الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد عليه افضل الصلاة واتم التسليم قال الامام الاواب شيخ الاسلام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى وغفر له وللشارح والسامعين قال في كتابه الاصول الثلاثة ودليل الرغبة والرهبة والخشوع قوله تعالى انهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين ودليل الخشية قوله تعالى فلا تخشوهم واخشوني ودليل الانابة قوله تعالى وانيبوا الى ربكم واسلموا له ودليل الاستعانة قوله تعالى اياك نعبد واياك نستعين. وفي الحديث اذا استعنت فاستعن بالله ودليل الاستعاذة قوله تعالى قل اعوذ برب الفلق وقل اعوذ برب الناس ودليل الاستغاثة قوله تعالى اذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم ودليل الذبح قوله تعالى قل ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله لله رب العالمين لا شريك له ومن السنة لعن الله من ذبح لغير الله. ودليل النذر قوله تعالى يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيرا الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فان المصنف رحمه الله تعالى يذكر هنا انواعا من العبادات التي امر الله تبارك وتعالى عباده بها وخلقهم لتحقيقها وارسل اليهم رسله لبيانها وايظاحها وهذه العبادات كلها صفات ذل وخضوع وطواعية وانكسار لله تبارك وتعالى ووظائف الشرع وطاعاته سميت عبادات لانها هيئات يذل فيها العبد وينكسر ويخضع لربه جل وعلا والعبادة اصلها واصل مدلولها في اللغة من الذل يقال طريق معبد اي مذلل والعبادات سميت عبادات لما فيها من الذل لله والخضوع له جل وعلا وجميع ما يقوم به العبد من قرب وطاعات واعمال واقوال يحبها الله جل وعلا ويرظاها من عباده هذه كلها عبادات كلها عبادات يدل فيها العبد لله جل وعلا والعبادات منها ما هو في القلب مثل الخشية والانابة والتوكل والرجاء والخوف ومنها ما هو في اللسان كذكر الله ودعائه وتلاوة القرآن والامر بالمعروف والنهي عن المنكر ومنها ما هو بالجوارح في الصلاة والصيام والحج وغير ذلك من العبادات المقربة الى الله سبحانه وتعالى والواجب على المسلم ان يعرف العبادة ما هي ان يعرف العبادة ما هي لامرين الامر الاول لكي يصرفها لله وحده ذلا وخضوعا وطاعة وامتثالا ولكي لا يصرف شيئا منها لغيره فصرفها لله تبارك وتعالى لله تبارك وتعالى وحده توحيد وصرفها لغيره شرك والتوحيد قوام الامر التوحيد قوام الامر والشرك ناقظ للدين وقادح في الايمان وناقل من الملة ولهذا كان متأكدا على كل مسلم ان يعرف العبادة لكي يصرفها كلها لله يصلي لله يصوم لله يذبح لله ينذر لله يرجو رحمة الله يخاف عذاب الله. يتوكل على الله قل ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله يجعل ذلك كله لله وحده سبحانه والامر الثاني لكي لا يجعل شيئا منها لغيره لانه ان جعل شيئا منها لغير الله تبارك وتعالى صار بذلك مشركا واذا صار مشركا انتقض دينه وحبط عمله وخرج من الملة قال الله تعالى ولقد اوحي اليك والى الذين من قبلك لان اشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين بل الله فاعبد. اي وحده وكن من الشاكرين العبادة حق لله وحده فاذا مقام العبادة مقام عظيم ويجب على كل مسلم ان يعرف العبادة ما هي لكي يصرفها بانواعها وافرادها لله جل وعلا وحده محققا قوله بل الله فاعبد ولكي لا يصرف شيئا منها لغيره فيكون والعياذ بالله فيكون بذلك والعياذ بالله من المشركين فينتقض عليه دينه وينتقل من الملة ولهذا كان من نصح المصنف رحمه الله تعالى هنا ان ذكر بعض العبادات على سبيل التمثيل من العبادات القلبية والعبادات البدنية والعبادات المالية نوع رحمه الله في ذكر العبادات حتى يفقه المسلم انواع العبادة لكي يصرفها كلها لله وان المساجد لله فلا تدعو مع الله احدا لكي يصرفها كلها لله ولكي لا يصرف شيئا منها لغير الله تبارك وتعالى ولهذا ينبغي ان يكون منا على بال ونحن نقرأ هذه العبادات مع دلائلها ان يكون منا على بال الايتين اللتين قدم رحمه الله الكلام على هذه الانواع بها وهي قول الله سبحانه وتعالى وان المساجد لله فلا تدعو مع الله احدا فهذه فيها الدليل على ان العبادات كلها لله والاية الثانية قول الله تعالى ومن يدعو مع الله الها اخر لا برهان له به فانما حسابه عند ربه انه لا يفلح الكافرون وهي تدل ان تدل على ان من صرف شيئا من العبادة لغير الله فانه يكون بذلك مشركا بالله عز وجل ويكون بذلك كافرا انه لا يفلح الكافرون قال هنا رحمه الله ودليل الرغبة والرهبة والخشوع الرغبة والرهبة والخشوع هذه ثلاث عبادات جاءت مجتمعة في اية واحدة وصفا لانبياء الله ورسله عليهم صلوات الله وسلامه لان الله سبحانه وتعالى ذكر عددا من الانبياء وذكر شيئا من خبرهم وطرفا من قصصهم ثم ختم ذلك كله بقوله سبحانه انهم اي هؤلاء الانبياء كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين فوصفهم بانهم راغبون الى الله انا الى الله راغبون فاذا فرغت فانصب والى ربك فارغب اي اليه وحده دون سواه فوصفهم بالرغبة الى الله جل وعلا وصفهم بالرهبة منه فهم اليه راغبون ومنه جل وعز راهبون وختم الاية بان بانهم له جل وعلا خاشعون لانهم له جل وعلا خاشعون فذكر ثلاث عبادات امتدح بها الانبياء واثنى عليهم بها وهذا مقام ثناء ومدح وهذا ايضا دليل على ان الله يحب هذه الاعمال وعرفنا ظابط العبادة الجامع اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الاقوال والاعمال الظاهرة والباطنة. فالرغبة والرهبة والخشوع هذه كلها اعمال وطاعات يحبها الله اذا فهي عبادات لا يتقرب بها الا الى الله ولا تصرف الا له سبحانه وتعالى. فلا تكون الرغبة الا الى الله ولا تكون الرهبة الا من الله. ولا يكون الخشوع الا لله فهذه عبادات لا تصرف الا لله هي حق له جل وعلا دون سواه. صرفها له توحيد وصرفها لغيره شرك وتنديد وهي عبادات قلبية عبادات قلبية الرغبة والرهبة والخشوع اما الرغبة ففيها معنى الطلب فيها معنى طلب القلب الاعمال والطاعات والقربات التي تدني العبد من الله سبحانه وتعالى وتقربه منه ومر معنا قريبا ذكر الرجاء عبادة من العبادات المقربة الى الله وتلا المصنف رحمه الله في ذلك قول الله تعالى فمن كان يرجو لقاء ربه يرجون رحمته الرجاء عبادة والرغبة عبادة ومعناهما متقارب لكن ثمة فرق بينهما ثمة فرق بينهما قال العلامة ابن القيم رحمه الله تعالى الفرق بين الرغبة والرجاء ان الرجاء طمع ان الرجاء طمع والرغبة طلب الرجاء طمع يعني طمع القلب وامله فيما عند الله سبحانه وتعالى من ثواب ومن جزاء ومن انعام وفضل واحسان الرجاء طمع والرغبة طلب والرغبة طلب فهي ثمرة الرجاء فهي اي الرغبة ثمرة الرجاء فانه اذا رجا الشيء طلبه فانه اذا رجا الشيء طلبه يعني اذا وقع في قلبه رجاء للشيء سعى قلبه في طلب ذلك الشيء فهذا يبين لنا الفرق بين الرجاء والرغبة ان الرجاء طمع والرغبة والرغبة طلب والرغبة طلب ويكون بذلك وتكون بذلك الرغبة ثمرة للرجاء بمعنى اذا وقع في القلب رجاء اي طمع فيما عند الله عز وجل من الثواب والاجر وجدت الرغبة الى الله وجدت الرغبة الى الله سبحانه وتعالى بالجدة والاجتهاد فيما يقرب اليه سبحانه انا الى الله راغبون فاذا فرغت فانصب والى ربك فارغب والرهبة هي الامعان في الهرب من الشيء الرهبة الرهبة من من الشيء الامعان في الهرب اذا كان الانسان راهب فمن شيء راهب من شيء يعني خائف منه فان هذا يعطي معنى خوف القلب خوف القلب ولهذا قال يدعوننا رغبا ورهبا اي انهم في دعائهم لله سبحانه وتعالى بين الرغبة والرهب الرغب فيما عند الله من فظل وعطاء وخير وانعام والرهبة ايضا من سخطه ومن ان يرد على الانسان عمله او لا يقبل دعاؤه فيكون راغبا راهبا وهذان الامران الرغبة والرهبة يجب على كل مسلم ان يستصحبهما في كل طاعة ان يستصحبهما في كل طاعة بحيث يكون في كل طاعة يأتي بها وعبادة يتقرب الى الله سبحانه وتعالى بها ان يكون في ذلك كله راغب وراهب راغب فيما عند الله وراهب ايضا من سخط الله جل وعلا فيكون تكون طاعاته بين الرغبة والرهبة وبين الرجاء والخوف وهما للعامل بمثابة الجناحين للطائر بمثابة الجناحين للطائر ولهذا قال ابن القيم رحمه الله كلمة عظيمة تسطر قال الرغبة والرهبة مادتا التوفيق الرغبة والرهبة مادة التوفيق بمعنى ان العبد ما دام عنده رغبة ورهبة بتوازن وماضيا حياته كذلك على هذه الحال راغب وراهب فهذه مادة التوفيق مادة التوفيق يعني تمده باذن الله تبارك وتعالى ليسير سيرا حثيثا فيما يقرب الى الله سبحانه وتعالى ويدني من رحمته فرغبته تحدوه وتسوقه لفعل الصالحات وانواع الطاعات وخوفه ورهبته تجزره عن ارتكاب المعاصي والخطيئات ولهذا قال بعض السلف عن الرجاء والخوف والرغبة والرهبة قال الرجاء قائد الرجاء قائد والخوف سائق الرجاء يقود الانسان الى الخيرات والخوف يسوقه من الوراء للتقدم والمضي في الخيرات وايضا يمنعه اذا اراد ان يلتفت الى شيء من الحرام او اراد اراد ان يدخل في شيء من الاثام يأتيه الخوف ويمنعه خوفا من الله يمضي في الطاعات راجيا ثواب الله مقبلا على الله طامعا في ثواب الله اذا التفتت نفسه الى باب من ابواب الحرام جاءه الخوف منعه وجاءته الرهبة وحجزته فيمتنع خوفا من الله ولهذا المؤمن كلما عظم خوفه من الله ازداد بعده عن المعاصي والذنوب وكلما احضر في قلبه الخوف من الله عندما تقبل على نفسه على المعصية امتنع منها لان الخوف يمنع الانسان خوفه من الله من عقاب من سخطه من بطشه يمنعه ولهذا القرآن والسنة كلاهما قائمان على الترغيب والترهيب ترغيب والترهيب الترغيب بذكر ايات الرجاء والثواب والانعام والفضل والاكرام والترهيب بذكر العقاب والسخط والانتقام والبطش والشدة ولهذا ترى في القرآن ان الجنة والنار يذكر ان معا الثواب والعقاب يذكران معا نبه عبادي اني انا الغفور الرحيم وان عذابي هو العذاب الاليم نبه عبادي اني انا الغفور الرحيم هذا يحرك الرجاء وان عذابي هو العذاب الاليم هذا يحرك الخوف يرجون رحمته ويخافون عذابه فعندما يقرأ المسلم في ايات الرجاء يقوى في قلبه الرجاء وعندما يقرأ في ايات الخوف تحجزه عن المعاصي واقرأ هذا في السورة التي تكررها فرضا واجبا كل يوم وليلة سبع عشرة مرة سورة الفاتحة عندما تقرأ الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم. وتتأمل في هذين الاسمين العظيمين وما دل عليه من ثبوت الرحمة الواسعة والواصلة عندما تقرأ في هذين الاسمين ما الذي يتحرك في قلبك؟ عندما تقرأ في هذين تقرأ هذين الاسمين متدبرا ما الذي يتحرك في قلبك يرجون رحمته فاذا انتقلت الى الاية التي بعدها ما لك يوم الدين وذكرت ان يوم الدين يوم الحساب والعقاب وما ادراك ما يوم الدين ثم ما ادراك ما يوم الدين يوم لا تملك نفس لنفس شيئا والامر يومئذ لله فاذا قرأت مالك يوم الدين دخل الى قلبك ماذا؟ الخوف فتكون دائما في عباداتك راجي وخائف الصلاة تؤديها حبا لله وعندما تقول الحمد لله رب العالمين يتحرك في قلبك الحب وعندما تقرأ الرحمن الرحيم يتحرك الرجاء وعندما تقرأ مالك يوم الدين يتحرك الخوف وبهذه الثلاثة تكون الصلاة وبها تكون كل الطاعات ولهذا قال العلماء رحمهم الله الحب والرجاء والخوف اركان للتعبد اركان قلبية للتعبد بمعنى انها تكون مستصحبة في كل العبادات حاضرة مع المسلم في كل الطاعات يؤديها راجيا خائفة راغبا راهبا وبهذين الامرين كما يقرر ابن القيم رحمه الله يا يا يتحقق التوفيق فهما مادتا التوفيق مادة التوفيق اي لكل خير يحبه ويرضاه جل وعلا والبعد عن المعاصي والاثام وقلة الطاعات والقصور فيها من ضعف الرغبة والوقوع في المعاصي والاثام من ظعف الرهبة فاذا قويت الرغبة وقويت الرهبة وكانتا في العبد متوازنتين مضى باذن الله تبارك وتعالى في طريق السداد والتوفيق اللهم اهدنا وسددنا قال ويدعوننا رغبا ورهبا ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين هذه العبادة الثالثة في هذه الاية وكانوا لنا خاشعين والخشوع هو السكون والطمأنينة السكون والطمأنينة وهي عبادة عظيمة مقربة الى الله جل وعلا وهي في معناها قريبة من الخضوع قريبة من الخضوع الا ان الخضوع في البدن الخضوع في البدن واما الخشوع فانه يكون في القلب قلب خاشع ويكون ايضا في البصر خاشعة ابصارهم البصر يخشع ويكون ايضا في اللسان ويكون في اللسان الخشوع في القلب واللسان الخشوع في القلب واللسان والبصر والخضوع في البدن يخضع اي عندما يركع لله ويسجد هذا خضوع لله جل وعلا والخشوع معنا اوسع من ذلك الخشوع معنى اوسع من ذلك يكون بالبدن ويكون بالقلب ويكون باللسان ويكون بالجوارح وهو عبادة يحبها الله جل وعلا ويرضاها وامتدح انبياءه بها قال وكانوا لنا خاشعين ولهذا ينبغي المسلم ان يكون خاشع لله في صلاته ان يكون خاشعا لله جل وعلا في في دعائه وفي طلبه وفي سؤاله فهي عبادة جليلة تصرف لله ولا يجوز صرفها لغيره سبحانه وتعالى خاشعين اي خاضعين متذللين لله جل وعلا منكسرين لجنابه فدلت هذه الاية على ان هذه الثلاث الرغبة والرهبة والخشوع انها كلها عبادات مقربة الى الله جل وعلا فلا تكون الا له ولا تصرف الا له سبحانه وتعالى فاذا وقف انسان اذا وقف انسان امام ضريح من الاضرحة او موقع من المواقع متجه الى مخلوق من المخلوقات وقامت فيه هذه الامور الثلاثة قامت فيه هذه الامور الثلاثة متقربا بها من هذا المخلوق فجمع بين الرغبة والرهبة والخشوع عند ضريح او عند مكان اه احد الاموات من الاوليا او غيرهم فقام امامه راغبا راهبا خاشعا تكون جوارحه فيها ذلك قلبه فيه الرغبة وفيه الرهبة وفيه الخشوع ويتحرك لسانه امام ذلك المخلوق في الطمع والطلب وبعضهم يصرح بعضهم يصرح مناديا مخلوقا من المخلوقات يا فلان انا راغب فيما عندك يا فلان انا خاشع بين يديك. بعضهم بهذا اللفظ ينطق بلسانه ما قام في قلبه من ذل وخضوع وانكسار وعبودية لغير الله تبارك وتعالى فاذا كان اذا كانت الرغبة والرهبة والخشوع عبادات يحبها الله سبحانه وتعالى ويرضاها لعباده وامتدحهم بها في مواضع كثيرة من القرآن فان صرفها لغير الله شرك بالله ايا كان الذي صرفت له هذه العبادة سواء صرفت لملك او صرفت لنبي او صرفت لولي او لاي احد كان كائنا من كان انبياء الله انبياء الله وصفة عباده مدحهم الله بانهم راغبون الى الله راهبون من الله خاشعون لله وانهم دعوا اقوامهم الى ذلك وبينوا لهم ذلك فمن صرف هذه الاعمال لغير الله تبارك وتعالى فانه يكون بذلك مشركا وبعض الناس ممن بلي هذه المفاسد والعظائم ربما عندما يأتي الى ضريح من الاضرحة يقوم في قلبه من الرغبة والرهبة والخشوع ما لا يقوم في قلبه اذا قام يصلي بين يديه بالله ما لا يكون في قلبه اذا قام يصلي بين يدي الله تبارك وتعالى وهذه مصيبة عظمى وبنية كبرى كبرى وكارثة من اشد الكوارث وعظيمة من اشد العظائم ولهذا كان المقام مقاما ينبغي ان يتفطن له المسلم وان يعرف العبادات لاجل ان يصرفها كلها لله تبارك وتعالى ولاجل الا يجعل لغير الله سبحانه وتعالى كائنا من كان مشاركة لله في شيء منها نعم قال ودليل الخشية قوله تعالى فلا تخشوهم واخشوني. قال رحمه الله تعالى ودليل الخشية الخشية ايضا عبادة قلبية الخشية فعلة من خشيه اي خافه من خشيه اي خافه وهو بمعنى الخوف الا انه اخص من الخوف لان الخشية عن معرفة الخشية عن معرفة والباعث اليها المعرفة بمن يخشاه قال الله تعالى انما يخشى الله من عباده العلماء ولهذا العبد كلما ازداد معرفة بالله وباسمائه الحسنى وصفاته العلى ازداد خشية من الله ازداد خشية من الله وكلما عظمت فيه الخشية من الله سبحانه وتعالى ان كف عن الحرام وابتعد عن الاثام ولهذا قال ابن القيم رحمه الله ما معناه في بعض كتبه قال من كان بالله اعرف كان منه اخوف ولعبادته اطلب وعن معصيته ابعد فمعرفة الله والعلم باسمائه وصفاته سبحانه تورث حبه وتورث ايضا خشيته جل وعلا واذا قامت في قلب العبد الخشية من الله جل وعلا كانت كانت سائقا له الى كل خير وفضيلة وحاجزا له عن الوقوع في كل سوء ورذيلة قال ودليل الخشية اي والدليل على ان الخشية عبادة لا يجوز صرفها لغير الله تبارك وتعالى قول الله جل وعلا فلا تخشوهم واخشون قول الله تعالى فلا تخشوهم اي الناس واخشون ايخشوني وحدي لتكن خشيتكم مني وحدي ولا تخشوا الناس لا تخشوا الناس لتكن خشيتكم من الله تبارك وتعالى وحده قال فلا تخشوهم وخشون اي لا لا تخافوهم لا تخافوا الناس ولا تخشوا الناس ولتكن خشيتكم من الله لان الامور كلها بيده ونواصي العباد بيده وحكمه جل وعلا ماض فيهم فلتكن خشيتكم من الله لان العبد مهما اوتي من القوة والقدرة لا يستطيع ان يصل اليك باي اذى الا شيئا الا شيء كتبه الله عليه قال واعلم ان الامة لو اجتمعوا على ان يظروك بشيء لن يظروك الا بشيء كتبه الله عليه اذا اجمع قلبك في الخشية ولتكن من الله سبحانه وتعالى وحده فهذه عبودية قلبية لا يجوز ان تصرف الا لله لقوله تبارك وتعالى فلا تخشوهم هذا نهي واخشون هذا امر نهى جل وعلا عن خشية سواه وامر جل وعز بخشيته جل وعلا وحده فدل ذلك على ان الخشية عبادة من العبادات العظيمة وان صرفها لغير الله تبارك وتعالى شرك بالله قال وقال ودليل الانابة قال ودليل الانابة قول الله تبارك وتعالى وانيبوا الى ربكم واسلموا له من قبل ان يأتيكم العذاب ثم لا تنصرون انيبوا الى ربكم الانابة هي الرجوع والاوبة الى الله سبحانه وتعالى ومعناها اوسع من معنى التوبة لان الانابة توبة وزيادة الانابة الى الله جل وعلا هي توبة وزيادة لان التوبة الرجوع من الذنب التوبة الرجوع من الذنب وتركه وعدم العودة اليه والانابة رجوع عن الذنب واقبال على الله جل وعلا وعلى طاعته وعلى ما يقرب اليه فالمنيب الراجع الى الله الايب الى الله المقبل على الله تاركا الذنوب مقبلا على الطاعات والعبادات وانواع القربات قال وانيبوا الى ربكم اي لتكن الانابة منكم الى الله وحده. لان الانابة عبادة الانابة عبادة لا تكون الا لله ولهذا امر بها قال وانيبوا الى ربكم واسلموا له انيبوا الى ربكم واسلموا له اي اقبلوا على الله ارجعوا الى الله توبوا الى الله الى الله سبحانه وتعالى بالاقبال على الطاعات وترك الذنوب والتخلي عنها ومجاهدة النفس على فعل انواع القرب فالانابة عبادة لا تكون الا لله تبارك وتعالى قال وانيبوا الى ربكم اي اقبلوا عليه طاعة وذلا وخضوعا وانكسارا واجتنابا لما نهى عنه جل وعلا قال ودليل الاستعانة ودليل الاستعانة الاستعانة اي طلب العون والسين للطلب عندما نقول الاستعانة الاستغاثة الاستغفار هذه كلها فيها معنى الطلب والسين التي في اولها للطلب فالاستعانة طلب العون والاستغاثة طلب الغوث والاستعاذة الاستعاذة طلب العود والاستسقاء طلب الاغاثة وهكذا فالاستعانة الاستعانة عبادة والمراد بها طلب العون واذا اردت العون للقيام باي مصلحة دينية او دنيوية واردت التسديد فيها فاطلب ذلك من الله لان الله عز وجل هو المعين وحده لان الله جل وعلا هو المعين وحده وهو المستعان سبحانه وتعالى والله المستعان ووحده المستعان هو الذي يطلب منه وحده العون ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام لمعاذ ابن جبل يا معاذ اني احبك فلا تدعن دبر كل صلاة ان تقول اللهم اعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ومن الدعاء المأثور عن نبينا صلوات الله وسلامه عليه اللهم اعني ولا تعن علي وانصرني ولا تنصر علي وامكر لي ولا تمكر علي واهدني ويسر الهدى لي وانصرني على من بغى علي الى اخر الدعاء. وهو دعاء عظيم بدأه بقوله اللهم اعني ولا تعن علي فالعون بيد الله والله هو المستعان فالذي يريد العون في حاجاته الدنيوية ارزاقه معاشه متاعه ويطلب العون في عباداته وطاعاته وقرباته لا يطلب ذلك الا من ربه سبحانه وتعالى الذي بيده ازمة الامور فطلب العون عبادة طلب العون الاستعانة عبادة لا تصرف الا لله جل وعلا. ما الدليل قال اياك نعبد واياك نستعين اياك نعبد اي نعبدك يا الله ولا نعبد غيرك واياك نستعين اي نطلب منك العون يا الله ولا نطلبه من غيرك فالاسلوب هنا اسلوب حصر اياك نعبد واياك نستعين هذا من اساليب الحصر في اللغة العربية لان تقديم المعمول على العامل يفيد الحصر اصل الجملة نعبدك اصل الجملة نعبدك نستعين بك فقدم المعمول على العامل قال اياك نعبد فحصر العبادة بانها لله وحده واياك نستعين حصل طلب العون بالله وحده فافادت هذه الجملة وهي قوله اياك نعبد واياك نستعين افادت في قوتها ودلالتها افادة قولك نعبدك ولا نعبد غيرك ونستعين بك ولا نستعين بغيرك هذا معنى اياك نعبد واياك نستعين وهذا ايها الاخ الموفق عهد بينك وبين الله تكرره كل يوم فرضا واجبا عليك سبع عشرة مرة في الصلوات المكتوبة وهو عهد بينك وبين الله تعاهد الله ماذا تقول في عهدك مع الله اياك نعبد واياك نستعين تعاهد الله انك تعبده ولا تعبد غيره وتستعين به ولا تستعينوا بغيره والواجب على اه على كل مسلم ان يفي بهذا العهد وان يفي بالعهود عموما وان يفي بهذا العهد الذي هو اعظم العهود. اوفوا في العهود هذا عهد بينك وبين الله وهو اعظم عهد يجب انتفي به وان تؤديه على التمام لانك تعاهد الله رب العالمين ان تعبده ولا تعبد غيره وان تستعين به ولا تستعين بغيره فيا من يقول كل يوم سبع عشرة مرة اياك نعبد واياك نستعين لا تعبد الا الله لا تدعو الا الله لا تستغيثوا الا بالله لا ترجو الا الله لا تطمئن الا فيما عند الله. لا تطلب العون والمدد والتوفيق والسداد الا من الله سبحانه وتعالى ومن توجه لغير الله قائلا مدد يا فلان او اغثني يا فلان او ادركني يا فلان او عونك فيما لا يقدر عليه الا الله سبحانه وتعالى فهذا نقض عهده فهذا نقض عهده ولا تنقض الايمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلا ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة انكاثا فالواجب على من عاهد الله سبحانه وتعالى هذا العهد العظيم وتكرر منه عهده هذا مرات وكرات ان يفي به فلا يصرف شيئا من العبادة الا لله تبارك وتعالى اياك نعبد واياك نستعين اياك نعبد فيه اعلان اخلاص العبادة لله واياك نستعين فيه اخلاص طلب العون من الله العبادة غاية والاستعانة وسيلة فالغاية التي هي العبادة لله وحده والوسيلة لاداء هذه الغاية لا تطلب الا من الله جل وعلا وحده وقد قدم جل وعز العبادة على الاستعانة لكون العبادة هي الغاية. التي خلق الخلق لاجلها. واوجدوا لتحقيقها والاستعانة وسيلة لاداء هذه الغاية انت خلقت لاجل ماذا لاجل عبادة الله هذه الغاية التي خلقت لاجلها لكن هذه العبادة هل تستطيع ان تؤدي شيئا منها اذا لم يعنك الله هل تستطيع ان تؤدي شيئا منها اذا لم يعنك الله اذا لم يكن لك عون من الله لا تستطيع ان تصلي ولا تستطيع ان تحج ولا تستطيع ان تصوم ولا تستطيع ان تؤدي اي شيء ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم من احد ابدا ولكن الله يزكي من يشاء الامر بيده جل وعلا والتوفيق بيده العون بيده فالعبادة غاية والاستعانة وسيلة قولك اياك قولك اياك نعبد هذا تحقيق للا اله الا الله تحقيق للا اله الا الله وهذا هو معنى لا اله الا الله وقولك واياك نستعين هذا تحقيق للا حول ولا قوة الا بالله هذا تحقيق للا حول ولا قوة الا بالله. لان لا اله الا الله كلمة توحيد ولا حول ولا قوة الا بالله كلمة استعانة لا اله الا الله معناها نعبدك ولا نعبد غيرك ولا حول ولا قوة الا بالله معناها نستعين بك ولا نستعين بغيرك لا حول ولا قوة الا بالله هذي كلمة تبرأ فيها انت من حول نفسك وقوتها كلمة تبرأ فيها من حول نفسك وقوتها تقول لا حول ولا قوة الا بالله اي ان ما عندي من حيلة وما عندي من قوة لا استطيع اصنع بها شيئا الا بالله اي الا اذا اعانني الله ووفقني فمعنى قولك لا حول ولا قوة الا بالله اي لا تحول من حال الى حال من ظلال الى هدى من فقر الى غنى من مرض الى صحة من ضعف الى قوة الى غير ذلك لا يمكن ان يكون تحول من شيء الى شيء الا بمن الا بالله لا يمكن ان يكون في قوة اباشر بها اعمالي واحقق بها مصالحي وغاياتي الا اذا امدني الله جل وعلا بقوة منه وعون منه سبحانه وتعالى فلا اله الا الله تحقيقها اياك نعبد ولا حول ولا قوة الا بالله تحقيقها اياك نستعين وقد قال العلماء رحمهم الله الاذكار الشرعية لا يستفيد منها العبد الا اذا عرف معناها وحقق مقتضاها النبي عليه الصلاة والسلام قال اكثروا من قول لا حول ولا قوة الا بالله وقال انها من كنز تحت العرش كلمة عظيمة جدا ويحتاج المسلم ان يكررها دائما وان تكون بين يدي مصالحه مثل ما ارشد عليه الصلاة والسلام من خرج من بيته ان يقول بسم الله توكلت على الله لا حول ولا قوة الا بالله. قال عليه الصلاة والسلام من قال ذلك هدي وكفي ووقي وقال الشيطان لشيطان اخر كيف لك السبيل بمن هدي وكفي ووقي كيف لك السبيل بمن هدي وكفي ووقي ومعنى ذلك ان الانسان كل مرة يخرج من بيته في اكثر من شيطان ينتظرونه في اكثر من شيطان ينتظرونه لاغوائه وصده فاذا قال بسم الله توكلت على الله لا حول ولا قوة الا بالله رجعت الشياطين خاسئة ولا تجد عليه سبيلا قال الله تعالى واستفزز من استطعت منهم بصوتك واجلب عليهم بخيلك ورجلك وشاركهم في الاموال والاولاد وعدهم وما يعدهم الشيطان الا غرورا ان عبادي ليس لك عليهم سلطان قال بعض المفسرين في معنى الاية ان عبادي الذاكرين لله جل وعلا ليس للشيطان عليهم سبيل انما سبيله على الغافلين عن ذكر الله. ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين نقيض له شيطانا فهو له قرين الشاهد ان قوله جل وعلا اياك نعبد واياك نستعين كلمتان عظيمتان لا غنى للعبد عنهما ابدا وهذا من الحكمة التي لاجلها تتكرر هذه الكلمات في حياتنا وتمضي في ليالينا وايامنا اياك نعبد واياك نستعين. نكررها مستحظرين معناها متدبرين في مدلولها مجتهدين في تحقيق ذلك اياك نعبد اي نعبدك يا الله ولا نعبد غيرك واياك نستعين اي نطلب منك العون يا الله وحدك ولا نطلبه من غيرك قال اياك نعبد واياك نستعين قال وفي الحديث اذا استعنت فاستعن بالله في الحديث هذا قاله النبي عليه الصلاة والسلام في جمل عديدة اه قالها لابن عباس رضي الله عنهما من ضمنها قالوا واذا استعنت فاستعن بالله اذا استعنت فاستعن بالله واذا اردت اذا اردت لنفسك ما يعينك على تحقيق هذا المطلب وتتميم هذا المقصد فاحذر ما بينه النبي صلى الله عليه وسلم بعد هذه الجملة. قال واذا استعنت فاستعن بالله واعلم ان الامة لو اجتمعوا على ان ينفعوك بشيء لن ينفعوك الا بشيء كتبه الله لك ولو اجتمعوا على ان يظروك بشيء لن يظروك الا بشيء كتبه الله عليك رفعت الاقلام وجفت الصحف فالامر كله بيد الله جل وعلا فلا يطلب الا العون الا منه لا تطلب الهداية الا منه لا يطلب التوفيق الا منه لا يطلب الغنى الا منه لا يطلب السداد الا منه لا تطلب الذرية الا منه؟ لا لا يطلب اي مصلحة دينية ودنيوية الا منه لان الامر كله بيده جل وعلا قال اذا استعنت فاستعن بالله اذا استعنت ما معناها؟ اي اذا طلبت عونا على ماذا اذا استعنت اي اذا طلبت عونا على ماذا على اي مصلحة دينية او دنيوية فاستعن بالله اي اطلب العون في تحقيق ما مصالحك ونيل حاجاتك ومطالبك من الله جل وعلا اذا استعنت فاستعن بالله اي ليكن طلبك للعون من الله سبحانه وتعالى وحده يقول ابن تيمية رحمة الله عليه يقول تأملت انفع الدعاء يعني اخذت يوم اتأمل ما هو انفع دعاء يدعو به المسلم تأملت انفع الدعاء. يعني اخذت يوم اتأمل في الادعية اريد ان اصل الى ما هو انفع دعاء للمسلم يقول تأملت انفع الدعاء فاذا هو سؤال الله العون على مرضاته تأملت في انفع الدعاء فاذا هو سؤال الله العون على مرضاته ثم رأيته في الفاتحة اياك نعبد واياك نستعين ثم رأيته في الفاتحة اياك نعبد واياك نستعين انتبه لكلامه رحمه الله فانه اثمن ما يكون قال اذا هو طلب العون على مرضاته طلب العون على مرضاته الله سبحانه وتعالى رضي لك ان تكون عبدا له ذليلا تؤدي العبودية التي خلق خلقك لاجلها واوجدك لتحقيقها ورضيت لكم الاسلام دينا ولا يرظى لعباده الكفر فطلب العون منه على هذا المقصد الذي خلقت لاجله هذا افضل الدعاء هذا افضل الدعاء مهما بحثت فافضل وانفع شيء تطلبه من الله سبحانه وتعالى هو طلب العون على مرضاته ان يعينك على ما خلقك لاجله واوجدك سبحانه وتعالى لتحقيقه ثم قال رحمه الله ودليل الاستعاذة ودليل الاستعاذة الاستعاذة طلب العود الاستعاذة طلب العود اي ان يعيدك من شيء تخافه الاستعاذة هي الاعتصام والالتجاء الى من تطلب منه ان يعيذك من هذا الذي تخافه الى من ترجو منه ان يعيذك من هذا الذي تخافه فالاستعاذة هي طلب العود الاستعاذة هي طلب العود وهي هرب من شيء تخافه الى من يخلصك وينجيك يحميك والملجأ دائما وابدا الى من والمفزع دائما الى من؟ والاعتصام بمن فالمسلم دائما يفزع ويلجأ ويعتصم بالله ومن يعتصم بالله فقد هدي الى صراط مستقيم فالاستعاذة التي هي طلب العود عبادة من كل شيء تخافه من كل شيء تخافه ليكن طلبك العود من الله وحده لانه جل وعلا القدير على كل شيء ونواصي الدواب والمخلوقات كلها بيده كان نبينا عليه الصلاة والسلام يقول في دعائه اللهم رب السماوات السبع ورب الارض ورب العرش العظيم ربنا ورب كل شيء ومليكه فالق الحب والنوى منزل التوراة والقرآن منزل التوراة والانجيل والفرقان اعوذ بك من شر كل دابة انت اخذ بناصيتها وفي القرآن وما من دابة الا هو اخذ بناصيتها الدواب كلها والنواصي كلها الله سبحانه وتعالى اخذ بها وهي بيده وطوع تصريفي وتدبيره جل وعلا ولهذا المسلم دائما في خوفه من من كل ما من يخافه وكل من يخشاه يلجأ الى الله نبينا عليه الصلاة والسلام ثبت في الحديث انه كان اذا خاف من قوم قال اللهم انا نجعلك في نحورهم ونعوذ بك من شرورهم ونعوذ بك من شرورهم فالمسلم اذا خاف من عدو خاف من شيطان واما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله. قل اعوذ برب الناس ملك الناس. اله الناس. من شر الوسواس الخناس الذي يوسوس في صدور الناس من الجنة والناس الشيطان وسواس خناس اذا غفل الانسان عن ذكر الله وسوس واذا ذكر المسلم ربه خنس اي ذهب وانطرد وابتعد عن الانسان ولهذا يكون المسلم دائما مستعيذا بالله لا يستعيذ الا بالله وقل ربي اعوذ بك من همزات الشياطين فالتعوذ عبادة لا تكون الا الا بالله تتعوذ بالله من الشيطان تتعوذ بالله من شر نفسك تتعوذ بالله من شر سمعك من شر بصرك تتعوذ بالله تبارك وتعالى من شر الشياطين تتعوذ بالله جل وعلا من كل دابة هو جل وعلا اخذ بناصيتها الاستعاذة باب عظيم من ابواب العبادة وهي عبادة لا تصرف الا لله وفي كتاب النسائي رحمه الله السنن كتاب عظيم جدا سماه الاستعاذة وجمع فيه الاحاديث الواردة في الاستعاذة جمعا نافعا ومفيدا وفيه التعوذات اللهم اني اعوذ بك من العجز واعوذ بك من الكسل واعوذ بك من الجبن واعوذ بك من الهم واعوذ بك من الحزن اعوذ بك من دعاء لا لا يسمع اللهم اني اعوذ بك من قلب لا يخشع اللهم كل شيء لا تريد كل شيء تخافه تعوذ بالله استعذ بالله اطلب من الله ان يعيذك منه اطلب من الله ان يعيذك منه اي شيء تخشاه اي شيء لا لا تريد اي شيء تخاف ان يضرك اي شيء تخاف ان يأتيك بما يسوءك اطلب العوض من الله فاذا استعذت بالله اعانك فهو جل وعلا المستعاذ واليه الملجأ لا ملجأ الا الى الله ولا مفر الى الله الا الى الله ففروا الى الله فالاستعاذة عبادة عظيمة لا يجوز ان تصرف الا لله واورد المصنف رحمة الله عليه ايتين من خواتيم كتاب الله جل وعلا اول سورة الفلق واول سورة الناس قل اعوذ برب الفلق وقل اعوذ برب الناس وقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم انه ما تعود متعود بمثلهما فهم اعظم ما يتعوذ به الانسان اعظم تعوذ يتعوذ به الانسان من الشرور كلها ولهذا المسلم يحافظ على هذه التعوذات قل اعوذ برب الفلق الى تمام السورة قل اعوذ برب الناس يحافظ عليها الى تمام السورة دبر كل صلاة دبر كل صلاة مكتوبة وايضا في صباحه وفي مساءه ثلاث مرات ثلاثا اذا اصبح وثلاثا اذا امسى ولا يضره شيء لا يضره شيء يكون محصن محفوظ محمي بحماية الله تبارك وتعالى. ويكون في حصن الحصيد. وفي حرز مكين لا يقربه شيطان رجيم يعيذه الله سبحانه وتعالى من الشياطين ومن السحرة ومن الشرور التي يخافها لانه لجأ الى الله واعتصم بالله واحتمى بالله جل وعلا وطلب من الله والله خير حافظا وهو ارحم الراحمين قال ودليل الاستعاذة قوله تعالى قل اعوذ برب الفلق وقل اعوذ برب الناس عرفنا معنى الاستعاذة وهي مما يكره الانسان مما يعني الطلب اذا كان في جانب يكره الانسان يسمى يسمى استعاذة واذا كان الطلب في جانب يريده الانسان يسمى نيادة ولهذا يفرقون بين العود واللود ان العود مما تكره واللوذ فيما تحب وترى فيه مثل ما قال القائل يا من الوذ به فيما اؤمله ومن اعوذ به فيما احاذره يعني ان كان الطلب في شيء تخشى منه وتحاذره هذا استعاذة وان كان في شيء تأمله وترجوه فهذا لوذ قال رحمه الله تعالى ودليل الاستغاثة ودليل الاستغاثة الاستغاثة طلب الغوث الاستغاثة طلب الغوث كان نبينا عليه الصلاة والسلام يخطب الناس يوم الجمعة فدخل اعرابي دخل اعرابي واخذ يصف القحط الذي في البلاد والذي في الارض ثم قال ادعوا الله ان يسقينا فمد عليه الصلاة والسلام يديه لله واخذ يسأله اللهم اغثنا اللهم اغثنا يطلب الغوث من الله فالاستغاثة التي هي طلب الغوث من الله اما طلب الغوث بنزول المطر او بطلب او طلب الغوث بمجيء المدد والعون من الله لينتصر الاب على العدو فالاستغاثة لا تكون الا من الله سبحانه وتعالى في معركة بدر لما تلاقى الجيشان جيش جيش المسلمين وهم في قلة من العدد والعتاد والسلاح وجيش المشركين وهم في كثرة لما تلاقى الجيشان وتلاحم الصفان توجه النبي الكريم عليه الصلاة والسلام مستغيثا بالله يطلب الغوث من الله يطلب النصر من الله لان الغوث بيد الله والنصر بيد الله فاستغاث بالله اي طلب من الله سبحانه وتعالى ان يغيثه بان ينصره على هؤلاء الاعداء فاغاثه وانزل تبارك وتعالى في ذلك وحيا يتلى عبرة للعباد وعظة وتبصره قال جل وعلا اذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم اذ تستغيثون ربكم اي تطلبون منه الغوث فيما حصل لكم من شدة عند ملاقاة الاعداء يوم بدر فاستجاب لكم بان ادرككم رب العالمين بغوثه ومدده وعونه ونصره فاجاب الدعاء وانزى وانزل تبارك وتعالى جنودا جنودا من جنوده وكان النصر اهل الايمان فهذا دليل على ان الاستغاثة لا تكون الا بالله نبينا عليه الصلاة والسلام عبد نبينا عليه الصلاة والسلام عبد يستغيث بالله ولا يستغاث به عبد يستغيث بالله يطلب غوثه من الله ولا يستغاث به عليه الصلاة والسلام الغوث لا يطلب الا من الله بعض الضلال ينادي في دعائه النبي عليه الصلاة والسلام ويقول يا غياث المستغيثين يا مجير المستجيرين يا ملجأ المضطرين. خاطب النبي عليه الصلاة والسلام النبي صلى الله عليه وسلم عبد يستغيث بربه وهذه عبوديته لله في باب الاستغاثة اذ تستغيثون تستغيثون ربكم يطلب من الله الغوث الغوث بالنصر على الاعداء الغوث بنزول المطر لا يطلبه عليه الصلاة والسلام الا من الله والعبد لا يعبد فهو عليه الصلاة والسلام عبد يستغيث بالله يطلب غوثه من الله ولا يطلب منه الغوث غياث المستغيثين من مجيب المضطرين من كاشف الكربات من؟ امن يجيب المضطر اذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الارض االه مع الله قليلا ما تذكرون فهذا باب تزل فيه اقدام وتضيع فيه افهام ويقع فيه اقوام في الردى والهلكة والعياذ بالله بعدم البصيرة بالتوحيد وعدم البصيرة بظده قال ودليل الاستغاثة قوله تعالى اذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم دلت الاية دلالة واضحة ان الاستغاثة عبادة لا تطلب الا من الله ومن طلبها من غير الله تبارك وتعالى فقد اشرك يأتي بعض الناس ويلتبس عليه هذا التوحيد الذي تدل عليه الاية فيفهم ان الطلب عندما يقال ان الطلب طلب الغوث من المخلوقين شرك فيأتي ويريد ان يناقض هذا التوحيد يريد ان يناقض هذا التوحيد الخالص فيأتي بايات او بنصوص تتعلق من استغاثة من مخلوق بمخلوق فيما يقدر عليه المخلوق وينبغي ان يفرق بين هذا الجائز المباح عندما يكون الانسان مثلا يريد ان يغرق والى جنبه شخص اذا جنبه شخص وهو يقول اغثني ساعدني عاوني هذا ما هو هذا جائز لانك تطلب من مخلوق قادر حاضر مخلوق قادر حاضر تقول اغثني ولهذا جاء في القرآن فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه فوكسه موسى فقضى عليه هذا امر جائز هذا امر جائز عندما يستغيث مخلوق بمخلوق حاضر بمخلوق حي حاضر قادر انتبه لهذه الكلمات الثلاث مهمة حي ليس بميت ان طلب من ميت فهذا لجوء الى غير الله وتعلق بغير الله تبارك وتعالى فيكون وقع في الشرك ان طلب من غائب فهذا ايضا فزع ولجوء الى غير الله تبارك وتعالى ان طلب من حي حاضر فيما لا يقدر عليه فيما لا يقدر عليه مثل والعياذ بالله لو قال شخص لاخر ارجوك ان توقظني من النار ان تجيرني من النار او شيء من هذه الامور التي لا يقدر عليها ان تثبت قلبي او نحو ذلك فيما لا يقدر عليه الا الله حتى لو كان حاضر حي امامه فيكون بذلك مشركا بالله الشرك الناقل من الملة الشرك الناقل من الملة فينتبه لهذه المعاني لان بعض الناس يلبس ويأتي الى العوام يقول ماذا فيه لو استغثنا بغير الله؟ اليس الله قال في القرآن فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه فوكسه موسى ماذا في هذا؟ فيخلطون بين الجائز وبين الشرك يخلطون بين الجائز وهو الاستغاثة بالمخلوق الحي الحاضر فيما يقدر عليه ويريدون ان ينزلوا ذلك في ماذا في في دعاء الميت او دعاء الغائب او دعاء الحاضر فيما لا يقدر عليه الا الله سبحانه وتعالى. ومن دعا ميتا او دعا غائبا او دعا حاضرا في لا يقدر عليه الا الله جل وعلا فقد اتخذه ندا وشريكا مع الله سبحانه وتعالى مشكلة دعاة الضلال من القديم هي هذه يلبسون الحظ بل باطل ويكتمون الحق في ظل العوام على ايديهم ولهذا قال نبينا عليه الصلاة والسلام ان اخوف ما اخاف على امتي الائمة المضلين قال رحمه الله تعالى ودليل الذبح ودليل الذبح قوله تعالى قل ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين. الذبح هو القربان الذي يذبح من بهيمة الانعام تقربا لله من الظحايا والهدايا وما يقدمه الانسان منها شكرا لله مثلها كذلك العقيقة ونحو ذلك فهذه عبادة هذه عبادة والعبودية في الذبح العبودية في الذبح من جهتين من جهة التقرب بالذبيحة التقرب بالذبيحة التقرب الذبيحة والنسك لا يكون الا لمن الا لله كما انك لا تصلي الا لله فايظا لا تذبح متقربا الا لله سبحانه وتعالى. فالذبح قربة لا يتقرب بها الا الى الله سبحانه وتعالى فمن جهة هذا جانب ومن جهة ايضا الاستعانة فلا يستعين في ذبحه لها الا بالله ولهذا شرع للمسلم عندما يذبح يقول بماذا بسم الله وهذا طلب عون ولهذا الشرك في الذبح يكون من الجهتين اما بذبحها لغير الله متقربا بها لغير الله او يطلب العون من غيره فيذبحها باسم غير الله يسمي غير الله عند ذبحها ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه فالذبيحة او الذبح هذا هذه عبادة. ولهذا لاحظ قال الله فصل لربك وانحر اي لربك كما ان الصلاة عبادة لا يتقرب بها الى الله فالذبح ايضا عبادة لا يتقرب بها الا الى الله وفي القرآن قال الله تعالى قل ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له صلاتي الصلاة معروفة اي صلواتي ونسكي المراد بالنسك الذبح المراد بالنسك الذبح فصلاتي ونسكي اي ذبحي لله كما اني لا اصلي الا لله ايضا لا اذبح الا لله اذا كان الذبح لله توحيد وعبادة يتقرب بها الى الله يحبها الله سبحانه وتعالى ويرظاها من عباده. فصرفها لغيره لماذا يكون صرفها لغيره ماذا يكون؟ شرك بالله لان صرف العبادة لغير الله شرك. الاية دليل صريح على ان النسك عبادة الاية صريحة ان النسك عبادة. قل ان صلاتي ونسكي لمن لله رب العالمين لا شريك له فمن جعل نسيكته لله هذه عبادة تقربه من الله ومن جعلها لغيره فهذا شرك يخرجه من دائرة الاسلام ولهذا اورد المصنف رحمه الله تعالى حديثا ثابتا عن نبينا عليه الصلاة والسلام في صحيح مسلم وغيره عن علي رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لعن الله من ذبح لغير الله لعن الله من ذبح لغير الله اللعن هو الطرد والابعاد من رحمة الله. والملعون المطرود المبعد من رحمة الله والنبي عليه الصلاة والسلام يقول لعن الله من ذبح لغير الله وهذا دعاء بالطرد والابعاد من رحمة الله لمن ذبح لغير الله ان يطرده الله وان يبعده من رحمته من ذبح لغير الله لان الذبح عبادة وصرفها لغير الله موجب للعنة والطرد من رحمة الله والوقوع في سخطه وعقابه جل وعلا ولهذا قال لعن الله من ذبح لغير الله جاء في حديث يرفع الى نبينا عليه الصلاة والسلام مبينا هذا هذا الامر قال دخل رجل الجنة في ذباب ودخل رجل النار في ذباب تعجب الصحابة ذباب الذباب معروف احقر الحيوان واخس الحيوان طائر اه معروف بانه طائر حقير طائر من اخس الحيوان واحقر الحيوان ويقول عليه الصلاة والسلام دخل رجل الجنة في ذباب ودخل رجل النار في ذباب عجيب هذا قالوا كيف ذاك يا رسول الله قال مر رجلان مر رجلان اي ممن كان قبلنا على قوم عندهم صنم على قوم عندهم صنم ولا يأذنون لاحد يمر حتى يقرب للصنم شيء ما يسمحون لاحد يمر من جهتهم حتى يقرب للصنم شيء. ان قرب للصنم جعلوه يمر. وان لم يقرب للصنم ذبحوه مر قوم اه مر رجلان على قوم عندهم صنم لا يجاوزه احد حتى يقولوا له قرب قرب يعني قدم قربان لهذا الصنم فقالوا لاحدهما قرب قدم قربان لهذا الصنم قال ما كنت لاقرب لاحد غير الله ما كنت لاقرب لاحد غير الله فقتلوه ودخل الجنة قتل صابرا على التوحيد محتسبا اجره وثوابه عند الله سبحانه وتعالى فدخل الجنة امتنع ان يقرب ذباب امتنع ان يقرب ذبابا فقتلوه قال فدخل جنة قالوا للاخر قرب قال ما عندي ما اقرب يعني كأنه يقول مستعد لكن مثل ما ترون ما عندي شيء ما عندي شي يعني لا لما ترون لي ليس عندي شيء اقرب قالوا قربوا ولو ذباب المهم ما تمر الا وتقرب شيئا تذبح شيء تقربا لهذا الصنم قرب ولو ذباب فاخذ يبحث عن ذباب يطير وصاده وجا وقطع رأسه قربانا لهذا الصنم فمات فدخل النار ذبح ذبابا لصنم متقربا به للصنم فدخل به ماذا؟ النار ذباب فكيف بمن يذهب الى السوق ويشتري افضل الشاة او يفظ الى افظل البقر او يشتري اسمن الابل ويسوقها الى حيث من يريد ان يتقرب اليهم من الاحجار او من المقبورين او غيرهم ثم يذبح نسيكته وقربانه متقربا به الى غير الله. ذبح ذبابا فدخل النار فكيف بمن يذبح شاة سمينة او بقرة او ناقة متقربا بها الى غير الله سبحانه وتعالى. متقربا بها الى غير الله سبحانه وتعالى. فالذبح عبادة لا تصرف الا لله ولا يستعان بذبحها الا بالله فتذبح لله متقربا بذبيحتك له وحده وتسمي الله جل وعلا تذكر اسمه عليها قائلا باسم الله قائلا بسم الله ذكر لي احد الاشخاص من احدى الدول قال ان عمتي او خالتي كانت مريضة واتعبها المرض فوصفوا لها رجل قالوا اذهبي له وعنده علاج ذهبت اليه وقالت وقال لها تشترين ديكا لونه كذا حدد لها لون الديك تذبحينه وعندما تذبحينه لا تنطخين ولا بكلمة مطلقا ما يريد ان يقول لها لا تقولي بسم الله لا ما يريد ان يقول لها لا لا تسمي الله لا تذكي الى الله قال اذبحيه ولا تنطقي باي كلمة مطلقا اي كلمة مطلقا لا تنطقي باي شيء ان نطقت بكلمة يلتغي العلاج ما ما تستفيدين لا تنطقي باي كلمة ثم ماذا ثم قال اذا ذبحتيه تطبخينه وكلي منه قدر حاجتك فقط ثم خذيه واذهبي الى الوادي الفلاني وضعيه في ذلك الوادي وضعيه في ذلك الوادي لمن لمن؟ للشياطين ما قال كليه وسم الله عليه وتصدقي به على الفقراء لعل الله سبحانه وتعالى بصدقتك يشفيك ويعافيك لا قال لا تسمين لا لا لا تذكر اسم الله ثم امرها ان تقدمه قربانا للشياطين لكن كل ذلك بطريقة ملتوية لم يقل لها لا تسمي ولم يقل لها تقربي للشيطان لكنه ساقها لفعل هذا الامر دون دون ان تنتبه له وهكذا يعبث بالعوام والجهال من دعاة الضلال واكلت اموال الناس بالباطل يعبثون بهم ويوقعونهم في الشرك والانحراف عن دين الله تبارك وتعالى ويغيبونهم عن القرآن. فصلي لربك وانحر قل ان صلاتي ونسكي لعن الله من ذبح لغير الله هذه كلها يغيبون يغيبونهم عن هذه المعاني ويوقعونهم في التعلق بغير الله والتقرب للشياطين والبعد عن ذكر اسم الله تبارك وتعالى فينصرف العوام والجهال الى الشرك ينصرفون عن التوحيد الذي خلقوا لاجله واوجدوا لتحقيقه اذا الذبح عبادة وقربة لا يتقرب بها الا الى الله سبحانه وتعالى ثم ختم رحمه الله ذكرى هذه العبادات بعبادة النذر عبادة النذر والنذر هو الايجاب النذر هو الايجاب يعني ان توجب على نفسك ما لم يوجبه الله عليك توجب على نفسك ما لم يوجبه الله عليك. مثلا لو قال قائل ان شفى الله مريظي فلله علي ان اذبح شاة في الاصل عندما يشفى مريظه هل يجب عليه ان يذبح شاة لا لا يجب عليه ان ذبحها شكرا لله او آآ فعل غير ذلك من الاعمال شكرا لله له ذلك لكن عندما يقول ان شفى الله مريضي فلله علي ان اذبح شاة اصبحت الشاة واجبا واجب عليه ذبحها اذا شفي مريظه ومن الذي اوجبها عليه هو الذي اوجبها على نفسه. اذا النذر هو الايجاب. ان يوجب على نفسه ما لم يوجبه الله عليه وقد قال النبي عليه الصلاة والسلام النذر لا يأتي بخير انتبه لهذه الكلمة تفيدك جدا في هذا الباب. قال النذر لا يأتي بخير. شفاء المريض حصول الغنى زوال المصيبة هذا الخير يحصل ممن يحصل ممن يحصل من الله فضلا ومنا ليس الشاة التي اوجبتها على نفسك او العمل الذي اوجبته على نفسك هو الذي تنال به هذا الامر قال النذر لا يأتي بخير يعني لن يأتيك خير صحة عافية مال من نذرك والنذر كما قال عليه الصلاة والسلام انما يستخرج به من البخيل انما يستخرج به من البخيل فبعض الناس يفعل ذلك بناء عن على خطأ في الفهم. يقول ان شفى الله مريظي كانه يريد ان شفى الله مريظي اذبح كذا كانه يظن ويتوهم ان خولة اذبح كذا هي التي تجلب له شفاء المريض ولهذا ازال النبي صلى الله عليه وسلم هذا الفهم قال النذر لا يأتي بخير لا يأتي بخير خير هنا نكرة في سياق النفي خير نكرة في سياق النفي تفيد العموم. يعني شفاء صحة غنى صلاح الى غير ذلك كل ذلك لن يأتيك بسبب النذر النذر لا يأتي بخير قاعدة في الباب افهمها واعتن بها ارشدك اليها نبيك عليه الصلاة والسلام الخير يأتي من الله اذا اردت الشفاء اردت اي مصلحة من المصالح لا توجب على نفسك ما لم يوجبه الله عليك واطلبه من الله اطلبوا من الله سبحانه وتعالى فالنذر عبادة ويكره وهو امر مكروه ولهذا جاءت الاحاديث تدل على مثل ذلك قال آآ قال عليه الصلاة والسلام انما يستخرج به من البخيل وجاء عن احاديث في هذا المعنى تفيد الكراهة ولهذا النذر اه امتدح الله سبحانه وتعالى الوفاء به امتدح الله الوفاء به لانه اذا اوجبته على نفسك اصبحت عبادة اوجبتها على نفسك فوفاؤك بها وفاؤك بها قربة لله مدح الله الموفين بالنذر قال يوفون بالنذر قال يوفون بالنذر فالنذر عبادة لا يجوز التقرب بها لغير الله ودل على كونه عبادة وقربة قوله سبحانه وتعالى يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيرا. اي فاشيا ومنتشرا وعاما الا من رحمه الله سبحانه وتعالى وهما اهل الايمان قال يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيرا. ما هو هذا اليوم يوم القيامة يوم القيامة والله سبحانه وتعالى يمدح في هذه الاية من يخاف يوما كان شرا مستطيرا. اذا كنت تخاف هذا اليوم فانك تستعد له سوف تستعد له واذا استعددت له بالاعمال الصالحة نجوت يوم القيامة ولهذا الناجون يوم القيامة ماذا يقولون فاما من اوتي كتابه بيمينه فيقول هاء مقرؤ كتابه اني ظننت اني ملاق حسابي يعني كنت اه اعتقد انني سالقى الله فالذي يعتقد انه سيلقى الله وان الله سيحاسبه وانه سيقف بين يدي الله ويخاف ذلك اليوم سيعد له عدته بالاعمال الصالحة والطاعات الزاكية المقربة الى الله سبحانه وتعالى فانهى الى هنا المصنف رحمه الله تعالى ذكر العبادات او الامثلة على العبادات المقربة الى الله ومراده من ذلك ان يتنبه المسلم في هذه العبادات وفي غيرها الى امرين ان لابد من التأكيد عليهما واستحضارهما دائما اراد من ذلك التأكيد على امرين ما هما ان تصرف هذه العبادات وغيرها من العبادات لله وحده وان المساجد لله فلا تدعو مع الله احدا. والامر الثاني لكي لا يصرف شيء منها لغير الله تبارك وتعالى ومن يدعو مع الله الها اخر لا برهان له به فانما حسابه عند ربه انه لا افلحوا الكافرون وبهذا يكون قد انهى رحمه الله تعالى الكلام على الاصل الاول من هذه الاصول الثلاث العظيمة ونسأل الله جل وعز ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يعلمنا ما ينفعنا وان يجعل ما تعلمناه حجة لنا لا علينا وان يهدينا اليه صراطا تقيما وان يغفر لنا ولوالدينا ولمشائخنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات انه وتعالى غفور رحيم جواد كريم والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد واله وصحبه اجمعين تفضل احسن الله اليكم وبارك فيكم ونفعنا الله بما قلتم وغفر الله لنا ولكم والمسلمين اجمعين هنا فائدة ذكرها السيوطي رحمه الله تعالى في كتاب الاتقان ولعلها متعلقة بالدرس قال فان قيل بعد ان ذكر الاسئلة التي جاءت في القرآن قال فان قيل كيف جاء واذا سألك عبادي عني فاني قريب وعادت السؤال يجيء جوابه في القرآن بقل قلنا حذفت للاشارة الى ان العبد في حالة الدعاء في اشرف المقامات لا واسطة بينه وبين مولاه انتهى كلامه رحمه الله تعالى. هذه اه فائدة عظيمة جدا ذكرها عدد من اهل العلم قبل السيوطي رحمه الله ذكرها عدد من اهل العلم في كتب التفسير هذا ملحظ جميل في التنبيه على التوحيد والاخلاص لله لانك اذا يعني ورد في القرآن يسألونك في ايات عديدة جميعها تجد فيها قل يسألونك عن اليتامى قل يسألونك عن الاهلة قل يسألونك عن المحيض قل الى غير ذلك ايات كثيرة تجد يسألونك قل عندما جاء ذكر الدعاء قال واذا سألك عبادي عني فاني قريب لم يقل قل فاني قريب ارتفعت كل هنا ارتفعت قل يسألونك عن المحيض قل يسألونك عن اليتامى قل يسألونك عن الاهلة قل الى غير ذلك لما جاء الدعاء قال اذا سألك عبادي عني فاني لم يقل فقل اني قريب ارتفعت هنا قل لماذا؟ هذا فيه تنبيه ان الانبياء واسطة بين العباد بين الله وبين العباد في ماذا في ابلاغ الدين في ابلاغ الدين اي حكم يريدون معرفته يعرفونه من طريق من الانبياء الانبياء واسطة بين الله وبين العباد في ابلاغ الدين. فاي حكم لا يستطيع العباد ان يحصلوا عليه الا من طريق الانبياء. لكن لما جاء الدعاء قال واذا سألك عبادي عني فاني قريب لم يقل قل فاني قريب لان الدعاء عبادة تتقرب بها الى الله ليس ليس بينك وبين الله فيها ماذا؟ واسطة انت تحتاج الى واسطة بينك وبين الله لتعرف الدين لكن اذا اردت اذا اردت تدعو تصلي تصوم تتقرب الى الله بكل قربة اعبد الله مباشرة دون ان تجعل بينك وبين الله واسطة ولهذا ارتفعت كل هنا اذا سألك عبادي عني فاني قريب ارتفعت قل هنا ووجدت في جميع المواضع في في القرآن تنبيها الى ان الانبياء واسطة في ابلاغ الدين وليسوا واسطة في العبادة والله اعلم وصلى الله وسلم على رسول الله