الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد عليه افضل الصلاة واتم التسليم قال شيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى وغفر له وللشارح والسامعين قال المرتبة الثانية الايمان وهو بظع وسبعون شعبة فاعلاها قول لا اله الا الله وادناها اماطة الاذى عن الطريق والحياء شعبة من الايمان واركانه ستة ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه واليوم واليوم الاخر ورسله. ورسله واليوم الاخر وتؤمن بالقدر خيره وشره والدليل على هذه الاركان الستة قوله تعالى ليس البر ان تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب. ولكن ان البر ولكن البر من امن بالله واليوم الاخر والملائكة والكتاب والنبيين ودليل القدر قوله تعالى ان كل شيء خلقناه بقدر الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد قال المصنف رحمه الله تعالى المرتبة الثانية الايمان المرتبة الثانية اي من مراتب الدين قد مر معنا قريبا ان ديننا ثلاث مراتب وهي الاسلام والايمان والاحسان ومر معنا ايظا ان النبي عليه الصلاة والسلام قد جمع هذه المراتب كلها في حديث جبريل وذكر عليه الصلاة والسلام اركان كل مرتبة وان الاسلام اركانه خمسة والايمان اركانه ستة والاحسان ركن واحد وسيأتي بيانه عند المصنف رحمه الله تعالى وهنا شرع رحمه الله تعالى في بيان اركان الايمان الستة واركان الايمان اي اصول الايمان وقواعده التي لا يقوم الا عليها فانتفاؤها او انتفاء شيء منها محبط للايمان ومبطل للاعمال كما قال الله جل وعلا ومن يكفر بالايمان فقد حبط عمله اصول الايمان اساس يقوم عليه الدين قال الله تعالى من عمل صالحا من ذكر او انثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة وقال تعالى ومن اراد الاخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فاولئك كان سعيهم مشكورا فالايمان اصوله واركانه ستة وعليها قيام الايمان ولابد من هذه الاصول كاملة لا بد منها جميعا فمن امن ببعض هذه الاصول وكفر ببعض بطل دينهم لابد منها جميعا فهي اصول متلازمة مترابطة لا ينفك بعضها عن البعض الاخر الايمان ببعضها مستلزم للايمان بباقيها والكفر ببعضها كفر بها جميعها وهي اصول عظيمة وهي للدين بمثابة الاصول للاشجار والاسس للبنيان كما قال الله تعالى في سورة إبراهيم الم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة اصلها ثابت وفرعها في السماء هذا مثل ضربه الله جل وعلا للايمان وان اصول الايمان كاصول الاشجار لابد ان تكون ثابتة في القلوب مستقرة في النفوس لكي تقوم شجرة الايمان واعماله على اساس راسخ وقواعد مستقيمة واركان الايمان ستة سيأتي بيانها عند المصنف رحمه الله قال المرتبة الثانية الايمان وهو بضع وسبعون شعبة فاعلاها قول لا اله الا الله وادناها اماطة الاذى عن الطريق والحياء شعبة من شعب الايمان بدأ رحمه الله حديثه عن الايمان بهذا الحديث وهو معروف عند اهل العلم بحديث الشعب وقد افرده بعض العلماء بمصنفات خاصة في شرح هذا الحديث وبيانه لان هذا الحديث جمع الدين كله قال الايمان بظع وسبعون شعبة البظع ما زاد على الواحد هو وما دون العشرة بضع وسبعون شعبة اي اكثر من السبعين شعبة والشعبة هي الطائفة من الشيء ومن المعلوم ان الطائفة من الشيء تتناول افرادا فالايمان شعب شعب كثيرة وكل شعبة من هذه الشعب تحتها من الافراد من خصال الايمان وما هو داخل فيه ايضا شيء كثير فيكون الحديث فيه دلالة على كثرة خصال الايمان وتعدد وتعدد شعبه ولهذا ذهب بعض العلماء الى ان العدد في الحديث لا مفهوم له وان المراد به التكفير نظير قوله ان تستغفر لهم سبعين مرة العدد لا مفهوم له لانه لو استغفر لهم مئات المرات لا ينفعهم لكن هذا العدد السبعين والسبع مئة ونحوه يؤتى به للتضعيف والكثرة فقوله الامام بضا وسبعون شعبة عند بعض اهل العلم المراد به ان الايمان شعبه كثيرة جدا ان الايمان شعبه كثيرة جدا وبعض العلماء قالوا لا العدد له مفهوم والعدد مراد ولهذا اجتهد بعض العلماء في جمع خصال الايمان وشعب الايمان في حدود هذا العدد بضع وسبعون وفي رواية للحديث بضع وستون فبعض العلماء جمع في حدود هذا العدد المعين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بضع وسبعون شعبة اعلاها قول لا اله الا الله وادناها اماطة الاذى عن الطريق اعلاها اي اعلى شعب الايمان وارفعها وادناها باشارة الى ان الايمان له اعلى وادنى وان شعبه ليست بمستوى واحد ولا بمنزلة واحدة بل متفاوتة لها اعلى واعلى الايمان قول لا اله الا الله ولها ادنى وادنى الايمان اماطة الاذى عن الطريق فاذا شعب الايمان متفاوتة واذا نظرت في حال الناس مع هذه الشعب هل هم مستوون كالقيام بها او متفاوتون ولهذا قال العلماء الايمان يزيد وينقص ويقوى ويضعف بحسب حال الانسان مع شعب الايمان فكلما ازداد حظا ونصيبا من شعب الايمان زاد ايمانه وكلما نقص نقص فالايمان يزيد وينقص ويقوى ويضعف واهله فيه ليسوا على رتبة واحدة واذا ما انزلت سورة فمنهم من يقول ايكم زادته هذه ايمانا فاما الذين امنوا فزادتهم ايمانا وهم يستبشرون انما المؤمنون الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم واذا تليت عليهم اياته زادتهم ايمانا وعلى ربهم يتوكلون فالايمان يزيد وينقص المؤمن القوي خير من المؤمن الظعيف من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فان لم يستطع فبلسانه فان لم يستطع فبقلبه وذلك اضعف الايمان فالايمان يزيد وينقص ويقوى ويضعف واهله ليسوا فيه سواء بل متفاوتون واذا نظرت الى شعب الايمان الكثيرة وان الايمان له اعلى وله ادنى ثم نظرت الى حال الناس مع شعب الايمان وجدتهم متفاوتون فهذا من ابين الادلة على ان الايمان يزيد وينقص ويقوى ويضعف قال اعلاها قول لا اله الا الله وادناها اماطة الاذى عن الطريق قوله اعلاها قول لا اله الا الله اي اعلى شعب الايمان وهذا فيه فضل كلمة التوحيد لا اله الا الله وانها افضل الدين واعلى شعب الايمان واعظم مباني الاسلام واساس السعادة وسبيل الفلاح والفوز في الدنيا والاخرة وهي اجل الكلمات واحسن الحسنات واعظم القربات قال ابو ذر رضي الله عنه للنبي صلى الله عليه وسلم افمن الحسنات لا اله الا الله؟ قال هي احسن الحسنات وهي افضل الكلمات على الاطلاق كما قال عليه الصلاة والسلام افضل ما قلته انا والنبيون من قبلي لا اله الا الله وحده لا شريك له فهي اعظم الكلمات على الاطلاق ولهذا عدها نبينا عليه الصلاة والسلام في هذا الحديث حديث الشعب عدها اعلى شعب الايمان قال اعلاها قول لا اله الا الله وما المراد بقوله قول لا اله الا الله هل المراد قولها باللسان مجردا اهل العلم يقولون القول اذا اطلق في الكتاب والسنة يشمل قول القلب ويشمل قول اللسان مثلا قول الله تعالى قولوا امنا بالله ان الذين قالوا ربنا الله القول اذا اطلق المراد به قول القلب وقول اللسان اما اذا قيد فهو بحسب ما قيد به ويقولون في انفسهم يقولون بافواههم اذا قيد فهو بحسب ما قيد به. اما اذا اطلق القول فانه يتناول قول القلب اعتقادا وقول اللسان نطقا وتلفظا وعليه فان قول النبي صلى الله عليه وسلم اعلاها اي اعلى شعب الايمان قول لا اله الا الله اي قولها بالقلب عقيدة وباللسان نطقا وتلفظا اما من قالها بلسانه دون اعتقاد لمظمونها بقلبه فليس هذا من الايمان والمنافقون يشهدون ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله لكن بماذا بطرف اللسان اما القلب خراب تباب ولهذا لا اله الا الله قولها لابد ان يكون بالقلب عقيدة وباللسان نطقا وتلفظا قال اعلاها قول لا اله الا الله وادناها اماطة الاذى عن الطريق اماطة الاذى عن الطريق اي تنحيته عن الطريق بحيث اذا رأى المسلم في طريق اخوانه المسلمين ابى يحمله عن طريقهم لان لا يؤذيهم هذا العمل ايمان هذا العمل ايمان من شعب الايمان والحديث صريح الدلالة على دخول الاعمال في في الايمان وانها جزء من الايمان وليست خارجة من مسماه كما يقوله اهل البدع العمل داخل في الايمان جزء من الايمان قال وادناها يعني وادنى شعب الايمان اماطة الاذى عن الطريق اماطة الاذى عن الطريق فاماطة الاذى عن الطريق سماه النبي صلى الله عليه وسلم ايمانا وهو عمل يقوم به الانسان بيده عمل يقوم به الانسان بيده فهو داخل في الايمان وجزء منه ويتناوله اسم الايمان ولهذا قال العلماء رحمهم الله في تعريف الايمان قالوا الايمان قول واعتقاد وعمل ليس الايمان قول فقط ولا قول واعتقاد فقط بل الايمان قول واعتقاد وعمل هذه كلها تدخل في الايمان قال وادناها اماطة الاذى عن الطريق قد يستهين بعض الناس بهذا العمل لكن الحديث يدل على شرفه وفضله وعظيم شأنه وانه شعبة من شعب الايمان وجزء من الدين وجزء من الدين ولهذا جاء في صحيح مسلم ان النبي عليه الصلاة والسلام قال مر رجل على غصن شجرة ذي شوك فقال والله لا ادع هذا في طريق المسلمين فيؤذيهم فنحاه عن طريقهم فشكر الله عمله فادخله الجنة فشكر الله عمله فادخله الجنة اماطة الاذى عن الطريق من شعب الايمان وفيه دلالة على ما ينبغي ان يكون عليه اهل الايمان من تراحم وتعاطف وتكاتف وسعي في مصالح بعظ وان مثل هذا جزء من ايمانهم يشكر الله لهم ويثيبهم عليه عظيم الثواب والناس في هذه الشعبة اعني اماطة الاذى عن الطريق اقسام ثلاثة قسم يميط الاذى عن الطريق وقسم يضع الاذى في الطريق وقسم يدع الاذى في الطريق اي لا يميطه وخير الناس من كان على هذه الشعبة العظيمة قال اعلاها قال وادناها اماطة الاذى عن الطريق. اماطة الاذى عن الطريق واذا كان من يميط الاذى عن الطريق يؤجر فان من يتعمد وضع الاذى في الطريق يؤزر ويأثم لان هذا ايذاء للناس ولا يجوز له ان يؤذي المؤمنين والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا واثما مبينا والايذاء متفاوت الايذاء متفاوت قال وادناها اماطة الاذى عن الطريق والحياء شعبة من شعب الايمان والحياة خلة عظيمة وخصلة مباركة من نزعت منه فارقه الخير ومما ادرك الناس من كلام النبوة الاولى اذا لم تستحي فاصنع ما شئت فالحياء اذا فارق الانسان فارقه الخير والعياذ بالله واذا كان عنده حياء فحياؤه يحجزه ولهذا قال العلماء الحياء خصلة كريمة تحجز عن الرذائل تحجز الانسان عن الرذائل وتمنعه من الخسائس وتسوقه الى الخيرات رأى النبي صلى الله عليه وسلم رجلا يعظ اخاه في الحياء يقول له لا تستحي يعظه في الحياء فقال النبي صلى الله عليه وسلم دعه الحياة لا يأتي الا بخير وفي رواية قال الحياء خير كله الحياء خير كله اذا كان الانسان يستحي فحياؤه يجلب له الخيرات ويحجزه باذن الله عن المعاصي والشرور والافات ولهذا ينبغي على الانسان ان ينمي الحياة في قلبه ويقويه في نفسه واعظم الحياء واجله واكبره ان تستحي ممن خلقك جل وعلا الذي يراك حين تقوم يراك اينما تكون لا تخفى عليه منك خافية يطلع عليك يرى سرك وعلنك يعلم ما يخفي صدرك لا تخفى عليه منك خافية وهو الذي امدك بالسمع وامدك بالصحة وامدك بالقوة وامدك بالجسم وامدك بالمال وامدك بالمسكن امدك بكل النعم فاعظم الحياء ان تستحي من الله قال عليه الصلاة والسلام استحيوا من الله حق الحياء قال السحي من الله حق الحياء. قالوا انا نستحي من الله قال الحياء من الله ان تحفظ الرأس وما حوى والبطن وما وعى وان تذكر الموت والبلى هذه حقيقة الحياة من الله يكون حافظا لرأسه حافظا لبطنه الرأس فيه الحواس فيه السمع تحفظ بصرك تحفظ سمعك تحفظ لسانك تحفظ بطنك من ان يدخل فيه الحرام هذا هو الحياء من الله من السهل على الانسان ان يقول انا استحي من الله هذه كلمة سهلة على اللسان وليست العبرة بالدعاوى ولهذا ينبغي على العبد ان يكون في كل وقت وحين على حياء من الرب العظيم والخالق الجليل واذا دعته نفسه الى معصية او الى حرام او الى اثم فعليه ان يستحي من الله بعض الناس يترك المعصية حياء من الناس واذا خلف فعلها يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله وهو معهم اذ يبيتون ما لا يرضى من القول واذا عمر القلب بالحياء من الله سبحانه وتعالى صلحت الاعمال وزكى العبد بالطاعات وانواع القربات قال والحياء شعبة من شعب الايمان