الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الامام احمد بن علي المقرزي رحمه الله تعالى وغفر له ولشيخنا والسامعين قال في كتابه تجريد التوحيد المفيد فاصل العبادة محبة الله بل افراده تعالى بالمحبة فلا يحب معه سواه. وانما يحب ما يحبه لاجله وفيه. كما يحب انبيائه ورسله وملائكته بان محبتهم من تمام محبته وليست كمحبة من اتخذ من دونه اندادا يحبهم كحبه واذا كانت المحبة له هي حقيقة عبوديته وسرها فهي انما تتحقق باتباع امره واجتناب نهيه فعند اتباع الامر والنهي تتبين حقيقة العبودية والمحبة ولهذا جعل سبحانه اتباع رسوله صلى الله عليه وسلم علما عليها وشاهدا لها كما قال تعالى قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله فجعل اتباع رسوله مشروطا بمحبتهم لله تعالى وشرطا لمحبة الله لهم. ووجود المشروط بدون تحقق ممتنع فعلم انتفاء المحبة عند انتفاء المتابعة للرسول. ولا يكفي ذلك حتى يكون الله ورسوله احب اليه مما سواهما ومتى كان عنده شيء احب اليه منهما فهو الاشراق الذي لا يغفره. قال تعالى قل ان كان اباؤكم وابناؤكم اخوانكم وازواجكم وعشيرتكم واموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها احب اليكم من الله ورسوله احب اليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بامره. والله لا يهدي القوم الفاسقين. وكل من قدم قول غير الله على قول الله او حكم به او حكم اليه فليس ممن احبه لكن قد يشتبه الامر على من يقدم قول احد او حكمه او طاعته على قوله ظن منه انه لا يأمر ولا يحكم ولا يقول الا ما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم فيطيعه ويحاكم اليه ويتلقى اقواله كذلك فهذا معذور اذا لم يقدر على غير ذلك واما اذا قدر على الوصول الى الرسول صلى الله عليه وسلم وعرف ان غير من اتبعه اولى به مطلقا او في بعض الامور كمسألة معينة ولم يلتفت الى قول الرسول صلى الله عليه وسلم ولا الى قول من هو اولى به فهذا يخاف عليه وكل ما يتعلل به من عدم العلم او عدم الفهم او عدم اعطاء الة الفقه في الدين. او الاحتجاج بالاشباه والنظائر او بان ذلك المتقدم كان اعلم مني بمراده صلى الله عليه وسلم فكلها تعللات لا تفيد. هذا مع الاقرار بجواز الخطأ على غير المعصوم. الا ان ينازع في هذه القاعدة فتسقط كلمته وهذا هو داخل تحت الوعيد فان استحل مع ذلك ثلب من خالفه وقرض عرظه ودينه بلسانه او انتقل من هذا الى عقوبته او السعي في اذاه فهو من الظلمة المعتدين ونواب المفسدين الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد ذكر المصنف الامام المقريزي رحمه الله تعالى فيما سبق ان ان الله تعالى خلق الخلق لعبادته الجامعة لكمال محبته مع الخضوع له والانقياد لامره وهذا بيان منه رحمه الله تعالى لحقيقة العبودية باعتبار العابد وهي غاية الحب مع غاية الذل لله عز وجل اما باعتبار عمل العابد فهي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الاقوال والاعمال الظاهرة والباطنة ولما بين رحمه الله تعالى حقيقة العبودية وانها قائمة على الحب والذل للمعبود سبحانه وتعالى اخذ يبين بيانا نافعا ومفيدا فيما يتعلق بالحب الذي هو اصل العبودية واساسها الذي عليه تقوم قال رحمه الله فاصل العبادة محبة الله اصل العبادة محبة الله اصل عبادة الله عز وجل الذي عليه قيام العبادة محبة الله عز وجل ولهذا كلما كانت محبة الله في قلب العبد اعظم كان ذل العبد له وطاعته لامره واجتنابه لنهيه اعظم واكثر فالاعمال فزيدوا بزيادة هذه المحبة وتنقص بنقصها ولهذا اذا ظعفت المحبة في القلب ضعف الاقبال على الطاعة بل ان النقص علامة على الضعف النقص النقص علامة على الضعف لانها متى ما قويت اه المحبة وقوي في القلب اعماله ظهر ذلك على الجوارح طاعة وامتثالا وانقيادا كما قال عليه الصلاة والسلام لان في الجسد مضغة اذا صلحت صلح الجسد كله واذا فسدت فسد الجسد كله الا وهي القلب وان اعظم ما تصلح به هذه المضغة حب الله عز وجل وتقديم محبته على كل محبوب وان يميل القلب بكليته حبا لله وتعظيما له سبحانه وتعالى وتقديما لهذه المحبة على كل محبوب فاذا وجدت هذه المحبة وجدت فروعها واثارها وانتفى ايضا ما يضادها كما جمع بين النبي صلى الله عليه وسلم بين هذه الامور الثلاثة في قوله ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الايمان ان يكون الله ورسوله احب اليهم ما سواهما وان يحب المرء لا يحبه الا لله وهذا فرع المحبة او ما يتفرع عنها وان يكره ان يعود في الكفر بعد ان انقذه الله منه كما يكره ان يقذف في النار وهذا البعد عن المضاد او ما يضادها وينافيها فمحبة الله عز وجل هي اساس المحبة اساس العبادة واصلها الذي عليه تقوم قال فاصل العبادة محبة الله فاصل العبادة محبة الله بل افراده تعالى بالمحبة بل افراده تعالى بالمحبة لان المحبة نفسها عبادة وقربة لله جل شأنه محبة العبودية التي هي محبة الخضوع والانكسار والذل والخضوع هذه خاصة بالله لا يجوز صرفها لغيره سبحانه وتعالى واذا صرفت لغيره كان ذلكم شركا ناقلا من ملة الاسلام كما سيأتي كما في قول الله سبحانه وتعالى ومن الناس من يتخذ من دون الله ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا يحبونهم كحب الله فهذا شرك وهو تسوية لغير الله بالله في المحبة ومن الناس اي المشركين الكفار من يتخذ من دون الله اندادا يحبونهم كحب الله يحبونهم اي الانداد كحب الله اي حبا مساويا ومماثلا لحبهم لله سبحانه وتعالى ولهذا يوم القيامة اذا دخل هؤلاء النار ليخلدوا فيها ابذ الاباد يقولون على وجه الندامة التي لا تفيد تالله ان كنا لفي ضلال مبين اذ نسويكم برب العالمين ومن المعلوم انهم لم يسووا اصنامهم برب العالمين في الخلق والرزق والاحياء والتدبير والاماتة فانهم يقولون ان اصنامهم لا تملك شيئا من ذلك وانما سووا بينهم وبين الله سبحانه وتعالى في المحبة وما يتفرع عنها من ذل وخضوع وانكسار ودعاء ورجاء وغير ذلك من عبوديات لا تصلح ولا تنبغي الا الله عز وجل وحده ولهذا قال الله جل شأنه عن هؤلاء ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا يحبونهم كحب الله والمراد بالحب هنا الحب الخاص الحب الخالص الذي هو حق الله على عبيدي سبحانه وتعالى وهي محبة العبودية وهي محبة العبودية المستلزمة للخضوع والذل والطاعة والانقياد والامتثال وهذه لا تنبغي الا لله وهناك محبة طبيعية جبل كل انسان عليها حبه لاهله حبه لبيته حبه اه تجارة حبه لعشيرته هذا لا ضير فيه هذا يسمى حب طبيعي حب طبيعي كل انسان جبل على هذه المحبة وهي محبة طبيعية وليست محبة عبودية عندما يحب الانسان والدته او مثلا ابنه او تجارته او نحو ذلك ليس حب عبودية ليس حب عبودية لكن ان قدم هذه الاشياء ان قدم هذه الاشياء على حب الله جل شأنه وكانت عنده اثار وفي قلبه اعظم ومكانتها عنده اجل فهذا الذي جاء فيه قول الله عز وجل قل ان قل ان كان اباؤكم وابناؤكم واخوانكم وازواجكم وعشيرتكم واموال وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها احب اليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا فالوعيد جاء في ذلكم. اما من كان يحب هذه الاشياء ولا يقدم محبتها على محبة الله فلا ضير عليه قال بل افراده تعالى بالمحبة اي محبة العبودية فلا فلا يحب معه سواه. فلا يحب معه سواه اي لا يحب مع الله تبارك وتعالى غيره في هذه المحبة التي هي خالصة لله وحق له على العبيد لا يشرك معه سبحانه وتعالى غيره فيها وانما يحب وانما يحب ما يحبه لاجله وفيه وانما يحب ما يحبه لاجله وفيه اه لا يحب نعم معه سواه وانما يحب ما يحبه لاجله وفيه فيكون محبته للاشياء الاخرى تبع مثل ما قال عليه الصلاة والسلام اوثق عرى الايمان الحب في الله والبغض في الله ومثل ايضا ما قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الاخر من احب لله وابغض لله واعطى لله ومنع لله فقد استكمل من ومر معنا في الحديث المتقدم آآ وان يحب المرء لا يحبه الا لله وان يحب المرء لا يحبه الا لله فالحب في الله ولاجله هذا تبع لمحبة الله وفرع عنها تبع لمحبة الله جل وعلا وفرع عنها قال وانما يحب ما يحبه لاجله وفيه امثلة على ذلك قال كما يحب انبياءه ورسله وملائكته وكذلكم الصالحين من عباده. هذا كله محبة تبع لمحبة الله وجاء في الجامع للترمذي وقال حسن صحيح ونقل ايضا هذا الحكم عن الامام البخاري رحمه الله في حديث معاذ قال عليه الصلاة والسلام اسألك حبك وحب من يحبك والعمل الذي يقربني الى حبك. هذا دعاء عظيم جدا جدنا عظيم هذا الدعاء وجمع هذه الخيرات كلها اللهم اني اسألك حبك وحب من يحبك والعمل الذي يقربني الى حبك واذا اجتمعت هذه اه هذا الحب في العبد صلحت حاله كلها قال اسألك حبك وهذا الاصل حب الله الذي هو العبودية والذل والخضوع طواعية والامتثال وهو خاص بالله اللهم اني اسألك حبك ثم ذكر بعدها ما هو تبع لهذه المحبة وفرع عنها قال وحب من يحبك وحب من يحب اي وارزقني حب من يحبه. وهذا يدخل فيه حب الانبياء وحب الملائكة وحب الصالحين من عباد الله فان محبة هؤلاء تبع لمحبة الله محبة الله هي الاصل ومحبة هؤلاء تبعا وهي داخلة في قوله وحب من يحبك فهي تبع لمحبة الله عز وجل. قال وحب العمل الذي يقربني الى حبك وهو حب طاعات الدين حب الصلاة وحب الصيام وحب الحج وحب الصدقات وحب البر وحب الاحسان وحب الصدق كل الاعمال التي يحبها الله سبحانه وتعالى يسأل الله في هذا الدعاء ان يرزقه حبها قال ااسألك حبك وحب من يحبك والعمل اي حب العمل الذي يقربني الى حبك قال لان محبتهم اي اي الانبياء والرسل والملائكة وكذلك الصالحين من عباد الله لان محبتهم من تمام محبته. فهي تبع من تمام محبة الله ولا يكون العبد صادقا في حبه لله الا ان احب ما يحبه الله الا ان احب ما يحبه الله وهذا يبين لنا وجه كونها من تمام المحبة من تمام محبة الله ان تحب ما يحبه الله فمحبة الانبياء ومحبة الرسل ومحبة الملائكة وكذلك محبة الاعمال الصالحة المقربة الى الله سبحانه وتعالى كل ذلك هم من تمام محبة الله وليست كمحبة من اتخذ من دونه اندادا يحبهم كحب الله وليست كمحبة من اتخذ من دونه اندادا يحبهم كحب الله اي هناك فرق شاسع بين من يحب الانبياء ويحب الصالحين ويحب الملائكة وبين المشركين الذين كانوا يحبون الاصنام او حتى ايضا يحبون الاولياء والصالحين لكن حب ماذا يحبونهم حب ماذا؟ عبادته. حب عبودية يحبونهم حب عبودية وذل ولهذا نشأ عن حبهم لهم حب العبودية والذل ان دعوهم وذبحوا لهم ونذروا لهم وصرفوا لهم العبوديات التي هي خاصة بالله سبحانه وتعالى حيث اشركوهم مع الله في حب العبودية ولهذا فرق بين حب الانبياء والصالحين والملائكة على وجه التبعية لحب الله نحبهم لان لان الله يحبهم ولانهم يحبون الله ولان الله امرنا بحبهم فرق بين هذا الحب وبين حب اولئك الذين يحبون غير الله اندادا يسوونهم بالله سبحانه وتعالى في المحبة ولهذا آآ قال الله ومن الناس ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا يحبونهم كحب الله ومن الناس المراد بهما الكفار المشركين يتخذ من دون الله اندادا اي شركاء يحبونهم ايحبون الانداد كحب الله يحبونهم كحب الله قيل في معنى الاية يحبونهم كحب الله اي يحبون اندادهم مثل ما يحبون الله يحبونهم كحب الله اي يحبون اندادهم مثل ما يحبون الله وقيل في في معنى الاية يحبون يحبونهم كحب الله يحبون اندادهم كحب المؤمنين لله يحبون اندادهم كحب المؤمنين لله والصحيح في معنى الاية ان المشركين يحبون اندادهم حبا مماثلا لحبهم لله يحبون اندادهم حبا مماثلا لحب الله وليسوا وليس كما قيل في معنى الاية الاخر يحبون اندادا كحب المؤمنين لله لان هذا متناقض لان حب المؤمنين لله خالص وحب المشركين لله اه في تسوية واشراك فالصحيح في معنى الاية ان المشركين يحبون اندادهم مثل ما يحبون الله. اي سووا بينهم وبين الله في المحبة ولهذا يقولون يوم القيامة كما قدمت في الاية الكريمة تالله ان كنا لفي ضلال مبين اذ نسويكم برب العالمين. اي انهم سووا مع الله غيره في المحبة ثم بعد ذلك يتبع هذه التسوية ما يتفرع عنها من عبوديات وذل وخضوع وانكسار وغير ذلكم مما صنعه آآ المشركون بهذه الانداد المتخذة قال واذا كانت المحبة له واذا كانت المحبة له يعني لله جل شأنه هي حقيقة عبوديته وسرها فهي انما تتحقق باتباع امره واجتناب نهيه وهذا كلام متين فيه بيان علامة المحبة وان محبة الله سبحانه وتعالى ليست مجرد دعوة يدعيها الانسان بل للمحبة علامة ان ظهرت العلامة كانت المحبة صادقة. وان لم تظهر العلامة فالمحبة فيها ما فيها فليست العبرة بالدعاوى ليست العبرة ان يقول الانسان انا احب الله مجرد دعوة وانما العبرة في ما يظهر عليه من علامة تدل على صدق المحبة والدعاوى اذا لم يقم عليها بينات فاهلها ادعياء فاهل ادعياء ولو كانت الامور بالدعاوى لو كانت الامور بالدعاوى فان اخوان القردة والخنازير اليهود يقولون نحن ابناء الله واحباؤه يقولون نحن ابناء الله واحباءه ويقولون لن يدخل الجنة الا من كان او نصارى الدعاوى سهلة يعني من السهل على الانسان ان يجري لسانه مثلا انا احب الله او انا اتقي الله او انا اخاف الله لكن مجرد الدعوة التي تدعى باللسان ليست كافية ولهذا قال الحسن البصري رحمه الله تعالى ليس الايمان بالتمني ولا بالتحلي ليس الايمان بالتمني ولا بالتحلي ولكن الايمان ما وقر في القلب وصدقته الاعمال. ليس الايمان بالتمني يعني ليس الايمان مجرد اماني قال الله تعالى ليس بامانيكم ولا اماني اهل الكتاب. من يعمل سوءا يجزى به ليس الامام بمجرد الاماني اتمنى كذا وارجو ان اكون كذا بدون اعمال وبدون شيء يقر في القلب يدفع الانسان الى صالح الاعمال وسديد الاقوال ولا ايظا بالتحلي والتحلي المراد به مجرد الدعاوى مجرد الدعاوى لان الدعوة المجردة سهلة على كل انسان ويسير على كل لسان من السهل جدا ان يقول الانسان انا من المتقين او انا ممن يحبون الله حبا عظيما او انا ممن يحب الرسول صلى الله عليه وسلم حبا عظيما. هذي كلمة سهلة جدا على لسان كل احد وليست العبرة بمجرد الدعاوى ليست العبرة بمجرد الدعاوى ولهذا ننتبه لكلامه قال واذا كانت المحبة له هي حقيقة عبوديته وسرها فهي انما تتحقق باتباع امره فهي انما تتحقق باتباع امره واجتناب نهيه فاذا كان العبد متبعا امر الله مجتنبا نهي الله جل شأنه فهذه علامة على صدق المحبة علامة على صدق المحبة فعند اتباع الامر والنهي تتبين حقيقة العبودية والمحبة تتبين حقيقة العبودية والمحبة عند الامر والنهي تتبين وكأن المؤلف رحمه الله تعالى ينبه بذلك الى ان من اراد ان ان ان يعرف هذا الامر في واقعه وفي حقيقته فلينظر في فليمتحن نفسه في هذا الباب في ضوء الاتباع والامتثال والاجتناب لما حرم الله سبحانه وتعالى اما ان يكون الاوامر والنواهي في وادي وهو في واد اخر ثم يقول انا احب الله اين العلامة تعصي الاله وانت تزعم حبه هذا لعمري في القياس شنيع. لو كان حبك صادقا لاطعته ان المحب لمن احب مطيع فاذا كانت محبة صادقة لا بد ان تثمر اتباعا لابد ان تثمر انقيادا وامتثالا قال ولهذا جعل سبحانه اتباع رسوله صلى الله عليه وسلم علاما على من عليها وشاهدا لها جعل الله اتباع رسوله صلى الله عليه وسلم علما عليها وشاهدا لها علم على انه موجودة المحبة فعلا وشاهدا وذلكم في قوله قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني هذه العلامة ولهذا قال آآ آآ جماعة من السلف من المفسرين عن هذه الاية قالوا هذه اية المحنة هذه اية المحنة بمعنى ان كل من ادعى محبة الله فليمتحن نفسه في ضوء الاية كل من ادعى محبة الله فليمتحن نفسه في ضوء الاية. قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني هذي العلامة هذه هي العلامة المميزة ولهذا قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره لهذه الاية قال هذه الاية قال كلاما معناه هذه الاية حاكمة على كل من ادعى محبة الله دون الالتزام بالشرع المحمدي والنهج النبوي بان دعواه كاذبة بان دعواه كاذبة لان العلامة ما ظهرت ونقل نقل عن بعض السلف انه قال ليس الشأن ان تحب ولكن الشأن ان تحب ليس الشأن ان تحب ان تقول انا احب الله ولكن الشأن ان يحبك الله والله سبحانه وتعالى لا يحبك بمجرد دعوة تدعيها دون عمل ودون طواعية ودون امتثال لامر الله سبحانه وتعالى. بل لن تنال محبة الله الا بهذه العلامة الواضحة التي كل يمتحن نفسه على على ضوئها قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم فاتبعوني نقل ابن كثير عن الحسن البصري رحمه الله انه قال زعم قوم فقالوا انا نحب ربنا حبا شديدا فانزل الله قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله اي لا يكفي هذا القول المجرد انا احب الله حبا شديدا او انا احب الله اكثر من كل شيء انا احب الله اكثر من كل شيء ومحبة الله في قلبه المقدمة على كل شيء ممكن يكون الانسان مثل هذه الكلمات واكثر بسهولة لكن ليست ليست هي المقياس ليس هذا القول المجرد هو المقياس الذي تنال به ولاية الله الى العبد وانما المحك فعلا هو الاتباع للرسول الكريم صلوات صلوات الله وسلامه عليه ولزوم منهجه القويم قال ولهذا جعل سبحانه اتباع رسوله صلى الله عليه وسلم علما عليها وشاهدا لها كما قال تعالى قل كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله فجعل اتباع رسوله مشروطا بمحبته بمحبتهم لله تعالى جعل اتباع رسوله صلى الله عليه وسلم مشروطا بمحبتهم لله تعالى وشرطا لمحبة الله لهم ووجود المشروط بدون تحقق شرطه ممتنع وجود المشروط بدون وجود شرط ممتنع يعني ممتنع ان ان توجد محبة صادقة لله في القلب بدون اتباع للرسول الكريم عليه الصلاة والسلام ممتنع ان ان توجد محبة صادقة في القلب لله سبحانه وتعالى بدون اتباع للرسول الكريم عليه الصلاة والسلام واذا اخذت الامور بدلالات هذه الاية الكريمة فان محبة الله عز وجل انما تكون باتباع رسوله عليه الصلاة والسلام وحب الله للعبد حب الله جل وعلا للعبد لا يكون الا بحب العبد لله ولا يكون حب العبد لله صادقا الا باتباع الرسول عليه الصلاة والسلام امور اخذ بعضها ببعض قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله فجعل اتباع رسوله صلى الله عليه وسلم مشروطا بمحبتهم لله تعالى وشرطا لمحبة الله لهم ووجود المشروط بدون تحقق شرطه ممتنع فعلم فعلم انتفاء المحبة عند انتفاء المتابعة فعلم انتفاء المحبة عند انتفاء المتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم ولا يكفي في ذلك حتى يكون الله ورسوله ولا يكفي في ذلك حتى يكون الله ورسوله ولا يكفي ذلك حتى نعم ولا يكفي ذلك حتى يكون الله ورسوله احب اليه مما سواهما مثل ما في الحديث ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الايمان الاول ان يكون الله ورسوله احب اليه مما سواهما وكون الله ورسوله صلى الله عليه وسلم احب اليهم ما سواهما هذا لا بد ان ان تظهر علامته الا وهي الاتباع الصادق للرسول الكريم عليه صلوات الله وسلامه اما مجرد الدعاوى فهذه لا تكفي من عجيب امر اهل الباطل واهل الطرق الباطلة واهل الطرق الباطلة انهم عكسوا هذه الحقيقة في الاولياء المزعومين عكسوا هذه الحقيقة في الاوليا المزعومين وادعوا في بعض الاولياء انه لا ذنوب عليه قالوا لان الله يحبه يعني لو يفعل ما يفعل من الذنوب ليس عليه ذنوب قال لان الله يحبه وهذا افتيات وافتراء فتيات وافتراء لان حب الله سبحانه وتعالى للعبد حب الله سبحانه وتعالى للعبد لابد فيه ماذا؟ من اتباعا لامره سبحانه وتعالى ولزوما لنهجه او يقولون ان بعض الاولياء المزعومين بلغ رتبة في حب الله له فسقطت عنه التكاليف. ليس مأمورا بها لا الاوامر ولا النواهي ويسمون صاحب هذه الحال الواصل ويزعمون ايضا زعما اشد واشنع من من هذا في اه امور كثيرة تكثر عند الطرقية اهل الباطل والضلال. وكلها يلبسونها لباس المحبة حتى البدع التي يمارسونها حتى البدع التي يمارسونها والضلالات التي يتواردون عليها كلها تلبس لباس المحبة وهي اعمال باطلة ما انزل الله بها من سلطان سواء ما كان من اوراد او ما كان من احتفالات او ما كان من امور غير ذلك كلها تدخل تحت هذا الباب وليس الباب مشرع يفعل الانسان ما شاء ليظهر به علامة لمحبته. وانما العلامة المحبة. العلامة للمحبة الصادقة تكون بالاتباع لا بالابتداع ولننتبه لهذا المحبة الصادقة بالاتباع لا بالابتداع قال فاتبعوني قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني. فالمحبة الصادقة بالاتباع اما ان اما ان تخترع اعمال ويزعم انهم ان انها تفعل من اجل تحقيق المحبة لم تكن يوما البدعة محققة المحبة والبدعة لا لا لا ينال منها او لا تحقق محبة وانما تزيد العبد بعدا تزيد العبد بعدا واعماله ردا وعدم قبول كما قال عليه الصلاة والسلام من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد ولا يشفع للانسان فساد عمله انه لم يفعل ذلك الا محبة لا يشفع له ذلك بل لابد ان يكون العمل موافق لابد ان يكون العمل موافق لهدي النبي صلى الله عليه وسلم احيانا بعض الناس يفعل امرا بدافع المحبة وفعلا يقول لك والله ما فعلت ذلك الا حبا للرسول عليه الصلاة والسلام ويكون صادقا في يمينه انه لم يفعله الا حبا للرسول عليه الصلاة والسلام. لكن الطريق خطأ لكن الطريق خاطئ احد الصحابة في يوم عيد الاضحى بيوم عيد الاضحى جاءته فكرة ورأي ان يذبح الظحية قبل صلاة العيد ان يذبح الضحية قبل صلاة العيد. والذي دفعه لذلك المحبة محبة النبي صلى الله عليه وسلم ومحبة الخير لماذا قال بحيث اذبحها قبل الصلاة ولا ينتهي النبي صلى الله عليه وسلم والناس من الصلاة الا وهي جاهزة الا وهي جاهزة فذبحها قبل الصلاة فلما بلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم قال شاتك شاة لحم هي ليست اضحية شاتك شاة لحم مع ان الذي دفعه لذلك المحبة وحب الخير والرغبة في الخير فقال له ساتك شاة لحم يعني اذا تريد اضحية بعد الصلاة وليس قبل الصلاة فلم يشفع له حسن قصده في ان تكون اه ان تكون ذبيحته اضحية مجزئة اصبحت شاة لحم وليست ضحية مجزئة لماذا لان الاضحية بعد الصلاة قال شاتك شاة لحم فالشاهد ان هذا امر عظيم وهو ان المحبة الصادقة لله تظهر بالاتباع لرسول الله صلوات الله وسلامه عليه قال ومتى كان عنده شيء احب اليه منهما فهو الاشراك متى كان عنده شيء احب اليه منهما فهو الاشراك الذي لا يغفره الله ومراد المصنف هنا مراد المصنف هنا بقوله شيء احب اليه المراد بالحب هنا اي الحب الذي يوجد الذي يوجب قصد المحبوب بالتأله الذي يوجب قصد المحبوب بالتألم. فاذا وجد في قلب احد حبا يوجب قصد المحبوب بالتأله فهذا الاشراك بالله سبحانه وتعالى الناقل من ملة الاسلام الذي لا يغفر لصاحبه. وما تحدثنا عنه سابقا حب الذي هو حق خالص لله سبحانه وتعالى ثم اورد قول الله جل شأنه قل ان كان اباؤكم وابناؤكم واخوانكم وازواجكم وعشيرتكم واموال اقترفتموها تجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها. يسمي بعض المفسرين هذه الامور المحاب الثمانية يسمونها المحاب الثمانية. ثمانية اشياء كل انسان جبل على حبها ومن الذي لا يحب اباه او ابنه او اخاه؟ او اه زوجه او عشيرته او الى اخره هذه امور جبن الانسان على حبها ولا شيء في ذلك ولا ضير فيه لكن الخطورة تكمن في ان تقدم هذه الاشياء او يقدم شيء منها على محبة الله سبحانه وتعالى ومحبة رسوله صلى الله عليه وسلم ولهذا جاء الوعيد بقوله فتربصوا حتى يأتي الله بامره والله لا يهدي القوم الفاسقين قال وكل من قدم قول غير الله وكل من قدم قول غير الله على قول الله او حكم او حكم به او حاكم اليه فليس ممن احبه فليس ممن احبه فهذا التقديم راجع الى ضعف المحبة او انعدامها راجع الى ضعف المحبة او انعدامها. لكن قد يشتبه الامر هنا ينبه على مسألة لكن قد يشتبه الامر على من قول احد او حكمه او طاعته يقدم قول احد او حكمه او طاعته على قوله يعني قول الله سبحانه وتعالى او قول رسوله صلى الله عليه وسلم المبلغ عنه ظنا منه يكون هذا التقديم مبني على ظن وهو ظنا منه انه لا يأمر ولا يحكم ولا يقول الا ما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم فيطيعه يعني بعض الناس يقدم قول احد الاشخاص على الاية مثلا التي تبلغه او الحديث الذي يبلغه مما هو مخالف قولي هذا القائل وحكمه ويكون قدم قوله ويكون قدم قوله لانه يظن ان هذا هذا الشخص لمكانته ومنزلته العلمية لا يأمر ولا يحكم ولا يقول الا ما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم فيطيعه ويحاكم اليه ويتلقى اقواله كذلك يتلقى اقواله كذلك تجده مثلا يأخذ بقول عالم واذا قيل له ان قول هذا العالم مخالف للدليل يبقى على قول العالم الذي هو مخالف للدليل ظنا منه ان هذا العالم لا يقول الا قولا موافقا لقول الرسول عليه الصلاة والسلام معتمدا على دليلا عن الرسول صلى الله عليه وسلم لانه يقدم قوله قاصدا تقديم قوله على قول الرسول عليه الصلاة والسلام وهذا لا يصدر من مسلم فهذا معذور اذا لم يقدر على غير ذلك. فهذا معذور اذا لم يقدر على غير ذلك يعني اذا كان ليس عنده قدرة على معرفة الادلة والموازنة بينها والتمييز بين صحيحها وظعيفها الى اخره الى غير ذلك مما هو مقام اهل العلم قال واما اذا قدر على الوصول الى الرسول صلى الله عليه وسلم وعرف ان غير من اتبعه اولى به مطلقا وعرف ان غير من اتبعه اولى به مطلقا او في بعض الامور كمسألة معينة ولم يلتفت الى قول الرسول صلى الله عليه وسلم ولا الى قول من هو اولى به فهذا يخاف عليه يخاف عليه في دينه احد اهل العلم مثل مثالا تقريبيا لهذا الامر في مسألة الاستفادة من من اهل العلم والرجوع اليهم والتعويل عليهم قال هم بما هم بمثابة النجوم هم بمثابة النجوم يهتدى بها فمثلا شخص في صحراء ويريد ان يعرف القبلة ويريد ان يعرف القبلة ونظر في النجوم وله معرفة بها من اجل ان يحدد القبلة عمله صحيح وعلامات وبالنجم هم يهتدون لكن لو كان الرجل واقف امام الكعبة واقف امام الكعبة ويرفع رأسه الى السماء ايش تصنع يا فلان؟ قال حدد القبلة بالنجوم احدد القبلة والكعبة امامه الكعبة امامه ويقول احدد القبلة بالنجوم فهذا مثل يقرب المسألة. الشخص الذي آآ لم يهتدي الى الحكم ولم يهتدي الى الدليل واستعان باهل العلم وباقوالهم من اجل ان يصل لا غير عليه لكن اذا كان الدليل واظح وصريح والحكم بين امامه ثم يتركه وهو واضح امامه بين امامه يتركه من اجل قوله فلان او فلان فهذا الذي يخاف علي فهذا الذي يخاف عليه قال وكل ما يتعلل به من عدم من كل ما يتعلل به من عدم العلم وكل ما يتعلل به من عدم العلم او عدم الفهم او عدم اعطاء الة الفقه في الدين او الاحتجاج بالاشباه والنظائر او بان ذلك المتقدم كان اعلم مني بمراده صلى الله عليه وسلم فهي كلها تعللات لا تفيد تعللات لا تفيد يعني يتعلل بها بعض الناس ليترك السنة الواضحة ليترك السنة الواضحة. يعني بعض الناس يفعل مثلا بدعة احيانا ليس بدعة شركا بعظ الناس يفعل شركا وينهى عن ذلك ويذكر له الدليل او يفعل بدعة وينهى عن ذلك ويذكر له الدليل ويعتذر اعتذارا يريد ان يبقى بسببه على عمله يقول انا ما عندي فهم ما عندي فهم انا انا ما عندي علم ولا يقبل منك العلم الذي تعطيه اياه لكنه يقول تعللا فقط. يقول ما عندي فهم ولو انا ما عندي علم او ما عندي الة الفهم والفقه ثم يستمر على عمله الباطل ثم يستمر على عمله الباطل او يقول مثلا انا اتبع فلان من الناس واعتقد انه يفهم وانه يعلم الى اخره كل هذه التعللات لا تفيده كل هذه التعللات لا تفيده ان يترك كلام الله وكلام رسوله. عليه الصلاة والسلام الذي يبين له ويعرظ عليه فهذه تعللات تعللات لا لا تفيد هذا مع الاقرار بجواز الخطأ على غير المعصوم هذا مع الاقرار بجواز الخطأ على غير المعصوم الا ان ينازع في هذه القاعدة فتسقط مكالمته القاعدة التي بينها رحمه الله انفا وهذا هو داء وهذا هو داخل تحت الوعيد اي في النصوص آآ نصوص الكتاب والسنة التي فيها الوعيد لمن ترك قول الله او قول رسوله صلى الله عليه وسلم كقوله تعالى فليحذر الذين يخالفون عن امره ان تصيبهم فتنة او يصيبهم عذاب اليم. وقوله وما كان لمؤمن ولا مؤمنة اذا قظى الله ورسوله امرا ان يكون لهم الخيرة من امرهم وكذلكم قوله فان تنازعتم في شيء فردوه الى الله والرسول ان كنتم تؤمنون بالله واليوم الاخر ذلكم خير واحسن تأويلا وغير ذلك من النصوص قال فان استحل مع ذلك يعني اضافة الى خطأه هذا في مخالفة القاعدة المتقدمة ان استحل مع ذلك سلب من خالفه سلب من خالفه اي الطعن فيه واللمز له الوقيعة فيه اذا استحل كلب من خالفه وقرظ عرظه ودينه بلسانه يعني بان يتكلم ويخوظ في عرظه ويخوض في دينه وانتقل من هذا الى ايظا عقوبته او السعي في اذاه فهو من الظلمة المعتدين ونواب المفسدين يعني بعض الناس عندما يتعصب لباطل مثل ان يتعصب لبدعة من البدع او ظلالة من الضلالات ثم يوجد مثلا من يخالفه ويأتي بسنن واضحة وادلة بينة ولا يكون عنده ادلة يقاوم بها ما يحتج به فيقع فيه سلبا وشتما وسبا ووقيعة وربما زاد عن ذلك الى الاذى مثل ما يفعل ما يفعله بعض ارباب البدع عندما يوجد مثلا في بلدانهم داعية الى سنة مثل ما يفعل بعض اهل البدع عندما يوجد في بلدهم داعية الى سنة. ولا يستطيعون اه اسكاته بحجة. لانه معه الايات والاحاديث والادلة فماذا يفعلون ماذا يفعلون سب وشتم ووقيعة وطعن فيه وفي عرظه وفي عقله وفي فهمه وفي الى اخره وربما ايضا اذوه في نفسه وفي ولده وفي ماله الى غير ذلك فيكون من الظلمة المعتدين ونواب المفسدين يكون من الظلمة المعتدين ونواب المفسدين. الشاهد ان المحبة الحقيقية لله جل شأنه اذا قامت في القلب حقا وصدقا وجد في العبد اثارها بان يحب انبياء الله واولياءه وملائكته والصالحين من عباده وان يحب الطاعات التي امر الله سبحانه وتعالى بها وان ايضا يبتعد عن الامور التي تسخط الله جل وعلا وتغضبه فيجتمع فيه الخير الذي اه مر الاشارة الى اجتماعه في الدعوة العظيمة المباركة التي كان يدعو بها نبينا عليه الصلاة والسلام اسألك حبك وحب من يحبك والعمل الذي يقربني الى حبك ونسأل الله الكريم رب العرش العظيم ان يلهمنا جميعا رشد انفسنا وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين انه تبارك وتعالى سميع قريب مجيب. نعم قال رحمه الله تعالى واعلم ان للعبادة يكفي نعم احسن الله اليكم وبارك فيكم. ونفعنا الله بما قلتم وغفر الله لنا ولكم وللمسلمين. يقول هذا السائل نرجو من فضيلة الشيخ ان يبين لنا ما هي الاسباب التي ما هي الاسباب التي تجعل الانسان يحب الله ويحب الرسول صلى الله عليه وسلم هذه مسألة عظيمة هي من اعظم المسائل واحيلوا طلبة العلم فيها الى مدارج السالكين لابن القيم رحمه الله عندما تكلم عن منزلة المحبة محبة الله عز وجل عقد فصلا بعنوان الامور الجالبة لمحبة الله وذكر تحته عشرة امور عظيمة جالبة لمحبة الله ذكر تحته امور عشرة امور عظيمة جالبة لمحبة الله سبحانه وتعالى منها معرفة الله جل وعلا بمعرفة اسمائه عز وجل وصفاته ومنها الاكثار من ذكره جل وعلا بالاذكار المشروعة المأثورة ومنها الدعاء الذي هو مفتاح كل خير يحبه اه مفتاح كل خير في الدنيا والاخرة ومنها آآ العناية بالعبادات والمحافظة عليها والمواظبة عليها في اوقاتها ولا سيما فرائض الاسلام قد قال جل وعلا في الحديث القدسي لا ما تقرب الي عبدي بشيء احب الي مما افترظته عليه ولا يزال ولا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه وذكر منها ايضا العناية القيام ثلث الليل الاخر ذكرا ودعاء ومناجاة واستغفارا ومنها مجالسة اه اهل الفضل والخير والنبل فذكر الامام ابن القيم رحمه الله امور عشرة عظيمة جديرة بالتأمل الفهم والعمل والتطبيق. نعم احسن الله اليكم كيف يوفق العبد لمعرفة مداخل الشيطان مداخل اه الشيطان كثيرة. ليست مدخلا واحدا وانما هي مداخل والشيطان اه اه له طريقة في اغواءه لبني ادم وهي انه يسمى الانسان وينظر في ميولاته ورغباته بين وقت واخر فاذا وجد عنده ميلا للتدين سلك معه طريقا واذا وجد عنده ميلا للانفلات ايضا سلك معه طريقا ولهذا قال اهل العلم ان مداخل الشيطان مع كثرتها وتعددها ترجع الى مدخلين وهما الشبهات والشهوات ترجع الى مدخلين وهما الشبهات والشهوات ومدخل الشبهة يسلكه مع من عنده تدين ومن ومسلك الشهوة يسلكه مع من اه عنده شيء من التفلت والسلامة من المدخلين بالعناية بالعلم النافع والعمل الصالح فبالعلم النافع يسلم العبد من الشبهات وبالعمل الصالح يسلم من الشهوات ولهذا جاء في سورة الفاتحة اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت عليهم. غير المغضوب عليهم ولا الضالين والمنعم عليهم هم الذين جمعوا بين العلم النافع والعمل الصالح وبالعلم النافع ينجو العبد من الشبهات وبالعمل الصالح ينجو العبد من الشهوات نعم احسن الله اليكم هل يجوز تسمية البنت رجاء رجاء آآ اه معناها اه الامل او الرغبة وهي تحتمل رجاء يعني اه خير ورجاء غيره فالله تعالى اعلم لكنها يعني ليست تحمل معنى معينا محددا يعني حتى يقال انه يحمد مثلا في الجملة او يذم لانها تحتمل آآ رجاء خير وتحتمل ايضا رجاء غيره فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا نعم احسن الله اليكم يقول هل حديث ابي سعيد الخدري في قوله قال موسى يا ربي علمني شيئا اذكرك وادعوك به قال اليس يدل هذا على ان الله في السماء او يستدل بهذا على الادلة على ان الله سبحانه وتعالى في السماء بالمئات بل بالالاف كما قال اه ابن القيم رحمه الله في نونيته قال والله قال يا قومنا والله ان لقولنا الفا تدل عليه بل الفان امنتم من في السماء ان يخسف بكم الارض فاذا هي تمور ام امنتم من في السماء ان يرسل عليكم حاصبا فستعلمون كيف نذير؟ فالادلة على علو الله سبحانه وتعالى جل شأنه وانه في في السماء ومعنى في السماء على السماء مستو على عرشه بائن من خلقه جل شأنه كما اخبر عز شأن الرحمن على العرش استوى. نعم ووالله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد ونسأل الله الكريم اه رب العرش العظيم ان يلهمنا اجمعين رشد انفسنا وان يصلح لنا شأننا كله. وان يغفر لنا ولمشايخنا ولوالدينا ولمشايخنا والمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات اللهم اغفر لنا ذنبنا كله دقه وجله اوله واخر سره اللهم ات نفوسنا تقواها زكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها اللهم اصلح لنا ديننا الذي وعصمة امرنا واصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا واصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير راحة لنا من كل شر. اللهم اعنا ولا تعن علينا وانصرنا ولا تنصر علينا. وامكر لنا ولا تمكر علينا واهدنا ويسر الهدى لنا وانصرنا على من بغى علينا. اللهم اجعلنا لك ذاكرين لك شاكرين اليك اواهين منيبين لك لك مطيعين اللهم تقبل توبتنا واغسل حوبتنا وثبت حجتنا واهدي قلوبنا وسدد السنتنا واسلل سخيمة صدورنا اللهم اصلح ذات بيننا والف بين قلوبنا واهدنا سبل السلام واخرجنا من الظلمات الى النور وبارك لنا في اسماعنا وابصارنا ارنا وازواجنا وذرياتنا واموالنا واوقاتنا واجعلنا مباركين اينما كنا. اللهم انا نعوذ بك من شرور ومن سيئات اعمالنا ونعوذ بك من الشيطان الرجيم ونعوذ بك من شر كل دابة انت اخذ بناصيتها اللهم اهدنا اليك صراطا مستقيما ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين واصلح لنا شأننا كله لا اله الا انت اللهم امنا في اوطاننا واصلح ائمتنا وولاة امورنا واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك يا رب العالمين. اللهم وفق ولي امرنا لهداك واعنه على طاعتك يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والاكرام والبسه ثوب الصحة والعافية. اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك. ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك. ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا آآ اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا لا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا. سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله اله الا انت استغفرك واتوب اليك. اللهم صل على محمد وعلى ال محمد. كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد اللهم بارك على محمد وعلى ال محمد كما باركت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد واخر دعوانا ان الحمد لله لله رب العالمين