الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الامام ابو محمد عبد الله بن احمد بن قدامة المقدسي رحمه الله تعالى وغفر له ولشيخنا والسامعين قال رحمه الله ومن صفات الله تعالى انه متكلم بكلام قديم يسمعه منه من شاء من سمعه موسى عليه السلام سمعه موسى عليه السلام منه من غير واسطة. وسمعه جبريل عليه السلام ومن اذن له من ملائكته ورسله وانه سبحانه يكلم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فالكلام هنا عن اثبات صفة الكلام صفة بالله عز وجل ثابتة له جل وعلا في كتابه وسنة نبيه صلوات الله وسلامه عليه والله عز وجل موصوف بالكلام فهو يتكلم متى شاء سبحانه وتعالى بما شاء لم يزل ولا يزال متكلما جل وعلا. والكلام صفة ثابتة له سبحانه وتعالى والمصنف رحمه الله شرع هنا لبيان هذه الصفة وتقريرها وذكري ادلتها من كتاب الله جل وعلا وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وبدأ ذلك بقوله ومن صفات الله تعالى اي الثابتة له في كتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم انه متكلم بكلام قديم يسمعه من شاء من خلقه سمعه موسى عليه السلام منه من غير واسطة وسمعه جبريل عليه السلام ومن اذن له من ملائكته ورسله وهذا كله ستأتي الادلة عليه عند المصنف رحمه الله تعالى وقوله رحمه الله انه متكلم بكلام قديم لا يقال القديم هكذا بالاطلاق وانما يقال بكلام قديم باعتبار اصل الكلام واما باعتبار احاده وافراده فانه حادث متجدد كما قال الله سبحانه وتعالى وما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث فقوله محدث هذا متعلق باحاد الكلام وافراده تكلم بالتوراة ثم بالانجيل ثم بالقرآن وسور القرآن واياته تكلم بها سبحانه وتعالى سورة تلو اخرى واية تلو اخرى فمن حيث نوع الكلام قديم بمعنى ان الله سبحانه وتعالى لم يزل متكلما لم يزل متكلما لم يزل موصوفا بالكلام سبحانه وتعالى ولكن باعتبار افراد الكلام واحاد الكلام لا يقال الكلام قديم كلام لا يقال الكلام قديم فقوله انه متكلم بكلام قديم هذا باعتبار نوع الكلام هذا باعتبار نوع الكلام ولا يصح باعتبار افراد الكلام واحاده فان ذلكم متجدد وحادث كما يدل لذلكم قول الله سبحانه وتعالى وما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث وقوله يسمعه من شاء من خلقه وهذا فيه ان كلام الله سبحانه وتعالى بصوت يسمع وهو كلام بحروف وكلمات وجمل وهو كلام بصوت ولهذا قال يسمعه والذي يسمع هو الصوت فالله سبحانه وتعالى متكلم بكلام حقيقة بحروف وكلمات وجمل بصوت يسمع يسمعه من شاء من عباده سبحانه وتعالى سمعه موسى عليه السلام وقد سمع كلام الله من الله قد قال الله سبحانه وتعالى وكلمه ربه وقال جل وعلا وكلم الله موسى تكليما ويقال لموسى عليه السلام كليم الله لانه سمع كلام الله من الله بصوت الله سبحانه وتعالى بدون واسطة الملك وانما سمعه من الله جل وعلا مباشرة بدون واسطة وسمعه جبريل عليه السلام سمعه جبريل عليه السلام فجبريل يسمع كلام الله سبحانه وتعالى من الله وينزل به ليبلغه رسل الله عليهم صلوات الله وسلامه وانه لتنزيل رب العالمين نزل به الروح اي جبريل الامين على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين فجبريل عليه السلام يسمع كلام الله من الله جل وعلا وينزل به ليبلغه رسل الله صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين ومن اذن له من ملائكته ورسله ونبينا عليه الصلاة والسلام سمع كلام الله من الله سمع كلام الله من الله. لما عرج به صلى الله عليه وسلم الى السماء وفرضت عليه الصلوات الخمس سمع صلى الله عليه وسلم كلام الله من الله جل وعلا نعم قال رحمه الله تعالى وانه سبحانه يكلم المؤمنين في الاخرة ويكلمونه ويأذن لهم فيزورونه. قال الله تعالى وكلم الله موسى تكليما وقال سبحانه يا موسى اني اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي وقال سبحانه منهم من كلم الله وقال سبحانه وما كان لبشر ان يكلمه الله الا وحيا او من وراء حجاب وقال سبحانه فلما اتاها فلما اتاها نودي يا موسى اني انا ربك وقال سبحانه انني انا الله لا اله الا انا فاعبدني. وغير جائز ان يقول هذا احد غير الله. قال رحمه الله تعالى وانه سبحانه يكلم المؤمنين في الاخرة ويكلمونه وانه سبحانه وتعالى يكلم المؤمنين في الاخرة ويكلمونه اي في جنات النعيم يكلمهم الله جل وعلا ويكلمونه وقد جاء في صحيح مسلم وغيره ان اهل الجنة اذا دخلوا الجنة يقول الله سبحانه وتعالى هل تريدون شيئا ازيدكم هذا كلام من الله يسمعه اهل الجنة من الله في الجنة هل تريدون شيئا ازيدكم فيقولون الم تبيض وجوهنا الم تنجنا من النار الم تدخلنا الجنة هذا كلام منهم لله سبحانه وتعالى فاهل الجنة يكلمهم الله ويكلمونه وهذا ثابت في نصوص عديدة تكليم الله لاهل الجنة وتكليم اهل الجنة لله عز وجل قال يقول هل تريدون شيئا ازيدكم؟ فيقولون الم تنجنا من النار؟ الم تدخلنا الجنة؟ الم تبيض وجوهنا؟ قال قال في كشف الحجاب فينظرون الى الله سبحانه وتعالى فما اعطوا شيئا اعظم من النظر اليه سبحانه وتعالى فاهل الجنة يكلمهم الله ويسمعون في الجنة كلام الله من الله سبحانه وتعالى وهو كلام بلا واسطة ويأذن لهم فيزورونه يأذن لهم فيزورونه اي فيكرمهم جل وعلا برؤيته كما في الحديث الذي اشرت اليه واحاديث كثيرة تدل على اكرام الله سبحانه وتعالى لاهل الجنة بهذا النعيم الذي هو اعظم نعيم ينالونه في الدار الاخرة الا وهو التصرف برؤية وجه الله الكريم سبحانه وتعالى وهذا اعظم نعيم وسيأتي عند المصنف رحمه الله تعالى افراد ما يتعلق برؤية الله سبحانه وتعالى في الجنة وذكره الادلة على ذلك قال رحمه الله تعالى قال الله تعالى وكلم الله موسى تكليما اخذ يسوق الايات الدالة على ثبوت هذه الصفة لله عز وجل وبدأ بهذه الاية وكلم الله موسى تكليما برفع لفظ الجلالة الله والمتكلم هنا هو الله سبحانه وتعالى رب العالمين وموسى آآ وموسى عليه السلام كليم الله حيث سمع كلام الله من الله جل وعلا واكد الكلام في هذه الاية وانه جل وعلا كلم موسى اكد ذلك بقوله تكليما فهذا فيه تأكيد ان الله عز وجل كلم موسى كلاما سمعه موسى من الله تبارك وتعالى وكلم الله موسى تكليما وقال الله تعالى يا موسى اني اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي وهذا هو الشاهد من هذه الاية صفاء الله سبحانه وتعالى لموسى عليه السلام بكلامه حيث سمع كلام الله من الله ومما سمعه من الله ما سيأتي انني انا الله لا اله الا انا فاعبدني هذه الكلمات سمعها موسى عليه السلام من الله بصوت الله جل وعلا نفسه بدون واسطة اهو قال وقال سبحانه منهم من كلم الله تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله والمراد بقوله من كلم الله اي خصه وميزه عن غيره بان سمع كلام الله من الله جل وعلا كموسى عليه السلام ومحمد صلى الله عليه وسلم وقال سبحانه وما كان لبشر ان يكلمه الله الا وحيا او من وراء حجاب او يرسل رسولا وهذه الاية الكريمة آآ الحكم فيها او المقرر فيها يتعلق بالدنيا وما كان الله وما كان لبشر ان يكلمه الله اي في الدنيا واما في الاخرة فقد مر معنا ان الله عز وجل يكلم اهل يكلم اهل الجنة ويكلمونه ويسمعون كلامه منه جل وعلا فقوله وما كان لبشر ان يكلمه الله اي في هذه الحياة الدنيا الا القسمة التي ذكرت في الاية وهي اقسام الوحي وما كان الله وما كان لبشر ان يكلمه الله الا وحيا الا وحيا اي بان يلهم ويلقى في قلبه الوحي الا ان يلهم ويلقى في قلبه الوحي فهذا نوع والنوع الثاني او من وراء حجاب ان يسمع كلام الله سبحانه وتعالى من الله دون ان يرى الله سبحانه وتعالى مثل ما حصل بموسى عليه السلام ومثل ما حصل ايضا لنبينا صلى الله عليه وسلم عندما عرج به الى السماء سمع كلام الله من وراء حجاب ولما سئل صلى الله عليه وسلم هل رأى ربه؟ قال نور انا اراه هذا النوع الثاني يسمع كلام الله من الله ولكن من وراء حجاب والنوع الثالث او يرسل رسولا ويوحي باذنه ما يشاء والمراد بالرسول الملك فيرسل رسولا ان يرسل ملكا من الملائكة يبلغ كلام الله ل الرسول من البشر فهذا النوع الثالث والاية فيها اثبات الكلام لله سبحانه وتعالى فيها اثبات الكلام لله جل وعلا قال وقال سبحانه فلما اتاها نودي يا موسى اني انا ربك فلما اتاها نودي يا موسى الضمير في قوله اتاها عائد على ماذا تفضل ما سمعت عالنار فلما اتاها اي النار لان موسى عليه السلام لما اتم الميقات لما اتم ما كان بينه وبين شعيب على ان يزوجه احدى ابنتيه على ان يتم آآ سبع حجج فاتمها عشرا وتزوج بابنته واخذ زوجته ورجع الى مصر بلده وفي الطريق وقد كان راجعا تاه عن الطريق في ليلة باردة في ليلة باردة ثم رأى نارا فذهب الى هذه النار لاجل ان يأخذ جدوة من النار يصطلي بها اي يتدفى بها في البرد الشديد هو واهله وايضا لعله يجد هدى ان يجد من يدله الى الطريق لعله يجد من يدله الى الطريق ومثل هذه الاية ولها نظائر كثيرة فيها دلالة واضحة على ان الانبياء لا يعلمون الغيب لا يعلمون الغيب فموسى عليه السلام وهو عائد ظل الطريق وكان يبحث عنه حتى رأى نارا فذهب متجها الى النار لعله يجد هدى ان يجد احدا يدله ويهديه الى الطريق وايضا ليأخذ جدوة من النار يصطلي بها فلما وصل الى النار فلما اتاها نودي يا موسى فلما اتاها نودي يا موسى فلما اتاها اي وصل الى آآ النار نودي يا موسى اني انا ربك اني انا ربك هذه الكلمة اني انا ربك سمعها موسى عليه السلام كليم الله من الله سبحانه وتعالى سمعها من الله جل وعلا ومن يدعي من المبطلة ان موسى سمع هذه الكلمة من الشجرة وان الله خلق هذا الكلام بالشجرة وان الذي تكلم بهذا الكلام هي الشجرة نفيا لاثبات الكلام صفة لله فعلى هذا القول الباطن تكون الشجرة قاطبت موسى قائلة اني انا ربك وتكون ايضا الشجرة خاطبت موسى وقالت انني انا الله. لا اله الا انا فاعبدني ولهذا سيأتي عند المصنف قوله وغير جائز ان يقول هذا احد غير الله وغير جائز ان يقول هذا احد غير الله ودعوى هؤلاء ان الله خلق هذا الكلام في الشجرة وان موسى سمعه من الشجرة وليس سماعه لهذا الكلام من الله هذه دعوة باطلة يترتب عليها من المفاسد الشيء الكثير منها ما اشرت اليه الا وهو ان بهذا الكلام تكون الشجرة هي التي قالت اني انا ربك وهي التي قالت آآ انني انا الله لا اله الا انا فاعبدني واقم الصلاة لذكري وقال سبحانه انني انا الله لا اله الا انا فاعبدني. ايضا هذا مما سمعه موسى عليه السلام من الله وهو كلام الله وكما قال المصنف رحمه الله تعالى وغير جائز ان يقول هذا احد غير الله لا يجوز ان يقول هذا الا الله سبحانه وتعالى وهذه الكلمة لم يسمعها موسى الا من الله سبحانه وتعالى نعم قال رحمه الله تعالى وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه اذا تكلم الله بالوحي سمع صوته اهل السماء وروي ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم ثم اورد رحمه الله تعالى هذا الاثر اه موقوفا على الصحابي الجليل عبد الله ابن مسعود وروي عنه ايظا مرفوعا الى النبي صلى الله عليه وسلم ولفظه اذا تكلم الله بالوحي سمع اهل السماوات شيئا فاذا فزع عن قلوبهم وسكن الصوت عرفوا انه الحق نادوا ماذا قال ربكم؟ قالوا الحق. علقه الامام رحمه الله تعالى في كتابه الصحيح ورواه موصولا في كتابه خلق افعال العباد وله شاهد من حديث النواس ابن سمعان وله كذلك شاهد من حديث عبد الله ابن عباس رضي الله عنهما قال وقال عبد الله ابن مسعود رظي الله عنه اذا تكلم الله بالوحي سمع صوته اهل السماوات روي ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم اي ان هذا المعنى روي مرفوعا عن النبي عليه الصلاة والسلام من حديث ابن مسعود وكذلك من حديث ابن عباس وحديث النواس ابن سمعان الحديث فيه اثبات الكلام لله عز وجل حقيقة وانه كلام يسمع تسمعه منه الملائكة بصوته هو سبحانه وتعالى قال رحمه الله تعالى وروى عبدالله بن انيس عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال يحشر الله الخلائق يوم القيامة عراة حفاة غرلا بهما ويناديهم بصوت يسمعه من بعد كما يسمعه من قرب. انا الملك انا الديان. رواه الائمة واستشهد به البخاري رحمه الله قال رحمه الله تعالى وروى عبدالله بن انيس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال يحشر الله الخلائق يوم القيامة عراة حفاة غرلا بهما عراة اي لا ثياب عليهم وحفاة اي ليس عليه النعال وغرلا اي غير مختونين وقوله بهما ما معناه تفضلي ارفع صوتك بهما لا يتكلمون ليس معهم من الدنيا شيء مجندين مع بعض يا شيخ اه طيب انا اعطيت آآ الاخ الاول مجلد ولا مجلدين خلاص اعطيني قال يحشر الله الخلائق يوم القيامة عراة حفاة غرلا بهما جاء في الحديث قالوا يا رسول الله وما بهما قالوا يا رسول الله وما بهما؟ يعني ما المراد بهذه الكلمة؟ لان عراة حفاة آآ يعرفون معناها وحفاة يعرفون معناها. ولم يعرفوا معنى بهما فسألوا النبي عليه الصلاة والسلام قالوا يا رسول الله وما بهما قال اي ليس معهم من الدنيا شيء ليس معهم من الدنيا شيء اي ما كانوا يمتلكونه من اموال او اه مساكن او مزارع او غير ذلك لا يكون معهم في الدار الاخرة منه شيء هذا معنى بهما يأتي فردا ليس معه اي شيء مما كان يمتلكه في الدنيا ولو كان يمتلك الاموال الطائلة والكنوز الكثيرة كلها تنتهي في الدنيا. ولا يأتي معه منها يوم القيامة شيئا قالوا وما بهما يا رسول الله؟ قال اي ليس معهم من الدنيا شيء فيناديهم بصوت ايا الله سبحانه وتعالى فيناديهم بصوت وهذا فيه اثبات ان كلامه سبحانه وتعالى بصوت يسمع فيناديهم بصوت يسمعه من بعد كما يسمعه من قروا بصوت يسمعه البعيد مثل سماع القريب فكلهم يسمعونه على حد سواء القريب منهم والبعيد. يسمعه من بعد كما يسمعه من قروا وهذا من خصائص كلامه سبحانه وتعالى قال انا الملك انا الديان هذا كلام يقوله الله ومثل ما قال المصنف قريبا وغير جائز ان يقول هذا غير الله انا الملك اي الذي بيدي ملكوت كل شيء قل اللهم مالك الملك فالله سبحانه وتعالى الملك الذي بيده الملك سبحانه وتعالى وفي احاديث اخرى يقول انا الملك اين ملوك الارض قال قال الله سبحانه وتعالى لمن الملك اليوم لله الواحد القهار فيقول انا الملك انا الديان انا الملك انا الديان وهذا فيه اثبات الديان اسم من اسماء الله تبارك وتعالى الحسنى وما معنى الديان والكتب انتهت الجواب بدون اه الا ان كان واحد من اصحاب الجوالات ياذن لنا تفضل يا اخ ما معنى الديان ما معنى الديان؟ الديان اسم من اسماء الله ها احسنت الديان اي المجازي المحاسب ائنا لمدينون اي مجزيون محاسبون الديان اي المجازي المحاسب مالك يوم الدين اي مالك يوم الحساب والجزاء فيقول انا الملك انا الديان وللحديث تتمة انتصر المصنف رحمه الله تعالى من الحديث على موضع الشاهد قال يقول انا الملك انا الديان ثم يقول لا ينبغي لاحد من اهل الجنة ان يدخل الجنة ولاحد من اهل النار عليه مظلمة حتى اقتصها منه ولا ينبغي لاحد من اهل النار ان يدخل النار ولاحد من اهل الجنة عليه مظلمة حتى قصها منه وذلك اليوم يوم القصاص ورد المظالم آآ الانصاف المظلوم من ظالمه فالصحابة تساءلوا قبل قليل سمعوا النبي عليه الصلاة والسلام يقول انهم يأتون يوم القيامة ظلما اي ليس معهم من الدنيا شيء ثم في الحديث نفسه يخبر ان الله سبحانه وتعالى يقتص للمظلوم من ظالمه قال حتى اقتصها منه حتى اقتصها منه اي المظلمة فهذا اثار في نفوس الصحابة سؤالا فقالوا يا رسول الله وكيف ذاك؟ وهم انما جاءوا بهما وكيف ذاك؟ وهم انما جاءوا بهما. كيف يقتص اذ تقتص المظلمة للمظلوم من ظالمه وقد جاءوا جميعا بهما ليس معهم شيء من الدنيا فقال عليه الصلاة والسلام بالحسنات والسيئات فقال عليه الصلاة والسلام بالحسنات والسيئات وقوله في هذا الحديث بالحسنات والسيئات يوضحه الحديث المعروف بحديث المفلس في الصحيح قال عليه الصلاة والسلام اتدرون من المفلس قالوا المفلس فينا من لا درهم عنده ولا متاع المفلس فينا من لا درهم عنده ولا متاع هذا يقال له مفلس قال عليه الصلاة والسلام بل المفلس من يأتي يوم القيامة بصلاة والصيام وصدقة ويأتي وقد ضرب هذا وسفك دم هذا واخذ مال هذا وقذف هذا فيؤخذ من حسناته فيعطون فيؤخذ من حسناته فيعطون من حسنات صلاته وصيامه وحجه وصدقاته هذه الحسنات تؤخذ يؤخذ من حسناته فيعطى لهؤلاء الذين ظلمهم واعتدى عليهم فيؤخذ من حسناته فيعطون فان فنيت حسناته اخذ من سيئاتهم اخذ من سيئاتهم فطرحت عليه فطرح في النار وطرحت عليه فطرح في النار ولهذا من يظلم بالوقيعة في عرظه وبسبه وشتمه وبقذفه والكلام في عرظه هذا باب من ابواب الحسنات ساقه الله سبحانه وتعالى اليه مثل ما قالت عائشة رضي الله عنها عندما ذكر لها اه اناس يسبون الصحابة قالت رضي الله عنها انقطع عنهم اي الصحابة العمل وما احب الله ان ينقطع عنهم الاجر انقطع عنهم العمل وما احب الله ان ينقطع عنهم الاجر فكل ما استمر السب من اهل الضلال والباطل للصحابة الكرام هذا باب حسنات الصحابة انقطع عنهم العمل وما احب الله ان ينقطع عنهم الاجر فقيض هؤلاء ينالون من اعراضهم ويتكلمون فيهم فيؤجرون كل يوم بل ان بعض اهل الباطل انتدب نفسه وردا يوميا يسب فيه الصحابة في الصباح وفي المساء ويعطي الصحابة صباحا ومساء من حسناته هذا ان كان عنده حسنات في الحديث ان ثنيت حسناته اخذ من سيئاته فطرحت عليه فطرح في النار. ولهذا السبابة الذين يسبون الصحابة من اعظم الناس افلاسا يوم القيامة من اعظم الناس افلاسا يوم القيامة الذين انتدبوا انفسهم سبا لخيار الامة ووقيعة في صحابة النبي الكريم عليه الصلاة والسلام هؤلاء مفاليس ومن اشد الناس افلاسا يوم القيامة. واما الصحابة رضي الله عنهم فلا يضرهم سب هؤلاء شيئا لا يظرهم سب هؤلاء شيئا اطلاقا بل هو باب من ابواب رفعتهم وزيادة حسناتهم واجورهم عند الله سبحانه وتعالى وهذا الحديث حديث عبد الله بن انيس اذا سمعه العاقل وفهم وعقل معناه وعرف دلالة انتبه وتيقظ من ان يأتي يوم القيامة وهو يحمل مظالم سواء باعتداء على الناس في اعراضهم او اعتداء عليهم في اموالهم او اعتداء عليهم في انفسهم وقد قال عليه الصلاة والسلام ان دمائكم واموالكم واعراضكم حرام عليكم فالعاقل ينتبه ويتيقظ ويحذر من ان يأتي يوم القيامة وهو يحمل المظالم سواء في الاعراض او في الانفس او في الاموال يقتص لمن ظلمهم منه فيؤخذ من حسناته فان فنيت حسناته اخذ من سيئاتهم فطرحت عليه فطرح في النار عيادا بالله تبارك وتعالى من ذلك والشاهد من الحديث ان فيه اثبات الكلام لله سبحانه وتعالى وانه يتكلم جل وعلا الا بصوت يسمع. وهذا صريح في الحديث قال في ناديهم بصوت يسمعه من بعد كما يسمعه من قرب نعم قال رحمه الله تعالى وفي بعض الاثار ان موسى عليه السلام ليلة رأى النار فهالته ففزع منها فناداه يا موسى فاجاب سريعا استئناسا بالصوت فقال لبيك لبيك اسمع صوتك ولا ارى مكانك فاين انت فقال انا فوقك وامامك وعن يمينك وعن شمالك. فعلم ان هذه الصفة لا فعلم ان هذه الصفة لا تنبغي الا لله تعالى قال كذلك انت يا الهي افكامك اسمع؟ ام كلام رسولك؟ قال بل كلامي يا موسى ثم قال رحمه الله تعالى وفي بعض الاثار وما ذكره هنا رحمه الله تعالى ذكرهم من باب الاستئناس وليس من باب الاعتماد العمدة ما سبق وهو الايات التي ساقها من القرآن الكريم والاحاديث التي اوردها عن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم واما هذا الذي يروى في الكتب السابقة اورده رحمه الله تعالى من باب الاستئناس لان المعنى الذي ذكر فيه هو معنى ما جاء في الايات من ان موسى عليه السلام لما رأى النار اتاها وان الله سبحانه كلمه وانه سمع كلام الله من الله بلا واسطة بينه وبين الله سبحانه وتعالى. فساق هذا الاثر وهو من وهو من الاسرائيليات ساقه آآ من باب الاستئناس بذكره لا الاعتماد فالعمدة كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم. ومثل هذا يذكر للاعتظاد الاعتماد او يذكر للاستئناس قال وفي بعض الاثار ان موسى عليه السلام ليلة رأى النار فهالته ففزع منها ليلة ليلة رأى النار اي الليلة التي رأى فيها النار تلك الليلة الباردة لما كان راجعا الى مصر ومعه زوجة ومر بالنار فذهب الى جهة النار لا يسأل عن الطريق لعله يجد من يهديه او يدله الى الطريق وليأخذ ايضا جدوى من النار في تلك الليلة لما آآ اتى النار قال فناداه ربه يا موسى فناداه ربه يا موسى فاجاب سريعا استئناسا بالصوت فقال لبيك لبيك اسمع صوتك ولا ارى مكانك فاين انت فقال انا فوقك وامامك وعن يمينك وعن شمالك قوله فوقك هذا فيه اثبات العلو لله سبحانه وتعالى. وقد مر معنا عند المصنف رحمه الله تعالى ذكر جملة من الادلة في اثبات العلو لله عز وجل والادلة في القرآن الدالة على العلو لا تعد بالعشرات بل بالمئات بل قال ابن القيم رحمه الله في نونيته يا قومنا والله ان لقولنا الفا تدل عليه بل الفان فالادلة على ثبوت العلو لله سبحانه وتعالى على خلقه في القرآن والسنة كثيرة جدا وقد دل على العلو الكتاب والسنة والاجماع والفطرة والعقل فقوله انا فوقك نظير قول الله عز وجل يخافون ربهم من فوقهم وقوله سبحانه وتعالى آآ وهو القاهر فوق عباده وفي الحديث قالت زينب زوجكن اهاليكن وزوجني الله من فوق سبع سماوات والاحاديث في هذا المعنى كثيرة قال فوقك وقوله وامامك وعن يمينك وعن شمالك هذا يدل على احاطة الله سبحانه وتعالى بعلمه فهو بذاته سبحانه وتعالى فوق عرشه المجيد مستو على العرش استواء يليق بجلاله وكماله وعظمته وهو سبحانه وتعالى في الوقت نفسه محيط بالعباد احاط بكل شيء علما واحصى كل شيء عددا قد قال الله سبحانه وتعالى هو الاول والاخر والظاهر والباطن فالظاهر يدل على العلو والباطن يدل على الاحاطة قال فعلم ان هذه الصفة لا تنبغي الا لله ان هذه الصفة لا تنبغي الا لله العلو على المخلوقات كلها وفي الوقت نفسه الاحاطة الكاملة الشاملة بكل شيء مثل ما جمع الله سبحانه وتعالى بين هذا في قوله هو الذي خلق السماوات والارض في ستة ايام ثم استوى على العرش يعلم ما يجري في الارض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو معكم اينما كنتم اي بعلمه واطلاعه سبحانه وتعالى قال كذلك انت يا الهي افكامك اسمع اي هذا الكلام الذي اسمعه كلامك؟ قال افكلامك اسمع؟ ام كلام رسولك قال بل كلامي يا موسى. قال بل كلامي يا موسى هذا الذي اورده المصنف رحمه الله تعالى هو من رواية وهب ابن منبه ولعله مما تلقاه من اهل الكتاب والنبي عليه الصلاة والسلام قال حدثوا عن بني اسرائيل ولا حرج لكن ما يأتي عنهم مصادما للنصوص معارضا الادلة فيه التكذيب بالله او القول على الله او الافتراء على رسل الله وكثيرا ما يكون هذا الثورات والانجيل المحرفين الذين ادخلا فيهما كثيرا مما ليس هو من كلام الله ونسب زورا الى الله سبحانه وتعالى قد قال الله عز وجل بل فويل للذين يكتبون الكتاب بايديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا وويل لهم مما كتبت ايديهم وويل لهم مما يكسبون اما الاشياء التي تأتي في هذه الكتب او فيما ينقل عنهم موافقا لما عندنا في القرآن وموافقا لما اه جاء في احاديث الرسول عليه الصلاة والسلام فلا بأس من نقله استئناسا بذكره لا اعتمادا عليه مثل اه نقل اه القصص والاخبار التي تكون فيها معادي صحيحة تذكر ليستأنس بذكر كره لا ليعتمد عليها فالعمدة انما هي كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم. نعم قال رحمه الله تعالى ومن كلام الله سبحانه القرآن العظيم وهو كتاب الله المبين وحبله المتين وصراط المستقيم وتنزيل رب العالمين نزل به الروح الامين على قلب سيد المرسلين بلسان عربي مبين منزل غير مخلوق منه بدأ واليه يعود. قال قال رحمه الله تعالى ومن كلام الله سبحانه القرآن العظيم اي المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم فالقرآن العظيم كله كلام الله سبحانه وتعالى والذي تكلم به هو رب العالمين من الله سبحانه وتعالى بدأ قال جل وعلا تنزيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين فهو من الله بدا اي هو سبحانه وتعالى الذي تكلم به لا غيره هو كلامه جل وعلا قال ومن كلام الله سبحانه القرآن العظيم وهو كتاب الله المبين وهو كتاب الله المبين كتاب الله لانه كتب في اللوح المحفوظ وايضا يكتب في المصاحف كتب في اللوحة المحفوظ وايضا يكتب بالمصاحف وانه لقرآن كريم في كتاب مكنون فكتب في اللوح المحفوظ وايضا يكتب في المصاحف فهو كتاب وكتابي مكتوب يكتب في المصاحف وكتب في اللوح المحفوظ المبين اي البين الواضح والمبين اي المبين للاحكام على اتم ما يكون تبيانا لكل شيء وهو كتاب الله المبين وحبله المتين والحبل معروف وقد قال الله سبحانه وتعالى واعتصموا بحبل الله جميعا الحبل هو ما يتمسك به للوصول الى المراد او المقصود فحبل الله المتين. قال واعتصموا بحبل الله جميعا. ولا تفرقوا قيل في معنى حبل الله القرآن وقيل الاسلام وقيل سنة النبي الكريم عليه الصلاة والسلام وكل ذلكم حق كل ذلكم حق الوصول الى الله ونيل رضاه سبحانه وتعالى لا يكون الا بهذا الحبل المتين الذي من تمسك به اوصله باذن الله سبحانه وتعالى الى الجنة وقد سئل ابن مسعود آآ رظي الله عنه عن الصراط المستقيم ما هو قال هو حبل تركنا النبي صلى الله عليه وسلم في طرفه وطرفه الاخر في الجنة وطرفه الاخر في الجنة بمعنى ان من تمسك بالقرآن وبما جاء به النبي الكريم عليه الصلاة والسلام اوصله هذا التمسك الى جنات النعيم قال وحبله المتين والمثانة هي آآ القوة قال وصراطه المستقيم اي اه الصراط المفضي بصاحبه والموصل له الى جنات النعيم وان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه وانك لتهدي الى صراط مستقيم صراط الله فالقرآن صراط الله المستقيم وتنزيل رب العالمين. نزل به الروح الامين على قلب سيد المرسلين بلسان عربي مبين وهذا اه مستفاد من قوله تعالى وانه لتنزيل رب العالمين نزل به الروح الامين على قلبك اي قلب محمد صلى الله عليه وسلم على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين وقوله منزل غير مخلوق منزل اي من الله تكلم الله سبحانه وتعالى به ونزل وسمعه منه جبريل ونزل به الى محمد صلى الله عليه وسلم فهو منزل ومر معنا في الاية وانه لتنزيل رب العالمين وايضا مر معنا قول الله تعالى تنزيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين فهو كتاب منزل غير مخلوق غير مخلوق بل هو كلام الله وكلام الله سبحانه وتعالى صفة من صفاته جل وعلا هو كلام الله غير مخلوق والقرآن كما قال ائمة السلف رحمهم الله تعالى اينما توجه هو كلام الله سواء حفظ في الصدور او كتب في السطور او تلته الالسن اينما توجه فهو كلام الله لان الكلام ينسب ويضاف لمن قاله ابتداء. لا لمن بلغه اداءه الكلام يضاف لمن قاله ابتداء فالقرآن بدأ من الله فهو كلام الله سبحانه وتعالى فعندما يكتب في السطور او يحفظ في الصدور او يتلى بالالسن او يسمع بالاذان اينما توجه يبقى كلام ينسب الى الله لانه هو الذي تكلم به سبحانه وتعالى واذا تلاه التالي فالصوت صوت القارئ والكلام كلام الباري قال منه قال منزل غير مخلوق منزل غير مخلوق وقد اجمع السلف رحمهم الله تعالى على ان من قال ان القرآن مخلوق فقد كفر وحكى اجماعهم على ذلك غير واحد من من اهل العلم ومنهم الامام اللانكائي في كتابه شرح الاعتقاد ونقل عن اه خمس مئة نفس من ائمة السلف ذكرهم باسمائهم وساق اخبارهم اليهم باسانيد باسانيده فبلغ عدد من ذكرهم من ائمة السلف في القول بكفر من قال ان القرآن مخلوق خمس مئة نفس ولهذا قال ابن القيم ولقد تقلد كفرهم خمسون في عشر من العلماء في البلدان خمسون في عشر اي خمس مئة ثم اشار الى ان ان لا نكائي حكاه في كتابه شرح اه الاعتقاد قال منه بدأ واليه يعود منه بدأ واليه يعود منه بدأ اي الله سبحانه وتعالى هو الذي تكلم به ابتداء منه بدأ ويدل لذلك قوله سبحانه تنزيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين فمنه هنا للابتداء فمنه بدأ اي هو الذي تكلم به سبحانه وتعالى ابتداء واليه يعود اي ان القرآن في اخر الزمان يرفع ان القرآن في اخر الزمان يرفع حتى المكتوب في المصاحف يرفع واذا فتح المصحف لا يرى فيه الكلام يرفع الكلام حتى من اه المصاحف وهذا يكون في اخر الزمان عندما يقرب آآ خراب هذا العالم وقيام آآ الساعة يرفع القرآن حتى من المصاحف وهذا هو معنى قولهم اليه يعود اي الى الله سبحانه وتعالى برفعه في اخر الزمان فمنه بدأ واليه يعود. نعم قال رحمه الله تعالى وهو سور محكمات وايات بينات وحروف وكلمات من قرأه فاعرضه فله بكل حرف عشر حسنات له اول واخر واجزاء وابعاظ. متلو بالالسنة محفوظ في الصدور. مسموع بالاذان. مكتوب في فيه محكم ومتشابه وناسخ ومنسوخ وخاص وعام وامر ونهي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد وقوله تعالى قل لئن اجتمعت الانس والجن على ان يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهير قال رحمه الله تعالى وهو اي القرآن سور محكمات وهو اي القرآن سور محكمات والله سبحانه وتعالى وصف القرآن بانه كتاب حكيم اي كتاب محكم والاحكام هو الاتقان فالقرآن كتاب حكيم اي كتاب محكم متقن ليس فيه تناقض وليس فيه تعارض بل يؤيد بعضه بعضا ويشهد بعضه لبعض لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه وهو سور محكمات وايات بينات القرآن يتكون من سور وسور القرآن مئة واربعة عشر سورة وايات بينات في السور ايات القرآن يتكون من سور وكل سورة تتكون من ايات قال وايات بينات اي واضحات آآ آآ في تمام الوضوح والبيان وايات بينات وحروف وكلمات تكون من حروف وكلمات والحروف معروفة حروف الهزاء وهي ثمان وعشرين حرفا والقرآن مكون من هذه الحروف وبدأ تسعة وعشرين سورة من سور القرآن بحروف مقطعة وسيأتي امثلة عليها عند المصنف رحمه الله تعالى في القرآن مكون من حروف ومن كلمات وجمل من قرأه فاعربه فله بكل حرف عشر حسنات وسيأتي عند المصنف رحمه الله تعالى حديثا بهذا المعنى من قرأ القرآن فاعرضه فله بكل حرف منه عشر حسنات قال له اول واخر له اول واخر واول القرآن واخره حسب الترتيب الذي جمع عليه المصحف واتفق على ذلك الجمع الصحابة رضي الله عنهم وارضاهم اوله فاتحة الكتاب فسورة الحمد وتسمى الفاتحة لانها فاتحة آآ كتاب الله عز وجل واخره سورة الناس فالقرآن مفتتح سورة الفاتحة سورة الحمد ومختتم بسورة الناس له اول واخر واجزاء وابعار واجزاء وابعاد وهو مقسم الى اجزاء والاجزاء فيها احزاب ومقسم الى سور والصور فيها ايات فهو له اجزاء وابعاظ ولهذا نقول مثلا عن مجموعة من السور يقال هذا جزء من القرآن ويقال عن يعني مجموعة من الايات يقال هذا بعض القرآن فهو مكون من اجزاء وابعاظ متلو بالالسنة محفوظ في الصدور مسموع بالاذان مكتوب في المصاحف قال متلون بالالسنة محفوظ في الصدور مسموع بالاذان مكتوب في المصاحف هذه آآ امور اه يكون عليها القرآن تارة يتلى بالالسنة وتارة يسمع بالاذان ويحفظ في الصدور ويكتب في المصاحف وهو كما قال ائمة السلف رحمهم الله اينما توجه هو كلام الله ومعنى قولهم اينما توجه اي سواء حفظ في الصدور او كتب في السطور او تلي بالالسن اينما توجه فهو كلام الله بان الكلام ينسب ويضاف لمن قاله ابتداء لا لمن بلغه اداء وهذا امر معروف امر معروف الان عندما يروي احد الناس بيتا مثلا من الشعر لاحد الشعراء القدامى هل روايته له ونقله له اصبح هذا السعر بسبب روايته له يضاف اليه ويقال هذا شعر فلان لانه سمع منه مبلغا هل لكونه حفظه في صدره اصبح بحفظه له في صدره يعتبر من سعره ومن كلامه او انه يقال عندما يسمع منه هذا الشعر يقال هذا شعر فلان ابن فلان الذي قاله ابتداء فالكلام معروف ينسب الى من قاله ابتداء لا لمن بلغه او نقله او حفظه ينسب الى من قاله ابتداء فالقرآن كلام الله منه بدا فاذا حفظه الناس في صدورهم او تلوه بالسنتهم او كتبوه على الاوراق في المصاحف او سمعوه بالاذان فهو اينما توجه كلام الله اينما توجه كلام الله. ولهذا نص آآ المصنف رحمه الله تعالى على هذه الاحوال التي يكون عليها آآ القرآن آآ قال متلو بالالسنة محفوظ في الصدور مسموع بالاذان مكتوب في المصاحف فاينما توجه فهو كلام الله سبحانه وتعالى قال فيه محكم ومتشابه في محكم ومتشابه كما قال الله سبحانه وتعالى هو الذي انزل عليك الكتاب منه ايات محكمات هن ام الكتاب واخر متشابهات فاما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وقوله فيه محكم ومتشابه ومر معنا قريبا وصف سور القرآن كلها بانه بانها محكمات وصف سور القرآن مر معنا في كلام المصنف وصف سور القرآن كلها بانها محكمات فالقرآن كله محكم وهذا يسمى الاحكام العامي والقرآن بعضه محكم وبعضه متشابه وهذا يسمى الاحكام الخاص وايضا التشابه منه تشابه عام وتشابه خاص فيقال القرآن كله محكم كتاب احكمت اياته آآ كتابا متشابها فالقرآن كله محكم والقرآن كله متشابه والمراد بالاحكام اي العام والتسابق العام وايضا القرآن منه ايات محكمات ومنه ايات متشابهات وهذا يسمى الاحكام الخاص والتشابه الخاص وينبغي ان يعرف الفرق بين العام والخاص فالاحكام العام الذي هو وصف للقرآن كله هو الاتقان محكم اي متقن كتاب محكم وهذا وصف للقرآن كله اي متقن لا تناقض فيه ولا تعارظ ولا تظاد فهو كله محكم وايضا التشابه العام تشابه العام الذي هو وصف للقرآن كله المراد بالتشابه اي التجانس وانه يؤيد بعظه بعظا ويشهد بعضه لبعض هو قرآن فهو متشابه يعني ليس متناقض ولا متعارض وليست اياته متضاربة بل متشابهة يؤيد بعضه بعضا فهذا الاحكام العام والتشابه العام واما الاحكام الخاص والتشابه الخاص فمعناه اخر اذ معنى الاحكام الخاص اي الوضوح والبيان محكم اي واضح بين ودلالته ظاهرة وواضحة وبينة والمتشابه الخاص المراد به خفاء المعنى وعدم ظهوره ووضوحه وفي الاية بين ان المحكم هو ام الكتاب منه ايات محكمات هن ام الكتاب وام الشيء اصله ويكون المرجع اليه ولهذا كان نهج الراسخين في العلم اعادة المتشابه الى المحكم فيزول بذلك التشابه وكانت طريقة اهل الزيغ اتباع ما وكانت طريقة اهل الزيغ اتباع ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله قال وناسخ ومنسوخ اي في القرآن ايات ناسخة وفي القرآن ايات منسوخة والاية الناسخة هي الاية التي تأتي رافعة حكما ذكر في اية نزلت قبلها فالقرآن فيه ناسخ ومنسوخ وهذا النوع افرده اهل العلم بالتصنيف وافردت مصنفات خاصة بالناسخ والمنسوخ اضافة الى بيان ائمة التفسير للايات الناسخة والايات المنسوخة في كتب التفسير قال وخاص وعام وخاص وعام ايات القرآن ايضا موصوفة بهذا منها ايات خاصة ومنها ايات عامة هناك ايات تفيد العموم وايات تفيد الخصوص يعني مثلا قول الله سبحانه وتعالى والعصر ان الانسان لفي خسر هذا عام الا الذين امنوا وعملوا الصالحات هذا خاص قص من العموم يعني العموم خسران ويخص من هؤلاء من امن عمل الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر وامر ونهي والقرآن فيه اوامر وفيه نواهي قد قال ابن مسعود رضي الله عنه اذا سمعت الله يقول يا ايها الذين امنوا فارعها سمعك فانه اما خير تؤمر به او شر تنهى عنه فالقرآن اوامر ونواهي القرآن اوامر ونواهي اوامر امر الله سبحانه وتعالى عباده بها ونواهي نهاهم عنها والعبد مطلوب منه ان يعرف الاوامر التي في القرآن ليفعلها ومطلوب منه ان يعرف النواهي التي في القرآن لينتهي عنها والله سبحانه وتعالى لا يامر الا بكل خير ولا ينهى الا عن كل شر فالعبد مطلوب من ان يعرف الاوامر ليفعلها ومطلوب منه ان يعرف النواهي لينتهي عنها واذا عرف النواهي احتاج هذا المقام منه لينتهي عن النواهي الى الصبر فان لم يكن متحليا بالصبر فانه قد يعرف النهي ويعرف عقوبته ويعرف مضرته ويخالفه ويفعله لانه لا صبر عنده فالنواهي تحتاج من العبد الى صبر والصبر حبس النفس ومنعها ومن لم يكن متحليا بالصبر لا يستطيع ان يمنع نفسه من ما نهاه الله سبحانه وتعالى عنه وباب الاوامر اذا عرف الانسان ما امره الله سبحانه وتعالى به لابد ان تكون نفسه تجاه الاوامر سلسة. سهلة تمحى بحيث يبادر الى الامر ويسارع الى فعله فمن لم يكن متصفا بسماحة النفس فانه يدعى الى الامر ويعرف ما فيه من فضل وخير ويعرف ما في تركه من عقوبة ومضرة فلا تسمح نفسه ان يفعل ذلك ولهذا ترى كثيرا من الناس يعرفون مكانة الصلاة ويعرفون ثوابها العظيم ويعرفون عقوبة تاركها ولكن نفسهم شحيحة وليست سلسة ولا منقادة فينادون الى الصلاة فلا يجيبون قد جاء في الحديث حديث جابر ابن عبد الله رضي الله عنهما ان النبي عليه الصلاة والسلام قيل له اي الايمان افضل قال الصبر والسماحة قيل اي الايمان افضل؟ قال الصبر والسماحة وقيل للحسن وهو الراوي الحديث عن جابر والحسن لم يسمع من جابر لكن الحديث له شواهد يتقوى بها آآ آآ قيل للحسن ما الصبر والسماحة قال الصبر عن المحارم والسماحة بالفرائض قال الصبر عن المحارم والسماحة بالفرائض المقامان مقام الامر والنهي يحتاجان من العبد الى صبر وسماحة وابن القيم رحمه الله اورد الحديث في كتابه مدارج السالكين وقال هذا من اجمع ما يكون بيانا ومن اعظم الاحاديث جمعا لمقامات الدين لان دين الله سبحانه وتعالى والمطلوب من العبد شيئان اوامر ونواهي والاوامر تتطلب من العبد بذل وعطاء وهذا يطلب فيه السماحة والنواهي يطلب فيها من العبد الكف والامتناع وهذا يحتاج الى صبر فاذا اكرم الله سبحانه وتعالى العبد بالصبر والسماحة فهذا هو الايمان قيل ما الايمان؟ قال الصبر والسماحة اما اذا كان الانسان لا صبر عنده او لا سماحة لنفسه فان هذا يترتب عليه الوقوع في المحرمات ويترتب عليه ايضا ترك الفرائض والواجبات قال لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد وهذا وصف القرآن الكريم كلام الله سبحانه وتعالى بانه لا يأتيه الباطل لا يأتيه الباطل اي لا يتطرق اليه الباطل باي وجه من الوجوه فهو سالم من الباطل كله منزه من الباطل كله ليس فيه الا الحق والقرآن كله حق وكله عدل وكله صدق لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد واذا كان منزلا واذا كان منزلا من حكيم حميد سبحانه وتعالى كيف يأتيه الباطل فهو كتاب لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد وقوله تعالى قل لئن اجتمعت الانس والجن على ان يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا لو اجتمعوا وهذا تحدي لو اجتمعوا الانس والجن اي من اولهم الى اخرهم على ان يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا وجاء ايضا التحدي بعشر سور وبسورة من مثله نزل القرآن في زمان بلغت فيه الفصاحة ذروة عظيمة تحدى الله جل وعلا فصحاء العرب وبلغاءهم ان يأتوا سورة من مثل القرآن او عشر سور من مثل القرآن وكل من حاول شيئا من ذلك لا يخلو من احدى نتيجتين كل من حاول ذلك لا يخلو من احدى نتيجتين الاولى ان يعلن عجزه ان يعلن عجزه يجلس اياما او شهورا يحاول ان يركك ان يركب كلاما وان يصف حروفا ثم في نهاية المطاف يعلن عجزه يقول لا يمكن. وهذا حصل والحالة الثانية ان يحاول ويأتي بكلام يضحك به على نفسه السفهاء قبل العقلاء فمن حاول لا يخرج عن هاتين الحالتين لا يخرج عن هاتين الحالتين اما ان يأتي اما ان يعلن عجزه او ان يأتي بكلام آآ يضحك منه كما ذكرت السفهاء قبل العقلاء ومثلت لهذا وهذا في كتابي شرح مينية الشيخ حافظ حكمي رحمه الله تعالى مثلت لهذا بمثال وللاخر ايضا بمثال ويمكن اه مطالعة ذلك في شرح اه الميمية والشيخ حافظ رحمه الله ايظا صاغ ابياتا جميلة في هذا المعنى التحدي للفصحاء والبلغاء ان يأتوا بمثله او بعشر سور من مثله او بسورة واحدة من مثله نعم قال رحمه الله تعالى وهو هذا الكتاب العربي الذي قال فيه الذين كفروا لن نؤمن بهذا القرآن وقال بعضهم ان هذا الا قول البشر فقال الله سبحانه وتعالى ساصليه سقر. وقال بعضهم هو شعر فقال الله تعالى وما علمناه وما ينبغي له ان هو الا ذكر وقرآن مبين فلما نفى الله عنه انه شعر واثبته قرآنا لم يبق شبهة لذي لب في ان القرآن هو هذا الكتاب العربي الذي هو كلمات وحروف وايات لان ما ليس كذلك لا يقول احد انه شعر. قال وهذا هو الكتاب العربي الذي قال فيه الذين كفروا لن نؤمن بهذا القرآن الكتاب العربي كما قال الله سبحانه وتعالى بلسان عربي مبين فهو كتاب باللسان العربي قال الذي قال فيه الذين كفروا لن نؤمن بهذا القرآن لن نؤمن بهذا القرآن والاشارة هنا الى القرآن الكريم المنزل على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم قالوا لن نؤمن بهذا القرآن وايضا قالوا لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه تواصوا بينهم بعدم سماع القرآن بانهم رأوا ان كثيرا ممن سمع القرآن تغير واقبل على الاسلام وتأثر بسماع القرآن والله سبحانه وتعالى يقول وان احد من المشركين استجارك فاجره حتى يسمع كلام الله حتى يسمع كلام الله وقوله يسمع كلام الله هذي مهمة جدا في باب الدعوة الى الله اسماع الناس كلام الله سبحانه وتعالى وبعض الناس قد يلقي كلاما يا يلقي كلاما ليعلم الاخرين او ليدعو لدين الله دون ان يسمعه فيه كلام الله دون ان يسمعهم فيه كلام الله وهذا من الخطأ فكلام الله سبحانه وتعالى له اثره وله بركته وله مكانته العظيمة وله وقعه وله تأثيره كتاب مبارك شفاء لما في الصدور له اثر بالغ جدا قال وان احد من المشركين استجارك فاجره حتى يسمع كلام الله فالقرآن له اه تأثيره العظيم واثره على من يسمعه. ولهذا كانوا يتواصون يوصي بعظهم بعظا الا يسمعوا لهذا لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه وقال بعضهم ان هذا الا قول البشر وكل هذا محاولة بائسة للصد عن هذا القرآن بالصد عن هذا القرآن تواصوا اولا ان لا يسمعوا لهذا القرآن ثم قالوا ان هذا الا قول البشر اي كلام انشأه واخترعه آآ بعض البشر ان هذا الا قول البشر فقال الله سبحانه وتعالى ساصليه سقم اي من قال ان القرآن كلام البشر فقد توعده الله سبحانه وتعالى هذا التوعد بقوله ساصليه سقم وهذه الاية فيها الرد على من يقول القرآن مخلوق على من يقول القرآن مخلوق وان القرآن ليس كلام الله فلما قال من قال ان القرآن كلام البشر وليس كلام الله قال الله ساوصيه سقر وما ادراك ما سقر لا تبقي ولا تذر لواحة للبشر عليها تسعة عشر هذا كله وعيد لمن قال القرآن ليس كلام الله وانما هو كلام البشر فتوعده الله سبحانه وتعالى هذا التوعد ساوصنيه سفر والايات بعدها وقال بعضهم هو شعر وقال بعضهم هو سعر فقال الله سبحانه وتعالى وما علمناه الشعر وما ينبغي له ان هو الا ذكر وقرآن مبين فابطل الله سبحانه وتعالى هذا آآ الادعاء الذي ادعاه من ادعاه من الكفار والمشركين قال فلما نفى الله عنه انه شعر واثبته قرآنا لم يبقى شبهة لذي لب في ان القرآن هو هذا الكتاب العربي الذي هو كلمات وحروف وايات وهذا كله يسوقه المصنف وما يأتي ايضا بعده يبين ان القرآن حروف وايات يبين ان القرآن الذي هو كلام الله سبحانه وتعالى حروف وكلمات وايات وان هذه الحروف والكلمات والايات هي كلام الله سبحانه وتعالى قال لان ما ليس كذلك لا يقول احد انه سعر ما معنى قوله؟ لان ما ليس كذلك ما معنى قوله؟ لان ما ليس كذلك يعني ما ليس مكون من حروف وكلمات لا يقال انه شعر اذا الذين قالوا ان القرآن سعر قالوا بنا قالوا ذلك بناء على انهم سمعوا القرآن مكونا من حروف وايات. فقالوا شعر لان السعر مكون من حروف وكلمات مكون من حروف وكلمات فلما سمعوا القرآن قالوا هذا شعر قال لان ما ليس كذلك لا يقول احد انه شعر اذا قولهم عنه انه شعر هذا شاهد انه مكون من حروف وكلمات وبناء على ذلك قالوا ان آآ ان القرآن سعر وان وانه قول شاعر والله سبحانه وتعالى قال وما هو بقول الشاعر وانه لتنزيل اه وانه لكتاب نعم قال الله سبحانه وتعالى وانه لكتاب فانه لكتاب كريم في وانه لقرآن عظيم في في كتاب مكنون لا يمسه فلا اقسم ما تبصرون آآ نعم انه لقرآن عظيم في انه لقرآن كريم في كتاب مكنون لا يمسه الا المطهرون تنزيل من رب العالمين وما هو بقول الشاعر وقال الله عز وجل وما هو بقول شاعر وما هو بقول شاعر قليلا ما تذكرون ولا بقول كاهن قليلا آآ الايات في آآ في اواخر سورة آآ الواقعة فالشاهد ان القرآن الكريم ليس اه بسعر وادعى المشركون انه سعر وهذه الدعوة منهم انما كانت بناء على انهم سمعوا القرآن ووجدوا انه حروف وكلمات فادعوا هذه الدعوة ومراد المصنف بكل هذا الذي يسوقه اثبات ان القرآن الذي هو كلام الله سبحانه وتعالى مكون من من حروف وكلمات نعم قال رحمه الله تعالى وقال عز وجل وان كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فاتوا بسورة من مثله وادعوا شهدائكم من دون الله. ولا يجوز ان يتحداهم بالاتيان بمثل ما لا يدرى ما هو. ولا يعقل وقال تعالى واذا تتلى عليهم اياتنا بينات قال الذين لا يرجون لقاءنا بقرآن غير هذا او بدله قل ما يكون لي ان ابدله من تلقاء نفسي فاثبت ان القرآن هو الايات التي تتلى عليهم وقال تعالى بل هو ايات بينات في صدور الذين اوتوا العلم وقال تعالى انه لقرآن كريم في كتاب مكنون. لا يمسه الا المطهرون. بعد ان اقسم على ذلك وقال قال تعالى بعد ان اقسم على ذلك وقال تعالى كاف هاء عين صاد وقال تعالى حم سين قاف. وافتتح تسعا وعشرين سورة بالحروف المقطعة. نعم قال رحمه الله تعالى وقال عز وجل وان كنتم في ريب اي شك مما نزلنا على عبدنا فاتوا بصورة من مثله وادعوا شهدائكم من دون الله ولا يجوز ان يتحداهم بالاتيان بمثل ما لا يدرى ما هو ولا يعقل فالمصنف رحمه الله يستشهد بهذه الاية كما ايضا استشهد بالاية التي قبلها ليبين ان القرآن مكون من كلمات من حروف وكلمات مكون من حروف وكلمات. ولهذا قال ولا يجوز ان يتحداهم بالاتيان بمثل ما لا يدرى ما هو ولا يعقل بمثل ما لا يدرى ما هو ولا يعقل. فالقرآن كلام الله حروفه وكلماته الفاظه ومعانيه كل ذلكم كلام الله عز وجل فكلامه فالقرآن كلامه الفاظه ومعانيه ليس الالفاظ دون المعاني ولا ايظا المعاني دون الالفاظ. نعم وقال تعالى واذا تتلى عليهم اياتنا بينات قال الذين لا يرجون لقاء ناتي بقرآن غير هذا او بدل قل ما يكون لي ان ابدله من تلقاء نفسي قل ما يكون لي ان ابدله من تلقاء نفسي اي ان القرآن كلام ربي جل وعلا كلام ربي جل وعلا. قال ما يكون لي ان ابدله تلقاء نفسي. يعني لم يأتي به عليه الصلاة والسلام من قبل نفسه وانما هو مبلغ ولهذا قول الله سبحانه وتعالى انه لقول رسول كريم اضاف اليه القول بوصف الرسالة والرسول مهمته ابلاغ كلام مرسله لا انشاء كلام من نفسه الرسول مهمته ابناغ كلام المرسل ولهذا قال انه لقول رسول كريم ولما قال اه الوليد وقد مر معنا قوله قبل قليل ان هذا الا قول البشر اضاف الى النبي صلى الله عليه وسلم بوصف البشرية اي انه انشأه بشر قال سأصليه سقر اما قول انه لقول رسول اظاف القول اليه بوصف الرسالة والرسول مهمته ابلاغ كلام مرسله لانشأوا كلام او او شيء من عند نفسه وما على الرسول الا البلاغ الرسول مهمته ان يبلغ كلام المرسل فاظافة القول اليه اي على اظافة القول الى الرسول اي على وجه البلاغ يبلغ كلام الله سبحانه وتعالى وكان عليه الصلاة والسلام يعرض نفسه على الناس يقول من من يحميني حتى ابلغ كلام ربي والله يقول يا ايها الرسول بلغ ما انزل اليك من ربك وان لم تفعل فما بلغت رسالته قال فاثبت ان القرآن هو الايات التي تتلى عليهم. واذا تتلى عليهم اياتنا بينات فاثبت ان القرآن هو الايات التي تتلى عليهم. وقال تعالى بل هو ايات بينات في صدور الذين اوتوا العلم كونه يحفظ في الصدور كونه يحفظ في الصدور لا يخرجه من كونه كلام الله سبحانه وتعالى لان الامر كما تقدم القرآن اينما توجه هو كلام الله لان الكلام يضاف الى من قاله ابتداء والقرآن من الله سبحانه وتعالى بدأ وقال تعالى انه لقرآن كريم في كتاب مكنون لا يمسه الا المطهرون قال رحمه الله بعد ان اقسم على ذلك بعد ان اقسم على ذلك آآ قال انه لقرآن كريم في كتاب مكنون لا يمسه الا المطهرون. القرآن الكريمة المكتوم اه اللوح المحفوظ والمكتوب بعده في المصاحف ولا يزال يكتب هذا كله لا يخرجه عن كونه آآ بحروفه وكلماته وسوره واياته كلام كلام الله سبحانه وتعالى قال وقال تعالى كاف ها يا عين صاد حم سين قاف وافتتح تسعا وعشرين سورة بالحروف المقطعة بالحروف المقطعة مثل ياسين وطه والصاد وقاف وحاميم والف لام ميم نحوي من الايات تسعا وعشرين سورة من القرآن افتتحها الله سبحانه وتعالى الحروف المقطعة فهذه الحروف وما في القرآن ايضا من كلمات وايات كل ذلكم كلام الله سبحانه وتعالى ومما ذكر في الحكمة من افتتاح بعظ السور بالحروف المقطعة التنبيه الى ان القرآن مكون من من من هذه الفروض وتحدى اهل الفصاحة واهل البيان والبلاغة ان يأتوا بمثل هذا القرآن مع انه مكون من هذه الحروف كاف هاء ياء عين صاد قاف الى اخره نعم قال رحمه الله تعالى وقال النبي صلى الله عليه وسلم من قرأ القرآن فاعربه فله بكل حرف منه عشر ومن قرأه ولحن فيه فله بكل حرف حسنة. حديث صحيح وقال عليه الصلاة والسلام اقرأوا القرآن قبل ان يأتي قوم يقيمون حروفه اقامة السهم لا يجاوز تراقيهم يتعجلون اجره ولا يتأجلونه قال وقال النبي صلى الله عليه وسلم من قرأ القرآن فاعربه اعربه اي لم يلحن في قراءته للقرآن بل قرأه قراءة صحيحة قراءة لا غلط فيها ولا خطأ فمن قرأ القرآن فاعرضه فله بكل حرف منه عشر حسنات ومن قرأه ولحن فيه وهذا ضد اه اه قوله فاعربه ويوضح لنا ايضا معنى اعربه اي لم يلحن فيه ولحن فيه فله بكل حرف حسنة فلو بكل حرف حسنة. والشاهد من الحديث هو انه صريح بان القرآن مكون من حروف وان من قرأ القرآن له بكل حرف من اه القرآن حسنة او له بكل حرف من القرآن اه عشر حسنات والحديث الذي ساقه المصنف رحمه الله تعالى اه هو من حديث ابن مسعود مرفوعا الى النبي عليه الصلاة والسلام في اسناده نهشا وهو متروك الحديث الحديث ضعيفة اه ظعيف الاسناد آآ ولكن آآ المعنى المذكور في الحديث ثبت عن ابن مسعود اه من وجه اخر بلفظ اخر باسناد حسن في سنن الترمذي ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة والحسنة بعشر امثالها لا اقول الف لام ميم حرف ولكن الف حرف ولام حرف وميم حرف فالف لام ميم هذه ثلاثة حروف بها لمن قرأها ثلاثون حسنة قال وقال عليه الصلاة والسلام اقرأوا القرآن قبل ان يأتي قوم يقيمون حروفه اقامة السهم لا يجاوز تراقيهم يقيمون حروف واقامة السهم لا يجاوز تراقيهم يقيمون حروف واقامة السام اي يقرأونه قراءة متقنة ويحفظونه حفظا متقنا حتى ان الواحد منهم ليقرأ القرآن من اوله الى اخره ولا يحفظ او يسمع له فيه خطأ واحد قراءة متقنة وتكونها يكون هذا الاتقان وهذه الاقامة للحروف فقط لحروف القرآن فقط يتعجلون اجره ولا يتأجلونه يتعجلون اجره اي يريدون بهذا الحفظ وهذه وهذا الاتقان بحروف القرآن اجرا معجلا في الدنيا اما مال او شهرة او سمعة او آآ نحو ذلك يتعجلون اجره يعني يريدون شيئا في الدنيا معجلا لا يريدون به الاخرة ولا يرجون بذلك ثواب الله سبحانه وتعالى وانما يريدون على ذلك شيء يتعجلونه في الدنيا فمعنى قوله يتعجلون اجره ولا يتأجلون يتعجلون اي في الدنيا ولا يتأجلونه في الاخرة ولا يدخل في عمل الانسان الصالح سواء حفظ القرآن او غيره الا اذا اراد به الاخرة اما اذا اراد بالعمل الدنيا لا يدخل بعمل الانسان الصالح ولا يقبله الله سبحانه وتعالى منه ولو حفظ القرآن حفظا متقنا بل صح في صحيح مسلم ان من اول من تسعر بهم النار ثلاثة وذكر منهم من حفظ القرآن ليقال حافظ فيقال له قد قيل ثم يسحب ويلقى في النار وقد كان في الدنيا مشهورا بين الناس بحفظ القرآن حفظا متقنا. ثم يسحب ويلقى عياذا بالله تبارك وتعالى يوم القيامة في نار جهنم. لماذا؟ لانه تعجل اجره ولم يتأجله اراد بحفظ القرآن الدنيا اراد بحفظ القرآن الدنيا ولم يرد به ثواب الاخرة. ولهذا يقال له في الاخرة حفظت القرآن ليقال حافظ وقد قيل وماذا تفيده آآ وماذا يفيده يوم القيامة او وماذا تبيدوا يوم القيامة هذه النية عندما حفظ القرآن ليقال حافظ او ليقال قائل او ليشار له بالاصبع نادى فلان آآ حافظ القرآن المتقن للقرآن المجود الى اخره حتى لو حفظ القرآن بالقراءات واتقن ذلك واجاد كل هذا لا ينفعه عند الله الا اذا ابتغى به وجه الله وقد قال الله سبحانه في القرآن ومن اراد الاخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فاولئك كان سعيهم مشكورا من شرط شكران السعي وقبوله عند الله سبحانه وتعالى ان يريد به العامل الاخرة اما اذا كان يريد بها الدنيا ويحرص على اتقان القراءة وظبطها وتجويدها وحسن الترتيل وحسن الاداء الى اخره وهو انما يريد بذلك السمعة والرياء والشهرة الى اخر ذلك هذا اطلاقا لا يدخل في صالح عمل الانسان الذي يشكره الله سبحانه وتعالى ويثيب عليه العامل والحديث واضح في تقرير هذا المعنى اقرأوا القرآن قبل ان يأتي قوم يقيمون حروفه اقامة السهم اقامة السهم يعني اقامة متقنة هذا المراد باقامة السلام. اقامة يعني اقامة متقنة ودقيقة جدا ولا يحفظ عليه غلط او خطأ يجيد اجادة تامة لكن هذه الاجادة كانت منه مقتصرة على الحروف فقط دون الحدود يقيم الحروف دون الحدود قال لا يجاوز تراقيهم يعني حظه من القرآن التراقي فقط الصوت الذي يكون منه بتلاوة القرآن لكن القرآن لا يظهر عليه لا في اخلاقه ولا في نيته ولا في معاملته ولا في عبادته ولا في تعامله وام المؤمنين عائشة رضي الله عنها لما سئلت عن خلق النبي قالت كان خلقه القرآن الحسن البصري رحمه الله وانتم تعلمون انه من علماء التابعين ادرك عدد من اصحاب النبي عليه الصلاة والسلام يقول عن بعض القراء في زمانه يتحدث عن بعض القراء في زمانه ذلك الزمان الفاضل والوقت الفاضل الذي ادرك اهله اواخر الصحابة ورأوا عددا من الصحابة فكان يتحدث عن القراء في عن بعض القراء في ذلك الزمان فقال رحمه الله يقول احدهم يصف بعض القراء قال يقول احدهم قرأت القرآن كله ولم اسقط منه حرفا قرأت القرآن كله ولم اسقط منه حرفا يعني قراءة متقنة لا يحفظ علي خطأ في حفظ القرآن يقول احدهم حفظت القرآن كله ولم اسقط منه حرفا وقد اسقطه والله كله. هكذا يقول الحسن يقول وقد اسقطه والله كله لا يرى عليه القرآن لا في خلق ولا عمل لا يرى عليه القرآن لا في خلق ولا عمل. يعني اذا رؤية اعماله او رؤية اخلاقه ليست الاعمال التي في القرآن ولا الاخلاق التي بالقرآن قال لا يرى عليه القرآن لا في خلق ولا عمل ومتى كانت القراء مثل هؤلاء ومتى كانت القراء مثل هؤلاء لا كثر الله في الناس مثل هؤلاء هكذا يقولون ومتى كانت القرآن مثل هؤلاء لا كفر الله فالناس مثل هؤلاء فما هؤلاء بالقراء؟ وما هؤلاء بالعلماء؟ وما هؤلاء بالورعة ليسوا اهل القرآن ولا اهل علم ولا هم ولا اهل ورع اهل القرآن هم الذين اكرمهم الله سبحانه وتعالى بتلاوة القرآن وفهم معاني القرآن والعمل بالقرآن الكريم وهذا هو معنى قول الله سبحانه وتعالى الذين اتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته الذين اتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته اولئك يؤمنون به وتلاوة القرآن حق التلاوة اه تشمل الامور الثلاثة القراءة والفهم والعمل بالقرآن الكريم نعم قال رحمه الله وقال ابو بكر وعمر رضي الله عنهما اعراب القرآن احب الينا من حفظ بعض حروفه نعم وقال علي رضي الله عنه من كفر بحرف فقد كفر به كله واتفق المسلمون على عد سور القرآن واياته وكلماته وحروفه ولا خلاف بين المسلمين في ان من جحد من القرآن سورة او اية او كلمة او حرفا متفقا عليه انه كافر. وفي هذا حجة قاطعة على انه حروف. ثم ختم رحمه الله تعالى بنقل بعض الاثار وحكاية اتفاق المسلمين على عد سور القرآن واياته وكلماته وحروفه فنقل عن ابي بكر وعمر رضي الله عنهما اه قال اعراب القرآن احب الينا من حفظ بعض حروفه اعراب القرآن احب الينا من حفظ بعض حروفه والمراد باعراب القرآن اي فهم القرآن وفهم معانيه والعمل بكتاب الله سبحانه وتعالى قال هذا احب الينا من بعض حروفه من حفظ بعض حروفه اي حفظا مجردا دون فهم ودون عمل وقد قال عليه الصلاة والسلام والقرآن حجة لك او عليك فالقرآن حجة لمن فهمه وعمل به وحجة على من حفظه ولم يعمل به فان الايات التي في صدره ويحفظها من كلام الله سبحانه وتعالى تكون حجة عليه وفي الحديث الاخر ان الله يرفع بهذا القرآن اقوام ويضع به اخرين واسناد الاثر التي الذي ساقه المصنف اه رحمه الله ضعيف وفيه اكثر من علة فهو لم يثبت عن ابي بكر فرظي الله عنه وقال علي رضي الله عنه من كفر بحرف منه فقد كفر به كله لانه كله كلام الله كله كلام الله فمن كفر بحرب كفر بكلمة من القرآن او كفر باية او بجزء يسير من القرآن فقد كفر به كله ومن كفر بالقرآن فهو كافر بالله العظيم سبحانه وتعالى قال المصنف رحمه الله تعالى واتفق المسلمون على عد سور القرآن واياته وكلماته وحروفه قال ولا خلاف بين المسلمين في ان من جحد من القرآن سورة او اية او كلمة او حرفا متفقا عليه انه كافر وفي هذا حجة قاطعة على انه حروف بهذا حجة قاطعة على انه حروف. فالقرآن الكريم مكون من حروف وايات ومر معنا في كلام نبينا صلى الله عليه وسلم قال الا اقول الف لام ميم حرف بل الف حرف ولام حرف وميم حرف فالقرآن مكون من حروف وكلمات وجمل وآآ نختم آآ يومنا بهذا والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على عبده ورسول نبينا محمد واله وصحبه اجمعين