الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله وصلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد قبل الدخول في قراءة كلام الامام شيخ الاسلام محمد ابن عبد الوهاب رحمه الله في كتابه الاصول الثلاثة انقل الى مسامعكم طائفة من احاديث الرسول عليه الصلاة والسلام جمعت هذه الاصول الثلاثة ليكون ذلك حافزا ودافعا الى مزيد من العناية بهذه الاصول علما واعتقادا وتطبيقا الحديث الاول عن العباس ابن عبد المطلب عم النبي صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنه انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ذاق طعم الايمان من رضي بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولا رواه مسلم الحديث الثاني حديث سعد ابن ابي وقاص رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال من قال حين يسمع المؤذن اشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له وان محمدا عبده ورسوله رضيت بالله ربا وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولا وبالاسلام دينا غفر له ذنبه رواه مسلم الحديث الثالث حديث ابي سعيد الخدري رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يا ابا سعيد من رضي بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا وجبت له الجنة فعجب لها ابو سعيد فقال اعدها علي يا رسول الله ففعل رواه مسلم ورواه ابو داوود بلفظ من قال رضيت بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولا وجبت له الجنة الحديث الرابع عن ثوبان خادم النبي صلى الله عليه وسلم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما من عبد مسلم يقول حين يصبح وحين يمسي ثلاث مرات رضيت بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا الا كان حقا على الله ان يرضيه يوم القيامة قال الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله في كتابه تحفة الاخيار رواه الامام احمد ورواه ابو داوود وابن ماجة باسناد حسن وهذا لفظ احمد ولكنه لم يسم ثوبان وسماه الترمذي في روايته واخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة بلفظ احمد الحديث الخامس عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنازة رجل من الانصار فانتهينا الى القبر ولما يلحد فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم وجلسنا حوله كانما على رؤوسنا الطير وفي يده عود ينكت به في الارض فرفع رأسه فقال استعيذوا بالله من عذاب القبر مرتين او ثلاثة قال ويأتيه ملكان فيجلسانه فيقولان له من ربك؟ فيقول ربي الله فيقولان له ما دينك؟ فيقول دين الاسلام فيقول فيقولان له ما هذا الرجل الذي بعث فيكم؟ قال فيقول هو رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقولان وما يدريك؟ فيقول قرأت كتاب الله فامنت به وصدقت هذا جواب المؤمن ثم يأتي بعده في الحديث ذكر جواب المرتاب رواه ابو داوود واحمد والحاكم وصححه الالباني رحمه الله تعالى وهذه الاصول الثلاثة اعلن عمر بن الخطاب رضي الله عنه الرضا بها بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم في بعض المقامات منها ما رواه البخاري ومسلم من حديث انس رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم صعد المنبر وقال لاصحابه من احب ان يسأل عن شيء فليسأل عنه فوالله لا تسألوني عن شيء الا اخبرتكم به ما دمت في مقامي هذا فاكثر الناس البكاء فقام اليه رجل فقال اين مدخلي؟ يا رسول الله قال النار فقام اليه رجل اخر فقال من ابي؟ قال ابوك ابوك فلان واكثر رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يقول سلوني سلوني تبارك عمر رظي الله عنه على ركبتيه فقال رظينا بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد الله عليه وسلم رسولا قال فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال عمر ذلك ومنها ما رواه مسلم من حديث ابي قتادة رضي الله عنه ان رجلا اتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال كيف تصوم فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما رأى عمر رظي الله عنه غظبه قال رظينا بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد النبي نعوذ بالله من غضب الله وغضب رسوله صلى الله عليه وسلم فجعل عمر رضي الله عنه يردد هذه الكلمة حتى سكن غضبه صلى الله عليه وسلم وقد ذكر العلامة ابن القيم رحمه الله في كتابه مدارج السالكين حديث العباس ابن عبد المطلب وحديث سعد ابن ابي وقاص رضي الله عنهم وقد تقدم ثم قال وهذان الحديثان عليهما مدار مقامات الدين. واليهما ينتهي وقد تضمن الرضا بربويته سبحانه والوهيته والرضا برسوله صلى الله عليه وسلم والرضا بدينه والتسليم له. ومن اجتمعت له هذه الاربعة فهو الصديق حقا وهي سهلة بالدعوة واللسان. وهي من اصل وهي من اصل وهي من اصعب الامور عند الحقيقة والامتحان ولا سيما اذا جاء ما يخالف هوى النفس ومرادها ومرادها من ذلك تبين ان الرضا كان لسانه به ناطقا فهو على لسانه لا على حاله فالرضا بالهيته يتضمن الرضا بمحبته وحده وخوفه ورجائه والانابة اليه والتبتل اليه وانجذاب قوى الارادة والحب كلها اليه فعل الراضي بمحبوبه كل الرضا وذلك يتضمن عبادته والاخلاص له والرضا بربوبيته يتضمن الرضا بتدبيره لعبده ويتضمن افراده بالتوكل عليه والاستعانة به. افراده بالتوكل عليه والاستعانة به والثقة به والاعتماد عليه وان يكون راضيا بكل ما يفعل به فالاول اي الذي رضي بالله الها يتضمن رضاه بما يأمر به والثاني وهو الذي رضي بربوبية الله يتضمن رضاه بما يقدره عليه واما الرضا بنبيه صلى الله عليه وسلم رسولا فيتضمن كمال الانقياد له والتسليم المطلق اليه بحيث يكون اولى به من نفسه فلا يلتقي الهدى فلا يتلقى الهدى الا من مواقع كلماته. ولا يحاكم الا اليه. ولا يحكى ولا يحكم عليه غيره ولا يرضى بحكم غيره البتة لا في شيء من اسماء الرب وصفاته وافعاله ولا في شيء من اذواق حقائق الايمان ومقاماته قال لا يرضى في ذلك بحكم غيره ولا يرضى الا بحكمه فان عجز عنه كان تحكيمه غيره. من باب غذاء المضطر اذا لم يجد ما يقيته الا من الميتة دم واحسن احواله ان يكون من باب التراب الذي انما يتيمم به او يتيمم به عند العجز عن استعمال الماء الطهور واما الرضا بدينه فاذا قال او حكم او امر او نهى رظي كل الرظا ولم يبقى في قلبه حرج من حكم وسلم له تسليما ولو كان مخالفا لمراد نفسه او هواها او قول مقلده وشيخه وطائفته. انتهى كلامه رحمه الله تعالى منقولا من كتابه مدارج السالكين المجلد الاول مئتين وواحد وسبعين نعم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين قال شيخ الاسلام محمد ابن عبد الوهاب رحمه الله تعالى وغفر له وللشارح والسامعين قال وانواع العبادة التي امر الله بها مثل الاسلام والايمان والاحسان ومنه الدعاء والخوف والرجاء والتوكل والرغبة والرغبة والخشوع والخشية والانابة والاستعانة والاستعاذة والاستغاثة والذبح والنذر وغير ذلك من انواع العبادة وغير ذلك من انواع العبادة التي امر الله بها كلها لله تعالى والدليل قوله تعالى وان المساجد لله فلا تدعو فلا تدعوا مع الله احدا فمن صرف منها شيئا لغير الله فهو مشرك كافر والدليل قوله تعالى ومن يدعو مع الله الها اخر لا برهان له به فانما حسابه عند ربه انه لا يفلح الكافرون وفي الحديث الدعاء مخ العبادة والدليل قوله تعالى وقال ربكم ادعوني استجب لكم ان الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين ودليل الخوف قوله تعالى فلا تخافوهم وخافوني ان كنتم مؤمنين ودليل الرجاء قوله تعالى فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه احدا ودليل التوكل قوله تعالى وعلى الله فتوكلوا ان كنتم مؤمنين وقال ومن يتوكل على الله فهو حسبه ودليل الرغبة ودليل الرغبة والرهبة والخشوع قوله تعالى انهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين ودليل الخشية قوله تعالى فلا تخشوهم واخشوني ودليل الانابة قوله تعالى وانيبوا الى ربكم واسلموا له ودليل الاستعانة قوله تعالى اياك نعبد واياك نستعين وفي الحديث اذا استعنت فاستعن بالله ودليل الاستعاذة قوله تعالى قل اعوذ برب الفلق وقل اعوذ برب الناس ودليل الاستغاثة قوله تعالى اذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم ودليل الذبح قوله تعالى قل ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له ومن السنة لعن الله من ذبح لغير الله ودليل النذر قوله تعالى يوفون بالنذر ويخافون يوما يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيرا هنا ذكر الامام رحمه الله تعالى جملة من انواع العبادة بيانا لها وتذكيرا بها ودلالة بها على ما سواها من انواع العبادة مما لم يذكره والذي ذكره رحمه الله هنا وهو سبعة عشر نوعا من انواع العبادة ذكرها على سبيل المثال لا على سبيل الحصر مبينا في كل نوع من هذه الانواع وفرد من هذه الافراد دليله من كتاب الله جل وعلا وعرفنا فيما سبق ان الدين كله مسائل ودلائل ان الدين كله مسائل ودلائل الدين كله مسائل تذكر مع دلائلها من كتاب الله جل وعلا فالمسائل التي لا تقوم على دليل من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وليس لها مستند من كتاب الله جل وعلا وسنة نبيه نبيه عليه الصلاة والسلام فهي مردودة الدين مسائل ودلائل ولهذا نرى الشيخ رحمه الله على طريقتي اهل العلم وجادة السلف اهل السنة يذكرون المسألة مضموما اليها دليلها اما من كتاب الله جل وعلا او سنة نبيه صلوات الله وسلامه عليه فهم لا يأتون بشيء من عند انفسهم ولا يخترعون وحاشاهم ذلك بل يبنون كلما يقررونه على الدلائل البينات والحجج الواضحات والبراهين الساطعات من كتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام فهم ائمة هدى ودعاة حق الى كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم والى صراط الله المستقيم وكان رحمه الله ذكر في الاصل الاول الذي هو معرفة العبد ربه ذكر ان معرفة العبد ربه باعتقادي تكون باعتقاد ان الرب الذي تفرد بالخلق والرزق والذي يعرف اياته ومخلوقاته لا يعبد الا هو كما مر كلامه رحمه الله والرب هو المعبود وتلا قول الله سبحانه وتعالى يا ايها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم ونقل كلام الامام المفسر ابن كثير رحمه الله قال الخالق لهذه الاشياء هو المستحق للعبادة فاذا تقرر ذلك وجب على المسلم ان يعرف العبادة وان يعرف انواعها ويجتهد في معرفة افرادها ليصرفها كلها لله ولكي لا يجعل مع الله سبحانه وتعالى شريكا في شيء منها ولهذا اخذ يعدد المصنف رحمه الله انواعا من العبادة مستدلا على كل نوع من هذه الانواع بدليله من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ولهذا قال وانواع العبادة التي امر الله بها وانواع العبادة التي امر الله بها ولننتبه الى قوله رحمه الله التي امر الله بها لان العبادة هي شرع الله الذي اذن هو جل وعلا لعباده ان يتقربوا به اليه كما قال ورضيت لكم الاسلام دينا قال جل وعلا ام لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله فالدين هو ما اذن الله به ورضيه العبادة وامرهم به في كتابه او في سنة رسوله صلوات الله وسلامه عليه قال مثل الاسلام والايمان والاحسان وهذه الامور الثلاثة التي بدأ بها رحمه الله هي الدين كله كما هو مبين في حديث جبريل المشهور لما سأل النبي عليه الصلاة والسلام عن الاسلام ثم سأله عن الايمان ثم سأله عن الاحسان ثم قال عليه الصلاة والسلام في تمام الحديث هذا جبريل اتاكم يعلمكم دينكم فالدين يجمعه هذه المراتب الثلاثة الاسلام والايمان والاحسان هذه مراتب الدين وعلى هذه المراتب الاحسان وهو ان يعبد المسلم ربه جل وعلا كانه يراه كما قال عليه الصلاة والسلام ان تعبد الله كأنك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك ثم يلي هذه المرتبة مرتبة الايمان وقد فسر النبي عليه الصلاة والسلام الايمان بذكر اصوله التي عليها يبنى قال ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر وان تؤمن بالقدر خيره وشره ثم يلي هذه المرتبة مرتبة الاسلام وفسره النبي عليه الصلاة والسلام بقوله ان تشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت الحرام ان استطعت اليه سبيلا فهذه الثلاثة هي الدين الدين اسلام وايمان واحسان الدين اسلام وايمان واحسان وكل من هذه الاسماء الاسلام والايمان والاحسان جاء بيانها مجملا ومفصلا في كتاب الله جل وعلا ولهذا من العبادة ومن الدين الذي نتقرب الى الله سبحانه وتعالى به ان نحقق العلم ان نحقق العلم بهذه المراتب الثلاثة ونجتهد في تحقيق ذلك وان نحقق ايضا العمل بهذه المراتب وما تقتضيه من ذل وعبودية وخضوع لله تبارك وتعالى هذا من العبادة الاسلام والايمان والاحسان وهو من اعظم ما يتقرب به العبد الى الله جل وعلا بل هو الدين كله بل هو الدين كله الدين كله يجتمع في هذه الكلمات الثلاث الاسلام والايمان والاحسان وسيأتي ذكر الدليل على هذه المراتب الثلاثة عند المصنف رحمه الله تعالى لاحقا قال ومنه الدعاء ومنه الدعاء من العبادة التي يتقرب بها الى الله سبحانه وتعالى ويفرد بها وتخلص له سبحانه وتعالى ولا يجعل معه شريك في فيها الدعاء بل ان الدعاء هو اعظم العبادة واجلها بل ان الدعاء هو اعظم العبادة واجلها وسيأتي ذكر الدليل عليه وكذلك ذكر الدليل على بقية آآ العبادات التي ساقها رحمه الله تعالى فذكر رحمه الله من من العبادة الدعاء والخوف والرجاء والتوكل والرغبة والرهبة والخشوع والخشية والانابة والاستعانة والاستعاذة والاستغاثة والذبح والنذر قال غير ذلك من انواع العبادة وسيأتي الكلام على هذه العبادات واحدا واحدا مع ذكر الدليل الذي ساقه المصنف رحمه الله على هذه العبادات قال وغير ذلك من انواع العبادة التي امر الله بها قال كلها لله كلها اي ما ذكره رحمه الله من العبادة وما لم يذكره لان الذي ذكره ذكره على سبيل المثال فما ذكره من العبادة الدعاء والذبح والنذر والاستغاثة والاستعانة وغيرها هذه كلها وغيرها ايضا مما لم يذكره العبادة كلها حق لله جل وعلا العبادة التي هي غاية الذل مع الخضوع والحب لله هذه لله لا يكون ذل الانسان وخضوعه وانكساره واتيانه بهذه العبوديات الا للذي خلقه جل وعلا واوجده من العدم ومن عليه بصنوف النعم وانواع المنن فلا يدعو الا الله ولا يخاف الا الله ولا يرجو الا الله ولا يتوكل الا على الله ولا يرغب الا اليه ولا يرغب الا منه. ولا يصرف شيئا من هذه العبادات ولا غيرها. الا لله تبارك وتعالى اه فان العبادة حق له لا شريك له في شيء منها لا ملك مقرب ولا نبي مرسل فضلا عن غيرهما قال والدليل اي والدليل على ان هذه العبادات كلها لله وان احدا لا لا ليس له شركة مع الله سبحانه وتعالى في شيء منها الدليل على ذلك قول الله تعالى وان المساجد لله فلا تدعو مع الله احدا فلا تدعو مع الله احدا اي لا تعبدوا مع الله احدا العبادة حق لله تبارك وتعالى لا تدعو مع الله احدا دعاء مسألة من سؤال وطلب ورغبة ولا تدعو مع الله احدا دعاء عبادة فلا تذلوا وتخظعوا وتصرف العبادة الا لله تبارك وتعالى فالعبادة حق له وحده وقوله جل وعلا في هذه الاية وان المساجد لله المساجد تحتمل احد معنيين تحتمل المساجد اي مواضع السجود وان المساجد لله اي مواضع السجود والاماكن المبنية للصلاة والسجود والعبادة لله لله تبارك وتعالى ويكون المعنى وان المساجد لله اي مواضع السجود وامكنة السجود لله فلا يعبد فيها الا الله لا يعبد فيها الا الله لانها بيوت الله وهي احب الاماكن الى الله سبحانه وتعالى في بيوت اذن الله ان ترفع ويذكر فيها اسمه فهي اماكن لعبادة الله تبارك وتعالى فلا يعبد فيها الا الله جعلت لي الارض مسجدا وطهورا والمعنى الثاني وان المساجد اي اعضاء السجود وهي الوجه الجبهة والانف والكفين والركبتين واطراف القدمين لله اي فلا يسجد بها الا لله فلا يكون من العبد ركوع وسجود وخضوع وذل الا لله تبارك وتعالى الا لله تبارك وتعالى وان المساجد لله فلا تدعو مع الله احدا احدا جاءت نكرة نكرة في سياق النهي فتفيد العموم اي احد كان لا من الانبياء المرسلين ولا من الملائكة المقربين ولا من الاولياء الصالحين ولا من غيرهم لا تدعو مع الله احدا اي اي احد كان فكل احد مهما علا قدره وعلت منزلته وعظم جاهه ليس له احقية في العبادة وليس له مشاركة في العبادة العبادة ليست الا لله وحده الذي تفرد بالخلق هو الرزق والاحياء والاماتة والعطاء والمنع والتدبير العبادة له جل وعلا وحده فلا يصرف شيء منها لاحد سواه قال وان المساجد لله فلا تدعوا مع الله احدا هذا دليل صريح على ان العبادة كلها لله العبادة كلها لله من دعاء او ذبح او نذر او استغاثة او رجاء او توكل او غير ذلك كل ذلك لله لا يصرف شيء منه الا لله سبحانه وتعالى قال فمن صرف منها شيئا فمن صرف منها شيئا لغير الله فهو مشرك كافر فمن صرف شيئا فمن صرف منها اي من العبادات لغير الله فهو مشرك كافر مشرك اي متخذ الانداد مع الله وكافر بالله العظيم وكافر بالله العظيم وكل مشرك كافر بالله كل مشرك كافر بالله تبارك وتعالى الذي يتخذ الانداد والشركاء مع الله هو كافر بالله غير مؤمن به لانه لا يكون الايمان بالله الا بتوحيده واخلاص الدين له فمن لم يخلص الدين لله جل وعلا فهو كافر بالله ومن كان كافرا بالله فاعماله كلها حابطة ومن يكفر بالايمان فقد حبط عمله وقال جل وعلا ولقد اوحي اليك والى الذين من قبلك لئن اشركت ليحبطن عملك فجعلوا الشركاء مع الله تبارك وتعالى مبطل للاعمال محبط لها ومن جعل مع الله الشركاء فهو مشرك كافر بالله تبارك وتعالى قال فمن صرف منها شيئا لغير الله فهو مشرك كافر فهو مشرك كافر. ما الدليل قال الدليل قوله تعالى ومن يدعو مع الله الها اخر ومن يدعو مع الله الها اخر. لا برهان له به فانما حسابه عند ربه انه لا يفلح الكافرون انه لا يفلح الكافرون فسمى جل وعلا من يدعو غيره ويعبد غيره كافرا بالله سماه جل وعلا كافرا بالله والكافر اعماله كلها باطلة وعباداته كلها حابطة ولا يقبل الله سبحانه وتعالى منها شيء وان مات على كفره بالله ادخله الله يوم القيامة نار جهنم مخلدا فيها ابد الاباد لا يقضى عليه فيموت ولا يخفف عنه من عذابها كما قال جل وعلا والذين كفروا لهم نار جهنم لا يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذابها كذلك نجز كله كافور فكل كفور هذا مآله وهذا مصيره دخول دخول النار النار يوم القيامة والخلود فيها ابد الاباد قال ومن يدعو مع الله ومن يدعو مع الله الها اخر اي من يجعل مع الله الها او الهة اخرى اندادا مع الله وشركاء مع الله يدعوهم كما يدعو الله ويذبح لهم كما يذبح لله وينذر لهم ويستغيث بهم ويلتجئ اليهم ويتوكل عليهم ويرجوهم ويخافهم ويصرف لهم انواع العبادة فهو كافر بالله تبارك وتعالى قال ومن يدعو مع الله الها اخر لا برهان له به لا برهان الى حجة ولا سلطان وهذا كما بين العلماء رحمهم الله وصف لازم لا ينفك ووصف لازم لا ينفك فكل من دعا مع الله الها اخر لا برهان له كل من دعا الها اخر من دون الله لا برهان له فهذا وصف لازم لا ينفك عن كل من دعا مع الله تبارك وتعالى الها اخر ومن يدعو مع الله الها اخر لا برهان له به فانما حسابه عند ربه اي عقوبته وجزاؤه على شركه وكفره بالله حسابه عند ربه يوم يلقى الله جل وعلا فلا يغفر الله له ان الله لا يغفر ان يشرك به ويدخله النار مخلدا فيها ابد الاباد قال انه لا يفلح الكافرون اي لا سبيل لمن مات على الكفر بالله ان يحصل فلاحا ان يحصن فلاحا ولا مطلع ولا مطمع له في مغفرة الله والفوز برحمته لان الله وعد توعد سبحانه وتعالى ان من مات على الشرك بالله لا يغفر الله له ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء فالذي يموت على الشرك لا مطمع له في فلاح ولا سبيل له لنيل رحمة الله تبارك وتعالى ولهذا فان الكافر يوم القيامة يطالب بامور لا يحصل شيئا منها يطالب بان يعاد مرة ثانية للحياة الدنيا ليعمل صالحا غير الذي كان يعمل فلا يستجاب له يطالب ان يخفف عنه العذاب في النار وان تخف عليه شدة العذاب فلا يستجاب له يطالب ويتمنى ان يكون ترابا يقضى عليه فيموت فلا يستجاب له بل يأتيه كلام يسمعه هو اشد كلام يسمعه اهل النار في النار وهو ما جاء في قوله سبحانه وتعالى فذوقوا فلن نزيدكم الا عذابا تذوقوا فلن نزيدكم الا عذابا يعني ليس هناك موت ليس هناك موت وليس هناك تخفيف وليس هناك عودة للحياة الدنيا بل ليس امامكم الا زيادة العذاب فذوقوا فلن نزيدكم الا عذابا فهذه حال من يكفر بالله ويشرك بالله ويجعل مع الله تبارك وتعالى الانداد قال ومن يدعو مع الله الها اخر ومن يدعو مع الله الها اخر لا برهان له به فانما حسابه عند ربه انه لا يفلح الكافرون لما ذكر رحمه الله هذين الدليلين الدليل الاول على ان العبادة كلها لله سبحانه وتعالى والدليل الثاني على ان من صرف شيئا من العبادة لغير الله فهو كافر مشرك لما ذكر الدليلين على ذلك بدأ رحمه الله يذكر الادلة دليلا دليلا على ما ذكره من افراد العبادة سبق ان ذكر الدعاء والخوف والرجاء والتوكل الى اخره فبدأ رحمه الله يذكر الادلة من كتاب الله جل وعلا ومن السنة الدالة على ان هذه عبادات وانها حق لله وانه لا يجوز صرف شيء منها ولا آآ من غيرها من العبادات لغيره سبحانه وتعالى فبدأ بالدعاء وبدأه بالدعاء لانه اعظم انواع العبادة لانه اعظم انواع العبادة ولهذا بدأ بالحديث الدال على ذلك قال وفي الحديث الدعاء مخ العبادة ومعنى مخ العبادة اي خالصها ولبها مخ العبادة اي خالص العبادة ولب العبادة وصفو العبادة فهذا فيه دلالة على اهمية الدعاء اهمية الدعاء وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال في الحديث الاخر الدعاء هو العبادة الدعاء هو العبادة وهذا فيه ان الدعاء اعظم انواع العبادة لان النبي عليه الصلاة والسلام اتى بهذه الصيغة بظمير الفصل والخبر المعرف بالالف واللام ليدل على الحصر وهذا فيه الدلالة على عظم مكانة الدعاء في العبادة وان له المكانة العلية والمنزلة الرفيعة نظيره قوله عليه الصلاة والسلام الدين النصيحة وقوله الحج عرفة ونحو ذلك من الاحاديث فالدعاء عبادة عظيمة وطاعة جليلة لا تصرف الا لله لا تصرف الا لله ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام لابن عباس رضي الله عنهما قال اذا سألت فاسأل الله اذا سألت فاسأل الله اي لا تسأل غير الله لا تتوجه في سؤالك وطلبك ورغباتك وحاجاتك الا لله تبارك وتعالى لانه وحده الذي بيده العطاء والمنع والخفض والرفع والقبض والبسط والعز والذل كل ذلك بيده هو مالك الملك وهو جل وعلا مدبر الامر هو المعطي المانع الخافض الرافع القابض الباسط فلا يدعى الا الله سبحانه وتعالى لا يدعى الا الله جل وعلا والنبي صلى الله عليه وسلم لما قال الدعاء هو العبادة فلا قول الله تعالى وقال ربكم ادعوني استجب لكم وقال ربكم ادعوني استجب لكم. ان الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخل سيدخلون جهنم داخرين اي حقيرين صاغرين ذليلين فالدعاء عبادة والعبادة حق لله تبارك وتعالى والانبياء كلهم بعثوا بالدعوة الى دعاء الله وحده وصرف العبادة كلها لله جل وعلا دون ان يجعل معه شريك في شيء من ذلك قال والدليل على ان الدعاء عبادة قول الله تعالى وقال ربكم ادعوني استجب لكم ان الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين وهذه الاية تلاها النبي عليه الصلاة والسلام عندما قال الدعاء هو العبادة وهي نص صريح في ان الدعاء عبادة لان الله قال ان الذين يستكبرون عن عبادتي فسمى جل وعلا من يستكبر عن الدعاء مستكبرا عن العبادة مستكبرا عن العبادة فالدعاء عبادة والعبادة حق لله وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين. وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه. واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا فالدعاء هو من جملة العبادات بل هو من اعظم العبادات التي يتقرب بها الى الله سبحانه وتعالى ولهذا من دعا غير الله من ميت او غائب او شجر او حجر وسأله وطلبه وعرض عليه حاجاته فقد اشرك بالله العظيم فقد اشرك بالله العظيم. لان الدعاء عبادة لا تصرف الا لله ولا يتوجه فيه الا الى الله سبحانه وتعالى والمصنف رحمه الله ليس المقام عنده في هذه الرسالة مقام بسط الادلة ولهذا يكتفي في كل ما يذكره بذكر دليل واحد بذكر دليل واحد على ذلك من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم. والا لو تطالع القرآن في موضوع الدعاء خاصة موضوع الدعاء خاصة تجد الادلة على وجوب اخلاص الدعاء لله وبيان ان من دعا غير الله تبارك وتعالى بانه مشرك بالله كثيرة جدا كثيرة في القرآن الكريم ومع كثرتها وصراحتها ووضوحها فان الدعاء اكثر العبادات التي تصرف لغير الله اكثر العبادات التي تصرف لغير الله وكثير من الناس ولا سيما عند الضراء وعند نزول البلاء وعنده حلول الامراض والاسقام وعند اشتداد الحاجات والطلبات يفزعون الى غير الله سبحانه وتعالى ويلجأون الى غير الله ممن لا يملك له لا يملك لنفسه فظلا ان يملك لغيره ولهذا يجب على المسلم ان يدرك هذه الحقيقة وان يعلم هذا الامر جليا فلا يصرف دعاءه الا لله سبحانه وتعالى الا لله سبحانه وتعالى لا يدعو ملكا لا يدعو ملكا لا يقول في دعائه وحاجته يا جبريل او يا اسرافيل او يا يا ميكائيل او يا ملائكة الله لا يقول ذلك الملائكة لهم مكانة عظيمة ومنزلة عليا لكن مع مكانتهم ومنزلتهم ما يجوز ان يجعلوا الهة مع الله يدعون مع الله وتصرف لهم العبادة التي حق لله وكذلك لا يجوز دعاء الانبياء لا يقول يا انبياء الله ادركوني او الحقوني او انا عائد بكم او لاذ بجنابكم او مستجير بكم ولا يقول يا نبي الله او يا رسول الله الحقني ادركني انقذني ولا يقول يا اولياء الله او يا سيدي فلان او يا شيخ فلان الحقني ادركني لا يقول ذلك لان هذا دعاء والدعاء لله ومن يدعو مع الله الها اخر وقال ربكم ادعوني استجب لكم نبينا عليه الصلاة والسلام يقول اذا سألت فاسأل الله اذكر مرة كان الى جنب رجل من الزائرين وكنت اقرأ القرآن وكان مادا يديه يدعو ويبكي في دعائه ثم رفع صوته قليلا في الدعاء واذا به في دعائه وخشوعه وبكائه ومناجاته ينادي ويستغيث برسول الله صلى الله عليه وسلم ويقول يا رسول الله الحقني ينادي يستغيث بالرسول عليه الصلاة والسلام ويطلبن يكشف كربه من الرسول عليه الصلاة والسلام. والله يقول امن يجيب المضطر اذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الارض االه مع الله قليلا ما تذكرون فاخذت اتحدث معه قليلا قليلا في مكانة الدعاء اولا وفظل الدعاء ومنزلة من الدين وفضل الخشوع في الدعاء والالحاح في الدعاء وذكرت له بعض الايات والاحاديث في ذلك ثم اخذت اذكر له الايات الخاصة في الدعاء وانه عبادة لا تصرف الا لله مثل قول الله تعالى وقال ربكم ادعوني استجب لكم وقوله تعالى واذا سألك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداع اذا دعان وقول الله تعالى ومن اضل ممن يدعو من دون الله ومن اضلوا اي لا احد اضل استفهام كاري ومن اضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له الى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون وقول الله تعالى والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير ان تدعوهم لا يسمعوا دعائكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم ولا ينبئك مثل خبير ومثل قول الله تعالى قل ادعوا الذين زعمتم من دونه فلا يملكون كشف الضر عنكم ولا تحويلا ومثل قول الله تعالى قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة في السماوات ولا في الارض وايات اخرى في هذا الباب اخذت اتلو عليه هذه الايات واقرأه عليه اية الاية ثم اخذت اذكر له من السنة احاديث عن النبي عليه الصلاة والسلام في الدعاء وقلت له النبي صلى الله عليه وسلم حاجاته كلها ينزلها بالله ويلتجأ فيها الى الله ويطلب كشفها من الله سبحانه وتعالى. وهو عبد فقير الى الله سبحانه وتعالى من كل وجه والامر بيد الله قال الله له ليس لك من الامر شيء وقال الله له انك لا تهدي من احببت وقال الله له وما اكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين؟ الامر لله الامر بيد الله سبحانه وتعالى قلت له النبي صلى الله عليه وسلم يفزع الى الله اذا مرض هو او مرض احد فزعة في الدعاء الى الله اللهم رب الناس يقول في دعائه اللهم رب الناس مذهب البأس اشفه وانت الشافي لا شفاء الا شفاؤك شفاء لا يغادر سقما الشفاء بيد الله والهداية بيد الله والعطاء بيد الله والفضل بيد الله كل ذلك بيد الله ولا يطلب الا من الله لا يطلب من الانبيا ولا من الملائكة ولا من غيرهم فاخذت ابين له هذه المعاني مع دلائلها من كتاب الله جل وعلا وسنة النبي عليه الصلاة والسلام ثم اردت ان اتأكد هل الرجل فهم او لم يفهم هل استوعب الكلام او لم يستوعب فقلت له ما رأيك ما رأيك في هذا الكلام الذي سمعته فقال لي الرجل كلمة عظيمة جدا قال لي كلمة عظيمة قال لي تقول ما رأيك وانت تقرأ علي ايات واحاديث يعني ما فيه رأي اذا جاءت الايات والاحاديث ما فيها رأي لاحد وصدق اذا جاءت الايات وجاء وجاءت الاحاديث ليس هناك رأي لاحد من الذي يقدم رأيه على كلام الله وكلام رسوله عليه الصلاة والسلام وهذه من فطنة ذلك الرجل ونباهته قال لتقول ما رأيك وان تقرأ علي احاديث وايات اي ما ليس لي رأي. هذا كلام الله وكلام رسوله عليه الصلاة والسلام. واذا جاء نهر الله بطل نهر عمرو وزيد الله يقول يا ايها الذين امنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله قال لي تقول ما رأيك وانت تقرأ عليه ايات احاديث فما زلت مصرا ان اطمئن ان الرجل فهم واستوعب او لم يستوعب قلت له انا سمعتك تقول في دعائك يا رسول الله ادركني ولهذا اقول لك ما رأيك فماذا قال قال لي انا من بلد كذا سماني بلده قال انا من بلدي كذا ما احد قال لي الكلام هذا ما احد قال لي الكلام هذا يعني ما احد كذا عليه هذه الايات وهذه الاحاديث من كتاب الله ما احد فهمه ان الدعاء عبادة لا تصرف الا لله وكثير من الناس يبتلى في بلده ان دعاة الضلال يفهمونه ان دعاء غير الله والاستغاثة بغير الله توسل ويكون هذا واسطة بيننا وبين الله هذا واسطة وشفيع لنا عند الله سبحانه وتعالى فيدعون غير الله ويستغيثون بغير الله ويصرفون هذه العبادة التي حق لله لغيره بزعم انه واسطة يقربهم الى الله وهذا نظير ما جاء في القرآن ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى. في الاية الاخرى ويقولون هؤلاء شفعاء شفعاؤنا عند الله اي وسطاء لنا عند الله من الذي قال لك اتخذ في باب الدعاء بينك وبين الله واسطة الله يقول وقال ربكم ماذا ادعوني اتجهوا الي التجئوا اليه وقال ربكم ادعوني استجب لكم من الذي قال لك اتخذ وسطاء بينك وبين الله. الانبياء واسطة بيننا وبين الله في ابلاغ الدين. يبلغوننا دين الله لكن العبادة ليس بين الله وبين خلقه واسطة فيها يعبد الله مباشرة يتجه الى الله سبحانه وتعالى مباشرة لا يجعل العبد بينه وبين الله واسطة في دعائه او في عبادته او في سجوده او في ذله او في خضوعه فالذي يتخذ الوسطاء والشفعاء تكون تكون حاله كحال من قال الله عنهم اه ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله فالشاهد ان الدعاء نظير سائر العبادات بل هو اهم العبادات لا يصرف الا لله فلا يدعى الا الله ولا يستغيث العبد الا بالله ولا ينزل رغباته وحاجاته الا بالله بعض الناس يخاطب مخلوقين ويقول في مخاطبته لمخلوق يقول ان لم تدركني من الذي يدركني ان لم تأخذ بيدي من الذي يأخذ بيدي ويقول بعضهم لبعض المخلوقين مستغيثا به انا عبدك الا اذ بجنابك المنكسر عند بابك الواقف باعتابك يرجوك ويطمع في نوالك ويبدأ يلح ويسأل ان الذين تدعون من دون الله عباد امثالكم العبد لا يعبد مهما كانت مكانته ومهما علت منزلة العبد لا يعبد العبادة حق لله سبحانه وتعالى العبد مهما عظمت مكانته وعلت منزلته لا يعبد لا يعطى شيء من العبادة نبينا عليه الصلاة والسلام قال في الحديث الصحيح ما احب ان تنزلوني فوق منزلتي التي انزلني الله اياها منزلة العبودية والرسالة فالشاهد ان الدعاء عبادة وهي حق لله سبحانه وتعالى ولا يجوز صرفها لغيره. والدليل على ذلك قول الله تعالى وقال ربكم ادعوني استجب لكم ان الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين قال ودليل الخوف قال ودليل الخوف قول الله تعالى فلا تخافوهم وخافوني ان كنتم مؤمنين الخوف عبادة قلبية مكانها القلب وهو فزع القلب ووجله وهو عبادة لا تصرف الا لله جل وعلا والمراد بالخوف الذي هو عبادة ولا يجوز صرفه لغير الله خوف السر الخوف الباطن الذي في القلب الذي يكون اه يكون في قلب الانسان بحيث يخاف من شخص ما ان يخاف في قلبه من شخص ما بان يدعي فيه بان عنده قدرة مثلا على زيغ القلوب او على قبض الارواح او يعتقد فيه ان عنده قدرة على انزال الضر به او نحو ذلك فيخاف خوف السر الذي لا يكون الا لله جل وعلا المراد بالخوف هنا خوف السر بحيث يخاف من شخص ما ويعتقد فيه ان عنده قدرة على ان يزيغ قلبه او ان يقبض روحه او نحو ذلك من الاعتقادات والظنون والمخاوف التي قد ينزلها بعض الناس بغير الله جل وعلا مثال ذلك ان يخاف بعض الناس من المقبورين ان يخاف بعض الناس من المقبورين فيكون خائفا من صاحب القبر وتجده يترك بعظ الاعمال لا يفعلها خوفا من صاحب القبر احدهم قيل له احلف بالله وكان كاذبا قيل له احلف بالله فحلف فقيل له احلف بالولي فلان قيل له احلف بالولي فلان فامتنع طاف في في في باطنه وقلبه من الولي اشد من خوف من الله سبحانه وتعالى. لما حلفوه بالله لما حلفوه بالله امتنع لما حلفوه بالله حلف ولما حلفوا بالولي امتنع هذا خوف السر يخاف من الولي ان يصيبه خوف سر في باطنه اشد من خوف من الله هذا شرك بالله قال لي مرة احد التجار في احدى الدول صاحب اموال وجاهل في الدين وناصحته فيما قال لي قال لي انا ابيع على الناس حاجات واحيانا ابيع بالدين يعني يأخذون مني ويوفون فيما بعد قال فبعضهم يجحد احيانا ان لي عنده شيء يجحد ان اللي عندهم شيء يقول جربت اذا حلفتم بالله يحلفون واذا حلفتم بالشيخ فلان يقول ما يحلفون يقول انا دائما ما احلفهم بالله واحلفهم بالشيخ يقول انا دائما ما احلفهم بالله يقول انا احلفهم بالسير يقول لانه ما بدا اذا حلفتهم بالشيخ ما يجحد. يخاف من الشيخ من الولي خوف سر ورب العالمين ما يخاف منه هذا الخوف الذي يخافه من من الشيخ هذا ما هو هذا العمل ما هو هذا هذا الشرك بالله الخوف عبادة خوف السر عبادة لا تصرف الا لله سبحانه وتعالى احد هؤلاء قيل له احلف بالله فحلف قيل له احلف بالولي الفلاني فحلف حلف فغضب صاحبه انا لما قرأت هذه الكلمة فغضب صاحبه ظننت انه غضب للشرك من حلف بالله فقد كفر واشرك ظننت انه غضب للشرك قال فغضب صاحبه وقال تحلف بالولي الفلاني وانت تعلم انه يعلم انك كاذب تحلف بالولي الفلاني وانت تعلم انه يعلم انك كاذبا ولميت في قبره ولما قال لما حلف بالله ما قال له تحلف بالله وانت كاذب وانت تعلم ان الله يعلم انك كاذب. ما قال له هذه الكلمة لكن لما حلف بالولي غضب ولما حلف بالله ما غضب عندما حلف بالله لم يغضب وعندما حلف بالولي غضب صاحبه قال تحلف بالولي وان تعلم انه يعلم انك كاذب فمثل هذا هذا التعلق تعلق القلوب بالاولياء وبالمقبورين وان يخاف منهم هذا شرك بالله سبحانه وتعالى بعضهم يمتنع من اعمال يمتنع من اعمال مثل يمتنع من زنا او من يخوفونه بالولي ما يخوفونه بالله فيكون هذا الخوف هذا الخوف الذي وقع في قلبه ومنعه من الفاحشة شرك بالله سبحانه وتعالى ناقل من الملة ناقل من الملة الزنا ما ينقل من الملة والسرقة ما تنقل من الملة لكن الشرك بالله ينقل من الملة. يخرج من الدين ولقد اوحي اليك والى الذين من قبلك لان اشركت ليحبطن عملك الشرك محبط للاعمال كلها قال ودليل نعم ابن عباس رضي الله او ابن مسعود قال لان احلف بالله كاذبا احب الي من ان احلف بغيره صادقا لان الحلف بالله كاذبا ما هو كبيرة وليس شركا والحلف بغيره صادقا شرك بالله سبحانه وتعالى وعندما توازن بين الكلمتين تدرك فقه الصحابة يقول رضي الله عنه لان احلف بالله كاذبا لا نحلف بالله كاذبا احب الي من ان احلف بغيره صادقا وفي كل من الامرين حسنة وسيئة الامر الاول الحلف بالله فيه حسنة حسنة التوحيد وفي سيئة سيئة الكذب والامر الثاني فيه حسنة الصدق وفيه سيئة ماذا الشرك وفي سيئة الشرك فاذا وازنت تدرك فقه الصحابة رضي الله عنهم ولهذا قال رضي الله عنه لان احلف بالله كاذبا احب الي من ان احلف بغيره صادقا لان الحلف بالله كاذبا كبيرا والحلف بغيره صادقا شرك بالله شرك بالله جل وعلا كما قال نبينا عليه الصلاة والسلام من حلف بغير الله فقد كفر او اشرك الشاهد ان خوف السر عبادة خوف السر عبادة لا يجوز صرفه لغير الله وخوف السر عرفنا عرفنا معناه وهو ان يخاف من غير الله من ميت او غائب او نحو ذلك يخاف ان يقبض روحه يخاف ان يطلع على عمله يترك المحرمات خوفا منه يفعل الواجبات خوفا منه او نحو ذلك هذا يسمى خوف السر وهو عبادة لا يجوز ان تصرف الا لله رب العالمين وسيأتي الدليل على ذلك عند المصنف رحمه الله تعالى اما الخوف الطبيعي اما الخوف الطبيعي خوف الانسان من عقرب امامه او من حية او من نار مشتعلة او من عدو امامه هذا خوف طبيعي جاء في الحديث كان النبي عليه الصلاة والسلام اذا خاف من قوم قال اللهم انا نجعلك في نحورهم ونعوذ بك اللهم من شرورهم وفي القرآن فاوجس في نفسه خيفة موسى لما القى السحرة بعصيهم واصبحت اه حيات تسعى اوجس في نفسه خيفة موسى قلنا لا تخف فهذا خوف طبيعي يعني امام الإنسان اسد او عقرب او حية او نار مشتعلة او عدو متسلط فيخاف من هذا خوف طبيعي ولا شيء على الانسان فيه لكن الخوف الذي هو عبادة خوف السر كأن يخاف غائبا او يخاف ميتا او نحو ذلك فيترك مثلا اه المحرم خوفا منه او يفعل الواجب خوفا منه او نحو ذلك هذا خوف سر لا يكون الا لله تبارك وتعالى ومن صرفه لغير الله فقد اشرك والخوف من الله هو عبادة قلبية عظيمة تسوق الانسان الى فعل الطاعات واجتناب المحرمات لان العبد كلما كان من الله اخوف كان لعبادته اطلب وقد قيل كل شيء تخاف منه تفر منه ان الله سبحانه وتعالى اذا خفته فررت اليه الا الله سبحانه وتعالى اذا خفت فررت اليه ففروا الى الله لا ملجأ من الله الا اليه ليس لك ملجأ كلا لا وزر لا مفر لك ولا ملجأ اليك الا الى الله سبحانه وتعالى فالعبد اذا خاف الله سبحانه وتعالى في في قلبه ترك المحرمات وابتعد عن الاثام وعن المعاصي خوفا من الله فالخوف عبادة قلبية عظيمة والعلماء رحمهم الله يقولون العبادة تقوم العبادات عموما تقوم على اركان ثلاثة في القلب وهي المحبة والرجاء والخوف وسيأتي ذكر الرجاء عند المصنف فالمحبة عبادة والرجاء عبادة والخوف عبادة وهي للعبادات كلها بمثابة الاركان تقوم العبادات كلها على هذه الاركان الثلاثة الحب والرجاء والخوف اذا قيل لك مثلا لماذا تصلي؟ لماذا تصوم؟ لماذا تحج تقول انا اؤدي هذه الطاعات حبا لله ورجاء لثوابه وخوفا من عقابه كما قال الله سبحانه وتعالى اولئك الذين يدعون يبتغون الى ربهم الوسيلة ايهم اقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه فهذا شأن اهل اهل الايمان واهل الطاعات يتقربون الى الله سبحانه وتعالى بانواع القرب وانواع العبادات حبا لله ورجاء لثواب الله وخوفا من عقاب الله سبحانه وتعالى. وبهذا يعلم ان هذه الثلاث الحب والرجاء والخوف اركان قلبية للعبادات كلها اركان قلبية للعبادات كلها وبها ايضا يعلم مكانة الخوف من الدين الخوف من الله سبحانه وتعالى قال والدليل دليل الخوف قول الله تعالى فلا تخافوهم وخافوني ان كنتم مؤمنين اول الاية انما ذلكم الشيطان يخوف اولياءه. اي يخوفكم باولياءه يخوفكم باولياءه قال فلا تخافوهم يعني لا تخافوا اولياء الشيطان وخافوني اي ليكن خوفكم من الله وحده ان كنتم مؤمنين ان كنتم مؤمنين اي بالله سبحانه وتعالى وبما امركم جل وعلا بالايمان به فلا تخافوا الا الله لا تخافوا الشيطان ولا تخافوا اولياء الشيطان لا تخافوا الا الله جل وعلا قال فلا تخافوهم وخافوني ان كنتم مؤمنين جعل الخوف شرطا في صحة الايمان جعل الخوف شرطا في صحة الايمان قال ان كنتم مؤمنين فكما انه اذا دعا غير الله او سأل غير الله انتفى عنه الايمان فكذلك اذا خاف غير الله خوف السر مثل ان يخاف ان يفعل به شيئا بسره فان الخوف انواع منه خوف السر فاذا خاف من غير الله فيما لا يقدر عليه الا الله فهو مشرك كافر بالله سبحانه وتعالى وهذا له امثلة اشرت الى بعضها مثل لو لو خاف من احد غائب او ميت او نحو ذلك ان يزيغ قلبه او ان يضله او ان يقبض روحه او نحو ذلك هذا كله خوف سر كل هذا خوف سر وهو شرك بالله سبحانه وتعالى قال ودليل الرجاء والرجاء عبادة قلبية من اجل العبادات عبادة قلبية من اجل العبادات والرجاء هو الطمع والامل طمع القلب وامله بالله سبحانه وتعالى وبما عنده وطمعه في رحمة الله يرجون رحمته وهو عبادة لا تصرف الا لله جل وعلا قال الله تعالى فمن كان يرجو لقاء ربه ومر معنا ويرجون رحمته ويرجون رحمته فالرجاء عبادة قال فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا فليعمل عملا صالحا الاعمال الصالحات والطاعات الزاكيات يقدمها المسلم في هذه الحياة يرجو بها لقاء الله على خير حال يرجو بها لقاء الله سبحانه وتعالى على على خير حال فالرجاء عبادة وهي عبادة قلبية عبادة مكانها القلب بل هو من اركان التعبد القلبية بل هو من اركان التعبد القلبية. وهي الرجاء والخوف والمحبة قال فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه احدا ولا يشرك بعبادة ربه احدا احدا نكرة في صياغ النهي فتفيد العموم من كان يرجو لقاء الله ويطمع في ثوابه ويخاف من عقابه ويعلم انه سيقف يوما بين يديه يحاسبه ويجازيه فليعمل عملا صالحا اي ليتقرب الى الله وليكثر من الاعمال الصالحة المقربة الى الله ولا يشرك بعبادة ربه احدا وهذه الاية كما نبه العلماء جمعت بين شرطي قبول العمل فان الاعمال لا تقبل الا بشرطين اخلاص للمعبود ومتابعة للرسول عليه الصلاة والسلام الاخلاص في قوله ولا يشرك بعبادة ربه احدا والمتابعة في قوله فليعمل عملا صالحا لان العمل الصالح هو ما وافق السنة والله لا يقبل العمل الا اذا كان خالصا لوجهه صوابا على وفق هدي نبيه صلوات الله وسلامه عليه ولهذا جاء عن الفضيل ابن عياض رحمه الله انه قال في معنى قوله تعالى ليبلوكم ايكم احسن عملا قال اخلصه صوبه قيل يا ابا علي وما اخلصه واصوبه قال ان العمل اذا كان خالصا ولم يكن صوابا لم يقبل واذا كان صوابا ولم يكن خالصا لم يقبل حتى يكون خالصا صوابا. والخالص ما كان لله والصواب ما كان على السنة قال ودليل التوكل والتوكل ايظا عبادة قلبية عبادة مكانها القلب وهو التفويض والاعتماد وافوض امري الى الله اعتماد القلب الاعتماد والتفويض لا يكون الا على الله سبحانه وتعالى قال ودليل التوكل قول الله تعالى وعلى الله فتوكلوا ان كنتم مؤمنين ان كنتم مؤمنين فابرأوا من حول انفسكم وقوتها ومن حول الناس وقوتهم واعتمدوا في اموركم وحاجاتكم ورغباتكم وشؤونكم كلها على الله وحده فوضوا الامور كلها الى الله الجأوا فيها الى الله اعتمدوا فيها بقلوبكم على الله سبحانه وتعالى اموركم الدينية والدنيوية ولهذا وجه نبينا عليه الصلاة والسلام من يخرج من بيته ان يقول بسم الله توكلت على الله بسم الله لا حول ولا قوة الا بسم الله توكلت على الله لا حول ولا قوة الا بالله وهذه الكلمات الثلاث كلها كلمات استعانة وتوكل بسم الله توكلت على الله لا حول ولا قوة الا بالله قال فاذا قال ذلك قيل له هديت ووقيت وكفيت اي هداك الله ووقاك الله وكفاك الله لانك متوكل على الله ومن يتوكل على الله واحاسبه اليس الله بكاف عبده من توكل على الله لو كادته السماوات والارض ومن فيهما فالله سبحانه وتعالى ناصره ومؤيده وحافظه وكافيه واعلم ان الامة لو اجتمعوا على ان يظروك بشيء لن يظروك الا بشيء كتبه الله عليك فالتوكل عبادة ولا تكون هذه العبادة الا على الله سبحانه وتعالى نبينا عليه الصلاة والسلام مرة كان قافلا مع اصحابه من غزوة فادركهما التعب فناموا جميعا ناموا جميعا ونام عليه الصلاة والسلام وسيفه الى جنبه فجاء رجل من الاعداء واراد ان يغتنم هذه الفرصة يريد قتل النبي عليه الصلاة والسلام فاخذ يتخطى بهدوء الى ان جاء الى النبي عليه الصلاة والسلام واخذ السيف وسله واخذ السيف وسلم موصلة ففتح عليه الصلاة والسلام عينيه واذا بهذا العدو واقف وبيده السيف ويريد ان يهوي به على رسول الله عليه الصلاة والسلام يد قوية وبها سيف صلت رافعا له ما بقي الا ان يهوي به فقال الرجل مخاطبا النبي عليه الصلاة والسلام من يحميك مني قال من يحميك مني فقال عليه الصلاة والسلام بكل ثقة وتوكل على ربه جل وعلا قال الله قال من يحميك مني؟ يعني من يخلصك؟ من ينقذك من ينجيك مني قال النبي عليه الصلاة والسلام الله فلما قال عليه الصلاة والسلام الله تعطلت يده عن الحركة الرجل يده وساعده القوي الممسك بالسيف قوة اصبحت يده معطلة اصبحت يده معطلة لا تحسن تقبض على سيف ولا تحسن ان تضرب بسيف ليس فيها قوة عطلها الله سبحانه وتعالى عن ما فيها من قوة. فسقط السيف من يده لان يده ما اصبحت تتحرك فقام عليه الصلاة والسلام واخذ السيف وامسك بالسيف وقال له من يحميك مني فاخذ يترجى انت كريم وانت ابن كريم ويطلب من النبي عليه الصلاة والسلام ان يسامحه موسى عليه السلام لما تراءى الجمعان ماذا قال له قومه قالوا انا لمدركون يرون حقيقة مفزعة البحر امامهم وفرعون بجيشه وجنوده وعتاده وقوته وصلوهم قالوا انا لمدركون فلما تراءى الجمعان قال اصحاب موسى انا لمدركون ماذا قال موسى قال كلا ان معي ربي سيهدين. هذا توكل على الله واعتماد على الله سبحانه وتعالى التوكل عبادة قلبية لا يجوز ان تصرف الا على الله وهي عبادة تصحب المسلم في كل اموره الدينية والدنيوية اذا اردت ان تصلي تصوم تحج تتصدق تفعل اي طاعة فعليك ان تتوكل على الله سبحانه وتعالى فيها وتعتمد عليه فيها سبحانه وتعالى واذا اردت ايضا حاجاتك الدنيوية من بيع وشراء وطعام وشراب ولباس وغير ذلك ايضا تتوكل على الله ولهذا ينبغي ان يعلم ان التوكل عبادة قلبية تصحب المسلم في حياته كلها في اموره الدينية واموره الدنيوية يجب على المسلم ان يكون شأنه في اموره واعماله وشؤونه واحواله كلها متوكل متوكلا على الله سبحانه وتعالى ومن يتوكل على الله فهو حسبه اي كافيه ومن يتوكل على الله ماذا يكون له من تعلق شيئا وكل اليه من تعلق شيئا وكل اليه ومن توكل على الله وكل الى الخسران والحرماء ومن توكل على غير الله وكل الى الخسران والحرمان في دنياه واخراه فالتوكل عبادة قلبية عظيمة لا يجوز ان تصرف الا لله سبحانه وتعالى ولا يعني التوكل ترك الاسباب لا يعني ترك الاسباب بل التوكل على الله حق التوكل يكون مع فعل الاسباب ولهذا امام المتوكلين عليه الصلاة والسلام كان يفعل الاسباب ويباشرها الاسباب في الامور الدينية والامور الدنيوية كان يباشر ذلك عليه الصلاة والسلام ويأمر بذلك ولهذا جاء في الحديث الصحيح عنه قال لو توكلتم على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا وتروح بطانا قال تغدو الطير ما جلست في اوكارها تنتظر ان يأتيها الطعام بل تمشي وتذهب المسافات تبحث عن الشراب وعن الطعام ولهذا التوكل لابد فيه من فعل الاسباب ولهذا قال نبينا عليه الصلاة والسلام احرص على ما ينفعك واستعن بالله قال احرص على ما ينفعك يعني افعل الامور التي تنفعك واجتهد عليها. اجتهد واجتهد على فعلها ولا تتوكل الا على الله. قال واستعن بالله اي توكل على الله والصحابي الذي سأل النبي عليه الصلاة والسلام عن ناقته قال اعقلها واتوكلها واتركها واتوكل يعني هل اعقل الناقة اضع لها عقال في قدمها حتى لا تذهب واتوكل على الله او اتركها طليقة بدون عقال واتوكل على الله الى ماذا ارشده عليه الصلاة والسلام ارشد الى فعل السبب قال اعقلها وتوكل. يعني ضع في رجلها العقال وتوكل على الله ارشده عليه الصلاة والسلام الى فعل السبب عمر رضي الله عنه لما ذكر له طائفة من الناس جاءوا الى الحج بدون زاد جاءوا الى الحج بدون زاد وقالوا نحن المتوكلون قال بل هم المتواكلون المتوكل هو الذي يظع بذره ويتوكل على الله المتوكل هو الذي يضع بذرة ويتوكل على الله لا بد ان يفعل السبب اما ان يجلس معطلا بدون سبب ويريد ان يحصل فلابد من فعل الاسباب ولا يعتمد على الاسباب وانما يعتمد على الله سبحانه وتعالى يعتمد على الله سبحانه وتعالى ولهذا لو ان شخصا قال ان كتب الله لي اولاد ان كتب الله لي اولاد يكون لي اولاد لكن انا لن لن اتزوج الى ان اموت انا لن اتزوج الى ان اموت. ان كتب الله لي اولادي يكون لي اولاد او شخص مثلا يقول ان كتب الله ان اكون من كبار العلماء المحققين ساكون لكن لن اطلب اليوم لن اطلب العلم يوما ولن اذهب الى عالم ولن اقرأ كتابا ولن احفظ درسا ولن اتفقه هذا لا يكون عالما النبي عليه الصلاة والسلام قال انما العلم بماذا بالتعلم انما العلم بالتعلم وانما الحلم بالتحلم ارشد الى فعل السبب ولهذا قال من قال تمنيت ان تمسي فقيها مناظرا بغير عناء والجنون فنون وليس اكتساب المال دون مشقة تلقيتها فالعلم كيف يكون يعني العلم لا يكون الا بفعل السبب فاذا التوكل عبادة قلبية عظيمة جدا تصحب المسلم في اموره كلها وشؤونه جميعها الدينية والدنيوية وهي شرط في الايمان قال وعلى الله فتوكلوا ان كنتم مؤمنين وقال تعالى ومن يتوكل على الله فهو حسبه ومن يتوكل على الله فهو حسبه اي كافيه وفي الاية الاخرى قال اليس الله بكاف عبده فمعنى حسبه اي كافيه. الحسب هو الكافي فالذي يتوكل على الله يكون الله سبحانه وتعالى كافيه ومؤيده وناصره وحافظه فهذا دليل التوكل ذكر رحمه الله تعالى على التوكل دليلين ثم استمر رحمه الله تعالى في سوق الادلة على بقية العبادات التي ذكرها والى هنا نقف ونسأل الله سبحانه وتعالى باسمائه الحسنى وصفاته العلى ان يجعلنا جميعا من المتوكلين عليه حقا وصدقا من الراجين رحمته الخائفين من عذابه وان يهدينا اليه صراطا مستقيما وان يصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا وان يصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا وان يصلح لنا اخرتنا التي اليها معادنا وان يجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر وان يغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات ونسأله جل وعلا باسمائه الحسنى وصفاته العلى ان يغفر ذنوب المذنبين وان يتوب على التائبين وان يكتب الصحة والعافية والغنيمة والراحة والفلاح للحجاج والمعتمرين وان ييسر لهم حجهم وان يعيدهم الى ديارهم آآ مغفورة ذنوبهم فائزين برحمة الله تبارك وتعالى وفضله ومنه انه تبارك وتعالى سميع قريب مجيب والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين الله اليكم وبارك فيكم ونفعنا الله بما قلتم وغفر الله لنا ولكم وللمسلمين اجمعين