الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الامام احمد بن علي المقريزي رحمه الله تعالى وغفر له ولشيخنا والسامعين قال في كتابه تجريد التوحيد المفيد واعلم ان الناس في منفعة العبادة وحكمتها ومقصودها طرق اربعة وهم في ذلك اربعة اصناف. الصنف الاول نفاة الحكم والتعليل الذين يردون الامر الى نفس المشيئة وصرف الارادة فهؤلاء عندهم القيام بها ليس الا لمجرد الامر. من غير ان يكون لسعادة في معاش ولا معاد ولا سببا لنجاة وانما القيام بها لمجرد الامر ومحض المشيئة كما قالوا في الخلق لم لم يخلق لغاية ولا لعلة هي المقصود به ولا لحكمة تعود اليه منه وليس في المخلوقات اسباب تكون مقتضيات لمسبباتها. وليس في النار سبب للاحراق. ولا في الماء قوة الاغراق ولا التبريد وهكذا الامر عندهم سواء لا فرق بين الخلق والامر ولا فرق في نفس الامر بين المأمور والمحظور. ولكن المشيئة اقتضت امره وبهذا ونهيه عن هذا من غير ان يقوم بالمأمور صفة تقتضي حسنه ولا بالمنهي عنه صفة تقتضي قبحه ولهذا الاصل لوازم وفروع كثيرة وهؤلاء غالبهم لا يجدون حلاوة العبادة ولا لذتها ولا يتنعمون بها. ولهذا يسمون الصلاة والصيام والزكاة والحج جوى التوحيد والاخلاص ونحو ذلك تكاليف اي كلفوا بها ولو سمى مدع محبة ملك من الملوك او غيره ما يأمره به تكليفا لم يعد محبا له واول من صدرت عنه هذه المقالة الجعد ابن درهم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد قال المصنف الامام المقريزي رحمه الله تعالى واعلم ان الناس في منفعة العبادة وحكمتها ومقصودها طرق اربع وهم في ذلك اربعة اصناف في هذا الموضع يتحدث المصنف رحمه الله تعالى عن هذه المسألة العظيمة المتعلقة بالعبادة وهي هل للعبادة التي امر الخلق بها هل لها منفعة وهل امروا بها لحكمة وهل لهذا الامر بالعبادة مقصود ذكر رحمه الله ان الناس في هذه المسألة اربعة اصناف الصنف الاول نفاة الحكمة والتعليم نفاة الحكمة والتعليل وهؤلاء يقولون ان العبادة ليست لحكمة يقولون ان العبادة التي امر بها العباد ليست لحكمة ولا يلتمس لها تعليلا وهم يردون الامر اي هذا الامر امر العبادة الى نفس المشيئة يردونه الى نفس المشيئة وصرف الارادة ومعنى صرف الارادة اي محض الارادة اي مجرد الارادة والمراد بالارادة هنا اي الكونية ان هذا امر شاءه الله سبحانه وتعالى واراده كونا وقدرا فهؤلاء عندهم القيام بها ليس الا لمجرد الامر القيام بها ليس الا لمجرد الامر من غير ان يكون سببا لسعادة في معاش ولا معاد من غير ان يكون سببا لسعادة في معاش ولا معاد وهذا كله مبني على انكار الحكمة فيما امر الله سبحانه وتعالى به من عبادات ودعا اليه من طاعات قالوا ولا سببا للنجاة وانما القيام بها لمجرد الامر. يعني انما يقام العبادة لا لشيء الا لمجرد انه امر بها لمجرد الامر ومحض المشيئة بمجرد الامر ومحض المشيئة كما قالوا في الخلق لم يخلق لقاء لغاية ولا لعلة هي المقصودة به ولا لحكمة تعود اليه منه فهؤلاء والمراد اهل هذا الصنف اه الجهمية الجبرية الذين يقولون ان الانسان مجبور على فعل نفسه ولا مشيئة له ولا اختيار فيما يفعله من اعمال وكل الاعمال التي تقع من الانسان انما تقع منه لكونها آآ لكون آآ لكون الله سبحانه وتعالى شاءها دون ان يكون للعبد فيها مشيئة او اختيار او ارادة قالوا وليس في المخلوقات اسباب تكون مقتضيات لمسبب مقتضيات لمسبباتها ولهذا عطلوا الاسباب عطلوا الاسباب لما كانت الامور لمجرد المشيئة او محض المشيئة او لصرف المشيئة عطلوا الاسباب ولم تصبح عندهم آآ هناك اه اه امور تنسى ما اقتضته اسبابها التي نشأت بموجبها ولهذا قالوا ليس في النار سبب للاحراق ليس في النار سبب للاحراق ولا في الماء قوة الاغراق ولا التبريد وهكذا امور آآ اه كثيرة جدا هي اسباب واضحة ومعروفة فطرة وعقلا وشرعا ولكنهم جهدوا ذلك جحدوا ذلك فانكروا الاسباب وهكذا الامر عندهم سواء لا فرق بين الخلق والامر هكذا الامر عندهم سواء لا فرق بين الخلق والامر الا له الخلق والامر فلا فرق بين الخلق والامر ولا فرق في نفس الامر بين مأمور والمحظور لان هذه امور كلها تقع لا لشيء الا لصرف المشيئة او لمحض المشيئة كما قدم المصنف رحمه الله تعالى بذكر ذلك قال ولكن المسيئة اقتضت امره بهذا ونهيه عن هذا من غير ان يقوم بالمأمور صفة تقتضي حسنه ولا بالمنهي عنه صفة تقتضي قبح يعني انسحب قولهم على الاوامر والنواهي فالنواهي او نعم فالاوامر التي امر الله سبحانه وتعالى امره بها لا لكونها حسنة وكذلك النواهي نهي عنها لا لكونها قبيحة. وانما هو امر محض امر محظ ومشيئة صرفة شيء شاءه الله سبحانه وتعالى ولا ولا يقولون بالحسن القبح الحصن في المأمور والقبح في المنهي عنه قال ولهذا الاصل لوازم وفروع كثيرة اي تلزم على هذا القول وهي كلها تدل على شدة فساده وبطلانه وبعده عن الحق والصواب قال وهؤلاء غالبهم لا يجدون حلاوة العبادة وهؤلاء غالبهم لا يجدون حلاوة العبادة ولا لذتها ولا يتنعمون بها هذا اثر من الاثار العديدة لسوء المعتقد وفساد العقيدة وشؤم الباطل الذي هم عليه فالعبادة لما كانت بمنظورهم وفهمهم انها مجرد ما في صرفة وليس اللي آآ ليس للعبد فيها مشيئة وليس له اختيار وانما هي تقع هكذا وهو كالورقة في مهب الريح فاصبحت العبادة ليس لها حلاوة ولا طعم ولا لذة ولا يتنعمون بها ولهذا يسمون العبادات تكاليف ولهذا يسمون العبادات تكاليف اي كلفوا بها دون ان يكون لهم فيها اختيار او دون ان ودون ان يكون لهم فيها مشيئة قال ولو سمى مدعي محبة ملك من الملوك او غيره ما يأمر به تكليفا لم يعد محبا له لم يعد محبا له قال واول من صدرت عنه هذه المقالة الجعد ابن درهم وهذا هو من الرؤوس الذين نشأت عنهم بدعة التعطيل وبدعة الجبر التعطيل في الصفات والجبر في باب اه القدر فاول من نشأت عنهم هذه المقالة الجعد وعنه اخذ الجهم ابن صفوان شيخ هذه الضلالة الذي عنه اشتهرت ومنه تلقيت واليه نسبت والا هو تلقاها اصالة عن الجعد ابن درهم. نعم قال رحمه الله تعالى الصنف الثاني القدرية النفاة الذين يثبتون نوعا من الحكمة والتعليل لا يقوم بالرب ولا يرجع اليه بل يرجع لمحض مصلحة المخلوق ومنفعته فعندهم ان العبادات شرعت اثمانا لما يناله العباد من الثواب والنعيم. وانها بمنزلة استيفاء الاجير اجره قالوا ولهذا يجعلها سبحانه عوضا كقوله ونودوا ان تلكم الجنة اورثتموها بما كنتم تعملون هل تجزون الا ما كنتم تعملون؟ ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون. انما يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب. وفي الصحيح انما هي اعمالكم احصيها عليكم ثم اوفيكم اياها. قالوا وقد سماها جزاء واجرا وثوابا لانه شيء يثوب العامل من عمله ان يرجع اليه. قالوا ويدل عليه الموازنة. فلولا تعلق الثواب بالاعمال عوضا عليها لم يكن للموازنة معنى. نعم قال الصنف الثاني اي في هذه المسألة وفي هذا الامر القدرية النفاة اي نفاة القدر قدرية النفاة اي من مقالتهم في باب القدر نفي وعدم اثباته فهم ينفون القدر يقولون ان افعال العباد من طاعات او معاص وذنوب ليست داخلة في القدر وانما هي مخلوقة للعبد نفسه وليست مخلوقة لله جل جل وعلا ولهذا مر معنا تسمية الصحابة لهم والسلف الصالح عموما تسميتهم لهؤلاء مجوس هذه الامة لانهم قالوا باثبات خالقين الله خالق الانسان والانسان خالق لفعل نفسه فهذه مقالة باطلة ويترتب عليها من اللوازم الفاسدة والعقائد الباطلة الشيء الكثير قال الصنف الثاني القدرية النفاة الذين يثبتون نوعا من الحكمة والتعليل يثبتون نوعا من الحكمة والتعليل لا يقوم بالرب ولا يرجع اليه لا يقوم بالرب ولا يرجع الي افعال اه الله سبحانه وتعالى عند هؤلاء ليس لها ليست ناشئة عن حكمة الحكمة ليست راجعة الى الله سبحانه وتعالى بل يرجع لمحض مصلحة المخلوق ومنفعته بل يرجع لمحض مصلحة المخلوق ومنفعته يقول فعندهم ان العبادات ان العبادات وهذا جواب المسألة السابقة في فهم هؤلاء واعتقادهم عندهم ان العبادات شرعت اثمانا لما يناله العبد من الثواب والنعيم اثمانا لما يناله العبد من الثواب والنعيم وانها بمنزلة استيفاء الاجير اجره فالعبادات لها عوض لها ثمن لها مقابل فسرعت من اجله شرعت من اجل ذلك المقابل لا اه لحكمة قامت بالرب دل عليها اسمه الحكيم سبحانه وتعالى وانما اه عوضا ومقابلة عوض ومقابلة ولهذا يفهمون من النصوص كما اشار المصنف التي فيها بما كنتم تعملون ان الباب العوظ وباء المقابلة اي ان دخول الجنة مقابل ومكافئ وعوض لهذه الاعمال التي قاموا بها ويعتبرون ان هذا الدخول للجنة وهذا الثواب الذي يناله هؤلاء واجب على الله سبحانه وتعالى عوضا ومقابلة للعمل مثل استيفاء الاجير اجره مقابل عمله وقد صح في الحديث عن نبينا عليه الصلاة والسلام انه قال لن يدخل احد الجنة بعمله لن يدخل احد الجنة بعمله يعني مهما قدم الانسان من عمل وطاعة لا ينهض ان يكون عوظ ومقابل لدخول الجنة قالوا ولا انت يا رسول الله وهو من كمل العبودية وتممها قال ولا انا الا ان يتغمدني الله برحمته قال ولا انا الا ان يتغمدني الله برحمته وهذه الايات ونودوا ان تلكم الجنة اورثتموها بما كنتم تعملون هل تجزون الا ما كنتم تعملون؟ ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون. انما يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب هذه ليست على سبيل العوظ والمقابلة وانما هذه امور سبب دخول الجنة ولهذا الباب باء السبب وليست باء العوظ والمقابلة الباء بقى السبب ولهذا قال في الحديث الذي مر لن يدخل احد الجنة بعمله بعمله اي على سبيل العوظ والمقابلة لان العمل مهما بلغ لا لا يبلغ ان يكون عوظا او مقابلا لدخول الجنة فالاعمال سبب لكن دخول الجنة منة من الله ورحمة وفظل والجنة رحمة الله سبحانه وتعالى يرحم بها جل شأنه من شاء من عباده قال وفي الصحيح انما هي اعمالكم احصيها عليكم ثم اوفيكم اياها قالوا وقد سماها جزاء واجرا وثوابا لانه شيء يتوب اليه يثوب الى العامل من عمله اي يرجع اليه نعم هي ثواب وهي جزاء لكنها ليست على سبيل المعاوضة والمقابلة ليست على سبيل المعاوضة ولا المقابلة وليست واجبة على الرب وانما الرب جل شأنه اوجبها على نفسه تفضل منه وتكرمه تفظلا منه تبارك وتعالى وتكرما ولا والاعمال مهما بلغت ومهما كانت لا تنهظ ان تكون مقابلا او عوضا لدخول الجنة قالوا ويدل عليه الموازنة فلولا تعلق الثواب بالاعمال عوضا عليها لم يكن للموازنة معنى والموازنة بين الحسنات والسيئات هذا من كمال عدل الله سبحانه وتعالى تمام آآ اه عدله جل شأنه فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره وليس معنى ذلك ان ما يناله من خير اه هو على وجه المقابلة والمعاوظة كشأن الاجير عندما يستوفي اجره نعم قال رحمه الله تعالى وهاتان الطائفتان متقابلتان فالجبرية لم تجعل للاعمال ارتباطا بالجزاء البتة وجوزت ان يعذب الله من افنى عمره في الطاعة وينعم من افنى عمره في مخالفته وكلاهما سواء بالنسبة اليه والكل راجع الى محض المشيئة والقدرية اوجبت عليه سبحانه رعاية المصالح وجعلت ذلك كله بمحض الاعمال. وان وصول الثواب الى العبد بدون عمله فيه تنقيص قم باحتمال منة الصدقة عليه بلا ثمن. فجعلوا تفضله سبحانه على عبده بمنزلة صدقة العبد على العبد. وان اعطاء ما يعطيه اجرة على عمله احب الى العبد من ان من ان يعطيه فظلا منه بلا عمل ولم يجعلوا للاعمال تأثيرا في الجزاء البتة والطائفتان منحرفتان منحرفتان عن الصراط المستقيم وهو ان الاعمال اسباب موصلة الى الثواب والاعمال الصالحة من توفيق الله تعالى وفضله. وليست قدرا وليست قدرا لجزائه بل غايتها اذا وقعت على اكمل الوجوه ان تكون شكرا على احد الاجزاء القليلة من نعمه سبحانه. فلو عذب اهل سماواته واهل ارضه لعذبهم وهو غير ظالم لهم. ولو رحمهم لكانت رحمته لهم خيرا من اعمالهم وتأمل قوله تعالى وتلك الجنة التي اورثتموها بما كنتم تعملون. مع قوله صلى الله عليه وسلم لن يدخل احد منكم الجنة تجد الاية تدل على ان الجنان بالاعمال والحديث ينفي دخول الجنة بالاعمال ولا تنافي بينهما لان تواردا نفي والاثبات ليس على محل واحد. فالمنفي باء الثمنية واستحقاق الجنة بمجرد الاعمال ردا على القدرية القدرية المجوسية التي زعمت ان التفضل بالثواب ابتداء متضمن لتكدير المنة والباء المثبتة التي وردت في القرآن هي باء السببية ردا على القدرية الجبرية الذين يقولون لا ارتباط بين الاعمال جزائها ولا هي اسباب لها وانما غايتها ان تكون امارة والسنة النبوية هي ان عموم مشيئة الله وقدرته لا تنافي ربط الاسباب بالمسببات وارتباطها بها. وكل من اهل الباطل تركت نوعا من الحق فانها ارتكبت لاجله نوعا من الباطل بل انواعا فهدى الله اهل السنة لما اختلفوا فيه من الحق باذنه قال رحمه الله تعالى وهاتان الطائفتان اي القدرية اه النفاة والجبرية اتاني الطائفتان متقابلتان اي متظادتان كل طائفة منهما على طرف النقيظ للطائفة الاخرى وكلا طرفي قصد الامور ذميم فهؤلاء في طريق وهؤلاء هؤلاء في طريق باطل وهؤلاء في طريق باطل اخر مضاد له ومناقضا له فالجبرية لم تجعل للاعمال ارتباطا بالجزاء البتة الجبرية لم تجعل للاعمال ارتباطا بالجزاء البتة وهؤلاء يصلح ان يرد عليهم كما سيأتي بقوله جل وعلا ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون فالباب السبب الباء باء السبب فالجبرية لم تجعل الاعمال ارتباطا بالجزاء البتة فيقال لهم الله يقول ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون تلكم الجنة اورثتموها بما كنتم تعملون فجعل الله سبحانه وتعالى الاعمال سببا لدخول الجنة وبناء على هذه العقيدة الفاسدة التي عليها هؤلاء جوزت اي هذه الفرقة او اصحاب هذه المقالة او هذه الطائفة جوزت ان يعذب الله من افنى عمره في الطاعة وينعم من افنى عمره في مخالفته وكلاهما ثواب النسبة اليه وكلاهما سواء بالنسبة اليه. وكفى اه ذلكم دليلا على خبث هذا القول وشدة فساده وبعده عن الحق والهدى ومنافاة لحكمة الله ومنافاة لعدل الله سبحانه وتعالى وان الله سبحانه وتعالى آآ يوفي آآ آآ العامل عمله انما هي اعمالكم احصيها لكم ثم اوفيكم اياها ولا يظيع عنده جل شأنه مثقال ذرة فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره ومن يأتي يوم القيامة لا يجد ظلما ولا هظما لا يجد ظلما بان يحمل ذنوبا ليست له يعاقب عليها ولا هضما بان تنتقص او يؤخذ من حسناته واعماله فلا يثاب عليها وكل ذلكم مما يبين فساد هذه المقالب هو بطلانها والسبب في ذلك ان الكل راجع عند هؤلاء الى محض المشيئة اي المشيئة صرفها الخالصة مع نفي الحكمة ونفي ارتباط الامور اسبابها ومقتضياتها قال والقدرية اي الفرقة الثانية الذين هم القدرية النفاة اوجبت عليه سبحانه رعاية المصالح وجعلت ذلك كله بمحض الاعمال اوجبت عليه رعاية المصالح وجعلت ذلك كله بمحض الاعمال ولهذا من الاصول الخمسة عند المعتزلة العدل ويبنون عليه هذا الامر رعاية المصالح وجعلت ذلك كله بمحض الاعمال. وان وصول الثواب الى العبد بدون عمله في تنقيص باحتمال باحتمال منة الصدقة عليه بلا ثمن احتمال منة الصدقة عليه بلا ثمن والواقع عندهم ان ان الاجور والثواب الذي يكون يوم القيامة هذا عوظ ومقابل لهذه الاعمال والجنة ثمن تمن وهي على سبيل المقابلة والعوظ على سبيل المقابلة والعوظ لا على سبيل كونها سببا قال قالوا فجعلوا تفضله سبحانه على عبده بمنزلة صدقة العبد على العبد وان اعطاء ما يعطيه اجرة على عمله احب الى العبد من ان يعطيه فظلا منه بلا عمل. ولم يجعلوا للاعمال تأثيرا في الجزاء البتة قالوا قال والطائفتان منحرفتان عن الصراط المستقيم وهو ان الاعمال اسباب موصلة الى الثواب ان الاعمال اسباب موصلة الى الثواب والاعمال الصالحات من توفيق الله تعالى وفضله هي اسباب موصلة الى الثواب والتخلي عنها وتركها موصل للعقاب ثم هي امنة وتوفيق وهداية من الله سبحانه وتعالى لمن شاء من عباده وليست قدرا لجزاءه وثوابه وليست قدرا لجزائه وثوابه اي ليست الاعمال قدرا لجزاءه وثوابه بحيث ان يكون الثواب عوظ ومقابل لتلك الاعمال بل غايتها اذا وقعت اي الاعمال على اكمل الوجوه غايتها اي الاعمال اذا وقعت على اكمل وجوه ان تكون شكرا على احد الاجزاء القليلة من نعم الله ان تكون بل على النعم التي نالها العبد في الدنيا مثل السمع والبصر والصحة والعافية وغير ذلكم من نعم الله سبحانه وتعالى على عباده. قال فلو عذب اهل السماوات واهل ارضه لعذبهم وهو غير ظالم لهم ولو رحمهم لكانت رحمته لهم خيرا من اعمالهم. فالامر راجع الى منة الله سبحانه وتعالى وفضله وتوفيقه وتسديده والفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم قال وتأمل قوله تعالى وتلك الجنة التي اوردتموها بما كنتم تعملون. انتبه للباء في قوله بما كنتم تعملون مع قوله صلى الله عليه وسلم لن يدخل احد منكم الجنة بعمله الاية فيها اثبات والحديث فيه نفي الاية فيها اثبات تلك وتلك الجنة اورثتموها وتلك الجنة التي اوردتموها بما كنتم في الاية اثبات والحديث فيه نفي لن يدخل الجنة احد بعمله قال تجد الاية تدل على ان الجنان بالاعمال الاية تدل على ان الجنان بالاعمال والحديث ينفي دخول الجنان بالاعمال والقاعدة في الباب اذا نفي الشيء واثبت في النصوص نصوص الكتاب والسنة وليس فيها تعارض اذا نفي الشيء واثبت المنفي غير المثبت المنفي غير المثبت يعني المحل مختلف عندما ينفى الشيء ويثبت فان المنفي غير المثبت اختلف المحل ولهذا نفي في موضع وجاء وجاء الاثبات في موضع اخر قال رحمه الله ولا تنافي بينهما لان توارد النفي والاثبات ليس على محل واحد توارد النفي والاثبات ليس على محل واحد يعني ان المنفي غير المثبت المنفي غير المثبت يكون يكون تعارضا لو كان المنفي هو المثبت لو كان المنفي هو المثبت فتارة ينفى وتارة يثبت يكون تعارضا. لكن اذا كان المنفي غير المثبت لا يكون تعارض المثبت في قوله بما كنتم تعملون؟ المثبت هنا كون العمل سببا والمنفي في الحديث كون العمل عوضا ومقابلا ولهذا اختلفت الباء الباء الاولى باء السببية والباء الثانية باء العوظ والثمانية الباء الاولى باء السببية والثانية باء العوظ والثمانية المنفي آآ غير المثبت فلا تعارض المنفي غير المثبت فلا تعارض يوضح ذلكم رحمه الله بقوله فالمنفي باء الثمنية المنفي اي في الحديث لن يدخل احد الجنة بعمله المنفي باء الثمانية واستحقاق الجنة بمجرد الاعمال على سبيل المقابلة والمعاوظة وقال وهذا فيه رد على القدرية المجوسية هذا فيه رد على القدرية المجوسية التي تزعم ان التفضل بالثواب ابتداء متضمن لتكدير المنة ولهذا قوله عليه الصلاة والسلام لن يدخل احد الجنة بعمله قالوا ولا انت؟ قال ولا انا الا ان يتغمدني الله برحمته هذا ليس له اعتبار عند القدرية النفاة لانهم ينفون ذلك ويعتقدون ان الاعمال عوظ ومقابل وثمن ولا يعتقدون انها منة وتفضل وتغمد آآ من الله سبحانه وتعالى بالرحمة لمن شاء جل شأنه من عباده قال والباء المثبتة التي وردت في القرآن ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون هي باء السببية الباء المثبتة هي باء السببية وهذا فيه الرد على القدرية الجبرية فيه الرد على القدرية الجبرية اي الذين يقولون العبد مجبور على فعل نفسه مجبور على فعل نفسه الذين يقولون لا ارتباط بين الاعمال وجزائها ولا ولا هي اسباب لها وانما غايته ان تكون امارة عليها. فقوله جل شأنه ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون. فيه رد على القدرية جبرية وقول النبي صلى الله عليه وسلم لن يدخل الجنة احد بعمله فيه رد على القدرية النفاة وبالجمع بين اه اه الاية والحديث تظهر المقالة الصحيحة مقالة اهل السنة التي فيها الجمع بين النصوص والعمل بمجموع الادلة قال والسنة النبوية هي ان عموم مشيئة الله قدرته لا تنافي ربط الاسباب بالمسببات وارتباطها بها عموم المشيئة والقدرة ان الله سبحانه وتعالى مشيئته نافذة وقدرته جل وعلى شاملة هذا لا ينافي ارتباط الاسباب بمسبباتها لان الله سبحانه وتعالى ربط الاسباب بمسبباتها قال وكل طائفة من اهل الباطل تركت نوعا من الحق فانها ارتكبت لاجله نوعا من الباطل بل انواعا فهدى الله اهل السنة لما اختلفوا فيه من الحق باذنه. لانهم لم يتركوا شيئا من الحق الثابت في الكتاب والسنة واعملوا جميع النصوص الواردة في كتاب الله وسنة نبيه صلوات الله وسلامه عليه بخلاف غيرهم من اهل الباطل ممن اعمل طرفا من النصوص طرفا اخر نعم قال رحمه الله تعالى الصنف الثالث الذين زعموا ان فائدة العبادة رياضة النفوس واستعدادها لفيض العلوم والمعارف عليها وخروج قواها من قوى النفس السبوعية والبهيمية. فلو عطلت العبادة لالتحقت بنفوس السباع والبهائم. فالعبادة اخرجها الى مشابهة العقول فتصير قابلة لانتقاش صور المعارف فيها وهذا يقوله طائفتان احدهما من يقرب الى الاسلام من يقرب الى الاسلام والشرائع من الفلاسفة القائلين بقدم العالم وعدم الفاعل المختار. والطائفة الثانية من تفلسف من صوفية الاسلام ويقرب الى الفلاسفة فانهم يزعمون ان العبادات رياضات لاستعداد النفوس للمعارف العقلية ومخالفة العوائد ثم من هؤلاء من لا يوجب العبادة الا بهذا المعنى. فاذا حصل لها ذلك بقي متحيرا في حفظ اوراده والاشتغال بالوارد عنها ومنهم من يوجب القيام بالاوراد وعدم الاخلال بها وهم صنفان ايضا احدهما من يقول بوجوبها حفظا للقانون وظبطا للناموس والاخرون يوجبونها حفظا للوارد خوفا من تدرج النفس بمفارقتها الى حالتها الاولى من البهيمية فهذه نهاية اقدامهم في حكمة العبادة وما شرعت لاجله ولا تكاد تجد في كتب المتكلمين على طريق السلوك غير من هذه الطرق الثلاثة او مجموعها قال رحمه الله الصنف الثالث الذين زعموا ان فائدة العبادة في الجواب على السؤال السابق ما ما الذي يترتب على الفائدة على العبادة من منفعة او فائدة فالصنف الثالث يقولون ان فائدة العبادة رياضة النفوس رياضة النفوس فهم يقومون انواع من العبادات من اوراد او طقوس او اعمال او نحو ذلك يقومون بها رياضة اه النفوس رياضة للنفوس وصقلا آآ القلوب وتدريبا وتمرينا حتى تكون مستعدة لفيض العلوم والمعارف حتى تكون مستعدة ان لا تصفوا وتكون على قدر من النقاء فتكون مستعدة لفيض العلوم والمعارف عليها وخروج قواها من قوى النفس السبعية والبهيمية فلو عطلت العبادة لالتحقت بنفوس السباع والبهائم. التحقت بنفوس السباع والبهايم فتكون العبادة عند هؤلاء نوع من الرياضة للنفوس اه حتى تخرج عن صفة البهيمية بهيمة الانعام اه التي هي تعمل وتكدح للاكل والشرب واللهو ونحو ذلك وايضا السبعية التي آآ همتها ونهمتها في العدوان والبطش والاذى ونحو ذلك فبالعبادة تتخلص من اه الصفة البهيمية وتتخلص ايضا من الصفة السبعية ولهذا الذنوب اه انواع منها ذنوب بهيمية الذنوب التي يغشاها الناس منها ذنوب بهيمية. يعني نوع من التشبه ببهيمة الانعام ومن الذنوب ذنوب سبعية يعني فعلها نوع من التشبه بالسباع مثل العدوان والبطش آآ الشر والاذى وهذا نوع من التشبه بالسباع ونوء من الذنوب هي ذنوب اه بهيمية ذنوب بهيمية يعني في في فعلها نوع من التشبه بهيمة الانعام فيقولون الرياظة او العبادة نوع من الرياظة حتى يخرج من هذه الصفات فتكون نفسه مستعدة ووصالحة للمعارف اه العلوم والحكم قال قال فالعبادة تخرجها الى مشابهة العقول يعني هذي فائدة العبادة تخرجها الى مشابهة العقول فتصير قابلة لانتقاش صور المعارف فيها فتكون نفسا مهيئة لانواع الحكم وصنوف المعارف والعلوم. قال وهذا يقوله طائفتان. هذا القول يقوله طائفتان احدهما اه او احداهما من اه احدهما من يقرب الى الاسلام والشرائع من الفلاسفة الفلاسفة اه يوجد منهم صنف لا اشتغال لهم اصلا باي عبادة. وانما دأبهم كله فلسفة دأبهم كله فلسفة وهناك صنف من آآ الفلاسفة عندهم نوع من اه الاشتغال بالتعبد ويقال لهم الفلاسفة اه الالهيين يعني عندهم نوع من التأله او التعبد او التقرب اه فهذا الصنف من الفلاسفة يقولون بذلك. يقولون ان هذه فائدة العبادة. ويقومون بانواع من العبادات بقطع النظر عن ان تلك العبادة مشروعة او لا وانما هذه هي الحكمة من اه العبادة والطائفة من الثانية من تفلسفة من صوفية الاسلام. من تفلسف من صوفية الاسلام اي من اشتغلوا فلسفة من المتصوفة آآ من صوفية الاسلام ويقرب الى الفلاسفة فانهم يزعمون ان العبادات رياضات لاستعداد النفوس للمعارف العقلية ومخالفة العوائد ولهذا تجد في هؤلاء من يوجبون على انفسهم اعمال ورياضات شاقة كلها المراد بها الخروج بالنفس من ماذا من مألوفها وعاداتها ويلزمون النفس بالزامات ليست مشروعة اصلا يعني مثلا عند هؤلاء الذين يشير اليهم المصنف يعني امور مثلا يمارسونها كسرا للنفس يعلق على صدره مثلا مخلاة وآآ يلبس مثلا ثيابا رثة ويخرج في السوق ويتسول ويخرج في السوق يتسول مع انه ليس ليس عنده حاجة ولا فقر ولكن كسرا للنفس يقول فهذه رياضة لكسر النفس ومثل هذا اعمال كثيرة يمارسها هذا هؤلاء لهذا الغرض ايضا مثل الخلوة الغير مشروعة وينقطع عن الجمع والجماعات يشتغل بنوع من الاذكار في مكان مظلم وآآ يا يخلو لايام طوال في في ذلك المكان كل هذا يعتبرونه نوع من المجاهدة والرياضة للنفس حتى تكون نفسا مستعدة للمعارف العقلية وتكون مخالفة عوائد النفس ومألوفاتها وهذا كله اه لم يشرعه الله سبحانه وتعالى ولم يأمر عباده به قال ثم من هؤلاء من لا يوجب العبادة الا بهذا المعنى اي لا يجعلها واجبة الا بهذا الاعتبار فاذا حصل لها ذلك حصل لها ذلك بقي متحيرا في حفظ اوراده والاشتغال بالوارد عنها يعني اذا حصل له المقصود من رياضة النفس وتخلى عن عوائده وتخلى عن عواده يتحير لان العبادة كانت عنده مقصودة لهذا الامر فحصل يعني النفس خرجت عن عوائدها خرجت عن عوائدها فهل يبقى على هذه الاوراد؟ وهل وهل يستمر على هذه الاعمال؟ او انه يتركها لما حصل له من مقصود كان مطلوبا اصلا بهذه الاوراد وهذه الاعمال قال ومنهم من يوجب القيام بالاوراد وعدم الاخلال بها يعني حتى وان حصل هذا المقصود قال وهم صنفان ايضا احدهما من يقول بوجوبها حفظا للقانون وضبطا للناموس بمعنى ان العبادات يستمر عليها حتى وان انكسرت النفس وولانت وارتاظت يستمر حفظا للقانون وظبطا للناموس والاخرون يوجبون حفظا للوالد وخوفا من تدرج النفس بمفارقتها الى حالتها الاولى البهيمية يعني انه يستمر في الاوراد ما الا ترجع الى حالتها الاولى البهيمية. قال فهذه نهاية اقدامهم او اقدامهم في حكمة العبادة وما شرعت لاجله ولا تكاد تجد في كتب المتكلمين على طريق السلوك غير طريق من غير طريق من هذه الطرق الثلاثة او مجموعة التي اشار اليها المصنف وكل طريق من هذه الطرق اخذ بابا من ابواب الضلالة والبعد عن دين الله سبحانه وتعالى نعم قال رحمه الله تعالى والصنف الرابع هم القائلون بالجمع بين الخلق والامر والقدر والسبب فعندهم ان سر العبادة وغايتها مبني على معرفة حقيقة الالهية. كل هذه مثل هذه الامور يعني عندما يقرأها الانسان ومثل هذه الضلالات الغرض ان يعرفها ليحذرها اه هي هي امور بعيدة كل البعد عن شرع الله وعن دينه ولا ولا يزال في كل زمان دعاة لمثل هذه الاباطيل ويشار اليها اشارات مختصرة في كتب فالعقائد من باب ان يعرف الانسان الشر ليحذره ان يعرف الشر ليحذره ويبتعد عنه ويلزم الحق يلزم الحق ويستمسك به ويكون على حذر والله عز وجل قال في القرآن وكذلك نفصل الايات ولتستبين سبيل المجرمين لان سبيل المجرمين اذا استبانت واتضح يكون الانسان على حذر منها وكم من من من مثل هذه الاباطيل نفقت عند اقوام وعند جهال لانها صيغة لهم زورا وباطنا بصياغة حسنة او باسلوب منمق او بعبارة مزوقة فنفقت عند الجهال واعتقدوها وامنوا بها وظنوا انها حقا وايضا اذا وقف الانسان على مثل هذه الامور يحمد الله على العافية وايضا يسأل الله العافية. يحمد الله على العافية ويسأل الله عز وجل العافية والمعافاة الدائمة لان مثل هذه الامور المظلمة الباطلة ابتليت بها عقول ودان بها اقوام وانتهت اليها اقدام فاصبحت هي عقائدهم الى ان ماتوا وهم عليها فيسأل الانسان ربه ان يعافيه وان يجنبه الزيغ والضلال وسبل الزيغ والضلال لانك ما ترى بابا من من ابواب الدين الا وتجد فيه اناس انحرفوا اما الى غلو او الى جفاء وخيار الامور اوساطها لا تفريطها ولا افراطها وان يلزم الانسان الجادة هو الهدي القويم الذي كان فعليه الرسول صلى الله عليه وسلم ومن اراد السلامة من كل هذا الباطل فعليه بقول نبينا عليه الصلاة والسلام تركت فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوه. كتاب الله وسنتي فالتمسك الكتاب والسنة نجاة ولهذا قال مالك بن انس رحمه الله تعالى قال السنة سفينة نوح السنة سفينة نوح من ركبها نجا ومن تركها غرق فالذي لا يكون مستمسكا بالسنة معتصما بكتاب الله ومتمسكا بسنة نبيه عليه الصلاة والسلام يهلك مع الهالكين. ويظل مع الظالين وينحرف مع المنحرفين ومن يعتصم بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم يهدى الى صراط مستقيم. نعم قال رحمه الله تعالى والصنف الرابع هم القائلون بالجمع بين الخلق والامر والقدر والسبب فعندهم ان سر العبادة وغايتها مبني على معرفة حقيقة الالهية ومعنى كونه سبحانه الها وان العبادة موجب موجب الالهية واثرها ومقتضاها وارتباطها كارتباط متعلق الصفات بالصفات وكارتباط المعلوم بالعلم والمقدور بالقدرة والاصوات بالسمع والاحسان بالرحمة والعطاء بالجود فعندهم من قام بمعرفتها على النحو الذي فسرناها به لغة وشرعا مصدرا وموردا استقام له معرفة حكمة العبادات وغاياتها وعلم انه وعلم وعلم انها هي الغاية التي خلقت لها العباد. ولها ارسلت الرسل وانزلت الكتب وخلقت والنار وقد صرح سبحانه بذلك في قوله وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون فالعبادة هي التي وجدت لاجلها الخلائق كلها كما قال تعالى ايحسب الانسان ان يترك سدى اي مهملا. قال الشافعي رحمه الله تعالى لا يؤمر ولا ولا ينهى. وقال غيره لا يثاب ولا يعاقب وهما تفسيران صحيحان فان الثواب والعقاب مترتب على الامر والنهي. والامر والنهي هو الطلب للعبادة وارادتها وحقيقة العبادة امتثالهما. ولهذا قال تعالى ويتفكرون في خلق السماوات والارض ربنا ما خلقت هذا وقال تعالى وما خلقنا السماوات والارض وما بينهما الا بالحق. وقال تعالى وخلق الله السماوات والارض بالحق ولتجزى كل نفس بما كسبت. فاخبر تعالى انه خلق السماوات والارض بالحق المتضمن امره ونهيه وثوابه وعقابه فاذا كانت السماوات والارض انما خلقت لهذا وهو غاية الخلق. فكيف يقال انه لا غاية له ولا حكمة مقصودة او ان ذلك لمجرد استئجار العمال حتى لا يتكدر عليهم الثواب بالمنة. او لمجرد استعداد النفوس للمعارف العقلية وارتياضا لمخالفة العوائد واذا تأمل اللبيب الفرق بين هذه الاقوال وبين ما دل عليه صريح الوحي علم ان الله تعالى خلق الخلق لعبادته الجامعة لكمال محبته مع الخضوع له والانقياد لامره. قال رحمه الله والصنف الرابع هم القائلون بالجمع بين الخلق والامر. الصنف الرابع فهم القائلون بالجمع بين الخلق والامر والقدر والسبب لان كل ذلكم ثابت ومر معنا ان صنفا من الطوائف المتقدمة انكروا القدر وصنفا انكروا السبب والقدر ثابت والسبب ايضا ثابت وكل منهما دلت عليه الدلائل في كتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام فاهل هذا الصنف وهم المؤمنون بكتاب الله وسنة نبيه صلوات الله وسلامه عليه اه يقولون بالجمع بين الخلق والامر. يقولون بالجمع بين الخلق والامر وان كلا منهما لله الا له الخلق والامر جل شأنه والقدر والسبب والقدر والسبب اي ان الامور باقدار الله وانه ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن. وايضا السبب لان الله سبحانه وتعالى ربط الامور باسبابها وجعل للعباد مشيئة وجعل لهم اه آآ مسيئة يختارون بها طريق الخير من طريق الشر قال فعندهم ان سر العبادة سر العبادة وغايتها مبني على معرفة حقيقة الالهية مبنية مبني على معرفة حقيقة الالهية ومعنى كونه سبحانه الها ولهذا يقول يقول العلماء ان المعرفة بالله سبحانه وتعالى واسمى اصل العلوم اصل العلوم كلها والعبادة التي هي قوام الدين العبادة التي هي قوام الدين واساس آآ السعادة في الدنيا والاخرة السر فيها في في هذه العبادة ومشروعيتها والغرض منها والمقصد منها كيف يعرف كيف يعرف ذلك هذا مبني على معرفة حقيقة الالهية ان الله سبحانه وتعالى الاله جل شأنه الله لا اله الا هو فمبني على معرفة حقيقة الالهية والاله هو المتصف بصفات الكمال والعظمة والجلالة التي استحق بها ان يؤله وان يخضع له ويذل وان تصرف له له انواع العبادة فخلقه للخلق مبني على ذلكم مبني على ذلكم حتى يخضعوا له جل وعلا ويدل ويخضع ويصرف له انواع العبادات وصنوف الطاعات متقربين اليه. فهو المعبود بحق جل شأنه العبادة العبادة اه السر فيها معرفة منفعتها وفائدتها وثمارها واثارها مبني على معرفة حقيقة الالهية ومعنى كونه سبحانه الها حقيقة الالهية اي معنى كونه سبحانه وتعالى الها ومعنى كونه الها عرفنا قول ابن عباس رضي الله عنهما الله قال ذو الالوهية والعبودية ذو الالوهية والعبودية الالوهية اي كونه متصل جل شأنه بصفات الكمال ونعوت الجلالة التي بها استحق ان يؤله وان يخضع له ويذل والعبودية اي ان الواجب على على العباد ان يخلصوا العبادة لله ويفرد الله سبحانه وتعالى بالذل والخضوع والمحبة والانكسار قال ومعنى كونه اه مبني على معرفة حقيقة الالهية ومعنى كونه سبحانه الها وان العبادة موجب واثرها ومقتضاها العبادة موجب الالهية اي العبادة التي امر بها العباد هي مقتضى اه كون الله سبحانه وتعالى الها ولهذا كل اسم من اسماء الله جل وعلا له عبودية يقتضيها ايمان العبد بذلك الاسم كل اسم من اسماء الله ما من اسم من اسماء الله الا وله عبودية يقتضيها ذلك الاسم ويوجبها في جميع اسماء الله سبحانه وتعالى. في جميع اسماء الله لان اسمائه الحسنى اسماءه الحسنى وصفاته العليا جل شأنه كلها دالة على كمال الهيته على كمال الهيته واستحقاقه للعبادة والذل والخضوع والانكسار فما من اسم من اسمائه سبحانه وتعالى الا وهو مقتضي لعبودية او عبوديات قال وان العبادة موجب الالهية واثرها ومقتضاها. العبودية العبادة موجب الالهية واثرها ومقتضاها وارتباطها كارتباط متعلق الصفات بالصفات وكارتباط معلوم بالعلم والمقدور بالقدرة والاصوات بالسمع والاحسان بالرحمة والعطاء بالجود فكذلكم آآ العبادة مرتبطة الالهية كذلكم العبادة مرتبطة بالالهية ارتباط آآ الصفات بالصفات وارتباط المعلوم بالعلم والمقدور بالقدرة قال فعندهم من قام بمعرفتها على النحو الذي فسرناها به لغة وشرعا وهذا سبق عند المصنف رحمه الله مصدرا وموردا استقام له معرفة حكمة العبادات يعني ما الحكمة من ما مشروعيتها استقام له معرفة حكمة العبادات وغايتها وعلم انها هي الغاية التي خلقت لها العباد ولها ارسلت وانزلت الكتب وخلقت الجنة والنار فالعبادة هي مقصود الخلق هي مقصود الخلق وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون ولاجلها ارسل الرسل جل وعلا ولاجلها ارسل الرسل وانزل الكتب وشرع الشرائع ليعبد جل وعلا ويخظع له ويذل قال وقد صرح سبحانه بذلك في قوله وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون فهذا فيه ان الحكمة من خلق الجن والانس عبادة الله خلافا لنفاة قول نفاة الحكمة فالعبادة هي التي وجدت لاجلها الخلائق كلها العبادة هي التي وجدت لاجلها الخلائق كلها. كل الخلائق وجدوا لاجل العبادة كما قال الله تعالى ايحسب الانسان ان يترك سدى اي مهملا لا يؤمر ولا ينهى هذا يتنافى مع حكمة الحكيم الخبير العليم سبحانه وتعالى قال الشافعي رحمه الله في معنى ايحسب الانسان ان يترك سدى اي لا يؤمر ولا ينهى اي يترك معطلا مهملا دون اوامر ونواهي وقال غيره لا يثاب ولا يعاقب ولا يعاقب سدى اي لا يثاب ولا يعاقب قال المصنف وهما تفسيران صحيحان للاية وهما تفسيران صحيحان للاية. فان الثواب والعقاب مترتب على الامر والنهي مترتب على الامر والنهي والامر والنهي هو الطلب للعبادة وارادتها والامر والنهي هو الطلب للعبادة وارادتها. الامر والنهي هو العبادة التي خلق الخلق لاجلها واوجدوا لتحقيقها وحقيقة العبادة امتثالهما حقيقة عبادة الله امتثال الامر واجتناب النهي ولهذا قال تعالى ويتفكرون في خلق السماوات والارض ربنا ما خلقت هذا باطلا. يعني هذا قول اولي اول اولي الالباب ان في خلق السماوات والارض واختلاف الليل والنهار لايات لاولي الباب الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والارض ربنا ما خلقت هذا فالله جل وعلا منزه من ان يكون خلق الخلق باطنا اي لا لحكمة ولا لغاية وقال تعالى وما خلقنا السماوات والارض وما بينهما الا بالحق اي لا لم نخلقهما باطنا او لهوا او عبثا تعالى الله وتقدس وتنزه عن ذلك والله عز وجل من اسمائه الحق ذلك بان الله هو الحق ووخلق الله السماوات والارض بالحق ولتجزى كل نفس بما كسبت ولتجزى كل نفس بما كسبت. قال فاخبر الله تعالى انه خلق السماوات والارض بالحق المتضمن امره ونهيه وثوابه وعقابه خلق السماوات والارض بالحق اي ليس سدى ولا باطلا ولا لهوا ولا عبثا وانما لعبادة الله سبحانه وتعالى بامتثال امره واجتناب نهيه فاذا كانت السماوات انتبه الان يرد على الاصناف الثلاثة المتقدمة اخذا من هذه الاية الكريمة وفيها رد على الاصناف الثلاثة فاذا كانت السماوات والارض انما خلقت لهذا لهذا اي بالحق فاذا كانت السماوات والارض انما خلقت لهذا وهو غاية الخلق ان يعبدوا الله سبحانه وتعالى وان يخضعوا له بامتثال امره اجتناب نهيه سبحانه وتعالى فكيف يقال انه لا غاية له ولا حكمة مقصودة وهذا قول اهل الصنف الاول الجامية الجبرية او ان ذلك لمجرد استئجار العمال حتى لا يتكدر عليهم الثواب بالمنة وهذا قول القدرية النفات المعتزلة او لمجرد استعداد النفوس للمعارف العقلية وارتياظا مخالفة العوائد. وهذا قول اهل الصنف الثالث وهما المتصوفة المتفلسفة قال واذا تأمل اللبيب الفرق بين هذه الاقوال اذا تأمل الفرق بين هذه الاقوال وبينما دل عليه صريح الوحي يعني اذا عرظت هذه الاقوال اذا نظرت بهذه الاقوال وعرضتها على صريح الوحي ما الذي ينتج علم ان الله تعالى خلق الخلق لعبادته الجامعة لكمال محبته مع الخضوع له والانقياد لامره لا لما ذهب اليه اولئك من مذاهب باطلة بعيدة كل البعد عن الحق والهدى والصواب. نعم. قال رحمه الله تعالى فاصل العبادة محبة الله. بل افراده تعالى بالمحبة فلا معه سواه وانما يحب ما يحبه لاجله وفيه. كما يحب انبيائه ورسله وملائكته لان محبتهم من تمام محبته وليست كمحبة من اتخذ من دونه اندادا يحبهم كحبه. اعد فاصل فاصل العبادة محبة الله بل افراده تعالى بالمحبة فلا يحب معه سواه فلا يحب معه سواه فلا يحب معه سواه وانما يحب ما يحبه لاجله وفيه. كما يحب انبيائه ورسله وملائكته. لان محبتهم من تمام محبته وليست كمحبة من اتخذ من دونه اندادا يحبهم كهذا تأمل في آآ الرسم كما يحب نعم انبياءه كما يحب انبيائه. نعم. نعم. وليست كمحبة من اتخذ من دونه يحبهم كحبه. واذا كانت المحبة له هي حقيقة عبوديته وسرها فهي انما تحققوا باتباع امره واجتناب نهيه. فعند اتباع الامر والنهي تتبين حقيقة العبودية والمحبة. ولهذا جعل سبحانه اتباع رسوله صلى الله عليه وسلم علما عليها وشاهدا لها. كما قال تعالى قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله فجعل اتباع رسوله مشروطا بمحبتهم لله تعالى وشرطا لمحبة الله لهم. ووجود المشروط بدون تحقق شرطه ممتنع. فعلم انتفاء المحق. نعم فعلم انتفاء المحبة عند انتفاء المتابعة للرسول. ولا يكفي ذلك حتى يكون الله ورسوله احب اليه مما سواهما ومتى كان عنده شيء احب اليه منهما فهو الاشراك الذي لا يغفره. قال تعالى قل ان كان اباؤكم وابناؤكم واخوانكم وازواجكم عشيرتكم واموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها احب اليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بامره والله لا يهدي القوم الفاسقين. وكل من قدم قول غير الله على قول الله او حكم او به او حاكم اليه فليس ممن احبه لكن قد يشتبه الامر على من يقدم قول احد او حكمه او طاعته على قوله ظنا منه انه لا يأمر ولا يحكم ولا يقول الا ما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم فيطيعه ويحاكم اليه ويتلقى اقواله كذلك فهذا معذور اذا لم يقدر على غير ذلك. واما اذا قدر على الى الرسول صلى الله عليه وسلم وعرف ان غير من اتبعه اولى به مطلقا او في بعض الامور كمسألة معينة ولم يلتفت الى قول الرسول صلى الله عليه وسلم ولا الى قول من هو اولى به فهذا يخاف عليه وكل ما يتعلل به من عدم العلم او عدم الفهم او عدم او عدم اعطاء اعطاء الة الفقه في الدين او الاحتجاج بالاشباه والنظائر او بان ذلك المتقدم كان اعلم مني بمراده صلى الله عليه وسلم فهي كل تعللات لا تفيد. هذا مع الاقرار بجواز الخطأ على غير المعصوم. الا ان ينازع في هذه القاعدة فتسقط مكالمته هذا هو داخل تحت الوعيد فان استحل مع ذلك سلب من خالفه وقرض عرضه ودينه بلسانه او انتقل من هذا الى عقوبته او تعي في اذاه فهو من الظلمة المعتدين ونواب المفسدين. ثم اخذ يبين آآ رحمه الله على ما يتعلق بالمحبة محبة محبة الله سبحانه وتعالى وافراده جل وعلا بالمحبة ولا يحب معه سواه جل وعلا. وانما يحب آآ يحب ما يحبه لاجله. يحب ما يحب لاجله وفيه سبحانه وتعالى. واستطرد رحمه الله تعالى في الكلام على المحبة محبة الله عز وجل وما يتفرع عنها بكلام عظيم وتحقيق متين لعل من الافظل انه يؤجل الحديث عنه الى اللقاء القادم باذن الله سبحانه وتعالى. ويكون اه ليس غدا وانما غد يوم الجمعة باذن الله عز وجل نسأل الله الكريم رب العرش العظيم ان يوفقنا جميعا لحبه وحبي ما يحبه والعمل الذي يقربنا الى حبه وان يصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امر وان يصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا. وان يصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا. وان يجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر. وان يغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا والمسلمين والمسلمات. والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات. اللهم اعنا ولا تعن علينا وانصرنا ولا تنصر علينا وامكر لنا. ولا تمكر وعلينا واهدنا ويسر الهدى لنا وانصرنا على من بغى علينا. اللهم اجعلنا لك ذاكرين لك شاكرين اليك اواهين منيبين لك مخبتين لك مطيعين. اللهم تقبل توبتنا واغسل حوبتنا وثبت حجتنا واهدي قلوبنا. وسدد واسلل سخيمة صدورنا. اللهم واصلح ذات بيننا والف بين قلوبنا. واهدنا سبل السلام واخرجنا من الى النور وبارك لنا في اسماعنا وابصارنا وازواجنا وذرياتنا واموالنا واوقاتنا واجعلنا مباركين اين انما كنا اللهم اغفر لنا ذنبنا كله دقه وجله اوله واخره سره وعلنا. اللهم اغفر لنا ما قدمنا وما اخرنا وما اسررنا وما اعلنا وما انت اعلم به منا انت المقدم وانت المؤخر لا اله الا انت. اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك. ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك. ومن اليقين ما تهون علينا مصائب الدنيا. اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا. ما احييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ ولا تسلط علينا من لا يرحمنا. سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك. وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبد الله ورسوله نبينا محمد واله وصحبه اجمعين