الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد عليه افضل الصلاة واتم التسليم قال شيخ الاسلام محمد ابن عبد الوهاب رحمه الله تعالى وغفر له وللشارح والسامعين قال وارسل الله جميع الرسل مبشرين ومنذرين والدليل قوله تعالى رسلا مبشرين ومنذرين لان لا يكون للناس على الله حجة لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل واولهم نوح عليه السلام واخرهم محمد صلى الله عليه وسلم والدليل على ان اولهم نوح عليه السلام قوله تعالى انا اوحينا اليك كما اوحينا الى نوح كما اوحينا الى نوح والنبيين من بعده وكل امة بعث الله اليها رسولا من نوح الى محمد يأمرهم بعبادة الله وحده وينهاهم عن عبادة الطاغوت والدليل قوله تعالى ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت وافترض الله على جميع وافترض الله على جميع العباد الكفر بالطاغوت والايمان بالله قال ابن القيم رحمه الله الطاغوت ما تجاوز به العبد حده منعم معبود او متبوع او مطاع والطواغيت كثيرة ورؤوسهم خمسة ابليس لعنه الله ومن عبد وهو راض ومن دعا الناس الى عبادة نفسه ومن ادعى شيئا من علم الغيب ومن حكم بغير ومن حكم بغير ما انزل الله والدليل قوله تعالى لا اكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى وهذا معنى لا اله الا الله وفي الحديث رأس الامر الاسلام وعموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله والله اعلم وصلى الله على محمد واله وصحبه وسلم الحمد لله رب العالمين اشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد قال المصنف رحمه الله تعالى وغفر له وارسل الله جميع الرسل مبشرين ومنذرين بين هنا رحمه الله اتفاق جميع الرسل من اولهم الى اخرهم على البشارة والنذارة البشارة بالتوحيد والنذارة من الشرك البشارة بالجنة وثواب الله لمن عمل بالتوحيد وكان من اهله والنذارة من النار لمن كان من اهل الشرك الناقضين للتوحيد الناكثين للايمان قال وارسل الله جميع الرسل مبشرين ومنذرين ثم ذكر الدليل على ذلك قال والدليل قوله تعالى رسلا مبشرين ومنذرين رسلا مبشرين ومنذرين. اي بعث الله سبحانه وتعالى الرسل للبشارة والنذارة مبشرين الناس ومنذرينهم يبشرون الناس بالجنة لمن عمل بعمل اهل الجنة ورأس عمل اهل الجنة توحيد الله ومنذرين من النار ومن العمل بعمل اهل النار ورأس اعمال اهل النار الشرك بالله جل وعلا قال رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل اي لان يقول الناس يوم القيامة ما جاءنا من بشير ولا نذير فالله سبحانه وتعالى اقام الحجة وابانا المحجة واوضح السبيل ببعثة رسله وانبيائه عليهم صلوات الله وسلامه وان من امة الا خلا فيها نذير قال واولهم نوح عليه السلام واخرهم محمد صلى الله عليه وسلم اول الرسل اي الى اهل الارض هو نوح عليه السلام وذكر المصنف رحمه الله تعالى الدليل على ذلك ذكر الدليل على ان اول رسول الى اهل الارض هو نوح عليه السلام وهو قول الله تبارك وتعالى انا اوحينا اليك كما اوحينا الى نوح والنبيين من بعده كما اوحينا الى اولهم ثم توالوا بعده وبعثت الرسل تترا بعده فكان هو اولهم ولهذا قال والنبيين من بعده وجاء في الصحيحين في ذكر حديث الشفاعة الطويل ان الناس يوم القيامة يأتون نوحا عليه السلام ويقول ويقولون له انت اول رسول بعثه الله الى اهل الارض والحديث في الصحيحين فهذا مع الاية الكريمة التي ساق المصنف رحمه الله تعالى فيها فيهما الدليل على ان نوحا عليه السلام هو اول رسول ثم ختموا بمحمد عليه الصلاة والسلام كما قال المصنف هنا واخرهم محمد صلى الله عليه وسلم والدليل على ذلك قول الله سبحانه وتعالى ما كان محمد ابا احد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين وجاء في الصحيحين وغيرهما عنه صلى الله عليه وسلم انه قال لا نبي بعدي لا نبي بعدي فبه عليه الصلاة والسلام ختمت النبوات فلا نبي بعده صلوات الله وسلامه عليه اولهم نوح واخرهم محمد صلى الله عليه وسلم وبين هذين الرسولين بعث عدد كبير من المرسلين جاء في بعض الاحاديث اشارة الى هذا العدد وحسنه بعض اهل العلم وما رواه ابن ابي حاتم وغيره من حديث ابي ذر رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله كم الانبياء وقلت يا رسول الله كم الانبياء؟ اي كم عدد الانبياء الذين بعثهم الله سبحانه وتعالى قال مئة الف واربعة وعشرون الفا مئة الف واربعة وعشرون الفا. قلت يا رسول الله كم من رسل منهم لان القاعدة عند اهل العلم ان كل رسول نبي وليس كل نبي رسولا ولهذا قال ابو ذر رظي الله عنه كم من رسل منهم يعني كم عدد الرسل من هؤلاء الانبياء؟ لان كل رسول نبي وليس كل نبي رسولا فقال كم عدد الرسل منهم قال ثلاثمئة وثلاثة عشر جم غفير. ثلاث مئة وثلاثة عشر جم غفير فاذا بعث الله عز وجل النبيين والمرسلين رسلا رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل وهم كما جاء في الحديث جم غفير وعدد كثير اقامة للحجة وازالة للمعذرة وابانة للسبيل قال وكل امة بعث الله اليها رسولا من نوح الى محمد يأمرهم بعبادة الله وحده وينهاهم عن عبادة الطاغوت والدليل قوله تعالى ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت وهنا يقرر رحمه الله تعالى اتفاق دعوة النبيين على الدعوة الى التوحيد والتحذير من الشرك فكلمة النبيين في هذا واحدة ولا خلاف بينهم فهم دعاة الى توحيد الله واخلاص الدين له الى التحذير من الشرك والبراءة منه ومن اهله فهذا امر متفق عليه بين النبيين وكلمتهم فيه واحدة والدليل كما قال المصنف قول الله تعالى ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان يعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت اي ان الرسل كن لهم دعاة الى عبادة الله سبحانه وتعالى وهي توحيده والى نبذ الطاغوت وهو الشرك والكفر به سبحانه وتعالى كما سيأتي ايضاح لذلك وبيان عند المصنف رحمه الله تعالى وقد جاءت ايات كثيرة في القرآن تقرر هذه الحقيقة وتجلي هذا الامر كقول ربنا سبحانه وتعالى في القرآن الكريم وما ارسلنا من قبلك من رسول الا نوحي اليه انه لا اله الا انا فاعبدون وقوله سبحانه وتعالى واسأل من ارسلنا من قبلك من رسلنا اجعلنا من دون الرحمن الهة يعبدون وكذلك قول الله سبحانه وتعالى واذكر اخا عاد اذ انذر قومه بالاحقاف وقد خلت النذر من بين يديه ومن خلفه الا تعبدوا الا الله ادخلت النذر من بين يديه ومن خلفه الا تعبدوا الا الله خلت النذر اي الرسل من بين يديه اي من امامه ومن خلفه اي قبله اتفقوا كلهم على هذا الامر الا تعبدوا الا الله الذي هو اخلاص العبادة لله تبارك وتعالى والتحذير من الاشراك به سبحانه وتعالى ولهذا جاء في القرآن الكريم عند ذكر قصص الانبياء ان اول شيء يبدأ به الانبياء اقوامهم في الدعوة الى الله سبحانه وتعالى فهو اعبدوا الله ما لكم من اله غيره فهذه الكلمة هي اول كلمة يسمعها الاقوام من الانبياء اعبدوا الله ما لكم من اله غيره فكلمة الانبياء واحدة فكلهم دعاة الى توحيد الله جل وعلا واخلاص الدين له ولهذا جاء في الحديث الصحيح ان نبينا عليه الصلاة والسلام قال نحن الانبياء ابناء علات ديننا واحد وامهاتنا شتى ديننا واحد اي عقيدتنا واحدة وهي الدعوة الى عبادة الله سبحانه وتعالى واخلاص الدين له وامهاتنا شتى اي شرائعنا مختلفة لان الشريعة والاحكام قد تختلف من نبي الى اخر كما قال الله سبحانه لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا اما التوحيد فالانبياء كلمة فيه واحدة العقيدة الكلمة فيها عند الانبياء واحدة ليس فيهم خلاف اوليس بينهم خلاف في شيء من هذا قال وكل امة بعث الله اليها رسولا من نوح الى محمد يأمرهم بعبادة الله وحده وينهاهم عن عبادة الطاغوت لاحظ ان دعوة الانبياء قل لهم قائمة على امر ونهي قائمة على امر ونهي يأمرهم وينهاهم كل نبي يأمر وينهى يأمرهم بالتوحيد وينهاهم عن الشرك او ينهاهم عن الطاغوت وهذا يعلم به ان امر الانسان ودينه واعماله وجميع طاعاته لا تستقيم الا اذا بنيت على هذا الامر والنهي الا اذا بنيت واسست على هذا الامر والنهي الامر بعبادة الله والنهي عن عبادة الطاغوت اي ان يكون موحدا لله في عبادته بريئا من الشرك وعبادة الطاغوت فان لم يكن فيه هذان الامران لم يقبل له عمل ولم ينتفع بطاعة قال الله تعالى فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها وهذا يبين لنا المكانة العظمى والمنزلة العلية للتوحيد والاخلاص والبراءة من الشرك وانهما لهذا الدين بمثابة الاساس والاصل الذي يقام عليه دين الله سبحانه وتعالى وهنا انقلوا كلاما عظيما نافعا للشيخ عبد الرحمن ابن قاسم في حاشيته على الاصول الثلاثة قال رحمه الله وبه تعرف عظمة شأن التوحيد ومعرفتك عظمة ومعرفتك عظمته بان تصرف همتك اليه والى معرفته والعمل به غاية جهدك والى معرفة ما يضاده وما سواه من انواع العلوم الفرعية بعد ذلك اي يؤتى بها بعد ان يؤتى بالاصل والاساس الذي تبنى عليه الاعمال قال فيهتم الانسان غاية الاهتمام بمعرفة اصل الدين اجمالا قبل الواجب من الفروع الصلاة والزكاة وغير ذلك فلا تصلح الصلاة ولا الزكاة قبل الاصل فلابد من معرفة اصل الدين اجمالا ثم معرفة ثم معرفة فروعه تفصيلا وفي حديث معاذ لما بعثه النبي صلى الله عليه وسلم الى اليمن قال له انك تأتي قوما من اهل الكتاب فليكن اول ما تدعوهم اليه شهادة ان لا اله الا الله فانهم اطاعوك لذلك فاعلمهم ان الله افترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة تنبه قال انهم اطاعوك لذلك يعني انهم اطاعوك للتوحيد فاعلمهم بامر الصلاة قال وهذا يفيد انهم اذا لم يعلموا التوحيد ولم يعملوا به فلا يدعوهم للصلاة لانهم لو صلوا بدون التوحيد لا تفيد الصلاة نرجع للحديث مرة ثانية قال فليكن اول ما تدعوهم اول ما تدعوهم اليه شهادة ان لا اله الا الله ثم قال فانهم اطاعوك مفهوم الحديث انهم ان لم يطيعوك في التوحيد لا تعلمهم بالصلاة. لانك لو اعلمتهم بالصلاة وصلوا بدون التوحيد الصلاة لا تنفعهم لانها قائمة على ماذا على غير اصل لانها قائمة على غير اصل ومبنية على غير اساس قال وهذا يفيد انهم اذا لم يعلموا التوحيد ولم يعملوا به فلا يدعوهم للصلاة ان لم يطيعوه في الدخول في الاسلام فان الصلاة لا تنفع فان الصلاة لا تنفع ولا غيرها بدون التوحيد فانه لا يستقيم بناء على غير اساس ولا فرع على غير اصل والاصل والاساس هو التوحيد والصلاة وان كانت هي عمود الاسلام فمع ذلك لم تفرض الا بعد الامر بالتوحيد بنحو عشر سنين وهذا سبق ان مر معنى قال ومما يبين ان التوحيد هو الاصل كونه يوجد من يدخل الجنة ولم يصلي ركعة واحدة يقول ومما يبين ان التوحيد هو الاصل كونه يوجد من يدخل الجنة ولم يصلي ركعة واحدة وذلك اذا اعتقد التوحيد وعمل به ومات متمسكا به ومات متمسكا به كأن يقتل قبل ان يصلي او يموت كأن يقتل قبل ان يصلي او يموت ممكن شخص يدخل الجنة وليس عنده الا التوحيد ليس عنده صلاة ولا صيام ولا مثل ان يدعى الى الاسلام ويبين له الاسلام فيعلن اسلامه اشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله ثم يقتل ثم يقتل او يموت فهذا يدخل الجنة فهذا يدخل الجنة قال والصلاة لا تنفع وحدها والصلاة لا تنفع وحدها ولو صلى وزكى وصام اذا لم يعتقد التوحيد وبذلك يعرف عظم شأن التوحيد قال وما هلك من هلك الا بترك العلم بالتوحيد وما هلك من هلك الا بترك العلم بالتوحيد والعمل به وما دخل الشيطان على من دخل ولا مزق عقول من مزق ولا وقع ما وقع الا من افة قولهم يكفي النطق بالشهادتين ومجرد المعرفة حتى ان من علمائهم من لا يعرف التوحيد اصلا وذلك لكونهم ابتلوا بالشرك وعبادة الاوثان وكثرة الشبهات الباطلة فبذلك خفي التوحيد على كثير ممن يدعي العلم لعدم المعرفة به والا فمعرفة التوحيد والشرك من اهوا من اهون ما يكون واسهله اجمالا كما في زمن الصحابة فانهم كانوا يعرفون التوحيد والشرك فمن قال لا اله الا الله يترك الشرك ويعلم انه باطل مناف لكلمة الاخلاص ولهذا لما دعاهم النبي صلى الله عليه وسلم الى التوحيد وقال قولوا لا اله الا الله تفلحوا قالوا اجعل الالهة الها واحدا؟ ان هذا لشيء عجاب واما حين كثرت الشبهات صعب معرفة التوحيد والتخلص من ضده وكثر النفاق. وصار الكثير يقولها اي يقول كلمة التوحيد لا اله الا الله. ويعبد مع الله والله غيرة فالله المستعان هذا كلام عظيم في بيان اهمية التوحيد ومكانته العظمى وان امر التوحيد واظح وشأنه بين لكن لما وجدت في بعض المجتمعات ترويج الشبهات الضالة والاهواء الباطلة اه ابعدت العقول عن صفاء التوحيد ونقاء الايمان الى ضلالات وشركيات واباطيل ما انزل الله سبحانه وتعالى بها من سلطان واصبح يوجد من يقول لا اله الا الله ولكنه لا يقوم بحقيقة هذه الكلمة من الاخلاص للمعبود سبحانه وتعالى والبراءة من الشرك بل في اللحظة الواحدة تسمعه يقول لا اله الا الله ومباشرة يستغيث بغير الله ومباشرة بعد كلمة لا اله الا الله يستغيث بغير الله ويطلب مدده او شفاءه او صلاحه او هداية ولده من غير الله تبارك وتعالى فاين هؤلاء من نور هذه الكلمة وظياء التوحيد وسنا الايمان الذي تدل عليه هذه الكلمة العظيمة المباركة ثم قال رحمه الله تعالى وافترض الله على جميع العباد الكفر بالطاغوت والايمان بالله ومرت معنا الاية في ان هذا هو زبدة دعوة المرسلين وخلاصة رسالتهم ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت قال وافترض الله على جميع العباد الكفر بالطاغوت والايمان بالله افترظ عليهم اي ان هذا الامر الذي هو الكفر بالطاغوت والايمان بالله فرض لازم وواجب متعين وامر متحتم على كل مسلم ومسلمة ولا سعادة ولا نجاة من النار ولا فوز برضا الله سبحانه وتعالى الا بتحقيق هذا الاصل ولهذا قال الله تعالى بعد اية الكرسي فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى اي استمسك بالتوحيد وبالدين الحق الكفر بالطاغوت والايمان بالله هذان فرظان متحتمان افترظ الله على العباد ان يكفروا بالطاغوت ويؤمنوا بالله ما هو الكفر بالطاغوت وما هو الايمان بالله قال شيخ الاسلام محمد ابن عبد الوهاب رحمه الله تعالى في بعظ رسائله قال صفة الكفر بالطاغوت قال صفة الكفر بالطاغوت ان تعتقد بطلان عبادة غير الله ان تعتقد بطلان عبادة غير الله وتتركها وتبغضها وتكفر اهلها وتعاديهم هذه صفة الكفر بالطاغوت قال رحمه الله ومعنى الايمان بالله ان تعتقد ان الله هو الاله المعبود وحده دون من سواه وتخلص جميع انواع العبادة كلها له وتنفيها عن كل معبود سواه وتحب اهل الاخلاص وتواليهم وتبغض اهل الشرك وتعاديهم هذا معنى الكفر بالطاغوت والايمان بالله سبحانه وتعالى ثم نقل المصنف رحمه الله نقلا مفيدا في هذا الباب عن الامام العلامة ابن القيم رحمه الله تعالى والنقل من كتابه اعلام الموقعين نقل عنه انه قال الطاغوت ما تجاوز به العبد حده من معبود او متبوع او مطاع هذا تعريف الطاغوت والكلمة في اصلها مشتقة من الطغيان الطغيان تجاوز الحد تجاوز الحد فالطاغوت ما تجاوز به العبد حده من معبود او متبوع او مطاع من معبود اذا تجاوز الانسان حده في مخلوق من مخلوقات الله فجاء له معبودا مع الله يصرف له العبادات من دعاء او رجاء او ذبح او غير ذلك من انواع العبادة كل ما تجاوز به العبد حده من معبود او متبوع اي في معاصي الله سبحانه وتعالى وما حرم جل وعلا او مطاع من دون الله في التحليل والتحريم بان يحرم ما احل الله او يحل ما حرم الله وابن القيم رحمه الله لما ذكر هذه الامور الثلاثة في تعريف الطاغوت قال فاذا تأملت طواغيت العالم فاذا تأملت طواغيت العالم فاذا هي لا تخرج عن هذه الثلاثة اذا تأملت طواغيت العالم فاذا هي لا تخرج عن هذه الثلاثة قوله اذا تأملت طواغيت العالم هذا اشارة الى ان الطواغيت كثيرون لكن هذه الثلاثة تجمع اه لا يخرج آآ كل طاغوت في العالم عن هذه المعاني الثلاثة وهي قوله وهي الواردة في قوله ما تجاوز به العبد حده من معبود او متبوع او مطاع قال رحمه الله والطواغيت كثيرة والطواغيت كثيرة اي عددهم كثير الطواغيت كثيرة لانك ان تأملت كلام ابن القيم السابق يفيد هذا المعنى يفيد هذا المعنى يفيد كثرة الطواغيت قال والطواغيت كثيرة ورؤوسهم خمسة ورؤوسهم خمسة ابليس لعنه الله يعني اول هؤلاء الطواغيت واشرهم واعتاهم واكثرهم طغيانا ابليس اه لعنه الله فهو اشد الطواغيت لانه الداعية الاول للشرك ولعبادة غير الله سبحانه وتعالى يا ابتي لا تعبدي الشيطان فالشيطان الداعية الاول واكبر الدعاة الى الشرك بالله سبحانه وتعالى يدعو الى امور كثيرة لكن اهم شيء يدعو اليه ويجد ويجتهد في ليله ويحرص جنوده عليه الشرك بالله سبحانه وتعالى وعبادة الطواغيت قال اولهم اه قال رؤوسهم خمسة ابليس لعنه الله ومن عبد وهو راض ومن عبد وهو راض من عبد بالدعاء والذبح والنذر والرجاء وغير ذلك وهو راض اما من يعبد وهو ليس راض لا يكون طاغوتا لا يكون طاغوتا وعبادته طغيان عبادته طغيان ممن عبد غير الله سبحانه وتعالى لانها تجاوز للحج وكفر بالله سبحانه وتعالى لكن من عبد من دون الله وهو غير راض مثل عيسى عليه السلام عبد من دون الله وهو غير راضي وعزير عبد وهو غير راضي. الملائكة عبدت وهي ليست راضية فكل من عبد من ملك او نبي او وليا من الاوليا من دون الله سبحانه وتعالى لا ليس داخلا في الباب فالطاغوت من عبد من دون الله وهو راض وهو راض بان يعبد مقر لهذا الامر غير منكر له والملائكة والانبياء واولياء الله عز وجل الصادقين كلهم يبرؤون ممن عبدهم ويعلنون البراءة بين يدي الله سبحانه وتعالى يوم القيامة من هؤلاء لانهم ليسوا راضين عن ذلك حتى نبينا عليه الصلاة والسلام يبرأ الى الله سبحانه وتعالى من ذلك لان العبادة حق لله حق لله لا يدعى الا الله ولا يستغاث الا بالله. ولا يذبح الا لله ولا يصرف شيء من العبادة الا لله سبحانه وتعالى. فكما ان ربنا عز وجل تفرد بخلق الخلق فالواجب ان يفرج وحده سبحانه وتعالى بالعبادة فلا يجعل معه شريك لملك مقرب ولا نبي مرسل فضلا عن غيرهما وان المساجد لله فلا تدعو مع الله احدا قال ومن دعا الناس الى عبادة نفسه ايضا طاغوت من دعا الناس الى عبادة نفسه فهو طاغوت حتى وان لم يعبدوه حتى وان لم يعبدوا ولو واحد من الناس فهو طاغوت طالما انه يدعو الناس الى عبادة نفسه ويريد منهم ان يعبدوه او يصرف له شيئا من العبادة او يعطوه شيئا من حقوق الله وخصائصه فهذا طاغوت. حتى وان لم يقبلوا منه حتى وان لم يجد من يقبل منه ذلك فهو من الطواغيت مثل ان يدعي للناس انه يعلم الغيب هذا طاغوت وان لم يصدقه احد حتى وان لم يصدقه احد وكذلك من يريد من الناس ان يعبدوه او يعلقوا حاجاتهم به او يريد ان تصرف له اه اشياء من حقوق الله وخصائصه هذا من الطواغيت حتى وان لم يقبل منه احد قال ومن دعا الناس الى عبادة نفسه ومن ادعى شيئا من علم الغيب ومن ادعى شيئا من علم الغيب ايضا فهو من الطواغيت مثل السحرة والكهنة والمشعوذين والمنجمين والرمالين ومن يزعمون القراءة في الكف الى اخره كل من ادعى علم الغيب فهو من الطواغيت قل لا يعلم من في السماوات والارض الغيب الا الله فعلم الغيب امر اختص الله سبحانه وتعالى به فمن ادعى ذلك لنفسه فهو من الطواغيت لان هذا من تجاوز العبد للحج فعلم الغيب لله فاذا ادعاه احد آآ الناس او احد المخلوقين لنفسه يكون بذلك طاغوتا لانه تجاوز بذلك الحج قال والطواغيت كثيرة ورؤسهم خمسة ابليس لعنه الله ومن عبد وهو راض ومن دعا الناس الى عبادة نفسه ومن ادعى شيئا من علم الغيب قال ومن حكم بغير ما انزل الله ومن حكم بغير ما انزل الله اي ترك احكام الله وشرعه وتنزيله وسن في الناس احكاما وقوانين وضعية من وضع البشر فنبذ حكم الله جل وعلا واستبدل به اه احكام البشر وقوانين البشر والامور التي وظعها البشر افحكم الجاهلية يبغون؟ ومن احسن من الله حكما لقوم يوقنون ام لهم شركاء شرعوا من الدين شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله ومن لم يحكم بما انزل الله فاولئك هم الكافرون ان الحكم الا لله قال ومن حكم بغير ما انزل الله ومن حكم بغير ما انزل الله لما ذكر هذه الرؤوس الخمسة للطواغيت ذكر رحمه الله الدليل على ان الايمان لا يكون الا ان الايمان والتمسك بالدين حقا وصدقا لا يكون الا بالكفر بالطاغوت مع الايمان بالله سبحانه وتعالى قال والدليل قوله تعالى لا اكراه في الدين قد تبين الرشد من الغيب فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى قوله لا اكراه في الدين اي لا تكرموا احدا عليه لانه استبان امره واتضح وظهر وبان فلا يحتاج مع ذلك الى ان يكره احد عليه وقيل ان هذه الاية كانت في ابتداء الامر ثم نسخت بالايات التي فيها الامر بالقتال قال قد تبين الرشد من الغي فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى تبين الرشد من الغي اي تميز الحق من الباطل والايمان من الكفر والهدى من الضلال اي بالايات البينات والحجج الواضحات والدلائل الساطعات التي جاء بها الرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه وقوله فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى استمسك بالعروة الوثقى اي اخذ وتعلق بالمعتصم الذي لا ينفصل ولا ولا الذي لا ينفصل لا انفصام لها اي اعتصم بالمعتصم الذي من تمسك به نجا ومن لم يتمسك به هلك وهذا فيه انه لا نجاة ولا عصمة لاحد ولا سلامة الا بهذين الامرين الكفر بالطاغوت والايمان بالله قال فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى ومعنى استمسك بالعروة الوثقى اي استمسك بلا اله الا الله فلا اله الا الله هي العروة الوثقى ولا يكون العبد من اهل لا اله الا الله الا بتحقيق ما دلت عليه هذه الكلمة العظيمة من النفي والاثبات والنفي هو الكفر بالطاغوت والاثبات هو الايمان بالله وبهما يكون العبد من اهل لا اله الا الله حقا وصدقا. اما بمجرد نطقي لهذه الكلمة دون تحقيق ما دلت عليه من الكفر بالطاغوت والايمان بالله فان الانسان لا يكون بمجرد ذلك من اهل هذه الكلمة العظيمة يقول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى وهذا تقعيد نافع وتأصيل مفيد يقول رحمه الله كل اسم علق باسماء الدين كل اسم علق باسماء الدين من اسلام او ايمان او غيرهما انما يثبت لمن اتصف بتلك الصفة الموجبة لذلك انما يثبت لمن اتصف بتلك الصفة الموجبة لذلك اي ان مجرد الادعاء او مجرد الاتصاف مجرد الادعاء او مجرد الانتماء بدون تحقيق الانتصاف بما يقتضيه ويوجبه لا يكون من اهل ذلك الوصف فلو قال اني مسلم ولا يستسلم او قال اني مؤمن ولا يقر ولا يصدق او غير ذلك لا يكون من اهل هذه الالفاظ وان ادعها لنفسه فاذا ليست العبرة بالدعاوى وانما العبرة بالحقائق وانما العبرة بالحقائق ثم قال رحمه الله وفي الحديث رأس الامر الاسلام وعموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله رأس الامر الاسلام اي توحيد الله سبحانه وتعالى وتحقيق الشهادتين وتحقيق الشهادتين شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله فهذا هو رأس الامر والامر كله يبنى على هذا الرأس وعلى هذا الاساس فاذا لم يكن هذا الاساس قائما لا يستفاد كما تقدم من صلاة ولا من غيرها من الاعمال فلا بد من اقامة الدين على هذا الاصل العظيم والاساس المتين قال رأس الامر الاسلام وعموده الصلاة وهذا فيه بيان مكانة الصلاة من الدين وانها اعظم اركان الاسلام بعد الشهادتين وجعلها بمكانة علية من الدين بحيث انها للدين بمثابة العمود للخيمة ومن المعلوم ان العمود الذي تقوم عليه الخيمة اذا نزع سقطت ولم تقم لها قائمة لا تقوم الخيمة الا بعمودها وهذا فيه دلالة على كفر تارك الصلاة قال عليه الصلاة والسلام العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة. فمن تركها فقد كفر ففيه دلالة على كفر تارك الصلاة لان الصلاة للدين بمثابة العمود للبنيان او العمود للخيام فكما ان البناء او الخيمة لا تقوم الا على عمود فكذلك الاسلام لا يقوم الا على هذا العماد قال وعموده الصلاة ومن لم يصلي لا حظ له في الاسلام واخذا من هذا الحديث وغيره قال اهل العلم من اراد ان يعرف حظه من الاسلام فلينظر الى حظه من الصلاة والصلاة ميزان يستطيع الانسان يعرف من خلالها حظه من الاسلام والاسلام يزيد وينقص ويقوى ويضعف واذا اردت ان تعرف الميزان في ذلك فعندك ميزان ومحك دقيق وهو الصلاة يستطيع الانسان يزن نفسه من خلال الصلاة واهتمامه بها ومن المعلوم ان الناس يتفاوتون في امر الصلاة تفاوتا عظيما قال وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله ذروة الشيء اعلاه وارفع شيء فيه وسمي سنام البعير سناما لارتفاعه وعلوه ولانه اعلى شيء في البعير وارفعه وعد النبي صلى الله عليه وسلم الجهاد في سبيل الله ذروة سنام الاسلام لان الجهاد له في الدين المكانة العلية والمنزلة الرفيعة والنصوص في فضل الجهاد ومكانته وعظيم ثوابه وثواب عظيم ثواب اهله عند الله سبحانه وتعالى كثيرة في كتاب الله سبحانه وتعالى والمراد بالجهاد اي الجهاد الشرع المبني على اسس قويمة وقواعد مستقيمة مستمدة من كتاب الله سبحانه وتعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم اما آآ الاعتداء والظلم والبغي والخروج على ولاة الامر ونحو ونحو ذلك مما يسميه بعظ الناس جهادا هذا ليس من الجهاد في وفاعله لا يؤجر بل يؤزر ولا يكون من المجاهدين لان الجهاد امر آآ شرعي جاء بيانه في الكتاب والسنة فلا يفعل الا في ضوء ما جاء في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم. اما ان يركب الانسان رأسه ويحمل سيفه او سلاحه ويمضي قتلا وظلما وعدوانا بغير بينة ولا معتمد ولا مستند من كتاب الله وسنة نبيه صلوات الله وسلامه عليه فليس فعله جهادا ولا هو ايظا من المجاهدين في سبيل الله وبهذا يكون المصنف رحمه الله تعالى انهى فهذه الرسالة العظيمة المباركة وختم بقوله والله اعلم ختم هذه النبذة الطيبة بقوله والله اعلم برد العلم الى الله سبحانه وتعالى الذي احاط بكل شيء علما واحصى كل شيء عددا ووسع كل شيء علما فرد العلم الى عالمه ثم ختم بالصلاة والسلام على نبينا محمد واله وصحبه اجمعين نسأل الله عز وجل العظيم رب العرش العظيم باسمائه الحسنى وصفاته العلى ان يجزي هذا الامام وغيره من علماء المسلمين وائمة الدين عنا وعن المسلمين خير الجزاء وان يرفع درجاتهم في عليين وان يغفر لنا ولهم اجمعين. وان يلحقنا جميعا بالصالحين من عباده وان يغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات ونسأله تبارك وتعالى ان يحيينا مسلمين وان يتوفانا مؤمنين غير ظالين ولا مضلين وان يثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الاخرة ونسأله جل وعلا ان يصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا وان يصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا وان يصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا وان يجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبد الله ورسوله نبينا محمد واله وصحبه اجمعين احسن الله اليكم وبارك فيكم وغفر الله لنا ولكم وللمسلمين اجمعين كثرت الاسئلة عن عشر من ذي الحجة وما ينبغي للعبد ان يفعل في هذه الايام وما هي وما هي العبادات الخاصة بهذه الايام نعم العشر الاول من شهر ذي الحجة هي عشر مباركة وايام فاضلة وهي موسم عظيم من مواسم الطاعة والتقرب الى الله سبحانه وتعالى وهي ايام اعلى الله سبحانه وتعالى شأنها ورفع سبحانه وتعالى قدرها ونوه بها ففي القرآن قال الله سبحانه وتعالى والفجر وليال عشر جاء عن ابن عباس وغيره ان العشر المعنية هنا هي العشر الاول من شهر ذي الحجة وان قسم الله سبحانه وتعالى بها دليل على شرفها ومكانتها ومنزلتها عنده وانها خير الايام واهل العلم اختلفوا في اي العشرين افضل العشر الاول من شهر ذي الحجة او العشر الاخيرة من شهر رمظان المبارك والتحقيق في ذلك ما قرره بعض اهل العلم الا وهو ان العشر الاخيرة او العشر الليالي الاخيرة من شهر رمضان افضل لان فيها ليلة القدر خير الليالي والعشر الايام الاول من شهر ذي الحجة خير الايام لان فيها سيد الايام وخير الايام يوم عرفة على كل نحن نستقبل اياما شريفة فاضلة عالية هي خير الايام وافضلها ولها المكانة العلية عند الله سبحانه وتعالى والله يصطفي ما يشاء ويختار وقد خص هذه الايام بمزيد فضله واسع منه وجزيل انعامه فينبغي على العبد ان يري ربه سبحانه وتعالى من نفسه خيرا وان يتحرك في هذه العشر مقبلا على الله سبحانه وتعالى محافظا على طاعته جادا ومجتهدا فيما يقرب اليه سبحانه قد جاء في صحيح البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من ايام العمل الصالح فيهن احب الى الله من هذه العشر اي العشر الاول من ذي الحجة قالوا يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله قال ولا الجهاد في سبيل الله الا رجل خرج بنفسه وماله ولم يرجع من ذلك بشيء هذا فيه دلالة على فضل العمل الصالح في هذه العشر وقوله ما من ايام العمل الصالح هذا يتناول هذا يتناول الاعمال الصالحة عموما بل قال بعض اهل العلم ان من شرف هذه العشر انه يمكن ان تجتمع فيها امهات العبادات اما غيرها من الاوقات لا يمكن ان تجتمع ولا في رمضان يمكن ان تجتمع امهات العبادات الصلاة والزكاة والصيام والحج هذه الامهات للعبادات لا يمكن ان تجتمع الا في هذه العشر المباركة وهي ميدان مبارك للعمل والمنافسة في الخيرات وعلى العبد ان يجتهد في التقرب الى الله سبحانه وتعالى في هذه العشر بسديد الاقوال وصالح الاعمال واعظم ما تتقرب الى الله سبحانه وتعالى اليه ما تتقرب به الى الله في هذه العشر وفي غيرها الفرائض قال جل وعلا في الحديث القدسي ما تقرب الي عبدي بشيء احب الي مما فرضته عليه فالفرائض هي اعظم ما يتقرب به العبد الى الله سبحانه وتعالى ولهذا نقول اهم ما ينبغي ان تتقرب الى الله سبحانه وتعالى به في هذا العشر الصلوات الخمس المكتوبة ومن كان محافظا يزداد محافظة ومن كان مقصرا يعاود نفسه ويحرص الانسان الى التبكير للمساجد ويحرص على النوافل والرغائب ويطمئن في صلاته ويخشع ويتمم صلاته ويكملها اذا كان لم يؤدي الصلاة المفروضة فان من افضل ما يتقرب الى الله سبحانه وتعالى به في هذه العشرة اذا كان عفوا لم يؤدي الحج الذي فرظه الله عليه فان من افظل ما تتقرب الى الله سبحانه وتعالى اليه في هذه العشر ان يحج وان يعجل وان يبادر والا يؤخر بل يغنم انه ادرك هذه العشر المباركة فيؤدي هذه الفريضة وما الذي يدريه؟ لعله لا يدرك العشر في العام القادم او الذي بعده ولهذا من اكرمه الله سبحانه وتعالى وادرك هذه العشر ولم يحج الفريضة فعليه ان يبادر وان يسارع والحج مرة كما قال عليه الصلاة والسلام فما زاد فهو تطوع يشرع للمسلم في العشر ان يصوم لعموم قوله عليه الصلاة والسلام ما من ايامنا العمل الصالح فيهن احب الى الله وجاء في المسند ان ابا امامة سأل النبي عليه الصلاة والسلام قال دلني على عمل يدخلني الجنة. عمل يدخلني الجنة قال عليك بالصيام فانه لا مثل له الصيام عمل صالح فهو من الاعمال الصالحة العظيمة التي يتقرب الى الله سبحانه وتعالى بها في هذه العشر المباركة واداء الزكاة المفروضة اداء الزكاة المفروضة والمسارعة والمبادرة الى ذلك وايضا اخراج الصدقات في سبيل الله ولهذا من الاعمال الصالحة في هذه العشر ذبح الظحايا في البلدان الحجاج في مكة ينحرون الهدايا والمسلمون في البلدان ينحرون الظحايا وكلهم يتقربون الى الله بذلك لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم فيتقرب الى الله سبحانه وتعالى بذلك فهو من اعظم الاعمال الصالحة التي يتقرب الى الله سبحانه وتعالى بها في يوم النحر في يوم النحر يوم العيد اليوم العاشر من شهر ذي الحجة فيجتهد في ذلك ويخرجها او يذبحها طيبة بها نفسه متقربا بها الى الله سبحانه وتعالى يرجو بذلك ثواب الله اراقة دم بهيمة الانعام في سبيل الله وتقربا اليه سبحانه وتعالى وقد جاء عن النبي عليه الصلاة والسلام كما في صحيح مسلم انه قال اذا دخل او اذا رأى اذا رأيتم هلال ذي الحجة اذا رأيتم هلال ذي الحجة واراد احدكم ان يضحي واراد احدكم ان يضحي فليمسك عن الاخذ من شعره واظافره حتى يظحي وفي رواية للحديث فلا يمسن من شعره واظافره شيئا في احد الفاظ الحديث فليمسك واحد الالفاظه فلا يمس احدهما امر بالامساك والثاني نهي عن الاخذ والاصل في الامر الوجوب والاصل في النهي التحريم ولهذا من اراد ان يضحي لا يجوز له ان يأخذ من من اظافره او من شعره شيئا اما من يضحي عنهم من الاهل والاولاد والاطفال هؤلاء لا يشملهم هذا الحكم بل يشمل الذي اراد ان يضحي وقد ذكر العلماء من الحكمة في ذلك لما كان من اراد ان يضحي مشاركا للحجاج في بعض اعمال المناسك وهو النحر والذبح تقربا الى الله سبحانه وتعالى شرع له ان يمتنع عن بعض محظورات الاحرام مشاركة منه للحجاج والكل يتقربون الى الله سبحانه وتعالى ويرجون بذلك ثوابه كما يشرع للمسلم في العشر الاكثار من ذكر الله تهليلا وتحميدا وتكبيرا كما جاء في المسند ان النبي عليه الصلاة والسلام قال فاكثروا فيهن من التحميد والتهليل والتكبير فاكثروا فيهن من التحميد والتهليل والتكبير فيشرع للمسلم ذلك واستدل ايضا اه بعض اهل العلم لذلك بقوله تعالى ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في ايام معلومات قال ابن عباس رضي الله عنهما الايام المعلومات العشر الايام المعلومات العشر اي العشر الاول من ذي الحجة في شرع في هذه العشر الاكثار من ذكر الله وقد جاء في صحيح البخاري تعليقا مجزوما به ان اه ابن عمر وابا هريرة رضي الله عنهما كانا يخرجان في العشر ويكبران ويكبر الناس بتكبيرهما اي يذكرون الناس عندما يرفعون اصواتهم بالتكبير وذكر الله فيبدأ الناس ينشطون لاداء هذا العمل. اما التكبير الجماعي بصوت واحد وبأداء واحد فهذا من البدع لا دليل على مشروعيته ولا اساس له في سنة نبينا عليه الصلاة والسلام ولا في فعل الصحابة رضي الله عنهم وارضاهم والشاهد ان هذه العشر عشر مباركات وموسم عظيم للطاعات وفعل الخيرات فعلى العبد ان يحرص في هذه العشر على الخير وان يستعين بالله تبارك وتعالى احسن الله اليكم هذا السائل يقول هل الرياء او السمعة تحبط عمل الشخص الرياء نوعان رياء خالص وهو رياء المنافقين. قال الله تعالى يراؤون الناس فهذا كفر اكبر ناقل من الملة محبط للاعمال كلها وصاحبه في الدرك الاسفل من النار واما يسير الرياء يسير الرياء وهذا يقع من الانسان الموحد يأتي عليه بعض الاحيان فيقع في يسير من الرياء اما يزين عمل من الاعمال او يسمع بعمل من الاعمال طلبا لمحمدة الناس وثنائهم او نحو ذلك فهذا لا يبطل الدين ولا يبطل الاعمال كلها وانما يبطل العمل الذي خرفه احسن الله اليكم هذا يقول هل لعل هل على الذي يكلف غيره ان يذبح له آآ كذلك لا يأخذ من اظافره ومن شعره اذا اذا كلف احد غيره ان يضحي عنه مثل ان يعطيه شيء من النقود ويقول اذا جاء يوم العيد تذبح عني الضحية ففي مثل هذه الحالة الذي يمسك هذا الذي كلف هو الذي اراد ان يضحي اما المكلف بذلك والموكل بذلك لا يشمله الحكم الا اذا كان هو يريد ان يضحي اما هو في هذه الحالة يعتبر وكيلا لا يعتبر اراد ان يضحي اعتبر وكيلا او نائبا يقوم عن من اراد ان يضحي بعمله فلا يشمله الحكم وانما يشمل الحكم هذا الذي اراد ان يضحي فكلف غيره ان اه يقوم بذلك عنه نعم احسن الله اليكم هذا يقول يا شيخ نحن ان شاء الله سنذهب حجاجا في هذا العام ولكن يا شيخ قال لنا صاحب الباص ان نتجهز في بيوتنا لانه لن يقف الميقات فهل هذا الفعل صوابا؟ وكيف نعمل اذا مررنا بالميقات لا لا حرج لا حرج عليكم في ذلك ولا بأس ان تغتسل في البيت وتلبس الاحرام في البيت واذا مررت بالميقات حتى وان لم تنزل تلبي مجرد المحاذاة مثلك مثل ايظا من يمر بالميقات في الطائرة فاذا حاذيت الميقات تلبي ان تيسر ان تنزل في الميقات وكان يوافق صلاة فتصلي مع الجماعة او تصلي في في المسجد ثم بعد ذلك تلبي فهذا افضل لكن ان لم يتيسر ذلك لا حرج عليه ان تلبس احرامك في البيت وتتجهز واذا حاذيت الميقات تلبي لا حرج عليك في ذلك وقد اديت ما وجب عليك الحاج الذي يريد ان يضحي ايضا هل من بداية العشر الحاج الذي يريد ان يضحي؟ نعم يشمله الحكم لا يأخذ من شعره واظفاره شيئا حتى يضحي الا شيء واحد وهو التقصير من الشعر اذا كان متمتعا تقصير من الشعر فهذا نسك اه واجب من واجبات العمرة. واجب من واجبات العمرة فيأخذ من شعره للنسك اما في اثناء العشر ليس له ان يأخذ من شعره ولا من اظفاره اذا كان يريد ان يضحي بالنسبة للعشر متى تبدأ؟ يعني هل هو ليلة العشر ام؟ العشر تبدأ الاعلان عن دخول العشر باهلال الهلال بهلال الهلال هلال عشر من ذي الحجة تبدأ اه العشر نعم احسن الله اليكم هذا السائل يقول بعد الانتهاء من مناسك الحج سوف اعود الى المدينة. ثم الى مكة مرة اخرى ثم السفر الى بلدي فمتى اطوف طواف الوداع طفئت تطوف طواف الوداع اذا اردت ان تخرج من مكة الى المدينة منتهيا من اعمال الحج ففي ذلك الوقت تطوف طواف الوداع ولا تمشي الى المدينة قبل ان تؤدي طواف الوداع بل طوافك للوداعة قبل مغادرتك مكة الى المدينة هذا واجب من الواجبات عليك في حجك نعم هذا يقول انه حج في العام الماضي اديت حج الحج في في العام الماضي مفردا علما بانني اديت عمرة في اول ذي القعدة ثم رجعت الى المدينة فهل علي شيء؟ اعد يقول في العام الماضي اديت حج الإفراد علما باني اديت عمرة في اول ذو القعدة ثم رجعت الى المدينة. فهل علي شيء اه اعد مرة ثالثة في اول ايش؟ يقول في العام الماضي اديت الحج يعني مفردا مم علما باني اديت عمرة في اول ذو القعدة في اشهر الحج. نعم. ثم رجعت الى المدينة هل علي شيء اذا كنت من اهل المدينة اذا كنت من اهل المدينة رجعت الى بلدك انقطع بذلك التمتع اما اذا كنت لست من اهل المدينة اذا كنت لست من اهل المدينة واعتمرت وجئت في المدينة ثم رجعت الى مكة سواء رجعت اليها بعمرة جديدة او رجعت اليها بالحج وحده فانك في هذه الحالة تكون متمتعا ويكون عليك في هذه الحالة هدي التمتع لقوله تعالى فمن تمتع بالعمرة الى الحج فما استيسر من الهدي فمن لم يجد فصيام ثلاثة ايام في الحج وسبعة اذا رجعتم احسن الله اليكم هذا يقول ادعو عند السجود لابنائي واهلي واصدقائي بذكر اسمائهم. فهل هذا جائز بعض اهل العلم لا يرى اه في ذلك حرجا لعموم قول النبي صلى الله عليه وسلم اه اه لعموم اه لعموم امر النبي صلى الله عليه وسلم بتحري الدعاء في السجود وبعض اهل العلم يخص ذلك بما ورد وبعضهم يقول لا بأس ان يدعو الانسان بحاجته المهم الا يكون منه اعتداء في دعائه وهذا سؤال غريب يقول هل المقصود قص شعر الرأس فقط ايام ذي الحجة في العشر ام قص الذقن ايضا قص الاخذ من الشعر عموما فقال اخذ من الشعر عموما هذا ينهى عنه في العشر لمن اراد ان يضحي اما الاخذ من الذقن فهذا ينهى عنه في الحياة كلها ليس في العشر ينهى عنه في الحياة كلها ليس في العشر فقط لان النبي صلى الله عليه وسلم قال ارخوا اللحى اسدلوا اللحى اكرموا اللحى واذا اكرمك الله سبحانه وتعالى في هذه العشر فاطعت الرسول عليه الصلاة والسلام بعدم الاخذ من الشعر ومن الاظافر طاعة للرسول عليه الصلاة والسلام فاطعه في العام كله. فالحياة كلها بعدم الاخذ من اللحية لان الذي امرك الا تأخذ في العشر من شعرك واظفارك هو الذي امرك الا تأخذ او الا تحلق لحيتك في حياتك كلها فلماذا تطيعه في العشر ولا تطيعه في بقية حياتك احسن الله اليكم هذا يقول اتيت ليؤدي فريضة الحج ومعي نسوة اميات لا يتقنون دعاء فهل يجوز لي ان اجهر بالدعاء ليتابعوني في ذلك؟ علمهن الدعاء ولو اشياء قليلة مثل ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار تحفظهن هذه الادعية وتحثهن على الاكثار منها اما الادعية الجماعية وباداء واحد وترديد واحد فهذا لا نعلم له اصلا في هدي نبينا عليه الصلاة والسلام هذا يسأل يقول هل يجوز تقديم سعي الحج على الطواف للمتمتع الاصل ان يأتي المسلم باعمال يوم النحر مرتبة رمي ثم نحر ثم حلق ثم طواف ثم سعي هذا هو الاصل ان يأتي بها مرتبة لكن لو حصل له ظرف او شيء فحصل تقديم لهذه الاعمال بعظها على بعظ فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لا حرج لكن الاصل آآ ان يأتي بها مرتبة كما جاءت عن نبينا عليه الصلاة والسلام وكما قال لتأخذوا عني مناسككم ايضا الرمي قبل الزوال هل هو جائز الرمي قبل الزوال لم يفعله النبي صلى الله عليه وسلم بل في الثلاث الايام ايام التشريق كان يتحرى ان تزور الشمس ثم يرميه يتحرى ان تزول الشمس ثم يرمي والحمد لله الان الامور ميسرة بالرمي والاماكن واسعة ومرتبة فيجتهد الحاج ان يكون رميه بعد الزوال والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على رسول الله