بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على امام المرسلين نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد سنواصل في القراءة في المنظومة الموسومة بمنظومة السير الى الله والدار الاخرة للشيخ عبد الرحمن ابن ناصر السعدي رحمه الله بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الشيخ رحمه الله تعالى وهم الذين بنوا منازل سيرهم بين الرجا والخوف للديان اي ساروا في جميع امورهم مستصحبين وملازمين للخوف والرجاء وذلك ان لهم نظرا اي نظرا الى انفسهم ان لهم نظرا اي نظر وذلك ان لهم نظرا اي نظر الى انفسهم وتقصيرهم في حقوق الله. يحدث لهم يحدث لهم الخوف ونظر الى منن الله عليهم واحسانه اليهم يحدث لهم الرجاء. وايضا ينظرون الى صفات العظمة والجلال. والحكمة سوى العدل فيخافون على انفسهم من ترتب اثارها وينظرون الى صفات الرحمة والجود والكرم والاحسان. فيرجون ما تقتضيه. فان فعلوا حسنة جمعوا بين الخوف والرجاء فيرجون قبولها ويخافون ردها. وان عملوا سيئة خافوا ومن عقابها ورجوا مغفرتها بفضل الله. فهم بين الخوف والرجاء يترددون. واليهما دائما يفزعون ومنهما في امر سيرهم مترددون. فاولئك الذين احرزوا قصب السبق واولئك هم المفلحون هذا البيت والتعليق عليه يبين فيه الشيخ رحمه الله منزلتين من منازل السائرين الى الله والدار الاخرة وهما منزلة الرجاء ومنزلة الخوف وهاتان منزلتان عظيمتان من منازل السائلين الى الله والدار الاخرة ليستصحبهما السائرون بكل سيرها وفي كل طاعاتهم وفي جميع عباداته فهم في كل عبادة يقومون بها وكل طاعة يأتون بها يجمعون فيها بين الخوف والرجاء يدعون ربهم رغبا ورهبة يعبدون ربهم خوفا وطمعا يرجون رحمته ويخافون عذابه كما قال الله تعالى اولئك الذين يدعون يبتغون الى ربهم الوسيلة ايهم اقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه ان عذاب ربك كان محظورا وقال تعالى انهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا. وكانوا لنا خاشعين والايات في هذا المعنى كثيرة فالرجاء والخوف منزلتان عظيمتان للسائلين الى الله جل وعلا والدار الاخرة وهم في سيرهم يأتون بالعبادة راجينا خائفين يصلي وهو يرجو رحمة الله ويخاف عقاب الله. يصوم ويرجو رحمة الله ويخاف عقاب الله. وهكذا شأنهم في كل يجمعون فيها بين الرجاء والخوف ولا يغلبون جانبا منهما على اخر لا يغلبون جانب الرجاء على الخوف لان من غلب جانب الرجاء قد يأمن من مكر الله ومن غلب جانب الخوف قد يقنط من رحمة الله لكن اذا كان متوازنين رجاء وخوف رغبة ورهبة ترغيب وترهيب اذا كان بهذه المثابة فانه باذن الله تبارك وتعالى يسير سيرا متوازنا ولاجل ذلك شبه بعض اهل العلم هاتين المنزلتين بجناحي الطاء قال الرجاء والخوف بمنزلة جناحي الطائر فالطائر اذا كان له جناحان استتم الطيران فاذا قص احدهما او اختل احدهما لم يتمكن من الطيران ولا يطير طيرانا متوازنا الا اذا حسن من جناحيه الطيران فاذا حصل في احد الجناحين ضعف او نقص او خلل اختل طيرانه بحسب ذلك. وهكذا الرجاء والخوف بما بمثابتي الجناحين الى الطاعة فالمؤمن في كل عباداته وفي جميع طاعاته يأتي بها راجيا خائفا لا يغلب الرجاء على الخوف ولا يغلب ايضا الخوف على الرجاء ثمان هذين انها هاتين المنزلتين الرجاء والخوف مع المنزلة الاتية التي سيتحدث عنها الناظم في البيت الذي بعد هذا وهي منزلة المحبة فهذه الثلاثة الرجاء والخوف والمحبة هي اركان للتعبد القلبية اركان قلبية للتعبد ما معنى ذلك؟ ان كل عبادة يقوم بها العابد لا بد ان تكون قائمة على اركان ثلاثة الحب والرجاء والخوف. كل عبادة ليتقرب بها المسلم الى الله لابد ان تكون قائمة على اركان ثلاثة مكانها القلب وهي الحب والرجاء والخوف نصلي حبا لله ورجاء لثوابه وخوفا من عقابه. نصوم حبا لله ورجاء لثوابه من عقابه ولا يجوز ان يعبد الله بواحدة من هذه المنازل او بواحدة من هذه الامور دون باقيها لا يجوز ان يعبد الله بالحب وحده ولا يجوز ان يعبد بالرجاء وحده ولا يجوز ان يعبد بالخوف وحده بل يعبد بالحب والخوف والرجاء ولهذا قال بعض السلف من عبد الله بالحب وحده فهو زنديق ومن عبد الله بالرجاء وحده فهو مرجئ يعني على طريقة المرجئة ومن عبد الله بالخوف وحده فهو حروري اي على طريقة الخوارج الحرورية ومن عبد الله بالحب والخوف والرجاء فهو مؤمن موحد فهذه الثلاثة اركان للتعبد لابد منها. نعبد الله حبا فيه ورجاء لثوابه وخوفا من عقابه ولكن متصوفة في هذا المقام يقولون نحن نعبد الله حبا فيه لا نعبده رجاء لثوابه ولا خوفا من عقابه يقولون الذي