الحياة عمل ومكانه القلب الحياء عمل ومكانه القلب وتظهر اثاره على الانسان تظهر اثاره على الانسان واشد عباد الله تبارك وتعالى حياء نبينا محمد عليه الصلاة والسلام ونعته بعض الصحابة في ذكر حيائه عليه الصلاة والسلام قال كان اشد حياء من العذراء في خدرها كان اشد حياء من العذراء في خدرها والعذراء التي في الخدر مضرب المثل في الحياة وفي كثير من الناس في مثل هذا الزمان العذراء الصغيرة المقبلة على الزواج مضرب المثل في قلة الحياء الان في كثير من الاماكن الا من رحم الله بينما التي قاربت الزواج تستحي حتى من والدها شديدة الحياء شديدة الحياة ولا يخطر ببالها ان ترى الرجال او يراها الرجال من شدة حيائها والان ترفع صوتها فوق صوت الرجل ولا تبالي وتخاطب الرجال والصغار والكبار كأنها رجل قال والحياء شعبة من شعب الايمان قال والحياء شعبة من شعب الايمان هذا فيه ان الحياء ايمان وهو عمل قلبي فافاد الحديث ان اعمال القلوب ايضا داخلة في مسمى الايمان اعمال القلوب مثل الحياء والتوكل والخشية والخوف والرجاء ونحو ذلك هذه اعمال في القلب وهي من الايمان وداخلة في مسماه ولهذا الايمان يتناول العقائد والاعمال التي تكون في القلب ويتناول الاقوال التي تكون باللسان ويتناول الاعمال التي تكون بالجوارح وهذه الشعب للايمان اشرت انها ليست على درجة واحدة ولهذا قسمها بعض العلماء الى اقسام ثلاثة من حيث تأثيرها على الايمان وجودا وعدم وزيادة ونقصا فذكروا انها تنقسم الى اقسام من ثلاثة قسم اذا ذهب ذهب الايمان كلية واصبح الانسان كافرا بالله وقسم اذا ذهب ذهب كمال الايمان الواجب وقسم اذا ذهب ذهب كمال الايمان المستحب تنقسم في تأثيرها على الايمان الى اقسام من ثلاثة قسم منها اذا فقد او انتفى انتفى الايمان وقسم اذا انتفى انتفى الايمان الواجب وقسم اذا انتفى انتفى الايمان المستحب والواجب على العبد والمطلوب منه ان يجاهد نفسه في تكميل دينه وتتميم ايمانه والمحافظة عليه عقيدة وقولا وعملا قال واركانه ستة اركانه ستة هو شعب كثيرة الايمان شعب كثيرة كما تقدم في حديث الشعب لكن هذه الشعب الكثيرة للايمان تقوم وتنبني على اركان ستة اركانا ستة وهي كما قدمت للايمان بمثابة الاصول للاشجار والقواعد للبنيان وهي ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر وتؤمن بالقدر خيره وشره ثم ذكر الدليل على هذه الاركان الستة من القرآن قال والدليل على هذه الاركان الستة قوله تعالى ليس البر ان تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من امن بالله واليوم الاخر والملائكة والكتاب والنبيين قال ودليل القدر قوله تعالى ان كل شيء خلقناه بقدر قوله رحمه الله واركانه ستة ان تؤمن بالله هذا الاصل الاول من اصول الايمان وهو اصل اصول الايمان واعظمها على الاطلاق وبقية اصول الايمان تبع لهذا الاصل كما قال الله تعالى كل امن بالله وملائكته وكتبه ورسله قوله وملائكته وكتبه ورسله هذا دليل على ان هذه الاصول تبع لاصل الاصول وهو الايمان بالله جل وعلا والايمان بالله هو الايمان بوحدانية الله تعالى في ربوبيته واسمائه وصفاته والوهيته ولهذا قال العلماء اركان الايمان بالله ثلاثة اركان الايمان بالله ثلاثة الاول الايمان بوحدانية الله في ربوبيته بان تعتقد اعتقادا جازما ان الله جل وعلا رب العالمين لا رب لهم سواه ولا خالق الا اياه ولا مدبر الا هو. المتصرف المعطي المانع الخافظ الرافع. القابظ الباسط الذي بيده في ازمة الامور والركن الثاني للايمان بالله الايمان بوحدانيته في اسمائه وصفاته بان تثبت لله جل وعلا الاسماء الحسنى والصفات العلى الثابتة في كتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تنفيذ وان تنفي عنه جل وعلا ما نفاه عن نفسه وما نفاه عنه رسوله صلى الله عليه وسلم على حد على حد قوله تعالى ليس كمثله شيء وهو السميع البصير والاصل الثاني من اصول الايمان الايمان بالملائكة ملائكة الله وهم جند لله خلقهم من نور لا يعصون الله جل وعلا ما امرهم ويفعلون ما يؤمرون والواجب الايمان بهذا الخلق وان لم نرهم واعتقاد وجودهم والايمان باسمائهم واوصافهم ووظائفهم نؤمن بذلك كله نؤمن بذلك كله في ضوء كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام اجمالا فيما اجمل وتفصيلا فيما فصل ومن حيث الجملة يجب علينا فيما يتعلق بالايمان بالملائكة ان نؤمن باربعة امور او اربعة اشياء وهي الاسماء والاعداد والاوصاف والوظائف فهذه الاربعة اليه يرجع ما يطلب من العبد تجاه الايمان به تجاه الملائكة فنؤمن باسماء الملائكة واعداد الملائكة ووظائف الملائكة واوصاف الملائكة اجمالا فيما اجمل وتفصيلا فيما فصل اجمالا فيما اجمل وتفصيلا فيما فصل يعني اذا فصلت لنا اسماء نؤمن بها جبريل ميكائيل اسرافيل فصلت لنا اعداد نؤمن بها عليها تسعة عشر هذا عدد نؤمن به فصلت لنا اوصاف نؤمن بها رأيت جبريل يقول عليه الصلاة والسلام وقد سد الافق وله ست مئة جناح اذن لي ان احدثكم عن احد الملائكة ما بين شحمة اذنه الى عاتقه تخفق فيه الطير سبع مئة سنة اي انه لو طار طير من العاتق الى شحمة الاذن يحتاج الى سبع مئة سنة طيران الى ان يصل الى شحمة الاذن فهذه نؤمن بها هذي الاوصاف الوظائف وظائف الملائكة نؤمن بها اجمالا وتفصيلا اجمالا فيما اجمل وتفصيلا فيما فصل وانهم لا يعصون الله ما امرهم ويفعلون ما يؤمرون ويقوم كل ملك بما وكل اليه على التمام والكمال فهذا كله نؤمن به والايمان به ركن من اركان الايمان واصل من اصول الدين والركن الثالث الايمان بالكتب اي المنزلة على الرسل بالكتب اي كلها ما علمناه منها وما لم نعلمه وقل امنت بما انزل الله من كتاب اي بكل كتاب انزله الله على اي رسول ولقد ارسلنا رسلنا بالبينات وانزلنا معهم الكتاب فنحن نؤمن بالكتب المنزلة نؤمن بانها وحي الله وتنزيله نؤمن بان الذي تكلم بها هو ربنا جل وعلا هي كلامه سبحانه نؤمن بها بانها اشتملت على هداية الخلق وبيان الحق وارشاد الناس للخير ونهيهم عن الشر والضلال نؤمن بان من امن بالكتب وحقق ما جاءت به وهو