بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد كتاب لمعة الاعتقاد الهادي الى سبيل الرشاد للامام موفق الدين بعبد الابي محمد عبد الله بن احمد بن محمد بن قدامة المقدسي رحمه الله تعالى كتاب نافع في بابه جمع فيه مصنفه رحمه الله تعالى خلاصة لعقيدة السلف الصالح رحمهم رحمهم الله تعالى واعتنى فيه مع ذكره بادلة الكتاب والسنة بنقل المأثور عن السلف فالكتاب مع وجازته حوى خيرا عظيما وحوى مسائل عديدة من مسائل الاعتقاد جمع فيها بين تقرير المسائل وذكر الدلائل ودين الله تبارك وتعالى مسائل ودلائل والادلة هي كلام الله جل وعلا وكلام رسوله صلوات الله وسلامه وبركاته عليه فهذا الكتاب امام جليل نشأ نشأة صالحة على العلم وحفظ الوقت والتفقه في دين الله عز وجل بهمة عالية ونشاطا عظيم منذ الصبا ونعومة اظفاره ونشأ في بيت علم وبين اهل علم اخذ عنهم ورحل ايضا رحلات عديدة في طلب العلم وتحصيله وكان رحمه الله تعالى ولد في شهر شعبان عام خمسمائة وواحد واربعين للهجرة بجماعيل وتوفي رحمه الله تعالى في يوم عيد الفطر المبارك من عام ست مئة وعشرين للهجرة كان رحمه الله تعالى متحليا بالاخلاق الفاضلة والاداب الرفيعة وكان من يراه ويعاشره ويرافقه يجد فيه الخلق الفاضل وكانت لا تفارقه الابتسامة وكان حسن المعاملة طيب المعشر حسن التودد لفي ترجمته كان لا يكاد يراه احد الا احبه كان لا يكاد يراه احد الا احبه وما اوجع قلب طالب. هكذا قيل في ترجمته وهي كلمة جميلة وعظيمة قالوا وما اوجع قلب طالب اي بترفقه بطلابه وتودده اليهم وحسن تعامله معهم ومثل هذا الخلق العالي العظيم الرفيق الرفيع لا يوفق له كل احد وانما يوفق له من يهيئهم الله جل وعلا وييسر لهم هذا الخلق العظيم الرفيع. وقد قال احد ائمة السلف من علماء التابعين قال ان هذه الاخلاق وهائب فاذا احب الله سبحانه وتعالى عبده وهبه منها وكان رحمه الله تعالى متميزا بالفقه محققا فيه وكان فقيه زمانه حتى قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى ما دخل الشام بعد الاوزاعي افقه من الشيخ الموفق رحمه الله تعالى وكتب في الفقه كتبا عظيمة نافعة متدرجا في تأليفها بحسب مستويات طالب العلم في تحصيل الفقه فالف للمبتدئ عمدة العمدة في الفقه ثم تدرج في كتب يتوسع فيها الى ان يصل طالب العلم الى كتابه الموسوع الحافل الجامع المغني وهو كتاب مشهور معروف وله رحمه الله تعالى مؤلفات عديدة بالاحكام وفي الاعتقاد وكثير منها مطبوع متداول بين اهل العلم وطلابه وابن قدامة رحمه الله تعالى هو ابن خالة لعبد الغني المقدسي صاحب كتاب الاعتقاد وسبق ان شرحته في احدى الدورات العلمية وهذا الكتاب كتاب لمعة الاعتقاد لابن قدامة وهو ابن خالة عبد الغني المقدسي وكلاهما تميز بالعلم وابن قدامة برز في الفقه وعبدالغني برز في الحديث ونشأ سويا في الطلب متعاونين متعاونين متعاضدين قد قال الله تعالى سنسد عضدك باخيك وكم هو جميل بطالب العلم ان يوفق باخ معوان يعينه ويشد من ازره على الطلب فيكون هو واياه شابان نشأ في طاعة الله عز وجل متحابان في الله يجتمعان عليه ويفترقان فيه وهم من السبعة الذين يظلهم الله جل وعلا في ظله يوم لا ظل الا ظله وكتابه هذا كتاب ابن عبدالغني ابن ابن قدامة رحمه الله تعالى لمعة الاعتقاد مؤلف مختصر في بيان عقيدة اهل السنة والجماعة سماه رحمه الله لمعة الاعتقاد واللمعة لها معان من اوضحها واقربها لمقصود المصنف رحمه الله تعالى بهذه التسمية من اللمعان وهو النور والوضاءة والحسن ومن المعلوم ان هذه صفة عقيدة اهل السنة والجماعة ومؤلفاتهم لانها مضيئة منيرة بالادلة الواضحة والحجج النيرة والبراهين الساطعة المستمدة من كتاب الله جل وعلا وسنة رسوله الكريم صلوات الله وسلامه عليه فهي كتب نور وضياء واشراق بالحجج النيرات والبراهين الساطعات. بخلاف كتب اهل البدع القائمة على التعطيل والتحريف والمسالك المعوجة في الاستدلال وبعدها عن كتاب الله عز وجل وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم فهي كتب ظلمة ووحشة بخلاف كتب اهل السنة رحمهم الله تعالى فهي كتاب ضياء وكتاب نور وكتاب فبراهينا واضحات ولهذا سماه رحمه الله تعالى لمعة الاعتقاد والاعتقاد المراد به الايمان والاقرار بما امرنا الله سبحانه وتعالى ان نقر به والاعتقاد لابد فيه من الجزم وعدم التردد او وجود الشك قال الله تعالى انما المؤمنون الذين امنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا اي ايقنوا ولم يشقوا وسمي الاعتقاد اعتقادا من العقد وهو الربط لان امور الاعتقاد يحتاج المقام فيها من المعتقد ان يربط عليها قلبه وان تكون وان تكون ثابتة في نفسه لا شك عنده فيها ولا ريب ولهذا سميت بهذا الاسم الاعتقاد وهو اسم صحيح جاء اطلاقه بهذا الاسم في سنة النبي الكريم عليه الصلاة والسلام وفي المأثور عن الصحابة وفي كلام السلف رحمهم الله تعالى بكثرة. وفي الحديث قال عليه الصلاة والسلام ثلاث لا يعتقد عليهن قلب مسلم ثم ذكرها صلوات الله وسلامه عليه فالاعتقاد هو امور الدين التي يطلب من المؤمن ان يربط قلبه عليها وان يؤمن بها ايمانا جازما لا شك فيه ولا ريب وهي الايمان بالله جل وعلا وبكل ما امر عباده بالايمان به يا ايها الذين امنوا امنوا بالله ورسوله والكتاب الذي نزل على رسوله والكتاب الذي انزل من قبل ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر فقد ظل ضلالا بعيدا قال لمعة الاعتقاد الهادي الى سبيل الرشاد الهادي الى سبيل الرشاد. اي ان الاعتقاد الصحيح المستمد من كتاب الله عز وجل وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم يهدي صاحبه الى سبيل الرشاد وهو السبيل القويم والصراط المستقيم المفضي بصاحبه الى جنات النعيم. وقد قال الله جل وعلا وان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه والرشاد ضد الغيب كما ان الهداية ضد الضلال. وجمع المصنف رحمه الله تعالى بين اللفظتين الهادي الى الى الرشاد والهداية ضدها الضلال والرشاد ضده الغواية وقد قال الله عز وجل في نبيه صلى الله عليه وسلم ما ضل صاحبكم وما غوى قوله ما ضل هذا فيه ثبوت الهداية وقوله وما غوى فيه ثبوت الرشاد والجمع بين الهداية والرشاد هو جمع بين صلاح العلم وصلاح العمل فالهداية صلاح العلم والرشاد صلاح العمل والاعتقاد الصحيح الثابت في القلب المستمد من كتاب الله جل وعلا وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم يهدي صاحبه الى صالح الاعمال وسديد الاقوال ويكون سائقا له الى كل خير كما قال النبي عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح الا ان في الجسد مضغة اذا صلحت صلح الجسد كله واذا فسدت فسد الجسد كله الا وهي القلب. فاذا صلح القلب بالاعتقاد الصحيح المستمد من كتاب الله جل وعلا وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام فان هذا باذن الله جل وعلا يكون صلاحا للعبد في اقواله وصلاحا له في افعاله وسببا لنواله رظا ربه جل وعلا وفوزه بجنات النعيم وهذا هو معنى قول المصنف لمعة اعتقاد الهادي الى سبيل الرشاد. ونشرع الان في المقصود الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول شيخ الاسلام موفق الدين ابو محمد عبدالله بن احمد بن قدامة المقدسي رحمه الله تعالى وغفر له ولشيخنا والسامعين قال بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله المحمود بكل لسان المعبود في كل زمان الذي لا يخلو من علمه مكان ولا يشغله شأن عن شأنه جل عن الاشباه والانداد وتنزه عن الصاحبة والاولاد ونفذ حكمه في جميع العباد لا تمثله العقول بالتفكير ولا تتوهمه القلوب بالتصوير ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. له الاسماء الحسنى والصفات العلى الرحمن على العرش استوى له ما في السماوات وما في الارض وما بينهما وما تحت الثرى. وان تجهر بالقول فانه يعلم السر واخفى احاط بكل شيء علما وقهر كل مخلوق عزة وحكما ووسع كل شيء رحمة وعلما ما بين ايديهم وما خلفهم ولا يحيطون به علما. واوصفهم بما وصف به نفسه في كتابه العظيم. وعلى لسان نبيه الكريم بدأ رحمه الله تعالى مصنفه بالبسملة بسم الله الرحمن الرحيم تأسيا بكتاب الله جل وعلا بسنة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم في مكاتباته ومراسلاته والبسملة فهي كلمة استعانة وطلب مد وعون من الله جل وعلا والجار والمجرور في بسم الله متعلق بمحذوف تقديره في هذا المقام اكتب اي بسم الله اكتب ما كل مبسمل يقدر له آآ اه يقدر له ما يناسب فعله عندما يبسمل. بسم الله اكتب. بسم الله اقرأ. بسم الله ادخل وهكذا ويحذف هذا المقدر للعلم به فهو بدأ كتابه مبسملا طالبا بذلك عون الله تبارك وتعالى ومده وتوفيقه ومتيمنا ومتبركا بذكر اسم الله جل وعلا ثم بدأ بحمد الله والثناء عليه سبحانه وتعالى بما اهله مراعيا بحمده واستهلاله المقام الذي هو بصدد بيانه وهو مقام الاعتقاد وهذه الطريقة في الاستهلال تعرف عند اهل العلم ببراعة الاستهلال بحيث عندما تسمع استهلاله او تقرأ استهلالا تعرف منه مراده ومقصوده بمصنفه او مؤلفه او خطبته او كلامه بدأ بقوله الحمدلله المحمود بكل لسان الحمد لله المحمود بكل لسان الحمد لله هنا للاستقرار فالحمد كله لله عز وجل على اسمائه تبارك وتعالى وصفاته وعلى نعمه جل وعلا والاءه والحمد هو الثناء على الله بما هو اهله مع حبه سبحانه وتعالى وتعظيمه عز وجل قوله الحمد لله المحمود بكل لسان لان الالسنة كثيرة الالسنة كثيرة واللهجات عديدة والله تبارك وتعالى محمود بكل لسان وهو جل وعلا وسع سمعه الاصوات كلها فلا يختلط عليه صوت بصوت ولا لغة بلغة ولا لهجة بلهجة ولا حاجة بحاجة حتى لو اجتمع لو اجتمعت الخليقة كلها في مكان واحد وتكلم الجميع في لحظة واحدة وكل ذكر حاجته وكل تكلم بلغته ولهجته لسمعهم تبارك وتعالى اجمعين دون ان ان يختلط عليه صوت بصوت او لغة بلغة او حاجة بحاجة فهو سبحانه وتعالى وسع سمعه الاصوات كلها ولما نزل قول الله تعالى قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي الى الله والله يسمع تحاوركما قصة المرأة التي جاءت تجادل النبي صلى الله عليه وسلم في زوجها لما نزلت هذه اه هذه الاية قالت عائشة رضي الله عنها الحمد لله الذي وسع سمعه الاصوات قال الحمد لله المحمود بكل لسان المعبود في كل زمان المعبود في كل زمان. فهو جل وعلا في كل زمان من الازمنة وفي كل وقت من الاوقات من ليل او نهار وفي اي لحظة من اللحظات لابد من وجود من يذكره جل وعلا ويعبده وهذا يتناول عموم المخلوقات فالملائكة يسبحون الليل والنهار لا يفترون والتزام المسلمين بعبادات الله سبحانه وتعالى المفروظة عليهم في اليوم والليلة مع تباين الاوقات بهذه الفرائض الواجبة اللازمة على المسلمين في انحاء الارض كذلك النوافل والرغائب والمستحبات وذكر الله تبارك وتعالى بالاذكار المشروعات فهذا كله ذكر لله سبحانه وتعالى وعبادة له في مختلف الازمنة وتنوع الاوقات. فهو عز وجل معبود في كل زمان ومعبود في كل مكان الا ما جاء النهي عن عبادة الله عز وجل فيه والا فالارض كلها مسجد وطهور صالحة لعبادة الله سبحانه وتعالى. بمعنى ان العبادة عبادة الله عز وجل لا تختصوا بوقت معين بحيث يقال ان الله لا يعبد الا في هذا الوقت ولا تختص بمكان معين بحيث لا بحيث يقال ان الله تبارك وتعالى لا يعبد الا في هذا المكان. بل هو سبحانه وتعالى معبود في كل زمان ومعبود سبحانه وتعالى في كل مكان الذي لا يخلو من علمه مكان الذي لا يخلو من علمه مكان اي الذي احاط بكل شيء علما واحصى كل لا شيء عددا فهو جل وعلا مستو على عرشه سواء يليق بجلاله وكماله بائن من خلقه وعلمه في كل مكان لا تخفى عليه سبحانه وتعالى خافية في الارض ولا في السماء. قال الله تعالى هو الذي خلق السماوات والارض في ستة ايام ثم استوى على العرش يعلم ما ينجو في الارض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو معكم اينما كنتم اي بعلمه جل وعلا فعلمه سبحانه وتعالى في كل مكان يعلم كل شيء لا يخفى عليه خافية في الارض ولا في السماء يعلم ما كان وما سيكون وما لم يكن لو كان كيف فيكون احاط بكل شيء علما واحصى كل شيء عددا ولا يشغله شأن عن شأن وهو سبحانه وتعالى كل يوم هو في شأن يحيي ويميت ويعز ويذل ويعطي ويمنع ويخفض ويرفع ويهدي ويضل ويقبض ويبسط ويدبر امور امور الخلائق ولا يشغله تبارك وتعالى شأن من هذه الشؤون عن شأن اخر بل هو سبحانه وتعالى محيط بكل شيء قدير على كل شيء لا يشغله شأن عن شأن لكمال قدرته وشمول علمه ونفوذ مشيئته سبحانه وتعالى. ولا معقب لحكمه ولا راد لقضائه وقوله جل عن الاشباه والانداد دل عن الاشباه والانداد دل اي تنزه وتقدس وعظم شأنه جل وعلا ان يكون له شبه او ند ان يكون له شبه قال الله تعالى ليس كمثله شيء قال تعالى هل تعلم له سم يا اي لا سمي له او ان يكون له ند كما قال الله تعالى فلا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون فقوله جل عن الاشباه المراد الاشباه تنزيه الله تبارك وتعالى عن المثيل. كما قال تبارك وتعالى ليس كمثله شيء وهو السميع قصير وقوله تجلى عن الانداد اي لا نديد له ولا شريك له سبحانه وتعالى فهو المتفرد بصفات الكمال ونعوت الجلال المتفرد بالعظمة والجمال المستحق لان يفرد وحده بالعبادة