الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله وصلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فبين ايدينا رسالة قيمة ومؤلف نافع يحتاج اليه كل مسلم وهو في بيان الاصول الثلاثة التي هي معرفة الله ومعرفة رسوله صلى الله عليه وسلم ومعرفة دين الله دين الاسلام بالادلة وهي التي قال النبي صلى الله عليه وسلم عنها ذاق طعم الايمان من رضي بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولا وهي التي ندب عليه الصلاة والسلام ان تقال كل مرة بعد سماع الاذان يقول وانا اشهد ان لا اله الا الله وان محمدا عبده ورسوله رضيت بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولا وهي الاصول التي يسأل عنها الميت اذا ادرج في القبر يأتيه ملكان فيجلسانه فيقولان من ربك ما دينك؟ من نبيك فهذه رسالة افردها الامام شيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى في بيان هذه الاصول الثلاثة وايظاحها بالادلة من كتاب الله عز وجل وسنة النبي صلى الله عليه وسلم وهو رحمه الله جادته جادة السلف وطريقته طريقتهم وليس احد من السلف يأتي للناس باعتقاد ينشأه ويخترعه بل الاعتقاد عندهم قال الله وقال رسوله عليه الصلاة والسلام ولهذا ما يذكره رحمه الله تعالى في رسالته هذه وفي كتابه التوحيد وفي غيره من كتبه كل ذلكم مبني على الدلائل البينات والحجج الواضحات والبراهين الساطعات من كتاب الله جل وعلا وسنة نبيه صلوات الله وسلامه عليه وسنرى في هذا الكتاب القيم حسن الاستدلال بكتاب الله جل وعلا وسنة النبي عليه الصلاة والسلام وحسن التعويل عليهما والرد اليهما في سائر امور الدين ولهذا فان هذا الكتاب كتاب ينبغي ان يحرص عليه كل مسلم مع نفسه اولا قراءة لهذا الكتاب وفهما لمضامينه وتحقيقا لغاياته ومقاصده وان يسعى بعد ذلك جاهدا مع اهله وولده وقرابته نشرا لهذا الخير وبيانا لهذه الاصول العظيمة التي ستسأل عن عنها انت وسيسأل عنها ولدك وستسأل عنها امك وسيسأل عنها اخاك وقريبك كل سيسأل عنها اذا ادرج في القبر فما احرانا ان نتكاتف وان نتعاون نصحا لدين الله ولعباده بنشر هذه الاصول العظيمة وتلقينها للناس وتعليم وتعليمهم اياها نصحا لدين الله جل وعلا وقد كان اهل العلم وائمة المساجد يعتنون كثيرا ببيان هذه الاصول ويجتهدون في تحفيظها للصغار والكبار بحيث تكون اصولا محفوظة مضبوطة مفهومة لدى الناس وان يكونوا كذلك محققين لها وقد قال الشيخ عبدالعزيز ابن باز رحمه الله تعالى قال كان رحمه الله يعني شيخ الاسلام يلقن الطلبة والعامة هذه الاصول ليدرسوها ويحفظوها ولتستقر في قلوبهم لكونها قاعدة في العقيدة لكونها قاعدة في العقيدة فهذه الاصول الثلاثة هي في الحقيقة قاعدة الايمان واساس الملة وركيزة الدين التي عليها يبنى وهي اساس الفلاح والسعادة في الدنيا والاخرة فلا تنال سعادة فلا تنال سعادة ولا تكون نجاة الا بتحقيق هذه الاصول العظيمة وقد كان الامام رحمه الله ناصحا للناس نصحا عظيما بافراده هذه الاصول الثلاثة بالبيان والايضاح وجمع الدلائل عليها من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم لتكون سهلة التناول قريبة المأخذ واضحة مقررة بادلتها وحججها من كتاب الله وسنة نبيه صلوات الله وسلامه عليه فهذا كله من نصح هذا الامام رحمه الله لعباد الله وهذه الرسالة اعتنى بها اهل العلم كثيرا اعتنى بها اهل العلم كثيرا واجتهدوا في شرحها بيان مقاصدها وتسهيلها للطلبة والعامة وكتبوا فيها رسائل عديدة في شرح هذه الاصول الثلاثة كما انهم كذلك اعتنوا عناية كبيرة بتحفيظها للناشئة وللعامة ولعموم المسلمين وقد كان في بعض الاوقات يسأل امام المسجد المصلين عنده عن هذه الاصول وكان العوام يعرفون هذه الاصول بالدين يقول بعضهم لبعض اقرأ علينا الدين او سمعنا الدين فيقرؤون هذه الاصول الثلاثة ولقد حفظها عدد كبير من هؤلاء في صغره لقنت له وهو صغير وكانت معه ثابتة في الكبر وفي هرمه وشيخوخته حتى ان بعض العوام نقل ان خرفه كان في كبره في الاصول يخرف ويتكلم فلا يأتي على لسانه الا هذه الاصول الثلاثة وكان بعضهم ايضا في شهوره الاخيرة ولحظاته الاخيرة تأتي على لسانه وهو قد حفظها صبيا يافعا وقد حفظها صبيا يافعا واذكر من ذلك على سبيل المثال ان جدي رحمه الله تعالى الشيخ حمد وقد توفي عن عمر يبلغ المئة مئة عام فاذكر قبل وفاته باشهر كنت جالسا عنده فقال لي الطواغيت كثيرون لا كثرهم الله ورؤوسهم خمسة اولهم ابليس عليه لعنة الله واخذ يعدد الطواغيت قال الخامس نسيته ذكرني الخامس هذا قبل وفاته باشهر قال ذكرني الخامس قلت له من عبد من دون الله وهو راض قال ايه هذا طاغوت مدلدل بلغة باللغة قال هذا طاغوت مدلدل. الشيء المدلدل يعني مكشوف مكشوف واظح فكان الناس يعتنون جدا بهذه الاصول ولهذا يؤسف يؤسف جدا لحال كثير من العوام انه يكبر ويكبر ويقارب ان يفارق هذه الحياة وهو لا يدري ما هي الاصول ولم يعتني بها لانه لم يجد في مجتمعه وفي معلميه من يلقن هذه الاصول ولهذا تتأكد المسؤولية على طلاب العلم وحملت الدعوة وانصار الدين ان ينصحوا لعباد الله تبارك وتعالى ولا سيما وبخاصة في هذه الاصول الثلاثة المباركة العظيمة التي جمعها الامام رحمه الله تعالى في هذه الرسالة القيمة وايضا ايها الاخوة اقول ان نعمة الله سبحانه وتعالى علينا جميعا عظيمة ان جمعنا هذا الجمع ويسر لنا هذا المجلس لنشرع في مذاكرة هذه الاصول ومدارستها فاللهم وفقنا واكتب مجلسنا هذا في صالح اعمالنا وارزقنا فيه علما نافعا تهدينا به لكل خير وان تصلح لنا شأننا كله ونبدأ مستعينين بالله ذاكرين الله سبحانه وتعالى متوكلين عليه بسم الله ما شاء الله لا حول ولا قوة الا بالله الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد عليه افضل الصلاة واتم التسليم قال الامام الاواب شيخ الاسلام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى وقدس روحه وغفر له وللشارح والسامعين قال في كتابه الاصول الثلاثة بسم الله الرحمن الرحيم اعلم رحمك الله انه يجب علينا تعلم اربع مسائل الاولى العلم وهو معرفة الله ومعرفة نبيه ومعرفة دين الاسلام بالادلة الثانية العمل به الثالثة الدعوة اليه الرابعة الصبر على الاذى فيه والدليل قوله تعالى والعصر ان الانسان لفي خسر الا الذين امنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر قال الشافعي رحمه الله تعالى لو ما انزل الله حجة على خلقه الا هذه السورة لكفتهم وقال البخاري رحمه الله باب العلم قبل القول والعمل والدليل قوله تعالى فاعلم انه لا اله الا الله واستغفر لذنبك فبدأ بالعلم قبل القول والعمل بدأ المصنف رحمه الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم وهذه الكلمة كلمة استعانة بالله عز وجل وطلب عون منه جل وعلا يشرع للمسلم ان يأتي بها في بدء اعماله ان كان اكلا او شربا او دخولا او كتابة او قراءة او نحو ذلك وذلك تيمنا بذكر اسم الله جل وعلا وطلبا لمده وعونه وتوفيقه ورحمه الله في صنيعه هذا مؤتس بكتاب الله جل وعلا حيث بدأ بالبسملة وبدأت صوره بالبسملة وتأسيا بالنبي عليه الصلاة والسلام في مكاتباته ورسائله يبدأ ذلك بالبسملة وهي كما قدمت كلمة استعانة والجار والمجرور لقوله بسم الله متعلق بفعل محذوف مقدر تقديره اكتب ويحسن ان يكون تقديره متأخرا ان يكون تقديره متأخرا ليكون بذلك مفيدا الحصر اي به لا باحد سواه جل وعلا لان تقديم المعمول على العامل يفيد الحصر وتقدير ذلك بسم الله اكتب بسم الله اكتب اي باسمه وحده جل وعلا باسمه وحده والباء في بسم الله باء الاستعانة اي اي اكتب مستمدا فيما اكتبه من الله تبارك وتعالى وانا في ذلك متيمن بذكر اسمه جل وعز. والله هذا اسم لله جل وعلا لا يطلق الا عليه وهو دال على الوهيته وجلاله وكماله وعظمته وانه وتعالى مستحق للعبادة دون سواه كما جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما قال الله ذو الالوهية والعبودية على خلقه اجمعين. فاشار رحمه فاشار رضي الله عنه في بيانه لمعنى هذا الاسم الى جانبين يدل عليهما الاول الوهية الله وهي كماله وجلاله وكبرياؤه وعظمته واتصاف بصفات الكمال ونعوت الجلال وانه سبحانه له الاسماء الحسنى والجانب الاخر العبودية التي هي فعل العبد وهي من مقتضيات في ايمان العبد بالوهية الله بان يذل ويخضع له وينكسر لجنابه سبحانه وان يفرده وحده بالذل وان يخلص الدين له والا يجعل معه شريكا في العبادة والرحمن الرحيم بسم الله الرحمن الرحيم هذان اسمان دالان على اوتي الرحمة صفة لله وان رحمته سبحانه وتعالى واسعة وانها كذلك واصلة لعباده. فالاسمان يدلان على ثبوت الرحمة صفة لله. فالاسمان يدلان على ثبوت الرحمة صفة لله جل وعلا. الرحمن يدل على ساعة الرحمة. لان هذا الوزن فعلا يدل على السعة فهو يدل على سعة رحمة الله ورحمتي وسعت كل شيء ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما. فهو يدل على سعة الرحم والرحيم يدل ان هذه الرحمة رحمة واصلة للعباد واصلة العباد وكان بالمؤمنين رحيما ولم يأتي وكان بالمؤمنين رحمانا لان الرحيم اسم يدل على وصول هذه الرحمة للعباد. فذكر في هذه البسملة هذه الاسماء العظيمة الجليلة لله تبارك وتعالى بسم الله الرحمن الرحيم ثم قال اعلم رحمك الله وسيأتي ايظا بعد قليل قوله ايظا اعلم رحمك الله ثم سيأتي ايظا اعلم ارشدك الله لطاعته مواضع ثم بعد ذلك تبدأ رسالة الاصول الثلاثة من ربك؟ وما دينك؟ ومن نبيك؟ ولهذا ينبغي ان نعلم ان الاصول الثلاثة صدرت بهذه الرسائل الثلاثة للامام رحمه الله الاصول الثلاثة صدرت بهذه الرسائل الثلاثة العظيمة وكل رسالة منها مصدرة بقوله اعلم والدعاء الرسالتان الاوليان فيهما الدعاء رحمة والاخيرة فيها الدعاء ان يرشدك الله الى طاعته ان يرشدك الله الى طاعته. ذكر فالرسالة الاولى مسائل اربعة عظيمة يحتاج اليها كل مسلم ومسلمة. ويجب تعلمها على كل مسلم ومسلمة العلم والعمل والدعوة والصبر. قد اجتمعت هذه المسائل في سورة العصر كما سيأتي بيان ذلك. والرسالة الثالثة والرسالة ثانية مشتملة على بيان التوحيد بنوعيه العلمي والعملي ومسألة الولاء والبراء والمسألة والرسالة الثالثة مشتملة على ذكر الحنيفية ملة ابراهيم امام الحنفاء عليه صلوات الله وسلامه بعد هذه الرسائل تأتي الاصول الثلاثة تأتي الاصول الثلاثة وفي الرسالة الاولى من هذه الرسائل اشارة الى هذه الاصول الثلاثة عندما ذكر المسألة الاولى وهي العلم قال وهو معرفة الله ومعرفة نبيه ومعرفة دين الاسلام بالادلة. وسيأتي ذكر النكتة في ذلك لما خص رحمه الله هذه الاصول الثلاثة بالذكر هنا قوله رحمه الله تعالى اعلم رحمك الله بدأ الرسالة بهذا اعلم رحمك الله بدأها بتنبيه ودعاء بدأها رحمه الله تعالى بتنبيه ودعاء تنبيه يراد به استدعاء اهتمام القارئ وانتباهه وحسن استفادته لان ما سيلقى عليه ويقرر له اصول عظام ومسائل جليلة تحتاج منه الى حسن اصغاء وحسن انتباه وحسن الاستفادة ولهذا جاء بهذه الكلمة قال اعلم مصدرا الرسالة بها وهذا الاسلوب نافع جدا في التعليم وهو مستمد من كتاب وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام. فكثيرا ما يأتي في القرآن ايات ينبه فيها على امور عظام ومسائل جليلة ويصدر ذلك باعلم كقوله تعالى فاعلم انه لا اله الا الله وقوله تعالى اعلموا انما الحياة الدنيا لعب ولهو وفي القرآن ايات تزيد على الثلاثين يبدأ صدر الاية او في اثناء بقوله اعلم او اعلموا وهكذا في سنة النبي عليه الصلاة والسلام يأتي عنه احاديث عديدة يصدر فيها كلامه وما اراد صلوات الله وسلامه عليه بيانه من امور علمية او عملية بقوله اعلم او اعلموا ومن ذلكم قوله صلى الله عليه وسلم لابن عباس رضي الله عنهما واعلم ان الامة لو اجتمعوا على ان ينفعوك بشيء لن ينفعوك الا بشيء كتبه الله لك. ولو اجتمعوا على ان يضروك بشيء لن يضروك الا بشيء كتبه الله عليك رفعت الاقلام وجفت الصحف وكذلك قوله عليه الصلاة والسلام كما في مسند الامام احمد قوله لابي امامة اعلم انك لا تسجد لله سجدة الا رفع الله لك بها درجة وحط عنك خطيئة والاحاديث عنه في هذا كثيرة وايضا هو اسلوب دارج في تقريرات اهل العلم وفي مؤلفاتهم وقوله رحمه الله رحمك الله في فيه جمع بين التنبيه بين التنبيه والدعاء وهذه من علامات النصح من علامات النصح ان يبين الناصح للمنصوح الخير وان يرشده اليه برفق وحسن بيان وتمام ايضاح وان يدعو له في الوقت نفسه بالخير. فعلامة النصح الدلالة الى الخير والدعاء بالخير. الدلالة الى الخير والدعاء بالخير يدل الى الخير ويدعو من من يدله الى الخير ان يوفق له وان يسدد وان يعان قال اعلم حمك الله. الدعاء بالرحمة تارة يأتي مضموما اليه الدعاء بالمغفرة. وتارة يأتي مفردا كما هو عند المصنف رحمه الله فاذا ظم اليه الدعاء بالمغفرة فان الدعاء بالمغفرة يتناول ما سلف من الازمان وما مضى من الاوقات والمعنى اي غفر الله لك ما سلف منك من خطأ او زلل او تقصير او ذنب والرحمة التوفيق فيما سيأتي بالحفظ والاعانة على الطاعة والوقاية من الزلل فتكون المغفرة متناولة الماضي والرحمة متناولة الاتي من الازمان. واذا افرد احدهما بالذكر تناول الاخر. فقوله هنا رحمك الله يتناول رحمك بان غفر لك ذنوبك عيوبك واقالك عثرتك وايضا يتناول وفقك وسددك واعانك فيما تستقبل من ايام حياتك بالتوفيق للهداية والاعانة للخير. قال انه يجب علينا تعلم اربع مسائل. يجب علينا اي نحن معاشر المكلفين ذكورا واناثا صغارا وكبارا يجب علينا اي وجوبا عينيا فما سيذكره رحمه الله هو من الواجب العيني على كل مكلف الزموا كل مكلف ان يتعلمه ذكرا كان او انثى صغيرا او كان كبيرة الكل يلزمهم تعلم هذه المسائل. ويجب عليهم وجوبا عينيا تعلمها. وهنا ينبغي ان يعلم ان فرائض الدين ان فرائض الدين وواجباته منها ما هو فرض عين ومنها ما هو فرض كفاية وفرظ العين هو الذي يجب على كل مكلف واما قل كفاية فهي التي اذا قام بها بعض المكلفين سقط الاثم عن الباقين فيكون في تعلم بعض المكلفين لها كفاية اما فروظ الاعيان لا يكفي ان يتعلمها بعظ المكلفين بل يلزم كل مكلف بعينه فردا فردا من افراد المكلفين ان يتعلموها قال انه يجب علينا تعلم اربع مسائل وقوله تعلم اربع اي فهمها ومعرفتها وظبطها معرفة صحيحة مستمدة مستمدة من كتاب الله وسنة نبيه صلوات الله وسلامه عليه وقوله واربع اربع مسائل هذا معدود في حسن البيان في حسن البيان وظبط العلم ان تذكر الاعداد قبل كل المعدود ليكون ذلك اضبط لطالب العلم وهذا يأتي كثيرا في احاديث النبي عليه الصلاة والسلام. ثلاث من كن فيه اية المنافق ثلاث اربع من كن فيه كان منافقا خالصا اظمنوا لي ستا من انفسكم اضمن لكم الجنة وهكذا احاديث كثيرة يذكر عليه الصلاة والسلام في صدرها العدد ثم بعد ذلك يذكر المعدود وهذا اضبط لطالب العلم لانه اذا فاته شيء من هذه او نسي يذكر لو بقي عليه واحد لانه يعرف ان اربعة فهذا اظبط في العلم وامكن في الفائدة وقوله مسائل قوله رحمه الله مسائل الدين مسائل ودلائل والمسائل هي الاحكام والشرائع والاوامر والنواهي المستفادة من دلائل كتاب الله وسنة نبيه صلوات الله وسلامه عليه. والدين مسائل ودلائل مسائل مستمدة من الدلائل من كتاب الله وسنة نبيه صلوات الله وسلامه عليه والدلائل هي المصدر والمنبع لهذه المسائل. قال الاولى العلم الاولى العلم والمراد بالعلم معرفة الحق والهدى معرفة الحق والهدى وهو اذا اطلق في نصوص الكتاب والسنة ومدح اهله واثني عليهم المراد به العلم المستمد من كتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام وهو علم الشريعة علم الشريعة المستمد من كتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام. فالايات التي فيها مدح العلم ومدح العلماء والاحاديث التي فيها مدح العلم ومدح العلماء المراد بها علم سريعة قال الله قال رسوله صلى الله عليه وسلم. وعلم الشريعة كما سبق ينقسم الى قسمين فرض عين وفرض كفاية هناك من علوم الشريعة شيء كثير لا يلزم كل فرد من المكلفين ان يتعلمه بل اذا تعلمه البعض كفوا الباقين هذا الامر وفرض العين هو العلم الذي لا يسع اي فرد من افراد المكلفين جهله بمعنى انه يلزم كل مكلف ان يتعلمه. ومن ذلكم هذه المسائل التي ستبين وتوضح وتقرر بادلتها من كتاب الله وسنة نبيه صلوات الله وسلامه عليه. ولهذا نقل عن الامام احمد رحمه الله قال يجب ان يطلب من العلم ما يقوم به دينه يجب ان يطلب من العلم ما يقوم به دينه وهذا ضابط دقيق في معرفة العلم الذي هو فرض عين ضابط دقيق في معرفة العلم الذي هو فرض عين على كل مكلف قال ان يجب ان يطلب من العلم ما يقوم به دينه ما لا يتم الواجب الا به فواجب. ولهذا معرفة التوحيد الذي قيام الدين عليه فرظين. معرفة الصلاة باركانها وواجباتها وشروطها فرض عين الحج اركانه وواجباته وشروطه فرض عين وهكذا في واجبات الدين وفرائض الاسلام التي يؤمر بها كل مكلف تعلمها فرض عين قال يجب ان يطلب من العلم ما يقوم به دينه. قيل له مثل اي شيء؟ قال الذي لا يسعه جهله صلاته وصيامه ونحو ذلك فهذه فرائض عينية تلزم جميع المكلفين. ولهذا قوله الاولى العلم قوله الاولى العلم المراد بالعلم هنا العلم الواجب الذي هو فرض عين لانه قال يجب علينا وذكر العلم فاذا مراد بالعلم هنا العلم العيني الذي هو فرض على كل مكلف فهذا هو الذي يجب على كل مسلم ومسلمة ان يتعلمه. اما بقية امور الشريعة فروضها الكفائية هذي لا تجب على جميع المكلفين بل اذا قام بها البعض كفوا في ذلك وسدوا الباب وحققوا المقصود والمراد. قال الاولى العلم. قال وهو معرفة الله ومعرفة نبيه صلى الله عليه وسلم ومعرفة دين الاسلام بالادلة. خص رحمه الله هذه الاصول الثلاثة بالذكر كرهونا لانها الاصول التي يقوم عليها الدين فهي للدين بمثابة الاساس للبنيان والاصول للاشجار فكما ان الاشجار لا تقوم الا على اصولها والبنيان لا يقوم الا على عماده واساسه فكذلك الدين لا يقوم الا على هذه الاصول. معرفة الله وهو المقصود سبحانه وتعالى ومعرفة نبيه صلى الله عليه وسلم والواسطة بين بين العباد وبين الله سبحانه وتعالى او بين بين الله وبين العباد في ابلاغ شرعه وبيان دينه ودين الاسلام لانه الطريق الوحيد الموصل الى الله فلا ينال احد رضا الله ولا يفوز بثوابه ولا ينجو من عقابه الا بالاسلام. ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الاخرة من الخاسرين. اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا. ان الدين عند الله الاسلام فالاسلام هو الطريق الوحيد الموصل الى الله تبارك وتعالى وما سواه من الطرق لا توصل الا الى سخط الله. فالله عز وجل سد كل طريق الا الاسلام فهو دين الله عز وجل الذي لا يقبل دينا سواه وان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله. ولهذا جاء في المسند ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الله ضرب مثلا صراطا مستقيما. وعلى انبتي الصراط سوران وفي السورين ابواب مفتحة وعلى الابواب المفتحة سطور مرخاة ومناد ينادي من اول الصراط يا عباد الله ادخلوا الصراط ولا تعوجوا ومناد ينادي من جوف الصراط يا عبد الله لا تفتح الباب فانك ان فتحته تلج ثم قال عليه الصلاة والسلام اما الصراط فهو الاسلام. واما السوران فهما حدود الله. واما الابواب المفتحة التي عليها سطور مرخاة فمحارم الله اما الداعي الذي يدعو من اول الصراط فهو كتاب الله. واما واما الداعي الذي يدعو من جوف الصراط فواعظ الله في قلب كل مسلم. فالاسلام هو الصراط الوحيد والجادة المستقيمة التي توصل الى رضوان الله تبارك وتعالى والجنة. وفي الدعاء الذي هو واجب على كل مسلم ان يكرره في يومه سبع عشرة في يومه وليلته سبع عشرة مرة اهدنا الصراط المستقيم اي صراط الاسلام دين الله الذي رظيه سبحانه وتعالى لعباده ولا يقبل منهم دينا سواه فالاسلام هو دين الله. قال بالادلة قال بالادلة قوله بالادلة يرجع الى الثلاث ان تعرف الله وان تعرف النبي عليه الصلاة والسلام وان تعرف الاسلام فان تكون بان تكون هذه المعرفة مبنية على الدليل والدليل قال الله قال رسوله صلى الله عليه وسلم العلم قال الله قال رسوله صلى الله عليه وسلم لا ان تكون هذه المعرفة مبنية على الهوى او على الرأي او على الذوق او على المنامات او على التجارب او على القصص او غير ذلك مما جعل لدى كثير من الناس مصدرا للاستدلال فمعرفة هذه لابد ان تكون بالادلة اي المستمدة من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ومن لم يعتصم بالكتاب والسنة ظل ومن رام الوصول من غير طريقهما زل كما قيل كيف يرام الوصول الى علم الاصول بغير ما جاء به الرسول. صلى الله عليه وسلم اي ان هذا محال. لا يمكن فلا يمكن ان تتحقق للعبد معرفة صحيحة بالله وبنبيه عليه الصلاة والسلام وبالدين دين الاسلام الا بالدليل كلام الله وكلام رسوله عليه الصلاة والسلام ومن فارق الدليل ان ظل السبيل ولا دليل الا بما جاء به الرسول هذه كلمة كان يكررها ابن تيمية رحمه الله كثيرا من فارق الدليل ظل السبيل ولا دليل الا بما جاء به الرسول عليه الصلاة والسلام وقوله ظل السبيل يدل عليه قول الله تعالى فمن اتبع هداي فلا يضل مفهوم المخالفة ان من لم يتبع هدى الله ووحيه فانه يضل. قال عليه الصلاة والسلام تركت فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا كتاب الله وسنتي. والشواهد على هذا كثيرة. ولهذا ينبغي على كل مسلم ان يعتني بهذه الاصول الثلاثة عناية دقيقة ان يعتني بها عناية دقيقة معرفة الله معرفة النبي عليه الصلاة والسلام معرفة دين الاسلام ينبغي على كل مسلم ان يعرف معرفة دقيقة وان يدع طرائق الجاهلين وسبل المضلين وكم وكم اضل كثيرا اما بحكايات او بمنامات او بتجارب او بقصص او باشياء من هذا القبيل. كم اضلوا كثيرا من العوام؟ وابعدوهم عن دين الله تبارك وتعالى وعن الجادة السوية. ولهذا تجد الشخص يتكلم احيانا عن مثل هذه المسائل ولا يذكر اية ولا يذكر حديث اذا بل يذكر قصص ويذكر حكايات ويذكر منامات ووهلم جرا وكم اضلوا من العوام بمثل هذه الطريقة ولهذا ينبغي للعامي ان يكون فطن دين الله ليست بالاشخاص دين الله عز وجل ليس اراء الناس. دين الله جل وعلا ليست اختراع مخترع. دين الله سبحانه وتعالى ليس الذوق متذوق دين الله جل وعلا وحي من الله منزل قل انما انذركم بالوحي وذكر بالقرآن دين الله جل وعلا وحي منزل من رب العالمين وانه لتنزيل رب العالمين نزل به الروح الامين على بك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين. قال الله تعالى وكذلك اوحينا اليك روحا من امرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا فلهذا ينبغي للعامي والمسلم عموما ان يكون فطنا في هذا الباب. دين الله لابد فيه من الدليل. والدليل قال الله قال رسوله. عليه الصلاة والسلام وهذه مسألة واضحة مثل الشمس فاذا قال لك اذا قال لك قائل اعتقد كذا لاني رأيت في المنام كذا وكذا قل انت ومنامك او قال لك جربنا او حكى لك في ذلك قصة او او الى اخره كل ذلك ليس الاستدلال وليس طريقا تستمد او يستمد منه الدين والاعتقاد. الدين قال الله قال رسوله ولهذا جادة السلف وطريقتهم ماضية على ذلك من اول الزمان الى زماننا هذا الى ان يرث الله الارض وهذه طريقة اهل الحق والهدى لا يأتي احد منهم بعقيدة ينشئها من نفسه او يخترعها او يخترع او يخترعها او يخترعها له اشياخه بل دين الله يستمد من كتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام ولهذا ابن تيمية رحمه الله تعالى قال في هذا المقام كلمة عظيمة قال الاعتقاد ليس لي ولا لمن هو اكبر مني الاعتقاد ليس لي ولا لمن هو اكبر مني الاعتقاد لله وللرسول عليه الصلاة والسلام الاعتقاد ما جاء في القرآن والصحيحين والسنن والاحاديث الصحيحة الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولهذا يلزم كل احد يقرر عقيدة ان يبنيها على الدليل يقول نعتقد كذا لقول الله تعالى كذا ونعتقد كذا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم كذا وهذي جادة اهل العلم. اما المصادر التي جعلت للاستدلال فهذه مصادر عند اهل الاهواء. وانتبه لقول الله سبحانه وتعالى في مقام التحذير من الشرك افرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الاخرى؟ الكم الذكر وله الانثى؟ تلك اذا قسمة بيزا ان هي الا اسماء سميتموها انتم واباؤكم ما انزل الله بها من سلطان ان يتبعون الا الظن وما تهوى الانفس. ولقد جاءهم من ربهم الهدى. ان يتبعون الا الظن وما تهوى الانفس وهذه طريقة كل مبطل وكل صاحب ضلال فهو في ضلالة اما ان يكون متبعا ظنونا واوهاما وتخرصات يظنها علما او يكون متبعا هوى نفسه او يكون متبعا هوى نفسه. قال ولقد جاءهم من ربهم الهدى الهدى جاء من الله ونزل من رب العالمين فلما يتشاغل الناس بظنون واهواء وبينهم وحي الله تبارك وتعالى وتنزيله سبحانه وانتبه جيدا لقوله تعالى ما انزل الله بها من سلطان ما انزل الله بها من سلطان فكل عقيدة بين الناس لم ينزل بها سلطان اي لم ينزل بها حجة وبرهان من الله جل وعلا فهي مردودة وباطلة وغير مقبولة لانه لا يقبل من امور الدين الا ما كان نزل به سلطان اي حجة والحجة سميت سلطانا لانها تستولي على القلوب تتسلط على القلوب وتتمكن من القلوب ولا تتمكن القلوب من ردها لقوتها قال ما انزل الله بها من سلطان. الشاهد معاشر الاخوة ان هذه الاصول الثلاثة ينبغي على كل مسلم ان يعتني فيها بالدليل ان يأتي ان يعتني بمعرفتها بالدليل. والدليل قال الله قال رسوله صلى الله عليه وسلم وفي هذه الرسالة سترى ادلة هذه الاصول من كتاب الله وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم. والمؤلف رحمه الله ليس له في هذا الكتاب الا الجمع والترتيب والايضاح والبيان والا الكتاب كله ادلة وسترى ذلك ادلة من كتاب الله وسنة نبيه صلوات الله وسلامه عليه وهذا هو الدين. دين الله هذا هو قال الله قال رسوله صلى الله عليه وسلم عندما تعقد مقارنة بين مثل هذه الكتب وكتب اهل الباطل يجد الانسان الفرق الشاسع والبون الواسع بين طريقة اهل الحق وطرائق المبطلين بين طريقة اهل الحق وطرائق المبطلين والله تعالى يقول افمن يعلم ان ما انزل اليك من ربك الحق كمن هو اعمى انما يتذكر اولو الالباب ويقول افمن يمشي مكبا على وجهه اهداه؟ ام من يمشي سويا على صراط مستقيم ويقول جل وعلا قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون. قال الاولى العلم ومعرفة الله ومعرفة نبيه صلى الله عليه وسلم ومعرفة دين الاسلام بالادلة. معرفة الله المقام هنا يتناول جانبي التوحيد العلمي والعملي فان بان يعرف المسلم الله جل وعلا بان يعرف المسلم الله بانه جل وعلا وحده الخالق الرازق المنعم المتصرف المدبر لهذا الكون لا شريك له وانه له الاسماء الحسنى والصفات العلا لا نظير له ولا مثيل ليس كمثله شيء وهو السميع البصير وان يعرف الله بانه سبحانه وتعالى المعبود بحق ولا معبود بحق سواه وانه جل وعلا وحده هو الذي يستحق العبادة وان يفرد بالذل والخضوع والانكسار وان لا يجعل معه شريك في شيء من خصائصه او حقوقه جل وعلا على عباده. وسيأتي لهذا تفصيل وبيان عند المصنف رحمه الله تعالى ومعرفة النبي صلى الله عليه وسلم بانه مرسل من الله جل وعلا بالهدى والحق بشيرا ونذيرا وداعيا الى الله باذنه وسراجا منيرا وانه بلغ البلاغ المبين ونصح الامة وجاهد في الله حق جهاده حتى اتاه اليقين وما ترك خيرا الا دل الامة عليه ولا شرا الا حذرها منه ولم يمت الا بعد ان انزل الله عز وجل في ذلك تنصيصا وتبيينا قوله سبحانه اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا. ومعرفة النبي عليه الصلاة والسلام تكون بمعرفته بتكميله مقام العبودية وتتميمه دين الله عز وجل وانه صلوات الله وسلامه عليه على خلق عظيم اي دين كامل وانه رسول الله وخاتم النبيين وانه بلغ البلاغة المبين صلوات الله وسلامه عليه وان الدين هو ما جاء عنه وان يطاع عليه الصلاة والسلام فيما امر وان ينتهى عما نهى عنه وزجر والا يعبد الله الا بما جاء عنه عليه الصلاة والسلام وان يصدق في كل اخباره صلى الله عليه وسلم وما كان لمؤمن ولا مؤمنة اذا قضى الله ورسوله امرا ان يكون لهم الخيرة من امرهم. ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا بعيدا. فالشاهد ان النبي عليه الصلاة والسلام معرفته واجبة على كل مسلم. ومن لم يعرف النبي عليه الصلاة والسلام فمن اين له ان يعرف الدين؟ وهو عليه الصلاة والسلام والواسطة لمعرفة دين الله ومن حكمة الله سبحانه وتعالى من في عباده ابتلاء وامتحانا انه لم ينزل الدين وحيا على كل العباد فردا فردا. بل اختص من العباد صفوتهم واجتبى منهم خيارهم الله يجتبي من الملائكة رسلا ومن الناس فاجتبى صفوة العباد فانزل عليهم وحيا وبلغوا ما اوحي اليهم بلاغا تاما وافيا لا نقص فيه. فدين الله جل وعلا لا يعرف الا من طريق الرسل وقد ختمهم الله جل وعلا بمحمد عليه الصلاة والسلام ما كان محمد ابا احد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين. والرسول مهمته محددة وهي ابلاغ كلام المرسل وما على الرسول الا البلاغ وقد بلغ وقد بلغ عليه الصلاة والسلام الدين كاملا ومهمة اتباع الرسول فعل ما بلغهم واتباعه فيما جاء عنه من الله الرسالة وعلى الرسول البلاغ وعلينا التسليم ويسلموا تسليما. هذه مهمة العبد ان يسلم لله تبارك وتعالى ولرسوله عليه الصلاة والسلام فان تنازعتم في شيء فردوه الى الله والرسول ان كنتم تؤمنون بالله واليوم الاخر ذلك اول الاية ويسلم تسليما. فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في انفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما. فهذا ما يتعلق بمعرفة الرسول عليه الصلاة والسلام وسيأتي عند المصنف ذكر جوانب عظيمة ومهمة في هذا الباب باب معرفة الرسول عليه الصلاة والسلام. ومعرفة دين الاسلام وهذه ايضا سيأتي فيها بيانا وبسطا وايظاحا وتقريرا وذكرا للاداء وللدلائل عند المصنف رحمه الله تعالى قال الثانية اي من المسائل اربع العمل به اي بالعلم وهذه ثمرة العلم ومقصود العلم مقصود العلم العمل مقصود العلم العمل والا يكون العلم حجة على الانسان فمقصود خذ العلم العمل ان يعمل بما علم لا ان يحفظ نصوصا ويعرف احكاما بل مقصود العلم العمل ولهذا قال علي رضي الله عنه يهتف بالعلم العمل فان اجابه والا ارتحل فالمسألة الثانية العمل به العمل به اي بالعلم الذي تعلمه المسلم مستمدا له من كتاب الله وسنة نبيه صلوات الله وسلامه عليه. وبعض اهل العلم يضرب لهذا المقام مقام العلم والعمل بمثال وهو ان العلم وهو وحي الله مثله مثل الماء ومثل المطر والعمل مثله مثل النبات والشجر مثل النبات والشجر و النبات والاشجار مادتها التي تغذيها هي الماء والعمل بدين الله تبارك وتعالى مادته التي تغذيه وحي الله جل وعلا ولهذا كلما عظم حظ الانسان من العلم مع النية الصادقة والقصد الحسن تصلح اعماله لان العلم النافع مع القصد يثمر العمل الصالح يثمر العمل الصالح. ولهذا يقول الله تعالى الم يأن للذين امنوا ان تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين اوتوا كتابه من قبل فطال عليهم الامد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون اعلموا ان الله يحيي الارظ بعد موتها قد بينا لكم الايات لعلكم تعقلون. اي كما ان الارض تحيا بالماء فالقلوب والافئدة تحيا بالعلوم النافعة المستمدة من كتاب الله وسنة نبيه صلوات الله وسلامه عليه. ولهذا جاءت النصوص المتظافرة والادلة المتكاثرة في الحث على العلم والترغيب فيه. قال عليه الصلاة والسلام من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين. قال من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله لهم به طريقا الى الجنة وذلك لان العلم يثمر العمل والعمل يثمر دخول الجنة. ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون قال الثانية العمل به الثالثة الدعوة اليه الاولى والثانية المسألتان الاولى والثانية تتعلق بالانسان خاصته ان يتعلم ويعمل فيصلح هو في نفسه بالهدى الذي هو العلم والعمل الذي هو دين الحق كما قال الله عز وجل هو الذي ارسل رسوله بالهدى ودين الحق فالهدى هو العلم ودين الحق والعمل فاذا صلح العبد بالهدى ودين الحق يجتهد في ان يسعى في اصلاح الاخرين وتعدية هذا الخير الذي وصل اليه الى غيره فيكون اه ناصحا معلما بعد ان وفقه الله لان اهتدى في نفسه وصلح في نفسه فهذه المسألة الثالثة الدعوة اليه الدعوة اليه اي الى العلم والعمل والله يقول ادعوا الى سبيل ربك ويقول ومن احسن قولا ممن دعا الى الله ويقول قل هذه سبيلي ادعو الى الله فيعلم الانسان الخير الذي تعلمه وعرفه وفهمه يعلمه الاخرين لينتشر دين دين الله عز وجل بين الناس قال الدعوة اليه اي الى دين الله جل وعلا. ولاحظ هنا ذكره للدعوة بعد العلم والعمل. بعد العلم والعمل. وهذا استفادوا من ان الدعوة لا تكون الا اما من لا علم عنده كيف يدعو وفاقد الشيء لا يعطيه ومن لا يعمل كيف يدعو الى شيء لا يعمله هو بل ينبغي ان يصلح نفسه ان يصلح نفسه ثم يعدي هذا الخير الى الغير. قال الرابعة الصبر على الاذى فيه. الصبر على الاذى فيه اي الاذى في هذا الطريق طريق الدعوة الى الله تبارك وتعالى. ومن يدعو الى الله جل وعلا قد لا يسلم لم يسلم الانبيا ولم يسلم خاتم الانبياء عليهم وعليه صلوات الله وسلامه ولم يسلم الصحابة والعلما والائمة لم يسلموا من الاذى. ولهذا يقال طريق الدعوة ليس مفروشا بالورود. والزهور بل يتعرض الانسان من الاذى لان الداعي الى الله سبحانه وتعالى لا يتعامل مع صنف واحد من الناس بل يتعامل مع اصناف الناس فهذا الخلوق وهذا البذيء وهذا السيء وهذا وهذا الى اخره يتعامل مع اصناف الناس ولهذا لا بد ان يتحلى بالصبر لا بد ان يتحلى بالصبر اي على الاذى وايضا بالصبر على الدعوة قد يدعو شخصا او اشخاصا مرة او مرتين او اكثر او اقل فلا يحصل فائدة او لا يحصل استجابة فيصبر ويمضي مستمرا في الدعوة وتكرار النصيحة وتوالي البيان لعل الله سبحانه وتعالى يهدي المنصوح والصبر خلق النبيين كما قال الله جل وعلا فاصبر كما صبر. اولو العزم من الرسل. ودأب الصالحين وخلق عظيم. يحتاج اليه المسلم في دينه كله. في صلاتك وصيامك وجميع عباداتك تحتاج الى الصبر وفي بعدك عن الحرام ومع عما نهى الله عنه تحتاج الى الصبر وفي المصائب والالام تحتاج الى الصبر فالصبر خلق عظيم يحتاج اليه المسلم في امور الدين كلها. والله يقول وبشر الصابرين. قال والصبر على الاذى فيه. قال والدليل قوله تعالى انتبه لطريقة الشيخ في كتابه في كتابه كله كل ما يذكر مسألة يتبعها بقوله والدليل قوله تعالى او والدليل قوله صلى الله عليه وسلم لا ترى في الكتاب كله غير ذلك. اما كتب اهل الباطل الطريقة مختلفة عن هذه تماما اذا قال الدليل او اذا استدل تجده يذكر امورا اخرى غير القرآن والحديث يذكر امورا اخرى غير القرآن الحديث اما ان يحكي تجربة او يحكي مناما او يتحدث عن ذوقه هو او ذوق احد مشائخه او او الى غير ذلك. مما هو كثير في كتب اهل الباطل. والامثلة والشواهد على ذلك في كتب المضلين قد قال عليه الصلاة والسلام ان اخوف ما اخاف على امتي الائمة المضلين كان يخاف على امته عليه الصلاة والسلام منهم خوفا عظيما لشدة خطورتهم وضررهم على الناس ولعظم صدهم عن دين الله تبارك وتعالى. قال والدليل قوله تعالى والدليل قوله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم قيم والعصر ان الانسان لفي خسر الا الذين امنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر ثم نقل كلمة عظيمة عن الامام الشافعي رحمه الله تعالى في بيان مكانة هذه السورة وعظيم شأنها ونقف الى هذا الحد ويكون الكلام غدا باذن الله تبارك وتعالى عن هذه السورة العظيمة وعن مضامينها الجليلة ونسأل الله الكريم رب العرش العظيم ان ينفعنا جميعا بما علمنا وان يمن علينا بالعلم النافع والعمل الصالح وان يهدينا اليه صراطا مستقيما وان يصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا وان يصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا وان يصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا وان يجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر وان يغفر لنا ولوالدينا ولمشائخنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنات الاحياء منهم والاموات انه تبارك وتعالى غفور رحيم والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على عبد الله ورسوله نبينا محمد واله وصحبه اجمعين