السعيد ومن لم يؤمن بها فهو الخاسر نؤمن بان كتب الله جل وعلا متفقة مؤتلفة ليست مختلفة يؤيد بعضها بعضا ويشهد بعضها لبعض وكلها فادعوا الى الايمان بالله الايمان بوحدانية الله جل وعلا وانه المعبود بحق وتدعو الى هذه الاصول العظيمة والاسس المتينة وقد يكون بينها شيء من الفروقات في الشرائع لكل جعلنا منكم سرعة ومنهاجا ونؤمن بان الكتب المنزلة ختمت بالقرآن وكما ان نبينا عليه الصلاة والسلام خاتم النبيين فالقرآن خاتم الكتب المنزلة وكما انه لا نبي بعده فلا كتاب منزل بعده. عليه الصلاة والسلام ختمت الكتب بالقرآن الكريم كما ان النبوات ختمت بنبوته عليه الصلاة والسلام ونؤمن بالقرآن ايمانا خاصا هو كتاب الهداية لهذه الامة ولا يجوز العمل بالكتب التي قبله لانه نسخها وهو المهيمن عليها والشاهد لما قبله والمصدق لما بين يديه والناسخ للكتب التي قبله وبعد نزول القرآن لا يعمل الا بالقرآن وبعد نزول وبعد بعث محمد عليه الصلاة والسلام لا يتبع الا محمد عليه الصلاة والسلام قال والذي نفسي بيده لا يسمع بي يهودي ولا نصراني ثم لا يؤمن بالذي جئت به الا كان حقا على الله ان يدخله النار نؤمن بالقرآن انه كتاب هداية. ان هذا القرآن يهدي للتي اقوم نصدق باخباره ونعمل باوامره وننتهي عن نواهيه ونهتدي بهداه هو كتاب عز للامة وسعادة ما انزلنا عليك القرآن لتشقى. اي بل انزلناه لتسعد فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى ومن اعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكا والاصل الرابع الايمان بالرسل الكرام رسل الله جل وعلا وهم صفوة الخلق وخيارهم الله يصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس فهم صفوة الناس اختارهم الله على علم وهم صفوة عباد الله وخيارهم بعثهم الله جل وعلا بالرسالة وجعله مبشرين ومنذرين ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت نؤمن بالرسل كلهم بدءا من اولهم الى خاتمهم نبينا محمد صلوات الله وسلامه عليه نؤمن بانهم رسل الله وانهم دعاة الحق والهدى وانهم قادة الامة وائمة الهدى وان من اتبعهم وسار على نهجم سعد في الدنيا والاخرة ومن لم يتبعهم خسر خسرانا مبينا ونؤمن بانهم ختموا بمحمد عليه الصلاة والسلام ونؤمن بانهم متفاضلون ولقد فظلنا بعظ النبيين على بعظ وافضل الانبياء الرسل وافضل الرسل اولو العزم من الرسل وهم نوح وابراهيم وموسى وعيسى ومحمد عليه الصلاة والسلام وافضل اولو العزم من الرسل محمد صلى الله عليه وسلم فهو سيد الاولين والاخرين والرسل انما بعثوا ليطاعوا وما ارسلنا من رسول الا ليطاع. باذن الله ولهذا الايمان بهم طاعتهم فيما يأمرون والانتهاء عما عنه ينهون وتصديقهم فيما يخبرون به هذا معنى الايمان بالرسل وهو الركن الرابع من اركان الايمان الركن الخامس في الايمان باليوم الاخر الايمان باليوم الاخر والايمان باليوم الاخر هو الايمان بكل ما يكون بعد الموت الايمان باليوم الاخر هو الايمان بكل ما يكون بعد الموت لان من مات قامت قيامته من مات قامت قيامته وبدأت مراحل الدار الاخرة في حقه ولهذا اول ما يدرج القبر يبدأ النعيم والعذاب اول ما يدخل قبره يأتيه ملكان ويجلسانه ويقول ان من ربك وما دينك ومن نبيك اسمهما المنكر والنكير لانهما يأتيان على هيئة منكرة غير معهودة ويسألان اسئلة محدثة ثلاثة من ربك؟ ما دينك؟ من نبيك ولاجل هذا ولاجل نصح هذا الباب كتب المصنف رحمه الله هذه الاصول الثلاثة في بيان هذه الاصول من ربك؟ ما دينك؟ من نبيك؟ نصحا للعباد ومعذرة الى الله جل وعلا فالايمان باليوم الاخر هو الايمان بكل ما يكون بعد الموت بدءا من فتنة القبر وعذابه ونعيمه النفخ في الصور البعث والنسور القيام لرب العالمين الحشر الميزان الصراط الجنة النار كل التفاصيل التي جاءت في الكتاب والسنة مما يكون بعد الموت الايمان بها هو من الايمان باليوم الاخر ومن لم يؤمن باليوم الاخر او شك في ما يكون فيه من بعث او نسور او جنة او نار او حساب او غير ذلك فهو كافر قال الله تعالى زعم الذين كفروا الا يبعثوا. قل بلى وربي لتبعثن ولتنبؤن بما عملتم ثم لتنبؤن بما عملتم وذلك على الله يسير البعث والقيام الجزاء والحساب والصراط والدواوين والميزان والجنة والنار كل ذلك حق والايمان به هو من الايمان باليوم الاخر وهو ركن من اركان الايمان وكثيرا ما يقرن الله جل وعلا بين الايمان به والايمان باليوم الاخر في ايات وايضا يأتي في السنة من كان يؤمن بالله واليوم الاخر يكرم بينهما لان الله عز وجل هو المقصود واليوم الاخر هو يوم الموعود يوم الجزاء والحساب والعقاب فالمقصود هو الله بالعبادة ويوم القيامة يوم الجزاء والحساب على ذلك والناس في الايمان باليوم الاخر على درجتين درجة الايمان الجازم ودرجة الايمان الراسخ الايمان الجازم هي الدرجة التي ليس بعدها الا الشك والكفر والايمان الراسخ هو الايمان المتمكن بالقلب الذي عمر القلب به وملئ به وثبت في القلب ثبوتا ورسخ رسوخا وهذا الايمان الراسخ هو الذي يؤثر التأثير القوي في العبد صلاحا في اعماله استعدادا ليوم لقائه لربه جل وعلا وتزودوا فان خير الزاد التقوى واتقون يا اولي الالباب فالعبد اعماله واموره طاعاته كلها سيلقى الله جل وعلا بها فاذا كان مستحظرا لليوم الاخر زاد في العمل قال علي رضي الله عنه ارتحلت الاخرة مقبلة وارتحلت الدنيا مدبرة. ولكل منهما بنون يعني في ابناء للدنيا وفي ابناء للاخرة لكل منهما بنون فكونوا ابناء الاخرة ولا تكونوا ابناء الدنيا فان اليوم عمل ولا حساب وغدا حساب ولا عمل الحج يذكر باليوم الاخر ولا سيما الوقوف في صعيد عرفة واجتماع الخلق من انحاء الدنيا على صعيد واحد وفي ارض واحدة ارض منبسطة فهذا يذكر اليوم الاخر يذكر بالوقوف يوم القيامة بين يدي الله جل وعلا والذين يقفون على صعيد عرفات تركوا دنياهم في بلدانهم والذين يقفون امام الله جل وعلا ليس معهم من الدنيا شيء ليس معهم من الدنيا شيء ولهذا الذي يرجع من بلده بعد الحج عليه ان يستفيد من هذا الدرس وان يكون دائما على ذكر للايمان باليوم الاخر وهذه وصية الله جل وعلا لعباده عند الفراغ من الحج عندما تقرأ ايات الحج في سورة البقرة تجد انها ختمت بقوله تبارك وتعالى واذكروا الله في ايام معدودات فمن تعجل في يومين فلا اثم عليه ومن تأخر فلا اثم عليه لمن اتقى. واتقوا الله واعلموا انكم اليه تحشرون واتقوا الله واعلموا انكم اليه تحشرون خذوا هذا الدرس معكم الى بلدانكم بعد فراغكم من الحج اعلموا انكم اليه تحشرون مثل ما اجتمعتم على صعيد واحد جمعكم رب العالمين من انحاء الدنيا ستحشرون الى الله وتقفون اجمعين الاولين والاخرين على صعيد واحد وستسألون عما قدمتم في هذه الحياة قال رحمه الله وتؤمن بالقدر خيره وشره وهذا الاصل السادس من اصول الايمان هذا الاصل السادس من اصول الايمان ان تؤمن بالقدر خيره وشره والقدر قدرة الله القدر هو ايمانك ان الامور بتقدير الله وتدبيره قال تعالى وجئت على قدر يا موسى ثم جئت على وجئت على قدر يا موسى وكان امر الله قدرا مقدورا سبح اسم ربك الاعلى الذي خلق فسوى والذي قدر فهدى فالامور كلها بتقدير الله جل وعلا ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن احاط علما بكل شيء ووسعت قدرته كل شيء ولا يعجزه شيء في الارض ولا في السماء فمن اصول الايمان ان تؤمن بالقدر قال عليه الصلاة والسلام كل شيء بقدر حتى العجز والكيس قال ابن عباس رضي الله عنهما كل شيء بقدر حتى وضعك كفك على ذقنك هكذا وضع كفه على ذقنه رضي الله عنه قال حتى وظعك كفك على ذقنك هذا بقدر يعني قدره الله عليك قبل ان ان يخلق السماوات والارض بخمسين الف سنة اجتماعنا هذا قدره الله قبل خلق السماوات والارض بخمسين الف سنة كما قال نبينا عليه الصلاة والسلام ان الله كتب مقادير الخلائق قبل ان يخلق السماوات والارض بخمسين الف سنة كل ما يكون بهذا الكون من حركة وسكون وقيام وقعود وذهاب ورواح وكفر وايمان وطاعة وعصيان كل ذلك كتب كل ذلك كتب ان الله كتب مقادير الخلائق وفي القرآن ان ذلك ان ذلك في كتاب ان ذلك على الله يسير فالله عز وجل كتب كل ما هو كائن الى يوم القيامة وكل شيء فعلوه في الزبر وكل صغير وكبير مستطع ان كل شيء خلقناه بقدر فيجب على العبد ان يؤمن بهذا الاصل ومن لم يؤمن بالقدر فهو كافر قال ابن عباس رضي الله عنهما القدر نظام التوحيد يعني لا ينتظم التوحيد الا بالايمان بالقدر قال الايمان بالقدر نظام التوحيد. فمن وحد الله وكذب بالقدر نقظ تكذيبه توحيدا بمعنى انه لا يكون مؤمنا بالله الا اذا امن باقدار الله سبحانه وتعالى ولما قيل لابن عمر رضي الله عنهما عن اقوام يقولون الامر انف ولا قدر قال ابن عمر اخبرهم انني بريء منهم وانهم مني برءاء والذي نفس نفسي بيده لو ان احدهم انفق مثل احد ذهبا لو ان احدهم انفق مثل احد ذهبا ما تقبله الله منه ما لم يؤمن بالقدر الاعمال كلها ما تقبل الصدقات لا تقبل الصلوات لا تقبل الحج لا يقبل اذا لم يؤمن بالقدر القدر اصل اصل من اصول الايمان لا يقوم الايمان الا عليه ومن يكفر بالايمان فقد حبط عمله وفي الاخرة من الخاسرين والعلماء رحمهم الله يقولون الايمان بالقدر مراتبه اربعة الايمان بالقدر مراتبه اربعة بمعنى ان من لم يؤمن بهذه المراتب ليس مؤمنا بالقدر من لم يؤمن بهذه المراتب ليس مؤمنا بقدر الايمان بالقدر مراتبه اربعة الاولى ان تؤمن ايمانا جازما ان الله احاط بكل شيء علما علم ما كان وعلم ما سيكون وعلم ما لم يكن لو كان كيف يكون ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما تؤمن بعلم الله المحيط بالمخلوقات كلها دقيقها وصغيرها سرها وعلنها احاط بكل شيء علما واحصى كل شيء عددا الا يعلم من خلق خلقه للمخلوقات دليل على احاطة علمه بها الله الذي خلق سبع سماوات ومن الارض مثلهن يتنزل الامر بينهن لتعلموا ان الله على كل شيء قدير وان الله قد بكل شيء علما خلقه لهذه المخلوقات دليل على احاطة علمه تبارك وتعالى بها فمن لم يؤمن بعلم الله المحيط ليس مؤمنا بهذا الاصل العظيم وليس مؤمنا بالله المرتبة الثانية الايمان بالكتابة ان الله عز وجل كتب مقادير الخلائق كلها في اللوح المحفوظ ان ذلك في كتاب ان ذلك على الله يسير قال عليه الصلاة والسلام اول ما خلق الله القلم قال له اكتب قال وما اكتب؟ قال اكتب ما هو كائن الى يوم القيامة. فجرى القلم كتابة بما هو كائن الى يوم القيامة قال عليه الصلاة والسلام ان الله كتب مقادير الخلائق قبل خلق السماوات والارض بخمسين الف سنة كل مقادير الخلائق كتبت فيؤمن بالكتابة بان كل شيء كتب في اللوح المحفوظ الاصل او المرتبة الثالثة الايمان بالمشيئة النافذة وان ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن يفعل ما يشاء وما تشاؤون الا ان يشاء الله رب العالمين نؤمن بان مشيئة الله نافذة في هذا الكون وان قدرته تبارك وتعالى شاملة لا يعجزه شيء في الارض ولا في السماء المرتبة الرابعة الايمان بان الله خالق كل شيء كما قال تعالى الله خالق كل شيء قال تعالى والله خلقكم وما تعملون خالق الذوات والاشخاص وخالق الافعال والحركات والسكنات فافعال العباد مخلوقة لله مثل ما ان العبادة انفسهم مخلوقون لله تبارك وتعالى فالله تبارك وتعالى خالق كل شيء هذه مراتب القدر او مراتب الايمان بالقدر ومن لم يؤمن بهذه المراتب لا يكون مؤمنا بالقدر جمعها احدهم في بيت فقال علم كتابة مولانا مشيئته وخلقه وهو ايجاد وتكوين فهذه مراتب الايمان بالقدر قال وان تؤمن بالقدر خيره وشره من الله تعالى. اي ان الله قدر كل شيء الصحابة رضي الله عنهم جال في جال في اذهانهم سؤال ثار في اذهانهم سؤال لما علموا هذه الحقيقة سألوا النبي عليه الصلاة والسلام قالوا ففيم العمل؟ اذا كانت الامور كتبت وقدرت اذا كانت الامور كتبت وقدرت وكتب الله كل ما هو كائن الى يوم القيامة قالوا فيما العمل في بعض الاحاديث قالوا الا نتكل على الكتاب ما دام كل شيء مكتوب لماذا نعمل فيما العمل هذا السؤال استفهام واستعلام واستيضاح وطلب للحق وبعض الناس سؤاله في هذا المقام للاعتراض والانتقاد وهذا عين الضلال عين الضلال قال الله تعالى لا يسأل عما يفعل وهم يسألون اذا كان الانسان يسأل ليعترض على الله فهذا عين الضلال والعياذ بالله اما اذا كان الانسان يسأل ليستوضح ويتبين ليسير على بينة وعلى هدى فهذا لا بأس به قالوا ففيما العمل؟ يستفثمون قال اعملوا فكل ميسر لما خلق له فمن كان من اهل السعادة يسره الله لعمل اهل السعادة ومن كان من اهل الشقاوة يسره الله لعمل اهل الشقاوة قال اعملوا فكل ميسر لما خلق له ذكر امرين والله لا يسعد الانسان الا بهما اعملوا فكل ميسر لما خلق له قال اعمل وهذا فيه اشارة الى ان عندك مشيئة تختار بها طريق الحق وطريق وطريق الباطل وهديناه النجدين لك مشيئة ومشيئتك تحت مشيئة الله. فاذا ماذا يطلب منك؟ قال اعمل يعني تحرك ببذل الاعمال الصالحة والطاعات الزاكية والقربات والبعد عن المحرمات واستعن بالله لانك ميسر لما خلقت له اطلب عونك من الله ولهذا سعادتك بالامرين ان تجاهد نفسك على الاعمال الصالحة وفي الوقت نفسه تطلب العون والتوفيق والسداد والهداية والرشاد من الله لان الامر كله بيد الله قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الاخر احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجزن ولا تقل لو اني فعلت كذا لكان كذا وكذا ولكن قل قدر الله وما شاء فعل فالواجب على العبد ان يكون مؤمنا بهذا الاصل العظيم وبهذا الركن المتين وان يجاهد نفسه على الاعمال الصالحات والطاعات الزاكيات وان يسأل ربه تبارك وتعالى ان يهديه وان يثبته وان يعيذه من زيغ القلوب كان اكثر دعاء نبينا عليه الصلاة والسلام يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك قالت ام سلمة رضي الله عنها قلت يا رسول الله او ان القلوب لتتقلب قال ما من قلب الا هو بين اصبعين من اصابع الرحمن يقلبه كيف يشاء فان شاء اقامه وان شاء ازاغه ولهذا يجب على العبد ان يكون دائم السؤال لربه ان يثبته يثبت الله الذين امنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الاخرة ويظل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء لما انهى المصنف رحمه الله ذكر هذه الاركان الستة للايمان ذكر دليلها من القرآن قال والدليل على هذه الاركان الستة قوله تعالى ليس البر ان تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من امن بالله واليوم الاخر والملائكة والكتاب والنبيين كم ركن خمسة اركان ذكرت في هذه الاية ولم يذكر القدر لانه داخل في الايمان بالله. القدر قدرة الله فهو داخل في الايمان بالله ونص عليه مفردا في بعض الايات كالاية التي ساقها المصنف وهي قول الله تعالى ان كل شيء خلقناه بقدر ان كل شيء خلقناه بقدر فهذه اصول الايمان اجتمعت في الاية قال ليس البر ان تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ليس البر او حقيقة البر في التوجه الى الامكنة حقيقة البر في الطواعية لله والامتثال بحيث اذا وجهك الى شيء وامرك بشيء امتثلت هذي حقيقة البر ليس البر ان تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب البر طاعة الله وامتثال امره وتصديق اخباره والايمان به وبكل ما امر به بالايمان به هذه حقيقة البر ليس البر ان تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من امن بالله واليوم الاخر والملائكة والكتاب والنبيين فذكر الله تبارك وتعالى اصول الايمان في هذه الاية مجتمعة كما انه جل وعلا ذكرها مجتمعة في قوله يا ايها الذين امنوا امنوا بالله ورسوله والكتاب الذي نزل على رسوله والكتاب الذي انزل من قبل ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر فقد ضل ضلالا بعيدا وجمعها في الاية الاخيرة او الاية ما قبل الاخيرة من سورة البقرة امن الرسول بما انزل اليه من ربه والمؤمنون كل امن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين احد من رسله وقالوا سمعنا واطعنا غفرانك ربنا واليك المصير كم اصل ذكر اربعة او خمسة نعيد الاية كل امن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين احد من رسله وقالوا سمعنا واطعنا غفرانك ربنا واليك المصير خمسة خمسة اركان ذكرت والايمان بالقدر داخل فالايمان بالله تبارك وتعالى لان القدر كما قال الامام احمد قدرة الله والايمان بالله جل وعلا ايمان بعلمه وايمان بقدرته وايمان بمشيئته وايمان بانه الخالق جل وعلا فالايمان بالقدر داخل في الايمان بالله تبارك وتعالى ثم اورد رحمه الله تعالى دليلا مفردا للامام بالقدر من القرآن وهو قول الله تبارك وتعالى ان كل شيء خلقناه بقدر اي كل شيء اوجدناه فهو مقدر قدره الله وكتبه سبحانه وتعالى في اللوح المحفوظ قبل خلق السماوات والارض بخمسين الف سنة وبهذا يكون المصنف رحمه الله انهى الكلام على المرتبة الثانية اه اه من مراتب الدين وهي مرتبة الايمان فذكر حديث الشعب وذكر اصول الايمان وذكر الادلة عليها من كتاب الله تبارك وتعالى ونسأل الله العظيم رب العرش العظيم ان يزيننا اجمعين بزينة الايمان وان يجعلنا هداة مهتدين وان يصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا وان يصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا وان يصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا وان يجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر ونسأله تبارك وتعالى الجنة وما قرب اليها من قول وعمل ونعوذ به من النار وما قرب اليها من قول وعمل ونسأله تبارك وتعالى ان يجعل كل قظاء قظاه لنا خيرا وان يجعل عاقبة امرنا رشدا وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين وان يغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات انه تبارك وتعالى غفور رحيم. والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبد الله ورسوله نبينا محمد واله وصحبه اجمعين احسن الله اليكم وبارك فيكم ونفعنا الله بما قلتم وغفر الله لنا ولكم وللمسلمين اجمعين هذا سائل يقول ما الفرق بين الايمان الواجب والايمان المستحب الفرق بين الايمان الواجب والايمان المستحب هو ان امور الايمان منها واجبات ومنها مستحبات منها واجبات ومنها مستحبات وهي داخلة في الايمان فكل خصال الايمان الداخلة في الايمان وهي واجبة تعد من الايمان الواجب وكل خصال الايمان الداخلة في الايمان وهي مستحبة تعد من الايمان المستحب ولهذا آآ ثمة فرق بين الايمان الواجب والايمان المستحب الايمان الواجب اذا نقص يحاسب عليه العبد والايمان المستحب اذا نقص لم يحاسب عليه لم يحاسب عليه اذا فعله اثيب واذا لم يفعله لم لم لم يعاقب عليه يعاقب على ترك الواجبات اما المستحبات ان فعلها اثيب وان لم يفعلها لم يعاقب هذا سائل يقول هل يجوز المرور هل يجوز المرور بين يدي المصلين في المسجد النبوي الشريف يقول عليه الصلاة والسلام لو يعلم المار بين يدي المصلي ما عليه من الاثم لكان ان يقف اربعين في بعض الروايات خريفا خير له من ان يمر او كما قال عليه الصلاة والسلام فالمرور بين يدي المصلي ليس بالامر الهين ولهذا يجب على العبد اينما كان ان يحتاط لنفسه وان يحسب لهذا الامر حسابا والا يستهين بهذا الامر لان يقف خير من لان يقف اربعين خريفا خير لهم من ان يمر بين يديه. اربعين سنة يقف افضل له من ان يمر بين يدي المصلي نعم السلام عليكم هذا السائل يقول اذا وصلت الى الحرم المكي وانا محرم وقد اقيمت الصلاة الفريظة فنشرع في الصلاة ام ابدأ بالعمرة؟ اذا وصلت والصلاة قائمة تشرع في الصلاة تصلي ثم بعد ذلك تؤدي اه طواف العمرة او طواف القدوم ان كنت قارن او مفردا نعم احسن الله اليكم يقول السائل هل يجوز الدعاء بالادعية الواردة في القرآن في السجود علما ان قراءة القرآن منهي عنها في الركوع السجود اذا دعا بالدعاء لا لا لا لقصد قراءة القرآن وانما دعا قال ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار دعاء هذا لا بأس به ليس قراءة للقرآن في السجود وانما هو دعاء يدعو الله تبارك وتعالى به. نعم هذا سائل استشكل آآ كلام الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى يقول الشيخ في منسكه بما يجب على المحرم والا يتطيب في بدنه او ثوبه او مأكله او مشربه يقول ما معنى التطيب في المأكل والمشرب تطيب في المأكل والمشرب ان يكون الاكل يضاف اليه اشياء تطيبه يعني يكون له اه رائحة رائحة طيب او او نحو ذلك فيزكو وويطيب ويكون به رائحة طيبة رائحة عطرية لعل هذا المقصود بكلامه والله اعلم احسن الله اليكم هذا يسأل عن الاشتراط وان حبسني حابس هل هو للرجال ام للرجال والنساء ايضا؟ هذا للرجال والنساء اذا كان الانسان يخشى من شيء من مرض او شيء من من هذا القبيل فله ان يشترط له ان يشترط والاشتراط هو ان يقول بعد التلبية ان حبسني حابس فمحلي حيث حبستني وفائدة هذا الاشتراط انه لو قدر ان حصل له حابس منعه من المواصلة اداء الحج او العمرة فانه يتحلل من احرامه ولا ولا شيء عليه تحلل من احرامه ولا شيء عليه لانه اشترط نعم وهذا يقول ما حكم من قال لك سلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ وقال لك ادع لي وهم كثير فكيف افعل ذكرت حديث النبي عليه الصلاة والسلام انه قال ان لله ملائكة سياحين يبلغونني عن امتي السلام يبلغونني عن امتي السلام بارسال السلام مع الزوار والحجاج هذا العمل لا اصل له هذا العمل لا اصل له واذا كان اوصاك بهذا الامر فقد اوصاك بامر غير مشروع بامر غير مشروع ولا دليل عليه لا دليل على مشروعيته والعبد اينما كان في الدنيا اذا صلى وسلم على رسول الله في اي ساعة من ليل او نهار الملائكة تبلغ ان لله ملائكة سياحين يعني في الارظ يبلغونني عن امتي السلام وطلبهم منك الدعاء تدعو لاخوانك المسلمين تتحرى الدعاء لهم في عرفات وفي المشعر الحرام وتتحرى الدعاء ايضا بعد رمي الجمار بعد رمي الجمرة الصغرى ورمي الجمرة الوسطى وايضا عند الوقوف على الصفا والمروة هذه ستة مواضع فالحج يشرع لك ان تقف وتدعو وتتحرى فيها الدعاء الدعاء فيها حري بالاجابة فتتحرى الدعاء في هذه الستة المواضع تدعو لنفسك وتدعو لاخوانك تدعو لنفسك وتدعو لاخوانك وبعض الناس يتحرى الدعاء عند القبور وهذا لا اصل له هذا لا اصل له ولا دليل على مشروعيته اي قبر كان لان زيارة القبور شرعت لتذكر الاخرة والدعاء للموتى والسلام عليهم لا لنتحرى العبادة والدعاء ولا لنمكث عندها ولا لنتخذها عيدا هذا كله لا اصل له القبور تزار للسلام ابن عمر رضي الله عنهما كان اذا قدم من سفر وقف امام قبر النبي عليه الصلاة والسلام والقبلة خلفه وقال السلام عليك يا رسول الله. السلام عليك يا ابا بكر. السلام عليك يا ابتاه ويمشي اما تحري الدعاء يبقى يدعو لنفسه ويدعو لاخوانه الى اخره هذا كله لا اصل له في الشرع المأثور عن النبي الكريم عليه الصلاة والسلام احسن الله اليكم هذا يقول هل يجوز تعزية الكافر تأزية الكافر بكلمات فيها دعاء لميته بالرحمة او المغفرة او نحو ذلك هذا لا يجوز لا يجوز اما بكلمات اخرى يسليه بها او يقول له اصبر او نحو ذلك تأليفا لقلبه وكسبا له لعل ذلك يكون سببا في هدايته هذا لا بأس به وهو داخل في عموم قوله تعالى لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم ان تبروهم وتقسط اليهم ان الله يحب المقسطين اذا نوى الانسان تأليف قلبه واستمالة احتمالته الى هذا الدين ولم يأتي آآ شيء ينهى عنه في حق الكافر فلا بأس بذلك احسن الله اليكم هذا السائل يقول زوجتي مرافقة لي لا تستطيع رمي الجمرات وسوف توكلني هل لها ان تبيت بمنى او تبقى في مكة ليلتي احدى عشر واثنتي عشر من ذي الحجة اذا كانت غير قادرة على الرمي فلك ان ترمي عنها لك ان ترمي عنها بعد ان ترمي عن نفسك لك ان ترمي عنها اذا كانت غير قادرة على الرمي. اما اذا كانت صحيحة وقوية وقادرة على الرمي لكن تخشى من الزحام فلا تنوب عنها في الرمي بل تنتظر الوقت الذي لا يكون فيه زحام وتذهب بصحبتها وترمي انت وترميها هي الجمرات واما المبيت بمنى ليالي ايام التشريق فهو واجب من واجبات الحج يجب عليك وعلى زوجتك وكونها غير قادرة على الرمي ليس هذا رخصة لها في ترك المبيت احسن الله اليكم هذا يقول هل يبطل الطواف او هل يبطل طواف من انتقض وضوءه من انتقض وضوءه في الطواف يجب عليه ان يتوقف لان من شرط الطواف الطهارة من شرط الطواف الطهارة لابد ان يكون الطائف طاهرا بينما السعي لا يشترط فيه الطهارة يعني لو قدر ان انسان انتقض وضوءه وهو في المسعى واكمل السعي السعي صحيح لانه ليس من شرط السعي بين الصفا والمروة الطهارة لكن الطواف بالبيت من شرطه ان يكون طاهرا ولهذا اذا انتقض وضوءه وهو في طوافه فعليه ان يتوقف عن الطواف ويذهب ويتوضأ ويرجع للطواف من جديد الله اعلم هذا السائل يقول في المسألة قولان لاهل العلم من اهل العلم من يرى انه اذا انتقض وضوءه في اثناء الطواف فانه يتوضأ ويعيد الطواف من اوله ويعتبرونك الصلاة اذا انتقض الوضوء اه الطهارة في صلاة الانسان يعيد الصلاة من اولها ومن اهل العلم من قال يبني على اه اه الطواف السابق ويكمل من حيث انتهى والله اعلم نعم هذا السائل يقول هل هل وجود كبسولات مضغوطة وغير مخيطة في ملابس الاحرام يبطله لعل المراد بها الازارير او المساكات التي تمسك الازار ازارير تمسك الرداء او الازار الرداء الذي يوضع على اعلى البدن بعض الحجاج يأتي برداء وفيه ازارير ستة او خمسة او اكثر او اقل ويزر الرداء من الامام فيكون اشبه ما يكون بالمخيط يكون اشبه ما يكون بالمخيط ولهذا ينهى عن ذلك ينهى عن ذلك فيضع الرداء ويرميه يرميه على عاتقه واذا سقط يعيده يرمي مرة ثانية هذا المشروع في حقه اما الازارير فهذه ان كانت موجودة في في احرامه لا لا لا يترك احرامه يستفيد منه لكن لا يستعملها يستفيد من احرامه لكن لا يستعمل هذه الازارير نعم جاءت اسئلة كثيرة عن متى يجوز الحج عن الغير الحج عن الغير لا يكون الا اذا حج الانسان عن نفسه اذا حج عن نفسه حج عن نفسك ثم عن شبرمة اذا حج الانسان عن نفسه وادى الفرض الواجب عليه له ان يحج عن غيره العام الواحد ليس فيه حجة الا عن شخص واحد اما عن نفسه او عن شخص واحد اقول ذلك لان احد الحجاج قبل يومين سأل قال اريد ان احج هذه الحجة عن امي وابي يعني يجعل النية في الحج عن امه وابيه في نية واحدة هذا لا يجوز الحج يكون عن النفس او عن الغير شخصا واحدا لا لا يحج عن اشخاص في في حجة واحدة نعم ايضا هل هناك شرط في المحجوج عنه؟ المحجوج عنه اذا وصلت الى الميقات تعقد النية عن من حججت عنه في قلبك واذا قلت لبيك عمرة وحجا عن فلان ابن فلان لا بأس بذلك واعمال الحج تمضي فيها ولا تقول عند الطواف نويت ان اطوف عن فلان او نويت ناسا عن فلان نويت ان اقف بعرفة عن فلان هذا كله لا اصل له النية معك من اول العمل من الميقات ماضية عن فلان وهي ثابتة في قلبك عنه الذي يحج عنه الذي يحج عنه ويناب عنه في في الحج واحد شخصين اما شخص ميت او شخص هرم او مريظ مرض لا يرجع برؤه اما الانسان القادر بدنيا الانسان القادر بدنيا هذا لا يحج عنه لا يحج عنه لا يحج الا عن الانسان المريظ مرظا لا يرجى برؤه او الانسان الميت هذا الذي يحج عنه احسن الله اليكم هذا يقول كيف التوفيق؟ حفظكم الله بين كون الله عز وجل هو خالق الشر وبين ارادته الخير لجميع خلقه الله عز وجل خالق كل شيء الله جل وعلا خالق كل شيء وهذه اللفظة التي جاءت هي ورقة السائل الاسلوب الانسب في مثل هذا المقام ان يقال مثل ما جاء في الاية وانا لا ندري اشر اريد بمن في الارض ام اراد بهم ربهم رشدا او نقول الله خالق كل شيء فكل شيء خلقه الله جل وعلا وفي الحديث والشر ليس اليك والشر ليس اليك ولهذا الشر ليس في افعاله ولكنه في مفعولاته اي مخلوقاته المنفصلة عنه سبحانه وتعالى والشر ليس اليه تبارك وتعالى وليس في افعاله جل وعلا وانما في مفعولاته المنفصلة عنه وليس في ما يخلقه الله سبحانه وتعالى ما هو شر صرف بل فيه خير من جهة وفيه نفع من جهة وفيه فائدة من جهة وهذه الحياة ميدان الامتحان والابتلاء خلق المخلوقات ليبلوهم وليميز الخبيث من الطيب والواجب على العبد ان يكون مؤمنا باقدار الله سبحانه وتعالى كلها بالقدر كله خيره وشره من الله تعالى وان يجاهد نفسه على تحقيق العبودية لله وطلب رضاه جل وعلا والاستعانة به في ذلك كله بارك الله فيكم هذا السائل يقول هل يجوز للحاج بعد قيامه بالعمرة؟ وفي انتظاره للحج ان يقوم بعدة عمرات على والديه واهله من الاموات. تكرر العمر آآ داخلا وخارجا من مكة لا نعلم له اصل في فعل السلف والصحابة رضي الله عنهم ولهذا اذا اكرمك الله وذهبت الى مكة واعتمرت ان كان معك سعة من وقت تطوف واذا كان زحام دع المجال لمن يؤدون الفرض واحفظ وقتك في مكة بالقرآن والدعاء وذكر الله وحفظ السمع وحفظ البصر وجاهد نفسك في ذلك اما تكرار العمر هذا لا نعلم له اصل في فعل الصحابة ومن اتبعهم باحسان احسن الله اليكم وهذا يسأل عن معنى الخدر في وصف الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم بانه اشد حياء من العذراء في خدمها العذراء في الخدر الخدر هو المكان الذي تكون فيه في البيت جانب من البيت فاشد حياء من العذراء في خدرها اي في بيتها ومحلها ومنزلها ومكانها نعم وهذا يسأل يقول هل يجوز للمرأة ان تستعمل حبوب منع الدورة الشهرية خشية ان تأتيها الدورة وهي في النسك اذا كان استعمالها لها لا يظر بصحتها ولا يؤثر على صحتها فلا حرج لا حرج عليها في استعماله هذا السائل يقول ان شاء الله سوف اقوم بعمرة لامي واقوم بتوكيل شخص اخر شخصا اخر لينوب عنها بحج فالسؤال هل عليها هدي هل على امه هدي اه هو الان صورة المسألة ان العمرة هو اداها عن والدته والحج اناب فيه ويبدو انه اناب اه من يحج عن امه حجا مفردا ففي مثل هذه الصورة لا يكون هناك هدي الهدي يكون في حق الشخص الواحد الذي ادى عمرة وحج في سفرة واحدة كما قال الله تعالى فمن تمتع بالعمرة الى الحج فما استيسر من الهدي سواء كان نية العمرة عنه والحج عن غيره او العكس المهم انه شخص واحد حصل منه عمرة وحج في سفرة واحدة فهذا عليه اه الهدي فمن تمتع بالعمرة الى الحج فما استيسر من الهدي فمن لم يجد فصيام ثلاثة ايام في الحج وسبعة اذا رجعتم تلك عشرة كاملة ونكتفي بهذا القدر والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على عبد الله ورسوله نبينا محمد واله وصحبه اجمعين