الذي يعبد الله رجاء لثواب الله من اجل ان يعطيه الله الجنة او من اجل ان ينجيه من النار هذا مثل التجار التجار يعطي ليأخذ. يقول لا نحن ما نعبد الله من اجل ان يعطينا شيء. وانما نعبد الله حبا فيه وهذا ضلال وزيغ عن الطريق الذي كان عليه انبياء الله ورسله النبي عليه الصلاة والسلام لما قال لذلك الاعرابي الاعرابي الذي سأل النبي صلى الله عليه وسلم وقال اما والله اني لا احسن دندنتك ولا دندنة معاذ. يعني الكلام الذي تقوله انت ومعاذ ادبار الصلاة ما ما احسن لنا. ان اقول مثله قال فماذا تقول انت قال اقول اللهم اني اسألك الجنة واعوذ بك من النار فقال عليه الصلاة والسلام ونحن حولها ندندن حول الجنة والنار ندندن وابراهيم الخليل يقول واجعلني من ورثة جنة النعيم والنبي صلى الله عليه وسلم كان اكثر دعائه كما في صحيح مسلم ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار ويأتي كثيرا في ادعيته التعوذ بالله من النار وسؤال الله الجنة. هذا يأتي كثيرا في ادعية النبي عليه الصلاة والسلام فكيف يقول هؤلاء الظلال؟ نحن نعبد الله حبا فيه لا رجاء لثوابه ولا خوفا من عقابه ولهذا هذا الانحراف ولد عندهم انحرافا اخر عند هؤلاء الغلاة من المتصوفة ولد عندهم انحراف اخر وكما يقول العلماء البدعة تولد ايش بدعة والبدع تتوالد فهذا الانحراف ولد عندهم انحرافا اخر ما هو؟ اصبح عندهم استخفاف بامر الجنة وامر النار. ولا يبالون بها ولا يهتمون ولا يكترثون حتى ان بعض شيوخهم يقول لمريديه وطلابه لا عليكم من جنة ولا من نار يوم القيامة سابصق في النار وتصبح حشيش اخضر مثل هذه العقائد نحن نعبد الله حبا فيه لا رجاء ثوابه ولا خوف عقابه. الانبياء كلهم يدعون الناس الى فعل الاعمال صالحة لينالوا الجنة ويحذرون من من الاعمال القبيحة لينجوا من عذاب النار. وهؤلاء يقول نحن لا لا نرجو جنة ولا نخاف من نار وانما فقط نحب الله والجاهل عندما يسمع كلامهم يظنه جيد عندما يسمع قائلهم يقول نحن نعبد الله حبا فيه فقط لا لا نريد جنة ولا ولا ولسنا بخائفين من نار ولكن فقط نحب الله. الجاهل يظن ان ان هذا شيء جيد ولكنه ضلال مبطن وزيغ واضح لمن انار الله البصيرة وعرف طريقة الانبياء والمرسلين. الشاهد ان الله عز وجل يعبد بالحب والرجاء والخوف لا يعبد بالحب وحده كما يفعله ولاة المتصوفة ولا ايضا يعبد بالرجاء وحده مثل طريقة المرجئة الذين يعملون ايات الرجاء ويهملون ايات الخوف ولا ايظا يعبد بالخوف وحده على طريقة الخوارج الذين يعملون ايات واحاديث الخوف ويتركون ايات واحاديث الرجاء ودين الله عز وجل وطاعته وعبادته قائمة على هذه الاركان الثلاثة الحب والرجاء والخوف وقد جمع الله عز وجل هذه الاركان الثلاثة للتعبد في قوله تعالى في سورة الاسراء اولئك الذين يدعون يبتغون الى ربهم الوسيلة ايهم اقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه ان عذاب ربك كان محظورا هذه الاية جمع الله فيها بين الاركان الثلاثة للتعبد اولئك الذين يدعون هذا هو التعبد يبتغون الى ربهم الوسيلة اي القرب وهذا فيه دليل على حب الله ويرجون رحمته هذا فيه ثبوت الرجاء. ويخافون عذابه هذا فيه ثبوت الخوف فبهذه الامور الثلاثة يكون تعبدهم لله ودعائهم له. رجاء لثوابه وخوفا من عقابه وحبا له سبحانه وتعالى وايضا اجتمعت هذه الاركان الثلاثة للتعبد في سورة الفاتحة التي نقرأها في كل ركعة من كل صلاة ولكنها لا تجتمع الا عند من يتدبر هذه السورة ويقف عند عند دلالاتها الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين اياك نعبد واياك نستعين. هذه الايات فيها الاركان الثلاث اياك نعبد هذا هو المقصد والغاية عبادة الله على ماذا يقوم على ماذا يقوم هذا؟ انظر من بداية السورة. الحمد لله رب العالمين الحمد هو الثناء هو الثناء على المحمود مع حبه ولا يكون ولا يكون الحمد ولا يكون الثناء حمدا الا الا اذا كان عن حب فان لم يكن عن حب فهو مدح فالحمد فيه ثبوت المحبة والله عز وجل يحمد على نعمه التي لا تعد ولا تحصى وعلى اسمائه وصفاته ونعوت جلاله وجماله وكماله فانت اذا عرفت اسماء الله التي تحمده عليها ما الذي يقوم في قلبك تجاهه واذا عرفت نعم الله عليك التي لا تعد ولا ولا تحصى وحمدته عليها ما الذي يقوم في قلبك وانت تحمد الله المحبة تحب الله عز وجل على اسماء على صفاته على نعمه المتوالية وعطاياه المتتالية وتحمده على ذلك ففي الحمد ثبوت المحبة اذا الحمد لله رب العالمين فيها حب الله الرحمن الرحيم. اذا قرأت هذه الاية وانت متأملا لمعناها متدبرا لدلالتها. ما الذي يقوم في قلبك؟ رجاء او خوف وجاء ويرجون رحمته. فاذا قرأت الرحمن الرحيم وعلمت معنى هذه الاية وان الله رحيم. وانه كان بالمؤمنين رحيمة واخذت تتأمل في هذا المعنى يقوم في قلبك رجاء برحمة الله فاذا قرأت مالك يوم الدين وتأملت في مالك يوم الدين اي مالك يوم الجزاء والحساب وما ادراك ما يوم الدين ثم ما ادراك ما يوم الدين يوم لا تملك نفس لنفس شيئا والامر يومئذ لله. اذا قرأت مالك يوم الدين ما الذي يكون في قلبك خوف تخاف فاذا لاحظ الاركان الثلاثة جاءت معك مترتبة مع بداية السورة. من بداية السورة. الى ان تصل اياك نعبد. اياك نعبد هذه الغاية لكن لم تذكر الغاية الا بعد ان ارسيت اركانها فكأنك تقول وانت تقرأ سورة الفاتحة اياك نعبد يا الله بالحب الذي دل عليه الحمد لله رب العالمين وبالرجاء الذي دل عليه الرحمن الرحيم وبالخوف الذي اذ دل عليه ما لك يوم الدين نحن نعبدك يا الله بهذه الامور بالحب والخوف والرجاء. اياك نعبد اي نخصك وحدك بالعبادة حبا ورجاء وخوفا فهذه اركان للتعبد وهي تكون في القلب في كل عبادة تأتي بها وكل طاعة تتقرب الى الله سبحانه وتعالى بها فانت تحب الله ترجو ثواب الله تخاف من عقاب الله. والشيخ رحمه الله تحدث اولا عن الرجاء والخوف ثم في البيت الذي يليه تحدث عن المحبة اما عن الرجاء والخوف فيقول وهم الذين بنوا منازل سيرهم بين الرجا والخوف للديان بنوا تأمل فيه بنوا منازل السير ماذا تستفيد منها بنوا منازل سيرهم. ماذا تستفيد منها ان السير يبنى على رجاء وخوف فاذا الرجاء والخوف ركنان من اركان التعبد ولهذا وصف الشيخ هاتين المنزلتين بان منازل السير بنيت على هذين الامرين منازل بنيت على هذين الامرين على الرجاء والخوف. فكل كل سير اي كل عبادة وكل منزلة من منازل هؤلاء السائرين مبنية على الرجاء والخوف فكل خير كل عبادة كل طاعة هي قائمة على الرجاء رجاء رحمة الله وخوف عقابه. هذا معنى قوله بنوا منازل سيرهم. بين الرجاء والخوف للديان. يعني يعني جعلوا السير بين الرجاء والخوف ولاحظ البينية وما تقتضيه من توازن بين هذين بين هاتين المنزلتين رجاء وخوف لا يبقى احدهما على الاخر. لانه ان ان غلب جانب الرجاء وقلل من جانب الخوف قد يأمن من مكر الله قد يأمن من مكر الله واذا عكث وغلب جانب الخوف وقلل من الرجاء قد يقنط من رحمة الله فاذا فاذا مشى في عبادته مشيا متوازنا بهذه البينية بين الرجاء والخوف فانه باذن الله تبارك وتعالى يستتم له السير ويكمل له الطريق بين الرجاء والخوف للديان يعني لله سبحانه وتعالى الخوف للديان قارن بينه وبين ما ذكرته قبل قليل ما لك يوم الدين لان مالك يوم الدين يورث في قلبك خوفا من الديان الذي بيده الجزاء والحساب. وهنا الشيخ هنا الشيخ يلمح الماحه سيفصلها بالنظم في الشرح اه الخوف للديان يشير هنا الشيخ الى امر وهو ان التأمل في اسماء الله وصفاته يورث ماذا يورث هذه المنازل اذا تأملت في اسم الله الرحمن اسمه الرحيم اسمه الودود اسمه الشكور اسمه الغفور اسمه المنان اذا تأملت في هذه الاسماء ما الذي يتحرك في قلبك من هاتين المنزلتين الرجاء فاذا نظرت ما لك يوم الدين شديد العقاب ذي الطول آآ شديد الانتقام آآ ونحو ذلك بان بطش ربك لشديد. ما لك يوم اذا تأملت هذه يقوم في قلبك الخوف فهذا يعطيك فائدة انك اذا اردت ان تقوي هاتين المنزلتين فتأمل في اسماء الله تبارك وتعالى وتعرف الى الله تبارك وتعالى لان معرفتك بالله وباسمائه وصفاته تزيد محبتك لله وتزيد من رجائك فيه رجائك برحمته وخوفك من عقابه. كما قال بعض السلف من كان بالله اعرف كان منه اخوف ابن القيم زاد فيها زيادة نافعة قال من كان بالله يعرف كان منه اخوف ولعبادته اطلب وعن معصيته وذكر لهذا الكلام تتمة قال في الشرف اي ساروا في جميع امورهم مستصحبين وملازمين للخوف والرجاء. ولاحظ هنا والملازمة لهاتين المنزلتين. في كل منازل السير وذلك ان لهم نظرا اي نظر يعني عندهم نظر جيد وتأمل نافع في ماذا؟ في عدة امور وتأمل معي كلام الشيخ نظروا الى اه من اه نظروا الى انفسهم نظروا الى انفسهم وتقصيرهم في حقوق الله هذا يحدث لهم الخوف اذا نظر الانسان الى نفسه كم هو مقصر كم هو متواني في كثير من الطاعات في كثير من الواجبات فاذا نظر هذا النظر الى نفسه حدث له الخوف ونظر الى منن الله عليهم واحسانه اليهم هذا يحدث لهم الرجاء ومنن الله على عباده لا تحصى وعطاياه لا تعد ولا تستقصى فاذا نظرت في المنة والعطاء قام في قلبك رجاء وايضا ينظرون الى صفات العظمة والجلال والحكمة والعدل فيخافون على انفسهم اذا تأملت في هذه الاسماء والصفات قام في قلبك الخوف يخافون على انفسهم من ترتب اثارها ومن ذلك قول الناظم الخوف للديان وينظرون الى صفات الرحمة والجود والكرم والاحسان فيرجون ما تقتضيه اي ان هذه بل جمعوا بين الخوف والرجاء فيرجون قبولها ويخافون ردها وان عملوا سيئة خافوا من عقابها ورجوا مغفرتها بفضل الله. ولاحظ هنا هذا التنبيه اللطيف الخوف والرجاء مع هؤلاء السائرين في الطاعات وفي المعاصي بالطاعات وفي المعاصي اذا اتى الواحد منهم بطاعة يجمع بين الرجاء والخوف رجاء يتقبل الله منه طاعته وخوف ان ان ترد عليه ولا تقبل. كما قال الله جل وعلا والذين يؤتون ما اتوا وقلوبهم وجلة اي خائفة انهم الى ربهم راجعون تقول عائشة كما في المسند باسناد صحيح سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن هذه الاية قلت يا رسول الله هل هو الرجل يزني ويسرق ويقتل ويخاف ان عذب قال لا يا ابنة الصديق ولكنه الرجل يصلي ويصوم ويتصدق ويخاف الا يقبل فهم يأتون بالعبادة ويخافون الا تقبل منهم. وفي الوقت نفسه ايضا يرجون رحمة الله ويرجون ثواب الله فلو وجد الخوف وحده حصل قنوط. ولو وجد الرجاء وحده حصل الامن. ولكنهم يجمعون رجاء في رحمة الله وخوف من عقابه تبارك وتعالى. وانظر الى ابراهيم الخليل وابنه اسماعيل وهما يبنيان البيت يقول الله تعالى واذ يرفع ابراهيم القواعد من البيت واسماعيل ربنا تقبل منا انك انت السميع العليم في تفسير ابن كثير نقل عن احد السلف انه قرأ هذه الاية وبكى وقال خليل الرحمن وتبني بيت الرحمن وبامر الرحمن وتخاف الا يقبل منك تأمل معي ابراهيم الخليل وابنه اسماعيل يبنيان بيت الله. والذي امرهم بالبناء هو الله ويقومان بالعمل على التمام والكمال ويقولان ربنا تقبل منا حتى انه جاء في بعض كتب التفسير ولا ادري عن ثبوته ان ابراهيم كان يقول هذه الدعوة مع كل يبني بها البيت يضع كل حصاة ويقول ربنا تقبل منا ربنا تقبل منا. ربنا تقبل منا. ابراهيم الخليل. خليل الرحمن ويبني بيت الرحمن وبامر الرحمن ويخاف ان لا يقبل ويقول ربنا تقبل منا. اذا لا بد ان يكون المسلم في طاعته وعباداته خائفا ولهذا جرت السنة بين المسلمين وهي سنة ماضية يوم العيد عيد الاضحى وعيد الفطر يقول بعضهم لبعض تقبل الله منا ومنكم وقد جرت السنة بذلك حتى بين الصحابة يقول بعضهم لبعض يوم العيد تقبل الله منا ومنكم وهذا احسن ما يقال في ذلك اليوم تقبل الله منا ومنك فيرجوا المسلم القبول ففي الطاعات يرجون القبول ويخافون من الرد وفي المعاصي اذا وقع احدهم في معصية ايضا عنده رجاء وعنده خوف يرجو ان يغفر الله له. ولهذا يستغفر ويتوب وينيب ويرجع الى الله. وايضا يخاف خوفا شديدا ان يحاسبه الله على هذه المعصية وخوفه يزدره ويسوقه على الى البعد عن المعاصي. ورجائه يحث على الاستغفار والتوبة والانابة الى الله يكمل تكمل حاله بين الرجاء والخوف فهم في كل احوالهم يجمعون بين الرجاء والخوف قال فهم بين الخوف والرجاء يترددون واليهما دائما يفزعون. ومنهما في امر خيرهم مترددون. فاولئك الذين احرزوا قصبا السبق واولئك هم المفلحون. اسأل الله عز وجل بمنه وكرمه ان يجعلني واياكم منهم نعم قال رحمه الله وهم الذين ملأ الاله قلوبهم بوداده ومحبة الرحمن هذه المنزلة وهي منزلة المحبة هي اصل المنازل كلها ومنها تنشأ جميع الاعمال الصالحة. ومنها تنشأ جميع الاعمال الصالحة. والاعمال النافعة العالية ومعنى المحبة تعلق القلب بالمحبوب. ولزوم الحب للقلب. فلا تنفك عنه تقتضي من صاحبها الانكفاف عما يكره الحبيب. والمبادرة الى ما يرضيه بقلب منشرح قدر رحيب. فان تكلم تكلم بالله. وان سكت سكت لله. وان تحرك فلله. وان ان سكن ثلاث ويحدث عن الحب الشوق الى الله والقلق فلا يكاد صاحبه يستقر ان قيل فهل للمحبة التي هي اعلى المراتب من وسيلة وسبب؟ قيل لم يجعل الله مطلبا الا جعل لحصوله سببا. فمن اكبر اسبابها الانكفاف عن كل قاطع بالقول والفعل والافكار والاكثار من ذكر الله بحضور قلب وتدبر كلامه الكريم ومطالعة نعمه العظيمة على العبد. وبالوقوف بين يديه بحضور قلب وادب في الوقوف بين يديه ومجالسة المحبين ومجانبة كل قاطع. فمن فعل ذلك نال محبة الله ان شاء الله والله المستعان. وهنا تكلم الشيخ رحمه الله عن منزلة المحبة. تكلم عن منزلة المحبة وهي منزلة عظيمة قال عنها الشيخ رحمه الله في بيان اهميتها هي اصل المنازل كلها ومنها تنشأ جميع الاعمال الصالحة والاعمال النافعة والمنازل العالية فلاحظ قيمة المحبة ومكانتها عندما يعمر القلب بمحبة الله. ويمتلئ القلب بحب الله كيف تتحرك بقية الجوارح بالاعمال الصالحة والطاعات الزاكية وانواع القربات الى الله جل وعلا ومما يدل على ذلك قول النبي عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح الا ان في الجسد مرة اذا صلحت صلح الجسد كله اذا فسدت فسد الجسد كله الا وهي القلب فالقلب اذا صلح وعمر بمحبة الله فان الجوارح كلها تنبعث وتتحرك في طاعة الله تبارك وتعالى القلب عندما يعمر حقا وصدقا بمحبة الله لا بالمحبة المدعاة لان هناك محبة مدعاة وهناك محبة صادقة حقيقية والمحبة الصادقة الحقيقية لها علامات ولها اثار تظهر وتستبين على المحبين الصادقين والمحبة المدعاة ايضا تتبين وتظهر ولهذا قال الله تبارك وتعالى قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم ذكر ابن كثير في تفسيره لهذه الاية عن الحسن رحمه الله ان قوما اه زعموا او قالوا انا نحب ربنا حبا شديدا هذه دعوة انا نحب ربنا حبا شديدا. فانزل الله قوله قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني الله ويغفر لكم ذنوبكم ولهذا يسمي بعض اهل العلم هذه الاية الكريمة اية المحنة اي من ادعى محبة الله فليمتحن نفسه على ضوء هذه الاية ان كنتم تحبون الله فاتبعونه بمعنى ان الاتباع كلما زاد في الشخص فهذا دليل على صدق المحبة اما اذا كان اتباعه ضعيفا فهذا دليل على نقص المحبة. واذا كان عديم الاتباع ممتنع عن الانقياد فهذا دليل على عدم وجودها لان المحبة تقتضي ذلك والجوارح فرع عن مرادات القلوب فان كان في القلوب محبة صادقة لله تبارك وتعالى لابد ان تنقاد الجوارح تبعا لما قام في القلب من محبة لله ولاجل ذلك بعد ان عرف الشيخ رحمه الله او بعد ان بين الشيخ رحمه الله اهمية المحبة بين معناها قال معناها تعلق القلب بالمحبوب ولزوم الحب للقلب فلا تنفك عنه هذه المحبة يعني شيء يلازم القلب ولا ينفك عنه وتعلق بالمحبوب وامتلاء يعني يميل القلب بكليته الى المحبوب وهو الله سبحانه وتعالى ثم ماذا؟ قال تقتضي من صاحبها الانكفاف عما يكره الحبيب والمبادرة الى ما يرضيه بقلب منشرح وصدر رحيم هذي علامة المحبة والدليل على هذا قول الله تعالى قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني فهي تقتضي الانكفاف عما يكرهه الحبيب وتقتضي ايضا المبادرة الى ما يحبه الحبيب فاذا كان ينكف ويبتعد عما يبغضه الحبيب ويبادر ويسارع الى فعل ما يحبه الحبيب فهذا دليل على ايش صدق المحبة كما قال الناظم تعصي الاله وانت تزعم حبه هذا لامري في القياس شنيع لو كان حبك صادقا لاطعته ان المحب لمن احب مطيع فالمحبة الحقيقية تقتضي الطاعة والانقياد والامتثال ولهذا ابن كثير رحمه الله في في الاية التي نتحدث عنها قال هذه الاية حاكمة على كل من ادعى محبة الله دون ان يلتزم الشرع المحمدي والنهج النبوي بان دعواه كاذبة بان دعواه كاذبة ونقل عن بعض السلف انه قال ليس الشأن ان تحب ولكن الشأن ان عز وجل بمجرد دعوى تدعيها انك تحب الله هل يكفيك ان ان ان تقول اني احب الله حبا شديدا دون ان تعمل بمقتضيات هذه المحبة ودون ان تمتثل لوازمها ان من السهل على كل لسان ومن اليسير على كل انسان ان يدعي هذه الدعوة ولو كانت الامور بالدعاوى لكان كل مبطل من المحبين وما اكثر المبطلين الذين يدعون محبة الله اليس اليهود يقولون نحن ابناء الله واحباؤه؟ اليهود اخوان القردة والخنازير يقول نحن ابناء الله واحباءه. هذه كلمة سهلة جدا على كل سان من السهل ان يقول على كل ان يقول كل انسان اني احب الله مرة ذهبت الى البرازيل في مناسبة دعوية فذكروا لي عن عن كثير منهم انهم يقولون ان الله يحبنا حب شديد بدليل اننا دائما نأخذ المرتبة الاولى في كرة القدم دليل اننا نأخذ دائما المرتبة الاولى الله يحبنا حب شديد. فانظر الى تفاهة هذه العقول والشاهد ان انه سهل على كل انسان يقول اني احب الله او يقول الله يحبني هذي سهلة سهلة جدا لكن هل هذا فيه عبرة او هذا او هل هذا يبنى عليه يعني يبنى عليه حقيقة؟ ابدا ولهذا الاية حاكمة قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم اتبعوني يعني اتبعوا الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام فاذا كل ما زادت المتابعة فهذا دليل على صدق المحبة. واذا ضعفت المتابعة فهذا دليل على ضعف المحبة وليمتحن كل نفسه على ضوء هذه الاية الكريمة قال رحمه الله تقتضي من صاحبها الانكفاف عما يكره الحبيب والمبادرة الى ما يرظيه بقلب منشغل فرح وصدر رحيب ولاحظ ايضا انشراح الصدر ورحابة النفس ما يكون عنده ضيق او حرج او مثلا انقباض بلنفس منشرحة نفسه منشرحة ومنقادة ومطاوعة ولينة وخاظعة ومنكسرة لاوامر الله سبحانه وتعالى. عندما يأتي الى الى المسجد يأتي الى المسجد والنفخ منشرحة للصلاة. منبسطة للصلاة فرحة بالصلاة. مقبلة عليه لا يأتي منقبض وهو يستثقل الامر ولكن وهو يتحرج وانما يأتي منشرح الصدر وهذا من كمال المحبة وتمامها في القلب قد كان عليه الصلاة والسلام يقول ارحنا بالصلاة يا بلال. ويقول جعلت قرة عيني بالصلاة وهذا يكون عندما تكمل المحبة ثم القلب قال فان تكلم تكلم بالله وان سكت سكت لله وان تحرك فلله وان سكن فلله ويحدث عن الحب الشوق الى الله والقلق فلا يكاد صاحبه يستقر. من شدة شوقه الى الله ولهذا جاء في الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من احب لله وابغض لله ومنع لله واعطى لله فقد استكمل الايمان بان يكون عطاؤه لله منعه لله حبه لله بغضه لله وفي الحديث الاخر اوثق عرى الايمان الحب في الله والبغض في الله في الحديث الاخر ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الايمان ان يكون الله ورسوله احب اليه مما سواهما وان يحب المرء لا يحبه الا وان يكره ان يعود في الكفر بعد ان انقذه الله منه كما يكره ان يقذف في النار. والاحاديث في هذا المعنى كثيرة ثم دخل الشيخ رحمه الله في مسألة مهمة جدا تتعلق بالمحبة الا وهي ما الامور الجالبة للمحبة؟ وهذا كثير ما يطرحه الناس وكثير ما يطرحه المهتدين ومن يبدأون بالالتزام كثيرا ما يطرحون هذا السؤال ما الامور التي تزيد المحبة؟ محبة الله في قلبه اليس هذا السؤال دائما يطرح؟ ما الامور التي يحسن بي ان افعلها حتى تزيد المحبة في قلبي هناك في في قلبي شواغل خوارف امور سواد. كيف اعالج هذا الامر وانمي محبة الله في قلبي؟ هذا سؤال مهم جدا فالشيخ رحمه الله طرح هذا السؤال واجاب عليه جوابا رائعا جميلا قال ان قيل فهل فهل للمحبة التي هي اعلى المراتب من وسيلة وسبب يعني نحن الان كأننا كأن الشيخ يقول نحن الان قد عرفنا قيمة المحبة ومكانات المحبة واثرها فهل هناك وسيلة وسبب لجلب المحبة ابن القيم رحمه الله في كتابه مدارج السالكين في المجلد الثالث صفحة سبعة عشر تكلم كلاما طويلا عن المحبة وتكلم عن هذه المسألة التي يشير اليها الشيخ وقال رحمه الله ان الامور الجالبة للمحبة عشرة وذكرها. ان الامور الجالبة للمحبة وذكر الامور سنأتي اليها باذن الله نعود الان الى كلام الشيخ يقول الشيخ ان قيل فهل للمحبة التي هي اعلى المراتب من وسيلة وسبب اظن السؤال واضح قال قيل لم يجعل الله مطلبا الا جعل لحصوله سببا. هذه قاعدة لم يجعل الله مطلبا الا وقد جعل لحصوله سببا. فكل المطالب التي امر الله عز وجل بها ودعا جعل لها اسباب وجعلها وسائل فما في مطلب لا سبب له بل انه سبحانه وتعالى يسر كما قال تعالى ولقد يسرنا القرآن للذكر. وكما قال عليه الصلاة والسلام ان هذا الدين يسر فمن يساد الدين احد الا غلبه. قال يسروا ولا تعسروا بشروا ولا تنفروا فالامر يسير يسره الله سبحانه وتعالى فهناك وسائل عديدة واسباب تنال بها المحبة وتقوي المحبة في القلب. فما هي يقول الشيخ فمن اكبر اسبابها لاحظ معي الشيخ هنا سيذكر ستة اسباب لتقوية المحبة ولعلك لتتمكن عندك الفائدة اكثر ان تكتب على كل سبب رقمه على ما سابينه ان شاء الله. قال فمن اكبر اسبابها الانكفاف وهذا رقم واحد الانكفاف عن كل قاطع بالقول والفعل والافكار الردية هذا السبب الاول لجلب المحبة. الانكفاف عن كل قاطع بالقول والفعل والافكار الردية لاحظ هنا ان المحبة التي في القلب محبة الله اذا دخلت القلب افكار او اقوال او اشياء ردية تزاحم المحبة فتضعف المحبة اذا اذا اردت للمحبة ان تقوى في قلبك فعليك ان تطرد الايش؟ الافكار الردية الاراء الاشياء الذميمة والتصورات الفاسدة والشهوات الباطلة تطردها من قلبك تحاول وتجاهد ان تخلي قلبك منها. سعد الذين تجنبوا سبل الردى يعني الامور الردية تبعدها من قلبك وتخلي القلب منها فان وجدت في قلبك فانها ايش تزاحم المحبة وتظعف المحبة ولا تزال هذه هذه الامور الردية تزاحم المحبة التي في القلب الى ان تصل الى ربما ان تذهب المحبة فيصبح القلب ليس فيه محبة لله وانما فيه شهوات او شبهات او وساوس او امور رديئة نسأل الله العافية والسلامة فيحتاج الانسان دائما وابدا ان ان ان يبعد هذه القواطع. وان وان يزيل هذه الافكار الردية التي في قلبه حتى يكون قلبه وعاء نظيفا حتى يكون قلبه وعاء نظيفا والقلوب اوعية القلوب اوعية وبما وبحسب ما يصب فيها صاحبها تمتلئ انصب فيها من الشرور والاهواء والشهوات امتلأت. كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون وان اخذ يزيل عن قلبه الافكار الرديئة ويحاول ان ان يملأه بالامور الطيبة صلح وقد جاء في في في حديث ان هذه القلوب لتصدأ كما يصدأ الحديد فجددوا الايمان في قلوبكم جددوا الايمان في قلوبهم يحتاج الانسان ان يطرد كل شيء بطال وكل افكار رديئة وكل وساوس دخيلة على قلبه يطردها من قلبه ويبعدها منه ويحاول جاهدا ان يملأ قلبه بمحبة الله ومحبة ما يحبه الله تبارك وتعالى. اذا هذا الامر الاول الامر الثاني قال والاكثار من ذكر الله بحضور قلب. الاكثار من ذكر الله بحضور قلب. وهذا من اعظم الامور الجالبة لمحبة الله ان تكثر من ذكر الله بلسانك وقلبك وهذا اكمل ما يكون اه في الذاكر ان يجمع في ذكره لله بين الذكر بالقلب واللسان وسيأتي عند الشيخ كلاما نافعا وموسعا عن ذكر الله عز وجل وفوائده العظيمة واثاره الحميدة على الذاكرين. اذا هذا الامر الثاني الذي يزيد فالمحبة ولعلكم تعرفون ان من احب شيئا اكثر ايش ذكره من احب شيئا اكثر ذكره فمن احب الله اكثر من ذكر الله سبحان الله الحمد لله لا اله الا الله الله اكبر ويتلو كتابه فالاكثار من ذكره هذا من علامة قوة المحبة ولهذا يجاهد الانسان نفسه على الاكثار من ذكر الله تبارك وتعالى. الامر الثالث وتدبر كلامه الكريم. وتدبر كلامه الكريم. تدبر القرآن هذا من اعظم الامور التي تزيد في المحبة لانك اذا قرأت القرآن بتدبر عرفك بالله وبين لك عظمة الله وجلاله وكماله ورحمته وقدرته وعطاياه العظيمة ومننه العديدة فاذا قرأت القرآن بتدبر زاد فيك محبة الله كتاب انزلناه اليك مبارك ليدبروا اياته وليتذكر اولو الالباب فكل كل ما ازددت قراءة للقرآن وتدبرا لاياته ازددت نعمه العظيمة على العبد هذا مما يزيد المحبة مطالعة نعمه العظيمة على العبد عندما تجلس بينك وبين نفسك وتتأمل في نعم الله عليك نعمة السمع نعمة البصر نعمة الصحة نعمة الولد نعمة المال نعمة المسكن اه دين عام اعظم من ذلك نعمة الايمان. نعم كثيرة لا تعد ولا تحصى. فانت اذا اخذت تستحضر في ذهنك نعم الله عليك ما الذي يقوم في قلبك محبة لله وحمد لله وثناء على الله وشكر لنعمة الله فاذا مطالعة نعم الله عليك تزيد من محبة محبتك لله تبارك وتعالى واستحضار النعم وتواليها وما بكم من نعمة فمن الله وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها فاذا هذا من من الامور التي تجلب المحبة مطالعة نعمه العظيمة على العبد الامر الخامس وبالوقوف بين يديه بحضور قلب وادب في الوقوف بين يديه. مجاهدة نفسك على الخشوع عندما تقف بين يدي الله في صلاتك وفي عبادتك فاستحضر انك واقف بين يدي الله بين يدي الخالق العظيم والرب الجليل فتحرص على الخشوع على الذل على الانكسار على الخضوع لله تبارك وتعالى فهذا من اعظم الامور للمحبة الامر السادس مجالسة المحبين ومجانبة كل طاقة مجالسة المحبين اه تحرص على مجالسة اهل الخير اهل الفضل اهل الصلاح والاستقامة كما قال الله تعالى واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ولا تطع من اغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان امره فرطا فمن الامور الجالبة للمحبة مجالسة اهلها مجالسة اهل الصلاح اهل الاستقامة من تظهر عليهم امارات الخير وامارات الصلاح. ولا نزكي على الله احدا ولكن اذا رأيت انسانا تتوسم فيه الصلاح والصلاة والمحافظة على طاعة الله يذكرك بالله ينهاك عن معصية الله فهذا ابصر به تربت اظفر به لا تفرط فيه اذا رأيت شخصا بهذه الصفة واذا رأيت شخصا فيجرك الى المعاصي يهون في في قلبك شأن الطاعات يبعدك عن المساجد. يبعدك عن حلق العلم ومجالس الذكر فهذا قاطع ولهذا الشيخ قال رحمه الله ومجانبة كل قاطع يعني انت مطالب انك تجلس مع المعينين على الطاعة وعلى المحبة ومجانبة كل قاطع وهؤلاء اشبه ما يكونون بقطاع طريق الذين يمنعون اصحابهم عن المساجد ويمنعون اصحابهم عن مجالس الذكر وعن امور الخير الامور التي تزيد المحبة فيه هذا قاطع يقطع على الناس سبيل الخير فانت تحرص على الجليس وقد قال عليه الصلاة والسلام كما في سنن ابي داوود المرء على دين خليله فلينظر احدكم من يخالل الحديث يتكون من جملتين جملة خبرية وجملة طلبية الجملة الخبرية المرء على دين خليله يعني انت على دين من تصاحب ولهذا يقولون الصاحب ساحب يعني من تجلس معه يسحبك الى فكرة الى رأيه الى طريقته الى مسلكه الصاحب ساحر المرء على دين خليله فلينظر احدكم من يخالل يعني قبل ان تجالس انظر من تجالس ولهذا قال بعض السلف من فقه الرجل مأكله ومطعمه وممشاه وقال بعض السلف ليس للمؤمن ان يجلس مع من شاء بل انت لا تجلس الا مع من يعينونك على طاعة الله. من تراهم يزيدون فيك الخير يزيدون فيك الصلاة يحثونك على الطاعات ينهونك عن المعاصي ان وجدت رفقة بهذه الصفة فاصبر نفسك معهم وجاهد نفسك على الجلوس معهم وعلى مصاحبتهم. وقد يأتيك الشيطان ويثنيك وقد يوقع بينك وبينهم عداوات حتى لا تستمر بينك وبينهم التعاون على البر والتقوى. فاياك والشيطان واياك وقاطع الطريق. وعليك بالرفقة النصيحة التي تعينك على طاعة الله هذا معنى قول الشيخ ومجالسة المحبين ومجانبة كل قاطع يعني من الناس اه هنا ومجانبة كل قاطع اي من الناس. وسبق في بداية ان قال الالتفاف عن كل قاطع يعني من الاعمال والاقوال والافعال قال فمن فعل ذلك نال محبة الله ان شاء الله هذه ستة اسباب ذكرها الشيخ رحمه الله جالبة للمحبة. قلت لكم ان ابن القيم رحمه الله ذكر في كتابه مدارج ولكن كم سبب جانب للمحبة عشرة. اذا الشيخ ذكر لنا ستة كم بقي؟ اربعة. اذا تقيدونها الامر السابع على الترتيب الذي ذكر الشيخ التقرب الى الله بالنوافل بعد الفرائض. التقرب الى الله بالنوافل بعد الفرائض. يعني من الامور الجانبة المواظبة على النوافل والحرص عليها اه صيام النافلة صلاة النافلة صدقة النافلة فتجاهد نفسك على فعل النوافل فان هذه النوافل تزيد فيك محبة الله وقد قال الله تعالى كما في الحديث القدسي ما تقرب الي عبدي بشيء احب الي مما افترظته عليه ولا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه فاذا احببته كنت سمعه الذي يسمع به. وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها وقدمه التي يمشي بها. ولئن سألني لاعطينه ولئن استعاذ بي لاعيذنه الامر الثامن آآ اثبات ايثار محابه على محابك الامر الثامن ايثار محابه على محابك وهذا يحتاج منك الى مجاهدة لنفسك ان تؤثر محاب الله على محابك. اعطيك مثالا اذا اذن المؤذن لصلاة الفجر ولنفرض انك قد نمت متأخرا ونادى المؤذن حي على الصلاة حي على الفلاح ما محبتك هنا تجد نفسك ميالة الى النوم الى البقاء على الفراش الى الاسترخاء فاخر محابك على محابه كل ما كنت مجاهدا نفسك على ايثار محاب الله على محاب نفسك تضع نفسك وراءك ومحاب الله امامك. وتجاهد نفسك على ايثار محاب الله. فاذا كنت بهذه الصفة فهذا يجلب لك محبة الله ويعمر قلبك بمحبة الله الامر التاسع مطالعة القلب لاسمائه وصفاته مطالعة القلب لاسمائه وصفاته. ان تتأمل في اسماء الله الحسنى وصفاته العظيمة وانت كلما ازدت معرفة بالله وباسماء الله وصفاته العظيمة ازددت حبا له وانظر ذلك في نفسك عندما تقرأ كتابا لاحد اهل العلم يشرح لك اسماء الله الحسنى كم لها من الاثر عليك في ايمانك؟ خاصة اذا قرأت قراءة متأنية بتدبر وبتفهم وان شئت احدد لك مرجعا في هذا اقرأ كتاب الشيخ نفسه بن سعدي فتح الملك العلام شرح فيه اسماء الله او جملة من اسماء الله شرحا من اجمل ما يكون اذا قرأتها بتأني تجد قلبك تزيد فيه محبة الله لان محبة الله تزيد بمعرفتك لله. كلما كنت اعرف بالله وباسمائه وبصفاته ازددت محبة لله تبارك وتعالى الامر العاشر الخلوة وقت النزول الالهي. الخلوة وقت النزول الالهي. جاء في الحديث الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ينزل ربنا كل ليلة الى سماء الدنيا في ثلث الليل الاخر فيقول من يسألني فاعطيه؟ من يستغفرني فاغفر له؟ من يدعوني؟ فاجيبه. او من يسألني فاجيبه فهذا الوقت وقت مبارك فتجاهد نفسك على القيام في هذا الوقت وعلى ذكر الله فيه وعلى دعائه وعلى استغفاره. فهذا من اعظم الامور الجالبة لمحبة الله. اجتمع لنا الان اجتمع لنا الان عشرة امور من الامور الجالبة لمحبة الله عز وجل اقرأ هذا اليوم يرجى من صاحب سيارة بي ام دبليو رقم ست الاف وثلاثة ستة صفر صفر ثلاثة تحريك سيارته. حيث انه قد سد الطريق رقم السيارة مرة ثانية ستة صفر صفر ثلاثة ما بينوا عدنا بي ام دبليو اجتمع لنا الان عشرة امور جالبة للمحبة ستة منها ذكرها الشيخ رحمه الله هنا واربعة منها اضفناها من كلام ابن القيم رحمه الله تعالى. يقول الشيخ في خاتمة كلامه فمن فعل ذلك فمن فعل ذلك نال محبة الله ارجع قليلا الى كلام الشيخ ما لما طرح السؤال هل هناك امور تجلب المحبة؟ قال ما جعل الله شيئا وجعل له سبب. فهذه الاسباب بين يديك ولا تجلس مكتوف الايدي ترجو النجاسة ولم تسلك مسالكها ان السفينة لا تجري على هذه الامور التي تجلب المحبة. فلا تبقى مكتوب الايدي وانما جاهز نفسك واستعن بالله. احرص على ما ينفعك واستعن بالله. فمن جاهد نفسه نال باذن الله محبة الله تبارك وتعالى. وختاما اسأل الله جل وعلا باسمائه الحسنى وصفاته العلى ان يرزقني واياكم حبه وحب ما يحبه وكل وحب كل عمل يقربنا الى حبه. والله اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد