الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد اشرف الانبياء والمرسلين وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الامام ابو محمد عبد الله بن احمد بن قدامة المقدسي رحمه الله تعالى وغفر له شيخنا والسامعين قال في كتابه لمعة الاعتقاد الهادي الى سبيل الرشاد والمؤمنون يرون ربهم في الاخرة بابصارهم ويزورونه ويكلمهم ويكلمونه. قال الله تعالى وجوهي يومئذ ناضرة الى ربها ناظرة. وقال تعالى كلا انهم عن ربهم يوم واذ لمحجوبون فلما حجب اولئك في حال السخط دل على ان المؤمنين يرونه في حال الرضا. والا لم يكن بينهما فرق وقال النبي صلى الله عليه وسلم انكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر لا تضامون في رؤيته حديث صحيح متفق عليه وهذا تشبيه للرؤية بالرؤية لا المرئي بالمرئي. فان الله تعالى لا شبيه اول نظير الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فهذا ذكر وتقرير لعقيدة اهل السنة والجماعة في الرؤية اي ان المؤمنين يرون ربهم تبارك وتعالى عيانا بابصارهم حقيقة يرون رب العالمين سبحانه وتعالى الذي خلقهم وهداهم للايمان ومن عليهم بدخول جنة النعيم فيفوزون باكبر كرامة واعظم نعمة الا وهي رؤية الله جل وعلا والرؤية دل عليها القرآن الكريم ودلت عليها سنة النبي صلى الله عليه وسلم واجمع عليها سلف الامة وانكرها اهل البدع والضلال وجحدوا ثبوتها والرؤية حق واثباتها جزء من المعتقد الذي يجب ان يعتقده المسلم وان يؤمن به ايمانا بما دل عليه كتاب الله وبما دل دلت عليه سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم بل ان هذه العقيدة المباركة العظيمة تحرك في قلب المؤمن شوقا عظيما وطمعا كبيرا بان يكون من هؤلاء الفائزين بهذا النعيم العظيم والخير العميم وفي دعاء نبينا عليه الصلاة والسلام اللهم اني اسألك لذة النظر الى وجهك والشوق الى لقائك في غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة ومن ينكر الرؤية فبموجب انكاره لها لا يقوم في قلبه طمع يوما ما في ان في ان يفوز بهذا النعيم ولا يتحرك لسانه يوما ما بدعاء الله سبحانه وتعالى ان يكرمه بهذا النعيم العظيم ولهذا قال من قال من السلف رحمهم الله تعالى حري بمن انكر الرؤية وجحدها ان يحرم منها يوم القيامة لانه لم يقم في قلبه اصلا طمع في ان يكون من اهل هذا الفوز العظيم قال المؤلف رحمه الله تعالى والمؤمنون يرون ربهم في الاخرة بابصارهم يرون ربهم في الاخرة بابصارهم قوله في الاخرة اي ان الدنيا ليس فيها رؤية ولن يرى احد ربه في الدنيا كما صح بذلك الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال اعلموا انكم لن تروا ربكم حتى تموتوا فالدنيا ليس فيها رؤية ولما طلب موسى عليه السلام من الله تعالى ان يكرمه بان يراه قال لن تراني فقول المصنف رحمه الله يرون ربهم في الاخرة في قوله يرون ربهم رد على من انكر الرؤية اصلا من اهل البدع وفي قوله في الاخرة رد على من اثبتها في الدنيا من اهل البدع والحق ان الرؤية ثابتة للمؤمنين في الدار الاخرة. يكرمهم الله سبحانه وتعالى برؤيته عز وجل قال بابصارهم اي رؤية حقيقية بالابصار فيرى المؤمنون ربهم رؤية حقيقية بابصارهم اكدها النبي عليه الصلاة والسلام بقوله كما ترون القمر ليلة البدر تشبيها للرؤية بالرؤية لا للمرء بالمرء اي كما انكم في الدنيا ترون القمر ليلة التمام ليلة البدر بابصاركم لا تحتاجون في رؤيته الى تظامن ولا يحصل لكم ضيل فانكم كذلك سترون ربكم يوم القيامة بابصاركم فهي رؤية حقيقية بالابصار ثابتة لاهل الايمان قال ويزورونه ويكلمهم ويكلمونه ويزورونه ويكلمهم ويكلمونه اي انه سبحانه وتعالى يتجلى للمؤمنين في جنات النعيم فينعمون اعظم نعيم تقروا اعينهم اكمل قرة عين برؤيتهم لربهم وخالقهم ومليكهم سبحانه وتعالى ستكسى وجوههم بهذا النظر نظرة وحسنا وجماله وكيف لا وقد حظيت تلك الوجوه بالنظر الى الله سبحانه وتعالى ولهذا ساق المصنف قول الله جل وعلا وجوه يومئذ ناضرة الى ربها ناظرة وجوه يومئذ ناضرة اي حسنة بهية جميلة كستها النظرة وهي الحسن والجمال وفي الدعاء قال عليه الصلاة والسلام نضر الله امرأ سمع مقالتي فوعاها دعاء له بالنظرة قد نظر الله امرأ سمع مقالتي فوعاها فاداها كما سمعها ومن مقالته عليه الصلاة والسلام هذا الحديث انكم سترون ربكم كما ترون القمر ليلة البدر فحفظ هذا الحديث وفهمه واعتقاد ما دلت ما دل عليه وابلاغه للناس من اسباب النضرة التي دعا بها النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث العظيم المبارك والمؤمنون عندما يرون ربهم سبحانه وتعالى يكون بهذه النظرة بهذا النظر نظرة لهم وجمالا وحسنا وبهاء واذا رجعوا الى ازواجهم رجعوا وقد ازدادوا حسنا وجمالا بما اكرمهم الله سبحانه وتعالى به من نظر الى وجهه وفوز باعظم نعيم واكمل نعيم قال وجوه يومئذ ناضرة اي حسنة بهية الى ربها ناظرة. الى ربها ناظرة اضاف النظر الى الوجوه اظاف النظر الى الوجوه. قال وجوه يومئذ ناظرة الى ربها اي تلك الوجوه فاضاف النظر الى الوجوه وعداه بحرف الى قال الى ربها ناظرة وهذا كله يدل دلالة ظاهرة على ثبوت النظر بالابصار حقيقة كما قال المصنف يرونه بابصارهم لان النظر في الاية اضيف الى الى الوجوه وعدي بنا فلا يكون الا النظر بالباصرة التي هي العين قال وقال تعالى كلا انهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون اي الكفار ومعنى محجوبون اي عن الله والنظر اليه سبحانه وتعالى والحجب سببه سخط الله وغضبه جل وعلا عليهم وعدم رضاه عنهم فالحجب هذا في السخط والرؤية التي يكرم الله سبحانه وتعالى بها اهل الايمان هي الرضا رضي الله عنهم فاكرمهم بهذا النعيم واولئك سخط الله عليهم فحجبهم وبهذا يتبين ان الرؤية اثابة وانعام والحجب سخط وعقوبة والحجم سخط وعقوبة فمن جملة ما يعاقبون به يوم القيامة على كفرهم وصدودهم حجبهم عن رؤية الله سبحانه وتعالى قال كلا انهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون قال المصنف فلما حجب حجب اولئك في حال السخط فلما حجب اولئك في حال السخط حجب اولئك اي الكفار في حال السخط اي ان موجب الحجب هو سخط الله وغضبه عليهم فلما حجب اولئك في حال السخط دل اي هذا الحج على ان المؤمنين يرونه في حال الرضا والا يكون