دون سواه وقوله تنزه عن الصاحبة والاولاد. اي لم يتخذ سبحانه وتعالى صاحبة ولا ولدا. فهو منزه عن ذلك واتخاذ الصاحبة والولد هذا يدل على الاحتياج والافتقار والله سبحانه وتعالى الغني بذاته جل وعلا عن كل من سواه ومن سواه فقير فقر ذاتي لا غنى له عن ربه ومولاه. يا ايها الناس انتم الفقراء الى الله والله هو الغني الحميد فالله سبحانه وتعالى متنزه عن الصاحبة والصاحبة هي الزوجة ومتنزه تبارك وتعالى عن الولد فهو عز وجل لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد وقوله ونفذ حكمه في جميع العباد اي ان حكمه تبارك وتعالى نافذ اذا قضى امرا نفذ لا راد له ولا معقب لحكمه والمراد بالحكم هنا نفذ حكمه اي الحكم الكوني القدري فاذا قدر الله سبحانه وتعالى على عبد من العباد بقضاء كوني وكتب عليه امرا من الامور وشاء سبحانه وتعالى ان يقع وقع طبقا لما شاء فلا راد لحكمه سبحانه وتعالى ولا معقب لقضائه وفي دعاء الهم والغم حديث عبد الله ابن مسعود قال ناصيتي بيدك ماض في حكمك عدل في قضاؤك. الشاهد قوله ماض في حكمك اي ما يحكم الله سبحانه وتعالى به كونا وقدرا ماظ في العباد ونافذ فيهم فان مشيئة الله سبحانه وتعالى نافذة وقدرته سبحانه وتعالى شاملة مشيئته نافذة فما شاء الله كان طبقا لما شاء في الوقت الذي شاء لا راد لذلك وهو سبحانه وتعالى قدير على كل شيء لا يعجزه شيء في الارض ولا في السماء قال لا تمثله العقول بالتفكير ولا تتوهمه القلوب بالتصوير اي انه سبحانه وتعالى منزه عن التمثيل وعن التكييف قال لا تمثله العقول بالتفكير فليس لله عز وجل مثل يراه الناس ويشاهدون فيقيسون صفاته بالتفكير عليه فهو جل وعلا لا ليس كمثله شيء لا مثيل له جل وعلا فلا تمثله العقول بالتفكير لا تمثله العقول بالتفكير لانه لا مثل له جل وعلا بحيث يقاس عليه. ولهذا قال السلف رحمهم الله تعالى لا يقاس بخلفه لا يقاس بخلقه لانه سبحانه وتعالى لا مثيل له في كل صفاته وجميع نعوته تبارك وتعالى والتمثيل باطل التمثيل باطل وكفر بالله عز وجل كما ان التعطيل باطل وكفر بالله سبحانه وتعالى. قال نعيم بن حماد من شبه الله بخلقه كفر. ومن جحد ما اثبته الله لنفسه كفر قال ولا تتوهمه القلوب بالتصوير اي ان الله سبحانه وتعالى اعظم واكبر واجل من ان تبلغ العقول كنها صفاته وكيفية نعوته جل وعلا فالعقول مهما توهمت تخيلت لا يمكن ان تعرف كيفية صفاته جل وعلا. فهو اعظم واجل واكبر سبحانه وتعالى من ان تتصور العقول او تتخيل الافهام كيفية صفات كيفية صفاته سبحانه وتعالى ومهما تخيل الانسان في عقله من الجمال والعظمة والجلال وظن هذا الذي تخيله هو صفة الله تبارك وتعالى فالله عز وجل اعظم من ذلك واجل واكبر ومن اعظم ما يقطع التكييف وطلبه في نفس العبد ان يكبر الله سبحانه وتعالى فالله عز وجل اكبر من كل شيء واكبر من ان تتخيل العقول وتتصور الافهام كيفية صفاته ونعوته سبحانه وتعالى. قال ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ليس كمثله شيء وهو السميع البصير وهذه الاية في الغالب لا يخلو كتاب من كتب الاعتقاد من ذكرها والاستشهاد بها لانها اصل جامع في باب توحيد الاسماء والصفات. وجميع اه ابحاث الاسماء والصفات راجع الى هذا الاصل الجامع. ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ففيها تنزيه الله تبارك وتعالى عن المثال وفيها اثبات آآ صفاته واسمائه تبارك وتعالى وعقيدة اهل السنة والجماعة في توحيد الاسماء والصفات قائمة على الاثبات بلا تمثيل والتنزيه بلا تعطيل على هذا قيام عقيدة اهل السنة والجماعة وقد جمع بين هذين الاصلين العظيمين في هذه الاية الكريمة قال له الاسماء الحسنى والصفات العلى له الاسماء الحسنى كما قال الله تبارك وتعالى ولله الاسماء الحسنى فالله عز وجل له الاسماء الحسنى اي البالغة في الحسن تمامه وكماله واسماء الله تبارك وتعالى موصوفة انها حسنى اي بالغة في الحسن تمامه وكماله هي حسن لانها مشتملة ومتضمنة لثبوت صفات الكمال لله عز وجل فكل اسم من اسماء الله تبارك وتعالى دال على ثبوت صفة كمال لله عز وجل وله الصفات العلا اي العالية جمالها وحسنها و عظمتها وجمالها قال له الاسماء الحسنى والصفات العلى الرحمن على العرش استوى له ما في السماوات وما في الارض وما بينهما ما تحت الثرى وان تجهر بالقول فان الله فانه يعلم السر واخفى وفي هذه الايات الكريمات جمع الله سبحانه وتعالى بين اثبات علوه على عرشه المجيد علو يليق بجلاله وكماله وعظمته سبحانه مع اثبات ان علمه في كل مكان فهو محيط بالخلائق الماء لا تخفى عليه خافية في الارض ولا في السماء قال احاط بكل شيء علما احاط بكل شيء علما اي انه تبارك وتعالى قد احاط علمه بالخلائق لتعلموا ان الله على كل شيء قدير وان الله قد احاط بكل كل شيء علما فعلمه سبحانه وتعالى محيط بالخلائق لا تخفى عليه قافية في الارظ ولا في السماء الغيب عنده شهادة والسر عنده علانية لا تخفى عليه تبارك وتعالى خافية قال وقهر كل مخلوق عزة وحكم اي انه تبارك وتعالى القاهر فوق عبادة قهرهم سبحانه وتعالى فهم تحت حكمه وتحت مشيئته وتدبيره وتسخيره لا خروج لاي احد منهم عن حكمه سبحانه وتعالى فحكمه فيهم نافذ ومشيئته سبحانه وتعالى فيهم ماضية وقدرته سبحانه وتعالى شاملة لكل شيء فهو وعز وجل على كل شيء قدير قال ووسع كل شيء رحمة وعلما ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما فوسعت رحمته كل شيء ووسع علمه كل شيء وكما ان علم الله سبحانه وتعالى آآ وسع كل شيء فان رحمة الله سبحانه وتعالى وسعت كل شيء قال قال وسع كل شيء رحمة وعلما يعلم ما بين ايديهم وما خلفهم ولا يحيطون به علما يعلم ما بين ايديهم وما خلفهم اي ما بين ايدي الخلائق وما خلفهم محيط بامورهم واحوالهم وشؤونهم الحاضرة والمتقدمة والمتأخرة. فعلمه سبحانه وتعالى محيط كل شيء ولا يحيطون به علما ولا يحيطون به علما قال الله تعالى وما اوتيتم من العلم الا قليلا. فليس عندهم من العلم الا شيء يسير اقلعهم الله سبحانه وتعالى عليه واعلمهم به وعلمك ما لم تكن تعلم وكان فظل الله عليك عظيما قال موصوف بما وصف به نفسه في كتابه العظيم وعلى لسان نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم موصوف بما وصف به نفسه في كتابه العظيم وعلى لسان نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم. وهذا فيه ان الصفات اه استمدادها واخذها وتلقيها من كتاب الله عز وجل وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم. كما قال الامام احمد رحمه الله ونصف الله بما وصف به نفسه وبما وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم لا نتجاوز القرآن والحديث والله وصف نفسه في كتابه بالصفات ووصفه نبيه صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى في سنته بصفات فنثبت لله ما اثبته لنفسه ونثبت له تبارك وتعالى ما اثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم لا نتجاوز القرآن والحديث قال رحمه الله تعالى وكل ما جاء في القرآن او صح عن المصطفى عليه السلام من صفات الرحمن وجب الايمان به وتلقيه بالتسليم والقبول وترك التعرض له بالرد والتأويل والتشبيه والتمثيل. وما اشكل من ذلك وجب اثباته لفظا وترك التعرض لمعناه وترك التعرض لمعناه ونرد علمه الى قائله ونجعل عهدته على ناقله اتباعا لطريق الراصفين في العلم الذين اثنى الله عليهم في كتابه المبين بقوله سبحانه وتعالى والراسخون في العلم يقولون امنا به كل من عند ربنا وقال في ظم مبتغي التأويل لمتشاغم تنزيله فاما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه فمن مبتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله الا الله. فجعل ابتغاء التأويل علامة على الزير وقرنه الفتنة في الذنب ثم حجبهم عما امنوه وقطع اطماعهم عما قسموه بقوله سبحانه وما يعلم تأويله الا الله. قال وكل ما جاء في القرآن او صح عن المصطفى عليه الصلاة والسلام من صفات الرحمن وجب الايمان به وتلقيه بالتسليم والقبول هذه قاعدة واصل جامع في باب الاسماء والصفات ان المسلم الواجب عليه في هذا الباب ان يكون اخذه للصفات تقيه لها من كتاب الله جل وعلا وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم دون ان يتجاوز كلام الله كلام رسوله صلى الله عليه وسلم لانه لا احد اعلم بالله من الله ولا احد اعلم بالله من خلق الله من رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو لا ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى صلوات الله وسلامه عليه وكل ما يذكره عن الله عز وجل كل ذلكم وحي منزل عليه من رب العالمين فالواجب في باب اه الاعتقاد وعموم امور الدين ومسائله ان يكون اخذها وتلقيها من كتاب الله عز وجل ومن سنة النبي صلى الله عليه وسلم. فكل ما جاء في القرآن او صح اي ثبت بالاسانيد الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من صفات الرحمن وجب الايمان به وتلقيه بالتسليم والقبول كما قال الامام آآ الزهري رحمه الله من من الله الرسالة وعلى الرسول البلاغ وعلينا التسليم فهذا هو واجب المسلم ان يتلقى كل ما جاء عن الله في كتابه وعن رسوله صلى الله عليه وسلم في سنته بالقبول والتسليم لا بالاعتراف او الانتقاد او الرد او غير ذلك من المسالك الباطلة العاطلة التي سلكها اهل الباطل وارباب الضلال قال وترك التعرظ له بالرد والتأويل والتشبيه والتمثيل هذه مسالك باطلة سلكها طوائف من اهل الضلال في تعاملهم مع اه ما جاء في كتاب الله وما جاء في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذكر لصفات ربنا سبحانه وتعالى فبعض الطوائف المبطلة كان تعاملها مع صفات الله سبحانه وتعالى الثابتة في القرآن والثابتة في السنة ومقابلتها بالرد مقابلتها بالرد اي تعطيلها وجحدها والتكذيب بها وعدم الايمان وهذا مسلك المعطلة لصفات الله سبحانه وتعالى ومن الطوائف من قابل صفات الله بالتأويل والمراد بالتأويل هنا التحريم اي صرف اه معاني اه اسماء الله وصفاته الثابتة في الكتاب والسنة الى معاني بعيدة غير مرادة في كلام الله ولا في كلام رسوله صلى الله عليه وسلم وهذا تأويل مذموم وتحريف باطل فهذا مسلك من مسالك اه اه اهل الضلال تلقي صفات الله سبحانه وتعالى بالتأويل المذموم الذي هو تحريف الكلم عن مواضعه وكذلك من المسالك الباطلة التشبيه والتمثيل وهو اعتقاد ان صفات الله الثابتة في القرآن وصفاته سبحانه وتعالى الثابتة في السنة مماثلا لصفات المخلوقين وهذا ايضا باطل وكفر بالله سبحانه وتعالى. فان صفات الله آآ الثابتة في كتابه وصفاته جل وعلا الثابتة في سنة نبيه عليه الصلاة والسلام هي صفات خاصة لائقة بجلاله وكماله وعظمته وهو جل وعلا منزه في صفاته عن شبيه وعن المثال هل تعلم له سم يا؟ اي لا سمي له جل وعلا ولا مثيل ليس كمثله شيء وهو السميع البصير قال وما اشكل من ذلك وما اشكل من ذلك وجب اثباته لفظا وترك التعرظ لمعناه قوله وما اشكل من ذلك هذه الكلمة فيها اجمال هذه الكلمة فيها اجمال قال وما اشكل من ذلك وهي لا تخلو من ان يكون المراد ان يكون المراد بها احد معنيين اما ان يكون المراد بها بقوله وما اشكل من ذلك اي آآ ان في الصفات المذكورة في القرآن والمذكورة في سنة النبي عليه الصلاة والسلام فيها ما هو مشكل من حيث المعنى والمراد بالاشكال هنا الاشكال المطلق بمعنى ان لا احد يفهم من الناس ذلك ولا احد منهم يعرف معناه واما ان يراد بالاشكال اي النسبي واما ان يراد بالاشكال اي النسبي ما اشكل من ذلك اي على بعض الناس لا على الجميع والمعنى الاول هو الذي يقرره المفوضة مفوضة المعاني الذين يعتقدون ان ظواهر نصوص الصفات غير مراده وان معناها مشكل لا يعلمه الا الله سبحانه وتعالى ولا احد من الناس يعلم معاني صفات الله سبحانه وتعالى فهي في حق الخلائق مجهولة المعنى لا سبيل الى العلم بمعناها ولهذا سلكوا مسلك تفويض معانيها الى الله سبحانه وتعالى معتقدين انها مشكلة من حيث المعنى ولا يفهم لها معنى ويفوض معناها الى الله سبحانه وتعالى. وهذا لا شك كلام باطل ليس عليه السلف الصالح رحمهم الله تعالى والاحتمال الثاني ان المراد بالاشكال اي النسبي وليس المطلق الاشكال النسبي وليس المطلق بمعنى انه يشكل على بعض الناس ولا ولا يكون مشكلا على غيرهم ولا يكون مشكلا على الراسخين في العلم لكن قد يشكل يعني قد تشكل بعض معاني نصوص الصفات على بعض الناس ولهذا تجد كثير من الناس تشكل عليه بعض المعاني في صفات الله فاذا بعالم وسأله عن المعنى وعن المراد ورد له المتشابه الى المحكم ووضح له المراد زال الاشكال. وتجده والحمد لله اتضح لي الامر وتبين لي وزال الاشكال عني وهذا كثير يمر بطلبة العلم تجده يشكل عليه احيانا بعض المعاني ويكونوا لم يتبين له المراد فهذا الاشكال اشكال النسبي وليس اشكالا مطلقا. اي انه اشكال يكون في حق البعض دون بعض فالراسخون في العلم لا يكون مشكلا عليهم واضحا لهم وضوحا تاما لا اشكال فيه عندهم لكن من دونهم فالعلم قد يشكل عليه اه بعظ المعاني وكلام المصنف رحمه الله يحمل على هذا المعنى كلام المصنف رحمه الله تعالى يحمل على هذا المعنى حملا لكلام اهل العلم على احسن حامل املا لكلام اهل العلم على احسن المحامل فيحمل قوله هنا اه وما اشكل من ذلك وجب اثباته لفظا وترك التعرض لمعناه يعني اذا اشكل عليك يا طالب العلم المبتدئ في الطلب وتحصيل هذا العلم اذا اشكل عليك معنى شيء من صفات الله سبحانه وتعالى فلا تتجرأ بلا علم ولا فهم بان تقرر شيئا من المعاني وانت لا فهم لك لان الخطأ في اسماء الله سبحانه وتعالى وصفاته وفهمه ليس كالخطأ في اي اسم اخر المقام مقام عظيم ومقام خطير لا يجوز للانسان ان يكون عنده جرأة في شيء لا يفهمه او شيء لا يعلمه الدين عموما وفي اسماء الله وصفاته خصوصا ومن باب اولى فيقول اذا اشكل عليك اذا اشكل وما اشكل من ذلك اي على طالب العلم وجب اثباته لفظا يعني اللفظ تثبته وتقر به تترك التعرظ لمعناه قال وترك التعرظ لمعناه قول وترك التعرض لمعناه على المحمل الثاني الذي اه يحمل كلام المصنف رحمه الله تعالى عليه ترك التعرض لمعناه ليس المراد به اه ان لا يتعرظ لمعناه مطلقا بمعنى انه لا يبحث عن معناه ولا ينظر في معناه ولكن ترك التعرض لمعناه بعدم وعدم فهم فلا يتعرض الانسان لمعناه ولا علم عنده ولا فهم بمعنى ان يأتي بمعاني تكون خاطئة فيقع في منزلق وامر خطير فقال لا ترك التعرظ لمعناه اي لا تتعرض لمعناه بدون فهم لا تتعرض لمعناه بدون فهم وبدون فقه اما ان يتعرض الانسان لمعناه في الرجوع الى الائمة الاكابر والعلما الراسخين ويسأل حتى يفهم المعنى فهذا ليس هو المراد هنا وانما المراد ان لا يتعرض الانسان لمعناه بدون فهم وبدون علم لان المقام مقام خطير. قال ونرد علمه الى قائله ونرد علمه الى قائله ونجعل عهدته على ناقله بمعنى ان هذه الالفاظ اثبتوها ونؤمن بها ونؤمن انها حق وانها من عند الله وانها من عند رسوله صلى الله عليه وسلم ولكن اه فهموا معناها اذا اشكل على الانسان ولم يتضح لا يجوز له ان يخوض فيها بلا علم وبلا فهم فيعرض نفسه الى ذلل خطير وخطأ فادح لان الخطأ في اسماء الله تبارك وتعالى وصفاته ليس كالخطأ في اي امر اخر اما اذا كان المراد بترك التعرظ لمعناها اي مطلقا وترد آآ ونرد علمها الى قائلها بمعنى ان نقول انها ليست معلومة المعاني ويفوض معناها الى الله سبحانه وتعالى اذا كان هذا المراد فهذا ولا شك ليس من اعتقاد السلف الصالح رحمهم الله تعالى في شيء قال اتباعا لطريق الراسخين في العلم اتباعا لطريق الراسخين في العلم الذين اثنى الله عليهم في كتابه المبين بقوله والراسخون في العلم يقولون امنا به كل من عند ربنا راسخون في العلم يقولون امنا به كل من عند ربنا. فهذه طريقة الراسخين في العلم الايمان بكل ما جاء عن الله جل وعلا لانهم يعتقدون انه لا اعلم بالله من الله فكل ما جاء عنه سبحانه وتعالى يتلقونه بالقبول والتسليم وآآ عدم الرد لشيء من ذلك يقولون كل من عند ربنا اي فنؤمن به ولا نرد شيئا من ذلك وقال في ذم مبتغي التأويل لمتشابه تنزيله تأمل الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله الا الله وما يعلم تأويله الا الله بهذا المقام ذم لمن في قلوبهم زيغ بان طريقتهم في هذا الباب اتباع المتشابه والقرآن الكريم منه ايات محكمات هن ام الكتاب واخر متشابهات واخر متشابهات فالراسخ في العلم طريقته رد المتشابه الى المحكم فيزول الاشتباه وطريقة اهل الزيغ اتباع المتشابه. لماذا؟ ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله فهذه طريقة اهل الزيغ اتباع المتشابه وعدم رد المتشابه الى المحكم وهي طريقة باطلة محرمة ذم الله سبحانه وتعالى اهلها ووصفهم بانهم اهل الزيغ اي الانحراف والعدول عن صراط الله المستقيم قال فجعل ابتغاء التأويل علامة على الزيغ وقرنه بابتغاء الفتنة في الذنب ثم حجبهم عما امنوه وقطع اطماعهم ما قصدوه بقوله سبحانه وتعالى وما يعلم تأويله الا الله وهنا ينبغي ان يعلم ان قوله تبارك وتعالى وما يعلم تأويله الى الله يجوز فيها الوقف ونوصل ولكل منهما معنى والذي ذكره المصنف هنا رحمه الله تعالى على قراءة الوقف على الا الله وهذا له معنى والوصل جائز وله ايضا معنى وهذا يفهم بقراءة الاية كاملة ومراجعة كلام الائمة واهل العلم عن معنى هذه الاية الكريمة في سورة ال عمران هو الذي انزل عليك الكتاب منه ايات محكمات هن ام الكتاب اي اصله ام الشيء اي اصله ام الكتاب اي اليها المرجع ويعاد اليها المتسابق هن ام الكتاب واخر متشابهات اوفر متشابهات والتشابه هنا في الايات لا يخلو من ان يراد به اه احد اه معنيين او احد امرين وينبني عليهما الوقف او الوصل في الاية اما التشابه من حيث الكيف فاذا كان هذا المراد فيلزم الوقف لان الكيف لا يعلمه الا الله سبحانه وتعالى او يكون المراد التشابه من حيث المعنى. فهنا يجوز الوصل لان اهل العلم الراسخين في العلم يعلمون معنى المتشابه اي الذي بمعناه تشابه لان طريقتهم كما اثنى الله عليهم يردون المتشابه الى المحكم فينجلي التشابه ويتضح لهم المعنى ويزول الاشتباه منه ايات محكمات هن ام الكتاب واخر متشابهات. ثم ذكر طريقتين في التعامل مع المتسابق طريقة اهل الزيغ قال فاما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء فتنة وابتغاء تأويله فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله فهذه طريقة ال الزيغ اتباع المتشابه اثارة للفتن ونشرا الشر بين الناس قال فاما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله الا الله وما يعلم تأويله تأويل في القرآن له معنيان التأويل بمعنى الحقيقة معرفة الحقيقة هذا معنى والتأويل الذي هو معرفة المعنى. تفسير الالفاظ كل منهما يقال له تأويل فاذا كان المراد بالتأويل الاول وما يعلم تأويله الا الله اي حقيقته هذا يوقف يا على الا الله لان الراسخين في العلم لا يعلمون الكن ولا ولا الكيفية ابن عباس وهو من الراسخين في العلم يقول عن نعيم اهل الجنة ليس في الدنيا مما في الجنة الا الاسماء فمعاني نعيم معاني اسماء وصفات نعيم الجنة معروف. العنب والرمان والنخيل والانهار والخمر والى اخره. هذه المعاني معروفة الحقيقة حقيقة لا تعرف وما يعلم تأويله حقيقته الا الله يجب الوقف اذا كان المراد بالتعويل الحقيقة يجب الوقف لان الحقيقة لا يعلمها الا الله سبحانه وتعالى واما اذا كان المراد بالتأويل المعنى تفسير المعنى فيجوز الوصل لان الراسخين في العلم يعلمون المعنى فتصل في القراءة وما يعلم تأويله الا الله والراسخون في العلم. ولهذا جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما انه قال انا من الراسخين في العلم الذين يعلمون تأويله ان من الراسخين في العلم الذين يعلمون تأويل اي يعرفون معناه ومجاهد ابن جابر رحمه الله تعالى يقول قرأت القرآن على ابن عباس اية اية اقفه عند كل اية واسأله عن معناه فمعاني القرآن ومعاني اسماء الله تبارك وتعالى وصفاته معلومة لكن كيفيتها مجهولة. ولهذا قال اهل العلم صفات الله سبحانه وتعالى معلومة لنا من وجه مجهولة من وجه معلومة من جهة المعنى فنصل وما يعلم تأويله الا الله والراسخون في العلم ومجهولة من جهة الكيف فنقف على قوله الا الله لان الكيف لا يعلمه الا الله سبحانه وتعالى. وفي ضوء كلام اهل العلم وفهم المراد بالاية الكريمة يتضح اه المقصود بهذه الاية الكريمة ويستبين وجه آآ الاستدلال بها وكلام المصنف رحمه الله تعالى هنا يا اجتهد الانسان ما امكن الى في حمله على احسن محمل اما اذا كان المراد به تقرير تفويض والمعنى وان منا اسماء الله وصفات ما قد يشكل معناه على الجميع بحيث لا يكون مفهوم المعنى لاي احد من الناس ويكون تشابهه مطلق فهذا ليس من عقيدة اهل السنة والجماعة في شيء نعم قال رحمه الله تعالى قال الامام ابو عبد الله احمد ابن محمد ابن حنبل رحمه الله تعالى في قول النبي صلى الله عليه ان الله ينزل الى السماء الدنيا وقوله ان الله يرى يوم القيامة وما اشبه هذه الاحاديث بها ونصدق بها لا كيف ولا معنى ولا نرد شيئا منها ونعلم اننا جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم الحق فلا ترد على رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولا تصيب ولا تصف الله بادفع مما وصف به نفسه. بلا حد ليس كمثله شيء وهو السميع القصير. ونقول كما قال ونصحكم بما وصف به نفسه. لا نتعدى ذلك ولا يبلغه وصف الواصفين. نؤمن بالقرآن كله محكمه ومتشابهه. ولا نزيل عنهم صفة من صفاته بشناعة قال ثم نقل رحمه الله تعالى هذا الكلام العظيم عن الامام احمد رحمه الله تعالى في بيان المنهج الذي ينبغي ان يكون عليه المسلم وان يكون عليه طالب بالعلم في صفات الله سبحانه وتعالى. بدأ الامام احمد رحمه الله بذكر بعض الاحاديث احاديث الصفات. فذكر حديث النزول وذكر حديث الرؤية حديث النزول ان الله سبحانه وتعالى ينزل الى سماء الدنيا كل ليلة وهو حديث متواتر ثابت عن الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم آآ من الصحابة ما يقرب من الثلاثين صحابيا كلهم سمعوه عليه الصلاة والسلام يقول ينزل ربنا الى سماء الدنيا وحديث الرؤيا ايضا حديث ثابت عن الرسول صلى الله عليه وسلم انكم سترون ربكم يوم القيامة فهذا الحديث حديث النزول وكذلك حديث الرؤيا وما اشبه هذه الاحاديث اي التي تشتمل على اثبات صفات لله سبحانه وتعالى وسيأتي عند المصنف رحمه الله تعالى ذكرى جملة من هذه الاحاديث احاديث الصفات ما هي الطريقة في التعامل معها قال الامام احمد نؤمن بها ونصدق بها نؤمن بها اي نقر ونصدق بانها صفات ثابتة لربنا عز وجل تليق بجلاله وكماله وعظمته لا نرد شيئا منها بل نثبتها كلها لله عز وجل على الوجه اللائق بجلال الله وكماله وعظمته سبحانه وتعالى. قال لا كيف ولا معنى قال الامام احمد رحمه الله لا كيف ولا معنى اي لا نقول في شيء من صفات الله لا نخوض في شيء من صفات الله بالتكييف. هذا المراد بقوله لا كيد المراد بقوله لا شيء اي بلا تكييف لا ان صفات الله لا كيفية لها لان ما لا كيفية له عدم المراد بقوله لا كيف اي بلا تكييف اي بلا كيفية نعلمها اما صفات الله من حيث هي لها كيفية يعلمها رب العالمين فقول السلف امروها كما جاءت بلا كيف اي بلا تكييف لان التكييف باطل وكيفية صفات الله سبحانه وتعالى لا يعلمها احد ولهذا اه نص ائمة السلف رحمهم الله تعالى في كتب العقائد على بطلان التكييف وان الواجب في صفات الله ان تمر كما جاءت بلا كيد اي دون ان تكيف يعني دون ان يحاول الانسان ان يعرف كيفية يدها وقوله رحمه الله تعالى ولا معنى اي اه المراد بالمعنى هنا المعاني الباطلة التي يذكرها الجهمية واضرابهم من ارباب التعطيل والتأويل والتحريف لكلام الله سبحانه وتعالى فكل ذلكم يتجنبه المسلم ويحذر منه فلا يخوض باسماء الله وصفاته باي معنى من المعاني الباطلة والاقاويل العاطلة التي تنقل عن ارباب الكلام واصحاب البدع والاهواء والضلالات فكل ذلكم طرح ويجتنب ويحذر منه المسلم اشد الحذر فصفات الله سبحانه وتعالى تثبت لله ولا تعرض لتلك المعاني التي يذكرها اهل البدع فتراهم مثلا في الاستواء يقولون الاستواء له مثلا خمسة عشر معنى ويأتون الى صفات اخرى ويقولون هذه لها معاني كثيرة ويبحثون عن وحشي اللغات ومستكرة التأويلات ويحاولون ان يجعلوه معنا لصفات الله سبحانه وتعالى فيصرفون الصفات عن معانيها الصحيحة الثابتة لها الى معان بعيدة. فهذا الذي حذر منه امام اهل السنة الامام احمد رحمه الله تعالى بقوله ولا معنى وليس مرادا بقوله ولا معنى نفي المعنى مطلقا ونفي المعنى الصحيح الثابت لها ليس هذا مراد الامام احمد ولا ايظا مراد آآ غيره من اهل العلم ممن اطلقوا هذا اللفظ او قريبا منه مثل قول ابو عبيد وغيره من العلم لا نفسرها اي لا نفسرها بالمعاني الباطلة تفسيرات الجهمية وارباب البدع والاهواء. هذا المراد بقول الامام احمد هنا لا كيف ولا اي لا نكيف صفات الله ولا معنى اي لا نخوض في المعاني الباطلة والتأويلات الفاسدة التي اه يتناقلها اهل البدع والاهواء. قال ولا نرد شيئا منه ولا نرد شيئا منها. لما حذر من التحريف والتكييف حذر من التعقيد لان قوله ولا كيف ولا معنى حذر هنا من التكييف وحذر من آآ حذر من التكييف وحذر من التحريم حذر من التكييف بقوله ولا كيف وحذر من التحريف بقوله ولا معنى وحذر من التعطيل بقوله ولا نرد شيئا منها في كتب العقائد يقولون في تقرير الاعتقاد بان لا نثبت الصفات بلا تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تنفيذ. فهذه كلها محاذير يجب اجتنابها والبعد عنها قال ونعلم ان ما جاء به الرسول حق لانه عليه الصلاة والسلام لا ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى وهو عليه الصلاة والسلام اعلم خلق الله بالله. قال صلى الله عليه وسلم ان اعلمكم بالله انا فهو اعلم خلق الله بالله صلوات الله وسلامه عليه فكل ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم حق ولا نرد على رسول الله صلى الله عليه وسلم كل ما ذكره نؤمن به ونثبته ولا نرد شيئا من ذلك. بينما ارباب البدع يتجرأون جرأة سافرة على رد ما جاعا الرسول عليه الصلاة والسلام فنصوص القرآن يقابلها ارباب البدع بالتحريم ونصوص السنة يقابلها ارباب البدع بالتكذيب وفي هذا قعد احد رؤوس اه اه هؤلاء القدامى قاعدة قال قابلوا نصوص القرآن بالتحريف وقابلوا نصوص السنة بالتكذيب وفي هذا الباب احدث المعتزلة تأصيلا فاسدا قالوا فيه ان اخبار الاحاد لا تقبل في الاعتقاد وهذا التأصيل اول من احدثه المعتزلة واحدثوه من اجل رد احاديث الصفات وتكذيبها احدثوه من اجل رد احاديث الصفات وتكذيبها. قالوا اخبار الاحاد لا يحتج بها في الاعتقاد. وبناء على هذا الاصل الفاسد ردوا احاديث متواترة تجدهم مثلا في حديث النزول يردونه يقول خبر احاد لا يحتج به في الاعتقاد مع انه عند ائمة الشأن متواتر. لكن القوم لا يعلمون شيئا في هذا الباب لكنه تأصيل قرروه ليردوا من خلاله احاديث الصفات وما لا يروق لهم مما ثبت في سنة النبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه فالامام احمد رحمه الله يرد من ذلك يحذر من ذلك يقول ولا نرد على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ولا نصف الله باكثر مما وصف به نفسه ولنصف الله باكثر مما وصف به نفسه. اي ان حدنا في هذا الباب القرآن والسنة لا نتجاوز كلام الله ولا كلام رسوله عليه الصلاة والسلام قال ولا نصف الله باكثر مما وصف به نفسه لان من وصف الله باكثر مما وصف به نفسه قفى ما ليس له به علم وقال على الله سبحانه وتعالى بلا علم والله تعالى يقول ولا تقفوا ما ليس لك به علم ان السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسؤولا ويقول سبحانه وتعالى وان تقولوا على الله ما لا تعلمون. ويقول جل وعلا يا ايها الذين امنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله لا تقدموا بين يدي الله ورسوله اي لا تقولوا حتى يقول ولا تفعلوا حتى يأمر اما ان يتجرأ الانسان يتكلم في في الله او في صفاته او في اسماءه بلا علم وبلا مستند من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فهذا ولا شك من مسالك اهل الظلال وطرائق اهل الباطل قال اه اه بلا حد ولا غاية. بلا حد ولا غاية ولا نصف الله باكثر مما وصف به نفسه بلا حد فما وصف الله سبحانه وتعالى بنفسه نثبته له بلا حد والمراد بقوله بلا حد اي نعلمه مراد بقوله بلا حد اي نعلمه فالنفي هنا نفي لي آآ التحديد لان اثباتنا للصفات اثبات وجود لا اثبات تكييف وتحديد لان صفات الله لا نعلم لها كيفية ولا نعلم لها احد ولهذا اثبات اهل السنة والجماعة لصفات الله سبحانه وتعالى هو في الحقيقة اثبات وجود لا اثبات وتكييف وهذا هو المواد بقوله رحمه الله تعالى بلا حد ولا غاية اي بلا حد اه نعلمه ولا غاية اه نعلمها ووالله سبحانه وتعالى اعظم من اه ان يحد اه الخلائق صفاته او يحيط به علما وقد مر معنا قول الله سبحانه وتعالى ولا يحيطون به علما قال ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. اورد الامام احمد رحمه الله هذه الاية وسبق الاشارة الى ان هذه الاية تجمع آآ وصول وقواعد هذا الباب العظيم باب الاسماء والصفات كونوا كما قال ونصفه بما وصف به نفسه لا نتعدى ذلك ونقول كما قال ونصف مما وصف به نفسه ولا نتعدى ذلك اي لا نتجاوز القرآن والحديث جاء عن الامام احمد ونقل عنه رحمه الله كلمة عظيمة في في هذا الباب وهي قول رحمه الله تعالى ونصف الله بما وصف به نفسه وبما وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم لا نتجاوز القرآن والحديث ونصف الله بما وصف به نفسه وبما وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم لا نتجاوز القرآن من الحديث هذا معنى لا نتعدى ذلك اي لا نتجاوزه بل نقف على ما جاء في الكتاب والسنة هذا معنى قول ايضا السلف ان اسماء الله وصفاته التوقيفية ان يتوقف في اثباتها على الكتاب والسنة دون تجاوز او تعد لهما قال ولا يبلغه وصف الواصفين ولا يبلغه وصف الواصفين اي مهما اجتهد الواصف بلوغ ومعرفة كنه صفات الله سبحانه وتعالى فان فان فان افهام الناس وعقولهم كالة وعاجزة تماما عن ان تدرك كونها صفاته سبحانه وتعالى وحقيقة اه نعوته جل وعلا. وهذا هو معنى قوله رحمه الله ولا يبلغه وصف الواصفين. يعني مهما كان الانسان يعني مجيدا ومتقنا للاوصاف ومبدعا في هذا الباب لا يمكن ان يصل الى انهي صفات الله سبحانه وتعالى فالله اعظم واجل. قال نؤمن بالقرآن كله محكمه ومتشابه نؤمن بالقرآن كله محكمه ومتشابه وقد مر معنا قول آآ قول الله سبحانه وتعالى يقولون امنا به كل من عند ربه اي المحكم والمتشابه قال ولا نزيل عنه صفة من صفاته لشناعة شنعت ولا نزيل عنه صفة من من صفاته لشناعة صنعت آآ يعني اذا شنع اهل البدع على اهل السنة بانه مثلا مجسمة او انهم مشبهة او انهم او انهم من الالقاب التي يطلقها اهل البدع والضلال على اهل السنة من باب التنفيذ عن الحق والتزهيد في طريقة اهل السنة والجماعة فمثل هذه الشناعات او التشنيع الذي يقوم به اهل البدع لا يجعل اهل السنة يتزعزعون عن اثبات ما اثبته الله تبارك وتعالى لنفسه وما اثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم بخلاف من في دينه رقة ومن في ايمانه وهاء وظعف تجده اذا شن عليه الناس او شن عليه اقوامه او شن عليه رفقائه تجده يترك الايمان بها او اثباتها فرارا من شناعة المشنعين فالامام احمد رحمه الله يقول ولا نزيل عنه اي عن الله صفة من صفاته لشناعة صنعت هذا فيه ان اهل السنة لا يبالون كلام المبطلة ولمز المعطلة وهمزهم آآ آآ تقولهم على اهل السنة ورميهم كل هذا لا يبالون به ماضون على الجادة لا لا يبالون بشناعة المشنعين ولا بكلام واخاوين المبطلين قال ولا نتعدى القرآن والحديث قال ولا نتعدى القرآن والحديث اي انهم وقافون على ما جاء في الكتاب والسنة لا يتجاوزون كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم. ولهذا تراهم في آآ كتب العقائد عندما يقررون العقائد يذكرون العقيدة مقرونة بدليلها نؤمن بكذا او نصف الله بكذا او نعتقد كذا لقوله تعالى كذا ونعتقد كذا لقوله صلى الله عليه وسلم كذا لا يتجاوزون كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم قال ولا نعلم كيف تنهي ذلك لا لا نعلم كيف كنه ذلك اي كيفية فكنها الصفات مجهول وسيأتي عند المصنف ذكر قول الامام مالك رحمه الله الاستواء معلوم والكيف مجهول فكنه الصفات مجهول لا نعلمه لكن المعنى معلوم اه واضح قال الا بتصديق الرسول صلى الله عليه وسلم وتثبيت القرآن وهذا كما سبق فيه ان المعول عندهم في هذا الباب آآ الاعتماد على والسنة تصديقا لما جاء في كتاب الله وسنة نبيه صلوات الله وسلامه عليه قال رحمه الله تعالى قال الامام ابن عبدالله محمد ابن ادريس الشافعي رحمه الله تعالى امنت بالله وبما على مراد الله واماكم برسول الله وبما جاء عن رسول الله على مراد رسول الله ثم نقل رحمه الله تعالى فهذا النقل عن الامام الشافعي وسيأتي ايظا مزيد من النقول العظيمة عن ائمة السلف رحمهم الله تعالى في تقرير منهج آآ الصحيح في هذا الباب فنقل هنا عن الامام الشافعي رحمه الله انه قال امنت بالله وبما جاء الله على مراد الله وامنت برسول الله وبما جاء عن رسول الله على مراد رسول الله صلى الله عليه وسلم فطريقة اهل السنة في آآ اسماء الله وصفاته وفي عموم امور الاعتقاد وامور الدين انهم يؤمنون بما جاء عن الله على مراد الله فهم يؤمنون بالله وبما جاء عنه جل وعلا على مراده وكذلك يؤمنون برسوله عليه الصلاة والسلام وانه لا ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى ويؤمنون بكل ما جاء عنه صلوات الله وسلامه عليه على مراده صلى الله عليه وسلم. نعم قال رحمه الله تعالى وعلى هذا رضي الله عنهم كلهم متفقون على الافراق والامراض والاثبات ان اراد من الصفات في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم من غير تعرض لتأويله. اي على هذا الذي الامام احمد والامام الشافعي وغيرهم من ائمة السلف رحمهم الله في صفات الله على هذا درج السلف اه اي مظى اه السلف واتفقت كلمتهم على ذلك وائمة الخلف والمراد بائمة الخلف اي ممن سلكوا مسلك السلف وساروا على منهاجهم القويم وصراطهم المستقيم. قال كل متفقون على الاقرار. والامرار والاثبات. الاقرار اي التصديق والامرار اي امرار نصوص الصفات كما جاءت والايمان بها كما وردت قال والاثبات اي اثبات ما ورد في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم من غير تعرض لتأويل اي بالتأويلات الباطلة من غير تعرض لتأويله اي بالتأويلات الباطلة التي اه عليها اهل البدع والاهواء. اما تفسيرها وتأويلها بمعناها الصحيح آآ المستمد من كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم وفهم المعنى على بابه وعلى وجهه على ما يليق بجلال الله وكماله سبحانه وتعالى فهذا آآ يثبت لله عز وجل وهو المطلوب من المسلم ان يكون عليه تجاه اسماء الله تبارك وتعالى وصفاته قال رحمه الله تعالى فقال واخبرنا انها من الضلال فقال النبي صلى الله عليه وسلم عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ واياكم ومحدثات الامور فان كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة. لما ذكر ذلك رحمه الله تعالى قال اه اه نحن مأمورون بالاقتفاء باثارهم والاهتداء بمنارهم ومحذرون في النصوص من المحدثات والله سبحانه وتعالى قال ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى. وقال الله سبحانه وتعالى والسابقون الاولون من المهاجرين والانصار والذين اتبعوهم باحسان فنحن مأمورون بان نتبع السلف وان نسير على منهاجهم وان نلزم غرزهم وان نسلك مسلكهم اه وحذرنا من المحدثات واخبرنا انها من الضلالات كما قال عليه الصلاة والسلام واياكم ومحدثات الامور ان كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة. فحذرنا اشد التحذير من المحدثات واخبرنا اي النبي عليه الصلاة والسلام انها من الضلالات. فقال النبي صلى الله عليه وسلم عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ واياكم محدثات الامور فان كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وقوله سنتي هذا يتناول اه السنة في الاعتقاد والسنة في العمل. كله سنة وبعض ائمة السلف الفوا كتبا في الاعتقاد بهذا العنوان السنة مثل السنة لابن ابي عاصم والسنة لعبدالله وابن الامام احمد ومراد بالسنة اي العقيدة فعليكم بسنتي هذا يتناول الاعتقاد ويتناول ايضا العمل كل ذلكم يجب ان يلزم فيه المسلم سنة النبي عليه الصلاة والسلام فيكون اعتقاده اه على ضوء السنة وكذلك يكون عمله ايضا في ضوء سنة النبي الكريم عليه الصلاة والسلام. وفي هذا الحديث جمع عليه الصلاة والسلام في وصفه للخلفاء الراشدين بين الصفتين اللتين مر ذكرهما الرشاد و الهداية. قالوا الخلفاء الراشدين المهديين فجمع لهم بين الرشاد والهداية والرشاد والهداية اذا اجتمعا يعنى بالرشاد صلاح امل وبالهداية صلاح العلم نعم قال رحمه الله تعالى وقال عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه اتبعوا ولا تتبعوا فقدوا فيكم. وقال عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم وهذي كلمة عظيمة جدا. اي كفيتم بما جاء في كتاب ربكم وبما جاء في سنة نبيكم صلى الله عليه وسلم فاغناكم ذلك عن التكلف او التخرف او الخوظ فكفيتم اي كفاكم ما جاء في سنة النبي في كتاب الله وما جاء في سنة النبي صلى الله عليه وسلم فالواجب على المسلم في هذا الباب ان يتبع والا يبتدع يحذر من البدع وقد كفي بما جاء في كتاب الله وسنة النبي صلى الله عليه وسلم. وجاء عنه رضي الله عنه ايضا في هذا المعنى قوله انا نقتدي ولا نبتدي ونتبع ولا نبتدع ولن نضل ما تمسكنا بالاثر قال رحمه الله تعالى وقال عمر ابن عبد العزيز كلام معناه قف حيث القوم قف حيث وقف القوم كانوا اقوى وبالفضل لو كان فيها احرى التي قلت حدث بعده فما حدثه الا من خالفها اليوم ورغب عن سنته. ولقد وصف منه ما يشفي وتكلم بما نكفي فما فوقه محسر وما دونه منتصر فقد قصر عنهم قوم فجفوا وتجاوزهم اخرون وانه فيما بين ذلك لعنة مستقيم. الاخوان المرتبين للدورة اخبرونا ببداية الدرس ولم يخبرونا بالنهاية فاظن الباب مفتوح يعني نستمر الى ما شاء الله اتصبرون لا نتوقف وين الشيخ يوسف؟ تفضل يا شيخ لين متى نوقف يا شيخ يكفيني يعني يكفي خلاص الادارة هم المسؤولين واللي انا بواصل معكم تقريبا للتاسعة ان شاء الله لكن احسنا اذا استمرينا مثل ما قال عثمان رضي الله عنه قال كثرة الكلام ينسي اخره اولا وان شاء الله اذا مضينا على هذه الطريقة بهذا القدر آآ ننهي الكتاب في هذا الاسبوع باذن الله سبحانه وتعالى اسأل الله ان يثيبكم على هذا الصبر وعلى هذا الحرص وان يجعل ذلك في ميزان حسناتكم وان يتقبل منكم طلبكم للعلم وان يجعله لكم علما نافعا وان يزيدكم علما وتوفيقا وتشديدا والاخوان آآ يقدمون هدايا ثلاثة كتب ويقولون آآ يعني اطرح ثلاث اسئلة ومن يجيب عليها يأخذ آآ نسخة من هذه الكتب آآ ما هي المحاذير التي يلزم من يثبت اه اسماء الله وصفاته ان يحذر منه المجيب يكون عمره اقل من اثنعش سنة جيب معه حفيظة النفوس يوجد تمرق خمسطعش ماشي نتجاوز لك عن ثلاث سنوات اجل يحذر من التعطيل والتكييف تمثيل والتكييف والتمثيل ها طيب هذه الجوالات ما هي تبعي يقول لك انا اعطيك واحد منها من قدامى رحمه الله بدون نظر الى الكتاب متى ولد ومتى توفي تميل ابن قدامة في الطلب ما بعد سألنا فيه وين رايحين زميل ابن قدامة في الطلب آآ عبد الغني المقدسي آآ رحمه الله تعالى اريد آآ احدكم يذكر له ثلاث مصنفات في اسماء الرجال عمدة الاحكام الاعتقاد جزاكم الله خيرا واحسن الله اليكم وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد واله وصحبه اجمعين