وخذ هذا الحديث الذي رواه البخاري ومسلم عن رضي الله تعالى عنه يقول النبي صلى الله عليه وسلم ثلاث من كن فيه وجد به ان حلاوة الايمان ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الايمان ثلاثة اشياء لكنها عظيمة عظيمة تحتاج الا اذا وقفات طويلة اول هذه الثلاث ان يكون الله ورسوله احب اليه مما سواهما ولك وقفات مع هذه المحبة. هل انت ممن يقدم محاب الله على محاب نفسه؟ هل انت ممن يقدم محاب الله على محاب احبابه فان كثيرا من الناس يقدم محاب نفسه على محاب الله عز وجل بل من الناس من ينقصه وتنقص همته وعزمه فتراه يقدم سفاسف الامور هذا مراد الله سبحانه وتعالى. فتراه لا يستطيع ان يترك محابه اما ان تكون محرما او تكون شيئا من المكروهات لعل الله يحب خلافه وتراه بعد ذلك يقدم محبة نفسه على محاب الله عز وجل لك ان اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. فتأمل حال خباز الارض وحال عمار ابن ياسر وحال صهيب الرومي رضي الله سألها تأمل حال صهيب كان اتى من الروم مسروقا رضي الله تعالى عنه ونشأ في مكة على مولى عبدا لعلي ابن علي ابن زيد الجدعان لابن جدعان عبد الله ابن جدعان فاصبح صانعا يصنع السيوف والاسلحة واصبح تاجرا حتى ملك مالا كثيرا. فلما تعارظ هذه الدنيا مع محاب الله عز وجل واراد ان يهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم عرض له كفار قريش وقالوا يا ابراهيم اتيتنا صعلوكا لا مال لك اتظنك نخرجك وانت في هذه الاموال فقال رضي الله تعالى عنه ارأيت والله اني راضي واني احسن الظن والله لن تصل اليه حتى ينفذ ما في كنانتي ولا ينفذ من كلام الاسلام الا وفي قلب واحد منكم. ولكن لكم ان اترك لكم المال ان اترك لكم اتارك انتم؟ قالوا نعم دلنا على ذلك ونتركك تهاجر. فقال ما لي في المكان الذي كذا وكذا وترك ما له كله. ترك داره وماله وبيته وكل شيء من؟ لله عز وجل. لماذا؟ لانه اصبح محاب الله في قلبه اعظم من محاب هذه الدنيا. فلما اتى النبي صلى الله عليه وسلم مهاجر صلى الله عليه وسلم ربح البيع يا ابا يحيى ربح البيع ابا يحيى ربح البيع ابا يحيى. باع دنيا باخرة ففاز ربي سبحانه وتعالى ووصف بان بيعه بان بيعه رابح. ويقف النبي صلى الله عليه وسلم على خباز رضي الله تعالى عنه وقد كان يعذب عند مكة فقال يا رسول الله الا ترى ما نحن فيه؟ الا تدعو الله لنا؟ فقال الرسول صلى الله عليه وسلم وانكم قوم تستعجلون. والله ليتمن الله هذا الامر حتى تسير الظعينة من مكة الى الشام ما تخاف الا الله والذئب على ثم ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم قال انكم قوم تستعجلون لقد كان فيمن كان قبلكم يؤتى بالرجل يؤتى بالرجل الموحد المسلم الذي يخالفه قومه فيقال وترجع عن دينك فيقول لا فيؤتى بالمنشار فيوضع المنشار على مفرق رأسه ثم يمر بالمنشار اترجع عن دينك؟ فيقول لا. فينشر خلقتين ما رجع من دي. ويؤتى بالرجل فيقرض جسمه بالمقاريض تقطع اعضاؤه قطعة قطعة اترجع عن دينك؟ يقول لا حتى يموت. فالرسول اراد ان ينقل اصحابه ان هذا وان الصبر في الدنيا عاقبته النصر والفرج وان دنيا ولو عذب الانسان فيها ما شاء الله ان يعذب فانما اذا صبر جنة عرضها السماوات والارض. وجاء في صحيح البخاري ان الرجل ان انه يؤتى بالرجل من اهل النار. انه يؤتى الرجل من اهل النار منعم لم تصبه فاقة ولا مصيبة ولا بلية في الدنيا ثم يغمس في غمسة واحدة في النار فيقول الله له عبدي هل رأيت نعيما قط؟ هل مر بك نعيم قط؟ فيقول لا يا ربي ما رأيت نعيما قط وما مر بنا بصبغة واحدة في نار جهنم. ويؤتى برجل من اهل الجنة لكنه تقلب في دنياه في لاواه وشقاء بلاء ومصائب من مرض ومن بلاء اعمار وما شابه ذلك. ثم يغمس غمسة واحدة في الجنة فيقول الله له عبدي هل رأيت بؤسا القط؟ هل مر بك بؤس قط؟ فيقول لا يا ربي ما رأيت بؤسا قط وما مر وبؤس قد ينسى كل بؤس وكل شقاء وبلاء بصبغة واحدة في الجنة. اذا الدنيا ستزول وستنتهي فلتكن محاب الله عز وجل اعظم ما يكون في قلبك. وان تقدم حاب الله عز وجل على محاف من سواه من خلقه وذلك ان يكون الله ورسوله احب اليك مما سواهما. فلا تقدم على كلام الله كلاما. ولا تقدم على رضا الله احدا من خلقه وانما تكون غايتك ان ترضي الله سبحانه وتعالى. ومتى ما قدمت مراد الله على فاعلم ان الله سبحانه وتعالى كما تقول له سيكون لك كما تكون له ممتثلا لطاعته متسابقا لمرضاته ان الله سيحقق لك كل ما تريد من محاب الدنيا. ولذلك جاء في الاثر ان من قصد الاخرة اتته الدنيا. من اراد الاخرة اتته الدنيا راغبة. ومن اراد الدنيا لم يأت من الدنيا الا ما كتب له. الامر الثاني ان وان لا يحب المرء وان يحب المرء لا يحبه الا لله. وان تكون محبته قائمة على ما يرضي الله عز وجل لان كثيرا من الناس محابه لغيره من خلق الله عز وجل تقوم على المصائب على المساطر. قال ابن عباس رضي الله تعالى عنه ذكر ما قال وعامة مؤاخاة الناس في عامة مؤاخاة الناس في زاوية ابن عباس على امور الدنيا. اذا كان هذا في عهد ابن عباس رضي الله تعالى عنه فكيف بعهدنا هذا؟ لا شك ان عامة المؤاخاة الان التي تكون بين الناس انما تكون على مصالح الدنيا اما ان يحب شخصا بجاهه او لمنصبه او لماله او لسوءه او لحسن خلقه وخلقه ولا شك ان هذه المحاب ستفنى وتتلاشى كما قال تعالى الاخلاء يومئذ بعضهم ببعض عدو الا المتقين. فكل خليل لخليله يوم القيامة معادي متبرأ الا المتقين الذين كانت الا الذين كانت جمعتهم واستماعهم على ما يرضي الله سبحانه وتعالى. فليكن شعارك لمن تحب ان هنا محبا لله ومحبا لما يحبه الله عز وجل وان تحب غيرك لله عز وجل فتحبه الله ولله سبحانه وتعالى. الامر الثالث والاخير وان يكره ان يعود الى الكفر بعد ان انقذه الله منه كما يكره ان يلقى في النار. وهذه تحتاج منا الى ان يقف الانسان هل حالك كحال هذا الرجل ان يكره المعاصي والذنوب التي تلبس بها قديما وسابقا هل يكرهها كما يكره ان يلقى بالنار؟ اذا كان كذلك فابشر بحلاوة الايمان. اما ان يحن على الماضي ويتذكر ماضيا سيئا يتمنى انه تأخر في توبته حتى يتمتع بشبابه ويتمتع بجلساته وما شابه ذلك فهذا الى الان لم يحقق الامر الذي تكون معه حلاوة الايمان. اما اذا كرهت ان تعود الى المعاصي او تعود في الذنوب او تعود الى ما يسخط الله عز وجل. كما تكره ان تلقى النار هذا امر فطري كراهية الكراهية ان تلقى بالنار هذا امر فطري فطر الناس عليه بل البهائم تكره ان تلقى في النار فاذا كان شرهك من معاصي وكرهك للذنوب كما تكره ان تلقى في النار فابشر بحلاوة الايمان معنى حلاوة الايمان معناها حلاوة الحسية الحقيقية يجدها المؤمن. ولذلك لما قال هرقل العنه الله عندما قال لابي سفيان هل اشتد احد منهم سخطة لدينه؟ قال لا. فقال ذلك الكافر وكذلك الايمان اذا خالطته بشاشة القلوب. فاذا استقر الايمان بالقلب ووجد العبد حلاوته اصلح له لذة وانشراح اصبحت صلاته مناجاة يفرح بها ويأنس بحتى قال مجاهد والله اني لادخل في الصلاة واني لاحمل هم الخروج منه. لماذا؟ لانه وجد لغيته ولذته. وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم مالك حبي الي من دنياكم الطيب والنساء. وجعلت قرة عيني في اي شيء في الصلاة وكان يقول ارحنا بها يا بلال. ارحنا ارحنا بالصلاة لان فيها راحتهم وطمأنينتهم لان قلبهم تلى ايمانا ووجد حلاوة الايمان فمن وجد حلاوة بمجالس الذكر. من وجد حلاوة الايمان يأنس مع القرآن. من وجد حلاوة الايمان يأنس بالطاعة. يأنس بالقيام يأنس صيام يأنس بذكر الله عز وجل ومن كان في قلبه مرض يثقل عليه او تثقل عليه الطاعة بقدر ضعف ايمانه. فكلما كمل كلما تلذذ العبد بعبودية الله عز وجل. وكلما ضعف الايمان كلما قل تلذذه بطاعة الله. وكما قال ابن عباس ان من من معصية انها تورث وحشة بين العبد وبين ربه. اسأل الله عز وجل ان يملأ قلوبنا ايمانا ومحبة له وان من حقق عبوديته على الوجه الذي يرضيه وان يميتنا على الايمان والاسلام ويبعثنا عليه. والله اعلم واحكم وصلى الله وسلم على نبينا محمد