الجميع مشترك اذا كان ليس هناك رؤية لاحد حتى للمؤمنين فالكل محجوب عن الله ولا معنى لتخصيص الكافر بقوله سبحانه وتعالى كلا انهم عن ربهم لمحجوبون وهذا شيء خص به الكافر عقوبة له وسخطا من الله سبحانه وتعالى عليه فاذا جحدت الرؤية اصلا فالكل محزوم ولا معنى تخصيص الكافر هنا بقوله كلا انهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون قال فحجبه فلما حجب اولئك في حال السخط دل على ان المؤمنين يرونه في حال الرضا والا لم يكن بينهما فرق والا لم يكن بينهما فرق اي لم يكن بين المؤمنين والكفار فرض لان الكل على هذه العقيدة محجوب الكل على هذه العقيدة لا يرى الله فلا فرق بين المؤمنين والكفار اذا كان الانسان ينكر الرؤيا اصلا اذا كان الانسان ينكر الرؤيا اصلا اذا من ادلة اهل السنة على اثبات الرؤية من القرآن قول الله سبحانه وتعالى كلا انهم عن ربهم لمحجوبون اي يحجبهم عن رؤيته سخطا منه سبحانه وتعالى عليهم وغضبا فدل مفهوم المخالفة لهذه الاية ان المؤمنين بخلاف ذلك يكرمهم الله سبحانه وتعالى فيرونه بابصارهم اكراما منه جل وعلا وانعاما عليهم قال وقال النبي صلى الله عليه وسلم انكم ترون ربكم كما ترون هذا القمر لا تضامون في رؤيته لا تضامون في رؤيته. انكم اي ايها المؤمنون ترون ربكم اي بابصاركم يوم القيامة رؤية حقيقية انعاما منه سبحانه وتعالى عليكم واكراما كما ترون هذا القمر وكانت هذه الاشارة ليلة البدر ليلة التمام عندما يكون القمر في تمامه في الليلة المقمرة وفي كبد السماء فيراها الجميع ويشاهده الجميع بالابصار قال كما ترون هذا القمر لا تضامون في رؤيته اي لا يحصل لكم ضي وفي بعض الروايات لا تضامون في رؤيته يعني ما يحتاج ان يجتمع بعضكم الى بعض او تتزاحمون بل هو واظح وظاهر وبين ترونه جميعا والتشبيه هنا في قوله كما ترون القمر كما قال المصنف تشبيه للرؤية بالرؤية لا للمرء بالمرء ليس التشبيه هنا لله سبحانه وتعالى بالقمر وانما تشبيه للرؤية بالرؤية اي كما انكم ترون القمر ليلة البدر بابصاركم حقيقة فانكم كذلك سترون ربكم يوم القيامة بابصاركم حقيقة هذا معنى قوله كما ترون القمر اي كما انكم ترون القمر بابصاركم في الدنيا ليلة البدر حقيقة لا تضامون في رؤيته فكذلك سترون ربكم يوم القيامة بابصاركم حقيقة فالتشبيه للرؤية بالرؤية لا للمرئ بالمرء فان الله تعالى لا شبيه له ولا نظير كما قال سبحانه وتعالى هل تعلم له سم يا اي نظيرا ومشابها وقال تعالى ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ولما ذكر النبي عليه الصلاة والسلام في هذا الحديث الرؤية وان الله سبحانه وتعالى يكرم المؤمنين يوم القيامة بها وتكون بذلك القلوب قد اشتاقت والنفوس تحرك فيها الطمع للفوز بهذا الامر العظيم قال عليه الصلاة والسلام في تمام الحديث فان استطعتم الا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وصلاة قبل فافعلوا. فاذا طمع قلبك في الرؤيا وتقت ان تكون من اهلها فعليك ببذل الاسباب التي تنال بها هذا النعيم العظيم وذكر النبي عليه الصلاة والسلام الصلاة التي هي التي هي عماد الدين واعظم اركانه بعد الشهادتين وهي صلة بين العبد وربه سبحانه وتعالى ومن ضيع الصلاة وغلب عليها حكم على نفسه بالحرمان من الخير وحكم على نفسه بفوات الخير وقد ذكرت الصلاة عند النبي صلى الله عليه وسلم يوما فقال من حافظ عليها كانت له نورا وبرهانا ونجاة يوم القيامة. ومن لم يحافظ عليها لم يكن له نور ولا برهان ولا نجاة يوم القيامة وحشر مع قارون وفرعون وهامان وابي بن خلل وابي بن خلف هذا عدو لدود للنبي عليه الصلاة والسلام من الد اعدائه ومن الذي يرظى لنفسه ان يكون يوم القيامة جنبا الى جنب مع مع صناديد الكفر؟ واعمدة الباطل ومن لا يصلي حكم على نفسه بذلك ورضي لها بذلك شاء ام ابى قد قال عليه الصلاة والسلام كل امتي يدخلون الجنة الا من ابى. قالوا ومن يابى يا رسول الله؟ قال من اطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد ابى فالذي لا يصلي ابى على نفسه ان يدخل الجنة وابى ان يفوز بهذا النعيم الا وهو رؤية الله سبحانه وتعالى ولهذا حذر النبي من ان يغلب الانسان على صلاته فيحرم من الخير ويفوت نفسه هذا الخير قال فان استطعتم الا تغلبوا وقوله تغلب هذه الكلمة لها بعدها في الدلالة قوله تغلب هذه الكلمة لها بعدها في الدلالة وينبغي ان ننتبه لها وعلى الطريقة الان المعروفة في التعلم تضع تحتها خطوط. حتى تكون هذه الكلمة لها وقع في نفسه وحتى تدرك بعد هذه الكلمة حتى يبقى لها الاثر في نفسه قال الا تغلبوا هذا فيه اشارة ودلالة ان ثمة غوالب كثيرة تغلب الناس على هذه الصلاة اذا هذا ميدان مصارعة ميدان مجاهدة حتى يفوز الانسان ويخرج من هذه الدنيا فائزا لا ان يخرج من هذه الدنيا مهزوما مغلوبا واذا تحدث الان عن الفوز والهزيمة لا تنصرف اذهان كثير من الناس الا في اللعب بينما الفوز المبين الفوز العظيم هو مجاهدة النفس على طاعة الله سبحانه وتعالى واصبح من الناس الان من اجل اللعب يتركون الصلاة. وهذه غريبة. هذا مغلوب وربما يخرج ويظن انه قد فاز وان من ينتصر له من اللاعبين انهم قد فازوا والكل خاسر لانهم تركوا الصلاة وغلبوا هذه غريبة اعظم غريبة في الدنيا ترك الصلاة واعظم هزيمة في الدنيا ترك الصلاة. تارك الصلاة مهزوم وتارك الصلاة مغلوب وان كان الشيطان يلعب عليه ويوهمه انه قد فاز وهو في الحقيقة مغلوب مهزوم والنبي عليه الصلاة والسلام قال ان استطعتم الا تغلبوا اذا فيه غليظة وفوز الغريبة ضدها الفوز ففيه غليظة وفي فوز فالذي يصلي فائز هو الذي لا يصلي مغلوب اي مهزوم وخسر خسرانا عظيما بان غلب على الصلاة قال ان استطعتم الا تغلبوا ثم ايضا تساءل تساؤلا ينفعك وتحتار ايضا لنفسك بموجبه وهذا نافع في التفقه في هذه الكلمة الا تغلبوا تساءل تساؤلا يجعلك فيما بعد تحتاط لنفسك من ان لا تغلب ما الذي يغلب الناس عن الصلاة وخذ مثالا صلاة الفجر وما اكثر ما يغلب الناس على هذه الصلاة وما اكثر ما يصبح كثير من الناس ولم يصلي الفجر او يصليها وقد خرج وقتها ويفوت صلاتها مع جماعة المسلمين. مع انه صحفي الحديث ان من صلى الفجر مع جماعة فهو في ذمة الله فيحرم نفسه حرمانا عظيما وانظر فيما فيما غلب الناس على هذه الصلاة واياك ثم اياك ان تغلب عليه احذر اشد الحذر من ان تغلب على هذه الصلاة ويجب ان تعلم ان ثمة ارتباط بين الصلاة والرؤية ارتباط بين الصلاة والرؤيا. فاهل الصلاة اهل الرؤية وتاركوا الصلاة اهل الحج وتارك الصلاة اهل الحج عن رؤية الله سبحانه وتعالى. لان تارك الصلاة كافر وقال الله سبحانه وتعالى عن الكفار كلا انهم عن ربهم لمحجوبون وقد دل على الارتباط بين الصلاة والرؤيا ادلة كثيرة منها هذا الحديث انكم سترون ربكم يوم القيامة كما ترون القمر ليلة البدر لا تضامون في رؤيته فان استطعتم الا تغلبوا يعني كانهم قالوا يا رسول الله نريد هذه الرؤيا ونتمنى ان نكون من اهلها ماذا نفعل فاجاب الناصح الامين عليه الصلاة والسلام دون ان يسأل قال فان استطعتم الا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس صلاة الفجر وصلاة قبل غروبها اي صلاة العصر الفريضة المكتوبة افعلوا ومن ضيع هاتين الصلاتين العظيمتين فهو لما سواهما اضيع ومن ضيع الصلوات المكتوبة فهو لما سواها من دين الله اضيع ولا حظ في الاسلام لمن ضيع الصلاة كما جاء عن عمر رظي الله عنه وارظاه ومن لا يصلي لا دين له كما جاء عن ابن مسعود رضي الله عنه والعهد الذي بين المسلمين وبين وبين الكفار الصلاة العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر ومن الدلائل على الارتباط بين الصلاة وبين الرؤية قول الله سبحانه وجوه يومئذ ناظرة الى ربها ناظرة. هؤلاء اهل الصلاة قال ووجوه يومئذ باسرة هؤلاء اهل الحج وجوه يومئذ باسرة تظن ان يفعل بها فاقرا. كلا اذا بلغت التراقي وقيل من راق. وظن انه الفراق والتفت الساق بالساق الى ربك يومئذ المساق. لماذا هذه العقوبات؟ ولماذا هذا الحجب؟ ولماذا هذا مال ولماذا هذه العقوبة؟ الجواب فلا صدق ولا صلى. هذا هو الجواب فلا صدق ولا صلى بينما الاول الذي اكرمه الله بالرؤيا والنظر هؤلاء هم اهل الايمان واهل الصلاة. وجوه يومئذ ناظرة الى رب بها ناظرة اما ان يبقى الانسان عاطلا مضيعا دينا ومع تضييعه لدينه يقول اتمنى ان اكون من اهل الرؤية فالله سبحانه وتعالى يقول ليس بامانيكم ولا اماني اهل الكتاب من يعمل سوءا يجزى به. ليس الامر بمجرد الاماني والا لو كان الامر بمجرد الاماني فاليهود اخوان القردة والخنازير يقولون بملئ افواههم لن يدخل الجنة الا من كان هو هنا لن يدخل الجنة الا من كان هودا ليس بامانيكم ولا اماني اهل الكتاب. من يعمل سوءا يجزى به. الذي يضيع دينه ضيع الخير ولهذا نبهوا وبين ونصح عليه الصلاة والسلام واكد على المحافظة على هذه الفريضة العظيمة والا يغلب عليها الانسان ومن الارتباط بين الرؤيا والصلاة ما جاء في الدعاء الذي رواه عمار ابن ياسر والذي كان يدعو به النبي صلى الله عليه وسلم في صلاته كان يقول في صلاته قبل ان يسلم اللهم بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق احيني ما كانت الحياة لي وتوفني. احيني ما كانت الحياة خيرا لي ما كانت الوفاة خيرا لي وفي تمامه قال واسألك لذة النظر الى وجهك والشوق الى لقائك في غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة اللهم زينا بزينة الايمان واجعلنا هداة مهتدين يقول هذا صلى الله عليه وسلم في صلاته قبل ان يسلم فبين الصلاة والرؤية ارتباط ومن ترك الصلاة كفر وكان من اهل الحجب والحرمان ومن حافظ على هذه الصلاة كانت امارة على الايمان وبرهانا عليه ونجاة للانسان يوم القيامة وسببا للفوز بهذا النعيم العظيم والثواب العميم. ونسأل الله الكريم رب العرش العظيم ان يكرمنا جميعا بلذة النظر الى وجهه والشوق الى لقائه في غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة وقد حدثني مرة احد اه الاشخاص يقول جمعني مجلس باحد الذين ينكرون الرؤية وكان في المجلس عوام يقول فكان يجادل بشبهات عقلية والحاضرون في المجلس لا يستوعبون لكنه يشككهم يقول له فقلت له انتظر الان اتركنا من هذا الكلام الذي تقوله والامور العقلية التي تقولها اتركنا من هذا انا الان انا الان اريد ان ارفع يدي بالدعاء واريد منكم جميعا ان تؤمنوا وانت ايضا امن معي يقول للشخص الذي ينكر الرؤيا ثم رفعت يدي وقلت يا الان انا ادعو اريد ان ادعو ان يحرمك الله من رؤيته يوم القيامة وتؤمنون على على دعائي. يقول ورفعت يدي وبدأت قلت اللهم قال لا لا توقف قلت ما دام انك معتقد انه انه ما يرى يوم القيامة ما الذي يخيفك قل لن ندعو عليك ان الله يحرمك من رؤيته يوم القيامة يلا يا اخوان قولوا امين وارفع يدي ويمنعني من من ذلك وقلت ما دمت تعتقد هذا لماذا لا لا ترضى بان ندعو عليك بان يحرمك الله من رؤيته يوم القيامة يقول وكانت هذه من فظل الله كافية لهؤلاء العوام ان يرفضوا كلام هذا هذا الرجل لان لو كانت عقيدة يعتقده الانسان ما يبالي ما يبالي ان يدعى بذلك. والمصيبة في هؤلاء ان هذه العقيدة كانت سببا كرمالهم من كل خير والعقيدة الصحيحة المستمدة من الكتاب والسنة لمن يوفقه الله سبحانه وتعالى لحسن اعتقادها والايمان بها سببا الفوز بكل خير. نعم قال رحمه الله تعالى ومن صفات الله تعالى انه الفعال لما يريد لا يكون شيء الا بارادته. ولا يخرج شيء عن مشيئته وليس في العالم شيء يخرج عن تقديره ولا يصدر الا عن تدبيره ولا ما حيل عن القدر المقدور ولا يتجاوز ما خط في اللوح المستور اراد ما العالم فاعلوه ولو عصمهم لما خالفوه ولو شاء ان يطيعوه جميعا لاطاعوه خلق الخلق وافعالهم وقدر ارزاقهم واجالهم. يهدي من يشاء برحمته. ويضل من يشاء بحكمته قال الله تعالى لا يسأل عما يفعل وهم يسألون وقال الله جل وعلا ان كل شيء خلقناه بقدر. وقال تعالى وخلق كل شيء فقدره تقديرا وقال سبحانه ما اصاب من مصيبة في الارض ولا في انفسكم الا في كتاب من قبل ان نبرأها. وقال تعالى فمن يرد الله ان يهديه يشرح صدره للاسلام. ومن يرد ان يضله يجعل صدره ضيقا حرجا آآ هنا بدأ المصنف رحمه الله تعالى يتحدث عن الايمان بالقدر والايمان بالقدر اصل من اصول الدين وركن من اركان الايمان وعماد من اعمدته ودعامة من دعائمه. وبالقدر المقدور ايقن فانه وبالقدر المقدور ايقن فانه في حائية ابن ابي داود دعامة عقد الدين والدين افيح دعامة عقد الدين والدين افيح اعطيه للاخ دعامة عقد الدين فالايمان بالقدر اصل من اصول الايمان والدعامة لدين الله جل وعلا وعليه قيام الدين كما ان قيام الدين لا لا كما ان الدين لا يقوم الا على الاصول المعروفة التي منها الايمان باقدار الله سبحانه وتعالى وسيأتي عند المصنف رحمه الله تعالى بذكر الحديث الذي جمع فيه عليه الصلاة والسلام الاركان التي عليها قيام الدين وهي اركان ستة ومعنى كون هذه الاركان اركانا للدين لا قيام للدين عليها فان الكفر بها او بشيء منها محبط للاعمال كلها للدين برمته ومن يكفر بالايمان فقد حبط عمله وهو في الاخرة من الخاسرين ومن يكفر بالايمان فقد حبط عمله وهو في الاخرة من الخاسرين ويقول تعالى وما منعهم ان تقبل منهم نفقاتهم الا انهم كفروا بالله وبرسوله فالكفر باصول الايمان محبط للاعمال مبطل لها ولا قبول لاي عمل من الاعمال الا اذا اقامه العامل على هذه الاصول ولهذا نجد ايات كثيرة يقيد فيها قبول العمل الصالح بوجود الايمان. كقوله سبحانه تعالى ومن اراد الاخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فاولئك كان سعيهم مشكورا. من عمل صالحا من ذكر او انثى وهو مؤمن. والايات في هذا المعنى كثيرة فالايمان بالقدر اخ من اصول الايمان ولا ايمان ولا قبول للاعمال الا به لا ايمان ولا قبول للاعمال الا به ولا ينتظم امر الايمان الا به وهذا معنى قول ابن عباس رضي الله عنهما قال الايمان بالقدر نظام التوحيد الايمان بالقدر نظام التوحيد فاذا فاذا وحد العبد ربه وكذب بالقدر نقض تكذيبه توحيدا نقض تكذيبه توحيدا فالايمان بالقدر نظام التوحيد اي لا ينتظم توحيد العبد وايمانه الا اذا امن بالقدر. فاذا كذب بالقدر فان هذا التكذيب بالقدر نقبض للتوحيد وابطال للايمان والايمان بالقدر هو الايمان بان الله سبحانه وتعالى علم في الازل كل شيء وانه عز وجل احاط بكل شيء علما واحصى كل شيء عددا والايمان بان الله كتب مقادير الخلائق قبل ان يخلق السماوات والارض بخمسين الف سنة. ان ذلك في كتاب ان ذلك على الله يسير والايمان بان الامور كلها بمشيئة الله ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن والايمان بان الله خالق كل شيء فهذه الامور الاربعة توضح حقيقة الايمان بالقدر فالايمان بالقدر هو الايمان بهذه المراتب الاربعة التي لا ايمان بالقدر الا بالايمان بها. العلم والكتابة والمشيئة والايجاد ولا يكون مؤمنا بالقدر الا من امن بهذه الامور الاربعة كلها علم الله سبحانه وتعالى الازلي المحيط بكل شيء وكتابته بما هو كائن في اللوح المحفوظ وان الامور كلها بمشيئته سبحانه وتعالى وانه عز وجل الخالق لكل شيء ولهذا يحسن بمن سئل عن الايمان بالقدر ما هو ان يصوغ عبارة تشمل هذه الامور الاربعة ان يصوغ عبارة في تعريفه وذكر حده تشمل هذه الامور الاربعة التي هي اه حقيقة الايمان بالقدر قال رحمه الله ومن صفات الله تعالى انه الفعال لما يريد انه تبارك وتعالى الفعال لما يريد كما قال عز وجل فعال لما يريد فما اراده اي كونا وقدرا والارادة هنا كونية قدرية ما اراده كونا وقدرا فعله سبحانه وتعالى اه فعله سبحانه وتعالى كما اراده فعله سبحانه وتعالى كما اراده جل وعلا فعال لما يريد اي ما اراده كونا وقدرا فعله لا يكون شيء الا بارادته لا يكون شيء الا بارادته اي الكونية القدرية لان الارادة التي هي صفة صفة لله سبحانه وتعالى نوعان ارادة كونية قدرية وارادة شرعية دينية والارادة هنا في قوله لا يكون شيء الا بارادته هي الارادة الكونية القدرية لا يكون شيء اي في هذا الكون من حياة او موت خفض او رفع قبض او بسط عز او ذل هداية او ضلال مرض او صحة غنا او فقر لا يكون شيء الا بارادته لا يكون شيء الا بارادته اي الكونية القدرية ولا يخرج شيء عن مشيئته لان سبحانه وتعالى لان مشيئته سبحانه وتعالى نافذة فما شاء كان كما شاء في الوقت الذي شاء مشيئته سبحانه وتعالى نافذة الشيء الذي يشاءه سبحانه يكون في الوقت الذي يشاؤه سبحانه على الصفة والهيئة التي شاءها جل وعلا لا يخرج شيء عن مشيئته وهذا هو آآ معنى الكلمة المشهورة ما شاء الله كان ما شاء الله كان وفي القرآن بمن شاء منكم ان يستقيم وما تشاؤون الا ان يشاء الله رب العالمين وفي هذا المعنى يقول الشافعي رحمه الله تعالى في ابيات له جميلة هي من احسن ما قيل في في الايمان بالقدر يقول ما شئت كان وان لم اشأ وما شئت ان لم تشأ لم يكن خلقت العبادة على ما علمت وفي العلم يجري الفتى والمسن على ذا مننت وهذا خذلت وهذا اعنت وذا لم تعن فمنهم شقي ومنهم سعيد ومنهم قبيح ومنهم حسن اي ان هذا كله بالقدر وهذا معنى قول السائل المؤلف هنا لا يكون شيء شيء نكرة في سياق النفي تفيد العموم اي شيء لا يكون شيء الا بارادته ولا يخرج شيء عن مشيئته وليس في العالم شيء يخرج عن تقديره. ولا يصدر الا عن تدبيره. كل هذا تنويع في العبارة لتأكيد هذا المعنى وتقريره وهو ان لا يكون شيء في هذا الكون ولا يقع شيء في هذا العالم الا بتقدير الله سبحانه وتعالى ومشيئته عز وجل قال ولا محيد عن القدر المقدور ولا محيد عن القدر المقدور. اذا قدر الله سبحانه وتعالى على عبده امرا لا محيد له عنه ولا مفر له منه وما شاءه الله كان ولا مفر لان مشيئته سبحانه وتعالى نافذة لان مشيئته سبحانه وتعالى نافذة في العباد فلا مفر من ذلك قال ولا محيد اي لا مفر عن القدر المقدور لا مفر للعبد عن الشيء الذي قدره الله سبحانه وتعالى له وكتبه عليه ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعده وهو العزيز الحكيم ان ارادني الله بضر هل هن كاشفات ضر او ارادني برحمة؟ هل هن ممسكات رحمته؟ قل حسبي الله قال ولا يتجاوز ما خط في اللوح المسحور ولا يتجاوز اي العبد والمخلوق ما خط في اللوحة المستور اي ما كتبه الله آآ له او ما كتبه الله عليه في اللوح المحفوظ لا يتجاوزه واعلم ان الامة لو اجتمعوا على ان ينفعوك بشيء لن ينفعوك الا بشيء كتبه الله لك. ولو اجتمعوا على ان يضروك بشيء لن يضروك الا بشيء كتبه الله عليك رفعت الاقلام وجفت الصحف فالعبد لا يتجاوز الذي خط في اللوح المستور اي في اللوح المحفوظ الذي سطر وكتب فيه ما هو كائن الى يوم القيامة. قد جاء في قديم ان النبي عليه الصلاة والسلام قال اول ما خلق الله القلم قال له اكتب قال وما اكتب؟ قال اكتب ما هو كائن الى يوم القيامة في الحديث الاخر قال عليه الصلاة والسلام ان الله كتب مقادير الخلائق قبل ان يخلق السماوات والارض بخمسين الف سنة وجاء عن ابن عباس رضي الله عنهما انه قال كل شيء بقدر حتى وظعك كفك على ذقنك هكذا بقدر حتى وضعك كفك على ذقنك هكذا بقدر وفي الحديث في صحيح مسلم قال عليه الصلاة والسلام كل شيء بقدر حتى العجز والكيس النباهة والفطنة بقدر وايضا ضدها كل ذلكم بقدر فالامور كلها بقدر الله سبحانه وتعالى. ان تعلم ان ما اصابك لم يكن ليخطئك وانما اخطأك لم يكن ليصيبك قال اراد ما العالم فاعلوه اراد ما العالم فاعلون عرفنا ان الارادة نوعان كونية وشرعية فما معنى الارادة هنا اراد ما العالم فاعلوه الارادة الكونية الارادة الكونية اراد من عالم فاعلوه اي اراد سبحانه وتعالى كونا وقدرا. ما العالم فاعلون لو قلنا او لو خرق قائل الارادة هنا المراد بها الشرعية ماذا يكون في هذا الكلام من خطأ تفضل اه قال اراد ما العالم فاعلوه لو كانت الارادة هنا شرعية ماذا يترتب على هذا الكلام من خطأ الذي قلته لا ينطبق في شيء احسنت ان المعصية ارادها الله شرعا اراد ما هم فعلوه وهم يفعلون الطاعات ومنهم من يفعل المعاصي فاذا قال قائل المراد بالارادة هنا المراد بالارادة هنا الشرعية يلزم من ذلك ان ما يفعل العباد او ما يفعله الناس من معاصي يكون ارادها ولهذا يجب ان يفرق بين الارادة الكونية القدرية والارادة الشرعية الدينية حتى لا يخطئ في فهم النصوص لان الارادة في القرآن والسنة تارة تطلق ويراد بها الكونية وتارة تغلق ويراد بها الشرعية ومن لم يكن عنده تمييز بينهما قد يجعل واحدة مكان الاخرى فيترتب على ذلك فهما خاطئا لكلام الله او كلام رسوله صلى الله عليه وسلم قال ولو عصمهم لما خالفوه ولو عصمهم لما خالفوه لو عصمهم من الخطأ لما وقع اي منهم في مخالفة لا كفر ولا معاصي ولا فسق لكن الانسان ليس معصوم الانسان ليس معصوما اي لم يعصمه الله من الخطأ ولو عصمه الله سبحانه وتعالى من الخطأ لم يخطئ لكن الانسان ليس معصوما قال ولو عصمهم لما خالفوه ولو شاء ان يطيعوه جميعا لاطاعوه لو شاء ان يطيعوه لو شاء سبحانه وتعالى ان يطيعوه جميعا لاطاعوه لو لو شاء ان يكون الكل اهل طاعة لاطاعوه جميعا ولم يكن فيهم كافر قال ولو ساء لهداهم اجمعين ولو شئنا لاتينا كل نفس هداه فالامر بيد الله سبحانه وتعالى ولله الحكمة البالغة في خلقه لمخلوقاته بهذه الصفة وعلى هذه الهيئة. قال ولو شاء ان يطيعوه جميعا لاطاعوه خلق الخلق وافعالهم خلق الخلق وافعالهم اي خلق الاشخاص وخلق ايضا الحركات والصفات القائمة في الاشخاص فخلق الخلق اي خلق العباد بهذا القوام وبهذه الصفة وايضا خلق افعالهم جميع الافعال التي يفعلها العباد ويمارسونها هي مخلوقات لله سبحانه وتعالى والله خلقكم وما تعملون. الله خالق كل شيء وقوله كل شيء اي الاشخاص والافعال والحركات والسكنات وكل شيء بهذا الكون الله خالقه سبحانه وتعالى. ومن لم يعتقد هذه العقيدة يكون كافرا من جهة اثباته خالقا مع الله سبحانه وتعالى يخلق بزعمه هذه الاشياء التي يرى انها ليست مخلوقة لله وانما هي مخلوقة لغيره. ولهذا قال ائمة السلف عن المعتزلة انهم مجوس هذه الامة لانهم قالوا وبخالقين. الله خالق للانسان والانسان خالق لفعل نفسه قال وقدر ارزاقهم واجالهم وقدر ارزاقهم واجالهم قدر سبحانه وتعالى اه ارزاق العباد واجال العباد يعني قدر على كل نفس رزقها وفي الحديث ان آآ الانسان عندما يكون في قال قال في الحديث آآ اه يجمع خلق احدكم في بطن امه اربعين يوما نطفة ثم يكون علقة مثل ذلك ثم يكون مضغة مثل ذلك ثم يرسل اليه فيؤمر بكتب اربع كلمات بكتب رزقا واجله وعمله وشقي او سعيد فقدر الارزاق قدر الارزاق يعني كل شيء يقتاته الانسان ويطعمه ويشربه في هذه الحياة مقدر ومكتوب ولن تموت نفس حتى تستتم رزقها. الذي قدره الله سبحانه وتعالى لها ولن يموت احد الا باجله الذي كتبه الله سبحانه وتعالى عليه سواء كان موته آآ بقتل او بحادث او بمرض او بحرق او باي امر كان لن يموت احد الا باجله. لكل اجل كتاب فاذا جاء اجلهم لا يستقدمون ساعة ولا يستأخرون قال يهدي من يشاء بحكمته يهدي من يشاء بحكمته اي الى صراطه المستقيم برحمته ويضل من يشاء سبحانه وتعالى بعدله ولا يظلم ربك احدا ولا يظلم ربك احدا. قال الله تعالى افمن زين له سوء عمله فرآه حسنا فان الله يضل من يشاء ويهدي من يشاء فلا تذهب نفسك عليهم حسرات. قال الله تعالى لا يسأل عما يفعل وهم يسألون لا يسأل عما يفعل وهم يسألون اي ان افعال الله سبحانه وتعالى لا يجوز لهذا المخلوق الضعيف الفقير ان يسأل آآ عن افعال الرب العظيم الجليل لا يسأل عما يفعل يعني لا يقال لم فعل الله كذا ولم لم يفعل كذا هذا السؤال باطل ومن الانسان حتى يقول بحق ربه وخالقه وسيده ومولاه لما فعلت لما فعل كذا ولم لم يفعل كذا قول سبحانه وتعالى لا يسأل عما يفعل في نسختي هنا في سقف يهدي من يشاء بحكمته ولا شك ان عندي سقف هنا والصواب ما عندكم يهدي من يشاء برحمته ويضل من يشاء بحكمته يهدي من يشاء برحمته ويضل من يشاء بحكمته والنصف التي امامي فيها سقف والصواب ما في النسخة التي عندكم يهدي من يشاء برحمته ويضل من يشاء بحكمته لا يسأل عما يفعل لا يسأل عما يفعل اي ليس للعبد الضعيف الفقير القاصر ان يعترض على الرب العظيم فيقول بافعال الله لما فعل الله كذا ولما لم يفعل كذا وكما انه لا يقال في الصفات وكما انه في في الصفات لا يقال كيف ففي الافعال لا يقال لم كما انه في الصفات لا يقال كيف كيف صفته؟ كيف استواؤه كيف آآ رحمته كيف يده؟ وهذه اسئلة باطلة والسلف بدعوا من يسأل هذه الاسئلة وفي باب الافعال لا يقال لم لما فعل الله لم لم يفعل الله؟ هذه اسئلة باطلة لا يسأل عما يفعل والسلف يلقبون اهل هذه الاسئلة بالمكيفة واللمية المكيفة الذين يسألون عن الصفات بكيف واللمية الذين يعترظون على الافعال بنمى وكل من الامرين باطل وكل من الامرين باطل لا يسأل عما يفعل وهم يسألون قال لا يسأل عما يفعل وهم يسألون يسألون عن ماذا يسألون عما خلقهم الله لاجله واوجدهم لتحقيقه فاذا امن العبد هذا الايمان بما دلت عليه هذه الاية العظيمة لا يسأل عما يفعل وهم يسألون فان واجب من يؤمن بهذه الاية الا يسأل لما فعل الله وانما يسأل بما امر الله بما امر الله. السؤال الاول باطل والسؤال الثاني نافع غاية النفع لا تقل لم امر الله ولكن قل بما امر الله لا تقل لما امر الله لان لما؟ هذا اعتراض وبما امر الله هذا التعرف على الدين الذي سيسأل العبد عنه يوم القيامة فيتعرف على دينه بما امر الله يسأل متعرفا على دين الله سبحانه وتعالى ليعمل به فينجو يوم السؤال. يوم القيامة فاذا علم العبد انه سيسأل فليعد للمسألة جوابا بتعلم دينه والسؤال عن دينه قائلا بما امر الله ليتعلم دين الله سبحانه وتعالى ويعمل به اما الاخر فانه فلا يعمل بما سيسأل عنه ويسأل معترضا على ربه وخالقه ومولاه بهذا السؤال الباطل ولهذا قالوا اه قال اهل العلم لا تقل لما فعل الله ولكن قل اه لا تقل لما امر الله ولكن قل بما امر الله السؤال الاول باطل والسؤال الثاني نافع قال الله تعالى ان كل شيء خلقناه بقدر. ان كل شيء خلقناه بقدر. وهذه من الايات التي تثبت هذا الاصل العظيم وتقرره وان كل شيء وشيء ايضا نكرة في هذا السياق تفيد العموم بقدر اي قدره الله سبحانه وتعالى وكتبه وقضاه جل وعلا. وقال تعالى وخلق كل شيء فقدره تقديره ايضا هذا فيه اثبات ان الامور كلها بقدر الله عز وجل. وقال تعالى ما اصاب من مصيبة ارضي ولا في انفسكم الا في كتاب من قبل ان نبرأها وهذا ايضا فيه تقرير ان كل شيء او كل مصيبة تقع في الارض او في العباد في كتاب كتبها الله في كتاب من قبل ان رأها اي من قبل ان يوجدها ويقلقها ويخلقها سبحانه وتعالى قد كتبت في كتاب اي في اللوح المحفوظ وقال تعالى فمن يرد الله ان يهديه يشرح صدره للاسلام. ومن يرد ان يضله يجعل صدره ضيقا حرجا والارادة في الموضعين كونية قدرية والاية فيها اثبات ان الامور كلها بقدر. الهداية والضلال الكفر والايمان الطاعة والعصيان كل ذلكم بقدر. فمن يرد الله اي كونا وقدرا ان يهديه يشرح صدره للاسلام ومن يرد الله اي كونا وقدرا ان يضله لا اه بحكمته سبحانه وتعالى يجعل صدره ضيقا حرجا. نعم قال رحمه الله تعالى روى ابن عمر رضي الله تعالى عنهما ان جبريل عليه السلام قال للنبي صلى الله عليه وسلم ما الايمان؟ قال ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر وبالقدر خيره وشره. فقال صدقت رواه مسلم واورد هنا دليلا من السنة على الايمان بالقدر وهو حديث اه ابن عمر رضي الله عنهما يرويه عن ابيه عمر ابن الخطاب رضي الله عنه في قصة مجيء جبريل الى النبي صلى الله عليه وسلم وسؤاله له عن الاسلام وعن الايمان وعن الاحسان ثم قوله في تمام الحديث هذا جبريل اتاكم يعلمكم دينكم ولما سأله عن الايمان قال ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر وان تؤمن بالقدر خيره وشره. فجمع في هذا الحديث العظيم طول الايمان الستة التي عليها قيام الايمان ومن جملتها الايمان بالقدر قال رحمه الله وقال النبي صلى الله عليه وسلم امنت بالقدر خيره وشره وحلوه ومره ومن دعاء النبي صلى الله عليه وسلم الذي علمه الحسن ابن علي رضي الله عنهما يدعو به في قنوت الوتر وقني شر ما قضيت قال ولا نجعل قضاء الله وقدره حجة لنا في ترك اوامره واجتناب نواهيه بل يجب ان نؤمن ونعلم ان لله علينا الحجة بانزال الكتب وبعثة الرسل قال الله تعالى لان لا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل ونعلم ان الله سبحانه وتعالى ما امر ونهى الا المستطيع للفعل والترك. وانه لم يجبر احدا على معصية ولا اضطره الى ترك الى ترك طاعة. قال الله تعالى لا يكلف الله نفسا الا وسعها. وقال الله جل وعلا فاتقوا الله ما استطعتم. وقال تعالى اليوم تجزى كل نفس بما كسبت لا ظلم اليوم فدل على ان للعبد فعلا وكسبا يجزى على حسنه بالثواب وعلى سيئه بالعقاب وهو واقع بقضاء الله وقدره قال وقال النبي صلى الله عليه وسلم امنت بالقدر خيره وشره وحلوه ومره اه بهذا اللفظ لم اقف عليه حديثا اه عن النبي صلى الله عليه وسلم ولكن ورد في احاديث عديدة من تعليمه عليه الصلاة والسلام ومن ذلكم ما مر علينا في حديث جبريل قال وبالقدر خيره وشره وان تؤمن بالقدر خيره وشره قال ومن دعاء النبي صلى الله عليه وسلم الذي علمه الحسن ابن علي رضي الله عنهما يدعو به في قنوت وتر وقني شر ما قضيت وقني شر ما قضيت فقوله وقني شر ما قضيت نظير ما تقدم وان تؤمن بالقدر خيره وشره اي من الله سبحانه وتعالى والشر ليس واقعا في افعاله سبحانه وتعالى وانما في مفعولاته ومخلوقاته كما هو واضح في الدعاء الذي علمه النبي صلى الله عليه وسلم بل للحسن قال وقني شر ما قضيت فالشر في المقضي لا في القضاء. ولهذا جاء في ايضا الحديث الاخر والشر ليس اليك والشر ليس اليه. فاذا جمعت بين قوله والشر ليس اليك وقوله وقني شر ما قضيت تدرك هذا المعنى وهو ان الشر واقع في المقضي لا في القضاء ليس الشر في فعل الله وانما في المفعول المخلوق في مفعولاته ومخلوقاته سبحانه وتعالى. قال وقني شر ما قضيت. ثم بين رحمه الله تعالى مسألة عظيمة تتعلق بالايمان بالقدر الا وهي انه لا يجوز الاحتجاج بالقدر في ترك الطاعات او فعل المعاصي قال ولا نجعل قضاء الله وقدره حجة لنا في ترك اوامره واجتناب نواهيه بمعنى ان الانسان يرتكب المعصية واذا ارتكبها وانتقد في ذلك قال قدر واذا ايضا اه ترك طاعة وعاتب على تركها قال هذا قدر. وهذه مشيئة الله هذا اه امر باطل وهو من ما وصف الله سبحانه وتعالى الكفار والمشركين به قالوا لو لو شاء الله ما عبدنا من دونه من شيء نحن ولا اباؤنا هذا الاعتراض اعتراض باطل وسينقضه المصنف رحمه الله تعالى اه اه وهذا الكلام يعني كلام باطل وسينقضه المصنف رحمه الله تعالى بجملة من الادلة مع بيان وايضاحها. قال ولا نجعل قضاء الله وقدره حجة لنا في ترك اوامره واجتناب نواهيه بمعنى انه لا يجوز للعبد ان يترك الطاعة او ان يفعل المعصية ثم يحتج على ذلك بالقدر. ولهذا ايضا قال اهل العلم قدره يحتج به بالمعائب ولا يحتج به في يحتج به هي المصائب ولا يحتج به في المعائب. القدر يحتج به في المصائب ولا يحتج به في المعائب يعني اذا اصابت الانسان مصيبة يحتج بالقدر ولكن قدر الله وما شاء فعل. لا يقل اه نعم فقال ولا تعجزن وان اصابك شيء فقل قدر الله وما شاء فعل فقل قدر الله وما شاء فعل فيحتج بالقدر في المصائب اما المعائب لا يجوز ان يحتج بالقدر عليها. المعائب ان الانسان يترك الطاعة او يفعل المعصية ويحتج على هذا الترك للطاعة وهذا الفعل للمعصية بالقدر هذا لا يجوز وسيأتي عند المصنف ادلة عديدة في بيان ان هذا الامر لا يجوز لا يجوز ان نجعل القضاء والقدر حجة لنا في ترك اوامر الله واجتناب بنواهيه قال بل يجب ان نؤمن ونعلم ان لله علينا الحجة بانزال الكتب وبعثة الرسل لان قال تعالى لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل قوله ونعلم ان لله علينا الحجة الله عز وجل لما قال الكفار آآ لو شاء آآ لو شاء الله ما عبدنا من دونه من شيء قال الله في السياق نفسه قل فلله الحجة البالغة قل فلله الحجة البالغة اي الحجة قائمة عليكم بانزال الكتب وارسال الرسل والكتب بينت فيها الاحكام والاوامر والنواهي والرسل دعت واقامت الحجة على العباد بالبيان والانسان له مشيئة بموجبها خوطب بالاوامر والنواهي لان من لا مشيئة له لا يخاطب ولا يؤمر ولا ينهى فالحجة قائمة على العباد بانزال الكتب وارسال الرسل قال لان لا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل لان لا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل. هذا اولا. قال ونعلم ان الله سبحانه وتعالى ما امر ونهى الا المستطيع للفعل والترك فالامر الاوامر التي بالقرآن والنواهي حافظوا على الصلاة اقيموا الصلاة اه الى غير ذلك من اوامر النواهي التي في القرآن النهي عن الشرك النهي عن الزنا النهي عن السرقة هذه الاوامر والنواهي الخطاب فيها للعباد وخطابهم بالاوامر والنواهي دليل على انهم مستطعين لان غير المستطيع لا يؤمر ولا ينهى فامرهم بها فامر بالاوامر ونهيهم عن النواهي هذا دليل على القدرة والاستطاعة وانهم وانه لم يجبر احد على معصية ولا اضطر الى ترك طاعة ولو كان الامر جبرا ما فائدة الاوامر والنواهي؟ اذا كان الانسان مجبور على فعل نفسه وليس له مشيئة اصلا ما فائدة ان يؤمر؟ يقال صلوا ويقال صوموا تصدقوا ويقال لا تفعلوا كذا وهو اصلا ليس عنده مسيح ايكون هذا؟ يؤمر من لا مشيئة له فاذا الاوامر والنواهي التي في القرآن تدل على ان العباد لديهم استطاعة ولديهم مشيئة وان الله هداهم نجدين وان الانسان مشيئته يختار طريق الخير وطريق الشر لمن شاء منكم ان يستقيم وما تشاؤون الا ان يشاء الله رب العالمين قال الله تعالى لا يكلف الله نفسا الا وسعها وقال الله تعالى فاتقوا الله ما استطعتم. هذا كله يدل على ان ما خوطب به العبد من اوامر هو في وسع العبد وفي استطاعة العبد لم يكلف العبد ما ليس في وسعه ولم يكلف العبد ما لا يستطيع وهذا يدلنا ان احتجاج من يحتج بالقدر على ترك طاعة او فعل معصية احتجاج باطل ومصادم لهذه الادلة قال وقال تعالى اليوم تجزى كل نفس بما كسبت لا ظلم اليوم اثبات ان الافعال العباد كسب لهم وهم الذين اكتسبوها بمشيئتهم وارادتهم واختيارهم وان الحساب يكون على ذلك اليوم تجزى كل نفس بما كسبت اي بما كسبت من اعمال في هذه الحياة الدنيا هذا كله من الادلة على ان الانسان لم يجبر على فعل نفسه قال فدل على ان للعبد فعلا وكسبا يجزى على حسنه بالثواب وعلى حسنه بالثواب وعلى سيئه بالعقاب وهو واقع بقضاء الله وقدره. نعم قال رحمه الله تعالى والايمان قول باللسان وعمل بالاركان وعقد بالجنان يزيد بالطاعة وينقص بالعصيان قال الله تعالى وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة فجعل عبادة الله تعالى واخلاص القلب واقام الصلاة وايتاء الزكاة كله من الدين وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الايمان بضع وسبعون شعبة اعلاها شهادة ان لا اله الا الله وادناها اماطة الاذى عن الطريق فجعل القول والعمل من الايمان. وقال تعالى فزادتهم ايمانا. وقال ليزدادوا ايمانا. وقال الله صلى الله عليه وسلم يخرج من النار من قال لا اله الا الله وفي قلبه مثقال مرة او خردلة او ذرة من الايمان فجعله متفاضلا. شرع المصنف رحمه الله تعالى هنا في بيان حقيقة الايمان وان الايمان يزيد وينقص ويقوى ويضعف وانه وان اهله متفاضلون فيه ليسوا فيه على درجة واحدة. فبين اولا الايمان. قال الايمان قول باللسان وعمل بالاركان وعقد بالجنان قول باللسان قول باللسان اي الايمان قول يقوله المؤمن بلسانه قول يقوله المؤمن بلسانه وعمل بالاركان اي اعمال يقوم بها المؤمن اي جوارحه واعضائه وعقد بالجنان اي عقيدة ثابتة مستقرة في في جنان المسلم اي قلبه فالايمان قول واعتقاد وعمل الايمان قول واعتقاد وعمل قول باللسان وعمل بالاركان وعقد بالجنان فاذا الايمان ليس في اللسان فقط وليس ايضا في القلب فقط الايمان في القلب واللسان والجوارح. القلب واللسان والجوارح كلها آآ تقوم او يقوم بها الايمان وايمان القلب العقيدة وما يكون بالقلب من اعمال ما يقوم بالقلب من اعمال من حياء وتوكل واخلاص نابه وغير ذلك من اعمال القلوب واللسان اه منه القول وايضا اه الذي هو النطق بالشهادتين وايضا الاعمال التي تكون باللسان من ذكر وتلاوة القرآن وامر بالمعروف ونهي عن المنكر وغير ذلك والجوارح ايمانها العمل بطاعة الله العمل بطاعة الله والقيام بما امر الله سبحانه وتعالى عباده به ومن الايمان ايضا ترك الحرام ومن الايمان ايضا ترك الحرام واجتناب الاثام. فكما ان فعل الطاعة ايمان فان ترك المعصية كذلك ايمان ولهذا قال عليه الصلاة والسلام لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن وهذا يدل على ان من ايمان العبد ترك المعاصي يدل على ان من ايمان العبد ترك المعاصي التي آآ نهاه الله سبحانه وتعالى عنها. قال يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية. الايمان يزيد وينقص وسيذكر المصنف الادلة يزيد بطاعة الله وينقص بالمعصية قد جاء عن يزيد ابن عمير الخطمي رضي الله عنه انه قال الايمان يزيد وينقص قيل وما زيادته؟ قال اذا ذكرنا الله وسبحناه زاد. واذا غفلنا نقص الايمان يزيد ولزيادة اسباب وينقص ولنقصان اسباب والمؤمن مطلوب منه ان يعرف اسباب زيادة الايمان ليفعلها وان يعرف اسباب نقص الايمان ليجتنبها. حفاظا على ايمانه بدأ ذكر الادلة على ان الامام قول وعمل واعتقاد فذكر اولا قول الله سبحانه وتعالى وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة. الاشارة في قوله وذلك الى ما سبق دين القيمة والذي سبق ذكرا في الاية منه الاخلاص مخلصين والاخلاص مكانه القلب ومنه اقام الصلاة وايتاء الزكاة وهذه اعمال بالجوارح. وهذا الاخلاص الذي بالقلب وهذه الاعمال التي بالجوارح اليها الاشارة بقوله ذلك دين القيم. ولهذا قال المؤلف فجعل عبادة الله تعالى واخلاص القلب واقام الصلاة وايتاء الزكاة كله من الدين كله من الدين فدل ذلك على ان الايمان يكون بالقلب اعتقادا وباللسان نطقا وبالجوارح عملا بطاعة الله سبحانه وتعالى قال وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الايمان بضع وسبعون شعبة اعلاها شهادة ان لا اله الا الله وادناها اماطة الاذى عن الطريق الايمان بضع وسبعون شعبة اعلاها شهادة ان لا اله الا الله وادناها اماطة الاذى عن الطريق وتتمة الحديث في الصحيح والحياء شعبة من شعب الايمان وهذا الحديث واضح الدلالة على ان الايمان منه ما يكون في القلب ومنه ما يكون باللسان ومنه ما يكون بالجوارح وقوله اعلاها وادناها دليل على التفاوت بين شعب الايمان وانها ليست على درجة واحدة وايضا هذا فيه دلالة على زيادة الايمان ونقصانه لان العبد كلما زاد من شعب الايمان كان ذلك زيادة في ايمانه كلما نقص منها كان ذلك نقصا في ايمانه. فالحديث دليل على ان الايمان يزيد وينقص ويقوى ويضعف بحسب حظ الانسان ونصيبه من شعب الايمان قال اعلاها شهادة ان لا اله الا الله في بعض الروايات اعلاها قول لا اله الا الله والمراد بقول لا اله الا الله اي بالقلب عقيدة وباللسان نطقا وتلفظا لان القول اذا اطلق يشمل قول القلب واللسان. مثل قول الله سبحانه وتعالى قولوا امنا بالله وقول النبي عليه الصلاة والسلام قل امنت بالله ثم استقم فالقول اذا اطلق يشمل قول القلب عقيدة وقول اللسان نطقا وتلفظا. فمعنى قولوا امنا بالله اي بقلوبكم معتقدين وبالسنتكم ناطقين متلفظين واما اذا قيد القول فهو بحسب ما قيد به. يقولون بافواههم ما ليس في قلوبهم ايضا في الاية الاخرى قالوا ويقولون في انفسهم فاذا قيد القول فهو بحسب ما قيد به اما اذا اطلق فانه يتناول قول القلب وقول اللسان وقوله ادناها اماطة الاذى عن الطريق اماطة الاذى عن الطريق عمل من اعمال الايمان وهو عمل يقوم به المرء بجوارحه ففيه دلالة واضحة صريحة على ان اعمال الجوارح داخلة في مسمى الايمان قوله ادناها اماطة الاذى عن الطريق اه نعم وقوله والحياء شعبة من شعب الايمان والحياء شعبة من شعب الايمان والحياة مكانها القلب الحياء مكانه القلب وهو خصلة تقوم بقلب المؤمن تدفعه الى فعل حسن واجتناب القبيح والحياء كما قال نبينا عليه الصلاة والسلام خير كله ولا يأتي الا بخير والانسان اذا كان يستحي ومتحليا ومتصفا بالحياة فان الحياء يحجز عن الرذائل ويسوق الانسان ويقوده الى الخيرات والفضائل قال فجعل القول والعمل من الايمان. يعني في هذا الحديث حديث الشعب قال فجعل القول والعمل من الايمان القول لا اله الا الله والعمل اماطة الاذى عن الطريق وكل ذلكم جعله النبي صلى الله عليه وسلم من الايمان وهذا الحديث مشهور عند اهل العلم بحديث الشعب ومن اهل العلم من افرده بالتصنيف وتوسع في شرح هذا الحديث ومنهم ابن ومنهم البيهقي بكتابة شعب الايمان وغيره من اهل العلم وابن حبان رحمه الله تعالى له كتاب عظيم في هذا الباب مفقود سماه وصف الايمان وشعبة واجتهد فيه اجتهادا عجيبا يمكنكم الاطلاع على طريقته آآ في اعداده لذلك الكتاب وما اخذه منه من وقت وجهد عظيم في كتابه صحيح ابن حبان لانه اشار او في ترتيبه الاحسان في ترتيب صحيح ابن حبان عندما تكلم عن هذا الحديث اشار الى مؤلفة وصف الايمان وشعبه وذكر الجهد العظيم الذي بذله في جمع شعب الايمان وعندما تقف على عمله رحمه الله تعالى تقف على نموذج ومثال بديع جدا من همم العلماء العالية في اه الدراسة السنة والعناية بكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وقال تعالى فزادتهم ايمانا واذا ما انزلت سورة فمنهم من يقول ايكم زادته هذه ايمانا فاما الذين امنوا فزادتهم ايمانا وهم يستبشرون واما الذين في قلوبهم مرض فزادهم رجسا الى رجسهم وماتوا وهم كافرون فقوله فزادتهم ايمانا هذا صريح بان الايمان يزيد وذكر في الاية سبب عظيم لزيادة الايمان وهو القرآن. اذا تليت عليهم اياته زادتهم ايمانا نظيرها ايظا قول الله سبحانه وتعالى انما المؤمنون الذين اذا ذكر الله وجلت قلوبهم واذا تليت عليهم اياته زادتهم ايمانا. وعلى ربهم يتوكلون وقوله ليزداد ايمانا مع ايمانهم يزداد ايمانا مع ايمانهم. هذه ايات صريحة في ان الايمان يزيد. ويمكن ان يستدل بها سها على ان الايمان ينقص لانه اذا كان قابلا للزيادة فهذا دليل على قبوله للنقصان والقرآن نطق بالزيادة والسنة نطقت بالنقصان في مثل قوله عليه الصلاة والسلام ما رأيت من ناقصات عقل ودين. وكذلك قوله عليه الصلاة والسلام وذلك اضعف الايمان. وقول المؤمن قوي خير واحب الى الله من المؤمن الضعيف قال وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج من النار من قال لا اله الا الله وفي قلبه مثقال ذرة او خردلة او ذرة من الايمان وهذا الحديث رواه آآ المصنف رحمه الله تعالى بالمعنى ومن الالفاظ الثابتة في في السنة لهذا الحديث قوله عليه الصلاة والسلام كما في الصحيحين من حديث انس يخرج من النار من قال لا اله الا الله وفي قلبه وزن شعيرة من خير ويخرج من النار من قال لا اله الا الله وفي قلبه وزن برة من خير ويخرج من النار من قال لا اله الا الله في قلبي وفي قلبي وزن ذرة من خير والمقصود بالخير في هذا الحديث هو الايمان. المصنف كانه والله تعالى اعلم اورد الحديث بمعناه وساقه بمعناه لا بلفظه آآ اعقب ذكره للحديث بقوله فجعله متفاضلا فجعله اي النبي عليه الصلاة والسلام متفاضلا اي الايمان لانه ذكر وزن برة ووزن شعيرة ووزن ذرة وهذه متفاوتة في الوزن اذا الامام متفاضل واهل الايمان في ايمانهم متفاضلون ليسوا فيه على درجة واحدة حتى فيما قام في قلوب من ايمان ليسوا في ذلك على درجة واحدة بل بينهم تفاضل وتفاوت في الايمان واهل الايمان في الايمان على مراتب يجمعها ثلاث مراتب ذكرها الله سبحانه وتعالى في قوله ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات باذن الله فهذه ثلاث مراتب مرتبة الظالم لنفسه وهو الذي فعل آآ المحرم او ترك الواجب ومرتبة المقتصد وهو الذي فعل الواجب وترك المحرم ومرتبة السابق بالخيرات هو الذي فعل الواجب وترك المحرم ونافس في الرغائب والنوافل والمستحبات ونكتفي بهذا والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين