والصلاة والسلام على امام المرسلين نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد سنواصل مستعينين بالله عز وجل القراءة في التعليق على منظومة في السير الى الله والدار الاخرة للشيخ عبد الرحمن ابن ناصر السعدي رحمه الله بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الشيخ رحمه الله تعالى ولهذا قلت هم الذين قد اكثروا من ذكره في السر والاعلان والاحيان منزلة شريفة حاجة كل احد اليها بل ظرورته اليها فوق كل حاجة. فذكر الله هو عمارة الاوقات وبه تزول الهموم والغموم والكدرات وبه تحصل الافراح والمسرات. وهو عمارة القلوب المقفرات. كما انه غراس الجنات وهو موصل لاعلى المقامات. وفيه من الفوائد ما لا يحصى. ومن الفضائل ما لا يعد. ومن فضائل ما لا يعد ولا ينقضي. قال الله تعالى يا ايها الذين امنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا وسبحوه بكرة واصيلا وقال النبي صلى الله عليه وسلم لرجل قال ان شرائع الاسلام قد كثرت علي فاوصني قال لا يزال لسانك رطبا من ذكر الله. وقال سبق المفردون. قالوا وما المفردون؟ قال الذاكرون الله كثيرا والذاكرات ولي من ابيات وكن ذاكرا لله في كل حالة فليس لذكر الله وقت مقيد. فذكر اله العرش سرا يزيل الشقى والهم عنك ويطرد. ويجلب للخيرات دنيا واجلا. وان الوسواس يوما يشرد. فقد اخبر المختار يوما لصحبه بان كثير الذكر في السبق مفرد ووصى معاذا يستعين الهه على ذكره والشكر بالحسن يعبد. واوصى لشخص قد فاتى لنصيحة وقد كان في حمل الشرائع يجهد بان لم يزل رطب اللسان كهذه تعين على كل الامور وتسعد واخبر ان الذكر غرس لاهله بجنات عدن والمساك بجنات عدن والمساكن تمهد واخبر ان الله يذكر عبده ومعه ومعه على كل الامور يسدد واخبر ان الذكر يبقى بجنة وينقطع التكليف حين يخلد ولو لم يكن في ذكره غير انه طريق الى حب الاله ومرشده. وينهى الفتى عن غيبة ونميمة. وعن كل قول للديانة مفسد لكان لنا حظ عظيم ورغبة بكثرة ذكر الله نعم الموحد ولكن اننا من جهلنا قل ذكرنا كما قل منا للاله التعبد. وذكر الله نورا للذاكر في قلبه وفي قوله وفي قبره ويوم حشره والله المستعان هذه المنزلة التي تحدث عنها الناظم رحمه الله منزلة الذكر والمواظبة على ذكر الله جل وعلا والاكثار من ذكره ثم اخذ يبين رحمه الله فوائد الذكر واثاره وثماره وعوائده الحميدة على الذاكرين في الدنيا والاخرة قال رحمه الله هم الذين قد اكثروا من ذكره في السر والاعلان والاحيان هذه من من صفات الثائرين الى الله والدار الاخرة ومن صفات اهل السعادة الاكثار من ذكر الله والله عز وجل امر في كتابه العزيز بذكره بالكثرة قال جل وعلا يا ايها الذين امنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا واثنى على الذاكرين الله كثيرا والذاكرات وبين ما اعد لهم من اجور عظيمة وافضال كريمة قال جل وعلا والذاكرين الله كثيرا والذاكرات اعد الله لهم مغفرة واجرا عظيما فهذه من منازل السائرين السائلين الى الله جل وعلا والدار الاخرة. ذكر الله سرا ومعلنا يعني يذكرون الله عز وجل في انفسهم ويذكرون الله تبارك وتعالى بالسنته يذكر يذكرون الله في انفسهم ويذكرونه بالسنته يسبحون ويهللون ويحمدون الله ويذكرونه ويقرؤون كتابه وفي انفسهم يذكرون الله معظمينه مستحضرين لاسمائه وصفاته وعظمته وجلاله وكبريائه فهم يذكرون الله سرا ومعلنا وهذه اكمل حالات الذاكرة لان الذكر له حالات ثلاث ذكر باللسان والقلب وهي اكمل الحالات وذكر بالقلب وذكر باللسان واكمل ما يكون الذاكر عندما يكون ذكره لله تبارك وتعالى بقلبه ولسانه ولهذا قال الشيخ سرا ومعلنا والاحيان كما جاء في الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم يذكر الله في كل احيانه في الاحيان يعني في القيام والقعود والدخول والخروج والركوب والنزول وفي كل احيانه اه مواظبا على ذكر الله تبارك وتعالى واذا كان كذلك كتب من الذاكرين الله كثيرا والذاكرات وخاصة اذا واظب على الاذكار المرتبة في السنة كان كارف الصباحي والمساء واذكار النوم والقومة منه واذكار الصلوات وادبارها واذكار الدخول والخروج والركوب ركوب الدابة وكذلك الطعام والشراب ونحو ذلك من الاذكار المرتبة في عمل المسلم في يومه وليلته من واظب عليها كتب باذن الله تبارك وتعالى من الذاكرين الله كثيرا والذاكرات الذين اعد الله لهم مغفرة واجرا عظيما ثم اخذ يبين الشيخ رحمه الله في شرحه لهذا البيت منزلة الذكر الشريفة ومكانته العلية وشرفه وفضله فقال منزلة شريفة اي ذكر الله حاجة كل احد اليها بل ضرورته اليها ففوق كل حاجة فوق كل حاجة حاجتك الى ذكر الله اشد من حاجتك الى الطعام وحاجتك الى اللباس وحاجتك الى الشراب وحاجتك الى اي امر بل قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله حاجة القلب الى ذكر الله كحاجة السمكة الى الماء بحاجة السمكة الى الماء فحاجة الانسان الى ذكر الله هي اشد الحاجات وضرورته اليه اعظم الضرورات ثم اخذ يبين فضائل ذكر الله قال فذكر الله هو عمارة الاوقات اي افضل ما تعمر به الاوقات وتصرف فيه الانفاس وتمضى فيه اللحظات افضل ما يكون ذكر الله جل وعلا قد جاء في بعض الاثار ان اهل الجنة اذا دخلوا الجنة يندمون على اوقات مضت عليهم في الدنيا ولو ساعات قليلة دون ان يشعروها بذكر الله تبارك وتعالى وبه تزول الهموم والغموم والمكدرات وهذا من فضائل الذكر انه يطرد الهم والغم والامور المكدرة وما عولج في الهموم ولا طردت الغموم ولا ازيلت المكدرات بمثل ذكر الله تبارك وتعالى فذكر الله هو الفرج بعد الشدة وهو التنفيس للكربات وفيه طرد الغموم والهموم التي تلحق الانسان والهم والغم والحزن هذه امور تعتري القلب ساعتين القلب واردات ترد على القلب فاذا وردت على القلب اصابه الم يتألم القلب ويقلق ويضطرب وتذهب عنه طمأنينته فاذا حصل شيء من ذلك فهي يحتاج الانسان الى ما يزيل به همه وغمه وحزنه وهذه الامور الثلاثة الهم والغم والحزن كلها تشترك بانها واردات ترد على القلب فتؤلمه لكنها تختلف من حيث متعلقها فاذا كان الانسان الذي اقلق باله وارق نفسه والم قلبه امور يتوقع مجيئها في المستقبل يتخوف منها ومنزعج من قدومها او نحو ذلك فهذا يسمى هم لانه مهتم لاشياء قادمة عليه فيألم القلب واذا كان قلقا او متضجرا لامور مضت ومصائب قد حلت اخذ يفكر فيها وشغل باله بها فتألم قلبه فهذا يسمى حزن يحزن على اشياء يتذكر امور ماضية سيحزن ويصاب قلبه بالم واذا كان يتعلق بيوم الانسان وواقعه امور داهمته في حينه فان القلب يغتم يقال انسان مغموم يعني غشاه امور اصابته بالغم واذا كان لا ما اصابه شيء ولكنه متخوف من اشياء قادمة فهذا يسمى هم واذا كان ليس متخوفا من اشياء قادمة ولا مصابا في اشياء في وقته ولكنه تذكر اشياء سالفة اما مصالح او مثلا مصائب آآ حلت به او نحو ذلك فهذا يسمى غم وكلها واردات ترد على القلب فتؤلمه هذه الامور علاجها ذكر الله علاجها ذكر الله تبارك وتعالى فذكر الله هو الذي يطرد الهم والغم والحزن ولهذا قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح ما اصاب عبدا هم ولا حزن فقال اللهم اني عبدك ابن عبدك ابن امتك ناصيتي بيدك ماض في حكمك عدل في قضاؤك اسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك او انزلته في كتابك او علمته احدا من خلقك او استأثرت به في علم الغيب عندك ان تجعل القرآن العظيم ربيع قلبه ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي وغمي الا اذهب الله همه وابدله فرجا وفي رواية وابدله فرحا. يعني الغم الذي في قلبه يتحول الى فرح والمصيبة التي احلت به تتحول الى فرج يفرج عنه ويسرع عنه ويفرح وتزول الشدة التي في قلبه وكذلك الادعية او الاذكار الواردة في تفريج الكربات وهي كثيرة ثابتة عن النبي الكريم عليه الصلاة والسلام كلها ذكر لله تبارك وتعالى فذكر الله فيه تفريج الهموم وطرد الغموم وازالة الاحزان واذهاب المكدرات التي تكدر الانسان فيصبح خاطره مكدر ولا علاج للمكدرات الا ذكر الله تبارك وتعالى نعم ثم ايضا قال وبه تصلح وبه تحصل الافراح والمسرات. هذه ايضا من فوائد الذكر ان الانسان يدخل عليه من السرور والفرح والانس والطمأنينة ما لا يجده اي انسان باي امر اخر قال الله تعالى الذين امنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله الا بذكر الله تطمئن القلوب قال وهو عمارة القلوب المقفرات المغفرة هي الخالية التي ليس فيها ذكر لله جل وعلا فالقلب الخالي لا يعمر بشيء مثل عمارته بذكر الله افضل ما عمرت به القلوب وشغلت به النفوس ذكر الله تبارك وتعالى وحياة القلب حياة القلب بحسب قوة ذكر الله فيه كما انه غراس الجنات اي الذكر الذكر غراس الجنة وقد جاء في الترمذي ان النبي صلى الله عليه وسلم لما اسري به لقي ابراهيم الخليل عليه السلام فقال له اقرأ امتك مني السلام واخبرهم ان الجنة قيعان وانها طيبة التربة عذبة الماء وان وان غراسها ذكر الله وان غراسها ذكر الله فذكر الله تبارك وتعالى هو غراس الجنة وجاء في بعض رواية روايات الحديث وان غراسها سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر. فذكر الله تبارك وتعالى هو غراس الجنة ذكر الله وغراس الجنة اي ان انك كلما ذكرت ذكرت الله وواظبت على ذكره اكثرت من غراسك في الجنة غراس غراس الدنيا يتطلب اه جهد كبير يحتاج الى معول ويحتاج الى حفر ويحتاج الى سقي ويحتاج الى رعاية ويحتاج الى متابعة شديدة اما غراس الجنة فامره سهل ومن المعلوم ان الذكر ما يكلف الانسان شيء بقية الطاعات تتطلب حركة ومشي وذهاب واياب اعمال اما الذكر يعني يقوله الإنسان وهو جالس مستريح وسيأتي معنا انه يسبق يسبق الاخرين سبق المفردون الى من؟ قال الذاكرون الله كثيرا والذاكرات فيسبق الماشي وهو مستريح وهذا مما يدل على فضل الذكر وعظيم ثوابه عند الله تبارك وتعالى وهو مقصود العبادات واعظم الناس اجرا في كل عبادة اكثرهم لله ذكرا فيها كما ثبت بذلك الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال وهو موصل لاعلى المقامات اي ان الذكر يا يوصل صاحبه ويرفع صاحبه الى رفيع الدرجات وعالي المنازل عند الله وفي الحديث سبق المفردون والناس في طاعتهم لله في مضمار السباق الناس في طاعتهم لله في مضمار السباق يتسابقون والذاكرون الله كثيرا والذاكرات هم اهل السبق ابن القيم رحمه الله له كلمة جميلة في هذا ذكرها في كتابه الوابل الصيب يقول عمال الاخرة الذين يعملون للاخرة كلهم في مضمار السباق اظمار السباق معروف كلهم في مضمار سباق والذاكرون هم اسبق في ذلك المضمار والتسابق للاخرة سابقوا الى مغفرة من ربكم او سارعوا الى مغفرة من ربكم المسارحة والمسابقة للاخرة بطاعة الله سبحانه وتعالى وافضل ذلك العناية بذكر الله جل وعلا قال وفيه من الفوائد ما لا يحصى ومن الفضائل ما لا يعد ولا ينقضي اي انها كثيرة تفوق الحصر وتتجاوز العد ومن احسن من كتب في ذكر فوائد الذكر ابن القيم رحمه الله في كتابه الوابل الصيب عقد فصلا نافعا وعظيما قال فيه وللذكر ما يقرب من مائة فائدة واخذ يعدد فوائد الذكر فذكر ما يزيد ما يزيد على السبعين فائدة لذكر الله جل وعلا وهي فوائد عظيمة وجليلة تبين مكانة الذكر وعظيم شأنه ورفيع مكانته لما قدم الشيخ ابن سعدي رحمه الله بهذه المقدمة التي ينبه فيها على فضل الذكر اورد بعض الايات والاحاديث الدالة على فضله فذكر قول الله جل وعلا يا ايها الذين امنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا وسبحوه بكرة واصيلا هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات الى النور فهذا من فضائل الذكر ان الله امر به وامر به بالكثرة اذكروا الله ذكرا كثيرا ومن ثماره ان الله يصلي على الذاكرين ومعنى صلاته على الذاكرين اي ثناؤه عليهم في الملأ الاعلى وملائكته ايضا يصلون على الذاكرين وصلاتهم عليهم دعائهم لهم واستغفارهم اذكروا الله ذكرا كثيرا وسبحوه بكرة واصيلا. هذا فيه الحث على الذكر والترغيب فيه كذلك قوله تعالى والذاكرين الله كثيرا والذاكرات اعد الله لهم مغفرة واجرا عظيما ومن السنة اورد قول النبي صلى الله عليه وسلم لرجل لرجل قال ان شرائع الاسلام قد كثرت علي فاوصني كثرت عليه شرائع الاسلام فاراد وصية وصية ينتفع بها وتكون عونا له على القيام بهذه الشرائع. لا على التفلت منها وتركها اراد وصية تكون عونا له حتى تكون شرائع الاسلام خفيفة عليه وليست ثقيلة فقال له عليه الصلاة والسلام لا يزال لسانك رطبا من ذكر الله وهذا الحديث يدل على فضيلة عظيمة للذكر الا وهي انه يهون العبادة ويسهل الطاعة على نفس الذاكرة لان هذا الرجل يقول كثرت عليه كثرت عليه شرائع الاسلام تعددت وتنوعت واصبحت كثيرة عليه هل ترون ان الرجل يعني جاء يطلب من النبي عليه الصلاة والسلام ان يعفيه من هذه الشرائع هل يخطر هذا بالبال؟ ابدا. وانما اراد وصية وصية ينتفع بها ويسهل بها عليه العناية بالشرائع والمواظبة عليه. فقال لا يزال لسانك رطبا من ذكر الله فهذا الحديث يدل على ان الذكر يهون على العبد الطاعة ويسهلها في نفسه وتسقو نفسه بها ويطمئن وينشرح صدره اليها فهذا من فوائد هذا الحديث ودلائله العظيمة وسيأتي هذا المعنى معنا قريبا وذكر ايضا قول النبي صلى الله عليه وسلم سبق المفردون قيل وما المفردون؟ قال الذاكرون الله كثيرا والذاكرات وهذا فيه دلالة على ان اهل الذكر سباقون وان الناس في طاعة الله في مضمار السباق وان الاسبق هم اهل الذكر ثم ذكر الشيخ رحمه الله ابياتا جميلة له عدد فيها فوائد الذكر وهي من نظمه رحمه الله وهي ابيات سلسة وجميلة وواضحة عدد فيها جملة من فوائد الذكر ولم يرد الاستقصاء. وانما اراد ان يذكر بعض فوائد الذكر العظيمة وشيئا من جماره الجليلة فنأخذ هذه الابيات بيتا بيتا ونقف آآ حول ما فيها من معاني ودلالات نعم قال رحمه الله وكن ذاكرا لله في كل حالة فليس لذكر الله وقت مقيد. بدأ في هذه الابيات بالحث على ذكر الله والترغيب فيه والحث على المواظبة عليه فقال رحمه الله وكن اي يا من تريد لنفسك السعادة والخير والفوز والربح والغنيمة في الدنيا والاخرة كن ذاكرا لله اي كن مواظبا على ذكر الله تبارك وتعالى في كل حالة يعني لا يكن لذكرك لله تبارك وتعالى في وقت مختص لا تذكروا الله الا فيه بل كن ذاكرا لله في كل حالة في قيامك وقعودك وذهابك ورواحك وسفرك وحظرك ومرضك وصحتك وغناك وفقرك في كل حال. كن ذاكرا لله لا تجعل ذكر الله تبارك وتعالى عندك مختصا في بعظ الحالات او في بعض الاحايين والاوقات وانما كن ذاكرا لله في كل حالة في جميع احوالك اذكر اذكر اذكر الله كما قالت عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم انه كان يذكر الله في كل احايينه فليس لذكر الله وقت مقيد ليس لذكر الله وقت مقيد فليس هناك وقت يقال انه هو وقت الذكر فلا يذكر الله عز وجل الا فيه ليس هناك في اليوم والليلة وقت مقيد بمعنى ان الله لا يذكر الا في هذا الوقت كان يقال مثلا لا يذكر الله الا في الصباح هذا باطل ليس لذكر الله وقت مقيد فالله يذكر في كل وقت وحين نعم جاءت اوقات مقيدة لاذكار معينة وتفظيل لوقت معين في الذكر. مثل اذكار طرفي النهار ما في ذلك من فضل وثواب ونصوص كثيرة في الترغيب فيه فهذا يدل على على فضل الذكر في هذا الوقت لا يدل على ان الذكر مقيد في هذا الوقت فلا يذكر الله في الاوقات الاخرى فليس لذكر الله وقت مقيد فالله يذكر في كل وقت وحين ولهذا الذكر نوعان مطلق ومقيد الذكر الذكر المقيد هو الذكر الذي يختص باوقات معينة. مثل اذكار طرفي النهار واذكار النوم واذكار ادبار الصلوات ونحو ذلك وهناك الذكر المطلق هذا في كل حالة. وفي كل حين تذكر الله تبارك وتعالى فليس لذكر الله وقت مقيد بمعنى ان يقال ان الله عز وجل لا يذكر الا في هذا الوقت فليس هناك وقت مقيد لا لا لا يكون الذكر الا فيه. بل يذكر جل وعلا كل وقت وحين نعم فذكر اله العرش سرا ومعلنا يزيل الشقى والهم عنك ويطرد ثم بدأ يعدد رحمه الله فضائل الذكر فذكر اول ما ذكر من فضائله قوله فذكر اله العرش سرا ومعلنا يزيل الشقاء والهم عنك ويطرده فذكر اله العرش ذكر اله العرش اي ذكرك اله العرش وهنا ذكر اه اله العرش منبها على عظمة الله عظمة الله تبارك وتعالى وانه اله العرش وما دونه وهذا فيه ان مما يعينك على ذكر الله معرفة عظمة الله وانه تبارك وتعالى الخالق للعرش العظيم ولما دونه من المخلوقات وان الله عز وجل هو الممسك لها بقدرته سبحانه وتعالى ان الله يمسك السماوات والارض ان تزول فعندما تتذكر عظمة الله وتتأمل في مخلوقات الله العظيمة الدالة على كمال قدرته وتمام حكمته وسعة احاطته سبحانه وتعالى فهذا مما يقوي فيك ذكر الله جل وعلا. فهذه هي الماحة تلماحة من الشيخ رحمه الله بامر يعينك على ذكر الله. قال فذكر اله العرش سرا ومعلنا اي في في قلبك ولسانك في قلبك ولسانك سرا اي في قلبك. ومعلنا اي بلسانك فذكر اله العرش سرا ومعلنا اي بالقلب واللسان يزيل الشقاء والشقاء ضد السعادة فالشقاء يزيله الذكر ذكر الله ولهذا قال الله تعالى فاما يأتينكم مني هدى فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى قال تعالى طه ما انزلنا عليك القرآن لتشقى اي بل لتسعد فانت اذا واظبت على ذكر الله ومن اعظم ذكره تلاوة كتابه ازال عنك الشقاء ازال عنك الشقاء وحل محله بالسعادة يزيل الشقاء والهم عنك ويطرد اي ويزيل ايظا الهم وقد عرفنا فيما سبق فضيلة الذكر في طرده للهم والغم والحزن وعرفنا الفرق بين هذه الامور الثلاثة وان علاجها الناجع ودواءها الشافي هو ذكر الله تبارك وتعالى نعم ويجلب للخيرات دنيا واجلا. وان يأتيك الوسواس يوما يشرد. وهذه كذلك من فضائل الذكر وفوائده ويجلب للخيرات دنيا واجلا فهو جانب للخيرات وصارف للسرور والافات وما استجلبت النعم واستدفعت النقم بمثل ذكر الله تبارك وتعالى فذكر الله عز وجل هو اليسر بعد العسر والفرج بعد الشدة وفيه التيسير وفيه جلب الخيرات وطرد الشرور والافات وكم من نعمة حصلت للانسان وكم من نقمة دفعت عن الانسان وكان سببها بفظل الله تبارك وتعالى مواظبة الانسان على ذكر الله تبارك وتعالى فذكر الله يجلب للخيرات دنيا اي في هذه الحياة الدنيا واجلا اي في الحياة الاخرة فكان في الدنيا من تصول النعم وانصراف النقم بسبب الذكر وايضا كم في الاخرة من الثواب المؤجل والنعيم المقيم؟ الذي اعده الله تبارك وتعالى للذاكرين ان الله والذاكرات. قال تعالى واعد الله لهم مغفرة واجرا عظيما قال وان يأتك الوسواس يوما يشرده وهذه فضيلة اخرى بذكر الله تبارك وتعالى الا وهي طرد الوسواس فرض الوسواس والوسواس هنا يحتمل شيئين بل ينتظم شيئين اما الشيطان فالشيطان من اسمائه الوسواس فيكون ذكر الله تبارك وتعالى طاردا للشيطان يطرد الشيطان عن الانسان ويبعده عنه او يكون المراد بالوسواس اي ما يلقيه الشيطان في قلب الانسان من من الخواطر والشكوك والنزغات فايضا هذه الامور التي تكون في النفس اه يطردها ذكر الله تبارك وتعالى فذكر الله يطرد الشيطان نفسه وايضا يطرد عن النفس ما يلقيه الشيطان فيها قال الله تبارك وتعالى قل اعوذ برب الناس ملك الناس اله الناس من شر الوسواس الخناس الذي يوسوس في صدور الناس من الجنة والناس الوسواس الخناس هو الشيطان وهذان وصاني له وسواس خناس قال ابن عباس رضي الله عنهما هو الشيطان اذا غفل الانسان عن ذكر الله وسوس واذا ذكر الانسان الله خنس اي ابتعد وهرب لان الخنوس هو الابتعاد والذهاب فالشيطان هذا شأنه مع الانسان اذا غفل الانسان عن ذكر الله وسوس واذا ذكر الانسان ربه خنس ولهذا قال الله تعالى ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين. وانهم ليصدونهم عن السبيل ويحسبون انهم مهتدون قال الله تعالى واما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله قال الله تبارك وتعالى وقل ربي اعوذ بك من همزات الشياطين واعوذ بك ربي ان يحضرون وهنا تعوذ بالله من الشيطان ومن حضوره للمكان الذي انت فيه فذكر الله جل وعلا والاستعاذة به والالتجاء والالتجاء اليه سبحانه وتعالى وتلاوة كلامه هو اعظم طارد للشيطان قد جاء في الحديث ان البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة لا يقربه شيطان وجاء في الحديث ان من قرأ اية الكرسي لم يزل عليه من الله حافظا ولا يقربه شيطان حتى يصبح وعندما تطالع كثيرا من الاذكار التي تقال في المساء وفي الصباح وعند النوم تجد ينص في فوائدها وثمارها طرد الشيطان والحفظ منه فافضل ما يعصم الانسان ويحفظه من الشيطان ذكر الله جل وعلا ولهذا جاء في المسند ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان زكريا قال لقومه امركم بخمس كلمات امرني الله جل وعلا ان امركم بهن فذكر خمس كلمات هي الوصية بالتوحيد والوصية بالصلاة والوصية بالصيام والوصية بالزكاة ثم قال وامركم بذكر الله فان مثل الذي يذكر الله مثل رجل انطلق وانطلق خلفه العدو صراعا حتى اذا اوى الى حصن الحصين فلم يستطع العدو ان يخلص اليه ولهذا سمى بعض اهل العلم الكتب التي الفوها في الذكر الحصن الحصين او حصن المسلم او نحو ذلك لان الذكر يحصن المسلم من الشيطان ويحفظه باذن الله تبارك وتعالى من الشيطان. فهذه فائدة عظيمة وجليلة من فوائد ذكر الله تبارك وتعالى نعم فقد اخبر المختار يوما لصحبه بان كثير الذكر في السبق مفرد وهذه فائدة اخرى من فوائد الذكر ان آآ اهل الذكر في السبق يعني السباقون قد سمعنا كلام ابن القيم رحمه الله ان الناس في مضمار واهل وعمال الاخرة في مضمار سباق. وان اهل الذكر هم الاسبق في هذا المظمار والشيخ رحمه الله يا يا يسير في هذا البيت الى الحديث السابق الذي اورده قبل قليل حديث ابي هريرة في صحيح مسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم قال سبق المفردون قيل وما المفردون يا رسول الله قال الذاكرون الله كثيرا والذاكرات ففي الحديث دلالة على ان اهل الذكر هم اهل السبق هذا معنى قوله فقد اخبر المختار يوما لصحبه بان كثير الذكر في السبق مفرد هنا قال مفرد ولم يقل مفرد لفظ الحديث كما مر معنا سبق المفردون مراعاة للوزن هذا من جهة ومن جهة اخرى فقد جاء الحديث في بعض رواياته سبق المفردون بالتخفيف بدون التشديد ورواية التشديد اشهر سبق المفردون لكن جاء في بعض روايات الحديث سبق المفردون كما هو عند الشيخ رحمه الله والشيخ ذكر ذلك مراعاة للقافية قافية البيت وهي ايضا في الوقت نفسه رواية للحديث ووصى معاذا يستعين الهه على ووصى معاذا يستعين الهه على ذكره والشكر بالحسن يعبد. ثم ذكر هنا فضيلة اخرى ذكر ان النبي عليه الصلاة والسلام وصى معاذ معاذ بن جبل الصحابي الجليل وهذا الحديث في سنن ابي داوود وفيه يقول معاذ ان الرسول صلى الله عليه وسلم اخذ بيد وقال اني احبك يا معاذ اني احبك يا معاذ. معاذ من صغار الصحابة. ولكن انظر الى حسن تودد النبي صلى الله عليه وسلم وجمال نصحه وحسن بيانه صلوات الله وسلامه عليه يا معاذ اني احبك فلا تدعن دبر كل صلاة ان تقول اللهم اعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك وجاء في بعض روايات الحديث انه قال اني احبك يا معاذ فاوصيك الا تدعن دبر كل صلاة ان تقول اللهم اعني على ذكرك وشكرك وحسن سعادته ولهذا قال الناظم ووصى معاذا ولفظ الوصية جاءت في بعض طرق الحديث وان لم تأتي فهي وصية لكن ما ذكره الشيخ جاء منصوص عليه في بعض طرق الحديث قال ووصى معاذا يستعين الهه يعني يطلب من الهه العون على ماذا؟ على ذكر الله وشكره وحسن عبادته هذه الامور الثلاثة. الذكر والشكر وحسن العبادة. وبها يتم تتم سعادة المرء اذا تحققت للعبد هذه الامور الثلاثة تمت له سعادته. اذا كان من اهل الذكر واهل الشكر واهل قسم العبادة وقوله بالحسن يعبد اي وحسن عبادتك وهذا فيه دلالة على ان العبادة لا تقبل الا اذا كانت حسنة. كما قال الله تعالى ليبلوكم ايكم احسن عملا وقد مر معنا قول الفضيل ابن عياض في معنى ذلك وانه قال اخلصه واصوبه قيل وما اخلصه واصوبه؟ قال ان العمل اذا كان خالصا ولم يكن صوابا لم يقبل. واذا كان صوابا ولم يكن خالصا لم يقبل حتى يكون خالصا صوابا. والخالص ما كان لله. والصواب ما كان على السنة وهذه الوصية التي وصى النبي صلى الله عليه وسلم بها معاذا رضي الله عنه وارضاه تقال دبر كل صلاة كما قال عليه الصلاة والسلام لا تدعن دبر كل صلاة ومجيء هذا الدعاء عقب اعقاب الصلوات في غاية المناسبة لانك اذا جئت الى المسجد وصليت واديت هذه الطاعة فاداؤك لها هي منة من الله عليك وتيسير له ثم حتى هو تيسير لا لك من الله جل وعلا ولولا عون الله لك لما صليت كما كان الصحابة رضي الله عنهم يرتجزون لولا الله ما اهتدينا ولا صمنا ولا صلينا. فمجيئك للمسجد اوكل الصلاة هذه منة من الله فانت عندما تقضي صلاتك تستحضر منة الله عليك وتيسيره لك وتطلب منه عونا على اداء بقية الصلوات والمواظبة على الطاعات والمحافظة على الذكر والشكر وحسن العبادة فانت تخرج من صلاتك وقد دعوت الله جل وعلا الا يتركك ونفسك لانه ان تركك ونفسك ونفسك تضيع فتطلب من الله ان لا يخليك ونفسك تطلب منه ان يكون لك عونا لا تكلني الى نفسي طرفة عين لو وكلك الى نفسك طرفة عين تضيع كم في الدنيا من الفتن كم فيها من الصواد؟ كم فيها من الصوارف فمن المناسب جدا ان تقول اعقاب الصلوات اللهم اعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك. نعم واوصى لشخص قد اتى لنصيحة وقد كان في حمل الشرائع يجهد بان لم يزل رطب اللسان هذه تعين على كل الامور وتسعد ثم ذكر هذين البيتين في بيان فضل الذكر قال واوصى لشخص قد اتى لنصيحته وقد كان في حمل الشرائع يجهد بان لم يزل رطبا لسانك هذه تعين على كل الامور وتسعده هنا يشير الشيخ رحمه الله الى الحديث المتقدم الذي قال فيه عليه الصلاة والسلام لا يزال لسانك رطبا من ذكر الله وهو حديث عبدالله ابن بسر في الترمذي وغيره ان رجلا اتى النبي صلى الله عليه وسلم وقال يا رسول الله ان شرائع الاسلام قد كثرت علي فاوصني فهو يريد وصية تخفف عليه هذه الاعمال وتيسر عليه هذه الطاعات ولهذا يقول الشيخ ووصى واوصى لشخص قد اتى لنصيحة يعني طلبا من النبي عليه الصلاة والسلام له نصيحة لان الشرائع كثرت عليه فيريد امرا ييسر له هذا الباب ويسهل له سبيل الطاعة وقد كان في حمل الشرائع يجهد يعني هذا الرجل الذي طلب النصيحة كان يجهد في حمل الشرائع وهذا اخذه الشيخ من قول هذا الرجل ان شرائع الاسلام كثرت عليه. ان شرائع الاسلام كثرت عليه. فهي كثيرة عليه واجهدته واحس بها ثقل وجهد فيريد امر ان يخفف عليه هذه الاعمال ويسأل لم يزل رطبا لسانك هكذا قال له النبي عليه الصلاة والسلام قال له لا يزال لسانك رطبا من ذكر الله فهذا يدل على ان ذكر الله جل وعلا يسهل الطاعة يسهل الطاعة وييسر العبادة للعبد ولا يحس فيها ثقلا على نفسه بل تصبح خفيفة عليه وثقيلة على نفسه ومريحة لقلبه ويأنس ويسعد بها ولهذا قال الشيخ رحمه الله موضحا معنى الحديث قال هذه تعين على كل الامور هذه تعين على كل الامور يعني هذه المواظبة والمحافظة على ذكر الله تعين على كل الامور يعني على كل الطاعات فيها تسهيل العبادات وتذليل الصعاب وتفريج الكربات وتيسير الشدات وازالة الكربات كل هذا يحصل نتيجة لماذا لترطب لسان العبد بذكر الله تبارك وتعالى. هذه تعين على كل الامور وايضا فائدة وتسعد وتسعد ان يحصل لك السعادة. وقد مر معنا ما يدل على ذلك في قول الناظم يزيل السقاء وضد الشقاء السعادة. فاذا زالت الشقاء فاذا زال الشقاء وجد ضده وهو السعادة واذا ثبتت ثبتت السعادة زال ضدها وهو الشقاء. فمن فوائد الذكر حصول السعادة وزوال الشقاء واخبر ان الذكر غرس لاهله بجنات عدن والمساكن تمهد قال واخبر ان الذكر غرس لاهله بجنات عدن والمساكن تمهد يشير الى الحديث الذي اشرت اليه قريبا حديث عبد الله ابن مسعود وهو في الترمذي ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لقيت ليلة اسري بي ابراهيم الخليل فعليه السلام فقال اقرئ امتك مني السلام واخبرهم ان الجنة قيعان والقيعان هي الارض آآ التي اه مهيئة للزرع وطيبة ومهيئة للزرع قيعان وان نعم وان وانها طيبة التربة عذبة الماء فالجنة ارض مهيأة للزراعة وارضها طيبة وماؤها عذب كيف نغرس فيها نخلا وشجرا قال غراسها ذكر الله وان وان غراسها ذكر الله فذكر الله عز وجل هو غراس الجنة هذا معنى قوله واخبر ان الذكر غرس لاهله يعني غرس في الجنة لاهل الذكر غرس في الجنة لاهل الذكر كلما كانوا اعظم مواظبة عليه زاد غرسهم في الجنة بحسب ذلك غرس لاهله اين؟ بجنة عدن اي اي انه يغرس لهم بحسب عنايتهم بذكر الله في جنة عدن والمساكن تمهد والمساكن في الجنة تمهد اي تعد وتهيأ تزين لهؤلاء الذاكرون وكلما عظم حظهم من الذكر عظم حظهم ونصيبهم من غراس الجنة ومساكنهم فيها ويقال لقارئ القرآن اقرأ وارقع فان درجتك عند اخر اية تقرأها. واهل الجنة في الجنة يتفاضلون بحسب عنايتهم بذكر عنايتهم بذكر الله ومواظبتهم على طاعة الله سبحانه وتعالى ولهذا جاء في الحديث الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان اهل الجنة ليتراءون اهل الغرف اهل الغرف اهل المنازل العالية الرفيعة في الجنة قال ان اهل الجنة ليتراءون اهل الغرف كما ترأون الكوكب الدري الغابر في السماء يعني اهل الجنة الذين في آآ المنازل التي هي ليست المنازل العالية ينظرون الى اهل المنازل العالية مثل ما ننظر نحن الان الى ايش الكوكب الدري الغابر في السماء يعني النجم الرفيع الان اذا اردت ان تنظر الى النجم الرفيع العالي في السما ماذا تفعل ترفع رأسك عاليا حتى ان عمامتك تسقط من شدة رفعك لرأسك حتى تنظر الكوكب العالي الرفيع في السماء. اهل يتراءون اهل الغرف كما نتراءى نحن الكوكبة العالي الرفيع في السماء فقال الصحابة للرسول عليه الصلاة والسلام يا رسول الله هل هذه منزلة الانبياء لا يصلها غيرهم لا يبلغها غيرهم قال عليه الصلاة والسلام بلى ولكن رجال آآ امنوا بالله وصدقوا المرسلين امنوا بالله وصدقوا المرسلين. هنا خذ فائدة من لم يؤمن بالله ولم يصدق المرسلين. ما شأنه كافر ما يدخل الجنة لكن ما المراد بقوله امنوا بالله وصدقوا المرسلين؟ هذا يدلك على ان الايمان بالله والتصديق للمرسلين متفاوت حتى هؤلاء الذين في الدرجات يعني الدنيا في الجنة ايضا هم امنوا بالله وصدقوا المرسلين لكن اولئك ايمانهم وتصديقهم اعلى وارفع فهذا يدلك على ان الايمان يتفاضل اهله ولهذا جاء في الحديث نفسه قال لتفاضل ما بينهم لتفاضل ما بينهم يعني بالايمان. فالايمان ليس اهله فيه على درجة واحدة بل انهم متفاوتون هذا معنى قوله آآ واخبر ان الذكر غرس لاهله بجنات عدن والمساكن تمهد نعم واخبر ان الله يذكر عبده ومعه على كل الامور يسدد. وهنا في هذا البيت ذكر الشيخ رحمه الله فضيلة من فضائل الذكر. الفضيلة الاولى في قوله واخبر ان الله يذكر عبده ويشير هنا الى ما ثبت في الصحيحين من حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال قال الله تعالى اه من ذكرني في ملأ من ذكر من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ومن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه وفي القرآن الكريم قال الله تعالى اذكروا الله يذكركم فهنا اخبر ان الله يذكر عبده يعني يذكر من ذكره فمن ذكر الله ذكره الله. فاذكروا الله يذكره وفي الحديث من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ومن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه. فهذه فضيلة عظيمة من فضائل الذكر ان يظفر الذاكر بذكر الله له ومن الامثلة الموضحة لذلك ما جاء في صحيح مسلم عن اه آآ معاوية رضي الله عنه قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن حلقة جلوس في المسجد نتذاكر قال ما اجددتكم؟ قلنا جلسنا نذكر الله وما من الله علينا به فقال عليه الصلاة والسلام االله ما اجلسكم الا ذلك قلنا والله ما اجلسنا الا ذلك قال اما والله اني لم استحلفكم تهمة لكم ولكن اتاني جبريل انفا فاخبرني ان الله يباهي بكم ملائكته اخبرني ان الله يباهي بكم ملائكته. جلسوا يذكرون الله في المسجد ويتذاكرون ومن ذكر الله مجالس العلم التي يبين فيها الحلال والحرام ويتعلم فيها امور الدين هذه من اعظم مجالس الذكر وهي رياض الجنة وفيها تمام المنة باذن الله تبارك وتعالى فمن فضائل ذلك ذكر الله لمن ذكره في الملأ الاعلى ولهذا جاء في الحديث الاخر ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسون انه بينهم الا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده والفظيلة الثانية في الشطر الثاني من البيت في قوله ومعه على كل الامور يسدد ومعه اي الله مع الذاكر وقد جاء في البخاري تعليقا وفي المسند للامام احمد موصولا ان النبي صلى الله عليه وسلم قال قال الله تعالى انا مع عبدي ما ذكرني وتحركت بي شفتاه. انا مع عبدي ما ذكرني وتحركت بي شفتاه فهذا فيه اثبات المعية معية الله للذاكر وهذه معية خاصة لان معية الله لخلقه نوعان معية عامة بالاطلاع والرؤيا كما في قوله تعالى وهو معهم وهو معكم اينما كنتم فهذه معية عامة بالعلم والاطلاع والمعية هنا معية خاصة مثل قول الله تعالى ان الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون ومثل قوله تعالى انني معك ما اسمع وارى وقوله لا تحزن ان الله معنا ونظائر ذلك هذه معية خاصة. وهي تقتضي الحفظ والتأييد والرعاية والعناية. فالله عز وجل مع الذاكر معه ما معنى هذه المعية؟ قال على كل الامور يسدد وهذا توضيح للمعية الخاصة على كل الامور يسدد اي معه بحفظ وتسديده وعونه فهذه اه فظيلة عظيمة من فظائل الذكر. ونحن الان في مجلس ذكر لله عز وجل فنسأل الله عز وجل ان ان يكتب لنا ولكم هذه الفضائل وان يعمنا واياكم بخيره ومنه وفضله. وان يجعلنا جميعا من الذاكرين الله كثيرا والذاكرات الدرس صلة نكمل فيه بقية الفوائد والفظائل ان شاء الله. والله اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد