الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد عليه افضل الصلاة واتم التسليم قال الامام الاواب شيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى بكتابه اصول الثلاثة قال اعلم رحمك الله انه يجب على كل مسلم ومسلمة تعلم ثلاث هذه المسائل. وقال البخاري رحمه الله وقال البخاري رحمه الله باب العلم قبل القول والعمل والدليل قوله تعالى فاعلم انه لا اله الا الله واستغفر لذنبك فبدأ بالعلم قبل القول والعمل الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فهذه خاتمة الرسالة الاولى من الرسائل التي صدرت بها الاصول الثلاثة وفي هذه الرسالة تكلم رحمه الله تعالى عن واجب من الواجبات على كل مسلم ومسلمة الا وهو تعلم اربع مسائل وذكر المسائل الاربعة وهي العلم والعمل والدعوة والصبر وذكر عليها الدليل وذلك هو قول الله سبحانه وتعالى والعصر ان الانسان لفي خسر الا الذين امنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر ثم ختم رحمه الله بهذه الخاتمة التي بين فيها مكانة العلم العظيمة ومنزلته العلية وانه به يبدأ وانه مقدم على القول والعمل وذلك لان قول الانسان ان لم يكن عن علم فقد لا يكون قولا سديدا وعمل الانسان ان لم يكن عن علم عن علم قد لا يكون عملا صالحا ولهذا لا يميز بين القول السديد وغير السديد وبين العمل الصالح وغير الصالح الا بالعلم ولهذا كان العلم مقدما على القول والعمل وان تعلم المسلم فرائض الدين اشتغاله معرفتها وتعلمها مقدم مقدم على الاقوال التي هي الذكر والدعاء ونحو ذلك ومقدم على الاعمال التي هي العبادات لان العبادات لا تصح الا بالاتباع والاتباع لا يعرف الا بالعلم ولهذا كان العلم مقدما فنقل رحمه الله عن الامام البخاري صاحب الصحيح نقل عنه في كتاب الصحيح في باب العلم في كتاب العلم من كتابه الصحيح عقد ترجمة عنون لها بقوله باب العلم قبل القول والعمل بابنا العلم قبل القول والعمل اي ان العلم مقدم والمراد بالعلم هنا العلم الفرض لان العلم نوعان علم فرض وعلم ندب علم فرض وعلم الندب وايضا العلم نوعان علم عيني وعلم كفائي العلم الكفائي هو الذي اذا حصل من البعض كفوا الباقين وان لم يحصل من الجميع اثموا جميعا فالشاهد ان العلم الفرظ العيني هذا مقدم على القول ومقدم على العمل لانه لا يستطيع ان يؤدي فرائض الاسلام ولا يستطيع ان يقوم بواجبات الدين الا اذا كان عنده علم بما افترظه الله سبحانه وتعالى وعنده علم كيفية اداء ما افترض جل وعلا وهذا كله يتطلب من العبد ان يتعلم فرائض دينه وواجبات والواجبات التي امره بها ربه جل وعلا وامره بها رسوله عليه الصلاة والسلام قال البخاري رحمه الله باب العلم قبل القول والعمل اي ان العلم مقدم اي ان العلم مقدم على القول والعمل وعبادات الانسان ان لم تكن مبنية على العلم فانه سيقع في انواع من الجهالات والبدع والضلالات التي ما انزل الله سبحانه وتعالى بها من سلطان قد قال بعض السلف وهو عمر ابن عبد العزيز رحمه الله قال من عبد الله او من دعا الى الله بغير علم كان ما يفسد اكثر مما يصلح كان ما يفسد اكثر مما يصلح فالعلم مقدم العلم مقدم وبه يبدأ والبخاري رحمه الله لما قرر هذا الامر في هذه الترجمة وفقه البخاري يؤخذ من تراجمه لما قرر هذا الامر استدل عليه بالاية الكريمة في سورة محمد صلى الله عليه وسلم وهي قول الله جل وعلا فاعلم انه لا اله الا الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات والله يعلم متقلبكم ومثواكم فبدأ جل وعلا بالعلم وقد صح عن نبينا عليه الصلاة والسلام انه قال في سياق اخر لكنه ينطبق ايضا على هذا السياق ونظائره قال نبدأ بما بدأ الله به لما صعد عليه الصلاة والسلام الى الصفا بدأ بالصفا وقال نبدأ بما بدأ الله به وتلا الاية الكريمة ان الصفا والمروة. فالله بدأ بالصفا اذا نبدأ بما بدأ الله سبحانه وتعالى به لان البدء بالشيء يدل على تقديمه ويدل على الاهتمام به وانه هو المقدم وهنا نلاحظ الاية الكريمة ذكر فيها علم وذكر فيها قول ذكر فيها علم طلب العلم فاعلم وذكر فيها قول وهو استغفر لذنبك لكنه قدم العلم على القول قدم العلم على القول فعلم بذلك ان العلم مقدم مقدم على التهليل والاستغفار والذكر والحمد انواع ذلك من الاذكار ومقدم ايضا على العبادات لان من يأتي بهذه الاعمال ومن يأتي بهذه الاذكار عن غير علم سيقع في انواع من البدع وسيقع في انواع من الضلالات التي ما انزل الله تبارك وتعالى بها من سلطان ولهذا كان العلم مقدما وتكاثرت النصوص في القرآن والسنة في الترغيب فيه وبيان فظله وبيان فظل اهله وعظيم ثوابهم عند الله جل وعلا قد جاء في الحديث الصحيح حديث ابي الدرداء رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا الى الجنة وان الملائكة وان الملائكة لتضع اجنحتها لطالب العلم لتضع اجنحتها لطالب العلم رضا بما يصنع وان فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب وان العالم ليستغفر له كل كل شيء حتى الحيتان في الماء وان العلماء ورثة الانبياء فان الانبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما وانما ورثوا العلم. فمن اخذه اخذ بحظ وافر قال في صدر هذا الحديث من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له طريقا الى الجنة فالعلم هو الذي يمهد لك الطريق الى جنات النعيم ومن المعلوم ان الجنة لا تنال بعد رحمة الله سبحانه وتعالى الا بالايمان والاعمال الصالحة لن يدخل الجنة الا نفس مؤمنة كيف السبيل الى معرفة الايمان واصوله بدون العلم وقد قال عليه الصلاة والسلام لنبيه صلى الله عليه وسلم في القرآن قال وكذلك اوحينا اليك روحا من امرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان ولكن جعلناه نورا. نهدي به من نشاء من عبادنا فالايمان لا يعرف الا بالعلم الذي هو وحي الله جل وعلا وتنزيله كتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وفد عبد القيس لما قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم مرنا بقول فصل نخبر به من وراءنا وندخل به الجنة. قال امركم بالايمان بالله اتدرون ما الايمان بالله قالوا الله ورسوله اعلم الله ورسوله اعلم الايمان لا يعرف الا من طريق الشرع من طريق الوحي قال الايمان بالله شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله واقام الصلاة وايتاء الزكاة وصوم رمضان وان تعطوا الخمس من المغنم شرح لهم الايمان اذا كيف السبيل الى معرفة الايمان بعقائده التي في القلوب واعماله التي تكون على الجوارح الا بالعلم ولهذا العلم مقدم وبه يبدأ ومن الخطأ الفادح ان يشتغل الانسان بعبادات وكربات واذكار ودعوات ولا يكون في ذلك ولا يكون قد بنى ذلك على العلم الذي هو وحي الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم والله يقول قل هل ننبئكم بالاخسرين اعمالا الذين ظل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا ولهذا اذا فارق الانسان العلم وجانبه وابتعد عنه ظاعت اعماله ضاعت اعماله وذهبت ولم ينتفع بها ولهذا كانوا طلب العلم فريضة فيما يتعلق ما لا يتم الواجب به الا به من فرائض الدين وواجباته حتى يكون المسلم في عبادته لله تبارك وتعالى يعبد الله على بصيرة وعلى بينة والاية واضحة الدلالة على ذلك بدأ بالعلم ثم ثنى بالعمل فقدم ربنا جل وعلا العلم على العمل. قال فاعلم انه لا اله الا الله واستغفر لذنبك وذكر هنا في هذا المقام اعظم علم على الاطلاق فاعلم انه لا اله الا الله هذا اعظم علم اعظم شيء يتعلمه العبد في هذه الحياة هو هذا المنصوص عليه هنا في هذه الاية فاعلم انه لا اله الا الله ليس في العلوم التي بين الناس علم اشرف ولا اعظم من هذا العلم ويقولون شرف العلم من شرف المعلوم واي امر اعظم واشرف من العلم بالتوحيد الذي هو حق الله على العبيد والذي انما خلقوا لاجله واوجدوا لتحقيقه وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون ولاجله بعث الرسل جل وعلا وانزل الكتب ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله. واجتنبوا الطاغوت وما ارسلنا من قبلك من رسول الا نوحي اليه انه لا اله الا انا فاعبدون فهذا اشرف العلم واعظمه واجله على الاطلاق فاعلم انه لا اله الا الله ولهذا انظر الى ما خرجه مسلم في صحيحه عن عثمان بن عفان رضي الله عنه ان النبي عليه الصلاة والسلام قال من مات وهو يعلم انه لا اله الا الله دخل الجنة من مات وهو يعلم انه لا اله الا الله دخل الجنة فالعلم بانه لا اله الا الله هذا اشرف علما على الاطلاق ولا يوجد في العلوم علم اشرف من هذا ولهذا لما ذكر النبي عليه الصلاة والسلام شعب الايمان قدمه قال الايمان بضع وسبعون شعبة اعلاها قول لا اله الا الله وادناها اماطة الاذى عن الطريق والحياء شعبة من شعب الايمان ولما ذكر عليه الصلاة والسلام مباني الاسلام قدمه قال بني الاسلام على خمس شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله واقام الصلاة وايتاء الزكاة وصوم رمضان وحج بيت الله الحرام تقدمه قدمه في ذكر شعب الايمان وقدمه في ذكر مباني الاسلام فهو العلم المقدم وهو اولى العلوم بل هو ركيزة العلوم واساسها وقوام الدين وقيامه واصل الملة التي عليه تبنى قال الله جل وعلا في بيان هذا وعظم شأنه ومكانته في العلوم قال الم ترى كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة الكلمة الطيبة لا اله الا الله كلمة التوحيد كيف ضرب مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة اصلها ثابت وفرعها في السماء فاذا اردت ان تعرف مكانة العلم بانه لا اله الا الله من بين العلوم فهو كمكانة الاصول من الاشجار والقواعد من البنيان كما ان البناء لا يقوم الا عماده والاشجار لا تقوم الا على اصولها فالدين لا يقوم الا على هذا الاصل العظيم والاساس المتين لا اله الا الله ولهذا قال تعلم انه لا اله الا الله ما المراد بقوله اعلم انه لا اله الا الله هل المراد العلم بهذه الالفاظ الفاظ هذه الكلمة ام ان المراد ان يفهم معناها ومدلولها ومقصودها فهما صحيحا وتأمل في هذا قول الله سبحانه الا من شهد بالحق وهم يعلمون قال غير واحد من المفسرين الا من شهد بلا اله الا الله وهم يعلمون معنى ما شهدوا به فاذا الذي ينطق لا اله الا الله لا يكفي مجرد النطق لا يكفي مجرد التلفظ لابد ان يعلم معنى هذه الكلمة وان يعرف مدلولها وهذه الكلمة تدل على التوحيد والاخلاص لله تبارك وتعالى وافراده وحده بالعبادة والبراءة من الشرك والخلوص منه لان هذه الكلمة قائمة على ركنين نفي واثبات وليس من اهلها من لا يفهم ما دلت عليه قائمة على ركنين نفي واثبات نفي في اولها واثبات في اخرها ولا يكون من اهلها الا من عرف ما نفت فنفاه وما اثبتت فاثبته ليكون بذلك من اهلها حقا وصدقا لا ان يقول لفظا لا يدري ما هو وكلاما لا يعرف معناه قال فاعلم انه لا اله الا الله اشترط العلم ليكون العبد من اهلها فلا اله الا الله اولها نفي واخرها اثبات اولها نفي عام للعبودية عن كل من سوى الله واخرها اثبات خاص للعبودية بكل انواعها لله وحده ذلا وخوفا ورجاء ودعاء ورغبا وذبحا ونذرا وغير ذلك كل ذلك لله. قل ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له. وبذلك امرت وانا اول المسلمين فهذه الكلمة تدل على التوحيد هذه الكلمة تدل على التوحيد تدل على الاخلاص تدل على وجوب افراد الله تبارك وتعالى بالعبادة والبراءة من الشرك والله في الاية يقول فاعلم انه لا اله الا الله انتبه هنا ثمة دلائل وبراهين عديدة وكثيرة ذكرت في كتاب الله وذكرت في سنة النبي عليه الصلاة والسلام تهديك وترشدك الى هذه الحقيقة وهي انه لا اله الا الله لا معبود بحق الا الله سبحانه وتعالى وكما قلت القرآن اشتمل على ذكر دلائل كثيرة جدا ترشد العبد وتدله الى انه لا اله الا الله ولخص هذه البراهين وجمع جملة طيبة منها الامام العلامة الشيخ عبدالرحمن ابن ناصر السعدي رحمه الله تعالى في كتاب تيسير تيسيرك تيسير الكريم المنان في تفسير في تفسير القرآن عند تفسيره لسورة محمد عند تفسيره لهذه الاية من سورة محمد ونستمع الى كلامه رحمه الله فانه نفيس للغاية ومفيد جدا نعم قال الامام السعدي رحمه الله تعالى وغفر له للشارح والسامعين قال عند قول الله تعالى فاعلم انه لا اله الا الله واستغفر لذنبك قال العلم لابد فيه من اقرار القلب من اقرار القلب ومعرفته بمعنى ما طلب منه علمه وتمامه ان يعمل بمقتضاه وهذا العلم الذي امر الله به وهو العلم بتوحيد الله فرض عين على كل انسان لا يسقط عن احد كائنا من كان بل كل مضطر الى ذلك والطريق الى العلم بانه لا اله الا هو امور احدها بل اعظمها تدبر تدبر اسمائه وصفاته وافعاله الدالة على كماله وعظمته وجلالته فانها توجب بذل الجهد فانها توجب بذل الجهد في التأله له والتعبد للرب الكامل الذي له كل حمد ومجد وجلال وجمال الثاني العلم بانه تعالى المنفرد بالخلق والتدبير في علم بذلك انه المنفرد بالالوهية الثالث العلم بانه المنفرد بالنعم الظاهرة والباطنة. الدينية والدنيوية فان ذلك يوجب تعلق القلب به ومحبته. والتأله له وحده لا شريك له الرابع ما نراه ونسمعه من الثواب لاوليائه القائمين بتوحيده. من النصر ومن النعم العاجلة ومن عقوبته لاعدائه المشركين به. فان هذا داع الى العلم. بانه تعالى وحده المستحق للعبادة كلها الخامس معرفة اوصاف الاوثان والانداد. التي عبدت مع الله عز وجل واتخذت الهة وانها ناقصة من جميع الوجوه فقيرة بالذات لا تملك لنفسها ولا لعابديها نفعا ولا ضرا ولا موتا ولا حياة ولا نشورا ولا ينصرون من عبدهم ولا ينفعونهم بمثقال ذرة من جلب خير او دفع شر فان العلم بذلك يوجب العلم بانه لا اله الا هو وبطلان الهية ما سواه السادس اتفاق كتب الله اتفاق كتب الله على ذلك وتواطؤها عليه السابع ان خواص الخلق الذين هم اكمل الخليقة اخلاقا وعقولا ورأيا وصوابا وعلما وهم الرسل والانبياء والعلماء الربانيون قد شهدوا لله بذلك الثامن ما اقامه الله من الادلة الافقية والنفسية التي تدل على التوحيد اعظم دلالة. وتنادي عليه بلسان حالها بما اودعها من لطائف صنعته بديع حكمته وغرائب خلقه فهذه الطرق التي اكثر الله من دعوة من دعوة الخلق بها. الى انه لا اله الا الله وابداها في كتابه واعادها عند تأمل العبد في بعضها لابد ان يكون عنده يقين وعلم بذلك فكيف اذا اجتمعت وتواطأت واتفقت وقامت ادلة التوحيد من كل جانب. فهناك يرسخ الايمان والعلم ذلك في قلب العبد بحيث يكون كالجبال الرواسي لا تزلزله الشبه والخيالات ولا يزداد على تكرر والشبه الا نموا وكمالا هذا وان نظرت الى الدليل العظيم والامر الكبير وهو تدبر هذا القرآن العظيم والتأمل في اياته فان الباب الاعظم الى العلم بالتوحيد ويحصل به من تفاصيله وجمله ما لا يحصل في غيره هذا كلام عظيم جدا يبين فيه رحمه الله تعالى براهين القرآن ودلائله وشواهده المتنوعة الدالة على انه لا اله الا الله وهذه الطرائق والبراهين التي اشار رحمه الله تعالى الى جملة منها هي براهين ابدى الله عز وجل فيها واعاد في في كتابه وتكررت في مواضع عديدة منه كل ذلكم ترسيخا للعلم بانه لا اله الا الله وليكون هذا في قلب المسلم ارسخ ما يكون رسوخ الجبال الرواسي وكلما عظمت عناية العبد بمعرفة هذه الشواهد والبراهين من خلال ما دل عليه كتاب الله عز وجل وما دلت عليه سنة النبي صلى الله عليه وسلم زاد التوحيد في قلبه تمكنا وزاد الايمان رسوخا في قلبه شرح هذه البراهين التي اشار اليها رحمه الله والوقوف عندها وذكر شيء من شواهدها امر تطول به العبارة لكنني اسير الى اشارات ينفع الله جل وعلا بها عندما تقرأ اية الكرسي التي هي اعظم اية في كتاب الله بدأت اول ما بدأت بهذا الامر الذي امر الله عز وجل ان نعلمه اعلم انه لا اله الا الله بدأت به قال الله لا اله الا هو هذا صدر اية الكرسي ثم اتبع ذلك بالبراهين ثم اتبع ذلك بالبراهين والدلائل والشواهد على ذلك قال الله لا اله الا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم. له ما في السماوات وما في الارض. من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه. يعلم ما بين ايديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشيء من علمه الا بما شاء وسع كرسيه السماوات والارض ولا ولا يؤوده حفظهما وهو العلي العظيم عندما يقف المسلم على هذه البراهين ويطلع عليها برهانا برهانا وفي اية الكرسي اثنى عشر برهانا على انه لا اله الا الله عندما يقف على هذه البراهين ويصح فهمه لها ودرايته بمدلولها ووقوفه على مقصودها ايمكن ان يقبل على ان يقبل قلبه على غير الله طلبا ودعاء رجاء ورغبا ابدا. لا يمكن لان هذه البراهين تأخذ بالقلب مأخذا عظيما الى التزام التوحيد ولزوم الاخلاص ومجانبة الاشراك واتخاذ الانداد اقرأ خواتيم سورة الحشر صدرها بهذه الكلمة العظيمة قال هو الله الذي لا اله الا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم هو الله الذي لا اله الا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون هو الله الخالق البارئ المصور له الاسماء الحسنى يسبح له ما في السماوات والارض وهو العزيز الحكيم من يقف على هذه البراهين الجليات والحجج الواضحات على وجوب توحيد الله واخلاص الدين له تبارك وتعالى. ايمكن ان يتجه قلبه الى غير الله؟ سؤالا ورغبا ورهبا وطلبا حاشا وكلا ولهذا من يتجهون في دعواتهم الى غير الله من المقبورين او غيرهم طامعين راجين متذللين خاضعين. اين هم من هذه الدلائل اين هم من هذه البراهين والحجج البينات في كتاب الله سبحانه وتعالى لولا ان القلوب طمست والابصار عميت عن الشواهد البينة والحجج الظاهرة المضيئة فاذا وقف الانسان على هذه البراهين ادرك يقينا وعرف قطعا انه لا اله الا الله اي لا معبود بحق سواه جل وعلا واذا وقف المسلم على هذه البراهين زاد توحيده رسوخا وايمانه تمكنا واقراره ثباتا وابتعدت عنه الشبهات الصارفة والاهواء الجارفة التي ظيعت كثيرا من الناس عن الحق والهدى ولهذا ينبغي على المسلم ان يعنى بهذه البراهين في كتاب الله التي تعينه على فهم انه لا اله الا الله اي لا معبود بحق سواه هذا امر الامر الاخر قول الله جل وعلا فاعلم انه لا اله الا الله هذا الامر يدل على وجوب هذا العلم وانه فريضة بل انه اعظم الفرائض لان الله سبحانه وتعالى قدمه وبدأ به العلم بانه لا اله الا الله وهذا يتناول العلم بمعنى هذه الكلمة والركنين الذين قامت عليهما النفي والاثبات والعلم ايضا بشروط هذه الكلمة العلم بشروط فهذه الكلمة التي لا تقبل الا بها فلا اله الا الله شأنها شأن امور الدين الاخرى الصلاة لا تقبل الا بشروط الحج لا يقبل الا بشروط الصيام لا يقبل الا بشروط مبينة في كتب الفقه ولا اله الا الله لا تقبل الا بشروط بينها اهل العلم مستنبطين لها ومستخرجين لها من كتاب الله وسنة نبيه صلوات الله وسلامه عليه ولهذا قيل لوهب ابن منبه وهو من علماء التابعين قيل له اليست لا اله الا الله مفتاح الجنة قال بلى ولكن ما من مفتاح الا وله اسنان فان جئت بمفتاح له اسنان فتح لك والا لم يفتح يشير الى شروط هذه الكلمة وقيل للحسن البصري رحمه الله اليس من قال لا اله الا الله دخل الجنة قال من ادى حقها وفرضها دخل الجنة. يشير الى شروط هذه الكلمة واهل العلم عندما تتبعوا كلام الله وكلام رسوله عليه الصلاة والسلام في بيان ما تتوقف لا اله الا الله في قبولها عليه تبين ان لا اله الا الله لها شروط سبعة ان لا اله الا الله لها شروط سبعة. لا تكون مقبولة الا بها وهي اولا العلم بمعنى هذه الكلمة نفيا واثباتا المنافي للجهل ثانيا اليقين المنافي للشك والريب ثالثا الاخلاص المنافي للشرك والرياء رابعا الصدق المنافي للكذب خامسا القبول المنافي للرد سادسا الانقياد المنافي للترك. سابعا المحبة المنافية للبغظ علم يقين واخلاص وصدقك مع محبة وانقياد والقبول لها فهذه شروط سبعة لا تكونوا لا اله الا الله مقبولة الا بها وليس المراد بهذه الشروط ان تعرف بل المراد بها ان تحقق ولهذا قال بعض اهل العلم كم من انسان يجري في هذه الشروط جري السهم يعني سريعا في ذكره لها ولكنه لا يحققها وكم من عامي لو قيل له اعددها لم يحسن لكنه محقق لهذه الشروط فاذا العبرة بتحقيق هذه الشروط والقيام بها واتيان بها ليكون الانسان بذلك من اهل لا اله الا الله حقا وصدقا اما العلم فدليله قول الله سبحانه وتعالى فاعلم انه لا اله الا الله وقوله تعالى الا من شهد بالحق وهم يعلمون وقوله جل وعلا وقوله صلى الله عليه وسلم من مات وهو يعلم انه لا اله الا الله دخل الجنة ودليل اليقين قول الله سبحانه انما المؤمنون الذين امنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا اي ايقنوا ولم يشكوا وفي صحيح مسلم قال نبينا عليه الصلاة والسلام اشهد ان لا اله الا الله واني رسول الله لا يلقى الله بهما عبد شاك فيهما الا ادخله الله الجنة فاشترط عليه الصلاة والسلام اليقين واما الاخلاص فدليله قول الله تعالى وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين واما الصدق فدليله قول الله سبحانه وتعالى اذا جاءك المنافقون قالوا نشهد انك لرسول الله والله يعلم انك لرسوله. والله يشهد ان المنافقين لكاذبون اي كاذبون في شهادتهم لانهم غير صادقين فيها مع الله جل وعلا واما المحبة فدليلها قول الله تعالى ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا يحبونهم كحب الله واما الانقياد فدليله قول الله تعالى وانيبوا الى ربكم واسلموا له واما القبول فدليله قول الله سبحانه انهم كانوا اذا قيل لهم لا اله الا الله يستكبرون ويقولون ائنا لتاركوا الهتنا لساعر مجنون فهذه شروط سبعة لكلمة التوحيد لا اله الا الله لا تقبل هذه الكلمة من العبد الا اذا اتى بها قال احد اهل العلم نضمن وبشروط سبعة قد قيدت وفي نصوص الوحي حقا وردت فانه لا ينتفع قائلها بالنطق الا حيث يستكملها. العلم واليقين والقبول والانقياد فادر ما اقول. والصدق والاخلاص الاخلاص والمحبة وفقك الله لما احبه هذه في سلم الوصول للشيخ حافظ حكمي رحمه الله وله شرح عليها نافع ومفيد جدا في كتابه معارز القبول قال الله تعالى فاعلم انه لا اله الا الله واستغفر لذنبك واستغفر لذنبك الاستغفار عمل ويكون باللسان لكن الله سبحانه وتعالى ذكره بعد العلم بالتوحيد ولاحظ هنا في الاية فائدة عظيمة وهي ان الله سبحانه وتعالى جمع بين التوحيد والاستغفار جمع بين التوحيد والاستغفار والتوحيد والاستغفار هما اعظم الامور التي يحصل بها غفران الذنوب اعظم الامور التي يحصل بها غفران الذنوب ففي الحديث القدسي حديث انس ابن مالك الذي رواه الترمذي وغيره يقول النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه ان انه قال يا ابن ادم انك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك ما كان منك ولا ابالي يا ابن ادم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك يا ابن ادم لو اتيتني بقراب الارض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لاتيتك بقرابها مغفرة فذكر في هذا الحديث اعظم اه اسباب مغفرة الذنوب وهي الدعاء مع الرجاء والاستغفار والتوحيد والتوحيد اساس المغفرة ومن لم يكن ذا توحيد فلا مطمع له في مغفرة الله. اذ مات على ذلك لقوله تعالى ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء والاستغفار شأنه عظيم في محو السيئات شأنه عظيم في محو السيئات ولهذا تأتي اذكار ودعوات نبوية عديدة فيها التوحيد والاستغفار معا مثل دعوة ذا النون جمعت بين الامرين لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين ومثل سيد الاستغفار اللهم انت ربي لا اله الا انت خلقتني وانا عبدك وانا على عهدك ووعدك ما استطعت اعوذ بك من شر ما صنعت ابوء لك بنعمتك علي وابوء بذنبي فاغفر لي فانه لا يغفر الذنوب الا انت جمع فيه بين التوحيد والاستغفار وفي الدعاء عن النبي صلى الله عليه وسلم استغفر الله الذي لا اله الا هو الحي القيوم واتوب اليه وجاء احاديث كثيرة يجمع فيها عليه الصلاة والسلام بين هذين الامرين التوحيد والاستغفار وذلك انهما اعظم ما ينال به العبد غفران الذنوب. ولهذا كان حريا بالعبد ان يعنى بالتوحيد ان يعنى بالتوحيد تحقيقا له في نفسه وان يعنى ايضا بطلب المغفرة له ولاخوانه قال واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات وهذا ايضا فيه دلالة على شرف وفضيلة الاستغفار للمؤمنين على شرفه وفضيلة الاستغفار للمؤمنين وقد ذكر الله عز وجل ذلك صفة للانبياء وصفة لاهل الايمان قال والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان فاستغفارك للمؤمنين شأنه عظيم وثوابه عند الله تبارك وتعالى جزيل وقد جاء في الطبراني باسناد جوده بعض اهل العلم ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من استغفر للمسلمين والمسلمات كان له بكل واحد منهم حسنة من استغفر للمسلمين والمسلمات كان له بكل واحد منهم حسنة اي انك اذا قلت في استغفارك اللهم اغفر لي وللمسلمين والمسلمات كان لك بكل مسلم ومسلمة حسنة من الاولين والاخرين فهي حسنات بالملايين وليست بالالاف تفوز بها اذا دعوت بهذه الدعوة فطلب المغفرة لك وللمؤمنين هذه من الدعوات العظيمة ويدلك على عظمتها وشرفها ان الله سبحانه وتعالى قرن الامر بها بالامر بالتوحيد الذي هو اشرف الامور واعظمها على الاطلاق قال فاعلم انه لا اله الا الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات والله يعلم متقلبكم ومثواكم وهذا ايضا من براهين التوحيد ودلائله ومن الامور التي تقوي الصلة بالله تبارك وتعالى في كل وقت وحين والله يعلم متقلبكم ومثواكم ان يعلموا احوالكم كلها وتصرفاتكم جميعها لا يخفى عليه منكم شيء فالانسان عندما يغدو في صباحه باعماله ومصالحه ذاهبا هنا وهناك رب العالمين على علم به واذا سوى واوى الى فراشه ونام في غرفته خاليا وحده او معه غيره في مكان مظلم الله عليم به والله يعلم متقلبكم ومثواكم فهو جل وعلا عليم بالعباد مطلع عليهم ولهذا من الامور التي تعين الانسان على تتميم ايمانه وتقوية دينه وتقوية صلته بربه تبارك وتعالى ان يعلم ان ربه سبحانه وتعالى مطلع عليه اينما كان ويراه اينما ذهب الا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير؟ الم يعلم بان الله يرى فعلم العبد بان الله سبحانه وتعالى عليم به مطلع عليه هذا اكبر واعظ له وقد ذكر الامام الشيخ الشنقيطي رحمه الله في تفسيره ان العلماء اجمعوا على ان اكبر واعظ علمك بان الله عليم بك مطلع عليك قال هذا باتفاق اهل العلم اكبر واعظ ولهذا ترى اكثر الايات في القرآن ايات الترغيب وايات الترهيب تراها مختومة بهذين مختومة بهذا والله بما تعملون خبير. والله خبير بما تعملون. والله بصير بما تعملون ونحو ذلك من الخواتيم لكثير من اي القرآن الكريم وهنا في هذه الاية ختمها بقوله والله يعلم متقلبكم ومثواكم اي على كل حال واينما تكونون في الغدو والرواح في الليل والنهار في كل وقت وحين الله عليم بكم مطلع عليكم لا تخفى عليه منكم خافية فهذا كله من الامور التي تعين العبد على تحقيق ايمانه وتتميم دينه وتقوية صلته بربه تبارك وتعالى قال رحمه الله فبدأ بالعلم قبل القول والعمل بدأ بالعلم اي بدأ هذه الاية الكريمة بالعلم قبل القول والعمل وهذا وجه استدلال الامام البخاري رحمه الله تعالى بهذه الاية على بدء العلم وتقديمه على الاقوال والاعمال يقول الشيخ محمد ابن ابراهيم رحمه الله تعالى تعليقا على هذا الموضع قال استدل المصنف رحمه الله بهذه الاية الكريمة على وجوب البداءة بالعلم قبل القول والعمل كما استدل بها البخاري رحمه الله على صحة ما ترجم به وذلك ان الله تعالى امر نبيه صلى الله عليه وسلم بامرين بالعلم ثم العمل والمبدوء به العلم في قوله فاعلم انه لا اله الا الله ثم اعقبه بالعمل في قوله واستغفر لذنبك فدل على ان مرتبة العلم مقدمة على مرتبة العمل وان العلم شرط في صحة القول والعمل فلا يعتبران الا به. فهو مقدم عليهما لانه مصحح النية المصححة لانه مصحح النية المصححة للاعمال ونكتفي بهذا القدر والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على عبد الله ورسوله نبينا محمد واله وصحبه يقول ابن رجب رحمه الله تعالى بكتابه العلوم والحكم يقول السبب الثالث من اسباب المغفرة التوحيد وهو السبب الاعظم فمن فقده فقد المغفرة ومن جاء به فقد اتى باعظم اسباب المغفرة قال تعالى ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ثم قال فمن تحقق بكلمة التوحيد قلبه اخرجت منه كل ما سوى الله محبة وتعظيما واجلالا ومهابة وخشية ورجاء وتوكلا وحينئذ تحرق ذنوبه وخطاياه كلها ولو كانت مثل زبد البحر. وربما قلبتها حسنات كما سبق ذكره في تبديل السيئات حسنات فان هذا التوحيد هو الاكسير الاعظم. فلو وضع ذرة منها او فلو وضع ذرة منها وضع ذرة منها على جبال الذنوب والخطايا لقلبتها حسنات كما في المسند وغيره عن ام هانئ عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال لا اله الا الله لا تتركوا ذنبا ولا يسبقها عمل انتهى كلامه رحمه الله نعم هذا سائل يقول يسأل اسئلة الحج يقول هل السفر الى مكة لاداء فريضة الحج؟ بدون تصريح حج او نعم بدون تصريح. حج رسمي اما لغلو الثمن او لممانعة الكفيل في استخراجه آآ في استخراجه للتصريح هل يقدح في ثواب الاجر والثواب؟ نعم هل نعم هل يقدح في ثبوت الاجر والثواب المنصوص عليه التصاريح التي وضعها ولاة الامر لم يضعوها تضييقا على الناس ورغبة في حرمانهم من اداء هذه الطاعة ولكن وضعت تنظيما لمصالح الناس ورعاية لانتظام امرهم لان مكة والمشاعر لا تستوعب كل راغب ولو فتح الجميع المجال للجميع بدون ترتيب وتنظيم مع سهولة المواصلات والمجيء في مثل هذا الزمان لم تستوعب المشاعر الناس فهذه الامور وضعت من اجل مصلحة الناس لا للتظييق عليهم ولهذا ينبغي ان يستشعر المسلم ذلك الامر ويضم الى ذلك قول الله سبحانه يا ايها الذين امنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر منكم وهذا الامر او هذا التنظيم فيه مصلحة ظاهرة في مصلحة ظاهرة لعموم المسلمين ولهذا ينبغي للمسلم ان يؤدي هذه الفريضة من خلال الترتيبات المتاحة التي هي تسعى اه في مصلحة الجميع ولا يدخل نفسه في اه تحمل تبعات مخالفة لما امره الله سبحانه وتعالى به نعم احسن الله اليكم هذا يسأل يقول هل تقسيم البدعة الى بدعة حسنة وبدعة سيئة تقسيم صحيح ام لا فهذا التقسيم يخالف قول نبينا عليه الصلاة والسلام وكل بدعة ضلالة وكل بدعة ضلالة فهو عليه الصلاة والسلام حكم على جميع البدع هذا الحكم العام كل بدعة ضلالة ودين الله جل وعلا عقيدة وعبادة وخلقا تام وكامل ولم يمت صلوات الله وسلامه عليه حتى اكمل الله عز وجل به الدين كما انزل جل وعلا في ذلك قوله اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا ولهذا جاء عن الامام مالك رحمه الله تعالى انه قال من قال في الدين بدعة حسنة فقد زعم ان محمدا صلى الله عليه وسلم خان الرسالة لان الله يقول اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا كما لم يكن دينا زمن محمد صلى الله عليه وسلم واصحابه فلن يكون اليوم دينا نعم بارك الله فيكم هذا السائل يقول هل يجوز التقليد في مسائل الاعتقاد التقليد هو اه اتباع قول الغير بغير دليل يعني بغير نظر الى دليل والعامي مطالب ان يعرف ما يتعلق بتوحيده ان يعرف ما يتعلق بتوحيده واخلاصه الدين لله جل وعلا معرفة صحيحة مستمدة من كتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام وان لم يتمكن ان لم يتمكن العامي من ضبط الادلة وحفظ النصوص ومعرفة مآخذها ووجه دلالاتها ان لم يتمكن من ذلك وعرف التوحيد وعرف مدلول كلام الله وكلام نبيه صلى الله عليه وسلم كفاه ذلك كفاه ذلك المهم ان يكون على علم بالتوحيد الذي خلق لاجله فاذا عرف ان الله سبحانه وتعالى هو المعبود بحق ولا معبود بحق سواه واخلص العبادة له وتبرأ من الشرك وحاذره واجتنبه وحذر من الوقوع فيه وكان في عبادته لله سبحانه وتعالى ماضيا فيها على هذا الاساس فان هذا يكفي حتى وان لم يكن على بصيرة ومعرفة بالدلائل لا يحفظ النصوص لا يحفظ الادلة لكنه عرف التوحيد فمن كان كذلك فانه يكفيه هذا الامر نعم وهذا السائل يقول هل صحيح ان الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى الف ثلاث نسخ من هذا الكتاب نسخة بالعامية ونسخة للاطفال ونسخة لطلاب العلم واي نسخة هذه التي بين ايدينا آآ شيخ الاسلام محمد ابن عبد الوهاب رحمه الله اعتنى بهذه الاصول الثلاثة عناية عظيمة من توفيق الله لهذا الرجل انه اول من جمع هذه الاصول الثلاثة في مؤلف ولا نعرف احدا قبله افرد هذه الاصول الثلاثة في مؤلف نعم تناولها اهل العلم بيانا وايظاحا وتقريرا في كتب التوحيد وكتب الاعتقاد وقرروها بادلتها لكن افرادها في مصنف يكون قريبا متناول سهلة آآ سهل المتناول في ايدي طلاب العلم اول من وفق لافراده في مصنفه هو هذا الامام رحمه الله تعالى ومن عظيم عنايته بهذه الاصول انه رحمه الله كتبها بعدة صيغ كتبها لطلاب العلم وكتب مختصرا لها للاطفال والصغار وايضا كتبها آآ لهجة العوام كتبها بلهجة العوام فكتبها عدة صيغ رغبة منه وحرصا على ان تظبط هذه الاصول الثلاثة التي يسأل عنها كل من ادرج القبر يأتيه ملكان ويقعدانه ويقولان من ربك؟ وما دينك؟ ومن نبيك فحرص رحمه الله حرصا عظيما ان يعرف الناس هذه الاصول الثلاثة وان يظبطوها ظبطا دقيقا بادلتها وبراهينها وفي كتاب الدرر السنية الذي يجمع مؤلفات للشيخ تلاميذه اه رسالة له رحمه الله تعالى اه جمع فيها هذه الاصول الثلاثة باللهجة العامية كتب هكذا ان قيل لك وش ربك واوسين يعني بمعنى ما ما ربك؟ او من ربك؟ اذا قيل وش؟ ربك هذي عند العوام في نجف بمعنى من فكتبها بلهجة مبسطة وهذا يستفاد منه ان يعني اه طالب العلم في في بلده اذا كتبها بصيغة اه مبسطة باللهجة العامية من اجل ان يضبطها العوام او شرحها لهم لهجتهم العامية تبسيطا وتقريبا لها او ايظا نقلها الى لغتهم ان كانت لغتهم غير اللغة العربية فهذا كله من النصيحة لدين الله والبيان لهذه الاصول العظيمة والشيخ رحمة الله عليه كان فيك وكتبه ورسائله لا يتكلم. اذا كان يخاطب عامي يخاطبه بلهجته واذا كان يخاطب عالما يخاطبه ايضا ما يليق بالمقام ويناسب المقام واذا كتب رسالة الى عامي اذا كتب رسالة الى عامي يكتبها له بالعامية يكتبها له بالعامية واذا سأله عامي سؤالا يجاوبه بالعامية فكان يتكلم مع الناس ببساطة يراعي مستوياتهم يراعي اللهجات مرة سأله رجل من العوام قال له اه وش معنى قول الله تعالى قل ما يعبأ بكم ربي قل ما يعبأ بكم ربي لولا دعاؤكم قال يعني وش يبي بكم لولا دعاؤكم جاء اجاب باللهجة العامية يعني ماذا يبغي بكم لولا انكم تدعونه وتخلصون له وتفردونه بالعبادة فالشاهد انه رحمه الله كان كانت هذه طريقته في التعليم نعم احسن الله اليكم هذا يقول ما هو الدليل على حصر شروط لا اله الا الله في سبعة مع ان نجد اعمال اخرى ظاهرها في النصوص انها من شروط لا اله الا الله من ذلك الخوف والتوكل هذه الشروط للا اله الا الله علمها اهل العلم بطريق التتبع والاستقراء لكلام الله وكلام رسوله عليه الصلاة والسلام ولهذا ترى في تقريرات اهل العلم بهذه الشروط يذكرون على كل شرط منها الدليل على انه من شروط لا اله الا الله الدليل على انه من شروط لا اله الا الله والامور التي يشير اليها السائل والاعمال التي يشير اليها السائل هي راجعة الى هذه الاصول راجعة الى هذه الاصول والى هذه الشروط التي لا تقبل لا اله الا الله الا بها نعم اذا هل الكفر بالطاغوت الكفر بالطاغوت ظمه بعض اهل العلم الى هذه الشروط من باب زيادة التقرير والايضاح والا هذه الشروط كافية في تقرير هذا الامر فبعض اهل العلم زاده من باب زيادة التوضيح والبيان لهذا الامر العظيم الذي لا تقبل لا اله الا لا اله الا الله الا به نعم من قال لا اله الا الله وكفر بما يعبد من دون الله كفر بما يعبد من دون الله فذكره عليه الصلاة والسلام شرطا بقبول لا اله الا الله نعم احسن الله اليكم هذا يسأل عن افضل شرح بهذا الكتاب العظيم كتاب الاصول الثلاثة كتاب الاصول الثلاثة له شروحات عديدة لاهل العلم منها اه شرح الشيخ عبدالرحمن ابن قاسم رحمه الله له حاشية نفيسة جدا على هذه الاصول الثلاثة وايضا آآ الشيخ عبد العزيز ابن باز رحمه الله والشيخ ابن عثيمين والشيخ صالح الفوزان وغيرهم من علمائنا لهم اه تعليقات وشروحات موجودة ومطبوعة ولا يزال طلاب العلم يستفيدون منها. نعم احسن الله اليكم هذا يقول وردت اثار عن بعض السلف انهم كانوا اذا سمعوا القرآن يغشى عليهم في حين ان الصحابة لم يكن هذا حالهم فما صحة هذه الاثار هذه الاثار نقلت نقلت عن بعض المتقدمين والصحابة رضي الله عنهم لم ينقل عنهم مثل ذلك وشيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله سئل عن هذا الامر وقال ان الوالد قوي الوارد قوي يعني آآ زواجر القرآن وقوارع القرآن قوية جدا والصحابة رضي الله عنهم جمع الله سبحانه وتعالى لهم مع حسن آآ التدبر آآ حسن ايضا تلقي القلوب تلقي قلوبهم لكلام الله سبحانه وتعالى وهؤلاء الذين حصل لهم الغشي عند سماع زواجر القرآن وقوارع القرآن هذا نتيجة لضعف نتيجة لضعف في القلوب فارقوا به الحالة التي كان عليها الصحابة رضي الله عنهم وارضاهم وايضا اشار شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في بعض الكتب ان بعض ذلك نوع من التصنع والافتعال ان ان بعضهم يعني آآ بعض المتأخرين يفعل ذلك تصنعا وافتعالا كنوع من التأثير على الناس ولهذا قال احد السلف آآ اه كلاما معناه ان كان صادقا ليقف على الجدار ونقرأ عليه القرآن ان كان صادقا ليقف على جدار ونقرأ عليه القرآن ننظر هل يغثى عليه؟ او لا فالشاهد ان بعضهم يتصنع ذلك يتصنع ويقصد بذلك التأثير على الناس واذكر في زماننا هذا ان خطيبا في احد المساجد في مكان فيه عوام معه شخص امامه يجلس في في وسط المسجد يأتي معه ثم يأتي ببعض الزواجر وبعض المواعظ القوية فهذا الذي معه يصرخ ويسقط امام الناس فالعوام يتأثرون يعني كلام مؤثر الى درجة ان الرجل سقط اغشي عليه. من من من التأثير فمثل هذي احيانا تكون افتعال تكون احيانا افتعال يفتعلها بعض بعض الناس وعلى كل حال السلف من الصحابة رضي الله عنهم كانوا اعظم الناس تأثرا بالقرآن وكانوا اقوى الناس قلوبا واحسنهم انتفاعا بكلام الله سبحانه وتعالى واعظم الناس تأثرا بالقرآن الكريم نعم شيخنا حفظكم الله ما هي نصيحتكم لطلاب العلم في مسألة قراءة الشبه والدخول الى بعض المنتديات التي تكون على منهج غير منهج اهل السنة والجماعة وقراءتها ثم بثها بين الناس بحجة انه لابد ان يعرف الباطل حتى يرد هذه مخاطرة بالدين هذه مخاطرة بالدين وقد قال اهل العلم قديما اذا خاطرت بشيء فلا تخاطر بدينك وطالب العلم المبتدئ ضعيف العلم قليل البضاعة من العلم اذا دخل هذه المنتديات وقرأ الكتب المليئة بالشبهات فانها تؤثر على قلبه وتجلجل في صدره وربما انها بقيت في صدره الى ان يموت لا تخرج ولهذا لا لا يليق بطالب العلم ان يخاطر بدينه ويدخل في مثل هذه المواقع والمنتديات ويقرأ في الكتب التي تثير الشبهات لان هذا يضر بالايمان ويؤثر على الاعتقاد والذي ينبغي على طالب العلم هو ان يجمع نفسه ووقته على ضبط العلم وذلك بدراسة المؤلفات الصحيحة القويمة النافعة المبنية على الكتاب والسنة يدرسها باناة ويحفظها بتؤدة ويفهمها فهما صحيحا ويقرأها على اهل العلم فيبني نفسه بنية علمية صحيحة اما اذا دخل في بدئه لطلب العلم تلك المواقع اثرت عليه وشككته في عقيدته وادخلت عليه الوساوس وكم من الشباب تورط في بعظ الوساوس التي ارهقت قلبه واضرت بفؤاده فالذي ينبغي على طالب العلم ان يبتعد عن مواقع الضلال ومواطن الشبهات وان يجمع وقته لحفظ العلم الشرعي وظبطه. واما رد الشبهات ليست له ومقام رد الشبهات ليس مقامه هذا مقام لاهل العلم ورحم الله امرءا عرف قدر نفسه وانزل نفسه منزلتها كما قام رد الشبهات والتصدي لاهل البدع هذا لاهل العلم اما طالب العلم فمقامه وفريضته طلب العلم فريضته طلب العلم وتحصيل العلم اما ان يأتي طالب علم صغير ويجلس مع مبتدع كبير يقول اناقشه او يقول اقيم الحجة عليه قد يكون من عنده وهو ملوث بالشبهات احيانا يأتينا بعض الطلبة متشوش وهو الذي جنى على نفسه اما بالجلوس مع رؤوس الباطل او بالدخول في تلك المواقع والقنوات او قراءة الكتب التي هي مليئة بالشبهات فيخاطر بدينه ثم اه يبقى قلبه آآ مليئا بهذه الشبهات الجارفة فالشاهد ان طالب العلم ينبغي عليه ان يحفظ وقته في العلم النافع والعمل الصالح نعم ايضا شيخنا المناظرات هذي الذي تقع في الجمع بينه وبين مناظرات السلف؟ المناظرات اه اهل العلم اذا ابتلوا باهل العلم الراسخين اذا ابتلوا ببعض اهل البدع ممن عندهم شبهات يقارعونهم بالحجج والدلائل والبراهين والبينات التي يكون بها اه اقامة الحجة على هؤلاء ولعلهم يرجعون عن باطلهم اما العوام وطلاب العلم المبتدئين فمجالهم هو ما اشرت اليه ان يجمعوا اوقاتهم على الاشتغال بالعلم تدرجا واتوا البيوت من ابوابها احسن الله اليكم هذا سائل يقول كيف يتم التدرج في طلب علم العقيدة التدرج في طلب العلم طلب علم الاعتقاد ميسر ولله الحمد لان اهل العلم جمعوا مصنفات مختصرة وفي الوقت نفسه جامعة ومحتوية على الادلة وهي في متناول طلاب العلم ككتاب الاصول الثلاثة والقواعد الاربعة وكتاب التوحيد وكتاب الواسطية وكتاب كشف الشبهات فهذه الكتب فيها غنية وكفاية اذا ظبطها طالب العلم حفظا واتقنها واطلع على شروحات اهل العلم لها آآ ايضا جلس مجالس اهل العلم في شرحها وتبيينها كانت له في هذا الباب قاعدة متينة واساسا عظيما يكفيه ويغنيه باذن الله تبارك وتعالى احسن الله اليكم هذا السائل يقول متى يعذر الجاهل بجهله في مسائل الاعتقاد المسائل الاعتقاد هي اعظم مسائل الدين على الاطلاق ولا يقبل من عبد صلاة ولا صيام ولا غير ذلك من الطاعات الا اذا اقامها على توحيد الله جل وعلا وبناها على هذا الاساس والاصل العظيم ولهذا مر معنا الاية الكريمة قال الله سبحانه وتعالى فاعلم انه لا اله الا الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات فبدأ تبارك وتعالى بالعلم قبل القول والعمل ولهذا يطلب من كل آآ من اراد لنفسه النجاة ولاعماله واقواله ان تقبل عند الله سبحانه وتعالى ان يبنيها على هذا التوحيد وان يقيمها على هذا الاصل العظيم وهنا يأتي واجب الدعاة الى الله جل وعلا وطلاب العلم في بيان التوحيد وشرحه للناس وايظاحه وايضا كشف الشبهات التي يبتلى بها العوام بسبب دعاة الباطل وائمة الضلال. نعم احسن الله اليكم وبارك فيكم ونفعنا الله بما قلتم وفقكم للحق وغفر الله لنا ولكم وللمسلمين اجمعين وصلى الله وسلم وبارك وانعم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم