الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد عليه افضل الصلاة واتم التسليم قال شيخ الاسلام الامام الاواب محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى وغفر له للشارح والسامعين في كتابه الاصول الثلاثة قال الرابعة الصبر على الاذى فيه والدليل قوله تعالى والعصر ان الانسان لفي خسر الا الذين امنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر قال الشافعي رحمه الله تعالى لو ما انزل الله حجة على خلقه الا هذه السورة لكفتهم وقال البخاري رحمه الله باب العلم قبل القول والعمل والدليل قوله تعالى فاعلم انه لا اله الا الله واستغفر لذنبك فبدأ بالعلم قبل القول والعمل الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد لما انهى المصنف رحمه الله تعالى ذكرى المسائل الاربعة وهي العلم والعمل والدعوة والصبر ذكر الدليل على وجوبها لانه قال في تمهيده للكلام على هذه المسائل الاربعة انها واجبة او قرر انها واجبة على كل مسلم وانه يجب على كل مسلم ان يتعلم هذه المسائل اربعة فاذا قيل ما الدليل على ذلك ذكر الدليل رحمه الله تعالى وعرفنا ان هذه الطريقة هي طريقة اهل السنة والجماعة يذكرون القول مضموما اليه دليله من كلام الله او كلام رسوله عليه الصلاة والسلام وعرفنا ان دين الله جل وعلا بباب العقائد والعبادات والاحكام هو مسائل ودلائل هذا هو دين الله مسائل ودلائل والمسائل اما مسائل تتعلق بالجانب العلمي وجانب الاعتقاد او مسائل تتعلق بالجانب العملي وهو جانب العبادة والطاعة فهذا دين الله دين الله عز وجل مسائل ودلائل اي دلائل تبنى عليها هذه المسائل وتستند اليها هذه المسائل ولا دين الا بهذه الطريقة كل مسألة من مسائل الدين يجب ان تكون على هذه الطريقة يقال نعتقد كذا لقوله تعالى كذا او لقوله صلى الله عليه وسلم كذا نعمل كذا لقوله تعالى كذا او لقوله صلى الله عليه وسلم كذا نذكر الله بكذا لقوله تعالى كذا ويمضي الانسان في جميع مسائل الدين على هذه الطريقة المسألة مع دليلها وهذا معنى قول المصنف رحمه الله بالادلة اي معرفة الله ومعرفة نبيه صلى الله عليه وسلم ومعرفة دين الاسلام بالادلة فهذا شأن الدين مسائل علمية وعملية ودلائلها من كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم وكل مسألة يؤتى بها لا دليل عليها من كلام الله وكلام رسوله عليه الصلاة والسلام فهي مردودة على صاحبها ايا كان ولهذا قال مالك رحمه الله كل يؤخذ من كلامه ويرد الا صاحب هذا القبر يعني الرسول عليه الصلاة والسلام ويقول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله كل يستدل لقوله لا به الا الله ورسوله كل يستدل لقوله لا به الا الله ورسوله ان يستدل بقولهما لا لقولهما لان كلام الله وكلام رسوله عليه الصلاة والسلام هو الدليل كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم هو الدليل وكل قائل ايا كان يستدل لقوله يعني يطلب الدليل لقوله فان كان على دليله قول من الكتاب والسنة قبل وان لم يكن على قوله دليل من الكتاب والسنة رد ولهذا مضى اهل السنة والجماعة في هذه الجادة ذكر المسألة مضموما اليها دليلها فذكر هنا رحمه الله ان كل مسلم يجب عليه ان يتعلم مسائل اربعة ذكرها ثم قال والدليل والدليل قوله تعالى والدليل قوله تعالى اي دليل هذه المسائل اربعة وانها واجبة على كل مسلم قوله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم والعصر ان الانسان لفي خسر الا الذين امنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر هذا هو الدليل الدليل على هذه المسائل الاربع هي سورة العصر كاملة باياتها الثلاث فهذه السورة دليل على وجوب هذه المسائل الاربعة ودلالة الاية على وجوب هذه المسائل الاربعة ظاهرة لان الله سبحانه وتعالى حكم على كل انسان بانه خاسر وانه في خسر الا اذا اتصف بهذه الصفات وتحلى بهذه النعوت فانه بذلك يكون سالما من الخسران وهذا فيه دلالة واضحة ان هذه المسائل واجبة على كل مسلم ومن لم يكن متصفا بهذه المسائل الاربعة فانه خاسر حكم الله سبحانه وتعالى عليه بانه في خسر بدأ الله جل وعلا ذكر هذا الامر وهذه الحقيقة العظيمة بدأها بالقسم بقوله والعصر بقوله جل وعلا والعصر يقسم جل وعلا على ذلك بالعصر والعصر من جملة مخلوقات الله جل وعلا فالله خلق الليل والنهار والسماء والجبال والانهار والشمس والقمر فالعصر من جملة مخلوقات الله جل وعلا والله عز وجل له ان يقسم بما شاء من مخلوقاته ولهذا ترى في القرآن كثيرا اقسام الله جل وعلا بمخلوقاته والليل والنهار والشمس والضحى والنجم هذا كله قسم يقسم الله جل وعلا بما شاء من مخلوقاته واما عباد الله فلا يحل لاحد منهم ان يقسم بغير الله كما قال نبينا عليه الصلاة والسلام من كان حالفا فليحلف بالله وقال عليه الصلاة والسلام لا تحلفوا بابائكم ولا امهاتكم وقال عليه الصلاة والسلام من حلف بالامانة فليس منا وقال عليه الصلاة والسلام من حلف بغير الله فقد كفر او اشرك ولهذا لا يحل للمسلم ان يحلف بغير الله ايا كان لا لا بالانبياء ولا بنبينا عليه الصلاة والسلام ولا بالكعبة ولا بالامانة ولا باي شيء من المخلوقات لا يجوز له ان يقسم الا بالله والحلف تعظيم وهذا التعظيم لا يحل الا لله سبحانه وتعالى وحده ولهذا قال نبينا صلى الله عليه وسلم من كان حالفا فليحلف بالله ومن حلف بغير الله فقد كفر او اشرك. لانه صرف هذا التعظيم الذي هو حق لله لغيره سبحانه وتعالى من المخلوقات والرب جل وعلا يحلف بما شاء يحلف بما شاء من مخلوقاته عندما يقسم جل وعلا بشيء من مخلوقاته فهذا فيه تشريف لهذا الذي اقسم به فيه تشريف له لان تخصيصه من بين المخلوقات باقسام الله تبارك وتعالى به دليل على شرف وهنا في هذه السورة يقسم ربنا جل وعلا بالعصر وقد قيل في معنى العصر والمراد به اقوال عديدة لكن اقربها واظهرها ان المراد به الزمان كله الليالي والايام العمر ليس عمرك وليس عمر كل انسان بخاصته وانما الحياة كلها الحياة كلها التي هي ميدان الاعمال فالله سبحانه وتعالى خلق الليل والنهار واوجد هذا الدهر ميدانا للاعمال وخلق في هذا الدهر الناس وجعل لكل انسان مدة معينة من هذا الدهر مدة معينة من هذا الدهر ولهذا قال بعض اهل العلم في موعظة الله قال ايها الانسان انما انت وقت انما انت وقت انت زمان محدد اذا انتهى وقتك وزمانك انتهت حياتك وانتهى عمرك ولا تستقدم عن وقتك ساعة ولا تستأخر فانت وقت محدد فاذا هنا قسم الله جل وعلا بالعصر ثم ذكره لخسر الانسان ان لم يكن متصفا بهذه الصفات فيه التنبيه الى اهمية العصر في اهمية التنبيه الى اهمية العصر وانه هو ميدان العمل وان فوات اي شيء من العصر الذي تعيشه هو فوات حياتك انت وخسران حقيقي لك لان ايامك في العصر تمضي سبهللة وتظيع سدى فتكون خاسرا فاقسام الله جل وعلا بالعصر تنبيه الى الاهتمام بالعصر والاهتمام بالوقت وعدم اضاعة الوقت وان اضاعة الوقت من اعظم اسباب المقت واعظم اسباب الخسران والحرمان ففيه التنبيه الى مكانة العصر والعصر الذي هو تقلب الليل والنهار شأنه عجب ولهذا بعضهم يقول عن الدهر يقولون ابو العجب يقولون ابو العجب او ابو العجائب لان الليل والنهار لم يزالا جديدين لم يزالا جديدين لكن كم ذهبت امم وكم هلك من اشخاص وكم حصل من مصائب وكم حصل من قوارع وزلازل وفتن وو الى اخره والليل والنهار لم يزال جديدين امم تذهب ودول تفنى واشخاص يهلكون ومصائب تحل ولم يزال الليل والنهار جديدين ولهذا من عجيب امر الليل والنهار انه متحرك لكنه اشبه ما يكون بالساكن الليل والنهار لا يزال يتجدد ولم يزل الليل والنهار جديدين لكن احوال الناس عجب في الليالي والايام ولهذا يقول الله جل وعلا تبارك الذي جعل في السماء بروجا وجعل فيها سراجا وقمرا منيرا وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن اراد ان يذكر او اراد شكورا خلفة اي يخلف بعضه بعضا يذهب ليل ويأتي نهار ويذهب نهار ويأتي ليل ولم يزل الليل والنهار جديدين وهذا فيه جعله خلفة لمن اراد ان يذكر او اراد سكورا ان يتذكر امره وشأنه وما ينبغي ان يكون عليه مع الليالي والايام وان يكون مع الليالي والايام لا يزداد الا شكرا لله سبحانه وتعالى لان نعم الله عليه مع الليالي والايام متجددة والاءه سبحانه وتعالى متوالية فينبغي عليه ان يزداد مع الليالي والايام شكرا لله سبحانه وتعالى على منه وانعامه اذا هذا القسم بالعصر من ربنا جل وعلا فيه تنبيه لنا بين يدي موظوع هذه السورة تنبيه لنا الى رعاية العصر والاهتمام بالوقت وعدم اضاعته وان في اضاعة الوقت تحققوا الخسران قال جل وعلا والعصر ان الانسان لا في خسر ان الانسان لفي خسر والانسان هنا تفيد في دلالتها افادة دلالة لفظ الناس او دلالة لفظ كل الناس لان في الانسان المراد بها الجنس فتفيد العموم فقوله الانسان في دلالتها مثل قوله كل الناس ولهذا يقولون مما تعرف به التي تفيد الجنس انه يصلح انت تزيلها وتضع مكانها كله تضع مكانها كل اذا وضعت مكانها كل فهذه واستقام المعنى فهذه ال تفيد الجنس والعصر ان الانسان لفي خسر اي كل انسان في خسر كل انسان خاسر جميع الناس خاسرين وقال ان الانسان لفي خسر ولم يقل ان الانسان لخاسر قال ان الانسان لفي خسر ولم يقل ان الانسان لخاسر لان هذه الصيغة التي في الاية ابلغ في اثبات هذا الامر وامكن في الدلالة عليه لان في تفيد الظرفية فقوله لفي خسر قوله لفي خسر هذا يفيد ان الخسران محيط بالانسان من كل جانب وانه منغمس في الخسران تمام الانغماس وانه منغمس في الخسران تمام الانغماس كما يفيده هذا اللفظ فيه خسر ففيه تفيد الظرفية والمعنى ان كل انسان منغمس في الخسران الى ام رأسه والخسران محيط به من كل من كل جانب هذا حال كل انسان وهذا شأن كل انسان انه منغمس في الخسران الى ام رأسه والخسران محيط به من كل جانب ولا ينجو من ذلك الا من ذكر الله سبحانه وتعالى صفاتهم بعد قوله الا في السورة وهذه الحقيقة الى تمامها بدءا من قوله ان الانسان لفي خسر اكدها الله سبحانه وتعالى بثلاث مؤكدات المؤكد الاول القسم قال والعصر اقسم جل وعلا والمؤكد الثاني قوله ان فهي تفيد التأكيد والمؤكد الثالث اللام الداخلة على الجار والمجرور لفي خسر فينام التأكيد فذكر جل وعلا هذه الحقيقة مؤكدة بثلاث تأكيدات والحقيقة هي حكم حكم على كل الناس بالخسران حكم على كل الناس بالخسران وان هذا الخسران لا يسلم منه انسان ابدا كما كما يفيده العموم في هذه الاية الا من اكرمهم الله سبحانه وتعالى واتصفوا بالصفات الاربع المذكورة في هذه السورة في قوله جل وعلا الا يعني هؤلاء مستثنون هؤلاء مستثناون ومن سوى هؤلاء المستثنيين خاسر الا الذين امنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر ولكي يسلم الانسان من الخسران لابد ان يتصف بهذه الصفات الاربع مجتمعة لا يكفي ان يتصف ببعضها وان يهمل باقيها بل لا بد ان يتصف بهذه الصفات الاربعة وان يكون من اهل هذه الصفات الاربع فاذا كان كذلك سلم من الخسران وان لم يكن كذلك فهو الله خاسر ووالله لفي خسر كما اخبر ربنا جل وعز بذلك الا الذين امنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر ولهذا فان هذه السورة فيها موعظة بليغة ومؤثرة للغاية لمن وفقه الله تبارك وتعالى لعقلها وفهمها وهذا هو معنى قول الشافعي رحمه الله الاتي لكفتهم يعني كافية في هذا الباب باب الوعظ المؤثر الجامع لابواب الخير الجامع لابواب الخير وليس مراده رحمه الله انها تكفيك فلا تحتاج الى بقية سور القرآن واحاديث الرسول عليه الصلاة والسلام وسائر مسائل العلم بدلائله ليس هذا مراده وانما مراده انها كفى بها موعظة جامعة بليغة مؤثرة وجيزة اتت على الخير من ابوابه ولهذا قال ابن القيم رحمه الله هذه السورة على اختصارها اهي من اجمع سور القرآن للخير بحذافيره على اختصارها هي من اجمع سور القرآن للخير بحذافيره فيسورة وجيزة بليغة سورة وجيزة بليغة كما وصفها بذلك عمرو بن العاص لما سأل مسيلمة مسيلمة الكذاب وكان بين عمر ومسيلمة في الجاهلية صحبة او معرفة فلقيه لقي عمرو مسيلمة فقال ماذا انزل على صاحبكم الليلة فقال انزل عليه سورة وجيزة بليغة يأتي لعله ذكر هذه القصة والحديث عنها لاحقا فالشاهد ان هذه السورة سورة عظيمة وجيزة الالفاظ قليلة الكلمات اياتها ثلاث ايات لكنها جمعت الخير بحذافيره جمعت الخير بحذافيره اي من جميع اطرافه ففيها كفاية من هذه الجهة انها واعظة للانسان ومؤثرة تأثيرا بليغا وتدفع الانسان الى المزيد من الخير وابوابه المتنوعة ومجالاته العديدة لان هذه السورة تسوق الانسان شوقا الى الخير ولهذا روي عن بعض الصحابة انهم اذا افترقوا يفترقون على قراءة هذه السورة والعصر ان الانسان لفي خسر وهي ليست من الاذكار التي هي كفارة للمجلس ليست من الاذكار التي هي كفارة للمجلس ولا تستعمل هذا الاستعمال بل لا بعض مشائخنا عد هذا من البدع كالشيخ محمد العثيمين رحمه الله لكنها من باب التذكير لكنها من باب التذكير شأنها كشأن ابواب التذكير الاخرى التي تكون عند الوداع والافتراق والوصايا التي تكون في هذا الباب. والنبي عليه الصلاة والسلام يأتي عنه جمل من الوصايا المتنوعة ولا سيما الوصية بتقوى الله عز وجل كان كثيرا ما يوصي بهذا تقوى الله فهي من هذا الباب وصية جامعة بليغة وجيزة اتت على الخير بحذافيره قال والعصر ان الانسان لفي خسر وعرفنا قوة دلالة هذا اللفظ على شدة الخسران وانه ابلغ من قوله لخاسر لان فيه تفيد الظرفية قال الا الذين امنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر فذكر جل وعلا هذه الصفات الاربع التي من اتصف بها سلم من الخسران ومن اخل بها او بشيء منها فهو خاسر فهو خاسر وهي المسائل التي ذكر المصنف رحمه الله انها واجبة على كل مسلم ومسلمة. العلم والعمل والدعوة والصبر الاولى من هذه الاوصاف المذكورة في هذه السورة وفي هذا السياق قوله الذين امنوا قوله الذين امنوا اي امنوا بالله جل وعلا الذي الايمان به اصل اصول الايمان واساس اسس الدين امنوا بالله وبكل ما امرهم الله سبحانه وتعالى بالايمان به امنوا بذلك ايمانا جازما لا شك فيه ولا ريب والايمان لا يكون ايمانا الا مع انتفاء الشك انما المؤمنون الذين امنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا اي ايقنوا ولم يشكوا فالمعنى في قوله الا الذين امنوا اي الا الذين امنوا ايمانا جازما ويقينا راسخا لا شك فيه ولا ريب بالله سبحانه وتعالى وبكل ما امرهم جل وعلا بالايمان به وايمانهم بالله يتناول اركان الايمان بالله الثلاثة وهي الايمان بوحدانيته في ربوبيته ووحدانيته في اسمائه وصفاته وحدانيته في الوهيته ودين الاسلام سمي توحيدا لان مبناه على الايمان بوحدانية الله في ربوبيته وفي اسمائه جل وعلا وصفاته وفي الوهيته وذلك باقرار العبد بانه وحده تبارك وتعالى الخالق الرازق الملك المتصرف المدبر لشؤون الخلائق لا شريك له وانه تبارك وتعالى له الاسماء الحسنى والصفات العلى لا مثيل له وانه جل وعلا المعبود بحق ولا معبود بحق سواه وان يصرف له العبادة كلها وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين وان يؤمن كذلك بكل ما امره الله سبحانه وتعالى به بكل ما امره الله جل وعلا به ومن ذلكم اصول الايمان المجتمعة في حديث جبريل عندما سأل النبي عليه الصلاة والسلام عن الايمان قال اخبرني عن الايمان قال ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر وان تؤمن بالقدر خيره وشره فهذه الاصول العظام من لم يؤمن بها او شك فيها او شك في بعضها فانه خاسر لا محالة حتى وان عمل من الاعمال الصالحات شيئا كثيرا واتى من ابواب البر والصلاح ابوابا كثيرة لا تفيده. خاسر لا محالة لان الايمان بالله وبكل ما امر سبحانه وتعالى عباده بالايمان به هذا يعد اساس للسلامة من الخسران واذا خرب الاساس خرب ما بني عليه واذا بطل الاساس بطل ما بني عليه ومن يكفر بالايمان فقد حبط عمله وهو في الاخرة من الخاسرين وما منعهم ان تقبل منهم نفقاتهم الا انهم كفروا بالله وبرسوله الكفر اساس الخسران اساس الخسران في الدنيا والاخرة ولاجل هذا بدء به ولاجل هذا بدء به والبدء به دليل على الاهتمام وانه اعظم وان اعظم ابواب النجاة من خسران الايمان بالله جل وعلا وبكل ما امر سبحانه وتعالى عباده بالايمان به ونستفيد من هذا فائدة عظيمة في باب النجاة من من الخسران ان نهتم معاشر الاخوة بالتوحيد والايمان دراسة وتعلما وتفقها وتبصرا فان الايمان والتوحيد هو الفقه الاكبر الداخل دخولا اوليا في قول نبينا عليه الصلاة والسلام من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين اعظم الفقه في الدين الفقه الاكبر. هو توحيد الله والايمان به والايمان بكل ما امر سبحانه وتعالى عباده بالايمان به فيأتني المسلم عناية دقيقة بهذا الامر ويهتم به اهتماما بليغا وعليه ان يعلم ان حاجته للايمان بالله وللايمان بكل ما امر الله سبحانه وتعالى عباده بالايمان به اشد من حاجته الى طعامه واشد من حاجته الى شرابه واشد من حاجته الى الهواء لان انقطاع الهواء والطعام والشراب يكون به موت البدن اما انقطاع الايمان عن قلب الانسان ففيه موت القلب اومن كان ميتا فاحييناه يا ايها الذين امنوا استجيبوا لله وللرسول اذا دعاكم لما يحييكم ايمانك هو حياتك الحقيقية ولهذا الانسان بدون الايمان حياته حياة بهيمية ولهذا قال الله سبحانه وتعالى عن الكفار انهم الا كالانعام الانعام تستنشق الهواء وتأكل الطعام وتشرب الماء فاذا كان الانسان عديم الايمان فحياته حياة بهيمية حياته حياة بهيمية كحاجة الانسان الى الايمان هي اعظم الحاجات وضرورته اليه اعظم الضرورات ولهذا يحتاج العبد الى ان يزداد عناية ورعاية واهتماما بايمانه اعظم من اهتمامه بطعامه وشرابه ولباسه وغير ذلك من حاجاته ومصالحه وظروراته لان الحاجة الى الايمان هي اشد الحاجات والضرورة اليه هي اشد الضرورات وهو الاساس الذي تبنى عليه النجاة وتكون به السلامة من الخسران ويتحقق به للعبد الفلاح في الدنيا والاخرة قال الا الذين امنوا الا الذين امنوا. هذا الامر الاول وفي قوله الا الذين امنوا تنبيه الى العلم الذي هو المسألة الاولى عند المصنف اذ كيف يعرف الايمان وكيف يعرف العمل الا بالعلم العلم النافع هو البوابة التي من خلالها يصل الانسان الى الايمان الصحيح والى العمل القويم والى حسن التقرب الى الله جل وعلا ولهذا كان اول الوحي نزولا على نبينا عليه الصلاة والسلام اقرأ اول ما نزل عليه الامر بالقراءة اقرأ لان الوحي والايمان والعلم والدين لا يمكن ان يعرف الا بالعلم لابد من العلم من اجل الايمان من اجل العبادة من اجل العمل من اجل الطاعة ولهذا قال عليه الصلاة والسلام من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا الى الجنة فالجنة لا تنال الا بالايمان والعمل الصالح والايمان والعمل الصالح لا يعرف الا بالعلم النافع ولهذا كان نبينا عليه الصلاة والسلام كل يوم بعد صلاة الصبح كما ثبت في المسند والسنن يقول اللهم اني اسألك علما نافعا وعملا متقبلا ورزقا طيبا يبدأ عليه الصلاة والسلام بسؤال له العلم النافع لانه بدون العلم النافع لا يمكن ان تميز بين عمل صالح وطالح ولا بين رزق طيب وخبيث ولا بين اعتقاد صحيح وفاسد فالعلم هو الذي يميز به المسلم الامور العلم نور وظياء كذلك اوحينا اليك روحا من امرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا العلم نور وظياء لصاحبه والجهل والجهل ظلمات فاذا الاية فيها دلالة على العلم في قوله الا الذين امنوا لا لا سبيل الى معرفة الايمان ومعرفة حقائق الدين وشرائع الاسلام الا بالعلم النافع والعلم النافع هو المستمد من كتاب الله وسنة نبيه صلوات الله وسلامه عليه قال الا الذين امنوا وعملوا الصالحات هذا الامر الثاني وعملوا الصالحات والمراد بالصالحات اي العبادات المقربة الى الله سبحانه وتعالى والعمل الصالح هو ما شرعه الله وامر به عبادة ولهذا ليس هناك عمل صالح يتقرب به الى الله جل وعلا الا ما شرع فهذا هو العمل الصالح فمن تقرب الى الله بعمل يرى هو انه صالحا ولم يشرعه الله لا يقبله الله منه ولا يكون معدودا في الاعمال الصالحة المقربة الى الله لان العمل الصالح هو المشروع المأذون به في الكتاب والسنة حسب وما زاد على ذلك مما اوجده الناس ليس معدودا في العمل الصالح بل هو معدود في سيئات الاعمال وقد قال نبينا عليه الصلاة والسلام في هذا قولا واضحا من عمل عملا ليس عليه امرنا فورد اي مردود على صاحبه غير مقبول منه ولو واصل فيه صاحبه الليل والنهار فهو غير مقبول منه بل هو خاسر ولهذا قال الله سبحانه قل هل ننبئكم بالاخسرين اعمالا يعني يعملون ولكن خاسرونهم يعملون وهم خاسرون قل هل ننبئكم بالاخسرين اعمالا الذين ظل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا يعني يعمل ويقدم اعمالا ويأتي بقرابات لكن لا تقبل منه وترد عليه ويكون في جملة الخاسرين لم الافتقاد شرط قبول العمل والعمل لا يقبل الا بشرطين ولا يكون معدودا في الاعمال الصالحة الا بهما الاخلاص للمعبود والمتابعة للرسول عليه الصلاة والسلام ولهذا قال عليه الصلاة والسلام في الدعاء اللهم اعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك. العبادة لا تقبل الا اذا اتصفت بالحسن والحسن لا يكون وصفا للعبادة الا بالاخلاص والمتابعة ولهذا قال الفضيل ابن عياض رحمه الله في قوله تعالى ليبلوكم ايكم احسن عملا؟ قال اخلصه واصوبه قيل يا ابا علي وما اخلصه واصوبه قال ان العمل اذا كان خالصا ولم يكن صوابا لم يقبل واذا كان صوابا ولم يكن خالصا لم يقبل حتى يكون خالصا صوابا والخالص ما كان لله والصواب ما كان على السنة اذا الامر الثاني من امور النجاة والسلامة من من خسران العمل الصالح ان يعمل الانسان الاعمال الصالحة المقربة الى الله سبحانه وتعالى المقربة الى الله مخلصا لله سبحانه وتعالى بها متبعا للنبي الكريم عليه الصلاة والسلام فلا يعبد الا الله ولا يعبد الله الا بما شرع مما جاء وثبت وصح عن الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام والاعمال الصالحة منها فرائض ومنها مستحبات ولهذا قال ربنا سبحانه وتعالى في الحديث القدسي ما تقرب الي عبدي بشيء احب الي مما افترظته عليه ولا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه فاذا احببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي عليها ولئن سألني لاعطينه ولئن استعاذ بي لاعيذنه اي ان الله عز وجل يسدده ويوفقه في سمعه وبصره ويده وقدمه فتكون احواله واموره وجوارحه كلها ماضية على السداد بتسديد الله له وتوفيقه سبحانه وتعالى وهنا في هذه الاية عطف سبحانه وتعالى العمل على الايمان مع انه جزء منه وذلك فيه اهتمام بالعمل وقد يعطف على الشيء ما هو جزء منه وما هو داخل في مسماه اهتماما به كقوله تعالى حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقول من كان عدوا لله وملائكته وجبريل. جبريل من الملائكة لكن مثل هذا العطف يفيد الاهتمام ففي هذا من الفائدة اهمية الاعمال ومكانتها من الدين وانها من اسباب النجاة وان اهمالها واضاعتها من اسباب الخسران والحرمان وان مضيع الاعمال خاسر وان مضيع الاعمال خاسر حكم الله سبحانه وتعالى عليه بذلك الا الذين امنوا وعملوا الصالحات فهذا فيه الاهتمام بالاعمال الصالحة والعناية بها والمحافظة عليها والمواظبة عليها الامر الثالث قال وتواصوا بالحق وتواصوا بالحق نقل عن ابن عباس رضي الله عنهما وعن غيره قال تواصوا بالحق اي التوحيد تواصوا بالحق اي التوحيد وقيل تواصوا بالحق اي تواصوا بدين الله عز وجل امرا بالمعروف ونهيا عن المنكر والاية عامة تتناول ذلك كله تواصوا بالحق اي بكل ما امرهم الله سبحانه وتعالى به وكل ما دعاهم اليه من فعل المأمورات التي اعظمها التوحيد وترك المنهيات التي اخطرها الشرك فيدخل في قوله وتواصوا بالحق التواصي بالتوحيد ويدخل في قوله وتواصوا بالحق التواصي بالحذر من الشرك والبعد عنه والتحذير منه يدخل في قوله وتواصوا بالحق التواصي بالبعد عن البدع والمحدثات يدخل في التواصي بالحق التواصي بالبعد عن الكبائر والمعاصي والاثام يدخل في التواصي بالحق التواصي بالفرائض والطاعات المقربات الى الله جل وعلا يدخل بالتواصي بالحق التواصي بالرغائب والنوافل والعبادات التي تساند الانسان وتسدد الانسان وتجبر ما عند الانسان من نقص في اعماله كل ذلكم داخل تحت قوله وتواصوا بالحق وهذا فيه اهمية الدعوة الى الله وانها ظرورة ظرورة وواجب ديني على كل مسلم يريد لنفسه النجاة من الخسران الدعوة الى الله سبحانه وتعالى وظيفة كل مسلم ليست وظيفة بعض الناس هي وظيفة كل مسلم ان يكون داعيا الى الله سبحانه وتعالى امرا بالمعروف ناهيا عن المنكر وكل بحسبه وكل على قدر استطاعته من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فان لم يستطع فبلسانه فان لم يستطع فبقلبه وذلك اظعف الايمان ولهذا المسلم مطلوب مطلوب ان يكون داعيا الى الله جل وعلا داعيا الى الله جل وعلا وان تكون دعوته الى الله لا الى نفسه وان تكون دعوته الى الله بالبصيرة لا بالجهل وهذا ايضا فيه الاهتمام بالعلم قبل الدعوة كما قال عمر ابن عبد العزيز رحمه الله من دعا بغير علم كان ما يفسد اكثر مما يصلح كان ما يفسد اكثر مما يصلح ولهذا المسلم يحتاج ان يكون دائما يتعلم ويعلم. يتفقه ويفقه يعرف الحق ويعمل به ويدعو اليه واذا رأى منكر نصح على قدر استطاعته ويجتهد لكن ليحذر اشد الحذر ان يدعو الى الله عز وجل بجهل هذا من اخطر ما يكون لان النبي عليه الصلاة والسلام قال ومن دعا الى ظلالة كان عليه من الاثم مثل اثام من تبعه لا ينقص من اثامهم شيء ولهذا دعاة الضلالة يتحملون اثامهم واثام اتباعهم الى يوم القيامة فالدعوة الى الله بغير بصيرة هذي جناية على النفس وجناية على الناس قد قال نبينا عليه الصلاة والسلام ان اخوف ما اخاف على امتي الائمة المضلين الائمة المضلين هم الدعاة الى الدين بغير بصيرة وبغير هدى من الله اما بالاهواء او بالاراء او غير ذلك فهذا من اخطر ما يكون على الناس واشد ما يكون ظررا ولهذا لاحظ الامور جاءت في الاية مرتبة جاءت في الاية مرتبة ويأتي بها العبد في حياته على ترتيبها في الاية. الا الذين امنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق تواصيهم بالحق بعد ايمانهم علمهم وعملهم بالصالحات اما الذي يعبد الله بالبدع اذا دعا سيدع الى ماذا سيدعوا الى بدع محدثات يبوء باثم نفسه واثم من تبعه فاذا تكون المسألة بهذا الترتيب وبهذا التدرج في الاية ايمان مبني على علم صحيح وعمل صالح مبني على اتباع واقتداء بالنبي الكريم عليه الصلاة والسلام يأتي بعد ذلك الدعوة والتواصي بالحق والتواصي بالحق الذي هو عائد الى الايمان والعمل الصالح. عائد الى الايمان والعمل الصالح الحق والحق ودين الله جل وعلا قال الله ذلك بان بان الله هو الحق وان ما يدعون من دونه هو الباطل الله من اسماءه الحق ودينه حق والنبي صلى الله عليه وسلم حظ والساعة حق فيدعو الى هذا العبد بعد ان يؤمن ويعمل يدعو الى الحق يدعو اليه على بصيرة قال الا الذين امنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر وتواصوا بالصبر وهذا فيه مقام الصبر ومكانته من الدين وان مقام الصبر في الدين مقام عظيم اذ انت تحتاج الى الصبر في الدين كله وتفتقر الى الصبر في امورك كلها لا تستطيع ان تعبد الله الا بالصبر ولا تستطيع ان تترك ما حرم الله الا بالصبر ولا تستطيع ان تسلم لاقدار الله سبحانه وتعالى المؤلمة الا بالصبر انت تحتاج الى الصبر لا لا تستطيع ان تطلب العلم الا بالصبر فالعلم فالصبر تحتاج اليه لطلبك للعلم بعبادتك لله في بعدك عن المحرمات في تلقي المصائب المؤلمات كل ذلك تحتاج فيه الى الصبر ولهذا فان قوله وتواصوا بالصبر يتناول الصبر على العلم الصبر على العمل الصبر على الدعوة الى الله والصبر على الاذى الذي يناله من يدعو الى الله سبحانه وتعالى فالصبر في الاية يتناول ذلك كله وتواصوا بالصبر وهذا فيه تنبيه ان الناجين من عباد الله السالمين من الخسران من صفاتهم التواصي بالصبر يصبر بعضهم بعضا احيانا بعض الناس يقبل على العبادة ثم تبدأ نفسه تتفلت فيحتاج الى اخوان خير ورفقاء خير يوصونه بالصبر والبعد عن الفتن والشهوات احيانا يكون على الاستقامة ثم تجره نفسه الى شهوة محرمة فيحتاج الى الوصية بالصبر وتواصوا بالصبر والوصية بالصبر لا تحتاج اليها مرة في حياتك. بل تحتاج الى ان تستمر على هذه الوصية وخاصة كلما شعر الانسان بتفلت في باب فعل الاوامر او في باب ترك النواهي او في باب تلقي المصائب فيحتاج الانسان الى الصبر ان يذكر نفسه هو به وان يذكر اخوانه بالصبر فاذا من دأب الناجين المفلحين السالمين من الخسران التواصي بالصبر دوما وابدا ولهذا في سورة البينة لما ذكر الله سبحانه وتعالى وصف من اقتحم العقبة لما ذكر جل وعلا وصف من اقتحم العقبة قال في وصفه ثم كان من الذين امنوا وتواصوا بالصبر وتواصوا بالمرحمة اولئك اصحاب الميمنة اولئك اصحاب الميمنة اي هؤلاء الذين متصفون بهذا الوصف ومن جملة التواصي بالصبر هم اهل الميمنة فالوصية بالصبر ينبغي ان تكون وصية دائمة مستمرة بين المسلمين يوصون بعظا بالصبر على الصلاة وامر اهلك بالصلاة واصطبر عليها. يا ايها الذين امنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعل تفلحون فيحتاج العبد الى ان يتحلى هو في نفسه بالصبر وان يكون ايضا يوصي اخوانه به يوصيهم بالصبر على العبادات الان كم يحتاج الناس وطلاب العلم الى الوصية بالصبر على صلاة الفجر اليست صلاة الفجر تضيع كثيرا الان كم يحتاج الناس الى الوصية بالصبر عليها كم تضيع؟ كم يهملها الناس كم يفرطون في واجبات وفرائض كم تتخطفهم شبهات واهواء فما احوج المسلمين للنجاة من الخسران الى الصبر والتواصي بالصبر حتى تبقى استقامتهم تدينهم محافظتهم على طاعة الله سلامتهم المسلم يحتاج الى اخوانه يحتاج الى اخواني الخير ورفقاء الصلاح ويصبر معهم واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي فاذا مقام الصبر مقام عظيم جدا من الدين وما وجد في الناس من ضياع وتفريط واهمال في باب العلم او في باب العبادة او في باب ترك المحرمات الا من التفريط في مقام الصبر العظيم ولهذا نحتاج ان نقرأ ونتواصى بالصبر كثيرا ونقرأ سير ائمة الصابرين انبياء الله ورسله واصبر كما صبر اولي العزم من الرسل نحتاج الى ذلك نقرأ قصصهم اقرأ قصة يوسف عليه السلام ما اعجبها وما اروعها وما اعظم صبر يوسف عليه السلام بانواع الصبر الثلاثة الصبر على الطاعة والصبر على عن المعصية والصبر على اقدار الله المؤلمة وكان في ذلك اماما عليه الصلاة صلوات الله وسلامه ابتلي عدة ابتلاءات دعته امرأة العزيز الى نفسها وقالت هيت لك. قال معاذ الله اجتمعت عليه واغرته هي والنسوة قال ربي السجن احب الي مما يدعونني اليه صبر صبر في مقام فتنة كان غريبا وكان شابا وكان جميلا واجتمعت من الدوافع والمغريات الشيء الكثير وامام كل ذلك يقول معاذ الله ويقول ربي السجن احب الي مما يدعونني اليه صبر عن المعصية وصبر على اقدار الله المؤلمة اي مؤلم اشد من ان يرميه اخوته في غيابة الجب يريدون قتله وموته ثم يؤخذ ويباع عليه الصلاة والسلام تلتقطه السيارة ويباع في مصر امور مرت به مؤلمة جدا وصبر مطيعا لله عابدا لله راضيا باقدار الله مبتعدا عن ما يسخط الله جل وعلا ثم انظر الى المآل الرشيد قالوا ائنك لانت يوسف في نهاية المطاف قالوا ائنك لانت يوسف؟ قال انا يوسف وهذا اخي. انه من يتقي ويصبر انه من يتق ويصبر فان الله لا يضيع اجر المحسنين فالصبر امر يحتاج اليه المسلم في حياته كلها وخاصة في زماننا هذا الذي تلاطمت فيه امواج الفتن وتكاثرت فيه ابواب الفساد واخذت تعصف بالناس في كل صوب وتجرف العقول الافكار الاخلاق الاديان فيحتاج الانسان الى الصبر والتواصي به اشد الحاجة ليسلم من الخسران ولهذا ذكر الله سبحانه وتعالى صفة الناجين من الخسران انهم يتواصون بالصبر الصبر على العلم بالصبر على العمل والعبادة بالصبر على الدعوة الى الله سبحانه وتعالى اذا اوذي احد في الدعوة الى الله اصبر يا اخي احتسب الانبياء قبلك اوذوا سيد ولد ادم عليه الصلاة والسلام اودي اصبر واحتسب لك العاقبة الحميدة فبمثل هذا التواصي تمضي الامور استقامة في العباد انفسهم ونشرا لدين الله سبحانه وتعالى بين الناس فما اشد حاجة الانسان ليسلم من الخسران الى الى ذلك قال وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر فهذه السورة العظيمة جمع فيها ربنا سبحانه وتعالى اسباب النجاة من الخسران ولا ينجو عبد من الخسران الا اذا جمع لنفسه هذه الاوصاف وجاهد نفسه على تحقيقها وتتميمها ليكون ناجيا من الخسران والا فان ربنا عز وجل اقسم ان كل انسان خاسر والعصر ان الانسان لفي خسر الا الذين امنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر ثم نقل المصنف رحمه الله تعالى عن عن الشافعي كلاما في الثناء وتعظيم هذه السورة قبل ذلك اشير الى امرين الاول يتعلق بالصبر الصبر يقول عنه شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله ظابط الاخلاق المأمور بها وانتبه لهذه الكلمة فانها عظيمة قال ضابط الاخلاق المأمور بها وقد قال عليه الصلاة والسلام انما بعثت لاتمم مكارم الاخلاق ولا يمكن ان تستقيم على خلق الا بماذا بالصبر الصبر ضابط الاخلاق المأمور بها بمعنى ان من لم يكن عنده صبر لن يكون يوما من الايام ذا خلق ولهذا قال الله سبحانه وتعالى ادفع بالتي هي احسن فاذا الذي بينك وبينه عداوة هذا خلق عظيم. فاذا الذي بينك وبينه عداوة كانه ولي حميم وما يلقاها الا الذين صبروا اذا افتقد الانسان الصبر افتقد الاخلاق اذا افتقد الانسان الصبر افتقد الدين. اذا افتقد الانسان الصبر وقع في الحرام اذا افتقد الانسان الصبر تخطفه اللئام ولهذا يحتاج الانسان الى الصبر في جميع ابواب الدين وفي جميع اموره وشؤونه الامر الثاني ابن القيم رحمه الله اعطى خلاصة تستفاد من هذه السورة العظيمة قال فيها رحمه الله الكمال كما الكمال اي في الانسان. الكمال ان يكون الشخص كاملا في نفسه مكملا لغيره الكمال ان يكون الشخص كاملا في نفسه مكملا لغيره وكماله اي في نفسه باصلاح قوتيه العلمية والعملية وكماله في نفسه باصلاح قوتيه العلمية والعملية واصلاحك قوتك العلمية هذا في قوله الا الذين امنوا واصلاحك لقوتك العملية بقوله وعملوا الصالحات وتكميلك للاخرين قال وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر فجمعت هذه السورة ما يكون به كمال الانسان وهو ان يكمل في نفسه ايمانا وعملا وان يسعى في تكميل الاخرين نصحا للعباد ودعوة الى الحق ورحمة بالخلق ونصحا لدين الله تبارك وتعالى بعد ذلك نقل المصنف رحمه الله كلمة عظيمة للامام الشافعي قال فيها لو ما انزل الله حجة على خلقه الا هذه السورة لكفتهم لو ما انزل الله حجة على خلقه الا هذه السورة لكفتهم يظهر ان هذه الكلمة المنقولة عن الشافعي منقولة عنه بالمعنى فقد يكون الشيخ رحمه الله وقف عليها في بعض المصادر منقولة عنه بالمعنى واما لفظ كلام الشافعي كما في مصادر عديدة نقلته عنه ومنها مناقب الشافعي رحمه الله لفظه لو فكر الناس في هذه السورة لكفتهم لو فكر الناس في هذه السورة لكفتهم ولهذا سمعت مرة اه شيخنا الشيخ حماد الانصاري رحمه الله تعالى يقول لقد بحثنا وفتشنا كثيرا عن هذه الكلمة بهذا اللفظ لقد بحثنا وفتشنا كثيرا عن عن هذه الكلمة بهذا اللفظ فلم نجدها وقد وجدتها في مناقب الشافعي للبيهقي وخيره باسانيد رائعة بلفظ لو فكر الناس في هذه السورة لكفتهم انتهى كلامه رحمه الله وهذه كلمة عظيمة جدا من الامام الشافعي رحمه الله في بيان مكانة هذه السورة وعظيم شأنها ولهذا قال احد ائمة الدعوة وهو الشيخ عبد اللطيف ابن عبد الرحمن رحمه الله تعالى تعليقا على مقولة الشافعي هذه لماذا قال الشافعي لكفتهم لماذا قال؟ لكفتهم قال رحمه الله قلت لانها تتضمن الاصول الدينية والقواعد الايمانية والشرائع الاسلامية والوصايا المرظية فهذا كله جمعته هذه السورة الوجيزة البليغة هل معنى ذلك هل معنى قول انها لكفتهم هل معنى ذلك انها تغني عن دراسة امور الشريعة وتغني عن الفقه في الدين وتعلم الاحكام ومسائل الدين هل هذا معنى كلامه هل هذا هو المراد؟ الجواب لا لكن المراد به كما اوضحت ان انها كفى بها واعظا جامعا موجزا بليغا بالحث على العلم والعمل والدعوة والصبر. كفى بها دلالة على ذلك ليس المراد انها كافية اه في ومغنية للانسان عن طلب العلم ولهذا الشيخ عبداللطيف نقل له كلام شخص يوصي صاحبه كتب لصاحبه وصية وكأن صاحبه اراد ان يرحل في طلب العلم على العلماء وعلى المشايخ فكتب له اخ له يوصيه قال آآ لاخيه يكفيك لطلب العلم سورة العصر قال يكفيك لطلب العلم سورة العصر يعني ما يحتاج شرحا الى العلماء ولا يحتاج الى الى ان تقرأ الكتب وتطلع على كلام العلماء يكفيك لطلب العلم سورة العصر يعني لا ترحل للطلاق. ولا تقرأ على العلما ولا تدرس الكتب. يكفيك سورة العصر وهذا من سوء الفهم لكلام اهل العلم سمع بكلام الشافعي وقوله لكفتهم وفهمه فهما خاطئا فكتب الشيخ عبداللطيف رحمه الله كلاما في رد هذه المقالة وبيانا لمراد كلام الشافعي رحمه الله قال اعلم ان قول الشافعي رحمه الله فيه دلالة ظاهرة على وجوب طلب العلم خلافا لفهم هذا الشخص قال يكفيك عن طلب العلم ان تقرأ سورة الكهف سورة العصر قال رحمه الله اعلم ان قول الشافعي رحمه الله تعالى فيه دلالة ظاهرة على وجوب طلب العلم مع القدرة في اي مكان ومن استدل به على ترك الرحلة والاكتفاء بمجرد التفكر في هذه السورة فهو خلي الدهن فهو خلي الذهن من الفهم والعلم والفكرة ان كان في قلبه ادنى حياة ونهمة للخير لان الله افتتحها بالاقسام بالعصر الذي هو زمن تحصيل الارباح للمؤمنين وزمن الشقاء والخسران للمعرضين الضالين وطلب العلم ومعرفته من قصد به العبد ما اه وطلب العلم ومعرفته ما قصد به ما قصد به العبد من الخطاب الشرعي افضل الارباح وعنوان والاعراض عن ذلك علامة الافلاس والابلاس فلا ينبغي للعاقل العارف ان يضيع اوقات عمره وساعات دهره الا في طلب العلم النافع والميراث المحمود كما قيل في معنى شعرا اليس من الخسران ان الليالي تمر بلا نفع وتحسب من عمري انتهى كلامه رحمه الله تعالى وفيه ايضاح وفي وبيان شافي لمراد الامام الشافعي رحمه الله تعالى من مقولته لو فكر الناس في هذه السورة لكفتهم بعد ذلك نقل رحمه الله نقلا عن الامام البخاري كم بقي من الوقت الاذان آآ ذكرت لكم قصة عمرو ابن العاص عندما لقي مسيلمة الكذاب عندما عندما لقي مسيلمة الكذاب ويقال ذكر بعض اهل العلم ان لقاء عمرو هذا بمسيلمة قبل ان يسلم عمرو قبل ان يسلم عمرو بن العاص وبعض اهل العلم رجح ان ان هذا اللقاء كان بعد اسلام عمرو بن العاص والقصة ان عمرو بن العاص لقي مسيلمة الكذاب كما ذكر في اه تفسير ابن كثير وتاريخه وفي كتب التاريخ والاخبار لقيه فقال مسيلمة لعمرو ماذا انزل على صاحبكما الليلة او ماذا انزل عليه في هذا الزمان او في هذا الوقت قال انزل عليه سورة وجيزة بليغة انزل عليه سورة وجيزة بليغة قال وما هي فتلا عليه سورة العصر تلا عليه سورة العصر ووصفها عمرو بانها وجيزة بليغة وجماعة من اهل العلم يقولون ان هذا كان منه قبل ان يسلم فيصف هذه السورة بهذه الصفة وكان وقتها من عباد الاوثان. على قول من من اقوال اهل العلم ويصفها يصفها بهذه الصفة وجيزة بليغة فلما سمع مسيلمة الكذاب السورة الى تمامها فكر قليلا ثم قال وانا انزل علي مثلها وانا انزل علي مثلها فقال له وماذا انزل عليك قال يا وبر يا وبر انما انت بطن وصدر وباقيك نقر وحفر ايش رأيك يا عمر يقول ما رأيك يا عمر بعد ما ذكر له هذا الذي انزل عليه قال ما رأيك يا عمر قال والله انك تعلم اني اعلم انك كاذب والله انك تعلم اني اعلم انك كاذب يعني ما يحتاج تسأل ولهذا ابن كثير يقول ففرق بين وحي الرحمن وحي الشيطان مع انه كان وقتها من عباد الاوثان فرق بين الوحيين وايضا مما ينقل في هذا الباب ان ابن عباس رضي الله عنهما اتاه احد التابعين او احد الاشخاص وقال له ان مسيلمة زعم البارحة انه اوحي اليه نزل عليه الوحي ان مسيلمة زعم انه نزل عليه الوحي قال ابن عباس رأسا صدق صدق فالرجل ارتاب مسيلمة اوحي اليه وابن عباس رضي الله عنه حبر الامة يقول صدق ترتاب الرجل؟ قال نعم صدق وان الشياطين ليوحون الى اوليائهم صدقة اوحى اليها الشيطان هذا وحي الشيطان هنا نأخذ عبرة هذا الكلام الممجوج السقيم الركيك السقيم السيء وجد له اتباع وهم خلق ولهذا ننتبه لقول امام الحنفاء ربي انهن اظللن كثيرا من الناس ولهذا يجب على المسلم ان يلجأ الى الله سبحانه وتعالى ان يعيذه من ائمة الضلال ودعاة الباطل وان يبتلى بشيء من ذلك ويسأل الله عز وجل دائما وابدا ان يهديه الى الحق وان يرشده اليه وان يدله الى الصواب وان يعيده من الفتن ومن البدع ومن الاهواء ما ظهر منها وما بطن وكان شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله كثيرا ما يوصي بهذا الدعاء اللهم رب جبريل وميكائيل واسرافيل فاطر السماوات والارض عالم الغيب والشهادة انت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون اهدني لما اختلف فيه من الحق باذنك انك تهدي من تشاء الى صراط مستقيم ولهذا احيانا يرى الانسان عقول تضل فيها ذكاء ولكن تضل وتنحرف بسبب اه دعاة الباطل وتزيينهم للباطل وتزويقهم له فيجب على المسلم ان يحرص على سعادة نفسه وسلامتها من الخسران وان تعظم عنايته بهذه السورة العظيمة سورة العصر ان يقرأها متدبرا معانيها متأملا في دلالاتها وان يرى وان يراجع كلام اهل العلم في كتب التفسير المعتمدة في بيان مضامين هذه السورة العظيمة لتكون له بوابة للخير ومدرجا للفلاح ومرتقا للرفعة والسلامة من الخسران والمعين على ذلك كله والموفق هو الله وحده لا شريك له فنسأله جل وعلا باسمائه الحسنى وصفاته العلى وبانه الله الذي لا اله الا هو الذي وسع كل شيء رحمة وعلما ان يهدينا جميعا اليه صراطا مستقيما وان وان يعيذنا من سبيل الاخسرين وان يسلك بنا سبيل المتقين المؤمنين المحتسبين الصابرين وان يصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا وان يصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا وان يصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا وان يجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر. وان يغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات انه تبارك وتعالى غفور رحيم جواد كريم. وصلى الله وسلم على عبد الله ورسوله نبينا محمد واله وصحبه اجمعين