الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الامام احمد بن علي المقريزي رحمه الله تعالى وغفر له ولشيخنا والسامعين قال في كتابه تجريد التوحيد المفيد واعلم ان للعبادة اربع قواعد وهي التحقق بما يحب الله ورسوله ويرضاه وقيام ذلك بالقلب واللسان والجوارح فالعبودية اسم جامع لهذه المراتب الاربع فاصحاب العبادة حقا هم اصحابها فقول القلب هو اعتقاد ما اخبر الله عن نفسه واخبر رسوله عن ربه من اسمائه وصفاته وافعاله وملائكته ولقائه وما اشبه ذلك وقول اللسان الاخبار عنه بذلك والدعاء اليه والذنب عنه وتبيين بطلان البدع المخالفة له والقيام بذكره تعالى وتبليغ امره وعمل القلب كالمحبة له والتوكل عليه والانابة والخوف والرجاء والاخلاص والصبر على اوامره ونواهيه واقداره والرضا به وله عنه الموالاة فيه والمعاداة فيه والاخبات اليه والطمأنينة والطمأنينة به ونحو ذلك من اعمال القلوب التي فرضها اكد من فرض اعمال الجوارح ومستحبها احب الى الله تعالى من مستحب اعمال الجوارح واما اعمال الجوارح فكالصلاة والجهاد ونقل الاقدام الى الجمعة والجماعات ومساعدة العاجز والاحسان الى الخلق ونحو ذلك فقول العبد في صلاته اياك نعبد التزام احكام هذه الاربعة واقرار بها وقوله واياك نستعين طلب الاعانة عليها والتوفيق لها وقوله اهدنا الصراط المستقيم متضمن للامرين على التفصيل. والهام القيام بهما وسلوك طريق السالكين الى الله تعالى والله الموفق بمنه وكرمه والحمد لله وحده وصلى الله على من لا نبي بعده واله وصحبه ووارثيه وحزبه. تم الكتاب بعون الله الملك الوهاب الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فهذه خاتمة هذا الكتاب الماتع النافع تجريد التوحيد للامام المقريزي رحمه الله تعالى وقد ذكر في هذه الخاتمة اربعة قواعد تقوم عليها العبادة فالعبادة لها اربع قواعد وهي التحقق بما يحبه الله ورسوله ويرضاه وقيام ذلك بالقلب واللسان والجوارح هذا جماع هذه الامور الاربعة ثم ذكرها رحمه الله تعالى مفصلة قال فالعبودية اسم جامع لهذه المراتب الاربعة فاصحاب العبادة حقا هم اصحابها بمعنى ان من اكرمه الله سبحانه وتعالى ومن عليه هذه القواعد الاربعة كان بذلكم من اصحاب العبادة حقا واهلها صدقا ثم فصل رحمه الله هذه القواعد الاول منها قول القلب الاول من هذه القواعد قول القلب وقول القلب ما يكون فيه من اعتقاد عليه قيام دين الله ما يكون عليه القلب من اعتقاد وايمان عليه قيام دين الله لان دين الله سبحانه وتعالى لا قيام له الا على اعتقاد صحيح وايمان قويم وبدون هذا الاعتقاد وهذا الايمان لا قيام للدين ولا انتفاع بالعمل كما قال الله سبحانه وتعالى ومن يكفر بالايمان فقد حبط عمله ومن يكفر بالايمان فقد حبط عمله وهو في الاخرة من الخاسرين والاعمال انما تصح وتكون مقبولة اذا قامت على عقيدة صحيحة وايمان قويم ولهذا قال الله تعالى من عمل صالحا من ذكر او انثى وهو مؤمن وقالوا ومن اراد الاخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن والايات في هذا المعنى كثيرة والمراد بقول القلب اي ما يكون في القلب من عقيدة وايمان يقوم عليها دين الله واعظم ذلكم اصل اصول الايمان وهو الايمان بالله رب العالمين الايمان بالله رب العالمين. امن الرسول بما انزل اليه من ربه والمؤمنون كل امن بالله هذا اصل اصول الايمان ثم يتبعه اصول اخرى وهي الايمان بالملائكة والكتب والرسل واليوم الاخر قال كل امن بالله وملائكته وكتبه ورسله فهذه اصول تابعة لاصل الاصول قال رحمه الله فقول القلب هو اعتقاد ما اخبر الله عن نفسه واخبر رسوله صلى الله عليه وسلم عن ربه من اسمائه وصفاته وافعاله وهذا كما اسلفت اصل اصول الايمان باعتقاد فيما يتعلق ما اخبر الله به عن نفسه وما اخبر به عنه رسوله عليه الصلاة والسلام من الاسماء والصفات والافعال وهذا الايمان بالله اعظم اركان الايمان الستة واجلها واصل اه واصلها فانها اليه ترجع وعنه تتفرع قال واخبر ما اخبر الله عن نفسه واخبر عن واخبر رسوله عن ربه من اسمائه وصفاته وافعاله وهذا ايضا فيه التنبيه الى ان اسماء الله سبحانه وتعالى وصفاته توقيفية يتوقف في اثباته على الدليل. قال الله قال رسوله كما قال الامام احمد رحمه الله ونصف الله بما وصف به نفسه وبما وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم لا نتجاوز القرآن والحديث لا نتجاوز القرآن والحديث فاسماء الله وصفاته يتوقف في اثباتها على الدليل والدليل قال الله قال رسوله صلوات الله وسلامه وبركاته عليه ثم اشار الى بقية الاصول التابعة لهذا الاصل قال وملائكته هذا من اصول الايمان الايمان بالملائكة الكرام ايمانا باسمائهم واوصافهم واعدادهم ووظائفهم اجمالا فيما اجمل وتفصيلا فيما فصل فالايمان بهم ركن من من اركان الايمان واصل من اصول الدين قال ولقائه اي الايمان باليوم الاخر. وهو ايظا ركن من اركان الايمان وما اشبه ذلك كالايمان بالرسل والايمان بالكتب والايمان بالاقدار اقدار الله سبحانه وتعالى كل ذلكم داخل في هذا الامر وهو قول القلب قول القلب وقد قال الله سبحانه وتعالى قولوا امنا بالله وقال عليه الصلاة والسلام في حديث سفيان الثقفي قل امنت بالله ثم استقم فهذا فهذا قول القلب قول القلب اي العقيدة التي تكون في القلب ويقوم عليها الدين وهي لدين الله سبحانه وتعالى بمثابة الاصول للاشجار والاسس للبنيان الم تر كيف ظرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة اصلها ثابت وفرعها في السماء قال وقول اللسان وقول اللسان ثم بينه قال الاخبار عنه بذلك الاخبار عنه بذلك الاخبار عنه جل شأنه اسمائه وصفاته وعظمته سعة علمه وعموم رحمته وشمول قدرته ونفوذ مشيئته الى غير ذلكم من اسمائه وصفاته هذا كله عبادة وقربى من اعظم القرب التي يتقرب بها الى الله سبحانه وتعالى ولهذا لا ينبغي لطالب العلم ان يغفل عن هذا وهو يدرس كتب الاعتقاد التي تعرفه بالله وتعرفه باسمائه وتعرفه بصفاته وتعرفه بافعاله وبعظمته وجلاله وجماله هذي من اعظم القرى من اعظم القرب التي يتقرب بها الى الله وكذلكم تعريف الناس بذلك تعريف الناس ان يعرف الداعية او المعلم او الواعظ او المذكر ان يعرف الناس بالله ربهم باسمائه وصفاته وعظمته هذا من اعظم ما يتقرب به الى الله ومن اعظم ما ينبغي ان يقوله المرء بلسانه تعريفا بالله جل شأنه قال الاخبار عنه بذلك والدعاء اليه الدعاء اليه الدعوة الى الله سبحانه وتعالى على بصيرة هذي ايضا من العبوديات العظام ومما يتقرب به الى الله سبحانه وتعالى. وهي وظيفة انبياء الله ورسله كما قال الله تعالى قل هذه سبيلي ادعو الى الله على بصيرة انا ومن اتبعني وسبحان الله وما انا من المشركين فالدعوة الى الله جل شأنه من اعظم القرب التي يتقرب بها اليه جل جل وعلا. وقد قال لعلي لان يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم قال والدب عنه الذب عنه اي ان يكون العبد منتصرا لدين الله ذابا عن دين الله وحاميا لحمى الدين يرد افعال المبطلين وعدوان المعتدين وظلم الظالمين وتعدي المتعدين فهذا ايضا من القرب التي يتقرب بها الى الله عز وجل قال وتبيان بطلان البدع المخالفة له وتبيان البدع المخالفة له ان يبين للناس خطورة البدع وان يحذر الناس من البدع وان ينهى الناس عن البدع فهذا كله من القرب مما يتقرب به الى الله جل وعلا نهي الناس عن البدع التي لا تزيدهم عن الله الا بعدا ولا تقربهم من الله فاذا اخذ يبين لهم خطر البدع وضررها وانها لا تقبل ويذكر لهم اعمالا يقول هذا بدعة لا اصل له وهذا عمل محدث. هذا مما يتقرب به الى الله مما يتقرب به الى الله سبحانه وتعالى ويطلب به ثوابه عز وجل ونبينا عليه الصلاة والسلام كان اشد ما يكون نهيا عن البدع وتحذيرا عنها وبيانا لخطورتها حتى انه كان عليه الصلاة والسلام كل جمعة اذا خطب الناس قال اما بعد فان اصدق الحديث كلام الله وخير الهدى هدى رسول الله صلى الله عليه وسلم وشر الامور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل بدعة ضلالة وقد ينشأ اناس في امكنة او في مجتمعات او في بيئات على بدع منذ الصغر لم يعلم الا اياها ولم ينشأ الا عليها ويظنها من دين الله فمن رآه على ذلك لا يليق به ان يتركه على هذا الخطأ فالدين النصيحة الدين النصيحة يبين له وكما ان البدع والضلالات تنتشر بالدعوة فكذلكم الحق لا ينتشر الا بالدعوة لا ينتشر الا بالدعوة. كل امر لا ينتشر الا بالدعوة كل امر لا ينتشر بين الناس الا بدعوة من ورائه واولى واولى الناس عناية بالدعوة واهتماما بها اهل الحق واهل الهدى واهل البصيرة بدين الله سبحانه وتعالى ومن العجائب والعجائب جمة ان ترى بعض رؤوس البدع ينشط للدعوة الى بدعته الليل والنهار. وينفق امواله وجهده وصحته ووقته. وهو داعية الى بدعة. ورأس في الضلالة وبالمقابل تجد صاحب الحظ ليس مهتما ولا مكترثا ولا مباليا وهذا جلد الفاجر هذا جلد الفاجر في الدعوة الى باطله وفجوره وظلاله وخور اهل الحق وظعفهم قال وتبيين بطمان البدع المخالفة له فهذا من القرب التي يتقرب بها الى الله عز وجل والقيام بذكره تعالى والقيام بذكره تعالى فذكر الله عز وجل من اعظم القرى تسبيحا وتهليلا وتحميدا وتكبيرا وحسبلة وحوقلة كل ذلكم من القرب العظيمة التي يتقرب بها الى الله جل شأنه قال وتبليغ امره وتبليغ امره ان يبلغ امر الله للناس وامر رسوله عليه الصلاة والسلام وهذه مهمة الدعاة الى الله جل شأنه ان يبلغوا الناس امر الله وان يحذروهم ايضا من مخالفة امر الله سبحانه وتعالى ثم ذكر الامر الثالث عمل القلب عمل القلب عمل القلب هو تلكم الاعمال العظيمة والطاعات الجليلة التي تقوم بالقلب. ويفعلها المرء بقلبه وهي قدر زائد على قول القلب الذي هو اصل الايمان واساسه الذي عليه يبنى قال كالمحبة له كالمحبة له محبة الله جل شأنه والتوكل عليه والانابة هذه كلها عبوديات قلبية عبوديات قلبية والتوكل هو تفويض الامر والتفويظ لا يكون الا الى الله وافوض امري الى الله بان يكون القلب معتمدا في جلب النفع ودفع الظر على الله سبحانه وتعالى وعلى الله فتوكلوا ان كنتم مؤمنين والانابة اليه كما قال جل شأنه وانيبوا الى ربكم واسلموا له والانابة الى الله عز وجل هي الرجوع اليه جل شأنه بترك الباطل والخطأ والمعصية والاقبال على الله طاعة وتذللا وتقربا لله جل شأنه قال والخوف والرجاء والخوف والرجاء وهما عملان قلبيان عظيمان لا بد من العناية بهما والاتيان بهما بتوازن قال تعالى اولئك الذين يدعون يبتغون الى ربهم الوسيلة ايهم اقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه. لا بد من هذين الامرين بل لا بد من اقامة كل عبودية تتقرب بها الى الله على هذين الامرين فانت تعبد الله ترجو ثوابه وتخاف عقابه تعبد الله لانك ترجو ثواب الله وتخاف عقاب الله وتحبه سبحانه وتعالى وهذه يسميها اهل العلم اركان التعبد القلبية والرجاء والخوف هما بمثابة الجناحين للطائر لا يستتم له طيرانه الا بجناحيه وكذلك السائر الى الله سبحانه وتعالى لا يستتم له سيره الى الله جل وعلا الا بالرجاء والخوف الا بالرجاء والخوف دون ان يغلب احدهما على الاخر لانه ان غلب الرجاء على الخوف امن من مكر الله وان غلب الخوف على الرجاء قنط من رحمة الله وكل من الامن والقنوط من كبائر الذنوب ولا تكون السلامة من هاتين الكبيرتين الا بالرجاء والخوف بتوازن ويرجون رحمته ويخافون عذابه ولهذا تجد في القرآن الكريم ايات الوعد والوعيد تأتي معا الترغيب والترهيب يأتي معا نبئ عبادي اني انا الغفور الرحيم وان عذابي هو العذاب الاليم لا يقف عند احدهما ويهمل الاخر لو وقف عند نبئ عبادي اني انا الغفور الرحيم وغفل عنه. وان عذابي هو العذاب الاليم. يا من من مكر الله واذا اخذ وان عذابي هو العذاب الاليم وغفل عن نب عبادي اني انا الغفور الرحيم قنط من رحمة الله لكن اذا اذا اجتمع له الامران اذا اجتمع له الامران استتم له الخير والفلاح والسعادة وصح سيره الى الله سبحانه وتعالى قال والاخلاص والاخلاص هو ان تكون العبادة صافية نقية لا يراد بها الا الله ولا يقصد بها الا التقرب اليه سبحانه وتعالى والخالص هو الصافي النقي وقد قال الله جل شأنه وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين وقال تعالى الا لله الدين الخالص والخالص هو الصافي النقي والصبر على اوامره ونواهيه واقداره والصبر على اوامره ونواهيه واقداره منبها بذلك رحمه الله تعالى الى ان الصبر ثلاثة انواع والصبر حبس النفس ومنعها وهو انواع ثلاثة صبر على اوامر الله اي صبر على طاعة الله بان يحبس نفسه على فعل الاوامر ويلزمها بذلك ولهذا الصلاة تحتاج الى صبر والصيام يحتاج الى صبر والحج يحتاج الى صبر وكل طاعة تتقرب الى الله سبحانه وتعالى بها تحتاج الى صبر واذا لم يكن عند الانسان صبر كيف يفعل الامر كيف يفعل الامر وكيف يواظب على الطاعة وكيف يلازم العبادة فمن انواع الصبر الصبر على طاعة الله وذلك بحبس النفس والزامها بالطاعة والزامها بالطاعة. يا ايها الذين امنوا اصبروا وصابر ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون. وامر اهلك بالصلاة واصطبر عليها واصطبر عليها فاعبده واصطبر لعبادته هل تعلم له سم يا فمن انواع الصبر الصبر على طاعة الله سبحانه وتعالى والنوع الثاني من انواع الصبر الصبر عن نواهيه الصبر عن نواهيه ان يمنع نفسه عن فعل ما نهى الله عنه والبعد عن المعاصي يحتاج الى صبر اذا كان الانسان لا صبر عنده تنفلت منه نفسه وتقع في المعاصي تنفلت منه نفسه وتقع في المعاصي لكن اذا زم نفسه بزمام الصبر سلم باذن الله سبحانه وتعالى من المعاصي ووقي شرها المعاصي يحتاج فيها العبد الى صبر صبر عنها بان يمنع النفس من فعلها وينهاها عن الوقوع فيها مذكرا نفسه بالعقوبة والسخط والسخط والمقت والاثار السيئة والعواقب الوخيمة فيصبر عن معصية الله والنوع الثالث الصبر على اقداره الصبر على اقداره على ما قدره جل شأنه على عبده. من ابتلاءات مصائب قال الله تعالى ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الاموال والانفس والثمرات وبشر الصابرين الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون فالمصائب تحتاج الى صبر والصبر عند المصيبة يكون بمنع النفس عن الجزع والتسخط واللسان من من التفوه والتكلم بشيء من دعاوى الجاهلية واليد من لطم الخدود وشق الجيوب ونحو ذلك هذا كله يحتاج الى صبر ومن لا صبر عنده تكون حاله في المصيبة حالا بئيسة تسخط وجزع وشكاية لله على الخلق ولطم الخدود وسقل الجيوب ودعوى بدعاوى الجاهلية ونياحة الى اخر ذلك لكن اذا تحلى بالصبر سلم من ذلكم كله فالصبر الذي هو منع النفس يحتاج اليه العبد في الطاعات وفي المعاصي وفي الاقدار المؤلمة فالطاعات تحتاج الى صبر لتفعل والمعاصي تحتاج الى صبر لتجتنب والاقدار المؤلمة تحتاج الى صبر لئلا يقع الانسان بامر يسخط الله سبحانه وتعالى حال المصاب قال والرضا به وعنه والرضا به وله وعنه الرضا به الرضا به اي بالله كما جاء في الحديث العظيم قال عليه الصلاة والسلام ذاق طعم الايمان من رضي بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولا وثبت عنه عليه الصلاة والسلام استحباب قول ذلك عند سماع المؤذن تقول وانا اشهد ان لا اله الا الله وان محمدا عبده ورسوله رضيت بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولا والرضا بالله اكدوا فروظ الدين الرضا بالله سبحانه وتعالى اكدوا فروض دين الله سبحانه وتعالى الرضا به باسمائه وصفاته وبانه المعبود بحق ولا معبود بحق سواه جل شأنه والرضا عنه جل وعلا هو رضا بما يفعله ورضا بما يعطيه رضا بما يفعله ورضا بما يعطيه سبحانه وتعالى ولذا فان الرضا به اصل الرضا به سبحانه وتعالى اصل للرضا عنه والرضا عنه ثمرة الرضا به فاذا رضي بالله سبحانه وتعالى ربا رضي عنه رضي عن ربه قال الله عز وجل في الصحابة رضي الله عنهم ورضوا عنه فالرضا عنه سبحانه وتعالى اي بما يفعله جل وعلا ويعطيه لعبده بما يفعله ويعطيه لعبده سبحانه ولهذا فان الرضا به الرضا به عز وجل متعلق بالاسماء والصفات والرضا عنه جل وعلا متعلق بالثواب والجزاء والرضا عنه متعلق بالثواب والجزاء ولهذا لما رظوا بالله ربا اطاعوه وعبدوه وامتثلوا امره وانقادوا لشرعه فاكرمهم بسعادة الدنيا والاخرة فرضي عنهم ورضوا عنه فالرضا به اصل والرضا عنه ثمرة الرضا به سبحانه وتعالى اصل والرضا به ثمرة قوله والرضا به وله يظهر ان قوله وله زائدة ولا معنى لها في هذا المقام المصنف رحمه الله تعالى ناقل هذا المبحث كاملا من مدارج السالكين لابن القيم رحمه الله وليس فيه الا والرضا به وعنه والرضا به وعنه فقوله وله الذي يظهر والله تعالى اعلم انها زائدة ولا معنى لها في هذا الموضع قال والموالاة فيه والمعاداة فيه والموالاة فيه والمعاداة فيه اي ان يوالي في الله ويعادي في الله يحب المرء لا يحبه الا لله ويبغضه لا يبغضه الا لله فيكون في حبه وبغظه وولائه وبرائه في كل ذلكم يكون آآ فيه جل وعلا والموالاة فيه والمعاداة فيه وقد قال عليه الصلاة والسلام اوثق عرى الايمان الحب في الله والبغض في الله وقال عليه الصلاة والسلام من احب لله وابغض لله واعطى لله ومنع لله فقد استكمل الايمان قال والاخبات اليه والاخبات اليه اي الى الله سبحانه وتعالى والاخبات الى الله عز وجل هو التواضع والسكون والطمأنينة والخضوع لله جل وعلا وفي اللغة الخبت المكان المنخفظ. الطامن فالاخبات الى الله عز وجل هو السكون السكون اليه والطمأنينة والخضوع والانكسار قال والاخبات اليه والطمأنينة قد قال الله عز وجل الذين امنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله الا بذكر الله تطمئن القلوب قال ونحو ذلكم من اعمال القلوب ونحو ذلكم من اعمال القلوب وهي كثيرة التي فرضها التي فرظها اكد من فرظ اعمال الجوارح ومستحبها الى الله احب من مستحب اعمال الجوارح وهو ينبه بذلك الى ان اعمال القلوب منه ما هو فرض ومنه ما هو مستحب منه ما هو فرض ومنه ما هو مستحب ففرض اعمال القلوب اكد من فرض اعمال الجوارح ومستحب اعمال القلوب اكد من مستحب اعمال الجوارح قال واما اعمال الجوارح وهذا الامر الرابع فكالصلاة فكالصلاة اي فرضها ونفلها والصلاة المفروظة هي اعظم اركان الدين بعد الشهادتين وهي اول ما يحاسب به العبد يوم القيامة واول ما يسأل عنه من عمله فان صلحت افلح وانجح وان خابت وان فسدت خاب وخسى. اول ما يسأل عنه العبد من عمله يوم القيامة الصلاة ويترتب على هذه الصلاة التيسير او التشديد يوم القيامة وقد قال عليه الصلاة وقد قال العلامة ابن القيم رحمه الله قال موقفان يقفهما العبد بين يدي الله الاول في هذه الحياة الدنيا وهو هذه الصلاة والثاني الوقوف بين يدي الله يوم القيامة فمن حافظ على الموقف الاول هون الله عليه الموقف الثاني ومن ضيع الموقف الاول شدد عليه في الموقف الثاني والموقف الثاني يوم مقداره خمسين الف سنة يوم مقداره خمسين الف سنة وقد قال عليه الصلاة والسلام كما في المسند وغيره قال من حافظ عليها اي الصلاة كانت له نورا وبرهانا ونجاة يوم القيامة. ومن لم يحافظ عليها لم يكن له نور ولا برهان ولا نجاة يوم القيامة وحشر مع قارون وفرعون وهامان وابي ابن خلف وقد روى الامام الترمذي في جامعه رحمه الله عن حريث بن قبيصة من التابعين قال اتيت المدينة اي المدينة النبوية وسألت الله ان يرزقني جليسا صالحا اتيت المدينة وسألت الله ان يرزقني جليسا صالحا قال فجلست الى ابي هريرة رضي الله عنه وقلت له اني سألت الله ان يرزقني جليسا صالحا فعلمني حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم لعل الله ان ينفعني به قال ابو هريرة رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان اول ما يحاسب به العمل ان اول ما يحاسب به العبد من عمله يوم القيامة صلاته فان صلحت افلح وانجح وان فسدت خاب وخسر فان صلحت افلح وانجح وان فسدت خاب وخسر ولابد ان ننتبه هنا الى اهمية الجليس الصالح واهمية ايضا الدعاء دعاء الله سبحانه وتعالى بان يرزق عبده الجليس الصالح لان الفساد العريض الذي يقع فيه الانسان والانحراف والضلال بسبب جلساء السوء وخلطاء الفساد يزينون له الباطل. يزينون له الحرام كل من وقع في حرام ما يحب ان ينفرد به يحب ان يكون معه مثل ما قال عثمان رضي الله عنه قال ودت الزانية لو زان النساء جميعا فالفاسد لا لا يريد ان يبقى وحده تريد حية او فريدة مكانة وفريدة منطقته بالفساد يريد ان يجر الاخرين معه ولهذا من اهم ما ينبغي ان يعتني به المسلم في هذه الحياة الجليس الصالح ودائما يسأل الله ان يرزقه الجليس الصالح قد قال الله تعالى واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم قد قال عليه الصلاة والسلام المرء على دين خليله فلينظر احدكم من يخالل فلينظر احدكم من يخالل ليس رأسا هكذا يدخل الانسان ويجالس من شاء بل يتخير الجليس الصالح فهذا الرجل الموفق طريث ابن قبيصة رحمه الله قال سألت الله ان يرزقني جليسا صالحا لما جاء الى المدينة فجلس اكرمه الله بابي هريرة ونعم الجليس رضي الله عنه وارضاه فجلست الى ابي هريرة اكرمه الله اجاب الله دعوته واكرمه بالجلوس الى ابي هريرة ثم قدم له ابو هريرة هذا الجليس الصالح هذه التحفة السنية والهدية السخية علمه حديثا عظيما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اول ما يحاسب به العبد من عمله يوم القيامة صلاته صلاته اول ما يحاسب به العبد اول ما يقف امام الله يوم القيامة اول ما يسأل عنه الصلاة فان صلحت افلح وانجح وان فسدت خاب وخسر هذا يدل على ان الصلاة لها خطورة عظيمة وان المحافظ عليها باذن الله سبحانه وتعالى يفلح والمضيع لها يخيب ويخسر قال فكالصلاة والجهاد والجهاد يتناول انواع الجهاد جهاد النفس على طاعة الله قد قال عليه الصلاة والسلام المجاهد من جاهد نفسه على طاعة الله وجهاد الشيطان انسان يحتاج الى ان يجاهد الشيطان بالبعد عن وساوسه والبعد عن آآ تحريكه له لفعل الحرام وغشيان الباطل وايضا جهاد اهل الضلال واهل الباطل وجهاد الكفار كلها مراتب من اه الجهاد مطلوبة من العبد في كل وقت بحسبه وفي كل حال بحسبه واعظم الجهاد جهاد النفس على طاعة الله ومن لم يجاهد نفسه على طاعة الله ليس اهلا ان يكون مجاهدا ذابا عن دين الله من لم يجاهد نفسه على طاعة الله ليس اهلا ان يجاهد آآ اعداء دين الله من لم ينتصر على نفسه في صلاة الفجر بان يصلي الفجر كما امره الله سبحانه وتعالى ليس اهلا ان يكون منتصرا على الاعداء ليس اهلا ان يكونوا منتصرا على الاعداء لانه اصلا لم ينتصر على نفسه مهزوم مهزوم لم ينتصر على نفسه الله يدعوه الى الصلاة ونفسه تدعوه الى ترك الصلاة واطاع نفسه وترك الصلاة فكيف من كانت هذه حاله ان يكون اهلا ان يجاهد اعداء الدين ولهذا ادرك الاعداء هذه الحقيقة وعملوا مخططات كبيرة جدا لابعاد الناس عن الصلاة وعلموا انهم اذا ابعدوهم عن الصلاة هزموهم شر هزيمة لان الصلاة التي هي آآ صلة بين العبد وربه جل شأنه هي اساس الفلاح واساس النصر واساس السعادة. فاذا ضيعت الصلاة فما سواها اضيع الجهاد وغيره اذا ضيعت الصلاة فما سواها اضيع قال ونقل الاقدام الى الجمعة والجماعات مشي الانسان الى الصلوات وذهابه الى المساجد هذا من القرب التي يتقرب بها الى الله. وبكل خطوة يخطوها الى الصلاة حسنة في ذهابه وايابه ومساعدة العاجز مساعدة العاجز معاونة الناس السعي بنفع الاخرين هذا كله مما يتقرب به الى الله سبحانه وتعالى والاحسان الى الخلق والاحسان الى الخلق قولا وفعلا ونحو ذلك اي من الاعمال التي تكون بالجوارح لما انهى تلخيص هذه الامور الاربعة بالبيان المختصر والايضاح الموجز قال فقول العبد في صلاته اياك نعبد قول العبد في صلاته اياك نعبد التزام احكام هذه الاربعة واقرار بها اي كانك عندما تقول اياك نعبد تعاهد الله جل شأنه ان تلتزم هذه الامور الاربعة ان تلتزم هذه الامور اياك نعبد اي انا ملتزم هذه الامور التي عليها قيام العبودية لله قول القلب وعمل قول القلب وعمل اللسان وعمل القلب واعمال الجوارح فقولك اياك نعبد هذه عهد بينك وبين الله وميثاق عظيم ان تعبد الله ولا تعبد غيره وان تقوم بهذه العبوديات لله عز وجل التزام احكام هذه الاربع واقرار بها وهذا هو الغاية هذا هو الغاية قال وقوله واياك نستعين طلب الاعانة عليها والتوفيق لها واياك نستعين طلب الاعانة عليها والتوفيق لها تطلب من الله ان يعينك وهذا الوسيلة اياك نستعين وسيلة واياك نعبد غاية ومر معنا ان اعظم الدعاء ما هو ان اعظم الدعاء طلب العون على العبادة ان تطلب من الله ان يعينك على العبادة اعظم شيء تسأله ربك ان تسأله ان يعينك على العبادة هذا السؤال لو يطرح على الناس ما هو اعظم شيء تسأله ربك خذ اجوبة لو يطرح هذا السؤال على الناس ما هو اعظم شيء تسأله ربك اعظم شيء يطلبه العبد من ربه ويسأل ربه سبحانه وتعالى ان يحققه له وان يكرمه به العبادة العبادة اياك نعبد واياك نستعين والله يقول ومن الناس من يقول ربنا اتنا في الدنيا وما له في الاخرة من خلاق يعني اليس له هم الا الدنيا؟ وفي سؤالاته وحاجاته وطلباته لا يريد الا الدنيا وهو عن الاخرة غافل وفي الدعاء اللهم لا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا قال وقوله اهدنا الصراط المستقيم متظمن للامرين العبادة والاستعانة اهدنا الصراط المستقيم متضمن للامرين على التفصيل لان صراط الله المستقيم هو هذا ان تعمل على القيام بعبادة الله عز وجل طالبا من الله مده وعونه وتوفيقه متظمن للامرين على التفصيل والهام القيام بهما عندما تقول اهدنا الصراط المستقيم الصراط المستقيم ما هو بظوء تقرير المصنف ان تعبد الله مستعينا به ان تعبد الله سبحانه وتعالى مستعينا بهذا صراط الله المستقيم ان تعبد الله مستعينا بالله والهام القيام بهما اي العبادة والاستعانة ان يلهمك القيام بهما اي بالعبادة والاستعانة والعبادة غاية والاستعانة وسيلة وسلوك طريق السالكين الى الله لانه قال اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت عليهم صراط الذين انعمت عليهم والمنعم عليهم هم الذين جمعوا بين العلم والعمل كالعلم النافع والعمل الصالح علم بلا عمل لا ينفع الانسان وعمل بلا علم ايضا لا ينفع الانسان لو كان العلم بلا عمل نافعا للانسان لما ذم الله اليهود ولو كان العمل نافعا للانسان بلا علم لما ذم الله النصارى ولو كان ايضا العمل نافعا بلا اخلاص لما ذم الله اليهود لما ذم الله المنافقين وبهذا نعلم اننا بحاجة الى هذه الامور الثلاثة العلم والعمل والاخلاص يعلم ويعمل مبتغيا بعلمه وعمله وجه الله سبحانه وتعالى. فهذا هو سبيل المنعم عليهم هم الذين جمعوا هذه الامور ثم ختم رحمه الله تعالى لقوله والله الموفق بمنه وكرمه اي التوفيق بيد الله عز وجل وما توفيقي الا بالله عليه توكلت واليه ينيب فالتوفيق بيد الله والهداية بيد الله والفضل بيد الله سبحانه وتعالى يؤتيه من يشاء واذا علم العبد ان التوفيق بيد الله لم يطلبه الا من الله لم يطلب توفيقه الا من الله صادقا مع الله ملحا عليه في الدعاء والسؤال ان يوفقه وان يسدده وان يعينه في صحيح مسلم ان عليا رضي الله عنه سأل النبي عليه الصلاة والسلام ان يعلمه دعاء يدعو الله به قال قل اللهم اهدني وسددني اللهم اهدني وسددني. وفي رواية اللهم اني اسألك الهدى والسداد قال واذكر بالهداية هداية الطريق وبالسداد سداد القوس قال والحمد لله وحده وصلى الله على من لا نبي بعده واله وصحبه ووارثيه وحزبه ووارثيه وحزبه ووارث النبي عليه الصلاة والسلام العلماء فان الانبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما وانما ورثوا العلم فمن اخذه اخذ بحظ وافر فالعلما ورثت الانبياء وحزبه اي السائلين على نهجه وطريقه والمتمسكين بهديه صلوات الله وسلامه وبركاته عليه قال تم الكتاب بعون الله الملك الوهاب هذا ونحمد الله الذي من علينا بدراسة هذا الكتاب والاستفادة من مضامينه. ونسأل الله ان يغفر لمؤلفه ولجميع علماء المسلمين وان يجزيهم عنا خير الجزاء وان يلحقنا جميعا بالصالحين من عباده وان يأخذ بنواصينا الى الخير والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين وان يصلح لنا شأننا كله وان يغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات والله اعلم. وصلى الله وسلم على عبده ورسوله. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين غدا نقرأ في كتيب آآ لاحد طلبة العلم عنوانه المختصر المفيد في دلائل اه اقسام التوحيد المختصر المفيد في دلائل اقسام التوحيد نشرع في القراءة في هذا الكتاب غدا ان شاء الله وصلى الله وسلم على رسول الله