الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد عليه افضل الصلاة واتم التسليم قال شيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى وغفر له وللشارح والسامعين في كتابه الاصول الثلاثة قال الثالثة ان من اطاع الرسول ووحد الله لا يجوز له موالاة من حاد الله ورسوله ولو كان اقرب قريب والدليل قوله تعالى لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الاخر وادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا اباءهم او ابنائهم او اخوانهم او عشيرتهم اولئك كتب في قلوبهم الايمان وايدهم بروح منه ويدخلهم جنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها رضي الله عنهم ورضوا عنه اولئك حزب الله الا ان حزب الله هم المفلحون الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله اللهم صلي وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فهذه المسألة الثالثة من المسائل الثلاث التي يجب على كل مسلم ومسلمة ان يتعلمها وان يعتقد مظمونها وان يعمل بها والمسألة الاولى عرفناها وهي طاعة الرسول عليه الصلاة والسلام فان الله عز وجل خلق الخلق ورزقهم ولم يتركهم هملا بل ارسل اليهم الرسل فمن اطاعهم دخل الجنة ومن عصاهم دخل النار والمسألة الثانية توحيد الله واخلاص الدين له والبراءة من الشرك والخلوص منه وان الله سبحانه وتعالى لا يرظى من عباده الا التوحيد ولا يرضى الشرك ولو كان الذي اتخذ شريكا مع الله ملكا مقربا او نبيا مرسلا فالله جل وعلا لا يرضى الشرك ولا يرضى لعباده الكفر ان الله لا يغفر ان يشرك به فهو جل وعلا لا يرضى الا التوحيد ورضيت لكم الاسلام دينا ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه فلما ذكر رحمه الله تعالى المسألتين الاولى والثانية ذكر المسألة الثالثة وهي مترتبة على المسألتين الاوليين ومنبنية عليهما وهي بغض الكافرين وعدم موالاتهم وتوليهم وعدم محبتهم فان هذا امر لابد منه ولا يستقيم الايمان الا به فمن كان مطيعا للرسول صلى الله عليه وسلم حقا وموحدا لله تبارك وتعالى صدقا فانه يجب عليه ان يبغض اعداء الله واعداء دينه وان يبغظ الكافرين المشركين لان الايمان والتوحيد والطاعة للرسول عليه الصلاة والسلام لا تستقيم الا بذلك لا تستقيم الا بذلك فلا يمكن ان يكون مطيعا للرسول عليه الصلاة والسلام وموحدا لله تبارك وتعالى ثم تكون نفسه في الوقت ثم تكون نفسه محبة للكافرين موالية لهم غير مبغظ لهم هذا لا يوجد كما يأتي معنا في الاية الكريمة لا تجد قوما فاذا وجد الايمان الصحيح والتوحيد ووجد الطاعة للرسول عليه الصلاة والسلام فان من لوازم وجود ذلك ومقتضياته ان يكون مبغضا للكافرين والكافر رب العالمين يبغضه ولا يحبه قال الله تعالى في القرآن الكريم فان فانه لا يحب الكافرين والكافر اشد الناس ظلما لان ظلمه وعدوانه في حقوق الله على عبادة قال الله تعالى والكافرون هم الظالمون والكافر هظم بكفره حقوق الله جل وعلا على عبادة وما خلقهم تبارك وتعالى لاجله واوجدهم لتحقيقه والكافر امر الله سبحانه وتعالى في اية كثيرة من القرآن ببغضه وعدم توليه وذكر جل وعلا ذلك في مقتضيات الايمان حيث تبدأ الايات في هذا الباب يا ايها الذين امنوا فبناء على هذا لا يستقيم الايمان بالله وتوحيد وتوحيده سبحانه وتعالى وطاعة رسوله عليه الصلاة والسلام الا ببغض الكافرين المشركين وعدم موالاتهم والبراءة منهم وبغضهم في الله سبحانه وتعالى وفي الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال اوثق عرى الايمان الحب في الله والبغض في الله وقال عليه الصلاة والسلام ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الايمان ان يكون الله ورسوله احب اليه مما سواهما وان يحب المرء لا يحبه الا لله وقال عليه الصلاة والسلام من احب لله وابغض لله واعطى لله ومنع لله فقد استكمل الايمان والله جل وعلا ذكر لنا في هذا الباب اسوة وهم رسله وانبياؤه ويجب علينا ان نأتسي بهم وان نجعلهم ائمة لنا وان نقتدي بهم قد كانت لكم اسوة حسنة قد كانت لكم اسوة حسنة في إبراهيم والذين معه اذ قالوا لقومهم ان برءاء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغظاء ابدا حتى تؤمنوا بالله وحده فاعلنوا البراءة من الكافرين واعلنوا البراءة مما يعبده الكافرون من دون الله. كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء ابدا حتى تؤمنوا بالله وحده ففيها براءة ابراهيم عليه السلام وبراءة اهل الايمان معه. من الكافرين ومما يعبدون من دون الله واعلان ذلك وذكر الله جل وعلا لنا هذا في مقام الائتساء والاقتداء قال قد كانت لكم اسوة حسنة ولهذا يجب على المسلم ان يأتسي بامام الحنفاء وان يقتدي به والله يقول ومن يرغب عن ملة ابراهيم الا من سفه نفسه اي الا من حكم على نفسه بالسفه والغيب فهذا باب عظيم من ابواب الدين وقواعده التي ينبغي ويجب على كل مسلم ان يتعلمه وان يعتقد مضمونه وان يعمل به كما نص على ذلك المصنف رحمه الله في اول هذه المسائل فهذا واجب واجب ديني ومطلب ايماني وهم مقتضيات التوحيد ولوازمه ان يكون المسلم مبغضا للكافرين ان يكون المسلم مبغضا للكافرين والا يتخذ احدا منهم وليا يحبه ويتولاه ويواده ويصافيه بل الواجب عليه ان يبغضه وان يتخذه عدوا وكيف لا يتخذ المسلم الكافر عدوا والكافر عدوا عدو لله. كيف لا يتخذه عدوا والكافر عدو لله فلا يجتمع ايمان بالله وحب لاعدائه لا يجتمع ايمان بالله جل وعلا وحب لاعدائه ولهذا جاء في القرآن ايات عديدة تقرر هذا الامر ووجوب البراء من الكافرين ووجوب بغضهم وعدم موالاتهم وفي القرآن الكريم ايات ثلاث في هذا الباب في القرآن الكريم ايات ثلاث في في هذا الباب باب بغظ الكافر وعدم موالاته كل اية منها تبدأ بقوله سبحانه وتعالى يا ايها الذين امنوا لا تتخذوا كل اية من هذه الايات الثلاث فابدأ بقوله يا ايها الذين امنوا لا تتخذوا الاية الاولى من هذه الايات الثلاث فيها عدم اتخاذ ايا من الكافرين عموما وليا والاية الثانية فيها التنصيص على الكفار من اليهود والنصارى فيها التنصيص على اليهود والنصارى من الكفار الاية الاولى عامة في عموم الكفار كل كافر والاية الثانية خصت النصارى واليهود بالذكر والاية الثالثة خصت القرابة من الكافرين ابا او اخا او غيرهما الاية الاولى هي قول الله سبحانه وتعالى يا ايها الذين امنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم اولياء يا ايها الذين امنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم اولياء. فهذه عامة في كل كافر عدو لله وكل كافر عدو لله كل كافر بالله فهو عدو لله سبحانه وتعالى ومبارز لرب العالمين بالعداوة لان الله سبحانه وتعالى خلقه ليعبده واوجده ليذل له ويخضع ويصرف له العبادة وحده دون سواه فلما اضاع حقوق الله وصرفها لغيره ممن لا يملك لنفسه نفعا ولا دفعا ولا عطاء ولا منعا ولا حياة ولا موتا ولا نشورا صار بذلك عدوا لله بغيظا لله يبغظه الله ولا يحبه فانه لا يحب الكافرين سبحانه وهو جل وعلا لا يرظى الكفر ولا يرظى لعباده الكفر فهذه في كل كافر والاية الثانية قول الله سبحانه وتعالى يا ايها الذين امنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى اولياء بعضهم اولياء بعض ومن يتولهم منكم فانه منهم فهذه فيها تخصيص النصارى واليهود بالذكر وان الواجب على المسلم الا يتخذ احدا من اليهود والنصارى وليا ولا يتخذ اليهود والنصارى اولياء لانهم كفار بالله والله سبحانه وتعالى حكم بكفرهم وعداوتهم له في ايات من من الكتاب العظيم والاية الثالثة قول الله سبحانه وتعالى يا ايها الذين امنوا لا تتخذوا اباءكم واخوانكم اولياء ان استحبوا الكفر على الايمان ومن يتولهم منكم فاولئك هم الظالمون فخص هنا بالذكر الاخوان والاباء وهذا يتضمن عموم القرابة من الاعمام والاخوال نحو ذلك من القرابة فلا يحل ولا يجوز لمؤمن ان يتولى احدا من الكافرين وان يوالي احدا من الكافرين بل يجب ان يكون في قلبه بغض لهم وكراهية لهم وان يتخذهم اعداء ويعتبرهم اعداء كما هو مبين في اية كثيرة ومواضع عديدة من كتاب الله تبارك وتعالى وهذا هو مقتضى هذا هو مقتضى الايمان بالله جل وعلا وتوحيده ولازم طاعة رسوله صلى الله عليه وسلم ولهذا قال المصنف رحمه الله تعالى في هذه المسألة العظيمة قال ان من اطاع الرسول وهذه هي المسألة الاولى ووحد الله وهذه هي المسألة الثانية لا يجوز له موالاة من حاد الله ورسوله لا يجوز له ان يحرم عليه ولا يحل له لا يجوز له موالاة من حاد الله ورسوله والموالاة هي المودة والمصادقة والمحبة فهذا امر لا يحل له وضد الموالاة المعاداة والمحادة والبغضاء وهذا هو الواجب فقوله لا تجد قوما الاية يؤمنون بالله واليوم الاخر يوادون نفي ذلك اثبات لظده فقوله لا يجوز له موالاة من حاد الله اي يجب عليه ان يبغضهم فضد الموالاة المعاداة والبغضاء وهذا هو الذي يجب على كل مسلم ومسلمة قال لا يجوز له موالاة من حاد الله ورسوله المحادة هي المجانبة والمخالفة المحادة هي المجانبة والمخالفة والذي حاد الله ورسوله الذي حاد الله ورسوله كأن المعنى والمراد كما قرر ذلك بعض اهل العلم اي من كان في حد غير الحد الذي امره الله سبحانه وتعالى وامره رسوله صلى الله عليه وسلم ان يكون عليه ولهذا الناس في حدين المؤمنون في حد الله ورسوله اي فيما حدهم حده الله لهم ورسوله تلك حدود الله فالمؤمن فيما حده الله له وحده له رسوله صلى الله عليه وسلم والكافر في حد الشيطان الكافر في حد الشيطان وجنوده فحاد الله ورسوله حاد الله ورسوله اي كان في محادة ومعاداة ومجانبة لما امره الله سبحانه وتعالى به من التوحيد ولما يجب ان يكون عليه مع الرسول من الطاعة ولهذا قال لا يجوز له موالاة من حاد الله ورسوله ولو كان اقرب قريب ولو كان اقرب قريب يعني ولو كانت تجمعه به رابطة قرابة قوية كأن يكون مثلا ابا او اما او ابنا او بنتا او اخا او اختا او عمن او خالا او عمة او خالة ايا كانت قرابته اذا كان كافرا بالله تبارك وتعالى لا يجوز له موالاته لا يجوز له موالاة ولو كان اقرب قريب واذا كان الكافر القريب من اب او ابن او اخ او عم او خال لا تجوز موالاته فالكافر البعيد من باب اولى لان هذا يجمع به قرابة ولها مقتضياتها ولها متطلباتها ومع ذلك يخص بالذكر في هذه الاية وفي الاية التي مرت لا تتخذوا اباءكم واخوانكم اولياء ان استحبوا الكفر على الايمان فالذي يستحب الكفر على الايمان ويكون كافرا بالله سبحانه وتعالى لا تجوز موالاته لا تجوز موالاته بل يجب بغضه يجب ان يكون في القلب بغض له ومجانبة له وعدم محبة الله وموالاة هذا هو الواجب قال ولو كان اقرب قريب لو كان اقرب قريب مثل ما اشرنا ولو كانت القرابة شديدة ثم ذكر رحمه الله تعالى الاية الدالة على ذلك واشرت فيما سبق ان الرسالة مختصرة ليس المقام فيها مقام بسط واطنان وانما المقام مقام ايجاز واختصار فيذكر المسألة ويذكر عليها دليلا واحدا مراعاة للاختصار. والا الادلة على هذه المقاصد التي يذكرها في رسالته هذه في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم بالعشرات ان لم تكن بالمئات قال والدليل قوله تعالى لا تجدوا قوما يؤمنون بالله واليوم الاخر يوادون من حاد الله ورسوله لا تجد الخطاب موجه لنبينا صلوات الله وسلامه عليه لا تجد اي ايها النبي قوما اي جماعة وطائفة والحكم كذلك ينسحب على الافراد لا تجدوا قوما يؤمنون بالله واليوم الاخر يعني من صفتهم الايمان بالله واليوم الاخر ثم في الوقت نفسه يوادون من حاد الله ورسوله امران لا يجتمعان في قلب امران لا يجتمعان في قلب لان من لوازم ومقتضيات الايمان بالله واليوم الاخر الا يوالي الكافر ولو كان اقرب قريب ولهذا قال لا تجد لا تجد اي لا يوجد فالذي يؤمن بالله واليوم الاخر مقتضيات ايمانه ولوازم ايمانه ان يبغض الكافر والا يتولى كافرا ولو كان اقرب قرين ولو كان اقرب قريب وقوله يؤمن بالله واليوم الاخر كثيرا ما يجمع بين هذين الايمانين الايمان بالله والايمان باليوم الاخر في القرآن والسنة وذلك لان الايمان بالله هو الغاية المقصودة وهو اصل الاصول وهو قاعدة الدين ووالذي خلق الخلق لاجله واوجدوا لتحقيقه واليوم الاخر لانه الدار الذي جعله الله سبحانه وتعالى دار الجزاء للفريقين اهل الايمان ومن سواهم فكثيرا ما يجمع بين هذين الايمانين الايمان بالله لان هذا هو المقصود اصالة وهو الغاية التي خلق الخلق لاجلها واوجدوا لتحقيقها وهو اصل اصول الايمان واساس اسس الدين والايمان باليوم الاخر لانه دار الجزاء والحساب والعقاب ولهذا قال العلماء رحمهم الله ان دعوة كل نبي بعثه الله ترتكز على محاور ثلاثة المحور الاول التعريف بالله وبيان انه وحده المعبود بحق ولا معبود بحق سواه وتعريف الناس به بذكر اسمائه وصفاته وافعاله وعظمته وجلاله والمحور الثاني تعريف العباد بالطريق التي توصلهم الى الله وينالون بها رضاه وهي شرائع الدين وتفاصيل الايمان وشعبه والمحور الثالث تعريف الناس بدار الجزاء والعقاب وما اعده تبارك وتعالى لمن اطاعه من ثواب وما اعده لمن عصاه من عقاب فعلى هذه المحاور الثلاثة ترتكز دعوة الانبياء والمرسلين وهنا ذكرت في هذه الاية الكريمة كما انها ذكرت في اية كثيرة من القرآن الكريم مجتمعة ومتفرقة قال لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الاخر يوادون من حاد الله ورسوله يوادون من حاد الله ورسوله المودة عرفناها وهي المحبة والموالاة وعدم البغظ والمعاداة يوادون من حاد الله ورسوله هذا وصف لكل كافر قول من حاد الله ورسوله هذا وصف لكل كافر فكل كافر محاد لله ورسوله لانه في حد الشيطان وجنوده وليس من حزب الله في شيء بل هو من بل هو في حد الشيطان وجنوده فكل كافر هذا وصف له محاد لله ورسوله عدو لله ورسوله صلى الله عليه وسلم وهنا انبه على امر كم غفل عنه اقوام واقوام ولا سيما في هذا الزمان ان الا وهو ان بعض الناس بهذا المقام اغتر ببعض تعاملات الكفار اغتر ببعض تعاملات الكفار فاعجبته واداسته ومال اليهم بسببها واصبح بعض الناس يفخم ويعظم اخلاق الكفار بل اذا اراد ان يتحدث عن الاخلاق وان يبين مكانة التعامل لا يستشهد الا بالكفار ولا يذكر في هذا الباب الا الكفار ويقول يتعاملون بكذا ويتعاملون بكذا وينضبطون في كذا الى اخره مما يفظي بالانسان الى ميل قلبه لهم وركونه اليهم وثقته بهم الى غير ذلك من الاثار السيئة والعوائد الشنيعة والله سبحانه وتعالى نهى عبادة ان يغتروا بكافر او ان يغتروا بالكفار لا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد لا تمدن عينيك الى ما متعنا به ازواجا منهم فالقرآن فيه ايات كثيرة تنهى عن الاغترار بالكفار مهما كانت امورهم ومهما كانت احوالهم لا يغتر بكافر واذا اردنا في هذا الباب ان نتحدث عن الاخلاق اذا اردنا في هذا الباب ان نتحدث عن الاخلاق فالحقيقة الجلية في هذا الباب ان كل كافر لا خلق له ان كل كافر لا خلق له لان اعظم الادب الادب مع الله جل وعلا لان اعظم الادب الادب مع الله واعظم الخلق اقامة دين الله ولهذا قال جماعة من المفسرين منهم بعض الصحابة في قوله تعالى وانك لعلى خلق عظيم قالوا على دين عظيم على خلق عظيم على دين عظيم الخلق الدين وقول نبينا عليه الصلاة والسلام انما بعثت لاتمم مكارم الاخلاق هذا الدين كله والذي يصرف حق الله لغيره يخلقه الله ويرزقه الله وينعم عليه الله ويتفضل عليه بانواع النعم الصحة والعافية والسمع والبصر ثم حقوق الله يصرفها لغيره اين الاخلاق واين الاداب ولهذا مهما كانت تعاملاته مع الناس ومصانعته للناس فكلها لا تجدي شيئا اذا اضاع الاساس كلها لا تجدي شيئا اذا اضاع الاساس وهدم الاصل ولهذا قال الله وقدمنا الى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا ثم هذه الاخلاق التي يتعامل بها الكافر هل هو يتعامل بها يرجو بها ثواب الله والدار الاخرة هل هو يتعامل بها يرجو بالتعامل بها ثواب الله جل وعلا والدار الاخرة ام انها مصانعة في هذا الباب لامر الدنيا وكسب المصالح وتحصيل الرئاسات وجمع الاموال وغير ذلك من الاسباب والمبررات ولهذا ينبغي على المسلم من لا يغتر وان يكون في قلبه بغض للكافر ولو كان اقرب قريب ان يكون في قلبه بغظ للكافر ولو كان اقرب قريب قال قال الله تعالى لا تجدوا قوما يؤمنون بالله واليوم الاخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا اباءهم او ابناءهم او اخوانهم او عشيرتهم ولو كان هذا الكافر ولو كان هذا الكافر ابى الانسان الذي خرج الانسان من صلبه ولو كان هذا الكافر ابن الانسان الذي خرج من صلبه ولو كان اخاه الذي جمعه واياه رحم واحدة وصلب واحد ولو كان من العشيرة وغير هؤلاء من باب احرى قال ولو كانوا ابائهم او او ابنائهم او اخوانهم او عشيرتهم فذكر ان هذا لا يجامع الايمان لا يجتمع معه ثم تمم جل وعز الاية وختمها بذكر توابي ومناقبي وفضائلي من كانوا كذلك لا يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا ولو كان اقرب قريب فذكر في هذا الباب سبعة امور ننتبه لها ذكر جل وعلا في هذا الباب سبعة امور قال اولئك الاشارة هنا الى من اولئك الاشارة هنا الى من لم يتخذ الكافر او الكافرين اولياء ولو كانوا اقرب قريب فمن كان كذلك ما شأنهم قال اولئك كتب في قلوبهم الايمان هذا الامر الاول اولئك كتب في قلوبهم الايمان اي رسخه وثبته ورسمه في قلوبهم فهو ايمان ثابت راسخ في القلوب هذي هذا الامر الاول قال اولئك كتب في قلوبهم الايمان الامر الثاني قال وايدهم بروح منه وايدهم بروح منه. والتأييد التقوية ايدهم اي قواهم بروح منه اي بوحي منه وبمدد وعون والله سبحانه وتعالى سمى وحيه بغير موضع من القرآن روحا كقوله وكذلك اوحينا اليك روحا من امرنا وذلك لان بالوحي تحيا القلوب سمى الله جل وعلا الوحي روحا لانه به تحيا القلوب وايدهم بروح منه اي ايدهم الوحي ونوره وضيائه وامدهم تبارك وتعالى بعونه وتوفيقه سبحانه وتعالى والامر الثالث ويدخلهم جنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها اي ان هؤلاء قد اعد الله سبحانه وتعالى لهم اجرا وهيأ لهم كرامة ونزلا جنات تجري من تحتها الانهار فيها ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر خالدين فيها اي ابد الاباد فهذا الامر الثالث الامر الرابع قال رضي الله عنهم وهذه اعظم كرامة واجل نعمة كما قال الله سبحانه وتعالى ورضوان من الله اكبر فرضا الله سبحانه وتعالى عنهم هذي اعظم كرامة واعظم نعمة واعظم منقبة فازوا بها الامر الخامس ورضوا عنه الامر الخامس ورضوا عنه وهذا ايضا امر ينعم الله سبحانه وتعالى به على هؤلاء وهو ان يملأ قلوبهم رضا عن الله سبحانه وتعالى فيكونون مغتبطين فرحين في غاية الفرح والسرور بما اكرمهم الله سبحانه وتعالى به وبما انعم به تبارك وتعالى عليهم فيكونون في تمام الرظا قال ورضوا عنه الامر السادس وصف الله جل وعلا لهم بانهم حزبه قال اولئك حزب الله اولئك حزب الله والناس اما حزب لله او حزب للشيطان ومن لم يكن من اهل هذا الوصف فهو من هزب الشيطان فحزب الله هذه صفتهم وهذه نعوتهم وهذا ما وصفهم الله تبارك وتعالى به الامر السابع ختم الاية بذكر فلاح هؤلاء الا ان حزب الله هم المفلحون الا ان حزب الله هم المفلحون والفلاح هو حيازة الخير والحصول عليه بمجامعه ولهذا قيل ان اكمل او احسن كلمة قيلت في حياز الخير حيازة الخير والظفر به هي كلمة الفلاح واهل الفلاح هم هؤلاء الا ان حزب الله هم المفلحون وهذه الامور التي ذكر الله سبحانه وتعالى كل واحد منها وحده كاف بان يحرك القلوب تحريكا قويا وشديدا بان تبغض الكافر ولو كان اقرب قريب فكيف بهذه الامور مجتمعة لا شك ان هذا فيه تحريكا للقلوب بان تبغض الكافر والا تواليه وان كان الكافر اقرب قريب وبهذا يكون المصنف رحمه الله تعالى ذكر هذه المسألة العظيمة الجليلة وذكر دليلها من كتاب الله عز وجل وذكر دليلها من كتاب الله عز وجل وهنا ينبغي ان يعلم في هذا الباب باب عدم موالاة الكافر وعدم تولي الكافر كما سبق مر معنا ومن يتولهم منكم فانه منهم ينبغي ان يعلم ما ذكره اهل العلم ببيان الفرق بين التولي والموالاة بين التولي والموالاة التولي الذي ذكره الله جل وعلا في قوله ومن يتوله ومن يتولهم منكم فانه منهم هذا بحب الكافرين وحب دينهم والفرح بانتصارهم ومعاونتهم على اهل الايمان والسعي في نصرتهم هذا يسمى تولي وهو كفر اكبر ناقل من الملة وهو كفر اكبر ناقل من ملة الاسلام والامر الثاني الموالاة الموالاة وضابط الموالاة ان يحب الكافر لامر دنيوي لا لدينه ان يحب الكافر لامر دنيوي ولا يكون منه نصرة للكافر لكن يحبه لامر يتعلق بالدنيا مثل ان يكون الكافر عليه يد او عطية او نحو ذلك هذه موالاة والموالاة كبيرة من الكبائر موالاة الكافر كبيرة من كبائر الذنوب والله سبحانه وتعالى نهى في القرآن عن موالاة الكفار وعن تولي الكفار وتوليهم ناقض للايمان مخرج من الدين وموالاتهم كبيرة يترتب عليها نقص الايمان الواجب لانه يجب على كل مؤمن الا يوالي الكافر او الا يوالي الكافرين ومما ايضا يلتحق في هذا الباب وينبغي ان يتنبه له انه لا يتنافى مع عدم موالاة الكافر لا يتنافى مع عدم موالاة الكافر ان يعامل الكافر معاملة حسنة ان يعامل الكافر معاملة حسنة يتألم بها قلبه ويستميل بها نفسه للدخول في هذا الدين فيكون في قرارة قلبه مبغضا له وفي المعاملة الظاهرة يحسن اليه تأليفا لقلبه ولهذا قال الله لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم ان تبروهم وتقسط اليهم ان الله يحب المقسطين ولما جاءت ام اسماء رضي الله عنها اليها تطلب منها صلة ذهبت الى النبي صلى الله عليه وسلم واستشارته قال صلي امك صلي امك فقوله عليه الصلاة والسلام صلي امك هذا لا يتنافى مع ما جاء في قوله لا تجدوا قوما فتكون في قلبها مبغضة لها وكارهة لها لكن لكن تصلها وتحسن اليها وتعاملها بالحسنى تأليفا لقلبها قال الله تعالى وان جاهداك اي الابوان على ان تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا لم يقل وعقهما وان جاهداك على ان تشرك بي ما ليس لك به علم لم يقل فعقهما قال فلا تطعهما اي فيما يدعوانك اليه من الشرك وصاحبهما في الدنيا معروفة اي عامله عاملهما في الدنيا معاملة طيبة وهذه المعاملة الطيبة لها اثرها على الكافر ولهذا لا بأس لو مريض يعاد ولا بأس اذا كان جارا ان يهدى له الادب المفرد بسند جيد ان عبدالله بن عمرو او بن ابن عمر رضي الله عنهما ذبح شاة وقيل وقال اعطوا جارنا فلان قالوا اليهودي كان يهوديا قالوا اليهودي قال نعم سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا يزال جبريل يوصيني بالجار وفي كتب الادب لاهل السنة يعقدون ابوابا تنص على هذا باب الهدية للمشرك يهدى له يهدى له الهدية من الطعام والكساء ونحو ذلك تأليفا لقلبه بل جاء ان النبي صلى الله عليه وسلم استسقى لبعض المشركين اي طلب من الله ان يغيثهم. اصيبوا بقحط فدعا الله سبحانه وتعالى ان يغيثهم لماذا وهل هذا يتنافى مع بغضهم لا يتنافى ولكن هذا فيه تأليف لهم يجوز ان يعطى بل هذا من مصارف الزكاة ان يعطى من اموال الزكاة تأليفا لقلبه تأليفا لقلبه واستمالة له ليدخل في هذا الدين ولهذا الاسلام في هذا الباب وسط الاسلام في هذا الباب وسط ففيه النهي عن موالاة الكافر وتوليه وفيه ايضا الامر بمعاملة الكافر غير المحارب معاملة الكافر غير المحارب الذين لم يخرجوكم في الدين لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم انت برومة تقسط اليهم الكافر غير المحارب يعامل مثل هذه المعاملة ويلاين بالقول وبالهدية ونحو ذلك استمالة لقلبه لعل الله سبحانه وتعالى يهديه للاسلام وعندما نقرأ سيرة نبينا عليه الصلاة والسلام نرى في هذا الباب عجبا بهديه صلوات الله وسلامه عليه ولهذا دينه عليه الصلاة والسلام في هذا الباب وسط عدم موالاة الكافر وعدم توليه ولكن المعاملة الدنيوية يعامل بالرفق وبالحسنى وبالمعاملة الطيبة لعل ذلك ان يكون سببا في هداية الاسلام واذا كان ابو الانسان كافرا او اخوه او امه يجب عليه ان يبغضه لكفره يجب عليه ان يبغضه لكفره وفي الوقت نفسه ان يعامله معاملة حسنة صاحب ما في الدنيا معروفا يخدمه يساعده يعاونه في مصالح دنياه لعل مثل هذا يكون سببا لهدايته وايضا مما ينبغي ان يعلم في هذا الباب وكم زل فيه من زل لا يعني بغض الكافر ان يقتل اينما وجد والشريعة جاءت بتفاصيل في هذا الباب ومتى يكون قتله وجاءت الشريعة بتحريم قتل الكافر المعاهد او الكافر الذمي او الكافر المستأمن وترتبت على ذلك في الشريعة عقوبات شديدة منها ما جاء في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال من قتل معاهدا المعاهد كافر لم يرح رائحة الجنة من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة والمعاهد هو الكافر الذي كان بينه وبين المسلمين حرب ودخل ديارهم بامان والمستأمن هو الكافر الذي دخل ديار المسلمين بامان والذمي الذي هو في ديار المسلمين وتحت حكم المسلمين ويدفع الجزية هؤلاء كلهم كفار ولا يحل قتلهم لا يحل قتلهم ولهذا من لا يضبط هذا الباب من لا يضبط هذا الباب ولا يفهم دلائل كتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام وهديه في هذا الباب يقع في انحرافات لا حد لها ولا عد وجنايات وتعديات على حدود الله تبارك وتعالى ولهذا ينبغي على المسلم ان يعتني بهذا الباب عناية جيدة وان يحرص ان يفهمه في ضوء كتاب الله تبارك وتعالى وان يحرص ان يحقق هذا الاصل العظيم الذي يجب على كل مسلم ان يكون عليه وهو الا يوالي احدا من الكافرين الا يوالي احدا من الكافرين وان كان اقرب قريب وايضا مما ينبغي ان يعلم في هذا الباب ان اقسام الناس الولاء والبراء والحب والبغض ينقسمون الى اقسام ثلاثة القسم الاول وهم اهل الايمان والصلاح والاستقامة على طاعة الله فهؤلاء لهم ولاء وحب لا بغض معه اذا كان الرجل مؤمنا مطيعا لله محافظا على اوامر الله مبتعدا عن ما حرم الله فهذا يحب حبا لا بغض معه يحب حبا لا بغض معه القسم الثاني وهو الكافر بالله تبارك وتعالى فهذا ايا كان الكافر ايا كان يبغظ بغضا لا حب معه والقسم الثالث من يحب باعتبار ويبغض باعتبار يحب باعتبار ايمانه وما عنده من صلاح وطاعة ويبغض باعتبار ما عنده من فسوق وعصيان وهذا وهؤلاء عصاة الموحدين عصاة الموحدين ومن اهل الايمان والتوحيد لكن عنده معاصي لا تصل به الى حد الكفر بالله فهذا يحب على ما عنده من ايمان ويبغض على ما عنده من فسوق وعصيان فاذا الاقسام ثلاثة قسم له حب لا بغض معه وقسم بغض لا حب معه وقسم له حب وبغض حب باعتبار ايمانه وما عنده من طاعة وبغظ باعتبار عصيانه وما عنده من كبائر دون الكفر بالله تبارك وتعالى واختم الحديث بدعوة صح عن نبينا صلى الله عليه وسلم الدعاء بها وهي قوله عليه الصلاة والسلام في دعائه اللهم اني اسألك حبك وحب من يحبك والعمل الذي يقربني الى حبك اللهم اني اسألك حبك وحب من يحبك والعمل الذي يقربني الى حبك وهذه الدعوة من جوامع الدعاء وعظيمه ومن رزق هذه الامور الثلاثة التي كان يدعو بها عليه الصلاة والسلام فقد جمع لنفسه الخير وفاز بالفلاح ورضا الله سبحانه وتعالى وقوله اسألك حبك لان الواجب على كل مسلم ان يأمر قلبه بحب الله وان يكون حب الله تبارك وتعالى اساس في قلبه يعمر قلبه يعمر قلبه وان يميل بكلية قلبه الى الله سبحانه وتعالى حبا واذا ملأ قلبه حب بحب بحب الله تبارك وتعالى يأتي بلازم ذلك وهو ان يحب من يحبه الله بمعنى ان يكون منطلقا في حبه مما يحبه الله والذي يحبه الله سبحانه وتعالى ويرضاه بينه في كتابه وبينه نبيه عليه الصلاة والسلام في سنته وحب من يحبك فهذا يدخل فيه حب الانبياء وحب الصديقين والشهداء والصالحين من عباد الله وانت اذا قلت وحب من يحبك جمعت هذا كله جمعت في دعوتك هذا كله والعمل الذي يقربني الى حبك هذا فيه حب الصالحات والطاعات والقرب التي تقرب الى الله سبحانه وتعالى وينال بها العبد رضاه عز وجل بهذا ينتهي الحديث عن هذه المسائل الثلاث العظيمة التي يجب على كل مسلم ومسلمة ان يتعلمها وان يعتقد ما مضامينها ومدلولاتها وان يعمل بها وان يثبت عليها مستعينا بالله تبارك وتعالى الى ان يتوفاه الله على خير حال وليفوز باحسن عاقبة واحسن مآل من الله علينا اجمعين بنيل رضاه ووفقنا لطاعته وهدانا اليه صراطا مستقيما واصلح لنا اجمعين ديننا الذي هو عصمة امرنا واصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا واصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا ونسأله تبارك وتعالى ان يشرح صدورنا للخير وان يوفقنا للرضا به وقبوله ونسأله جل وعلا ان يوفقنا لطاعته ورضاه اللهم اتي نفوسنا تقواها زكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها. اللهم انا نسألك حبك وحب من يحبك والعمل الذي يقربنا الى حبك ونسألك اللهم ان تغفر لنا ولوالدينا ولمشائخنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات انك غفور رحيم جواد كريم والله اعلم وصلى الله وسلم على رسول الله احسن الله اليكم وبارك فيكم ونفعنا الله بما قلتم وغفر الله لنا ولكم والمسلمين اجمعين هذا السائل يقول بما تنصح من اكثر من الدعاء وتأخرت عنه الاجابة فاستحسر قليلا واستعجل لا تقنطوا من رحمة الله لا تقنطوا من رحمة الله الذي يجب على المسلم ان يكون دائما وابدا بعيد عن القنوط من رحمة الله وان يكون دائما على ثقة بالله واملا ورجاء بموعوده وان يعلم ان الله سبحانه وتعالى لا يرد من دعاه ولا يخيب من ناداه وهو القائل جل وعز واذا سألك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداعي اذا دعان وقال ربكم ادعوني استجب لكم ان ربي لسميع الدعاء ولكن يلح على الله ويكرر الدعاء ولا يقنط ومن اخلص الدعاء لله وصدق مع الله وكان في دعائه على ثقة بالله تبارك وتعالى ولم يدعو باثم ولا قطيعة رحم فدعوته مستجابة دعوته مستجابة وهو اما ان يعطى ما سأل او ان يصرف عنه من السوء آآ مثله او ان يدخر له ذلك ثوابا يوم القيامة فدعوته مستجابة حتى وان لم يظفر بالمطلوب المعين الذي اراده فدعوته مستجابة اما بان يصرف عنه سوء او يدخر له ثوابا عند الله تبارك وتعالى يوم القيامة ولهذا ينبغي عليه ان يكثر من السؤال والنداء يا رب ويذكر حاجته ويلح على الله سبحانه وتعالى ومع التكرار ودوام السؤال واللجوء الى الله وتحري اوقات الاجابة والاقبال بالقلب على الله ادعوا الله وانتم موقنون بالاجابة يحصل الانسان خيرا كثيرا وفظلا عميما في دنياه واخراه رفع الله قدركم هذه اسئلة كثيرة جاءت في كيفية التعامل مع الزوجة الكافرة الزوجة الكافرة لا تكون الا كتابية والله عز وجل احل نكاح المحصنات من نساء اهل الكتاب احل ذلك تكون المعاملة معها في الامور الظاهرة بحسن المعاملة وحسن المعاشرة تأليف قلبها اعطائها من حاجاتها والنفقة عليها في طعامها شرابها لباسها غذائها الى غير ذلك يعاملها دوما باللطف والرفق والحسنى وكل هذه الامور مع الحرص عليها والوفاء بها قد تكون سببا في اسلامها ودخولها في هذا الدين فهذه هذه المعاملة هذه المعاملة وفي قلبه يكون مبغضا لها لكفرها بالله سبحانه وتعالى. لكن جائز له مثل هذه المعاشرة ولا تنافي مثل ما قال النبي صلى الله عليه وسلم صلي امك صلي امك فكونها تصلها لا ينفي لا ينافي ذلك ان تكون مبغضة لها لكفرها بالله عز وجل وفيما يتعلق بنكاح الكتابية في مثل هذا الزمان نكاح الكتابية في في مثل هذا الزمان في شيء من المخاطرة في شيء من من المخاطرة لان بعض الدول وضعت قوانين ترتب عليها او ترتب على نكاح الكتابيات مع وجود تلك القوانين مفاسد عظيمة فيما يتعلق بالاولاد والذرية ولهذا ينبغي ان ينظر هذا الامر ويتأمل فيه قبل الاقدام عليه في ضوء قواعد الشريعة في جلب المصالح ودرء المفاسد احسن الله اليكم هذا ايضا سائل آآ متعلق بالسؤال الذي مضى الذي هو لو ان زوجته كتابية وكان لها مناسبات في الاعراس بها وغيرها وهل يجوز لهذا الشخص المسلم ان يذهب للكنائس معها اه من باب استدراجها ايضا لكي ايضا بحجة انها تأتي معه مرة اخرى الى المسجد وتسمع ان دعاية للاسلام هل يجوز هذا لا يعني آآ لا يجوز له ان يسعى في معاونتها على باطل سواء باطل في باب الاعتقاد او باطل في باب العمل فلا يعاونها على شيء من باطل وانما يعاونها ويتعامل معها في حدود الاشياء المباحة اما الباطل لا يجوز مثلا اذا كان عندها عيد من اعيادهم الباطلة مثل عيد المسيح فلا يعاونها على هذا العيد ولا يهنئها به لا يعاونها عليه ولا يهنئها به كيف يهنئها على ضلال وباطل كيف يعاونه على ظلال وباطل بل لا يكون تعامل تعامله معها في حدود الامور المباحة بحدود الامور المباحة المأذون بها شرعا احسن الله اليكم هذا السائل يقول ان له والدان وانهما ايضا مسلمان ولكنهما لا يؤمنان بالله واليوم الاخر كيف اتعامل معهما وسؤالا اخر غريب يقول الانسان اذا كان له ام او اب كافرين ويستطيع قتلهما هل يجوز ذلك ملخبط السائل هذا يعني اولا سؤاله ان كان هكذا مكتوب ما فهم الاسلام يعني ما ما فهم الاسلام كيف يقول ان ابواه اذا كان ابواه مسلمين وهما لا يؤمنان بالله ولا باليوم الاخر هذا السؤال وهذا السؤال ها اه نعم يعني يقول ابواه اقرأ السؤال مرة ثانية. مسلمان يقول ولا يؤمنان بالله ولا بالاخر. اي نعم. يقول انهما مسلمان لكن لا يؤمنان بالله واليوم الاخر الخير الذي لا يؤمن بالله واليوم الاخر هذا غير مسلم فالسائل يعني قبل ان يسأل يفهم الاسلام ما هو يفهم الاسلام ما هو؟ اذا كان لا يؤمن بالله ولا باليوم الاخر هذا ليس بمسلم ليس بمسلم ولا يصح ان يوصف بانه مسلم مع انه لا يؤمن بالله ولا باليوم الاخر ولهذا كل العمليات التي تدور في ذهن هذا السائل ومن بينها مسألة القتل التي يسأل عنها كلها هذي يتوقف عن كل هذه الامور ويدرس الاسلام نفسه ويتعرف على الدين ويعرف العقيدة ويعرف الواجبات اما مسألة قتل وامور هذي كلها يدعها جانبا ويبدأ هو نفسه بصبر واناة وتؤدة يتعلم الاسلام وما هو الاسلام؟ وما هي مبانيه؟ وما هي اركان الايمان؟ وما هي اصوله يتعرف عليه السلام معرفة جيدة وبعدين يسأل عن المسائل الاخرى نعم احسن الله اليكم هذا السائل يقول اني مقبل على اداء فريضة الحج وقد اجريت لي سابقا عملية جراحية على العنق. مما يضطرني الى لبس الى لبس لباس مخيط مع الاحرام. فلبس فالبس المخيط وادفع الفدية وما هي الفدية؟ هل هي ذبح شاة ام اطعام ساكين او غير ذلك؟ يجوز لك ان تلبس بس المخيط اذا اضطررت اليه اذا كنت مضطرا اليه لمرضك ولهذه العملية التي اه اجريت لك فيجوز ان تلبس المخيط وعليك ان تفدي فدية الاذان ففدية من صيام او صدقة او نسك اما ان تصوم ثلاثة ايام او ان تطعم ستة مساكين او تذبح شاة لفقراء الحرم مخيرا بين فعل واحدة من هذه الامور الثلاثة احسن الله اليكم هذا يقول سائل مما عمت به البلوى هل يجوز للحجاج وغير الحجاج التصوير في داخل المسجد او خارجه واذا فعله الحاج فماذا يجب عليه؟ التصوير فيه فيه وعيد واحاديث كثيرة عن النبي عليه الصلاة والسلام في النهي عنه والذي يجب على الحاج ان يشغل وقته بطاعة الله والتقرب اليه سبحانه وتعالى بما شرع وان يغتنم وجوده في هذه الديار الفاضلة بعمارة وقته بالطاعات والقرب وربما لا يتكرر له مثل هذا المجيء والاشتغال بالتصوير سواء داخل المسجد او خارجه او في المشاعر هذا شغل للوقت فيما لا منفعة فيه بل بما فيه المضرة بل بما فيه المضرة ولهذا لا ينبغي للحاج ان يفعل ذلك يرى بعظ الحجاج يرى بعض الحجاج يجتهد في كل مشعر في حجه ان يلتقط لنفسه فيه صورا ان يلتقط لنفسه فيه صورا في مكة وفي الحرم وهنا وفي منى وفي عرفات وعند رمي الجمار شغله الشاغل انه كل مكان يلتقط لنفسه اكثر من سورة وهذه الصور يأخذها ويجمعها في ملف واحد ثم يريها الناس وهذا في الشريعة يسمى رياء لان الحج عبادة والريا مفسد للعمل الحج عبادة وقربى لله بينك وبين الله لا تريد فيها مدح الناس ولا تريد الثناء ولهذا عند بعض الحجاج جهل مطبق وشديد في هذا الباب ورأينا بعضهم في بعض المشاعر يقف في موضع يراه مناسبا ثم يعطي صاحبه الكاميرا او جهاز التصوير ويطلب منه ان يلتقط الصورة التذكارية والمشعر خلفه رأينا بعضهم وقت التصوير يرفع يديه هذه الاية يرفع يديه ثم اذا انتهى التصوير نزل اليدين رفع اليدين ما هو؟ دعاء وذل لله سبحانه وتعالى فهل هذا الرفع قربة لله هل هذا الرفع قربة لله تبارك وتعالى؟ لا والله هذه الصور يأخذها ينظر اليها ويريها الناس اذا ذهب الى البلاد يقول هذا انا ادعو الله عند الجمرات. هو غافل عند الجمرات وادعو الله في عرفات وهو غافل في عرفات ويضع لنفسه صور بانه يدعو الله تبارك وتعالى في هذه الاماكن وهو غافل كان هذا اساءة في العمل وفي الوقت نفسه طلب ثناء الناس والنبي عليه الصلاة والسلام صح عنه انه قال بذي الحليفة اول ما اهل عليه الصلاة والسلام قال اللهم اجعله حجا لا رياء فيه ولا سمعة اللهم اجعله حجا لا رياء فيه ولا سمعة ولهذا ينبغي على الحاج ان يتقي الله سبحانه وتعالى والا يشغل نفسه بمثل هذه الاعمال ولا يضيع وقته في هذه الاعمال التي لا تنفعه بل تظره ايضا حفظكم الله ما هي نصيحتكم للمدخنين المدخن ننصحه ان يغنم هذه الفرصة الثمينة بمجيئه لهذه الديار الطيبة والاراظي المباركة التي شع منها نور الايمان ووصل الى انحاء الدنيا ان يجعل هذه فرصة حياته لتوديع الدخان الى غير رجعة وكم من اناس واناس تركوا الدخان تركا نهائيا في هذه الديار تركوا الدخان تركا نهائيا في هذه الديار ووقع في قلوبهم خشية لله وحسن اقبال على الله وصدق مع الله جل وعلا وعلى اثره تركوا التدخين الى غير رجعة وفي هذا من احوال الناس وقصصهم شيء كثير واذكر ان احد الحجاج قال لي انني مدمن كنت مدمنا للتدخين بشراهة. يقول اشرب كميات كبيرة في اليوم منذ صغري واكثر في يوم من شرب الدخان يقول كنت في عرفات كنت في عرفات عشية عرفة والتفت وكانت بيدي اه واحدة من حبات الدخان اشربها يقول والتفت وانا اشرب الدخان الى من عن يميني وعن شمالي اذا الجميع يرفعون ايديهم يدعون الله وانا الوحيد في تلك الساعة رافعا يدي ادخن والوث فمي بالدخان فقلت في نفسي حتى في هذه اللحظة لم يفارقني يقول ورأسا تأثرت وتألمت لنفسي ووضعت هذه الحبة تحت قدمي ووضعت العلبة التي معي ايظا تحت قدمي ووطأت عليها بقدمي ومددت يدي مع الناس واخذت الح على الله سبحانه وتعالى بالدعاء ومما دعوت الله سبحانه وتعالى به ان ينقذني من الدخان وان يخلصني منه يقول ولله الحمد تركتهم وكان ذلك اخر عهدي به ففرصة لمن جاء الى هذه الديار ان يتقي الله عز وجل ويتجنب الدخان ويتركه نهائيا وهناك امور عديدة تعينه على ذلك اشير الى بعضها الاول ان يعلم كل مدخن ان التدخين حرام واجمع من يعتد بهم على تحريمه من يعتد به من اهل العلم على تحريمه والمنع منه واستدلوا على ذلك بادلة كثيرة من القرآن والسنة كقوله تبارك وتعالى ولا تلقوا بايديكم الى التهلكة ليحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث والدخان خبيث وغير ذلك من الادلة العامة الدالة على حرمة التدخين الامر الثاني ان التدخين باجماع الاطباء مضر بالصحة اضرارا متنوعة يضر بالرئة ويضر بالقلب ويضر بالحنجرة ويضر باللهات ويضر بالاسنان وهو من اعظم اه اسباب حصول السرطان وامراض عديدة نص على كثير منها عدد من الاطبا واطلعت في بعض الاحصائيات ان عدد من يتوفون في العالم سنويا بسبب التدخين يزيدون على الاربعة ملايين سنويا فالدخان مضر بشهادة الاطبا الامر الثالث ان الدخان اضاعة للمال رضاعة شديدة للمال ووضع للمال في يد الاعداء لان اكبر شركات التدخين صنع التدخين شركات يهودية فهذه الاموال التي ينفقها المدخن يضر بها صحته ويقوي بها عدوه ويقوي بها عدوه احد المدخنين ممن جاوز عمره الستين سنة عمل احصائية تقريبية في الاموال التي انفقها في حياته في التدخين وجلس مرة يحاسب والمحاسبة جميلة حاسبوا انفسكم قبل ان تحاسبوا ومما يسأل عنها العبد يوم القيامة عن ماله من اين اكتسبه وفيما انفقه فاخذ يحاسب نفسه على انفاقه للمال في التدخين فبدأ يحسب ويقول بدأت التدخين وعمري كذا كنت اشرب في اليوم كذا جلس وقتا طويلا يحسب وكان سعره كذا ولما بلغت من عمري كذا صار السعر كذا وبدأ يحسب حسابا تقريبيا فخرج برقم مهين الاف ما كان يصدق انه انفقها في التدخين ما كان يصدق انه انفقها في التدخين ولو سئل المدخن وقيل لها انت تشرب الدخان منذ سنوات طويلة تجاوزت العشرين الثلاثين الاربعين الخمسين ها انت تشرب الدخان منذ زمن طويل. اخبرنا ماذا استفدت منه ماذا استفدت منه؟ فائدة واحدة ربحتها من الدخان واما المضار فهو اخبر الناس بها يعرف اظرار الدخان عليه في ماله وفي صحته وفي اموره كلها ولهذا على من ابتلي بالتدخين ان يتقي الله عز وجل وان يتوب منه وان يودعه الى غير رجعة وان يغنم هذا الموسم المبارك ووجوده في هذه الاراضي الطيبة ليتوب الى الله عز وجل وليدعو الله سبحانه وتعالى ان يوفقه لتركه والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد