الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الامام احمد بن علي المقريزي رحمه الله تعالى وغفر له ولشيخنا والسامعين قال في كتابه تجريد التوحيد المفيد واعلم ان الناس في عبادة الله تعالى والاستعانة به على اربعة اقسام اجلها وافضلها اهل العبادة والاستعانة بالله عليها فعبادة الله غاية مرادهم وطلبهم منه ان يعينهم عليها ويوفقهم للقيام بها نهاية مقصودهم ولهذا كان افضل ما يسأل الرب تعالى الاعانة على مرضاته وهو الذي علمه النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ ابن جبل رضي الله تعالى عنه فقال يا معاذ والله اني احبك فلا تدع ان تقول في دبر كل صلاة اللهم اعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك فانفع الدعاء طلب العون على مرضاته تعالى. نعم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد قال المصنف رحمه الله تعالى واعلم ان الناس في عبادة الله تعالى والاستعانة به على اربعة اقسام سبق ان ذكر المصنف رحمه الله تعالى قول الله عز وجل في فاتحة الكتاب اياك نعبد واياك نستعين وذكر ما يدل عليه قوله اياك نعبد من وجوب اخلاص العبادة لله عز وجل وافراده وحده جل وعلا بها وما يدل عليه قوله اياك نستعين واياك نستعين من وجوب اخلاص الاستعانة بالله وحده دون سواه اي استعينك ولا استعين بغيرك والعبادة هي الغاية والاستعانة هي الوسيلة التي تتحقق بها تلك الغاية لما بين ذلكم رحمه الله تعالى اخذ يبين في هذا الموضع حال الناس من حيث تحقيق العبادة وتحقيق الاستعانة يبين حال الناس من حيث تحقيق العبادة وتحقيق الاستعانة وذكر ان الناس في هذا الامر على اربعة اقسام وان اشرف هؤلاء من اكرمهم الله جل وعلا بتحقيق الامرين العبادة التي هي الغاية والاستعانة التي هي وسيلة او الوسيلة لتحقيق تلك الغاية قال اجلها وافظلها اي اجل هذه الاقسام الاربعة للناس من حيث العبادة والاستعانة وافضلها اهل العبادة والاستعانة بالله عليها اي الذين اكرمهم الله سبحانه وتعالى بالعبادة فهم اهل عبادة مقبلين على الله عز وجل يعبدونه ويتقربون اليه جل شأنه بما يرضيه من سديد الاقوال وصالح الاعمال اهل استعانة بالله عليها اهل استعانة بالله عليها اي يطلبون دوما وابدا من الله مده وعونه وتوفيقه وتسديده ويعلمون انهم لا حول لهم ولا قوة الا بالله وانه لولا الله سبحانه وتعالى لما تمكنوا من من اداء عباده ولما تيسر لهم فعل طاعة لان الامر بيد الله عز وجل يزكي من يشاء ويوفق من يشاء ويعين من يشاء ويهدي من يشاء فالامر كله بمشيئة الله وتعليق الامور بالمشيئة من هداية او رزق او آآ غنا او صحة او غير ذلك بالله سبحانه وتعالى ورد ذكره في القرآن فيما يقرب من اربع مئة موضع فيها تعليق الامر بالمشيئة يعز من يشاء يذل من يشاء يرزق من يشاء جاء ما كان من هذا القبيل ما يقرب من اربع مئة موضع وتأمل ذلك نافع للعبد فلا يحصل رزقا ولا يحصل هداية ولا يحصل سعادة ولا يحصل عزا ولا يحصل شفاء الا بمشيئة الله فما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن لمن شاء منكم ان يستقيم وما تشاؤون الا ان يشاء الله رب العالمين قال الامام الشافعي رحمه الله تعالى في ابيات له في هذا الباب ما شئت كان وان لم اشأ وما شئت ان لم تشأ لم يكن خلقت العباد على ما علمت وفي العلم يجري الفتى والمسن على ذا مننت وهذا خذلت وهذا اعنت وذا لم تعن فمنهم شقي ومنهم سعيد ومنهم قبيح ومنهم حسن اي ان الامر كله بيد الله ان الامر كله بيد الله سبحانه وتعالى وان التوفيق كله بيد الله والتسديد بيد الله والهداية بيده جل شأنه ولهذا كان هؤلاء الموفقون من عباد الله تبارك وتعالى غايتهم عبادة الله غايتهم عبادة الله جل وعلا ولتحقيق هذه الغاية هم دوما وابدا يستعينون بالله ويطلبون منه جل شأنه مده عونه وتوفيقه فعبادة الله غاية مرادهم فعبادة الله غاية مرادهم اي اعظم غاية عند هؤلاء واجل هدف وانبل مقصود لدى هؤلاء عبادة الله فهي الغاية العظمى والهدف الاسمى عندهم فغاية مرادهم فعبادة الله غاية مرادهم وطلبهم منه ان يعينهم عليها لما كانت العبادة هي اعظم مراد كان اعظم ما يطلبون عليه العون من الله سبحانه وتعالى والمد والتوفيق هو تحقيق هذه كالغاية التي هي العبادة وطلبهم منه ان يعينهم عليها ويوفقهم ويوفقهم للقيام بها ويوفقهم للقيام بها نهاية مقصودهم كما ان العبادة اعظم غاية فطلب العون على تحقيق هذه العبادة من الله هو نهاية مقصودهم ولهذا كان افضل ما يسأل الرب تبارك وتعالى الاعانة على مرضاته افضل ما يسأل الرب تبارك وتعالى الاعانة على مرضاته هذه فائدة قيدها في سويداء قلبك نفيسة للغاية افضل امر تسأله ربك تبارك وتعالى ان يعينك على عبادته. ليس هناك افضل من هذا السؤال لانك اصلا لم تخلق الا للعبادة ولم توجد الا لها وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. فالعبادة هي الغاية التي وجدت لاجلها وخلقت لتحقيقها فلا اشرف ولا اعظم ولا اجل من هذا المطلب اعظم شيء تسأله ربك تبارك وتعالى ان يعينك على عبادته اعظم دعاء واجل مطلبا تقول اللهم اعني مثل ما علم النبي عليه الصلاة والسلام حبه معاذ اللهم اعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك هذا اعظم مطلب قال ولهذا كان افضل ما يسأل الرب تعالى الاعانة على مرضاته. افضل ما يسأل الرب تبارك وتعالى الاعانة على مرضاته وهو الذي علمه النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل فقال يا معاذ والله اني احبك يا معاذ والله اني احبك فلا تدعن ان تقول في دبر كل صلاة اللهم اعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك وتأمل هذا الاختيار الموفق العظيم لقول هذا الدعاء قال دبر كل صلاة دبر كل صلاة لان هذه الصلاة التي صليتها وقمت بها واديتها هي محض توفيق الله لك وعونه سبحانه وتعالى. الصحابة رضي الله عنهم كانوا يقولون في رجزهم والله لولا الله ما اهتدينا ولا صمنا ولا صلينا والله لولا الله ما اهتدينا ولا صمنا ولا صلينا اي لولا منة الله علينا بالهداية ومنته علينا بالصلاة ومنته علينا غير ذلك من الخيرات لما حصل لنا هذا الامر ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم من احد ابدا ولكن الله يزكي من يشاء ولكن الله حبب اليكم الايمان وزينه في قلوبكم وكره اليكم الكفر والفسوق والعصيان اولئك هم الراشدون فضلا من الله ونعمة فضلا من الله ونعمة اي هذا التحبيب وهذا التوفيق وهذا التسديد هو فضل من الله ونعمة من الله سبحانه وتعالى ينعم بها على من يشاء قال يا معاذ والله اني احبك فلا تدعن ان تقول في دبر كل صلاة اللهم اعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك فطلب من الله العون على هذه الامور الثلاثة الذكر والشكر وحسن العبادة وذكر الله سبحانه وتعالى شكره جل شأنه هو من حسن عبادته هو من حسن عبادته تبارك وتعالى لكنه لكنه ما خص لعظم مكانهما رفعة شأنهما والا هما من حسن عبادة الله سبحانه وتعالى فالذكر عبادة والشكر عبادة وقال حسن عبادتك ولم يقل عبادتك كما في الاية الكريمة ليبلوكم ايكم احسن عملا فالعبرة ليست بمجرد العمل وانما بما اشتمل عليه العمل من حسن وبما كان عليه العمل من حسن والعمل لا يكون العمل المتقرب به لا يكون موصوفا بالحسن الا اذا استوفى شرطي قبول العمل وهما الاخلاص للمعبود والمتابعة للرسول وصلى الله عليه وسلم ولهذا جاء عن الفضيل ابن عياض رحمه الله تعالى في قوله جل شأنه ليبلوكم ايكم احسن عملا قال اخلصه واصوبه هذا معنى احسن عملا اخلصه واصوبه قيل يا ابا علي وما اخلصه واصوبه قال ان العمل اذا كان خالصا ولم يكن صوابا لم يقبل واذا كان صوابا ولم يكن خالصا لم يقبل حتى يكون خالصا صوابا والخالص ما كان لله والصواب ما كان على السنة والخالص ما كان لله والصواب ما كان على السنة فالعمل لا يكون حسنا والعبادة لا تكون حسنة الا اذا قامت على الاخلاص للمعبود والمتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم فقوله وحسن عبادتك كانهم قال وفقني لعبادة اخلصها لك لا ابتغي بها الا وجهك واكون فيها متبعا لرسولك عليه الصلاة والسلام. هذا معنى قوله حسن عبادتك اي وفقني يا الله لعبادة تكون لوجهك خالصة ولسنة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم موافقة قال فانفع الدعاء طلب العون على مرظاته تعالى فانفع الدعاء طلب العون على مرظاته سبحانه وتعالى ولهذا قال الشيخ الاسلام ابن شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى كلاما معناه تأملت الادعية فوجدت ان اعظمها طلب العون على مرضاة الله سبحانه وتعالى ووجدت ذلك في فاتحة الكتاب ووجدت ذلك لفاتحة الكتاب اياك نعبد واياك نستعين اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين ولهذا اوجب الله سبحانه وتعالى هذا الدعاء ايجابا لم يجبه على عباده في دعاء اخر فهو مطلوب من العباد فرضا واجبا في اليوم والليلة سبع عشرة مرة سبعة عشرة مرة تدعو الله سبحانه وتعالى بهذا الدعاء وايضا قال العلماء رحمهم الله تعالى في هذا المقام ينبغي ان ينبه عوام المسلمين ان هذا دعاء لان كثير من العوام يقرأ الفاتحة ولا يستشعر انه يدعو الله كثير من عوام المسلمين يقرأ الفاتحة ولا يستشعر يستشعر انه يدعو الله سبحانه وتعالى فالعوام يحتاجون ان ينبهوا الى ان هذا دعاء تدعو الله سبحانه وتعالى به اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين نعم قال رحمه الله تعالى ويقابل هؤلاء القسم الثاني المعرضون عن عبادته والاستعانة به. فلا عبادة لهم ولا استعانة بل ان سأله تعالى احدهم واستعان به فعلى حظوظه وشهواته والله سبحانه وتعالى يسأله من في السماوات والارض ويسأله اولياؤه واعداؤه فيمد هؤلاء وهؤلاء وابغض خلقه اليه ابليس ومع هذا اجاب سؤاله وقضى حاجته ومتعه بها ولكن لما لم تكن عونا على مرضاته زيادة في شقوته وبعده وهكذا كل من سأله تعالى واستعان به على ما لم يكن عونا له على طاعته كان سؤاله مبعدا له عن الله فليتدبر العاقل هذا وليعلم ان اجابة الله لسؤال بعض السائلين ليست لكرامته عليه بل قد يسأله عبده الحاجة فيقظيها له وفيها هلاكه ويكون منعه منها حماية له ديانة والمعصوم من عصمه الله والانسان على نفسه بصيرة وعلامة هذا انك ترى من صانه الله من ذلك وهو يجهل حقيقة الامر اذا رآه سبحانه يقضي حوائج غيره يسيء ظنه به تعالى وقلبه محشو بذلك وهو لا يشعر وامارة ذلك حمله على الاقدار وعتابه في الباطن لها وقد كشف الله تعالى هذا المعنى غاية الكشف في قوله تعالى فاما الانسان اذا ما ابتلاه ربه فاكرمه ونعمه فيقول ربي اكرمنا واما اذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه فيقول ربي اهانني كلا اي ليس كل من اعطيته ونعمته وخولته فقد اكرمته. وما ذاك لكرامته علي. ولكنه ابتلاء مني وامتحان له ايشكرني فاعطيه فوق ذلك؟ ام يكفرني فاسلبه اياه واحوله عنه لغيره وليس كل من ابتليته وليس كل من ابتليته فظيقت عليه رزقه وجعلته بقدر لا يفظل عنه فذاك من هوانه علي ولكنه ابتلاء وامتحان مني له. ايصبر فاعطيه اضعاف ما فاته؟ ام يتسخط فيكون حظ فيكون حظه السخط وبالجملة فاخبر تعالى ان الاكرام والاهانة لا يدوران على المال وسعة الرزق وتقديره فانه سبحانه يوسع على الكافر لا لكرامته ويقتر على المؤمن لا لهوانه عليه. وانما يكرم سبحانه من يكرم من عباده بان يوفقه لمعرفته ومحبته وعبادته واستعانته فغاية سعادة الابد في عبادة الله والاستعانة به عليها. نعم في هذا الموضع يبين المصنف رحمه الله تعالى القسم الثاني من اقسام الناس من حيث العبادة والاستعانة قال ويقابل هؤلاء اي يقابل اهل القسم الاول وهم اهل العبادة والاستعانة يقابلهم اي على خط النقيض لهؤلاء والظد لهؤلاء اه القسم الثاني المعرضون عن عبادته والاستعانة به المعرضون عن عبادته وعن الاستعانة به فهم ليسوا اهل عبادة لله ولا اهل استعانة بالله ولهذا قال فلا عبادة لهم ولا استعانة فلا عبادة لهم ولا استعانة اي انهم معرظون عن عبادة الله سبحانه وتعالى ومعرضون عن الاستعانة بالله عز وجل قال بل ان سأله ان سأله تعالى احدهم واستعان به فعلى حظوظه وشهواته يعني ان وجد عند اهل هذا القسم نوع استعانة بالله سبحانه وتعالى فهو لا يستعين بالله على نيل مرظات الله لا يستعين بالله على نيل مرظات الله وانما يستعين بالله على حظوظ نفسه على حظوظ نفسه ومبتغياتها اما ان يستعين بالله على مرضاة الله ان يستعين بالله على القيام بطاعة الله ان يستعين بالله على عبادة الله فهو ليس من اهل هذا الشأن وليس له في هذا المقام حظ ولا نصيب اوليس من اهل العبادة ولا ايضا من اهل الاستعانة لكن ان وجد عنده نوع استعانة فهي استعانة بالله سبحانه وتعالى على حظوظ النفس ومبتغياتها وشهواتها قال رحمه الله والله سبحانه وتعالى يسأله من في السماوات والارظ يسأله من في السماوات يسأله من في السماوات والارض كل يوم هو في شأن كل يوم هو في شأن يعني يحيي ويميت يعز ويذل يعطي ويمنع يخفض ويرفع يقبض ويبسط الى اخره كل يوم هو في شأن ولهذا الناس في كل يوم من الايام يحدث لهم من الامور ومستجدات الاحوال وتغيرات الامور منهم من الى رزقا ونعمة وعافية وصحة وو الى اخره ومنهم الى آآ ما هو خلاف ذلك والامر كله بيد الله سبحانه وتعالى رب العالمين كل يوم هو في شأن كل يوم هو في شأنه وهذا الذي في في هذه الاية هو ما يسمى بالتقدير اليومي بالتقدير اليومي اي ما يقدره على عبادة في في كل يوم من امور واقضية واحوال تقع طبقا لما قضاه سبحانه وتعالى وقدره. وهذا التقدير اليومي هو تقدير من بعد تقدير هذا التقدير اليومي هو تقدير من بعد تقدير. بمعنى انه تقدير داخل تحت التقدير العام الذي كتبه الله سبحانه وتعالى على العباد قبل ان يخلق السماوات والارض بخمسين الف سنة كما جاء في الحديث الصحيح عن النبي عليه الصلاة والسلام ان الله كتب مقادير الخلائق قبل ان يخلق السماوات والارض بخمسين الف سنة فالتقدير اليومي هو تقدير من بعد تقدير اي تقدير داخل في التقدير العام وليس خارجا عنه كل يوم هو في شأن يسأله من في السماوات والارض كل يوم هو في شأنه. يسأله من في السماوات والارض عموما يفيد ان الذين يسألونه اولياؤه واداؤه يسأله من في السماوات والارض؟ يسأله اولياؤه واعداؤه اي الكل يسأل الله حتى الكافر الكافر في شدته ووضرورته يدعو الله مخلصا له الدين فاذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم الى البر اذاهم يشركون يسأله من في السماوات والارض؟ اولياؤه واعدائهم ويعطي سبحانه وتعالى هؤلاء ويعطي هؤلاء يعطي هؤلاء ويعطي هؤلاء يعطي اعداءه يعطيهم المال يعطيهم البنون يعطيهم الصحة يعطيهم الى غير ذلك ان يعطي هؤلاء ويعطي هؤلاء كما قال جل شأنه هي سورة الاسراء كلا نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك اي الكفار المسلمين والكفار كلا نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك وما كان عطاء ربك محظورة انظر كيف فضلنا بعضهم على بعض ولا الاخرة اكبر درجات واكبر تفضيلا والدنيا هينة على الله سبحانه وتعالى لولا هوانها على الله لما سقى منها كافر شربة ماء لولا هوانها على الله سبحانه وتعالى لما سقى منها كافر شربة ماء فالدنيا هينة على الله ولهذا يعطيها المؤمن والكافر والبر والفاجر ترى في الدنيا اناس هم من افجر خلق الله واشدهم كفرا وعنادا اه فجورا وفسقا وصدودا واعراضا وتجد عنده في سعة مثلا في المال او في الصحة او في غير ذلك وهذا العطاء الذي يكون في الدنيا ليس دليلا على ماذا على حب الله له او اكرام الله سبحانه وتعالى له ليس عطاؤه لا لاحد من الدنيا زاد العطاء او نقص ليس دليلا على اكرامه سبحانه وتعالى له ولا دليلا على رضاه عنه ولا دليلا على حبه له لان الدنيا يعطيها جل شأنه من يحب ومن لا يحب الله عز وجل يعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب. اما الاخرة فلا يعطيها الا من يحب وللاخرة اكبر درجات واكبر تفضيلا فالاخرة لا يعطيها سبحانه وتعالى الا من يحب اما الدنيا فانه جل شأنه يعطيها من يحب ومن لا يحب واذا اعطي احد من الدنيا مالا ولدا رزقا صحة الى غير ذلك ليس دليلا على آآ دليلا على ان الله راض عنه او ان الله يحبه او ان الله يكرمه بذلك قد يكون العطاء استدراج يعطيه ليستدرجه سبحانه وتعالى قال والله سبحانه يسأله من في السماوات والارض ويسأله اولياؤه واعداؤه فيمد هؤلاء ويمد هؤلاء فيمد هؤلاء اي اولياؤه ويمد هؤلاء اي اعداؤه يمدهم اي من الدنيا يمدهم بالمال آآ اه والبنين وهذا كله ليس دليلا على رضا الله سبحانه وتعالى عنهم قال وابغض خلقه اليه ابليس ومع هذا اجاب سؤاله ابغض خلقه اليه ابليس ومع هذا اجاب سؤاله لما قال انظرني الى يوم يبعثون. قال فانك من المنظرين اجاب الله دعاء طلبا من الله عز وجل ان ينظره فاجاب دعاؤه وانظره. هل هذا هل هذا الانظار دليل على رظا هل هذا الانظار دليل على رظا؟ انظرني فانظره الله هل انظار الله سبحانه وتعالى له الى يوم البعث ومد الله في عمره هذا العمر الطويل هل هذا دليل على رضا الله سبحانه وتعالى عنه وابليس اطول الثقلين عمرا ابليس اطول الثقلين عمرا وهل هذا طول العمر الذي اعطاه الله اياه سبحانه وتعالى؟ هل هذا دليل على رضا الله سبحانه وتعالى عنه ولهذا السؤال طول العمر السؤال طول العمر مجردا ليس مما يحمد وانما الذي يحمد العمر الذي يكون على الطاعة. كما قال عليه الصلاة والسلام خيركم خيركم من طال عمره وحسن عمله خيركم من طال عمره وحسن عمله. اما اذا طال عمر الانسان على معاصي وعلى اثام وعلى موبقات وعلى مخالفات وعلى تهاون في طاعة الله سبحانه وتعالى فاي خير في هذا العمر فالخيرية في العمر الذي يكون على طاعة خيركم من طال عمره حسن عمله خيركم من طال عمره وحسن عمله قال وابغض خلقه اليه ابليس ومع هذا اجاب سؤاله وقضى حاجته ومتعه بها ومتعه بها وابليس مع طول هذا العمر مكنه الله سبحانه وتعالى من امور ومن اشياء كل يوم اذا اصبح هذا العدو كما جاء في الحديث الثابت عن رسول الله صلوات الله وسلامه عليه يضع عرشا ويجلس عليه ويبث جنوده اذا اصبح ويضع عنده تاج ثمين نفيس يتنافسون ويتبارون في لبسه ويبث جنوده ايكم اليوم اغوى مسلما فالبسه التاج هذا المطلوب ايكم اليوم اغوى مسلما فالبسه التاج ثم ينتشر هؤلاء الجنود لاغواء المسلمين وكل يأتي بما حصل فيأتيه احدهم فيقول لم ازل به حتى طلق زوجته فيقول له لم تصنع شيئا يوشك ان يراجعها ويأتيه يقول لم ازل به حتى عق والديه فيقول يوشك ان يبرهما فيأتيه الاخر ويقول لم ازل به حتى قتل مسلما فيقول انت انت ويأتيه الاخر ويقول لم ازل به حتى عبد غير الله فيقول انت انت ويلبسه التاج هذا العمر هذا العمر الذي اعطاه الله سبحانه وتعالى لابليس ليس مستعملا من ابليس في طاعة الله وانما هو مستغرق في الصد عن دين الله مستغرق في الصد عن دين الله واغواء العباد ولهذا ولهذا ان تحدث عن طول الخبرة ان تحدث عن طول خبرة الان عندما يتحدثون عن طول خبرة يقولون خبرة مئة سنة خبرة خمسين سنة ليس هناك في الخبرة اطول من خبرة ابليس ليس هناك في الخبرة اطول من خبرة ابليس خبرة طويلة جدا في الاغواء والصد والمكرة الكبار وكم من الناس نسأل الله العافية والسلامة وان يعيذنا جميعا من الشيطان الرجيم دخلوا الحفر على الكفر ودخلوا الكفر الحفر على دخلوا حفر القبور على الكفر بالله ودخلوا الحفر على الزندقة ودخلوا الحفر على الضلال ودخلوا الحفر على الفجور باغواء الشيطان وصده لهم عن دين الله سبحانه وتعالى قال ولكن لما لم تكن عونا على مرضاته كانت كانت زيادة في شقوته وبعده. يعني هذه هذا العمر لما لم يكن اه عونا على مرضاة الله ومستعملا في طاعة الله سبحانه وتعالى كان كان زيادة في شكوته وبعده عن عن الله سبحانه وتعالى وهكذا كل من سأله تعالى واستعان به وهكذا كل من سأله تعالى واستعان به على ما لم يكن عونا له على طاعته كان سؤاله مبعدا له عن الله قال وهكذا كل من سأله وهكذا كل من سأله واستعان به على ما ما لم يكن عونا له على طاعته كان سؤاله مبعدا له عن الله وهذا يؤكد الكلام السابق الذي ذكره المصنف رحمه الله تعالى وهو قوله رحمه الله تعالى فانفع الدعاء طلب العون على مرضاته وسيأتي ايضا اعادته له فغاية سعادة الابد في عبادة الله والاستعانة بها به عليها فكل سؤال يسأله العبد لا يكون قائما على هذا الاساس وهو طلب العون على مرظاة الله سبحانه وتعالى كان السؤال مبعدا عن الله عز وجل ولهذا ينبغي على الانسان في سؤاله الصحة في سؤاله الرزق في سؤاله الولد في سؤاله المال في غير ذلك من الامور ان ان يكون مستصحبا هذا المعنى العظيم اي خير في المال ان لم يكن عونا لك على طاعة الله واي خير في الصحة ان لم تكن عونا على طاعة الله اي عون خير في في الولد ان لم يكونوا عونا لك على طاعة الله سبحانه وتعالى. ولهذا كم من انسان بلي بماله؟ وكم من انسان بلي بصحته واوردته الموارد وادخلته المعاطب ولم يحسن استعماله اوتي صحة قوية وعافية عظيمة واخذ يستعملها في الرذائل والحقارات وخسائس الامور ودناياها ما احسن استعمال الصحة في شيء يقربه من الله ويبعده عن سخطه ويبعده عن النار ما احسن ذلك ولهذا يقول المصنف كل من سأله واستعان به على ما لم يكن له عونا له على طاعته كان سؤاله مبعدا له عن الله. فليتدبر العاقل هذا وحقا ينبغي على العاقل ان يتدبر هذا جيدا وان يحاول ان يصلح نفسه في ضوء هذا الكلام العظيم والتحقيق المتين بحيث ان يكون غاية مقصود العبد نيل مرضات الله سبحانه وتعالى حتى ما يطلبه من حاجاته اه الدنيوية واموره المباحة يطلبها ليستعين بها على طاعته جل شأنه قال فليتدبر العاقل هذا وليعلم ان اجابة الله لسؤال بعض السائلين ليست لكرامته عليه ان اجابة الله لبعض السائلين ليست لكرامته عليه بل قد يسأله عبده الحاجة فيقظيها له وفيها هلاكه فيقضيها له وفيها هلاكه ويكون منعه منها حماية له وصيانة قد يسأل الانسان شيئا فلا يعطيه الله سبحانه وتعالى اياه وليس هذا اهانة له بل اكراما لانه قد يكون في حصوله عليه هلاكا له وكم كم من انسان ايضا حرم من بعض الامور التي يرجوها لنفسه من امور الدنيا فكان حرمانه منها سبأ سببا لقوة صلته بالله سبحانه وتعالى وحسن لجوئه الى الله ودعائه والتجاءه اليه سبحانه بينما لو كان باقيا ممتعا مثلا بصحته عافيته ربما ما حصل مثل هذا فالعطاء والمنع في امور الدنيا ليس مرتبطا بالاكرام والاهانة ليس مرتبطا بالاكرام والاهانة فعطاء الانسان ليس دليلا على اكرامه ومنعه ايضا ليس دليلا على اهانته قال والمعصوم من عصمه الله والانسان على نفسه بصيرة وعلامة هذا المعصوم من عصم الله والانسان على نفسه بصيرة اي في هذا المقام الذي يتحدث عنه المصنف رحمه الله تعالى من حيث تحقيق العبادة وتحقيق الاستعانة قال قال وعلامة هذا انك ترى من صانه الله انك ترى من صانه الله من ذلك وهو يجهل حقيقة الامر صانه الله من ذلك اي من هذا العطاء الدنيوي الذي يعطيه للاخرين وحرمه من هذا الشخص انك ترى من صانه الله من ذلك وهو يجهل حقيقة الامر اذا رآه سبحانه يقضي حوائج غيره يسيء ظنه به تعالى يسيء ظنه به تعالى اذا كان يجهل هذه الحقيقة التي يتحدث عنها المصنف رحمه الله يسيء ظنه به تعالى ولعل من المناسبون ان اروي لكم قصة سبق ان مرت علي وهي انني مرة لقيت شخصا او لقيني شخص بعد صلاة المغرب وثيابه رثة ومعه سيارة ايضا قديمة وبالية جدا. واظح عليه الفقر والبؤس والحاجة فقال لي هل الحديث الذي يروى ان الله عز وجل قال ما اعطيت عبدي المؤمن عطاء الا كان خيرا له ما اعطى الله عبده المؤمن عطاء الا كان خيرا له قلت له نعم هذا حديث ثابت وهو في المسند عن النبي عليه الصلاة والسلام فاخذ يشرح لي حاله قال انا كانت عندي وظيفة ابعدت عندها عنها وكان عندي زوجة وطلقت منها وعندي كذا وحصل كذا وعندي كذا قلت له طيب ثم ماذا؟ قال كيف؟ يعني كيف الحديث هذا ان يريد ان يشرح الحديث ويفهم معناه في ضوء ماذا في ضوء هذا الواقع الذي حصل له قلت له انت ماذا تفهم من هذا الحديث هل تفهم من الحديث الا كان خيرا له اي لا يكون هذا الا بمجرد العطاء الدنيوي وان يمد الانسان بما يريد من امور الدنيا من صحة او عافية او غير ذلك هلا تفهم من الحديث الا هذا ان كنت لا تفهم من الحديث الا هذا فقد ابعدت الفهم والخيرية ليست مرتبطة بهذا لانه قد يمنع الانسان شيئا من امور الدنيا يريدها لنفسه والخير في منعها فما في منعها عنه وعدم حصولها له وقد يوسع على الانسان في المال والرزق والعطاء ولا يكون هذا خيرية ولا دليلا على رضا الله سبحانه وتعالى عنه والدنيا هينة على الله سبحانه وتعالى يعطيها من يحب ومن لا يحب فلماذا لا تكون نظرتك الامور مختلفة عن هذه النظرة وتحسن الظن بالله سبحانه وتعالى ثم ترجو فيما اصابك من فقر او حاجة او عوز او نحو ذلك من امور ترجو بذلك رفعة عند الله وعلو درجة يوم تلقاه قد قال الله تعالى ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الاموال والانفس والثمرات وبشر الصابرين الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون فقد يكون بعض الناس ممن يجهل هذا الامر اذا اصيب بفقر او او عوز او حاجة او نحو ذلكم من الامور اه التي اه كان يرجوها لنفسه فلم تحصل ويطلبها لنفسه فلم تتحقق اذا رآه سبحانه يقظي حوائج غيره يقضي حوائج غيره وهو حاجاته لم تقضى ولم تتحقق يسيء ظنه بالله تعالى يسيء ظنه بالله تعالى وقلبه محشو بذلك وهو لا يشعر محسوم بذلك اي بسوء الظن بالله رب العالمين وهو لا يشعر وامارة ذلك امارة ذلك حمله على الاقدار وعتابه في الباطن لها يعني كل الامور آآ التي تقع تجده في باطن امره آآ يحمل على الاقدار ويعاتب لها وينسى تقصيره وآآ ضعفه في ذله وانكساره بين يدي الله سبحانه وتعالى قال ولقد كشف الله تعالى هذا المعنى غاية الكشف كشف هذا المعنى غاية الكشف يعني هذا الذي يجول في النفوس ويجول في القلوب وهو خلاف الحق وخلاف الحقيقة كشفه الله غاية الكشف. قال في بيان حال الانسان وما الذي يجول في نفسه حال النعمة او حال الفقر والحاجة قال فاما الانسان هذي حال الانسان فاما الانسان اذا ما ابتلى ربه فاكرمه ونعمه فيقول ربي اكرمه فاما الانسان اذا ما ابتلاه ربه فاكرمه ونعمه فيقول ربي اكرمني يعني عندما يعطيه مالا رزقا ولدا عافية الى غير ذلك يقول ربي اكرمني يعتقد ان هذا العطاء كرامة ورضا من الله سبحانه وتعالى عنه وان الله لو لم يكن عنه راض لما اعطاه هذا المال ولما اعطاه هذا الولد ولما اعطاه هذه الصحة ولما اعطاه فيستدل بهذا العطاء على الرضا رضا الله سبحانه وتعالى عنه. ويعتبر النادي كرامة له لولا اه اه رظا الله عنه لما اعطاه اياها هكذا يفهم. الاخر الذي لم يحصل عطاء ماذا يفهم الامور قال واما اذا ما ابتلاه فقادر عليه رزقه واما اذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه ما الذي يجول في خاطره حينئذ فيقول ربي اهانني فيقول ربي اهانني فيعتبر يعني آآ قدر الرزق وتظييق الحال وقلة ذات اليد ونحو ذلك دليل على ان الله اهانه هذا هو الذي يجول في في في في نفس الانسان لكن من حيث حقيقة الامر ماذا ماذا قال الله تأمل السياق فاما الانسان اذا ما ابتلاه ربه فاكرمه ونعمه فيقول ربي اكرما واما اذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه اقول ربي اهانن كلا. هكذا قال الله كلا اي ليس الامر كما تظنون كلا كلا اي ليس اعطاء الانسان دليلا على اكرامه وليس التقدير عليه دليلا على اهانته كلا. فليس الامر كما يظنه الانسان ولهذا كم من انسان موسع عليه في الصحة والمال والرزق وهو من اشد الناس كفرا وصدودا عن دين الله سبحانه وتعالى. وكم من انسان ليس عنده شيء وهو كريم على الله وفي الحديث رب اشعث اغبر ذي طمرين مدفوع بالابواب لو اقسم على الله لابره من مكانته منزلته عند الله سبحانه وتعالى رب العالمين اشعث اغبر ذي طمرين مدفوع بالابواب لا ليس عنده جاه ولا مكانة ولا ايظا اه اه لباس ولا مدفوع بالابواب هذه حاله عند الناس وهذه نظرة الناس له ولو اقسم على الله لابره ولو اقسم على الله لابره وكم من اناس اخرين هم في ابهى الحلل واجمل اللباس واحسن صحة والى اخره وهو من احقر الناس عند الله سبحانه وتعالى فاما الانسان اذا ما ابتلاه ربه فاكرمه ونعمه فيقول ربي اكرما واما اذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه فيقوم ربي اهاننا كلا. اي ليس الامر كما تظنون وليس الامر كما يجول في خواطر الناس قال المصنف اي ليس كل من اعطيته ونعمته وخولته فقد اكرمت خولته اي جعلت له خول يا اه اه تحت تحت يده من الرقيق والعبيد والايماء وخولته فقد اكرمته وما ذاك لكرامته علي ولكنه ابتلاء مني وامتحان له. ايشكرني فاعطيهم فوق ذلك ام يكفرني فاسلبه اياه واحوله عنه لغيره وليس كل من ابتليته فظيقت عليه رزقه وجعلته اه بقدر لا يفظل عنه او بقدر لا يفظل عنه فذاك من هوانه علي اي ليس الامر كذلك ولكنه ابتلاء وامتحان. مني له ان يصبر فاعطيه اضعاف ما فاته ام يتسخط فيكون حظه السخط خلاصة الامر ان هذين الشخصين الذي اكرمه الله والاخر الذي قدر الله عليه رزقه هؤلاء كلهم في ميدان ابتلاء هؤلاء كلهم في ميدان هذا مبتلى وهذا مبتلى ولهذا تأمل في الاية قال فاما الانسان اذا ما ابتلاه اما الانسان اذا ما ابتلاه ربه فاكرمه ونعمه. وفي الاخر قال واما اذا ما ابتلاه فقدم عليه رزقه فهذا الذي اعطاه الله العطاء ابتلاء وهذا الذي قدر الله عليه رزقه ايضا هذا ابتلاء فهذا مبتلى وهذا مبتلى هذا مبتلى بالعطاء وهذا مبتلى بماذا ان قدر الله سبحانه وتعالى عليه رزقه الكافر في هذا الامر والمعرظ عن الله سبحانه وتعالى في هذا الامر ان اعطاه الله لم يشفر نعمة الله عليه ولم يعرف فضل الله عليه يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها واذا ضيق عليك سخط ووجزع بينما المؤمن وهذا من عجيب امر المؤمن وعجيب حاله انه في كلا الامرين في خير في كلا في كلا الخيرين انه مبتلى هنا وهناك وهو في كلا المقامين ناجح في الابتلاء واسمع قول النبي عليه الصلاة والسلام في حديثه العظيم عجبا لامر المؤمن ان امره كله خير عجبا لامر المؤمن ان امره كله خير ان ان اصابته سراء شكر فكان خيرا له وان اصابته ضراء صبر فكان خيرا له. وذلك لا يكون الا للمؤمن فالمؤمن اذا ابتلاه الله عز وجل فاكرمه ونعمه ما الذي يحدث في هذا المقام الشكر يعرف ان هذا فظل الله وانعامه واكرامه فيشكر الله جل وعلا يشكره بقلبه اعترافا بالنعمة ويشكره بلسانه حمدا وثناء على المنعم ويشكره بجوارحه استعمالا للنعمة في طاعة الله فهو في آآ حال النعمة يفوز بثواب الشاكرين واذا ابتلي بنقص من المال او الانفس او الصحة او الولد او الى غير ذلك من انواع الابتلاءات فانه في هذا المقام يفوز بثواب الصابرين يفوز بثواب الصابرين. فهو ناجح في امتحانه ناجح في امتحانه ان كان الامتحان غنى شكر وان كان الامتحان فقر صبر فهو ناجح في الامتحان وهذه مسألة من من دقائق العلم وبعض اهل العلم الف فيها مصنفات مفردة ايهما افضل عند الله؟ الغني الشاكر او الفقير الصابر الغني الشاكر او الفقير الصابر ايهما اعظم اجرا رجل وسع الله سبحانه وتعالى عليه بالمال فتلقى هذا هذا التوسيع وهذا النعم بالشكر والاخر ما اعطاه الله شيئا او قدر الله عليه رزقه وقابل هذا بالصبر ذاك عبوديته الشكر فقام بها وهذا عبوديته الصبر فقام بها ذاك نجح في امتحانه وهذا نجح في امتحانه. هذا ابتلي بالغنى وهذا ابتلي بالفقر وكل منهما نجح في الامتحان. فايهما اعظم ايهما اعظم عند الله سبحانه وتعالى؟ يقول ابن القيم رحمه الله تعالى الشيخ مستعجل يبي يجاوب ابن القيم رحمه الله تعالى يقول سألت مع ان المسألة للعلماء فيها بس طويل واستدلالات واسعة ابن القيم رحمه الله تعالى يقول سألت شيخ الاسلام رحمه الله تعالى عن هذه المسألة ايهما افضل الغني الشاكر او الفقير الصابر الغني الشاكر او الفقير الصابر قال رحمه الله تعالى افظلهما اتقاهما لله افضلهما اتقاهما لله. ان اكرمكم عند الله اتقاكم قال افضلهما اتقاه اتقاهما لله قال فقلت له او فقيل له ان كانوا في التقوى سواء ان كانوا في التقوى سواء قال احسب انهما في الاجر سواء احسبوا انهما في الاجر سواء ان كانوا اه التقوى متفاضلين فالافضل الاتقى. ان اكرمكم عند الله اتقاكم. وان كانوا في التقوى سواء قال احسبنهما في الاجر سواء فالشاهد ان هذا مبتلى وهذا مبتلى هذا مبتلى بالغناء وهذا مبتلى بالفقر هذا مبتلى بالصحة وهذا مبتلى بالمرض كل منهما مبتلى والمؤمن من كرامة الله عز وجل له وانعامه عليه وهذه هي الكرامة حقيقة كرامة الايمان يقابل آآ الغنى والصحة والعافية ونحو ذلك من العطايا والمنن بسكر المنعم سبحانه وتعالى ويقابل ايضا ما يكون له من ابتلاء بفقر او مرض او غير ذلك من انواع الابتلاءات يقابل ذلك بالصبر فيكون في كلا الحالين فائز في الغنى يفوز بثواب الشاكرين وفي الفقر يفوز بثواب الصابرين قال وبالجملة فاخبر تعالى ان الاكرام والاهانة فاخبر تعالى ان الاكرام والاهانة لا يدوران على المال وسعة الرزق وتقديره لا يدوران على المال وسعة الرزق وتقديره. فانه سبحانه يوسع على الكافر لا لكرامته ويقتر على المؤمن لا لهوانه ويقصر على المؤمن لا لهوانه عليه وانما يكرم سبحانه من يكرم من عباده بان يوفقهم بان يوفقه لمعرفته ومحبته وعبادته في اعانته وهذه الكرامة الحقيقية هذه هي الكرامة الحقيقية والاكرم حقا والمكرم حقا الذي يكرمه الله سبحانه وتعالى بمعرفة معرفة الله عز وجل المعرفة الصحيحة يكرمه الله بان يعمر قلبه بمحبة الله جل شأنه يكرمه الله عز وجل بالعبودية والذل والخضوع لله والاستعانة بالله على طاعة الله هذه هي الكرامة الحقيقية قال فغاية سعادة الابد في عبادة الله والاستعانة به عليها. السعادة الابدية التي لا تنقطع المستمرة هي في عبادة الله والاستعانة به عليها اي على العبادة نعم قال رحمه الله تعالى القسم الثالث من له نوع عبادة بلا استعانة وهؤلاء نوعان احدهما اهل القدر القائلون بانه سبحانه قد فعل بالعبد جميع مقدوره من الالطاف وانه لم يبق في مقدوره اعانة له على الفعل فانه قد اعانه بخلق الالات وسلامتها وتعريف الطريق وارسال الرسول وتمكينه من الفعل فلم يبق بعدها اعانة مقدورة يسأله اياها. وهؤلاء مخذولون موكولون الى انفسهم. مسدود عليهم طريق الاستعانة والتوحيد قال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما الايمان بالقدر نظام التوحيد فمن امن بالله وكذب بقدره نقض تكذيبه توحيده النوع الثاني من لهم عبادة واوراد لكن حظهم لكن حظهم ناقص من التوكل والاستعانة لم تتسع قلوبهم ارتباط الاسباب بالقدر وانهم بدون المقدور كالموات الذي لا تأثير له. بل كالعدم الذي لا وجود له. وان القدر كالروح المحرك لها والمعول على المحرك الاول فلم تنفذ بصائرهم من السبب الى المسبب ومن الالة للفاعل فقل نصيبهم من الاستعانة وهؤلاء لهم نصيب من التصرف بحسب استعانتهم وتوكلهم ونصيب من الضعف والخذلان بحسب قلة استعانتهم وتوكلهم ولو توكل العبد على الله حق توكله في ازالة جبل عن مكانه لازاله فان قيل ما حقيقة الاستعانة عملا قلنا هي التي يعبر عنها بالتوكل وهي حالة للقلب تنشأ عن معرفة الله تعالى وتفرده بالخلق والامر والتدبير والضر والنفع وانه ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن فتوجب اعتمادا عليه وتفويضا اليه. فتوجب اعتمادا فتوجب اعتمادا عليه وتفويضا اليه وثقة به. فتصير نسبة العبد اليه تعالى كنسبة الطفل الى ابويه فيما ينوبه من رغبته ورهبته فلو داهمه ما عسى ان يدهمه من الافات لم يلتجئ الى غيرهما فان كان العبد مع هذا الاعتماد من اهل التقوى كانت له العاقبة الحميدة. ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى القسم الثالث في هذا الباب قال من له نوع عبادة بلا استعانة من له نوع عبادة بلا استعانة وذكر ان هؤلاء نوعان ان اهل هذا القسم نوعان احدهما اهل القدر القائلون بانه سبحانه قد فعل بالعبد جميع مقدوره من الالطاف فعل بالعبد جميع مقدوره من الالطاف وانه لم يبق في مقدوره اعانة له على الفعل فانه قد اعانه بخلق الالات وسلامتها وتعريف الطريق وارسال الرسول وتمكينه من الفعل فلم يبقى بعده اعانة مقدورة يسأله اياها فلم تبقى اعانة مقدورة يسأله اياها وهؤلاء مخدولون موكلون الى انفسهم مسدود عليهم طريق الاستعانة والتوحيد لماذا لانهم لم يقم في قلوبهم حقيقة الايمان بالقدر حقيقة الايمان بالقدر الذي هو اصل من اصول الايمان وان الله سبحانه وتعالى على كل شيء قدير قدير على الاشخاص وعلى الذوات وعلى الافعال وعلى الحركات وعلى السكنات وما يكون شيء الا بمشيئته ولا يقع الا باذنه سبحانه وتعالى فهؤلاء لما لم يقم في قلوبهم حقيقة الايمان بقدر الله سبحانه وتعالى آآ لم يقم في قلوبهم استعانة به جل وعلا لم يقم في قلوبهم استعانة به لان الاستعانة بالله جل وعلا فرع عن ايمان العبد بان الامور بقدر الله وانه لا يكون الا ما شاء الله سبحانه وتعالى ولهذا نقل هذا الاثر العظيم في هذا الباب عن ابن عباس رضي الله عنهما انه قال الايمان بالقدر نظام التوحيد الايمان بالقدر نظام التوحيد بمعنى ان التوحيد لا ينتظم الا بالايمان بالقدر اما بدون الايمان بالقدر لا ينتظم توحيد العبد ويوضح ذلكم ابن عباس رضي الله عنهما فيقول فمن امن بالله فمن امن بالله وكذب بقدره نقض تكذيبه توحيدا اي نقض تكذيبه بالقدر توحيده لله سبحانه وتعالى فلا ينتظم توحيد العبد الا اذا كان مؤمنا باقدار الله جل شأنه ويكون المصنف رحمه الله تعالى بين في هذا الموضع ما يتعلق بحال نفاة القدر بحال نفاة القدر وانهم بنفيهم للقدر كانوا بذلك من ابعد الناس عن تحقيق الاستعانة بالله عز وجل وكيف به من يعتقد انه ليس قادرا على افعال العباد. وان افعال العباد مخلوقة للعباد انفسهم فكيف يستعين به اذا كانت هذه عقيدته ولهذا نفاة القدر لا حظ لهم اصلا من الاستعانة ولا يقوم اصلا في قلوبهم حقيقة طلب العون من الله. كيف كيف يستقيم ان يقيم ان يقوم في قلبه حقيقة طلب العون من الله وهو اصلا يعتقد ان الله ليس قادرا على فعل نفسه وان افعال العباد ليست مقدورة لله وليست داخلة في قدرة الله وان الامر انف ولا قدر. فكيف من كانت هذه عقيدته يستقيم او يصح ان يقع منه استعانة وهو اصلا لا يعتقد اصلا لا يعتقد ان افعال العباد داخلة في مقدور الله فكيف يطلب من الله عونا على اه تحقيق الافعال الصالحة المقربة اليه وهو يعتقد ان ان انها ليست داخلة في ما قدرة الله جل شأنه قال النوع الثاني من لهم عبادة واوراد من لهم عبادة واوراد ولكن حظهم ناقص من التوكل والاستعانة لم تتسع قلوبهم لارتباط الاسباب بالقدر لم تتسع قلوبهم للارتباط الاسباب والقدر بالقدر وانها بدون المقدور وانها بدون المقدور كالموات الذي لا تأثير له فالاسباب مرتبطة بالقدر الله عز وجل اناط او جعل الامور باسبابها وكل ذلك بقدر الله سبحانه وتعالى فالاسباب فعلها مطلوب الاسباب فعلها مطلوب ولكن لا لا يعتمد على السبب ولا يوثق به وانما التوكل والاعتماد يكون على الله سبحانه وتعالى بل نعم قال لم تتسع قلوبهم لارتباط الاسباب بالقدر وانها بدون المقدور كالمواد الذي لا تأثير له بل كالعدم الذي لا وجود له وان القدر كالروح المحرك لها والمعول على المحرك الاول الذي هو القدر. فلما لم تنفذ بصائرهم من السبب الى المسبب ومن الالة الى الفاعل فقل نصيبهم من الاستعانة. وهنا يتحدث عن طرف اخر وهم غلاة المتصوفة عن طرف اخر وهم ولاة المتصوفة الذين ارتبطوا الاسباب الاسباب المجردة وعولوا عليها وعولوا عليها والتفتوا بقلوبهم اليها واعتمدوا على الاسباب لكنهم آآ لم تتسع قلوبهم لارتباط الاسباب بالمقدور فلما لم تتسع قلوبهم لذلك لارتباط الاسباب بالمقدور ظعف فيهم طلب العون من الله عز وجل واصبح التفاتهم واعتماد قلوبهم والتجاؤهم الى الاسباب التي يباشرونها الاسباب التي يباشرونها وترتب على ذلك اه اه ظعف او ذهاب حظهم ونصيبهم من طلب العون من الله جل شأنه. قال فقل نصيبهم من الاستعانة قال وهؤلاء لهم نصيب هؤلاء لهم نصيب من التصرف بحسب استعانتهم وتوكلهم يعني قد يقع منهم في حالاتنا وفي احوال استعانة وتوكل قال هؤلاء لهم نصيب من التصرف بحسب استعانتهم وتوكلهم ونصيب من الضعف والخذلان بحسب قلة وتوكلهم ثم بين رحمه الله مكانة الاستعانة وعظيم اثرها فقال ولو توكل العبد ولو توكل على العبد على الله حق توكله في ازالة جبل عن مكانه لازاله في ازالة جبل عن مكانه لازاله لان الله سبحانه وتعالى لا يعجزه جل شأنه شيء في الارض ولا في السماء لا يعجزه شيء. والامور كلها بيده وهو جل شأنه عطاؤه كلام ومنعه كلام عطاؤه جل شأنه كلام مهما عظم العطاء عطاؤه كلام ومنعه كلام. كما قال الله سبحانه وتعالى انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون فعطاؤه جل وعلا كلام ومنعه كلام ولا يعجزه تبارك وتعالى شيء في الارض ولا في السماء فلو ان العبد توكل على الله حق توكله في ازالة جبل عن مكانه لازاله هذا مثال يذكره المصنف لبيان ان الامر مهما عظم اذا صدق العبد في توكله على الله وحسن التجاء اي اليه سبحانه وتعالى بذل الاسباب المشروعة آآ لنيل هذا المراد ونيل هذا المطلب جعل الله سبحانه وتعالى له من كل اهم من فرج ومن كل بلاء عافية ورزقه سبحانه وتعالى من حيث لا يحتسب قال فان قيل ما حقيقة الاستعانة عملا وهذا التدرج بديع في بيان العلم لانه الكلام السابق الكلام السابق ولا شك يوجد في القلب قوة في قوة رغبة في تحقيق الاستعانة. لانه ادرك من خلال هذا العرض المتين والتحقيق الرصين مكانة الاستعانة اثرها فكأن القلوب في هذا المقام اشتاقت الى ان تحقق الاستعانة فبدأت تسأل ما هي الناحية العملية التطبيقية التي يقوم بها العبد ليكون فعلا حقا الاستعانة قال فان قيل ما حقيقة الاستعانة عملا؟ ما حقيقة الاستعانة عملا؟ كيف يكون العبد فعلا مستعين بالله قلنا هي التي يعبر عنها بالتوكل. هي التي يعبر عنها بالتوكل طيب ما هو التوكل قال وهي حالة للقلب حالة للقلب التوكل ما هو؟ قال هي حالة للقلب تنشأ عن معرفة الله تعالى تنشأ عن معرفة الله تعالى معرفة الله اي بمعرفة اسمائه سبحانه وتعالى وصفاته وافعاله وانه القوي القدير المتين العزيز اه الحسيب الكافي الرزاق الى غير ذلكم من اسمائه الحسنى وصفاته العليا سبحانه وتعالى اه تنشأ عن معرفة الله تعالى وتفرده بالخلق والامر والتدبير والضر والنفع. وانه ما وما لم يشأ لم يكن فتوجب يعني هذا هذه المعرفة فتوجب اي المعرفة اعتمادا عليه وتفويظا اليه وثقة به وثقة به اي ان هذه المعرفة اذا صحت واستقامت في القلب بالله سبحانه وتعالى باسمائه وصفاته وانه المتفرد بالخلق والامر والتدبير والضر والعطاء والمنع وانه ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن ولا حول ولا قوة الا به وانه على كل شيء قدير اوجبت هذه المعرفة اعتمادا عليه اي ان يكون القلب معتمدا على الله ومفوضا الامر اليه قامت بالقلب الثقة به سبحانه وتعالى والثقة التي اشار اليها المصنف هنا وقد افردها ابن القيم رحمه الله في كتابه مدارج السالكين بمنزلة من المنازل وهي منزلة الثقة بالله وذكر رحمه الله ان الثقة هي خلاصة التوكل وزبدة التوكل والثقة لا تكون الا بالله الثقة لا تكون الا بالله سبحانه وتعالى ولهذا من الاخطاء الشائعة الناشئ عن عدم فهم معنى الثقة ومدلولها يقول ليكن عندك ثقة بنفسك ليكن عندك ثقة بنفسك كيف يقول كيف يكون الانسان كيف يكون عند الانسان ثقة بنفسه وهو يقول في دعائه اللهم لا تكلني الى نفسي طرفة عين كيف كيف يكون هناك ثقة بالنفس ثقة بالنفس وهو يقول في دعائه ولا تكلني الى نفسي طرفة عين ولا تكلني الى نفسي طرفة عين فالثقة لا تكون الا بالله الثقة توكل الثقة توكل بل هي خلاصة التوكل وزبدته ولا يكون التوكل الا بالله سبحانه وتعالى لا يكون الالتجاء الا الى الله عز وجل. نعم انت تبذل الاسباب وتقوم بها على وجهها الصحيح لكن توكلك وثقتك ليس على نفسك ولا بنفسك وانما بالله سبحانه وتعالى قال فتصير نسبة العبد اليه فتصير نسبة العبد اليه كنسبة الطفل الى ابويه فيما ينوبه من رغبته ورهبته فلو دهمه ما عسى ان يدهمه من الافات لم يلتجئ الى غيرهما لم يلتجأ الى غيرهما تأمل حال الصغير تأمل حال الصغير الطفل الرضيع يعني الذي بدأ يتحرك بدأ يتكلم في كل ما ينوبه تجده ماذا يفزع الى ابويا وهذا مثال فقط ذكره للبيان فالمتوكل حقا في كل ما ينوبه في كل ما ينوبه من رغبة او رهباء يفزع مباشرة الى الله وقلبه مباشرة يلتجئ الى الله في الرغبة والرهبة في الشدة والرخاء في كل ما ينوبه في جميع حاجاته قلبه دائما يفزع الى الله يلتجأ الى الله يفوظ اه امره الى الله يطلب عونه وتوفيقه ومده الى الله فهذا ذكره اه ذكره مثالا ذكره مثالا والطفل الصغير مثل ما ذكر بعض اهل العلم لعل ابن القيم يعني احد الاطفال الصغار غاضب ابويه او غاضب امه وهو صغير ولما غاضبها خرج من الباب وخرج من البيت ثم التفت يمين التفت يسار التفت فوجد انه ما ما ليس له الا ان يرجع لامه وجد انه ليس يرجع فرجع الى عند الباب ويطرق على امه يطلب منها ان تدخله فهذا فقط يعني يذكره كمثال مثال في في حال الصغير كيف انه دائما فيما ينوبه يرجع الى ولده فالمتوكل حقا على الله سبحانه وتعالى حاله اعظم ومقامه اجل دائما فيما ينوبه مفره الى الله ولهذا كان النبي عليه الصلاة والسلام كلما اوى الى فراشه لينام وضع كفه آآ اليمنى تحت خده ونام على جنبه الايمن وقال اللهم اني اسلمت نفسي اليك ووجهت وجهي اليك والجأت ظهري اليك لا ملجأ ولا منجى منك الا اليك هذا كله تفويض والتجاء الى الله سبحانه وتعالى لا ملجأ ولا منجى منك الا اليك امنت بكتابك الذي انزلته وبنبيك الذي ارسلت كما في حديث البراء فالمؤمن ليس له مفر الا الى الله. ففروا الى الله وليس له ملجأ الا الى الله سبحانه وتعالى قال فتصير نسبة العبد اليه تعالى كنسبة الطفل الى ابويه فيما ينوبه من رغبته ورهبته. الطفل عندما يرغب في شيء او يرهب من شيء ماذا يفعل مباشرة يعني تلقائيا تجده يا امي يا ابي مباشرة على لسانه فهذا يذكر كمثال كمثال لتوظيح والا المقام اعظم قال فلو دهمه ما عساه ان يدهمه من الافات لم يلتجئ الى غيرهما من الابوين يعني الطفل لم يلتجأ الى غيرهما. فان كان العبد مع هذا الاعتماد من اهل التقوى يعني من هذا الاعتماد القوي بقلبه على الله سبحانه وتعالى ان كان مع ذلك من اهل التقوى كانت له العاقبة الحميدة. كما قال الله جل شأنه ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه ومعنى حسبه اي كافيه نعم قال رحمه الله تعالى القسم الرابع من له استعانة بلا عبادة وتلك حالة من شهد تفرد الله بالضر والنفع ولم يدري ما يحبه ويرضاه فتوكل عليه في حظوظه فاسعفه بها. وهذا لا عاقبة له سواء كانت اموالا او رئاسة اوجاها عند الخلق او نحو ذلك. فذلك حظه من دنياه واخرته. ثم ذكر القسم الرابع من هؤلاء وهو من له استعانة بلا عبادة من له استعانة اي بالله سبحانه وتعالى بلا عبادة لله. اي ليس من اهل العبادة ولا من المعتنين بها لكن عنده استعانة ثم بين حال هؤلاء قال وتلك حالة من شهد تفرد الله بالضر والنفع ولم يدري ما يحبه ويرضاه. ولم يدري ما يحب ويرضاه. لم يدري اي لم يعرف ولم يقم يقم في قلبه معرفة بما يحبه الله سبحانه ويرضاه ولهذا لم يشتغل العبادة لم يشتغل بالعبادة ولم يلتفت قلبه اليها لكنه على علم بان الله متفرد آآ الضر والنفع والعطاء والمنع والقبض والبسط على علم بذلك فهو يستعين بالله في مصالحه وحاجته للرئاسة او مال او تجارة او ولد او غير ذلك يستعين بالله سبحانه وتعالى لكنه لم يدري اي لم يعرف ولم يقم بقلبه معرفة بما يحبه الله سبحانه وتعالى ويرضاه فحصل منه توكل واستعانة بالله في حظوظه حظوظ نفسه فتوكل عليه في حظوظ نفسه فاسعفه بها فاسعفه بها وهذا لا عاقبة له وهذا لا عاقبة له وقد قال المصنف رحمه الله تعالى كانت له العاقبة الحميدة الذي جمع الله له اه اه مع ذلكم تحقيق تقوى الله عز وجل فاز بالعاقبة الحميدة قال وهذا لا عاقبة له سواء كانت اموالا او رئاسات او جاها عند الخلق او نحو ذلك فذلك حظه من دنياه واخرته اي ليس له عند الله سبحانه وتعالى ان بقي على هذه الحال الى ان يموت ليس له عند الله من خلاق وليس له عند الله من نصيب لانه ليس من اهل عبادة الله ولا من اهل حسن التوجه الى الله بالذل والخضوع والانكسار والقيام بالعبوديات التي افترضها الله سبحانه وتعالى على عبادة ثم بعد ذلكم اخذ يتكلم رحمه الله تعالى ان ان العبادة لا تتحقق الا باصلين. لان العبادة لا تتحقق الا باصلين وهما الاخلاص للمعبود والمتابعة للرسول وذكر ايضا ان الناس من حيث الاخلاص والمتابعة اقسام اربعة مثلما انهم في اه العبادة والاستعانة اقسام اربعة وعن هذين الاصلين واحوال الناس معهما يكون الحديث في لقاء الغد باذن الله سبحانه وتعالى ونسأل الله الذي اكرمنا بهذا الجلوس واكرمنا هذا العلم ان يجعله حجة لنا. لا علينا وان ينفعنا به وان يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته. وان لا يكلنا الى انفسنا طرفة عين. اللهم اعنا ولا تعن علينا وانصرنا ولا تنصر علينا وامكر لنا ولا تمكر علينا. واهدنا ويسر الهدى لنا. وانصرنا على من بغى علينا. اللهم واجعلنا لك شاكرين لك ذاكرين اليك اواهين منيبين لك مخبتين لك مطيعين. اللهم تقبل توبتنا واغسل حوبتنا وثبت حجتنا واهدي قلوبنا وسدد السنتنا واسلل سخيمة صدورنا. اللهم واصلح ذات بيننا والف بين قلوبنا واهدنا سبل السلام واخرجنا من الظلمات الى النور وبارك لنا في اسماعنا وابصارنا وازواجنا وذرياتنا واموالنا واوقات واجعلنا مباركين اينما كنا اللهم ات نفوسنا تقواها زكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها. اللهم اصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا واصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا واصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر اللهم انا نسألك الهدى والتقى والعفة والغنى اللهم انا نسألك الهدى والسداد اللهم انا نسألك كالعفو والعافية في الدنيا والاخرة. اللهم انا نسألك العفو والعافية والمعافاة الدائمة. اللهم امن روعاتنا واستر عوراتنا اللهم احفظنا من بين ايدينا ومن خلفنا وعن ايماننا وعن شمائلنا ومن فوقنا ونعوذ بعظمة يأتيك ان نغتال من تحتنا اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك. ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك. ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا. اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا. واجعله الوارث من ان واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليه وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين