة الرزق والفعل يرزق فالله يرزق من يشاء بغير حساب وهكذا قل في كل قسم دل على فعل مجاوز او على فعل متعد تثبت منه لله سبحانه وتعالى ثلاثة اشياء. الاول الاسم تثبته لله. والثاني الصفة والثالث الفعل قال يطلق عليه منه السمع والبصر والقدرة وهذه كلها مصادر ويخبر عنه بالافعال يسمع ويبصر ويقدر سمع وابصر وقذر نحن قد سمع الله ونحو فقدرنا فنعم القادرون. قال هذا ان كان الفعل متعديا هذا ان كان الفعل متعديا. اي اذا كان الفعل الذي دل عليه هذا الاسم متعديا فيثبت هذه الاشياء الثلاثة. ما هي؟ الاسم والمصدر والفعل ثم انتقل الى النوع الثاني قال فان كان لازما يعني ان كان آآ آآ ان كان في الصفة التي دل عليها الاسم صفة لازمة غير متعدية. فما الذي نثبته ما الذي نثبته هنا؟ ذكرا شيئين. الاسم والصفة قال فان كان لازما لم يخبر به عنه. نحو الحي هذا اسم من اسماء الله الحسنى دال على صفة غير متعدية دال على صفة لازمة غير متعدية. فما الذي نثبت هنا؟ قال يطلق عليه الاثم والمصدر. دون الفعل يطلق عليه الاسم والمصدر. الاسم الحي والمصدر الحياة. نثبت الحياة صفة لله من من هذا الاسم. دون الفعل فلا يقال حيا. هذا باطل لان الفعل هنا اه لان الصفة هنا صفة لازمة فيثبت منها امران اما اذا كانت صفة متعدية فيثبت ثلاثة امور ومثل الحي الاول والظاهر وكذلك ايضا العظيم ومثل هذه الاسماء يثبت لله تبارك وتعالى منها امران الاسم والصفة دون الفعل. هل يختم الصفة دون الفعل؟ الفعل يثبت متى؟ اذا كان فالذي دل عليه الاسم وصف اه وصفا متعديا قال مثل بالحي المحيي المحيي من اي النوعين الاول ولا الثاني الاول المحيي الصفة هي الاحياء والفعل احياء يحيي نعم قال رحمه الله تعالى التاسع ان افعال الرب تبارك وتعالى صادرة عن اسمائه وصفاته واسماء مخلوقين صادرة عن افعالهم. فالرب تبارك فالرب تبارك وتعالى فعاله عن كماله والمخلوق كماله عن فعاله فاشتقت له الاسماء بعد ان كمل بالفعل. فالرب لم يزل كاملا فحصلت افعاله عن ما له لانه كامل بذاته وصفاته فافعاله صادرة عن كماله كمل ففعل والمخلوق فعل فكمل الكمال اللائق به وهذه قاعدة عظيمة ومفيدة بباب الاسماء والصفات ويا تتعلق ببيان كمال الرب. جل وعلا. وعظمته سبحانه وتعالى وانه لم يزل ولا يزال تبارك وتعالى كاملا. باسمائه وصفاته وتنزه وتقدس وتعالى ان يقال فيه سبحانه انه فعل تكاملا فعل فكمل بالافعال التي فعلها استحق الاسماء على تلك الافعال التي فعلها فكمل بها تعالى الله عن ذلك هذا في حق المخلوق عندما يفعل اه افعالا يديم المواظبة عليها قل بفعلها فيستحق القابا على ذلك كما قال عليه الصلاة والسلام ولا يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا. فهذا اللقب صديق لا يأتيه الا بفعل مسبق ومجاهدة واعمال ومواظبة ثم يستحق هذا اللقب فهو فعل فكمل يستحق القابل الكمال اللائقة بالانسان بافعاله. التي يكمل بها يتحرى الاخلاق الفاضلة والاداب النبيلة. فيستحق اللقب الفاضل وخلق ذو ادب صادق امين وفي. الى غير ذلك من الالقاب هذه يستحقها بناء على افعاله ومجاهدته لنفسه ومواظبته على اعمال الخير حتى يكون مستحقا للالقاب الحسنة بافعاله. فهو فعل فكمل. اما سبحانه وتعالى لم يزل كاملا لم يزل كاملا لم يزل متصففا بصفات الكمال والعظمة والجلال سبحانه وتعالى لم يكن ناقصا فثمن تعالى الله سبحانه وتعالى عن ذلك. فهذه قاعدة مهمة ومفيدة في هذا الباب نبه عليها ابن القيم رحمه الله تتعلق ببيان الكمال الذي دلت عليه اسماء الله تبارك وتعالى الحسنى قال الرب تبارك وتعالى صادرة عن اسمائه وصفاته قادرة عن اسماء وصفاته من اسمائه الرزاق وصفاته الرزم ومن افعاله الصادرة عنه عن هذا الاسم معاذ وهذه الصفة يرزق من يشاء. الفعل صادر عن اسمائه وصفاته قادر عن اسماءه وصفاته. من اسماءه المحسن وصفاته الاحسان ويصدر عن يحسن تبارك وتعالى لمن يشاء عز وجل فافعاله صادرة عن عن اسمائه وصفاته اما اثناء المخلوقين فانها صادرة عن افعالهم. ما معنى الصادرة عن افعالهم؟ اي استحقوا تلك الاسماء بالافعال الحميدة التي قاموا بها. ففعل العبد الاعمال والامور الطيبة الى ان حازت تلك الاسماء التي لم يحز عليها الا بتلك الافعال وبتلك المجاهدة وبصبر النفس قال فالرب تبارك وتعالى فعاله عن كماله. قوله هنا فعاله عن كماله هو كما سبق. فعاله عن اسمائه وصفاته اسماؤه وصفاته اسماء الكمال وصفات الكمال. الفعال صادر عن هذا الكمال. الفعال صادر عن هذا الكمال الجمال الرب سبحانه وتعالى في اسمائه وصفاته. واما المخلوق كماله عن فعاله كماله عن فعاله كمال المخلوق ناتج عن فعال المخلوق. فاذا فعل المخلوق الشيء الطيب والفعل الحميد كمل به واذا فعل الخصال السيئة وستاف الامور ماذا؟ نقص بها. واستحق الالقاب التي تليق بفعاله. قال والمخلوق كماله عن فعاله فاشتقت له الاسماء بعد ان كمل بالفعل من هو المخلوق اشتقت له الاسماء بعد ان كمل بالفعل متى استحق المخلوق الصديق قال لا يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق الصدق حتى يكتب عند الله صديقا فهذا الكمال صديقا متى حازه؟ قال رحمه الله فاشتقت له الاسماء بعد ان كمل بالفعل يعني بعد ان كمل بتحقيق الوقف والاتيان به على التمام استحق الاسم كتب عند الله صديقا قال فالرب لم يزل كاملا فالرب لم يزل كاملا فحصلت افعاله عن كماله حصلت افعاله عن كماله. كما سبق ايضاح ذلك لانه كامل بذاته وصفاته فافعاله سبحانه قادرة عن كماله كمل ففعل المخلوق فعل فكمل الكمال اللائقة به. واضح الفرق بين الامرين. نعم العاشر احصاء الاسماء الحسنى والعلم بها اصل للعلم بكل معلوم. فان المعلومات سواه اما ان تكون خلقا له تعالى او امره اما علم بما كونه او علم بما شرعه. ومصدر الخلق والامر عن اسمائه الحسنى وهما مرتبطان بها ارتباطا مقتضى بمقتضيه. فالامر كله مصدره عن اسمائه الحسنى. وهذا كله حسن لا يخرج عن مصالح العباد والرأفة والرحمة بهم والاحسان اليهم بتكميلهم بما امرهم به ها هم عنه فامره كله مصلحة وحكمة ورحمة ولطف واحسان. اذ مصدر اذ مصدر اذ مصدره اسماؤه الحسنى وفعله كله لا يخرج عن العدل والحكمة والمصلحة والرحمة. اذ مصدره اسماؤه الحسنى فلا تفوت في خلقه ولا عبث ولم يفلك خلقه باطلا ولا سدى ولا عبثا وكما ان كل موجود سواه فبايجاده فوجود من سواه تابع لوجوده تبع المفعول المخلوق لخالقه. فكذلك العلم به اصل للعلم بكل ما سواه فالعلم باسمائه فالعلم باسمائه واحصاؤها اصل النساء للعلوم. فمن احصى ابناءه كما ينبغي للمخلوق احصى جميع العلوم. اذ احصاء اسمائه اصل لاحصاء كل معلوم. لان المعلومات هي من مقتضى هي من مقتضاها ومرتبطة بها. وتأمل صدور الخلق والامر عن علمه وحكمته تعالى ولهذا لا تجد فيها خللا ولا تفاوت لان الخلل الواقع فيما يأمر به العبد او يفعله اما ان يكون جهله به او لعدم حكمته او لعدم حكمته. واما الرب تعالى فهو العليم الحكيم. فلا يلحق فعله ولا امره خلل ولا تفاوت ولا نقص. ولا ولا تفاوت ولا تناقض. ثم ذكر الامام ابن القيم رحمه الله هذه القاعدة وهي تفيد فائدة عظيمة في باب اهمية دراسة توحيد الاسماء والصفات وشدة الحاجة الى هذا العلم وانه ارفع العلوم. واعلاها سانا واكبرها نفعا وانه ليس في العلوم علم انفع منه. وافود للعبد منه وكل ذلك يتبين بهذه القاعدة العظيمة التي قررها ابن القيم رحمه الله هنا قال احصاء الاسماء الحسنى والعلم بها اصل للعلم بكل معلوم احصاء الاسماء الحسنى والعلم بها اصل للعلم بكل معلوم. هذه قاعدة فيبين ما يدل عليها في ثنايا كلامه الاتي رحمه الله وقوله احصاء الاسماء هذا امر عظيم جدا ويحتاج الى فقه ولهذا ابن القيم رحمه الله في قاعدة مستقلة تأتي عنده قريبا وفي الحديث يقول صلى الله عليه وسلم ان لله تسعة وتسعين اسما مئة الا من احصاها دخل الجنة فهذا الاحصائي اسماء الله تبارك وتعالى اصل للعلم بكل معلوم. يعني اصل للعلم العلوم كلها اصل للعلم بالعلوم كلها لان العلوم كلها راجعة الى الى العلم باسمائه وصفاته يبين ذلك ابن القيم رحمه الله فيقول فان المعلومات سواه اما ان تكون خلقا له تعالى او امرا اما خلقا او امرا. العلوم ترجع الى احد هذين الامرين. اما خلق له او امر امر وبه سبحانه وتعالى لا تخرج عن عن هذين والله تعالى في القرآن قال الا له الخلق والامر. الخلق لله والامر لله سبحانه وتعالى الخلق خلقه والامر امره جل وعز فرجع الخلق والامر الى اسمائه سبحانه وتعالى والعلوم كلها راجعة الى اما الخلق او امر اما علم بما خلق او علم بما امر. العلوم راجعة الى احد هذين الامرين اما علم بما خلق او علم بما امر والخلق والامر له. فالعلوم كلها رجعت الى اسمائه سبحانه وتعالى وصفاته. قال موضحا اما علم بما كونه او علم بما شرعه. هذه هل هناك شيء اخر غير هذه؟ في العلوم اما بما كونه اي خلقه واوجده او علم بما شرعه وامر به سبحانه وتعالى قال ومصدر الخلق والامر عن اسمائه الحسنى. اذا النتيجة ما هي؟ القاعدة. النتيجة لهذا الكلام قاعدة احصاء الاسماء الحسنى والعلم بها اصل للعلم بكل معلوم لان العلوم كلها راجعة اما الى الخلق او الى الامر وهذان راجعان او صادران عن اسمائه سبحانه وتعالى قال وهما اي الخلق والامر مرتبطان بها اي بالاسماء الحسنى ارتباط المقتضى لانها كلها من مقتضيات اسماء الله. الخلق من مقتضيات اسمائه والامر من مقتضيات اسمعي فهي مرتبطة باسمائه سبحانه وتعالى ارتباط المقتضى بمقتضيه ثم ايظا زاد الامر بيانا وتوضيحا فقال فالامر لك ان تكتب على الامر رقم واحد خالف الامر كله مصدره عن اسمائه الحسنى. الامر كله مصدره عن اسماءه الحسنى وهذا كله حسن. الامر كله حسن لا يخرج عن مصالح العباد والرأفة والرحمة بهم. انظر هذه كلها معاني اسمائه التي صدر عنها سبحانه وتعالى لا يخرج عن مصالح العباد والرأفة والرحمة بهم والاحسان اليهم بتكميلهم بما امرهم به ونهاهم عنه. فامره كله مصلحة وحكمة ورحمة ولطف واحسان اذ مصدره اسماؤه الحسنى هذا الاول. اثنين قال وفعله وفعله كله لا يخرج عن الادل. والحكمة والمصلحة والرحمة اذ مصدره اسماؤه الحسنى. فلا تفاوت في خلقه ولا عبث. ولم يخلق خلقه باطلا ولا سدى ولا عبثا فاذا الامر رجع الى الرحمة والحكمة والرأفة والاحسان وتكميل العباد والخلق والفعل ايضا رجع الى الحكمة والرحمة واللطف كان بذلك الامر والخلق مرتبطان باسماء الله الحسنى ارتباطا مقتضى بمقتضيه قال وكما ان كل موجود سواه فبايجاده فوجود من سواه تابع لوجوده تابع لوجودهم تبع المفعول المخلوق لخالقه فكذلك العلم به اصل للعلم بكل ما واعلم اصل للعلم بكل ما سواه. ايضا يزيد الامر بيانا. قال فالعلم باسمائه واحصاؤها اصل لسائر العلوم فمن احصى اسمائه كما ينبغي. وضع خطوط تحت كلمة كما ينبغي اما ان يحفظ الاسماء اه حفظا مجردا او يفهمها فهما خاطئا او يفهمها فهما قاصرا او يقع في تأويلات اهل الضلال فكل هؤلاء لا يستفيدون هذا الاثر الذي ذكره ابن القيم رحمه الله بل تتحقق هذه الفائدة اذا احصى اسمائه كما ينبغي للمخلوق كما ينبغي للمخلوق جميع العلوم احصى جميع العلوم وكما اشرت سيأتي قاعدة عند ابن القيم تبين ما المراد باحصاء اسماء الله قال اذ احصاء اسمائه اصل لاحصاء كل معلوم لان المعلومات يعني هذا عود لتقرير ما سبق لان المعلومات هي من مقتضاها ومرتبطة بها قال وتأمل صدور الخلق والامر عن علمه وحكمته تعالى ولهذا لا تجد فيها خللا ولا تفاوتا لان الخلق لان الخلل الواقع فيما يأمر به العبد او يفعله اما ان يكون لجهل به او لعدم حكمته. وهذان منتفيان والله سبحانه وتعالى منزه عنهما. لكن اذا وقع خلل في في بفعل انسان فالخلل عائد الى ماذا؟ اما الجهل او عدم الحكمة يعني عنده علم لكن لا حكمة عنده فيقع الخلل فاذا وجد علم وحكمة تنتظر للامور. وافعال الله سبحانه وتعالى كلها صادرة عن علم وحكمة كلها صادرة عن علم وحكمة ولهذا لا خلل فيها. قال واما الرب تعالى فهو العليم الحكيم فلا يلحق فعله ولا امره خلل ولا تفاوت ولا تناقض فهذه قاعدة مفيدة ولا سيما في باب معرفة اهمية وقدر العناية بهذا العلم الشريف المبارك العلمي باسماء اهل حسنى وانه اصل للعلم بكل معلوم. وهذا يبين لنا شرف هذا العلم وفضله ما يقال شرف العلم من شرف معلومه. نعم الحادي عشر ان اسمائه كلها حسنى ليس فيها اسم غير ذلك اصلا. وقد وقد تقدم ان من اسماء ما يطلق عليه باعتبار الفعل باعتبار الفعل نحو الخالق والرازق والمحيي والمميت. وهذا يدل على ان افعاله كلها خيرات محضة لا شر فيها لانه لو فعل الشر لاشتق له منه اسمه ولم تكن اسماؤه كلها حسنى وهذا باطل. فالشر ليس اليه فكما لا يدخل في صفاته ولا يلحق ذاته فلا يدخله في افعاله فالشر ليس اليه لا يضاف اليه فعلا ولا وصف وانما يدخل في في مفعولاته وفرق بين الفعل والمفعول فالشر قائم بمفعوله المباين له لا بفعله الذي هو فعله. فتأمل هذا فانه وفيه على كثير من المتكلمين وزلت فيه اقدام وظلت فيه افهام وهدى الله اهل الحق لما اختلفوا فيه باذنه والله يهدي من يشاء الى صراط مستقيم. ثم ذكر رحمه الله هذه القاعدة ونقصها اسماء الله كلها حسنى هذه قاعدة. هذه قاعدة عظيمة من قواعد الاسماء اسماء الله اسماء والله كلها حسنى والله جل وعلا وصفها بذلك. في القرآن في اربع ايات قال الله تعالى الله لا اله الا هو له الاسماء الحسنى وقال تعالى ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها وقال تعالى قل ادعوا الله او ادعوا الرحمن ايا ما تدعوا فله الاسماء الحسنى وقال جل وعلا هو الله الخالق البارئ المصور له الاسماء الحسنى آآ فاسماؤه تبارك وتعالى كلها حسنى. ليس فيها اسم ليس كذلك بل جميعها موصوفة بهذا الوقف واشرت سابقا الى ان آآ الحسنى فيها يرجع لكونها دالة اه لكونها دالة على صفات واختفات صفات الكمال فلو لم تكن دالة على صفة لم تكن حسنا ولو كان دالة على صفة غير غير صفة كمال لم تكن حسنة. فهي حسنى بدلالتها على صفات الكمال لانها دالة على صفات الكمال لله جل وعلا قال ابن القيم اسماء الله كلها حسنى ليس فيها اسم غير ذلك اصلا. يعني لا يوجد في اسماء الله تبارك وتعالى اسم ليس كذلك وبناء على على القاعدة بناء على على هذه القاعدة لو قال قائل عن اسم من اسماء الله هذا اسم جامع. لو قال العن اثم من اسماء الله هذا اسم جامد لا يدل على صفة. لماذا ترد عليه بالقاعدة تقول له اسماء الله كلها حسنى. اسماء اسماء الله كلها حسنى كما قال الله تعالى ولله الاسماء الحسنى وهو الحسن فيها دلالتها على صفات الكمال ونعوت الجلال والعظمة لله تبارك وتعالى. فليس في اسماء له اسم جامد لا يدل على على صفة. وليس في اسماء الله اسم يدل على صفة نقص هذا لا يوجد فاسماء الله تبارك وتعالى كلها دالة على صفات ليس فيها اسم لا يدل على صفة وكلها دالة على صفات كمال ليس فيها اسم دال على صفة نقص قال وقد تقدم ان من اسمائه ما يطلق عليه باعتبار الفعل من اسمائه ما ما يطلق عليه باعتبار الفعل. وهذا ما اشرنا اليه قبل قليل الاسم الدال على فعل متعدد او فعل مجاوز فمن اسمائه ما يطلق عليه باعتبار الفعل يعني باعتبار دلالته على فعل متعد او فعل مجاوز مثل الخالق والرازق والمحيي والمميت. هذه الاسماء الاربعة ولها نظائر كثيرة نثبت منها كم امر لله؟ ثلاثة الاسم والصفة والحكم الخالق الخلق يخلق. الرازق الرازق يرزق. المحيي الاحياء. يحيي آآ المميت الامات يميت قال ان من اسمائه ما يطلق عليه باعتبار الفعل وذكر هذه الاسماء قال وهذا يدل على ان افعاله وكلها خيرات محضة. لا شر فيها. افعال الله كلها صادرة عن افعال الله كلها صادرة عن اسمائه واسمائه كلها حسنة ومعنى كلها حسنة اي دالة على صفات الكمال اذا سبحانه وتعالى الصادرة عن اسمائه وكل افعاله صادرة عن اسمائه كلها خيرات محضة كلها خيرات محضة لا شر فيها فاذا الشر كما جاء في الحديث والشر ليس اليك. الشر لا يدخل في اسمائه ولا يدخل في صفاته ولا يدخل في افعاله لان اسمائه الحسنى وصفاته وفعاله عن اسمائه فالشر ليس اليه سبحانه وتعالى ولا يضاف اليه لا في اسمائه ولا في صفاته ولا في افعاله وافعاله سبحانه وتعالى كلها خيرات محضة لا شر فيها قال لانه لو فعل الشراء لاشتق له منه اثم لاشتق له منه اسم يعني من هذا الفعل ولم تكن اسماؤه كلها حسنى يعني لكان بهذا الامر يوجد في بعض اسمائه ما ليس موصوفا بهذا الوصف وهذا يتنافى مع القائد التي دل عليها القرآن ولله الاسماء الحسنى كلها حسنى بدون استثناء مثل ما قال ابن القيم ليس فيها اسم غير ذلك اصلا قال وهذا باطل ثم بين فيما يتعلق بالشر قال فالشر ليس اليه وهذا جاء في الحديث هذا اللفظ والشر ليس اليه فكما لا يدخل في صفاته ولا يلحق ذاته فلا يدخل في افعاله فالشر ليس اليه لا يضاف اليه فعلا ولا وصفا وانما يدخل في مفعولاته وانما يدخل في مفعولاته الشر لا لا يضاف اليه ليس في اسماءه وليس في صفاته وليس في تعاله الشر ليس اليه كما في الحديث ولكنه داخل في المفعولات ما هي المفعولات؟ مخلوقات التي خلقها تبارك وتعالى واوجدها بقدرته ففي المفعولات يوجد ولكن فعل الرب سبحانه وتعالى ووصف الرب سبحانه وتعالى منزه عن الشر ولا يضاف اليه كله اه افعاله كلها خيرات محضة. افعاله كلها خيرات محضة. فالشر يقع في المفعولات قال ابن القيم وفرق بين الفعل والمفعول. وفرق بين الفعل والمفعول. اي ان من لم يفرق بين الفعل والمفعول يقع في الخطأ فينسب الشر الى فعل الرب. ينسب الشر الذي يراه في المفعولات الى الى فعل الربح. ويضيفه الرب سبحانه وتعالى وهذا خطأ قال فالشر قائم بمفعوله المباين له. مفعوله اي مخلوق له. المباين له. لا بفعله الذي هو فعله فعله الذي هو فعله الخلق الرز الاحياء الاماتة الى غير ذلك من افعاله هل هذه الافعال فيها شر هذه الافعال بعينه التي هي فعله سبحانه وتعالى هل فيها شر؟ الجواب لا الشر في مفعوله الذي هو مخلوق الله سبحانه وتعالى لا فعل الله الذي هو فعله سبحانه وتعالى فتأمل هذا فانه خفي على كثير من المتكلمين وزلت فيه اقدام وظلت فيه افهام وهدى الله اهله الحق لما اختلفوا فيه باذنه والله يهدي من يشاء الى صراط مستقيم هنا نقل اوردته عن مجموع الفتاوى لشيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في مجلده الثامن في الصفحة الرابعة وما بعدها يقول رحمه الله وقد ذكر ان الشر لم يظف الى الله في الكتاب والسنة الا على احد وجوه ثلاثة. اما بطريق العموم كقوله الله خالق كل شيء واما بطريقة اضافته الى السبب كقوله من شر ما خلق واما بحذف فاعله كقوله عن الجن وانا لا ندري اشر اريد بمن في الارض ام اراد بهم ربهم رشا ثم قال ولهذا ليس من اسماء الله الحسنى اسم يتضمن الشر وهذي قاعدتنا التي اوردها ابن القيم هنا قال ولهذا ليس من اسماء الله الحسنى اثم يتضمن الشر. وانما يذكر الشر فيما مفعولاته كقوله نبئ عبادي اني انا الغفور الرحيم وان عذابي هو العذاب الاليم وقوله ان ربك لسريع العقاب وانه لغفور رحيم وهذا موجود في المجلد الثامن من الفتاوى الصفحة الرابعة والتسعين ولابن القيم كلام مطول في هذا في كتابه شفاء العليم نعم قال رحمه الله تعالى الثاني عشر في بيان مراتب اصفاء اسمائه التي من دخل الجنة وهذا هو قطب السعادة ومدار النجاة والفلاح. المرتبة الاولى احصاء الفاظها وعددها. المرتبة الثانية فهم معانيها ومدلولها. فالمرتبة الثالثة فهم معانيها ومدلولها المرتبة الثالثة دعاؤه بها كما قال تعالى ولله الاسماء الحسنى تدعوه بها وهو مرتبة احدهما دعاء ثناء وعبادة. والثاني دعاء طلب ومسألة. فلا يثنى عليه الا باسمائه حسنى وصفاته العلى وكذلك لا يسأل الا بها. فلا يقال يا موجود او يا شيء او يا ذات اغفر لي وارحمني بل يسأل في كل مطلوب باسم يكون مقتظيا لذلك المطلوب فيكون السائل متوسلا اليه في ذلك الاثم ومن تأمل ادعية الرسل صلوات الله وسلامه عليهم ولا سيما خاتمهم وامامهم وجدها مطابقة لهذا. وهذه العبارة اولى من عبارة من قال يتخلق باسماء الله فانها ليست بعبارة شديدة وهي منتزعة من قول الفلاسفة الفلسفة التشبه بالاله على قدر الطاقة واحسن منها عبارة ابي الحكم ابن ابن بر ابن برجان وهي التعبد واحسن منها العبارة المطابقة للقرآن وهي الدعاء المتظمن للعبادة والسؤال. فمراتبها اربع اشدها انكارا عبارة الفلاسفة وهي التشبه واحسن منها عبارة من قال التخلق واحسن انها عبارة من قال التعبد واحسن من الجميع الدعاء وهي لفظ القرآن ثم ذكر ابن القيم رحمه الله هذه القاعدة وهي قاعدة عظيمة ومفيدة لكل مسلم لتحقيق العمل لقول النبي صلى الله عليه وسلم الثابت في الصحيحين ان لله تسعة وتسعين اسما مئة الا واحد. من احصاها دخل الجنة وهذا يدل على فضل العلم باسماء الله وصفاته. وشرف هذا العلم وما ترتب عليك من الفوائد العظيمة والاثار المباركة في الدنيا والاخرة. بل قال ابن القيم رحمه الله كما قرأنا وهذا هو قطب السعادة. ومدار النجاة والفلاح. يعني السعادة تدور على هذا وترتكز عليه. واليه لترجع وعليه تنبني العلم باسماء الله تبارك وتعالى واحصائها ومن كان بالله اعرف كان منه اخوف. كلما ازداد العبد علما بالله وباسمائه سبحانه وتعالى وصفاته زاد آآ زاد الخير فيه وزاد الصلاح بحسب ذلك كما يقول ابن القيم من كان بالله اعرف كان منه اخوف ولعبادته اطلب وعن معصيته ابعد. فكل هذه الامور ترجع الى العلم بالله تبارك وتعالى وباسمائه الحسنى والحديث قال فيه صلى الله عليه وسلم من احصاها دخل الجنة فقول من احصاها يحتاج الى فقه لينال العبد الثمرة المذكورة في الحديث دخل الجنة فما هو الاحصاء الذي يترتب عليه هذا الدخول وهذا الثواب العظيم اهو قراءة هذه الاسماء قراءة مجردة بعض العوامل لديهم ورقة مكتوب فيها تسعة وتسعين اسما وبعضها ربما انه لم يثبت انه من اسماء ان لم يثبت انه من اسماء الله. ويضعها في في في جيبه ثم يخرجها بعض المرات فيقرؤها او يقرأها وفي ورد الصباح والمساء مع انه لم يرد ان يقرأ في ورد الصباح والمساء الاسماء اسماء الله تبارك وتعالى او مثلا ادبار الصلوات او بعضهم يعلقها كلوحة جمالية في البيت لوحة جمالية للبيت يعلق الاسماء الحسنى بمنبر مزخرف ومنملق وجميل ويكون هذا هو حظه منها. يكون هذا حظه من اسماء الله. هل هذا هو الاحسان؟ حاشا وكلا. حاش وكلا ان يكون هذا هو المراد. ولا حظ له من الاحصاء من كان نصيبه منه مثل هذه الاشياء ومثل هذه الاعمال. التي لم ترد بل بعضها قد يكون فيه شيء من الانتقاص وعدم الاهتمام وعدم آآ آآ قدر اسماء الله تبارك وتعالى انا اه حق قدرها فيحتاج المقام هنا الى معرفة الاحصاء ما هو؟ احصاء اسماء الله. فقرر ابن القيم هذه القاعدة في بيان احصاء اسماء الله ما هو؟ ماذا يكون فقال رحمه الله مراتب احصاء اسماء الله يعني قال هذه القاعدة في بيان مراتب احصائية وذكر ان ثلاثة يعني لا يرحمك الله لا يكون الاحصاء لاسماء الله تبارك وتعالى الا بهذه المراتب الثلاثة اي الا بان يحقق العبد هذه المراتب الثلاثة ما هي؟ قال الاول احصاء الفاظها وعددها احصاء الفاظها وعددها يعني تحفظها وتعرفها اسما اسما من اسماء كذا ومن اسماء كذا ومن اسماء كذا تحفظ اسماء الله تبارك وتعالى الواردة في الكتاب والسنة فالاحصاء بحفظها هذا الامر الاول. والامر الثاني بفهم المعاني والمدلولات. كل اسم من هذه الاسماء دال على معاني كل اسم دال على صفة وبعض الاسماء كما في القاعدة المتقدمة يدل على اكثر من صفة فيحتاج هنا ليكون العبد من من المحصين لهذه الاسماء ان يفهم معانيها ويشترط في الفهم ان يكون فهما صحيحا. بعيدا عن شطط اهل الاهواء. وشبهات اهل الباطل اويلات المتأولين التي تحلف الانسان عن هذا الطريق والامر الثالث دعاؤه سبحانه وتعالى بها. دعاؤه بها وهو هنا رحمه الله يشير الى ان كل اسم من اسماء الله الحسنى له عبودية يقتضيها الاسم. كل اسم من اسماء الله الحسنى له عبودية يقتضيها هذا الاسم وهذا هذه العبودية هي المقتضيات ومن موجبات ايمانك بهذا الانسان فمن احصائك لاسمائه تبارك وتعالى ان تحقق العبودية التي يقتضيها هذا الاسم. وسأشير الى بعض الامثلة قال دعاؤه بها كما قال تعالى ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها. وذكر هنا ان دعاء الله باسمائه له مرتبتان. مرتبة دعاء الثناء والعبادة ومرتبة دعاء الطلب والمسألة مرتبة دعاء آآ الثناء والعبادة. يعني ان تحقق العبادة التي يقتضيها الاثم وتثني على الله سبحانه وتعالى بهذا الاسم وتعلم عظمة الله وجلاله وكماله بهذه الاسماء الحسنى والصفات العظيمة. فهذه هذه مرتبة ثناء وعبادة يعني ان تخضع وتذل لله بما تقتضيه هذه الاسماء نعم فمثلا ايمانك باسمه تبارك وتعالى العليم ايمانك باسمه العليم يعني توضيح للمنهج منهج الاحصاء احصاء الاسماء من اسمائه الاليم من اسمائه تبارك وتعالى العليم تحفظ هذا وتعرف ان ان لله هذا الاسم تعرف شيئا من ادلته ثم تنتقل للامر الثاني تفهم المعنى الذي دل عليه هذا الاسم والصفة الثابتة لله تبارك وتعالى من هذا الاسم وان هذا الاسم دال على ثبوت العلم لله جل وعلا وانه سبحانه يعلم ما كان وما سيكون وما لم يكن لو كان كيف يكون. وانه احاط بكل شيء علما واحصى كل شيء عددا. وانه سبحانه وتعالى يعلم خائنة الاعين. وما وما تخفي الصدور. وتتأمل هذه المعاني العظيمة التي يدل عليها هذا الاسم ثم تحقق العبودية التي يقتضيها هذا الايمان منك بهذا الاسم والصفة التي دل عليها فما العبودية التي يقتضيها ايمانك بعلم الله بك واطلاعه عليك ورؤيته لك. وانه لا تخفى عليه منك خافية. اذا خلوت الدهر يوما لا تقل خلوت ولكن قل علي رقيب. ولهذا ضعف ايمان العبد باسماء الله سبحانه وتعالى صفاته وظعف استحضاره لهذا الايمان في احواله هو الذي يستجره للوقوع في في الاثم والوقوع في الذنب والا لو كان حاضر في ذهنه ومستحضر عظمة ربه واطلاع واطلاع الله سبحانه وتعالى عليه ورؤيته له لم تنع وكف مثل ما ذكر ابن رجب رحمه الله في كتابه شرح كلمة الاخلاص ان اعرابيا لقي اعرابيا في الصحراء فراودها عن نفسها راودها عن نفسها قال لها نحن في مكان لا يرانا الا الكواكب يعني من اي شيء تخافيه؟ ما احد يرانا نحن في مكان لا يرانا الا فواكه فقالت له واين مكوكبها اين موكبها؟ مكوكب الكواكب بينه الا يرانا؟ فامتنع الرجل. لاحظ هذا الاستحضار ماذا افاد؟ افاد هذه المرأة او افاد من ذكرته احد السلف رأى رجل وامرأة زريبة قال ان الله يراكما سترنا الله واياكما ذكرهما برؤية الناس ولهذا استحضار الادب لرؤية الله له واطلاعه عليه يحجزه. ولهذا قال الله تبارك وتعالى ان ويخشى الله من عباده العلماء. وكلما ازداد العبد علم اسماء الله تبارك وتعالى اه ترتب على ذلك تحقيقه ما ما يقتضيه هذا العلم من اه من عبودية لله وهكذا قلت في في جميع الاسماء ايمانك باسم الله التواب ماذا يفعل ايمانك باسم الله التواب. ماذا يفعل؟ والتواب هذا الاسم لله سبحانه وتعالى يدل على نوعين من من التوبة لله جل وعلا على عبده. توبة قبل توبة العبد وتوبة بعد توبة العبد ما قال الله تعالى ثم تاب عليهم ليتوبوا. هذي توبة قبل توبة العبد. قال تعالى وهو الذي يقبل التوبة عن عباده الله جل وعلا تواب يوفق من سأل التوبة وتواب يقبل توبة التائبين من عباده. فاذا امنت بان الله تواب ما الذي عليك ما الذي يقتضيه هذا الايمان؟ ان تتجه اليه وتلتجه اليه دائما ان ان يتوب عليك وان يجعلك من التوابين والله يحب التوابين ويحب المتطهرين. ويفرح سبحانه وتعالى بتوبة عبده اذا تاب وهو غني عن توبته. لله اشد فرحا بتوبة عبده اذا تاب من احدكم اظل راحلته بفلات وعليها طعامه وشرابه حتى اذا ايس منها استظل تحت ظل شجرة ينتظر الموت بينه وكذلك اذا بخطام ناقته عند رأسه فامسك بخطام الناقة وقال من شدة الفرح اللهم انت عبدي وانا ربك يقول عليه الصلاة والسلام الله اشد فرح بتوبة عبده اذا تاب من هذا. فاذا عرف العبد ان الله تواب وانه يحب التوابين ويفرح بتوبة ما الذي يجب عليه؟ ايليق بمن عرف هذه المعرفة؟ ان ينصرف الى المعاصي وينهمك في الذنوب او ان اللائق بمن عرف هذه المعرفة ان يقبل على الله تائبا منيبا سائلا ربه جل وعلا ان ان يتوب عليه وان يثبته وان واسماء الله تبارك وتعالى كلها مقتضية. للعبودية وموجبة للطاعة ومن احصاء اسمائه سبحانه وتعالى ان يحقق العبد ذلك. ان يحقق العبودية التي يقتضيها هذا الاسم ولعل هذا المعنى يوضح لكم قول ابن القيم قريبا ان الاحصاء قطب السعادة ومدار النجاة والفلاح متى يكون الاحسان تعني اسماء لا قطب السعادة ومدار الفلاح والنجاة لا يمكن ان يكون الا بمثل هذه الطريقة هذا فيما يتعلق بالنوع الاول. النوع الثاني دعاؤه بها دعاء الطلب والمسألة قال فلا يثنى عليه الا باسماءه الحسنى هذا راجع للاول وصفاته العلا وكذلك لا يسأل الا بها ولا يسأل الا الا بها يعني لا يسأل الا باسمائه الحسنى. فلا يقال يا موجود او يا شيء او يا ذات اغفر لي وارحمني لان هذه داخلة في باب الاخبار ولا يدع الله الا باسمائه. اما ما يخبر عنه به لا يدعى به. لقوله تعالى ولله اسماء الحسنى فادعوه بها. ولا يعبد ايضا لله بها. لا يقال عن بالشيء ولا عبد الموجود ولا عبد الذات ولا نحو ذلك فهذا كله خطأ وظلال. فلا يعبد الا لاسمائه تبارك وتعالى الحسنى. ولا يدعى الا بها سبحانه وتعالى فمن احصائها دعاؤه بها. دعاؤه بها ثم نبه على امر سبق الاشارة اليه وهو ان يراعي في دعائه سبحانه وتعالى باسمائه ماذا ما يناسب المطلوب. قال بل يسأل في كل مطلوب باسم يكونوا مقتضيا لذلك المطلوب. وهذا مترتب على الفقه والعلم. والفهم لاسماء الرب تبارك وتعالى الحسنى قال فيكون السائل متوسلا اليه بذلك الاسم قال ومن تأمل ادعية الرسل ولا سيما خاتمهم وامامهم صلوات الله وسلامه عليهم وجدها مطابقة لهذا ثم قال رحمه الله وهذه العبارة الاشارة بقوله وهذه العبارة الى ماذا الاشارة بقوله وهذه الى ماذا؟ دعاؤه الاشارة بقوله هذه العبارة دعاؤه بها قال وهذه العبارة اولى من عبارة من قال يتخلق باسماء الله يتخلق باسماء الله فانها ليست بعبارة سديدة. وجاء في حديث لا اصل له تخلقوا باخلاق الله. هو حديث لا اصل له ولم يثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. فهي عبارة غير سديدة هي منتزعة من قول الفلاسفة الفلسفة التشبه بالاله على قدر الطاقة. هذا كلام باطل واحسن منها عبارة ابي الحكم ابن برزان وهي التعبد عبارة ابي الحكم ابن برجان وهي التعبد الان مر معنا ثلاث عبارات. التخلق نعم والتشبه والتعبد عبارة ابن برزان التعبد ابن برجان هو ابو الحكم عبد السلام ابن عبد الرحمن النخلي الاشبيلي يقال له ابن برجان توفي سنة خمس مئة وستة وثلاثين له ترجمة في سير اعلام النبلا في المجلد العشرين صفحة اثنين وسبعين آآ قال واحسن منها العبارة المطابقة للقرآن. وهي العبارة التي ذكر ابن القيم وهي الدعاء دعاؤه بها. المتضمن للتعبد والسؤال لان الدعاء مرتبتان دعاء مسألة ودعاء عبادة ثم لخص ما سبق قال فمراتبها اربعة. اشدها انكارا عبارة الفلاسفة. وهي التشبه. واحسن منها عبارة من قال التخلق. واحسن منها عبارة من قال التعبد. واحسن من الجميع الدعاء وهي لفظ القرآن هنا واشير الى امر لا ادري يعني كم كثيرا او لا ولكنه آآ اتعبني كثيرا لما كنت آآ اشتغلت في في في هذا الجزء من كتاب ابن القيم على نسخ خطية ثلاث وافردته يعني من من اكثر من عشر سنوات لما جئت عند هذا الموضع مكتوب في النسخة المطبوعة اه ابن برهان في النسخة المطبوعة ابي الحكم ابن برهان وايضا في نسختين خطيتين. مكتوب ابو الحسن ابن برهان فالتحقيق في هذا المقام يقتضي ان تبحث عن الرجل الذي بهذا الاسم من هو؟ فبحثت كثيرا واخذ مني وقت ولم يكن متوفر الوسائل البحث الان في الكمبيوتر والاقراص وكذا فاخذ مني وقت التقليب في الكتب ابحث عن رجل بهذا الاسم ابو الحكم ابن برهان فما وجده ثم بحثت عن نسخة خطية ثالثة للكتاب قلت لعلها تفتح لي يعني افق في الامر فوجدت نسخة كتبت فيها في هذا الموضع لان الحكم برزخان. النصفة الثالثة قال لان الحكم برزخان. واذا معناه بعيد يعني ما ما هو وارد هنا فقال واحسن منها عبارة لان الحكم برزخان. تأملت؟ ايه ما ما يستقيم هذا فهذه النسخة التي يعني طلبتها مسعفة اصبحت يعني ما ما لها ثمرة فاشكل علي الامر فسبحان الله لم اجد الصواب الا في نقل للسفارين رحمه الله نقل هذا الكلام هذا الموضع نقل في كتابه صوامع الانوار وكتبت عنده لابي الحكم ابن برجا فثلاث نسخ خطية كلها خطأ والصواب في كتاب اخر الصواب في كتاب اخر نقل عن عن ابن القيم رحمه الله هذا الموضع. فهذه كانت يعني اخذت مني شيء من الوقت نعم قال رحمه الله تعالى الثالث عشر اختلف النظار في الاسماء التي تطلق على الله التي تطلق على الله وعلى العبد كالحي والسميع والبصير والعليم والخبير والملك ونحوها. فقالت طائفة من المتكلمين في حقيقة في العبد مجاز في الرب وهذا قوله لا في الجهمية وهو اخبث الاقوال واشدها فسادا مقابله وهو انها حقيقة في الرب مجاز في العبد. وهذا قول ابي العباس الناشئ ابي العباس الناشي الثالث انها حقيقة فيهما وهذا قول اهل السنة وهو الصواب واختلاف الحقيقتين فيهما لا يخرجها عن كونها حقيقة فيهما. وللرب تعالى منها ما يليق بجلاله وللعبد منها ما يليق به وليس هذا موضع التعرض لمأصل هذه الاقوال وابطال باطلها وتصحيح صحيحها فان الغرض الاشارة الى امور ينبغي معرفتها في هذا الباب ولو كان المقصود ولو كان المقصود بسطها لاستدعى الصفرين او اكثر يغرس من بحر رحمه الله ثم ذكر هذه القاعدة في اختلاف النظار بالاسماء التي تطلق على الله وعلى العباد. الحي السميع البصير العليم القدير الملك ونحوها فهذه يقال عن عن العبد انه حي والله ايضا حي سميع وسميع بسيط بسيط فما القول في هذه الاسماء التي تطلق على على الرب وعلى العبد؟ قال قالت طائفة من المتكلمين هي حقيقة في العبد مجاز في الرب حقيقة في العبد مجاز في الرب وهذا قول غلاة الجهمية وهو اخبث الاقوال واشدها فسادا. ما معنى مجاز في الرب ما هو المجاز؟ الصيم الحقيقة المجاز قسيم الحقيقة وان شئت قل المجاز ما ليس بحقيقة المجاز تصميم الحقيقة اي ما ليس بحقيقة واخف اوصاف المجاز عند القائلين به انه يصح نفيهم. انه يصح نفي مثلا ان الامثلة المشهورة في التعريف بالمجاز يقولون زيد اسد يقولون هذه مجاز زيد اسد هذا مجاز لماذا؟ لماذا مجاز؟ لانه يصح ان تنفيذ تقول لا ليس باسد هو انسان اه فكل ما كان من هذا القبيل يعني النبي يصح نفيه يقولون انه مجاز اذا لما يقول هؤلاء اسماء الله سبحانه وتعالى هي فيه مجاز معنى ذلك انه يصح ان تنفيها ولا تثبتها لله سبحانه وتعالى. فاذا حقيقة القول بان اسماء الله سبحانه وتعالى وصفاته مجال اي لا حقيقة لها. نفيها وتعطيلها ولهذا قال ابن القيم وهو اخبث الاقوال واشدها فسادا. اي خبث اشنع؟ واي فساد افظع من ان يقال ان اسماء الله وصفاته غير حقيقية ولا حقيقة لها عما يقول الظالمون علوا كبيرا. قال الثاني مقابله يعني ضد هذا القول. وهو انها حقيقة في الرب مجاز في العبد يعني هذه الاسماء حقيقة في الرب وتطلق على العبد على وجه المجاز يعني على غير وجه الحقيقة وهذا قول ابي العباس الناشف وذكر في ترجمته في سير اعلام النبلاء او في تاريخ الاسلام انه من آآ المعتزلة كما ذكر ذلك الذهبي رحمه الله في ترجمته له في تاريخ الاسلام وكان قد توفي عام مئتين ثلاثة وستين يلقب بالناشي آآ القول الثالث وهو الحق انها حقيقة فيهما يعني هذه الاسماء وما تدل عليه من صفات هي حقيقة في الرب وحقيقة في في العبد. وهذا قول اهل السنة والجماعة هو الصواب. ثم رحمة الله عليه قاعدة ذهبية ونافعة جدا في هذا الباب وفي نسختي انا كتبتها مكبرة. قال واختلاف الحقيقتين فيهما لا يخرجها عن كونها فيهما اختلاف الحقيقتين فيهما لا يخرجها عن كونها حقيقة فيهما يعني هذه السمع مثلا مثال السمع حقيقة الرب وحقيقة في العبد سمع حقيقي في الرب وسمع حقيقي في الاكل والسمع فيهما مختلف سمع الله يخصه ويليق به وسمع العبد يخصه ويليق به. فالحقيقتان مختلفتان نعم فهل اختلاف الحقيقتين يخرجها عن كونها حقيقة لا يخرجه هي هي تبقى حقيقة فالرب وحقيقة في العبد ولكن حقيقتان مختلفتان وهنا قاعدة مفيدة يذكرها العلم وهي ان الاظافة تقتضي التخصيص. الاظافة تقتظي التخصيص. ما معنى ذلك؟ اي لان ما يضاف الى الله سبحانه وتعالى يخصه ويليق به ويليق بجلاله وكماله وما يضاف الى الهم يخص فهو يليق به ويليق بنفسه وبعثه. فالاظافة تقتضي التقصير. فالسمع اذا اضيف الى الله يخص الله. وهو حقيقة يليق بالرب سبحانه وتعالى واذا اضيف الى العبد فانه يخص العبد ويليق بالعبد. وهو في الرب حقيقة وفي العبد حقيقة وليست الحقيقة الحقيقة ومن القواعد ايضا التي ذكرها العلم هنا وقررها السلف قديما اتفاق الاسماء لا يلزم منه اتفاق الحقائق المسميات اتفاق الاسماء لا يلزم منه اتفاق الحقائق والمسميات فيكون الاسم ولكن الحقيقة مختلفة وهذا امر نحن ندركه بين مخلوق ومخلوق. امر ندركه بين مخلوق ومخلوق وعلى سبيل المثال الاسد له قوة والنملة لها قوة الاسد له قوة والنملة لها قوة. هل يلزم من اثباتنا قوة للنملة؟ ان نكون شبهنا النملة بالاسد. ما احد يقولها هكذا هذا امر نحن ندركه بين المخلوق والمخلوق فكيف بالامر بين الخالق والمخلوق فكيف الامر بين الخالق والمخلوق؟ الحقيقة مختلفة النملة لها قوة تستطيع ان تحمل بها القطعة الخفيفة من الطعام وتصعد بها فلها قوة والاشد له قوة لكن حقيقة قوة الاسد مختلفة حقيقة قوة الاسد مختلفة. وما اظن ان الاسد يرظى ان يقال ان قوته مثل قوة النملة بحجة ان كل منهما فيه قوة يقول ابن القيم رحمه الله اختلاف الحقيقتين فيهما لا يخرجها عن كونها حقيقة فيهما ثم قرر هنا قاعدة قال وللرب تعالى منها ما يليق بجلاله وللعبد منها ما يليق به يمكن ان تقول هنا ما ذكره العلم لان الاظافة تقتضي التخفيف لان الاظافة تقتضي التقصير اي ان ما يظاف الى الرب سبحانه وتعالى يخصه ويليق به وما يظاف الى العبد يخصه ويليق به ثم قال وليس هذا موضع التعرض لمأخذ هذه الاقوال اي الباطلة وابطال باطلها وتصحيح صحيحها اللي ما اخذ هذه الاقوال اي عموما وابطال باطلها وتصحيح صحيحها فان الغرض الاشارة الى امور ينبغي معرفتها في هذا الباب وهذا يوحي اليك ان ابن القيم هنا يراعي لك الاختصار وذكر القواعد والكليات العامة بدون البسط والتطوير يكون هذا له موضع اخر ولو كان المقصود بسط ولو كان المقصود بسطها لاستدعت سترين او اكثر يعني مجلدين او اكثر رحمة الله عليه يغرف من من بحر وآآ نقف هنا والحديث ان شاء الله يتم في الدروس القادمة والله اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد واله وصحبه اجمعين